إعـــــــلان

Collapse
No announcement yet.

طقوس الحزن والبكاء على ادونيس في الاساطير الاغريقية

Collapse
X
 
  • Filter
  • الوقت
  • Show
Clear All
new posts
  • نجمة الجدي
    مدير متابعة وتنشيط
    • 25-09-2008
    • 5278

    طقوس الحزن والبكاء على ادونيس في الاساطير الاغريقية




    أدونيس .. أسطورةُ الموت والحياة

    تعود أسطورة الإله الذي يلقى مصرعه وهو في ريعان الشباب ثم يعود للحياة بجذورها إلى البابليين في أسطورة تموز وعشتار ومنهم انتقلت إلى إلى كثير من المجتمعات الزراعية في الشرق القديم وإلى الحضارات الأخرى فأدونيس الإله الإغريقي هو نفسه الإله الفينيقي أدوني الذي انتقلت عبادته من الفينيقيين إلى الإغريق ثم إلى الرومان كما توجد هذه الأسطورة عند الفرس والهنود بمسميات مختلفة وسنستعرض هذه الأسطورة كما ذكرها المؤرخون والشعراء الإغريق والرومان وما هي إلا تكرارٌ لقصة تموز البابلي وأوسير المصري و بعل الأوغاريتي وقد ألهمت هذه الأسطورة الشعراء و والأدباء والمبدعين في مختلف الفنون الكثير من الأعمال الرائعة منذ آلاف السنين وحتى هذا اليوم وأول من تناول هذه الأسطورة في المصادر المكتوبة هو الشاعرالإغريقي"باونياسس" الذي يقول في سرده لهذه الأسطورة:

    أدونيس هو ابن أميرة فينيقيّة اسمها "ميرا" فتاةٌ ساحرة الجمال شعرها كأنّه شلالٌ من الذّهب ودفع الغرور ميرا لمفاخرة "أفروديت" ربّة الحب والخصب بجمال شعرها الذي بفوق شعر أفروديت جمالاً فاستشاطت أفروديت منها غضباً وقرّر الانتقام بقسوة واستعانت بابنها "كيوبيد" الذي يرشق البشر بسهامه فتوقد في قلوبهم جذوة حبٍّ لا يُدافَع سدّد كيوبيد إلى قلب ميرا سهم حب محرم أشعل فيها شهوة مجنونة أثمرت حملاً آثماً جاء من سفاح واستفاقت ميرا من سكرة الحبّ وأصابها الذّعر والهلع خوفاً من الفضيحة فهربت و التجأت إلى الآلهة متوسّلةً إليها أن تنقذها من تلك الفضيحة واستجابت الآلهة لميرا بأن حوّلتها إلى شجرة المرّ،لتمضي الأيّام وينشقّ لحاء تلك الشجرة بعد مضي تسعة أشهر منبثقاً عن طفلٍ رائع الجمال هو أدونيس

    ميلادُ أدونيس

    وتسابقت الإلهات للفوز بهذا الطفل الجميل فكان من نصيب أفروديت ولم تكن ظروف هذه الرّبّة العابثة لتسمح لها بالعناية بوليد صغير فعهدت بالعناية به إلى أختها "برسفونة" ربة الموت التي أحسنت تربيته حتى كبر واستوى شابّاً جميلاً فاتن الجسد فاتك النّظرات فأغرمت برسفونة به وقرّرت الاستئثار به لنفسها فجنّ جنون أفروديت وتملّكتها الغيرة وتنازعت الأختان على أدونيس واستدعى الأمر تدخّل "زيوس" كبير الآلهة الذي قضى بأن يبقى أدونيس مع أفروديت أربعة أشهر ومع برسفونة أربعة أشهر أخرى وما بقي من العام يكون لأدونيس حق الاختيار في البقاء مع من يشاء منهما فاختار أدونيس أفروديت وهكذا أصبحت أفروديت أو"عشتار" أو"فينوس" هي العشيقة الأسطورية لأدونيس في الميثولوجيا القديمة .

    ونتابع في الأسطورة أن أدونيس خرج للصيد في إحدى غابات فينيقية اسمها لبنانفهاجمه خنزير بري وجرحه جرحاًبليغاً وهرعت أفروديت إلى حبيبها الجريح لتضمّد جراحه وأخذت تسكب العطور على جرحه وسال الدم الممتزج بالعطرعلى الأرض فانبثقت منه زهرة لونها لون الدم هي شقائق النعمان (والنعمان باللغة الفينيقية معناها الجميل وهي من القاب أدونيس ) ولم تفلح جهودها بوقف الدم النازف من جرح أدونيس واستمر الدم بالتدفق حتى قضى أدونيس نحبه ووصل الدم إلى النهر (نهر ابراهيم في لبنان ) وصبغ مياهه بلون الدم واستمر النهر يجري بلون الدم أسبوعاً هي مدة الحداد على أدونيس



    مصرعُ أدونيس

    وقد روى لنا أحد المؤرخين من القرن الأول الميلادي هو "لوقيانوس السمسياطي" طقوس الحداد على أدونيس من مدينة جبيل قائلاً:

    في كل عام ومع بدء الربيع تتلون مياه نهر أدونيس بلون الدم معلناً للجبيليين بدء الحداد على أدونيس بذكرى مصرع هذا الإله الشاب فيعمّ البلاد حزنٌ عظيم ويبكي الناس ويضربون أنفسهم ويتألمون وينوحون وتستمر هذه الطقوس لأيام ثمّ يعلنون قيامة أدونيس وصعوده إلى السماء ثمّ لتبدأ الاحتفالات .

    وقد روى المؤرخ نفسه تعليلاً منطقياً لتلون مياه النهر باللون الأحمر نقلاً عن أحد الجبيليين الذي أخبره أن الرياح القوية التي تهب على المنطقة في تلك الفترة من السّنة تحمل معها التراب إلى مياه النهر فتكسبه اللون الأحمر والطريف في الأمر هو ماعلّق به المؤرخ على رواية هذا الرجل حين قال : حتى لو صح كلام الرجل فإن توافق هبوب الرياح في هذه الأيام من السنة مع ذكرى مصرع أدونيس هو أمرٌ لا يقل ألوهية )!!!

    والمعروف أن الحداد على أدونيس والاحتفالات بقيامته تقام في أول الربيع مع ذوبان الثلوج عن الجبال المحيطة بمجرى النهر فتجرف معها التراب من الأرض المحيطة بالنهر والتي تتميز بلونها المائل إلى الحمرة فتلون المياه بذلك اللون.

    وكان من طقوس الحداد أن يزرع الناس بذور القمح والشمرة وشقائق النعمان في أوان فخارية ويضعونها في بيوتهم لتنمو وتذبل في أيام قليلة كناية عن قصر حياة أدونيس والحياة بشكل عام ومن الجدير ذكره أن عبادة أدونيس انتشرت في مناطق كثيرة من الهلال الخصيب ولا تزال بعض طقوس هذه الأسطورة أو مايشير إليهافي التراث الشعبي لأهل هذه المناطق موجودةً حتى اليوم
    قال يماني ال محمد الامام احمد الحسن (ع) ليرى أحدكم الله في كل شيء ، ومع كل شيء ، وبعد كل شيء ، وقبل كل شيء . حتى يعرف الله ، وينكشف عنه الغطاء ، فيرى الأشياء كلها بالله ، فلا تعد عندكم الآثار هي الدالة على المؤثر سبحانه ، بل هو الدال على الآثار
Working...
X
😀
🥰
🤢
😎
😡
👍
👎