إعـــــــلان

Collapse
No announcement yet.

جانب من خطبة الجمعة 27 محرم 1436 هجري -اضاءات من دعوة نوح (ع) ،القانون الذي وضعه الله لمعرفة حجته ( يوسف ع)

Collapse
X
 
  • Filter
  • الوقت
  • Show
Clear All
new posts
  • ابو شهاب 313
    عضو جديد
    • 30-12-2013
    • 27

    جانب من خطبة الجمعة 27 محرم 1436 هجري -اضاءات من دعوة نوح (ع) ،القانون الذي وضعه الله لمعرفة حجته ( يوسف ع)

    إضاءات من دعوة نوح (ع) ، القانون الذي وضعه الله لمعرفة حجته ( يوسف ع)
    بسم الله الرحمن الرحيم
    الحمد لله رب العالمين
    اللهم صل على محمد وال محمد الائمة والمهديين وسلم تسليما كثيرا
    السلام عليكم اخوتي الانصار ورحمة الله وبركاته..
    الحمد لله مالك الملك، مجري الفلك مسخر الرياح، فالق الإصباح، ديان الدين، رب العالمين، الحمد لله الذي من خشيته ترعد السماء وسكانها وترجف الأرض وعمارها، وتموج البحار ومن يسبح في غمراتها.والصلاة والسلام على المحمود الاحمد والمصطفى الامجد حبيب اله العالمين ابي القاسم محمد وعلى اله الطيبين الطاهرين. اللهم صل على محمد وآل محمد الائمة والمهديين، الفلك الجارية في اللجج الغامرة، يأمن من ركبها، ويغرق من تركها، المتقدم لهم مارق، والمتأخر عنهم زاهق، واللازم لهم لاحق.عباد الله ... اوصيكم ونفسي بتقوى الله..

    1- نوح (ع) أول الأنبياء أولي العزم مبعثاً، ودعوته لقومه فيها شيء من اللين والموعظة الحسنة، والظاهر حتى الإنذار في دعوة نوح (ع) كان يصب في هذا القالب ﴿إِنْ أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ مُبِينٌ﴾ فلم يشتد معهم حتى في الإنذار، مع أنهم طغاة عتاة ﴿قَالُوا لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ يَا نُوحُ لَتَكُونَنَّ مِنَ الْمَرْجُومِينَ﴾.
    وهذا قوله (ع) في سورة الأعراف: ﴿أَوَعَجِبْتُمْ أَنْ جَاءَكُمْ ذِكْرٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَلَى رَجُلٍ مِنْكُمْ لِيُنْذِرَكُمْ وَلِتَتَّقُوا وَلَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ﴾.
    وقال(ع): ﴿وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحاً إِلَى قَوْمِهِ إِنِّي لَكُمْ نَذِيرٌ مُبِينٌ * أَنْ لا تَعْبُدُوا إِلَّا اللَّهَ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ أَلِيمٍ﴾.
    وقال(ع): ﴿قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كُنْتُ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَآتَانِي رَحْمَةً مِنْ عِنْدِهِ فَعُمِّيَتْ عَلَيْكُمْ أَنُلْزِمُكُمُوهَا وَأَنْتُمْ لَهَا كَارِهُونَ﴾.
    فالإنذار مرة يقرن بالرحمة ومرة بالخوف عليهم من العذاب، وهذا اللين من نوح (ع) إما للتقية وتجنب الاصطدام الشديد مع الكفار وما يجره من ضرر على المؤمنين، وإما طلباً لترقيق قلوبهم وتليين جانبهم، وفي النهاية طمعاً في إيمانهم وهذا الوجه الأخير أرجح من التقية، وذلك لأنه عندما علم من الله أنه لن يؤمن أحد من قومه غير الذي آمنوا، اشتد معهم وسخر منهم وهددهم وتوعدهم بشدة وغلظة، قال تعالى: ﴿وَأُوحِيَ إِلَى نُوحٍ أَنَّهُ لَنْ يُؤْمِنَ مِنْ قَوْمِكَ إِلَّا مَنْ قَدْ آمَنَ فَلا تَبْتَئِسْ بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ * وَاصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا وَلا تُخَاطِبْنِي فِي الَّذِينَ ظَلَمُوا إِنَّهُمْ مُغْرَقُونَ * وَيَصْنَعُ الْفُلْكَ وَكُلَّمَا مَرَّ عَلَيْهِ مَلَأٌ مِنْ قَوْمِهِ سَخِرُوا مِنْهُ قَالَ إِنْ تَسْخَرُوا مِنَّا فَإِنَّا نَسْخَرُ مِنْكُمْ كَمَا تَسْخَرُونَ * فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ مَنْ يَأْتِيهِ عَذَابٌ يُخْزِيهِ وَيَحِلُّ عَلَيْهِ عَذَابٌ مُقِيمٌ﴾.
    2- الصبر والمطاولة: ﴿قَالَ رَبِّ إِنِّي دَعَوْتُ قَوْمِي لَيْلاً وَنَهَاراً … ثُمَّ إِنِّي دَعَوْتُهُمْ جِهَاراً * ثُمَّ إِنِّي أَعْلَنْتُ لَهُمْ وَأَسْرَرْتُ لَهُمْ إِسْرَاراً﴾.
    والصبر والمطاولة مطلوبان لمن رجا إيمان من يدعوهم، فكثير من الناس تدعوهم إلى الحق فلا يؤمن أول وهلة، بل يواجهك بشدة وغلظة، ولكن مع مرور الأيام يوفق للإيمان بالحق، وربما يصبح من دعاة الحق المخلصين.
    3- الالتجاء إلى الله والتوكل عليه سبحانه والاعتماد على تخطيطه وتدبيره سبحانه، بل وطلب النصر من الله بعد اليأس من إيمان من بقي على الكفر، ربَّ ﴿أَنِّي مَغْلُوبٌ فَانْتَصِر﴾.
    4- الرحمة بالمؤمنين وخفض الجناح لهم، والإعراض عن ماضيهم قبل دخولهم في الدعوة مهما كان هذا الماضي، بل والدفاع عن هؤلاء الثلة والاعتزاز بهم، ﴿قَالُوا أَنُؤْمِنُ لَكَ وَاتَّبَعَكَ الْأَرْذَلُونَ * قَالَ وَمَا عِلْمِي بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ * إِنْ حِسَابُهُمْ إِلَّا عَلَى رَبِّي لَوْ تَشْعُرُونَ * وَمَا أَنَا بِطَارِدِ الْمُؤْمِنِينَ * إِنْ أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ مُبِينٌ﴾.
    5- العمل الدؤوب للنجاة من الفيضان، وذلك بصنع السفينة المباركة وتهيئة الطعام للناس والحيوانات وتهيئة العدة والعدد، وهذا أمر لا يتصور أنه يسير، بل على العكس هو أمر صعب، والذي يقوم به لابد أنه يواجه مشاكل كثيرة، خصوصاً إذا كان منبوذاً من قومه، وبالتالي لا يملك الكثير من الإمكانيات لأداء هذه المهمة الكبيرة، ومن هنا نتصور كم كان صبر نوح عظيماً، وكم كان توكله واعتماده على الله الواحد القهار عظيماً، وكم كانت الرحمة الإلهية والفضل الإلهي الذين شملا نوحاً عظيمين، فكان عليه السلام يعمل بيد تكاد تكون خالية إلا من رحمة الله، وكان يعمل في مجتمع لا يعرف إلا الاستهزاء به والسخرية والتهكم.
    6- اليقين ولا أقصد اليقين بوجود الله سبحانه أو بنبوته (ع)، بل أقصد اليقين بالنصر على الظالمين والتسلط على رقابهم، وهذا اليقين جعل نوحاً (ع) قوي العزيمة، يبلغ رسالة السماء، ويصبر على الأذى، ولا يأبه باستهزاء القوم، بل هو يستهزئ بهم، حيث أنه واثق من قوله تعالى: ﴿وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ * إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنْصُورُونَ * وَإِنَّ جُنْدَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ﴾.

    الخلاصة:
    الدعوة إلى الحق بلين ورحمة ورقة، ثم المبالغة في الرحمة لمن يؤمن بالحق، والصبر على من لم يؤمن في البداية لعله بعد ذلك يؤمن بالحق والعمل ليلاً ونهاراً وسراً وعلانية، لإيصال الحق دون ملل وكلل ﴿وَلَا تَمْنُن تَسْتَكْثِرُ﴾، وفي كل هذه الأحوال لابد من اليقين بالنصر الإلهي، والالتجاء إلى الله والتحصن به والتوكل عليه، توكلاً حقيقياً بمعنى أن يكون العبد مصداقاً للآية الكريمة (لا قوة إلا بالله).
    الخطبة الثانية
    الحمد الله رب العالمين والحمد حقه كما يستحقه حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه ,الحمد لله الذى يخلق ولم يخلق ويرزق ولا يرزق ويطعم ولا يطعم ويميت الاحياء ويحيى الموتى وهو حى لا يموت بيده الخير وهو على كل شئ قدير ,الحمد لله الذى لم يشهد احدا حين فطر السماوات والارض ولا اتخذ معينا حين برأ النسمات ,الحمد لله الذى جعل الليل لباسا والنوم سباتا وجعل النهار نشورا, الحمد لله الذى اذهب الليل مظلما بقدرته وجاء بالنهار مبصرا برحمته , وكسانى ضياءه وانا فى نعمته , الحمد لله الاول قبل الانشاء والاحياء ,والآخر بعد فناء الاشياء, اللهم صل على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين الائمة والمهديين , اللهم صل على محمد المصطفى وعلى علي المرتضى وعلى البتول فاطمة الزهراء وعلى السبطين الامامين الهاديين الذكيين الحسن والحسين وعلى السجاد علي بن الحسين وعلى الباقر محمد بن علي وعلى الصادق جعفر بن محمد وعلى الكاظم موسى بن جعفر وعلى الرضا علي بن موسى وعلى الجواد محمد بن علي وعلى الهادى علي بن محمد وعلى العسكرى الحسن بن علي وعلى الخلف الهادى المهدى الحجة ابن الحسن صاحب الزمان وشريك القرآن وامام الانس والجان وعلى وصيه ووليه وابنه وحبيبه ويمانيه احمد الحسن وعلى اولاده المهدين الاحد عشر مهدى مهدى الى قيام الساعة.
    ان مقتضى الحكمة الالهية هو وضع قانون لمعرفة خليفة الله في ارضه في كل زمان ، ولابد ان يكون هذا القانون وضع منذ اليوم الاول الذي جعل فيه الله سبحانه خليفة له في ارضه فلا يمكن ان يكون هذا القانون طارئ في احدى رسالات السماء المتاخرة عن اليوم الاول لوجود مكلفين منذ اليوم الاول ، ولا اقل ان القدر المتيقن للجميع هو وجود ابليس كمكلف منذ اليوم الاول
    فتعال معي عزيزي القارىء لنعرض القانون الذي وضعه الله لمعرفة حججه على نبي الله يوسف عليه السلام كما وضحه لنا الامام احمد الحسن عليه السلام في كتاب الاضاءات ج3

    1- الوصية

    في قول يعقوب(ع) ليوسف(ع) : (وَكَذَلِكَ يَجْتَبِيكَ رَبُّكَ وَيُعَلِّمُكَ مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ وَيُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَعَلَى آلِ يَعْقُوبَ كَمَا أَتَمَّهَا عَلَى أَبَوَيْكَ مِنْ قَبْلُ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ إِنَّ رَبَّكَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ) [1]

    فيعقوب يبين ان يوسف(ع) وصيه وانه امتداد لدعوة إبراهيم (ع) وبكل وضوح

    وفي قول يوسف(ع) (وَاتَّبَعْتُ مِلَّةَ آبَائي إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ مَا كَانَ لَنَا أَنْ نُشْرِكَ بِاللَّهِ مِنْ شَيْءٍ ذَلِكَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ عَلَيْنَا وَعَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَشْكُرُونَ) [2] فيوسف(ع) يؤكد انتسابه إلى الأنبياء (ع) وانه الخط الطبيعي لاستمرار دعوتهم (ع).

    2- العلم

    في قوله (قَالَ لا يَأْتِيكُمَا طَعَامٌ تُرْزَقَانِهِ إِلَّا نَبَّأْتُكُمَا بِتَأْوِيلِهِ قَبْلَ أَنْ يَأْتِيَكُمَا ذَلِكُمَا مِمَّا عَلَّمَنِي رَبِّي إِنِّي تَرَكْتُ مِلَّةَ قَوْمٍ لا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَهُمْ بِالْآخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ) [3]

    وفي قوله (… تَزْرَعُونَ سَبْعَ سِنِينَ دَأَباً فَمَا حَصَدْتُمْ فَذَرُوهُ فِي سُنْبُلِهِ إِلَّا قَلِيلاً مِمَّا تَأْكُلُونَ * ثُمَّ يَأْتِي مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ سَبْعٌ شِدَادٌ يَأْكُلْنَ مَا قَدَّمْتُمْ لَهُنَّ إِلَّا قَلِيلاً مِمَّا تُحْصِنُونَ * ثُمَّ يَأْتِي مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ عَامٌ فِيهِ يُغَاثُ النَّاسُ وَفِيهِ يَعْصِرُونَ) [4]

    وفي قوله(قَالَ اجْعَلْنِي عَلَى خَزَائِنِ الْأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ) [5]

    3- البيعة لله

    في قوله (يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَأَرْبَابٌ مُتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ * مَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِهِ إِلَّا أَسْمَاءً سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ أَمَرَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ)

    بعد ان عرفنا وجود قانون الهي لمعرفة خليفة الله في أرضه وهو مذكور في القرآن الكريم بل وجاء به كل الأنبياء والمرسلين (ع) ويوسف(ع) أيضا جاء به نحتاج ان ننتفع ونعمل بهذا القانون الإلهي في زمن الظهور المقدس (زمن يوسف آل محمد(ع)) لأن من لا يعمل بهذا القانون يكون من أتباع إبليس (لع) كما تبين وأنت تجد حتى في الإنجيل أن عيسى (ع) يؤكد على ان الأنبياء السابقين من بني إسرائيل قد ذكروه وبشروا به وأوصوا به وكذا جاء بالعلم والحكمة وأيضاً رفع راية البيعة لله وطالب بملك الله وحاكميته ، ومحمد أيضاً أكد هذا الأمر وبين ان الأنبياء السابقين ذكروه وبشروا به وأوصوا به وانه مذكور في التوراة والإنجيل وجاء (ص) ليُعلم الكتاب والحكمة ورفع راية البيعة لله وطالب بملك الله وحاكميته سبحانه وتعالى في أرضه .

    وكذا آل محمد (ع) وتوجد أكثر من رواية عنهم (ع) أكدوا بها هذا القانون الإلهي لكي لا يضل شيعتهم ولكن للأسف من يدَّعون انهم شيعتهم اختاروا في آخر الزمان الكفر بروايتهم والإعراض عنها وعن القرآن الكريم وإتباع العلماء غير العالمين فأضلوهم وخلطوا عليهم الحق بالباطل فلم يعد عندهم قانون لمعرفة الحجة من الله وخليفة الله ، مع ان هذا القانون الإلهي لمعرفة الحجة من الله وخليفة الله والوصي الذي يمتحن به الناس موجود في القرآن الكريم وقد بينته بوضوح لعل من يدعون انهم شيعة آل محمد وعامة أصحاب الأديان الإلهية يلتفتون إلى هذا القانون فينقذون أنفسهم من النار
    إذاً فصاحب الحق الإلهي الوصي المعزي[6] لأنبياء الله ورسله الذي يأتي في آخر الزمان إذا جاء بهذه الأمور الثلاث وهي :

    الوصية أي ان الماضيين (ع) أوصوا به ونصوا عليه بالاسم والصفة والمسكن كما كانت الوصية بالرسول محمد من الأنبياء الماضيين (ع) باسمه وبصفته انه راكب الجمل وبمسكنه فاران أي مكة وما حولها (عرفات) ، والروايات الدالة على الوصي في آخر الزمان باسمه وصفته ومسكنه كثيرة .

    وجاء أيضاً بالعلم والحكمة كما جاء رسول الله (ص) محمد بالعلم والحكمة قال تعالى :

    (هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ) [7]

    وهذا الرسول هو محمد بن عبد الله (ص) المرسل في الأوليين من هذه الأمة ثم يقول تعالى :

    (وَآخَرِينَ مِنْهُمْ لَمَّا يَلْحَقُوا بِهِمْ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) [8]

    وهذا الرسول في الآخرين هو المهدي الأول من ولد الإمام المهدي (ع) ومرسله هو الإمام المهدي (ع) وأيضاً يعلمهم الكتاب والحكمة مما جاء به رسول الله محمد (ص) وكان اسمه (ص) في السماء احمد ، والمهدي الأول اسمه في الأرض احمد وفي السماء محمد فهو صورة لرسول الله محمد (ص) ويبعث كما يبعث محمد (ص) ويعاني كما عانى محمد (ص) فلابد من وجود قريش وحلفاءها وأم القرى والهجرة والمدينة وكل ما رافق دعوة رسول الله محمد (ص) فقط المصاديق والوجوه تتبدل إنما هي وهم كتلك وأولئك .

    أما الأمر الثالث :

    وهو المطالبة بحاكمية الله والملك الإلهي فلابد ان يتحقق في الواقع المعاش بشكل يتوضح فيه صاحب الحق الإلهي وحكمته وعلمه ومعرفته بعاقبة الأمور والحمد لله تم هذا بفضل الله سبحانه وتعالى فكل أولئك العلماء غير العاملين دعوا إلى حاكمية الناس والانتخابات وشورى وسقيفة آخر الزمان إلا الوصي بفضل من الله عليه لم يرضَ إلا حاكمية الله وملك الله سبحانه ولم يحد عن الطريق الذي بينه محمد وال محمد (ع) ، أما العلماء غير العاملين فقد خرجوا وحادوا عن جادة الصواب وتبين بفضل خطة إلهية محكمة ان رافع راية رسول الله محمد (ص) (( البيعة لله )) هو فقط الوصي .

    اما من سواه فهم قد رفعوا راية الانتخابات وحاكمية الناس وهي بيعة في أعناقهم للطاغوت وبملئ إرادتهم ، بل وهم قد دعوا الناس لها وانخدع الناس بسبب جهلهم بالعقيدة التي يرضاها الله سبحانه وتعالى مع إن أهل البيت (ع) قد بينوا هذا الأمر بكل وضوح وجلاء ، ودم الحسين في كربلاء خير شاهد على ذلك وان كانت فاطمة الزهراء (ع) لما نحى القوم الوصي علي (ع) خاطبتهم قائلة : (أما لعمر إلهك لقد لقحت فنظرة ريثما ننتج ، ثم احتلبوا طلاع القعب دما عبيطا وزعافا ممقرا ، هنالك يخسر المبطلون ويعرف التالون غب ما أسس الأولون ، ثم طيبوا عن أنفسكم أنفسا ، واطمأنوا للفتنة جأشا وأبشروا بسيف صارم وهرج شامل واستبداد من الظالمين ، يدع فيئكم زهيدا وزرعكم حصيدا . فيا حسرتي لكم وأنى بكم وقد عميت عليكم أنلزمكموها وأنتم لها كارهون) [9]

    فهم اليوم علموا بانفسكم غب ما سَنّوا واحتلبوا طلاع القعب دما عبيطا .

    فهل هذا الحال الذي انتم فيه عذاب من الله سبحانه ام لا ؟ !!! .

    في قرارة أنفسكم تقرون انه عذاب من الله ولكن تخافون ان تقروا بألسنتكم لئلا يقال لكم فهذا احمد الحسن مرسل من الإمام المهدي (ع) وهذه رسالة إلهية والله يقول :
    (وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً)

    اللهم انا نسالك بحق من اصطفيتهم من خلقك ولم تجعل في خلقك مثلهم احد الائمة والمهديين صلواتك عليهم اجمعين ان تمكن لقائم ال محمد ص وان تنجز لمحمد وال محمد الائمة والمهديين صلواتك عليهم اجمعين ما وعدتهم من النصر والتمكين انك نعم المولى ونعم النصير اللهم ونسالك بحق احب الخلق اليك محمد وال محمد الائمة والمهديين صلواتك عليهم اجمعين ان تؤلف بين قلوب الانصار وتوفقهم للعمل بين يدي قائم ال محمد ص وان تختم لهم بالحسنى وان تمن على مرضاهم بالشفاء والصحة وعلى موتاهم بالرحمة والمغفرة وعلى مسافريهم بالوصول الى مقاصدهم سالمين غانمين وان تمن على احياءهم باللطف والكرامة وعلى فقرائهم بالغنى والثروة انك نعم المجيب واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وال محمد الائمة والمهديين وسلم تسليما. بسم الله الرحمن الرحيم
    (( قل هو الله احد * الله الصمد * لم يلد ولم يولد * ولم يكن له كفواً احد )).
Working...
X
😀
🥰
🤢
😎
😡
👍
👎