إعـــــــلان

Collapse
No announcement yet.

اليمانــــــي (ع) عنــــــد السنــــة

Collapse
X
 
  • Filter
  • الوقت
  • Show
Clear All
new posts
  • norallaah
    مشرف
    • 15-03-2012
    • 718

    اليمانــــــي (ع) عنــــــد السنــــة



    اليمانــــــي (ع) عنــــــد السنــــة
    هل يجب الإيمان بالمهدي (ع) ؟؟
    https://www.facebook.com/alhml.almdbooh.313
    ------------------


    لا شكَّ أنّ عامة - عوام - المسلمين مختلفون في جواب هذا السؤال، فالبعض يرى عدم وجوب الإيمان بالمهدي ، بينما البعض الآخر يماطل في الجواب بقوله عدم ضرورة إجابة السؤال لكون المهدي لم يوجد بعد، بينما آخرون يرون وجوب الإيمان به كعقيدة، والرأي الأخير هو المختار من علماء المسلمين على العكس من الآراء التي تقدمت.


    ومع الأسف فإنّ الغالب على عوام المسلمين عدم الاطلاع على كتب علمائهم وآرائهم والاكتفاء بقول من يَرْتَدُون زيَّ طلبة العلم، فترى السني عادةً يقنع بقول أي شخص يرتدي الزيّ الديني تمامًا كما هو حال أغلب الشيعة مع أنّ الطرفين لو راجعوا كتب علمائهم لتغيّرت عندهم كثيرٌ من المفاهيم تمامًا، ومن هذه المفاهيم مفهوم الاعتقاد بالمهدي الحق (مهدي المسلمين بغض النظر عن المصداق) ووجوبه كما أقرَّهُ علماءُ السنة.



    فالإيمان بالمهدي الحق من عقائد المسلمين الثابتة، ومحاولة إنكار هذه العقيدة إنما هي محاولة استحمار يمارسها بعض مُدَّعي العلم بشُبُهاتٍ وتوهُّماتٍ سنقف مع توهُّمٍ شائعٍ منها قبل أن ننتقل إلى إيراد بعض كلمات علماء السنة في وجوب الإيمان بالمهدي.


    توهُّمٌ شائع :
    ما يدّعيه البعض من عدم وجود حديث صحيح في المهدي:

    ويَرُدُّ على هذا الاتجاهِ الألبانيُّ في السلسلة الصحيحة قائلاً: (... "لا تقوم الساعة حتى تملأ الأرض ظلماً وجوراً وعدواناً، ثم يخرج رجل من عترتي أو من أهل بيتي يملؤها قسطاً وعدلاً، كما ملئت ظلماً وعدواناً")
    أخرجه أحمد: ج3 ص36، وابن حبان: ص1880، والحاكم: ج4 ص557، وأبو نعيم في الحلية: ج3 ص101.



    وقال الحاكم: "صحيح على شرط الشيخين". ووافقه الذهبي وهو كما قالا، وأشار إلى تصحيحه أبو نعيم بقوله عقبه: "مشهور من حديث أبي الصديق عن أبي سعيد". فإنه بقوله: "مشهور" يشير إلى كثرة الطرق عن أبي الصديق، كما تقدم، وأبو الصديق اسمه بكر بن عمرو، وهو ثقة اتفاقاً محتج به عند الشيخين وجميع المحدثين، فمن ضعف حديثه هذا من المتأخرين، فقد خالف سبيل المؤمنين، ولذلك لم يتمكن ابن خلدون من تضعيفه، مع شططه في تضعيف أكثر أحاديث المهدي بل أقرّ الحاكم على تصحيحه لهذه الطريق والطريق الآتية، فمن نسب إليه أنه ضعف كل أحاديث المهدي فقد كذب عليه سهواً أو عمداً) (السلسلة الصحيحة: برقم 1529 ج4 ص103.http://islamport.com/d/1/alb/1/19/136.html).



    وقال أيضًا بعد مناقشة طويلة مما قاله في مناقشته: (فقال - ابن تيمية - في منهاج السنة ج4 ص211): (إن الأحاديث التي يحتج بها على خروج المهدي أحاديث صحيحة، رواها أبو داود والترمذي وأحمد وغيرهم من حديث ابن مسعود وغيره).
    وكذا في المنتقى من منهاج الاعتدال - للذهبي: ص534. قلت: فهؤلاء خمسة من كبار أئمة الحديث قد صححوا أحاديث خروج المهدي، ومعهم أضعافهم من المتقدمين والمتأخرين أذكر أسماء من تيسر لي منهم ........ الخ).

    أثبت فيها أحاديث المهدي : (بعد هذا كله أليس من العجيب حقاً قول الشيخ الغزالي في "مشكلاته" التي صدرت عنه حديثاً (ص139): "(من محفوظاتي وأنا طالب أنه لم يرد في المهدي حديث صريح، وما ورد صريحاً فليس بصحيح)" !!

    فمن هم الذين لقنوك هذا النفي وحفظوك إياه وأنت طالب ؟ أليسوا هم علماء الكلام الذين لا علم عندهم بالحديث، ورجاله، وإلا فكيف يتفق ذلك مع شهادة علماء الحديث بإثبات ما نفوه ؟! أليس في ذلك ما يحملك على أن تعيد النظر فيما حفظته طالباً، لاسيما فيما يتعلق بالسنة والحديث تصحيحاً وتضعيفاً، وما بني على ذلك من الأحكام والآراء، ذلك خير من أن تشكك المسلمين في الأحاديث التي صححها العلماء لمجرد كونك لقنته طالباً، ومن غير أهل الاختصاص والعلم !؟) (المصدر السابق).



    ومن هذه الشبهة وأمثالها امتدَّ الوهْمُ عند كثير من المسلمين بعدم صحة الاعتقاد بظهور المهدي آخر الزمان، مع أنّ هذه العقيدة لا غبار عليها بل لا يوجد شك في وجوب الاعتقاد بها على المسلم.


    قال الألباني: (ومنهم - وفيهم بعض الخاصة - من علم أنّ ما حكيناه عن العامة أنه خرافة ولكنه توهم أنها لازمة لعقيدة خروج المهدي، فبادر إلى إنكارها، على حد قول من قال: "وداوني بالتي كانت هي دواء" ! وما مثلهم إلا كمثل المعتزلة الذين أنكروا القدر لما رأوا أن طائفة من المسلمين استلزموا منه الجبر !! فهم بذلك أبطلوا ما يجب اعتقاده، وما استطاعوا أن يقضوا على الجبر ! وطائفة منهم رأوا أنّ عقيدة المهدي قد استغلت عبر التاريخ الإسلامي استغلالاً سيئاً، فادعاها كثير من المغرضين، أو المهبولين، وجرت من جراء ذلك فتن مظلمة، كان من آخرها فتنة مهدي (جهيمان) السعودي في الحرم المكي، فرأوا أنّ قطع دابر هذه الفتن إنما يكون بإنكار هذه العقيدة الصحيحة !


    وإلى ذلك يشير الشيخ الغزالي عقب كلامه السابق وما مثل هؤلاء إلا كمثل من ينكر عقيدة نزول عيسى في آخر الزمان التي تواتر ذكرها في الأحاديث الصحيحة؛ لأنّ بعض الدجاجلة ادعاها، مثل ميرزا غلام أحمد القادياني، وقد أنكرها بعضهم فعلاً صراحة، كالشيخ شلتوت، وأكاد أقطع أنّ كل من أنكر عقيدة المهدي ينكرها أيضاً، وبعضهم يظهر ذلك من فلتات لسانه، وإن كان لا يبين. وما مثل هؤلاء المنكرين جميعاً عندي إلا كما لو أنكر رجل إلوهية الله بدعوى أنه ادعاها بعض الفراعنة ! "فهل من مدكر") (المصدر السابق).






    " يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاء... "
  • norallaah
    مشرف
    • 15-03-2012
    • 718

    #2
    رد: اليمانــــــي (ع) عنــــــد السنــــة



    اليمانــــــي (ع) عنــــــد السنــــة – الحلقة الثانية
    وجوب الإيمان بالمهدي (ع) ؟؟

    ------------------
    وجوب الإيمان بالمهدي (ع):

    على كل حال فالإيمان بالمهدي (ع) من صميم عقائد المسلمين، ولا يتردَّد علماء السنة في تكفير من لا يؤمن بالمهدي (ع).

    ففي السؤال: (ما حكم من يذكر أنّ المهدي ليس حقيقة، وأنّ المسيح الدجال كناية فقط عن كثرة الفساد في هذا الزمان وليس بشراً) ؟

    الفتوى: الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه.


    أما بعد .. فقد بلغت أحاديث المهدي المنتظر وأحاديث المسيح الدجال حد التواتر كما ذكر ذلكأئمة الحديث، منهم: الحافظ ابن حجر العسقلاني، والسخاوي، والسفاريني فيلوائح الأنوار، والكتاني في نظم المتناثر من الحديث المتواتر، والحافظ الفقيه ابن حجر الهيتمي، والشوكاني.قال الشوكاني في الفتح الرباني: الذي أمكن الوقوف عليه من الأحاديث الواردة في المهدي المنتظر خمسون حديثاً وثمانية وعشرون أثراً، ثم سردها مع الكلام عليها، ثم قال: وجميع ما سقناه بالغ حد التواتر كما لا يخفى على من له فضل اطلاع. وللإمام الشوكاني رسالة في هذا سماها: "التوضيح في تواتر ما جاء في الأحاديث في المهدي والدجال والمسيح".

    وقد تكلَّم شيخ الإسلام ابن تيمية في منهاج السنة النبوية بعد أن سرد بعض أحاديث المهدي، فقال: وهذه الأحاديث غلط فيها طوائف .. طائفة أنكروها واحتجوا بحديث ابن ماجه أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لا مهدي إلا عيسى ابن مريم) .وهذا حديث ضعيف، وقد اعتمد أبو محمد بن الوليد البغدادي وغيره عليه، وليس مما يعتمد عليه.


    وقد سئل ابن حجر الهيتمي عمَّن أنكر المهدي الموعود به، فأجاب: ( أنّ ذلك إن كان لإنكار السنة رأساً فهو كفر يقضى على قائله بسبب كفرهو ردته فيقتل، وإن لم يكن لإنكار السنة وإنما هو محض عناد لأئمة الإسلام فهو يقتضي التعزير البليغ، والإهانة بما يراه الحاكم لائقاً بعظيم هذه الجريمة،وقبح هذه الطريقة، وفساد هذه العقيدة، من حبس وضرب وصفع وغيرها من الزواجرعن هذه القبائح ويرجعه إلى الحق راغماً على أنفه، ويرده إلى اعتقاده ما وردبه الشرع ردعاً عن كفره. انتهى والله أعلم). (المفتي: مركز الفتوى بإشراف د . عبد الله الفقيه) (الكتاب: فتاوى الشبكة الإسلامية: الفهرس "العقيدة الإسلامية"، أركان الإيمان "الإيمان باليوم الآخر" علامات الساعة الكبرى (120)، رقم الفتوى: 21791، عنوان الفتوى: الحكم على من أنكر المهدي، تاريخ الفتوى: 24 جمادي الثانية 1423. http://islamport.com/d/2/ftw/1/15/972.html).


    وقال السيوطي: وأخرج أبو بكر الإسكاف في فوائدالأخبار عن جابر بن عبد الله، قال: ( قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من كذّب الدجال فقد كفر، ومن كذّب بالمهدي فقد كفر) (الحاوي للفتاوي، برقم (3/ 116). http://islamport.com/w/ftw/Web/904/703.htm).


    وقال المتقي الهندي في كتابه البرهان في مهدي آخر الزمان: وكذلك أفتى الشيخ العلاّمة يحيى بن محمّد الحنبليّ بكفر من أنكرالمهديّ ، فقال: (وأمّا من كذّب بالمهديّ الموعود به فقد أخبر عليه الصلاة والسلام بكفره) (البرهان - للمتقي الهندي: ص104.).


    ولا يتردَّدُ ابن باز في تكفير مَنْ لا يؤمن بالمهدي ع، فيقول جوابًا على: سؤال: يوجد لدينا رجل ينكر المسيح الدجال والمهدي ونزول عيسى ع ويأجوج ومأجوج ولا يعتقد في شيء منها، ويدعي عدم صحة ما ورد في ذلك من أحاديث، مع العلم بأنه لا يفقه شيئاً في علم الحديث ولا في غيره، وقد نوقش في هذه الأمور من قبل علماء ولكنه يزعم أنّ كل الأحاديث الواردة في هذه الأمور مكذوبة على النبي صلى الله عليه وسلم ودخيلة على الإسلام، وهو يصلي ويصوم ويأتي بالفرائض، فما حكمه ؟ وفقكم الله.


    الجواب: (مثل هذا الرجل يكون كافراً والعياذ بالله؛ لأنه أنكر شيئاً ثابتاً عن رسول الله عليه الصلاة والسلام، فإذا كان بيّن له أهل العلم ووضحوا له ومع هذا أصر على تكذيبها وإنكارها فيكون كافراً؛ لأنّ من كذَّب الرسول صلى الله عليه وسلم فهو كافر، ومن كذَّب الله فهو كافر، وقد صحت وتواترت هذه الأخبار عن رسول الله عليه الصلاة والسلام في نزول المسيح بن مريم من السماء في آخر الزمان، ومن خروج يأجوج ومأجوج وخروج الدجال في آخر الزمان، ومن مجيء المهدي، كل هذا الأربعة ثابتة: المهدي في آخر الزمان يملأ الأرض قسطاً بعد أن ملئت جوراً، ونزول المسيح بن مريم، وخروج الدجال في آخر الزمان، وخروج يأجوج ومأجوج. كل هذا ثابت بالأحاديث الصحيحة المتواترة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإنكارها كفر وضلال نسأل الله العافية والسلامة.

    فالدجال والمسيح بن مريم ويأجوج ومأجوج؛ هؤلاء الثلاثة ليس فيهم شك ولا ريب تواترت فيهم الأخبار عن الرسول صلى الله عليه وسلم، وأما المهدي فقد تواترت فيه الأخبار أيضاً، وحكى غير واحد أنها تواترت عن النبي صلى الله عليه وسلم، لكن لبعض الناس فيها إشكال وتوقف، فقد يتوقف في كفر من أنكر المهدي وحده فقط.
    أما من أنكر الدجال أو المسيح ابن مريم أو يأجوج ومأجوج فلا شكَّ في كفره ولا توقف وإنما التوقف في من أنكر المهدي فقط، فهذا قد يُقال بالتوقف في كفره وردته عن الإسلام؛ لأنه قد سبقه من أشكل عليه ذلك، والأظهر في هذا والأقرب في هذا كفره، وأما ما يتعلق بيأجوج ومأجوج والدجال والمسيح بن مريم فقد كفر، نسأل الله العافية).
    (موقع ابن باز الرسمي: فتاوى نور على الدرب المجلد الأول، إنكار الدجال ونزول عيسى ع.
    http://www.binbaz.org.sa/mat/21563).



    ولا يشك الألباني في وجوب الإيمان بالمهدي لكنه يتوقف بعض الشيء في كفر من لا يؤمن به في مفارقة طريفة لعدم إيجاب الواجب ورد حديث ينص على ذلك بحجة عدم وجود نص !!! فقال: ("من أنكر خروج المهدي فقد كفر بما أنزل على محمد، ومن أنكر نزول عيسى بن مريم فقد كفر، ومن أنكر خروج الدجال فقد كفر، ومن لم يؤمن بالقدر خيره وشره فقد كفر، فإن جبريل أخبرني بأنّ الله تعالى يقول: "من لم يؤمن بالقدر خيره وشره فليتخذ رباً غيري". قال الألباني في السلسلة الضعيفة والموضوعة: ج3 ص201 باطل.


    رواه أبو بكر الكلاباذي في مفتاح معاني الآثار: (265/1 - 2): "حدثنا محمد
    بن الحسن بن علي، حدثنا أبو عبد الله الحسين بن محمد بن أحمد، حدثنا إسماعيل بن أبي إدريس، حدثنا مالك بن أنس، حدثنا محمد بن المنكدر، عن جابر مرفوعاً، قلت: وهذا حديث باطل، المتهم به شيخ الكلاباذي محمد بن الحسن، أو شيخه الحسين بن محمد بن أحمد، فقد جاء في (الميزان) محمد بن الحسن بن علي بن راشد الأنصاري، عن وراق الحميدي، فذكر حديثاً موضوعاً في الدعاء عند الملتزم، وأقره الحافظ في (اللسان) وزاد عليه فقال:ووجدت في (كتاب معاني الأخبار) للكلاباذي خبراً موضوعاً.



    ثم ذكره بإسناد كما نقلناه عنه، إلا أنه وقع فيه عنده تحريف في بعض الأسماء، وقال عقبه مشيراً إلى الأنصاري هذا الذي ترجمه الذهبي: وقد غلب على ظني أنه هذا، وشيخه ما عرفته بعد البحث عنه. وقال في ترجمة شيخه الحسين بن محمد بن أحمد: عن إسماعيل بن أبي أويس، عن مالك بخبر باطل مضى ذكره في ترجمة محمد بن الحسن بن علي بن راشد. وقوله: "مضى" سبق قلم منه رحمه الله، والصواب: "يأتي" كما هو ظاهر، وقول المصحح في تعليقه على (اللسان): هكذا في الأصل، ولكن كيف يمكن مضيه من قبل، ولم يأت إلى الآن من اسمه محمد ؟! فلعله تصحيف اسم آخر. وأقول: لا تصحيف، ولو رجع إلى ترجمة محمد بن الحسن لوجد فيها الحديث المشار إليه، ولعلم أنّ الخطأ في قوله "مضى"، والله أعلم.


    واعلم أنّ الإيمان بكل ما ذكر في هذا الحديث من خروج المهدي، ونزول عيسى،وبالقدر خيره وشره، كل ذلك واجب الإيمان به؛ لثبوته في الكتاب والسنة، ولكن ليس هناك نص في أنّ "من أنكر ذلك فقد كفر"، ومن أجل هذا أوردت الحديث وبينت وضعه، وهو ظاهر الوضع، وكأنه من وضع بعض المحدثين أو غيره من الجهلة، وضعه ليقيم به الحجة على منكري ذلك من ذوي الأهواء والمعتزلة، ولن تقوم الحجة على أحد بالكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم والافتراء على الله تعالى، فقاتل الله الوضاعين ما أجرأهم على الله .

    والتكفير ليس بالأمر السهل، نعم من أنكر ما ثبت من الدين بالضرورة بعدما قامت الحجة عليه، فهو الكافر الذي يتحقق فيه حقيقة معنى كفر، وأما من أنكر شيئاً لعدم ثبوته عنده، أو لشبهة من حيث المعنى، فهو ضال، وليس بكافر مرتد عن الدين شأنه في ذلك شأن من ينكر أي حديث صحيح عند أهل العلم، والله أعلم) (السلسلة الضعيفة: برقم 1082 ج3 ص81.http://islamport.com/d/1/alb/1/22/215.html).



    أقول: وكلام الألباني قابل للنقاش من عدة وجوه:

    أولاً: قوله عن الحديث: (ظاهر الوضع) ظاهر في التكهن والرجم بالغيب.
    ثانيًا: قوله: (ولكن ليس هناك نص في أنّ "من أنكر ذلك فقد كفر") زعم بلا دليل بل الدليل على خلافه، فالنص موجود في الحديث الذي يحاول رده بزعمه عدم وجود نص وهذا أمر بديهي البطلان.


    ثالثًا: إنّ الألباني صرح بوجوب الإيمان بالمهدي بنص هذا الحديث، فقال: (واعلم أنّ الإيمان بكل ما ذكر في هذا الحديث من خروج المهدي، ونزول عيسى، وبالقدر خيره وشره، كل ذلك واجب الإيمان به؛ لثبوته في الكتاب والسنة، ولكن ليس هناك نص في أنّ "من أنكر ذلك فقد كفر"، ومن أجل هذا أوردت الحديث وبينت وضعه، وهو ظاهر الوضع).

    والمفترض أن يحكم على الحديث بالصحة لموافقته الكتاب والسنة في وجوب الايمان بالمهدي لا أن يحكم عليه بالوضع بلا مبرِّر.

    رابعًا: إنّ الواضح من كلام الألباني أنه لا يتوقّف في كفر من أنكر المهدي بعد علمه بصحة الأحاديث، وإنما يتوقف في كفر (من أنكر شيئاً لعدم ثبوته عنده، أو لشبهة من حيث المعنى) ويحكم عليه بالضلال، أما من عرف أنّ أحاديث المهدي قد صححها علماء السنة فيشمله قول الألباني: (نعم، من أنكر ما ثبت من الدين بالضرورة بعدما قامت الحجة عليه، فهو الكافر الذي يتحقق فيه حقيقة معنى كفر).

    خامسًا: إنّ الحديث صحيح عند ابن حجر بل أفتى بموجبه، قائلاً: (وقد ورد في حديث عند أبي بكر الإسكافي أنّ صلى اللهعليه وسلم قال: "من كذب بالدجال فقد كفر، ومن كذب بالمهدي فقد كفر"،وهؤلاء مكذبون به صريحاً فيخشى عليهم الكفر، فعلى الإمام - أيد الله بهالدين وقسم بسيف عدله رقاب الطغاة والمبتدعة والمفسدين كهؤلاء الفرقة الضالين الباغين الزنادقة المارقين - أن يطهر الأرض من أمثالهم ويريح الناسمن قبائح أقولهم وأفعالهم، وأن يبالغ في نصرة هذه الشريعة الغراء التي ليلها كنهارها ونهارها كليلها، فلا يضل عنها إلا هالك بأن يشدد على هؤلاءالعقوبة إلى أن يرجعوا إلى الهدى وينكفوا عن سلوك سبيل الردى ويتخلصوا منشرك الشرك الأكبر، وينادي على قطع دابرهم إن لم يتوبوا بالله الأكبر، فإنّذلك من أعظم مهمات الدين ومن أفضل ما اعتنى به فضلاء الأئمة وعظماء السلاطين.


    وقد قال الغزالي رحمه الله تعالى في نحو هؤلاء الفرقة: ( إنّ قتلا لواحد منهم أفضل من مائة كافر، أي لأنّ ضررهم بالدين أعظم وأشد، إذ الكافرتجتبنه العامة لعلمهم بقبح حاله فال يقدر على غواية أحد منهم، وأما هؤلاءفيظهرون للناس بزي الفقراء والصالحين مع انطوائهم على العقائد الفاسدةوالبدع القبيحة فليس للعامة إلا ظاهرهم الذي بالغوا في تحسنه، وأما باطنهما لمملوء من تلك القبائح والخبائث فلا يحيطون به ولا يطلعون عليه بقصورهم عن إدراك المخايل الدالة عليه فيغترون بظواهرهم ويعتقدون بسببها فيهم الخير فيقبلون ما يسمعون منهم من البدع والكفر الخفي ونحوهما، ويعتقدون ظانين أنه الحق فيكون ذلك سبباً لإضلالهم وغوايتهم، فلهذه المفسدة العظيمة قال الغزالي ما قال من أنّ قتل الواحد من أمثال هؤلاء أفضل من قتل مائة كافر؛لأن المفاسد والمصالح تتفاوت الأعمال بتفاوتهما وتتزايد الأجور بحسبهما).
    (الفتاوى الحديثية لابن حجر الهيتمي - مطلب في ذكر المهدي وبعض علامات الساعة: ص37 – 38 المؤلف: أحمد شهاب الدين بن حجر الهيتمي المكي، الطبعة: مصطفى الحلبي الطبعة الثانية وطبعة دار المعرفة مصورة عن طبعة مصطفى الحلبي الثانية.
    http://islamport.com/w/ftw/Web/3438/77.htm).


    ----------------



    " يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاء... "

    Comment

    • norallaah
      مشرف
      • 15-03-2012
      • 718

      #3
      رد: اليمانــــــي (ع) عنــــــد السنــــة





      اليمانــــــي (ع) عنــــــد السنــــة – الحلقة الثالثة


      كيف نعرف المهدي (ع)إذا ظهر ؟؟

      ------------------

      البعض يربط جواب السؤال بتحقق علامات معينة، إلا أنّ هذا ليس بصحيح في العقيدة السنية؛ لكون المهدي ( ع) أول علامات الساعة الكبرى ،،،(لا يخفى ما في هذا الاعتقاد من خلل ناتج عن قصور وتقصير ممن يسمون أنفسهم علماء، فإنّ علامات ظهور المهدي (ع) كثيرة وأغلبها تحقق بحمد الله، ومنها بداية نهاية الملك العضوض وهو آخر ملك ظالم للديار الإسلامية، ولا ملك بعده إلا خلافة المهدي (ع) (خلافة على منهاج النبوة)، ونهاية الملك العضوض بدأت بحمد الله بثورات الغضب التي صارت تطيح بعروش حكام الملك العضوض واحداً فواحداً، والغضب اسم جيش المهدي ع).
      يقول ابن باز جواباً على سائل: (يسأل عن علامات الساعة ويقول: إنّ الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام حدد لنا بعضاً منها، وقال في ذلك: ("
      أن تلد الأمة ربتها")، فما معنى هذه العبارة ؟

      جواب ابن باز: أشراط الساعة كثيرة، ولكنها قسمان: قسم مطلق، وجد منها في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وبعده، وقسم خاص يقع عند قربها وعند دنوها، أما المطلق العام فهذا النبي صلى الله عليه وسلم من أشراط الساعة، نبينا محمد صلى الله عليه وسلم هو نبي الساعة، ووجوده من أشراطها عليه الصلاة والسلام، وهكذا ما قال صلى الله عليه وسلم: ("أن تلد الأمة ربتها")، ربتها: يعني سيدتها، وفي اللفظ الآخر: (ربها) يعني: سيدها، ومعنى ذلك: أنها تكثر الإماء والسراري، فإذا حملت من سيدها وهو مالكها فإنّ المولودة البنت تكون سيدة ربة والمولود الذكر يكون رباً لها سيداً لها، هذا معنى الحديث، يعني تكثر السراري يكثر الإماء، والناس يكثر تسرِّيهم بسبب كثرة الجهاد، وكثرة الغنائم، فتكثر السراري بين الناس، والسيد يطأ أمته؛ لأنها ملكه مباحاً له،كما قال تعالى: ﴿وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ @ إِلَّاعَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُمَلُومِينَ﴾. المؤمنون (5-6)
      .


      فالملك الذي هو ملكه للأمة يقال له: ملك اليمين، فإذا ملكها بالغنيمة أو بالشراء أو بالورث فله أن يطأها وهي ملك اليمين، وإذا ولدت يقال للمولود إن كان ذكر ربها وسيدها والمولدة ربتها وسيدتها، هذا معنى الحديث، (أن تلد الأمة ربها) أو (ربتها) يعني سيدها؛ لأنّ بنت السيد سيدة، وولد السيد سيداً لأمه في المعنى.

      والمعنى أنها تكثرالسراري في الناس وهذا من علامات الساعة كثرة السراري وكثرة الإماء والولادة. ومنه الحديث: ("أن ترى الحفاة العراة العالة رعاء الشاء يتطاولون في البنيان")،، هذا أيضاً من أشراطها العامة، تطاول العرب في البناء بعدما كانوا أهل خيام بنوا البنايات طولوها، هذا من أشراط الساعة وقد وقع هذا، العرب تحضروا وجاهدوا وبنو البنايات وعمروا العمائر.

      أما أشراطها الخاصة القريبة منها فقد بينتها الأحاديث، وهي عشر علامات:


      أولها: المهدي، رجل من أهل البيت في آخر الزمان يملك الدنيا يملك الأرض ويملؤها عدلاً بعد ملئها جوراً، وهو من أهل البيت من بني هاشم، من ذرية فاطمة رضي الله عنها، جاءت فيه أحاديث كثيرة.


      الثاني: الدجال، خروج الدجال في آخر الزمان يدعي أنه نبي ثم يدعي أنه رب العالمين! وقد صحت فيه الأحاديث وتواترت عن النبي صلى الله عليه وسلم.


      والثالث: نزول المسيح بن مريم من السماء، عيسى بن مريم عليه الصلاة والسلام يقتل الدجال، ويحصل به الخير العظيم للأمة، ويخرج الله به بركات ما في الأرض عليه الصلاة والسلام، ولا يقبل إلا الإسلام، ويهلك الله في زمانه الأديان فلا يبقى إلى الإسلام، تذهب اليهودية والنصرانية والشيوعية وغيرها، ولا يبقى إلا الإسلام في عهده عليه الصلاة والسلام.


      والرابع: خروج يأجوج ومأجوج من الشرق ﴿وَهُم مِّن كُلِّ حَدَبٍ يَنسِلُونَ﴾ الأنبياء: 96، في عهد عيسى عليه الصلاة والسلام، ثم يقتلهم الله يميتهم الله بعد ذلك،ثم بعد ذلك آية الدخان، وهدم الكعبة،ورفع المصحف رفع القرآن من الأرض من الصدور ومن الصحف، ثم خروج الدابة دابة الأرض، وطلوع الشمس من مغربها، وإذا طلعت لا تقبل التوبة بعد ذلك من أحد، وآخرها نارٌ تحشر الناس إلى محشرهم، هذه يقال لها الآيات الخاصة القريبة من قيام الساعة، جاءت بها الأحاديث وبينها أهل العلم) (موقع ابن باز. http://www.binbaz.org.sa/mat/18127).


      ومما تقدَّمَ نفهم أنّ المهدي هو أول علامات الساعة الكبرى وبالتالي يظهر خطأ ما يشترطه البعض من خروج الدجال معه أو نزول عيسى بن مريم (ع) في بداية أمر المهدي ع.


      إضافةً لما تقدم فإنّ المهدي كما نصّت الأحاديث هو خليفة الله سبحانه وتعالى، ومن هنا يندفع القول بأنه يعرف بالعلامات لأنها ليست صفات ذاتية، نعم لو تحقَّقت علامة يستفاد منها حضور زمنه فرافَقَها مُدَّعٍ واحد أوجب انفراده أن يكون هو بالضرورة إلا أنه مشروط نظريًا بالاستقراء التام وهو محال، وبهذا تعود العلامة إلى عملها الطبيعي في التعريف باقتراب زمن الظهور أو حضوره والتحفيز على البحث والتفتيش عن خليفة الله سبحانه.

      خليفة الله:

      قبل أن نمضي في التدقيق عن آليات معرفة خليفة الله، نحتاج لإقامة الدليل النظري على أنّ المهدي مصداق خليفة الله وإن كان الشعور النفسي العام لا يختلف على هذا بحسب المفترض.والمهم أن ننتبه إلى أنّ خليفة الله يمكن أن يكون نبيًا أو قائدًا أو إمامًا و.. و.. و...؛ لأنّ النبوة والإمامة صفة لخليفة الله.
      ----------------------



      " يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاء... "

      Comment

      • norallaah
        مشرف
        • 15-03-2012
        • 718

        #4
        رد: اليمانــــــي (ع) عنــــــد السنــــة



        اليمانــــــي (ع) عنــــــد السنــــة – الحلقة الرابعة


        المهدي (ع) خليفة الله

        ------------------

        المهدي خليفة الله:

        وردت النصوص الدالة على كون المهدي مصداق لخليفة الله سبحانه، ومن هذه النصوص:

        أولاً: (حدثنا أبو نصر الخفاف ، عن خالد ، عن أبي قلابة ، عن ثوبان ، قال النبى (ص) : ( إذا رأيتم الرايات السود خرجت من قبل خراسان فائتوها ولو حبواً على الثلج فإنّ فيها خليفة الله المهدي).
        (فتن المروزي لنعيم بن حماد حديث رقم 896 الناشر: مكتبة التوحيد - القاهرة الطبعة الأولى، سنة 1412، تحقيق: سمير أمين الزهيري.
        http://islamport.com/d/1/aqd/1/137/399.html)، وقد سقط أبو أسماء الرحبي من السند وكذا في ثانياً.



        ثانيًا: (حدثنا حمزة بن علي، حدثنا عبد الله بن محمد، حدثنا عثمان بن إسماعيل السكري، حدثنا أحمد بن منصور الرمادي، حدثنا عبد الرزاق، حدثنا سفيان الثوري، عن خالد الحذاء، عن أبي قلابة، عن ثوبان، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( "يقتتل عند كنزكم نفر ثلاثة كلهم ابن خليفة ثم لا يصير الملك إلى أحد منهم، ثم تقبل الرايات السود من قبل خراسان فائتوها ولو حبواً على الركب، فإنّ فيها خليفة الله المهدي").
        (السنن الواردة في الفتن للداني: حديث رقم 551.
        http://islamport.com/d/1/ajz/1/150/476.html).



        ثالثًا : (حدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، وَأَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ، قَالَا: حَدَّثَنَاعَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، عَنْ خَالِدٍالْحَذَّاءِ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ أَبِي أَسْمَاءَ الرَّحَبِيِّ،عَنْ ثَوْبَانَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ("يَقْتَتِلُ عِنْدَ كَنْزِكُمْ ثَلَاثَةٌ كُلُّهُمْ ابْنُ خَلِيفَةٍ، ثُمَّ لَا يَصِيرُ إِلَى وَاحِدٍ مِنْهُمْ، ثُمَّ تَطْلُعُ الرَّايَاتُ السُّودُ مِنْ قِبَلِ الْمَشْرِقِ فَيَقْتُلُونَكُمْ قَتْلًا لَمْ يُقْتَلْهُ قَوْمٌ، ثُمَّ ذَكَرَ شَيْئًا لَا أَحْفَظُهُ فَقَالَ: فَإِذَا رَأَيْتُمُوهُ فَبَايِعُوهُ وَلَوْ حَبْوًا عَلَى الثَّلْجِ فَإِنَّهُ خَلِيفَةُ اللَّهِ الْمَهْدِيُّ").
        في الزوائد هذا إسناده صحيح، رجاله ثقات. ورواه الحاكم في المستدرك وقال: صحيح على شرط الشيخين.[ش- (كنزكم) قال ابن كثير: الظاهر أنّ المراد بالكنز المذكور كنز الكعبة].قال الشيخ الألباني: ضعيف) (سنن ابن ماجة، الناشر: دار الفكر - بيروت، تحقيق: محمد فؤاد عبد الباقي، حديث رقم 4084.


        أقول: سيأتي الرد على وهن تضعيف الألباني ولذلك لم يَعْتَمِد تضعيفه حتى الوهابية في فتاواهم، قال المفتي: (وعن ثوبان رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ("يقتتل عند كنزكم ثلاثة كلهم ابن خليفة، ثم لا يصير إلى واحد منهم، ثم تطلع الرايات السود من قبل المشرق، فيقتلونكم قتلاً لم يقتله قوم، ثم ذكر شيئاً لم أحفظه فإذا رأيتموه فبايعوه ولو حبواً على الثلج، فإنه خليفة الله المهدي")، رواه ابن ماجه والحاكم وقال: على شرط الشيخين ووافقه الذهبي، وقال ابن كثير: هذا إسناد قوي صحيح). (كتاب فتاوى الشبكة الإسلامية معدلة: رقم الفتوى 6573 تحت عنوان عقيدة أهل السنة في المهدي، وأدلة خروجه وصفته تاريخ الفتوى: 13 شوال 1421، المفتي: مركز الفتوى بإشراف د. عبد الله الفقيه.

        http://islamport.com/w/ftw/Web/3386/3326.htm?zoom_highlight=%22%CE%E1%ED%DD%C9+%C7%E1%E1%E5+%C7%E1%E3%E5%C F%ED+%22).



        رابعاً: (وأخرج أبو نعيم عن ابن عمرو، قال: رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( يخرج المهدي وعلى رأسه غمامة فيأتي مناد ينادي: هذا المهدي خليفة الله فاتبعوه).(العرف الوردي للسيوطي حديث رقم 31 تحقيق أبو يعلى البيضاوي.
        http://islamport.com/d/1/ajz/1/160/527.html).
        قال أبو يعلى البيضاوي في التعليق على الحديث: (وأخرجه أيضاً الطبراني في مسند الشاميين: ص937، وابن عدي في الكامل: ج5 ص295 ح1933، والكنجي في البيان:ص92 رقم 37 من طريق أبي نعيم، وفي إسناده عبد الوهاب بن الضحاك قال الذهبي في (المغني): متهم تركوه، والحديث عده في الميزان: ص5321 من أوابده، أما الشيخ عبد الله الغماري فقال في كتابه (60) إسناده حسن !!؟ اهـ).
        وأفتى بموجبه ابن حجر في الفتاوي الحديثية وهذا حكم بصحته كما لا يخفى: (ومعه مناد ينادي: هذا المهدي خليفة الله فاتبعوه ........ وأخرج أحمد ونسين بن داود والحاكم وأبو نعيم أنه صلى الله عليه وسلم قال: ("إذا رأيتم الرايات السود قد أقبلت من خراسان فأتوها ولو حبواً على الثلج فإنّ فيها خليفة الله المهدي") (الفتاوى الحديثية لابن حجر الهيتمي، مطلب في ذكر المهدي وبعض علامات الساعة: ص37 – 38، المؤلف: أحمد شهاب الدين بن حجر الهيتمي المكي، الطبعة: مصطفى الحلبي الطبعة الثانية وطبعة دار المعرفة مصورة عن طبعة مصطفى الحلبي الثانية. http://islamport.com/w/ftw/Web/3438/77.htm).


        وأخرجه السلمي الشافعي بلفظ: (عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ("يخرج المهدي على رأسه عمامة، فيها ملك ينادي: هذا المهدي خليفة الله فاتبعوه")، أخرجه الحافظ أبو نعيم الأصبهاني، في مناقب المهدي) (عقد الدرر في أخبار المهدي المنتظر الباب http://islamport.com/d/1/aqd/1/256/1003.html).

        خامساً: في ما يظهر له من الكرامات في مدة خلافته.


        وأخرجه أبي نعيم في الأربعون أيضًا بلفظ: (عن عبد الله بن عمر، قال: قال رسول الله ص: (يخرج المهديّ وعلى رأسه عمامة، فيها مناد ينادي : هذا المهديّ خليفة الله فاتّبعوه).(الأربعون لأبي نعيم الاصبهاني الحديث السادس عشر: في قوله ع: على رأسه عمامة. وأورده الذهبي بنفس اللفظ في ميزان الاعتدال:الصفحة أو الرقم 2/679.).

        سادسًا: (عن أبي قلابة، عن ثوبان، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ("إذا رأيتم الرايات السود قد جاءت من قبل خراسان فائتوها، فإنّ فيها خليفة الله المهدي").
        أخرجه أحمد: ج5 ص277 ح22746، قال: حدثنا وكيع، عن شريك، عن علي بن زيد، عن أبي قلابة، فذكره) (المسند الجامع تأليف أبي الفضل السيد أبو المعاطي النوري المتوفى 1401 هجرية، حديث رقم 2064.

        http://islamport.com/d/1/krj/1/38/271.html).


        سابعًا: ("ستطلع عليكم رايات سود من قبل خراسان فأتوها ولو حبواً على الثلج فإنه خليفة الله تعالى المهدي") الديلمي، عن ثوبان) (كنز العمال في سنن الأقوال والأفعال: حديث رقم 38679، المؤلف: علي بن حسام الدين المتقي الهندي، الناشر: مؤسسة الرسالة - بيروت 1989م. http://islamport.com/d/1/krj/1/77/1069.html).


        ثامنًا: (أخبرنا أبو عبد الله الصفار، ثنا محمد بن إبراهيم بن أرومة، ثنا الحسين بن حفص، ثنا سفيان، عن خالد الحذاء، عن أبي قلابة، عن أبي أسماء، عن ثوبان رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ("يقتتل عند كنزكم ثلاثة كلهم ابن خليفة ثم لا يصير إلى واحد منهم، ثم تطلع الرايات السود قبل المشرق فيقاتلونكم قتالاً لم يقاتله قوم، ثم ذكر شيئاً فقال: إذا رأيتموه فبايعوه ولو حبواً على الثلج فإنه خليفة الله المهدي"). هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، تعليق الذهبي قي التلخيص: على شرط البخاري ومسلم) (المستدرك: ج4 ص510 حديث رقم 8432 قام بفهرسته عبد الرحمن الشامي.
        http://islamport.com/d/1/mtn/1/22/499.html).

        تاسعًا: (عن ابن إسحاق، عن يحيى بن معين، عن عبد الرزاق، أنا سفيان، عن خالد الحذاء، عن أبي قلابة، عن أبي أسماء، عن ثوبان، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ("يقتتل عند كنزكم هذا ثلاثة كلهم ابن خليفة، ثم لا يصير إلى واحد منهم، ثم تجيء رايات سود من قبل المشرق فيقتلونكم قتلاً لم يقتله قوم قط مثله. ثم ذكر شيئاً، قال: إذا سمعتم به فائتوه فبايعوه ولو حبواً على الثلج، فإنه خليفة الله المهدي") (مسند الروياني: حديث رقم 619. http://islamport.com/d/1/ajz/1/424/1130.html).

        عاشراً: (أما حديث ثوبان أخبرنا ابن الحصين، قال: أنا ابن المذهب، قال: أنا أحمد بن جعفر، قال: عن عبد الله بن أحمد، قال: حدثني أبي، قال: نا وكيع، عن شريك، عن علي بن زيد، عن ابي قلابة، عن ثوبان، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): (إذا رأيتم الرايات السود قد جاءت من خراسان فائتوها فإن فيها خليفة الله المهدي) (العلل المتناهية: حديث رقم 1445، المؤلف: ابن الجوزي، أبو الفرج،الناشر: الطبعة الهندية.
        http://islamport.com/d/1/krj/1/25/179.html).

        الحادي عشر: ("الأزدي" حدثنا العباس بن إبراهيم، حدثنا محمد بن ثواب، حدثنا حنان بن سدير، عن عمرو بن قيس، عن الحسن بن عبيدة، عن عبد الله مرفوعاً: ( إذا أقبلت الرايات السود من خراسان فأتوها؛ لأنّ فيها خليفة الله المهدي). لا أصل له عمرو لا شيء ولم يسمع من الحسن ولا سمع الحسن من عبيدة، (قلت) قال الحافظ ابن حجر في القول المسدد لم يصب ابن الجوزي فقد أخرجه أحمد في مسنده من حديث ثوبان وفي طريقه عن ابن زيد بن جدعان وهو ضعيف لكنه لم يتعمد الكذب فيحكم على حديثه بالوضع إذا انفرد فكيف وقد توبع من طريق آخر رجاله غير رجال الأول، وله طريق آخر أخرجه أحمد والبيهقي في الدلائل من حديث أبي هريرة رفعه يخرج من خراسان رايات سود لا يردها شيء حتى تنصب بإيلياء، وفي سنده رشدين بن سعد وهو ضعيف. انتهى) (اللآليء المصنوعة: ج1 ص399. http://islamport.com/d/1/krj/1/35/229.html).

        وأخيرًا أورد خمسة طرقٍ أَقتَبِسُ الكلام عنها من الشيخ ناظم العقيلي اختصارًا للنظم وإن كنت قد بحثتها بنفسي لكنه كفاني المؤونة، قال وفقه الله: (دلائل النبوة للبيهقي المتوفي سنة 458 هـ ، تحقيق: د. عبد المعطي قلعجي، دار الكتب العلمية - بيروت - لبنان - الطبعة الأولى 1405ﻫ ، ج1 ص515 - 516:

        فقد رواه بثلاثة طرق عن (عبد الرزاق) حيث قال: "أخبرنا علي بن أحمد بن عبدان، أخبرنا أبو القاسم الطبراني، حدثنا إبراهيم بن سويد الشبامي، حدثنا عبد الرزاق. وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ، أخبرنا أبو عبد الله بن محمد بن مخلد بن أبان الجوهري ببغداد، حدثنا عبد الله بن أحمد بن إبراهيم الدورقي، حدثنا يعقوب بن حميد بن كاسب، حدثنا عبد الرزاق، أخبرنا الثوري، عن خالد الحذاء، عن أبي قلابة، عن أبي أسماء، عن ثوبان، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( "يقتتل عند كنزكم هذه ثلاثة كلهم ولد خليفة لا تصير إلى واحد منهم، ثم تقبل الرايات السود من خراسان فيقتلونكم مقتلة لم تروا مثلها، ثم ذكر شيئاً: فإذا كان ذلك فائتوه ولو حبواً على الثلج فإنه خليفة الله").

        ثم قال البيهقي: وفي رواية ابن عبدان: ("ثم تجيء الرايات السود فيقتلونكم قتلاً لم يقتله قوم، ثم يجيء خليفة الله المهدي، فإذا سمعتم به فاتوه فبايعوه فإنه خليفة الله المهدي").
        وأخبرنا أبو عبد الله الحافظِ، أخبرنا أبو حامد أحمد بن محمد بن الحسين الخسر جردي، حدثنا موسى بن عبد المؤمن، حدثنا أبو جعفر محمد بن مسعود، أخبرنا عبد الرزاق فذكره بإسناده ومعناه، وقال: ( "فإذا رأيتموهم فبايعوهم ولو حبواً على الثلج فإنه خليفة الله المهدي"). تفرد به عبد الرزاق عن الثوري.
        ثم قال البيهقي: وروي من وجه آخر عن أبي قلابة وليس بالقوى: أخبرنا علي بن أحمد بن عبدان، أخبرنا أحمد بن عبيد الصفار، حدثنا محمد بن غالب، حدثنا كثير بن يحيى، حدثنا شريك، عن علي بن زيد، عن أبي قلابة، عن أبي أسماء، عن ثوبان، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ("إذا أقبلوا برايات السود من عقب خراسان فأتوها ولو حبواً فإنّ فيها خليفة الله المهدي").

        ورواه عبد الوهاب بن عطاء، عن خالد الحذاء، عن أبي قلابة، عن أبي أسماء، عن ثوبان موقوفاً، قال: ("إذا رأيتم الرايات السود خرجت من قبل خراسان فأتوها فإنّ فيها خليفة الله المهدي").أن بأنيه أبو عبد الله الحافظ إجازة، أخبرنا الحسن بن يعقوب بن يوسف العدل، حدثنا يحيى بن أبي طالب، حدثنا عبد الوهاب بن عطاء فذكره).
        (
        المهدي خليفة الله - الشيخ ناظم العقيلي.).

        -----------------




        " يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاء... "

        Comment

        • norallaah
          مشرف
          • 15-03-2012
          • 718

          #5
          رد: اليمانــــــي (ع) عنــــــد السنــــة





          اليمانــــــي (ع) عنــــــد السنــــة – الحلقة الخامسة

          وصف المهدي خليفة الله


          ---------------------------

          لا يخفى أنّ البيهقي(1) ذكر خمسة أسانيد، ثلاثة عن عبد الرزاق كما أشار الشيخ واثنان في آخر الكلام، فلاحظ. ومع وجود هذه النصوص الواضحة في أنّ المهدي خليفة الله يحاول الألباني رد النصوص النبوية بحجتين واهيتين:

          الأولى: عن عنة أبي قلابة لكونه أحد المدلسين: وجوابه أنّ أبا قلابة عُدّ من الطبقة الأولى من المدلسين فلا يضر في صحة الحديث تدليسه. وأقتبس من كلام الشيخ ناظم العقيلي وفقه الله في بحث المهدي خليفة الله بتصرُّفٍ قليل بما يناسب المقام، قال: (
          الشبهة الأولى: قال بعض المعاندين: إنّ في سند هذا الحديث (أبو قلابة الجرمي) وذكر الذهبي وغيره أنه مدلس وقد عنعن ولم يصرح بالسماع فلا يقبل منه.الجواب:الكلام في نقاط:
          1- المراد بالتدليس هنا هو أنه بما أنّ أبا قلابة عنعن ولم يصرح بالسماع، فقد يكون لم يسمع الحديث مباشرة، أي قد يكون أبو قلابة لم يسمعه من أبي أسماء الرحبي مباشرة، وإنما سمعه عن من نقله عن الرحبي ولم يصرح بالواسطة بينه وبين الرحبي وهذا يعتبر تدليس.
          أقول: نعم، قد قيل بأنّ أبا قلابة من المدلسين، ومع التسليم بذلك فإنّ ليس كل مدلس لا يحتج بحديثه، فقد قسّم ابن حجر العسقلاني المدلسين إلى خمسة مراتب، المرتبة الأولى والثانية لا تقدح بوثاقة الراوي، وبقية المراتب تقدح بوثاقة الراوي.
          وأبو قلابة عدّه ابن حجر من المرتبة الأولى برقم 15، راجع كتاب طبقات المدلسين لابن حجر ص21) انتهى كلام الشيخ وفقه الله
          ).

          الثانية: ينكر أن يكون رسول الله ص قد وصف المهدي عبأنه خليفة الله ويعتبر هذا من الشرك، أي يرد الحديث بـ (عقله !):
          وجوابه (قال السمعاني في تفسير الآية إني جاعل في الأرض خليفة: (وقيل: إنما سمى خليفة لأنه خليفة الله في الأرض؛ لإقامة أحكامه، وتنفيذ قضاياه، وهذا هو الأصح) تفسير السمعاني. وأقول: وآراء المفسرين السنة بمثل هذا كثيرة تركتها مراعاة للاختصار، فمن شاء فليراجع التفاسير في تفسير الآية.):
          في سؤال وجه إلى ابن باز: (س: نسمع ونقرأ بين الحين والآخر لبعض المشايخ المعروفين إنكاراً لصحة بعض الأحاديث الواردة في صحيحي البخاري ومسلم وبعض كتب الصحاح الأخرى، ويكون إنكارهم لصحتها بعد تمحيصها بعقولهم - كما يقولون - !! أي أنّ المعول عليه عندهم في صحة الأحاديث هي عقولهم فقط، ...الخ السؤال.

          فأجاب ابن باز: ..... (
          وليست العقول محكمة في أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم، بل الأحاديث تتلقى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بالأسانيد الصحيحة التي بيَّنها أهل العلم، فإذا جاء الحديث من طريق الثقات في الصحيحين أو غيرهما سليماً من العلل وجب أن يقبل ولا يجوز أن يُحكَّم الرأي في رده من دون حجةٍ شرعية، بل يجب على أهل العلم والإيمان قبول الأحاديث الصحيحة والاحتجاج بها والاعتماد عليها سواء كانت متواترة أو كانت من طريقة الآحاد، ولا يجوز أبداً أن يقال هذا من طريق الآحاد فلا يقبل، كل هذا باطل وخلاف ما أجمع عليه أهل العلم، بل ما صحت به الأخبار عن رسول الله صلى الله عليه وسلم يجب قبوله والأخذ به حسب ما بينه أهل العلم، ولا يجوز الاعتراض على ذلك فيما رآه المتكلمون من تحكيم العقول وما سلكه بعض المتأخرين في هذا الباب تقليداً لأهل الكلام وسيراً على منهاجهم في تحكيم عقولهم الفاسدة في سنة الرسول صلى الله عليه وسلم، وسوف يُكتب في ذلك ما يلزم إن شاء الله).
          (الموقع الرسمي لابن باز، سؤال تحت عنوان: حكم رد بعض الأحاديث الصحيحة التي تلقاها علماء الأمة بالقبول.
          http://www.binbaz.org.sa/mat/19352).

          وقال ابن باز أيضاّ: (
          والواجب تلقي ما قاله الرسول صلى الله عليه وسلم بالقبول والإيمان به والتسليم، فمتى صح الخبر عن رسول الله فلا يجوز لأحد أن يعارضه برأيه واجتهاده، بل يجب التسليم كما قال الله : (فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا) ، وقد أخبر صلى الله عليه وسلم بهذا الأمر عن الدجال وعن المهدي وعن عيسى المسيح بن مريم فوجب تلقي ما قاله بالقبول والإيمان بذلك والحذر من تحكيم الرأي والتقليد الأعمى الذي يضر صاحبه ولا ينفعه لا في الدنيا ولا في الآخرة). (الموقع الرسمي لابن باز تعليق على محاضرة عنوانها (عقيدة أهل السنة والأثر في المهدي المنتظر).
          http://www.binbaz.org.sa/mat/8222).

          انتهى الرد على الألباني، وللتفصيل أرجو من طالبي الحق قراءة بحث المهدي خليفة الله للشيخ ناظم العقيلي وفقه الله، فقد أجاد كل الإجادة في الدفاع عن الحديث وردّ الشبهات عنه، ومما قاله فيه العلماء الذين صححوا هذا الحديث:ذكره ابن كثير، عن ابن ماجة في النهاية في الفتن والملاحم ج1 ص31: وقال عنه: "تفرّد به ابن ماجه، وهذا إسناد قوي صحيح" (كتاب فتاوى الشبكة الإسلامية معدلة: رقم الفتوى 6573 تحت عنوان عقيدة أهل السنة في المهدي، وأدلة خروجه وصفته النقطة السادسة، قال: (رواه ابن ماجه والحاكم، وقال: على شرط الشيخين ووافقه الذهبي، وقال ابن كثير: هذا إسناد قوي صحيح)، تاريخ الفتوى: 13 شوال 1421، المفتي: مركز الفتوى بإشراف د. عبد الله الفقيه.).
          وأيضاً ذكره القرطبي في كتابه (التذكرة في أحوال الموتى وأمور الآخرة) باب في المهدي وذكر من يمهد له ح1، عن ابن ماجة، وقال: "إسناده صحيح" (التذكرة للقرطبي باب منه آخر في المهدي وذكر من يوطئ له ملكه ابن ماجه (...خليفة الله المهدي) إسناده صحيح).
          وقد ذكره أحمد بن أبي بكر بن إسماعيل البوصيري المتوفي سنة 840 هـ، في كتابه (مصباح الزجاجة في زوائد ابن ماجة)، وقال عنه: هذا إسناد صحيح. رجاله ثقات. (رابط لتصحيح البوصيري للحديث في كتاب: جمع الجوامع أو الجامع الكبير السيوطي أنظر حديث رقم 11475.
          http://islamport.com/d/1/mtn/1/41/1352.html)، (وبهذا علق محمد فؤاد عبد الباقي على الحديث في سنن ابن ماجة: في الزوائد هذا إسناده صحيح. رجاله ثقات سنن ابن ماجة الناشر: دار الفكر - بيروت، تحقيق: محمد فؤاد عبد الباقي حديث رقم 4084.)، كما نقل ذلك الألباني في السلسلة الضعيفة ج1 ص195 ح85، وكذلك نقل ذلك الشيخ خليل مأمون شيحا، في كتابه (سنن ابن ماجة بشرح السندي ومصباح الزجاجة، دار المعرفة - بيروت - لبنان - الطبعة الأولى 1416 هـ ج4 ص412 - 413، باب خروج المهدي ح4084.
          ورواه الحاكم في المستدرك بسند آخر إلى سفيان الثوري، وقال: صحيح على شرط الشيخين.ووافقه الذهبي في (تلخيص المستدرك) الحاكم على أنّ الحديث صحيح على شرط الشيخين. فهؤلاء خمسة علماء حكموا بصحة هذا الحديث، وهذا كاف وزيادة). انتهى كلام الشيخ وفقه الله.

          أقول: وصححه البزار أيضاً بلفظ: (
          يقتتل عند كنزكم هذا ثلاثة كلهم ابن خليفة، ثم لا يصل إلى واحد منهم، ثم تقبل الرايات السود من قبل المشرق، فيقتلونكم قتلاً لم يقتله قوم - ثم ذكر شيئاً -فإذا رأيتموه فبايعوه ولو حبواً على الثلج، فإنه خليفة الله المهدي). الراوي: ثوبان مولى رسول الله، المحدث:البزار، المصدر:البحر الزخار،الصفحة أو الرقم: 10/100، خلاصة حكم المحدث:إسناده صحيح) (موقع الدرر السنية: البحر الزخار المعروف بمسند البزار، المؤلف:أحمد بن عمرو البزار،المحقق:محفوظ الرحمن زين الله، الناشر:مكتبة العلوم والحكم - المدينة المنورة،الطبعةالأولىسنة الطبع 1415هـ).
          وصححه السيوطي، بلفظ: (
          "إذا رأيتم الرايات السود قد جاءت من قبل خراسان، فأتوها فإنّ فيها خليفة الله المهدي"). الراوي:ثوبان مولى رسول الله، المحدث: السيوطي،المصدرك: الجامع الصغير،الصفحة أو الرقم 648، خلاصة حكم المحدث:صحيح) (موقع الدرر السنية.).

          وأورده السيوطي في الحاوي للفتاوي وهذا اعتماد لصحته كما لا يخفى، فقال: (أخرج أحمد ونعيم بن حماد والحاكم وأبو نعيم عن ثوبان، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (
          "إذا رأيتم الرايات السود قد أقبلت من خراسان فأتوها ولو حبواً على الثلج فإنّ فيها خليفة الله المهدي") (الحاوي للفتاوي برقم 3/ 92. http://islamport.com/w/ftw/Web/904/679.htm).

          وأفتى بموجبه ابن حجر في الفتاوي الحديثية وهذا حكم بصحته، قال: (
          "ومعه مناد ينادي: هذا المهدي خليفة الله فاتبعوه") ....... وأخرج أحمد ونسين بن داود والحاكم وأبو نعيم أنه صلى الله عليه وسلم قال: ( "إذا رأيتم الرايات السود قد أقبلت من خراسان فأتوها ولو حبواً على الثلج فإنّ فيها خليفة الله المهدي") (الفتاوى الحديثية لابن حجر الهيتمي. مطلب في ذكر المهدي وبعض علامات الساعة ص37 – 38، المؤلف: أحمد شهاب الدين بن حجر الهيتمي المكي، الطبعة: مصطفى الحلبي الطبعة الثانية وطبعة دار المعرفة مصورة عن طبعة مصطفى الحلبي الثانية).

          وشهد بصحة إسناده أيضًا الشيخ بشار عواد، كما نقله أبو يعلى البيضاوي: (قال الشيخ بشار عواد معروف: إسناده صحيح، لكن في متنه نكارة كما بينة العلامة الألباني مفصلاً في (الضعيفة) اهـ) (العرف الوردي هامش حديث رقم 23.).
          وصحَّحَه عبد الحق الاشبيلي، بلفظ: (
          يقتتل عند كنزكم هذا ثلاثة كلهم ابن خليفة ثم لا يصل إلى واحد منهم، ثم تقبل الرايات السود من قبل المشرق فيقتلونكم قتلاً لم يقتله قوم. ثم ذكر شيئاً: فإذا رأيتموه فتابعوه ولو حبواً على الثلج، فإنه خليفة الله المهدي). الراوي: ثوبان، المحدث: البزار،المصدر:الأحكام الشرعية الكبرى،الصفحة أو الرقم: 4/527، خلاصة حكم المحدث:صحيح) (موقع الدرر السنية الأحكام الشرعية الكبرى، المؤلف:عبد الحق الإشبيلي،المحققحسين بن عكاشة، الناشر:مكتبة الرشد - الرياض،الطبعة الأولى،سنة الطبع 1422هـ.).
          ملاحظة: لما كان دأب البعض هو التدليس فينبغي للباحث أن يلاحظ الفرق بين حديث سنن ابن ماجة وحديث غيره من ناحية المتن والإسناد وحكم المحدثين عليه عند البحث والحوار.
          فخذ مثلاً حديث خليفة الله المهدي أورده ابن الجوزي في الموضوعات وهو يقصد بذلك ما رواه أحمد في مسنده، والبعض يتشبث بهذا عنادًا أو جهلاً عندما تورد له حديث ابن ماجة مع أنّ الاثنين مختلفان متنًا وسندًا وحكمًا، ودافع ابن حجر عن الحديث في مسند أحمد ورد عنه تهمة الوضع قائلاً: (حديث إذا أقبلت الرايات السود من خراسان فائتوها فإنّ فيها خليفة الله المهدي، أورده ابن الجوزي في الموضوعات من حديث عبيدة وهو ابن عمرو عن عبد الله وهو ابن مسعود، وقد أخرجه الإمام أحمد من حديث ثوبان ومن طريقه أخرجه ابن الجوزي أيضاً في كتاب الأحاديث الواهية، وفي طريق ثوبان علي بن زيد بن جدعان وفيه ضعف ولم يقل أحد أنّه كان يتعمد الكذب حتى يحكم على حديثه بالوضع إذا انفرد وكيف وقد توبع من طريق آخر رجاله غير رجال الأول، أخرجه عبد الرزاق والطبراني وأخرجه أحمد أيضاً والبيهقي في الدلائل من حديث أبي هريرة يرفعه يخرج من خراسان رايات سود لا يردها شيء حتى تنصب بايلياء، وفي سنده رشدين ابن سعد، وهو ضعيف)(القول المسدد في الذب عن المسند للإمام أحمد، الحديث الثالث عشر، المؤلف: أحمد بن علي العسقلاني أبو الفضل، الناشر: مكتبة ابن تيمية - القاهرة، الطبعة الأولى، 1401هـ، تحقيق: مكتبة ابن تيمية.).
          * * *
          (1)(دلائل النبوة للبيهقي باب ما جاء في الإخبار عن ملك بني العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه: حديث رقم 2880 و 2881، النسخة على الرابط من المكتبة الشاملة مرقمة آلياً وغير موافقة للمطبوع.
          http://islamport.com/d/1/mtn/1/44/1453.html)


          " يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاء... "

          Comment

          • norallaah
            مشرف
            • 15-03-2012
            • 718

            #6
            رد: اليمانــــــي (ع) عنــــــد السنــــة



            اليمانــــــي (ع) عنــــــد السنــــة – الحلقة السادسة


            قانون معرفة خليفة الله

            ------------------


            بعد أن أثبتنا أنّ المهدي (ع) مصداق لخليفة الله سبحانه، فمن السهل تحديد آليات تشخيص المصداق الخارجي للمهدي بالاطلاع على قانون معرفة خليفة الله ثم إسقاط بنود القانون على المدعي لمقام المهدي لمعرفة المحق من المبطل.


            قانون معرفة خليفة الله:

            قال الإمام أحمد الحسن (ع) : (وهنا أوجه السؤال: هل يُعذرمن ترك إتباع محمد (ص) بحجة وجود أكثر من دعوة في الساحة وأنه لا يستطيع تمييزالمحق من المبطل ؟!!والحق أنه لا يُعذر ويكون مصيره إلى جهنم تماماً كأولئك الذين اتبعوامن ادعوا النبوة أو الرسالة كذباً وزوراً.

            ثم هل أنّ الله سبحانه وتعالى وضع قانون المشكلة الأساسية لدى المسلمين (سنة وشيعة بل وكل الديانات الإلهية) هي إتباعهم علماءهم مع جهل علماءهم بكيفية معرفة المنقذ (المهدي) الذي يظهر في آخر الزمان، ولذا تراهم يتخبطون ويجحدون صاحب الحق إذا جاء.

            وكمثال على هذا يقول ابن باز: (
            لا يجوز لأي مسلم أن يجزم بأن فلاناً ابن فلان هو المهدي المنتظر؛ لأن ذلك قول على الله وعلى رسوله بغير علم، ودعوى لأمر قد استأثر الله به حتى تتوافر العلامات والأمارات التي أوضحها النبي صلى الله عليه وسلم وبين أنها وصف المهدي، وأهمها وأوضحها أن تستقيم ولايته على الشريعة، وأن يملأ الأرض عدلاً كما ملئت جوراً مع توافر العلامات الأخرى، وهي: كونه من بيت النبي صلى الله عليه وسلم، وكونه أجلى الجبهة أقنى الأنف، وكون اسمه واسم أبيه يوافق اسم النبي صلى الله عليه وسلم واسم أبيه، وبعد توافر هذه الأمور كلها يمكن المسلم أن يقول أنّ من هذه صفته هو المهدي).

            هذا ما قاله ابن باز في كلامه بعد: (حادث المسجد الحرام وأمر المهدي المنتظر) والمقصود بها فتنة جهيمان، ثم عاد بعد أن قرأ بيان من هيئة كبار العلماء بشأن الاعتداء على المسجد الحرام، ليؤكد على أنّ المهدي يعرف بـ !!!: (
            ولكن لا يجوز الجزم بأن فلاناً هو المهدي إلا بعد توافر العلامات التي بينها النبي صلى الله عليه وسلم في الأحاديث الصحيحة الثابتة، وأعظمها وأوضحها كونه يملأ الأرض عدلاً وقسطاً، كما ملئت جوراً وظلماً كما سبق بيان ذلك). كلام ابن باز من موقعه الرسمي.

            يعرف به داعي الحق في كل زمان وهو حجة الله على عباده وخليفة الله في أرضه وطاعته طاعة الله ومعصيته معصية الله، والإيمان به والتسليم له هو الإيمان بالله والتسليم لله والكفر به والالتواء عليه هو الكفر بالله والالتواء على الله.


            أم أنّ الله ترك الحبل على الغارب (حاشاه سبحانه وتعالى) وهو الحكيم المطلق وقدر كل شيء فأحسن تقديره، ﴿وَكُلُّ شَيْءٍ عِنْدَهُ بِمِقْدَارٍ(الرعد: 8.).
            وهو: ﴿عَالِمِ الْغَيْبِ لا يَعْزُبُ عَنْهُمِثْقَالُ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلا فِي الْأَرْضِ وَلا أَصْغَرُ مِنْ ذَلِكَ وَلا أَكْبَرُ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ(سبأ: 3.).


            فالنتيجة أنّ مقتضى الحكمة الإلهية هو وضع قانون لمعرفة خليفة الله في أرضه في كل زمان، ولابد أن يكون هذا القانون وُضع منذ اليوم الأول الذي جعل فيها لله سبحانه خليفة له في أرضه، فلا يمكن أن يكون هذا القانون طارئ في إحدى رسالات السماء المتأخرة عن اليوم الأول لوجود مكلفين منذ اليوم الأول، ولا أقل أنّ القدرالمتيقن للجميع هو وجود إبليس كمكلف منذ اليوم الأول، والمكلف يحتاج هذا القانون لمعرفة صاحب الحق الإلهي، وإلا فإنه سيعتذر عن إتباع صاحب الحق الإلهي بأنه لم يكن يستطيع التمييز ولا يوجد لديه قانون إلهي لمعرفة هذا الخليفة المنصب من قبل الله سبحانه وتعالى. والقدر المتيقن للجميع حول تاريخ اليوم الأول الذي جعل فيه الله خليفة له في أرضه هو:

            1-إنّ الله نص على آدم (ع) وإنه خليفته في أرضه بمحضر الملائكة وإبليس.

            2-بعد أن خلق الله آدم (ع) علمه الأسماء كلها.

            3-ثم أمر الله من كان يعبده في ذلك الوقت الملائكة وإبليس بالسجود لآدم.

            قال تعالى: ﴿
            وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لا تَعْلَمُونَ وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلائِكَةِ فَقَالَ أَنْبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَؤُلاءِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ(البقرة: 30 – 31.) .
            ﴿
            فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ(الحجر: 29.).

            ﴿وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلاً(الكهف: 50.).

            (هنا فقط أريد لفت الانتباه أنّ هذه الآية الكريمة هي نص يبيّن حاكمية الله ويبيّن من قبلها وهم الملائكة ومن رفضها وهو إبليس (لعنه الله)، فالذين يرفضون حاكمية الله اليوم ينطبق عليهم آخر الآية أي أنهم اتخذوا إبليس وذريته أولياء من دون الله ﴿
            أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلاً﴾ ).


            هذه الأمور الثلاثة هي قانون الله سبحانه وتعالى لمعرفة الحجة على الناس وخليفة الله في أرضه، وهذه الأمورالثلاث قانون سنة الله سبحانه وتعالى لمعرفة خليفته منذ اليوم الأول، وستمضي هذه السنة الإلهية إلى انقضاء الدنيا وقيام الساعة.

            ﴿سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَخَلَوْا مِنْ قَبْلُ وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلاً(الأحزاب: 62.)، ﴿سُنَّةَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلُ وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلاً(الفتح: 23.).

            كما أنه وببساطة أي إنسان يملك مصنع أو مزرعة أوسفينة أو أي شيء فيه عمّال يعملون له فيه لابد أن يعيّن لهم شخصاً منهم يرأسهم، ولابد أن ينص عليه بالاسم وإلا ستعم الفوضى، كما لابد أن يكون أعلمهم وأفضلهم، ولابد أن يأمرهم بطاعته ليحقق ما يرجو وإلا فإن قصّر هذا الإنسان في أي من هذه الأمور الثلاثة فسيجانب الحكمة إلى السفه. فكيف يُجَّوز الناس على الله ترك أي من هذه الأمور الثلاثة وهو الحكيم المطلق ؟!!


            وإذا تعرضنا إلى هذا القانون الإلهي بشيء من التفصيل نجد أنّ النص الإلهي على آدم (ع) تحوّل إلى الوصية ؛ لعلة وجود الخليفة السابق، فهو ينص على من بعده بأمر الله سبحانه وتعالى، وهذا من ضمن واجبه كخليفة لله في أرضه. قال تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا(الأحزاب: 58.).


            أما تعليم الله سبحانه لآدم الأسماء فالمراد منه معرفته بحقيقة الأسماء الإلهية وتحليه بها وتجليها فيه، ليكون خليفة الله في أرضه، وهو(ع) نبأ الملائكة بأسمائهم ليعرّفهم بحقيقة الأسماء الإلهية التي خلقوا منها، فالله سبحانه عرّف آدم كل الأسماءالإلهية وبحسب مقامه ع، أما الملائكة فلم يكن كل منهم يعرف إلا الاسم أو الأسماء التي خُلق منها، وبهذا ثبتت حجية آدم (ع) عليهم بالعلم والحكمة.


            والأمر الثالث في هذا القانون الإلهي هو أمر الله سبحانه وتعالى للملائكة وإبليس السجود لآدم. وهذا الأمر هو بمثابة ممارسة عملية للخليفة ليقوم بدوره كمستخلف، وممارسة عملية لعمال الله سبحانه (الملائكة) ليقوموا بدورهم كعمال ومتعلمين عند هذا الخليفة (آدم ع).


            وهذا الأمر ثبّت أنّ حاكمية الله وملك الله في أرضه يتحقق من خلال طاعة خليفة الله في أرضه. وهكذا فإنّ جميع المرسلين ومنهم محمد (ص) كانوا يحملون هذه الراية (البيعة لله أو حاكمية الله أو الملك لله) ويواجهون الذين يقرون حاكمية الناس ولا يقبلون بحاكمية الله وملكه سبحانه وتعالى، وهم دائماً متهمون بسبب هذه المطالبة وهذه المواجهة، فعيسى (ع) قيل عنه أنه جاء ليطلب ملك بني إسرائيل ليس إلا وقيل عن محمد (ص) : (لا جنة ولا نارولكنه الملك)، أي أنّ محمداً جاء ليطلب الملك له ولأهل بيته، وقيل عن علي (ع) أنه حريص على الملك.


            والحقيقة أنه من تابع أحوال عيسى أو محمد (ص) أو علي (ع) يجد أنهم معرضون عن الدنيا وزخرفها وما فيها من مال أو جاه، لكن هذا هو أمر الله لهم بأن يطالبوا بملكه سبحانه وتعالى، ثم هم يعلمون أنّ الناس لن يسلموهم الملك، بل سيتعرضون لهم بالسخرية والاستهزاء والهتك ومحاولة القتل أو السجن، فهذا شبيه عيسى (ع ) يلبسونه تاج من الشوك وهم يسخرون منه قبل صلبه، وعلي (ع) يُكسر باب داره ويُكسر ضلع زوجته الزهراء (عليها السلام) ويُجر من داره والسيوف مشرعة بوجهه، وموسى بن جعفر (ع) الذي حدد فدك بأنها الملك وخلافة الله في أرضه يُسجن حتى الموت، ومع هذا فإنّ كثير من الجهلة جعلوا ما تشابه عليهم من مطالبة صاحب الحق بملك الله سبحانه وتعالى عاذراً لسقطتهم وهم يصرخون بوجه صاحب الحق الإلهي أنه جاء ليطلب الملك ليس إلا، والحق أنه لو كان خليفة الله في أرضه طالباً للدنيا أو الملك لما طالب به أصلاً وهو يعلم أنّ هذه المطالبة ستكون حتماً سبباً لإنتهاك حرمته والاستهزاء والتعريض به على أنه طالب دنيا.


            ثم لسلك طريقاً آخراً يعرفه كل الناس ولكنهم يتغافلون وهو طريق كل أولئك الذين وصلوا إلى الملك الدنيوي بالخداع والتزوير أو القتل والترويع، فعلي يطالب بالملك ويقول أنا وصي محمد وأنا خليفة الله في أرضه وفي المقابل ذاك الذي وصل إلى الملك الدنيوي أبو بكر ابن أبي قحافة يقول أقيلوني فلست بخيركم. فهل أنّ علياً طالب دنيا، أو أنّ ابن أبي قحافة زاهد بالملك الدنيوي وهو الذي أنكر حق الوصي (ع) وتنكر لوصية رسول الله (ص) لأجل الملك الدنيوي ؟!! مالكم كيف تحكمون ؟؟!!


            والوصية بالخصوص جاء بها كل الأوصياء ع وأكدوا عليها بل وفي أصعب الظروف نجد الحسين (ع) في كربلاء يقول لهم ابحثوا في الأرض لا تجدون من هو أقرب إلى محمد (ص) مني: (أنا سبط محمد الوحيد على هذه الأرض)، هنا أكد (ع) على الوصية والنص الإلهي ﴿ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ( آل عمران: 34.)، فالذين يفهمون هذه الآية يعرفون أنّ الحسين (ع) أراد أنّ الوصاية محصورة به (ع) ؛ لأنه الوحيد من هذه الذرية المستخلفة.


            والآن نعود إلى يوسف لنجد:
            1-الوصية:

            في قول يعقوب (ع) ليوسف (ع) :﴿وَكَذَلِكَ يَجْتَبِيكَ رَبُّكَ وَيُعَلِّمُكَ مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ وَيُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَعَلَى آلِ يَعْقُوبَ كَمَا أَتَمَّهَا عَلَى أَبَوَيْكَ مِنْ قَبْلُ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ إِنَّ رَبَّكَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ(يوسف: 6.). فيعقوب يبيّن أنّ يوسف (ع) وصيه وأنه امتداد لدعوة إبراهيم (ع) وبكل وضوح.

            وفي قول يوسف (ع) : ﴿وَاتَّبَعْتُ مِلَّةَ آبَائي إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ مَا كَانَ لَنَا أَنْ نُشْرِكَ بِاللَّهِ مِنْ شَيْءٍ ذَلِكَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ عَلَيْنَا وَعَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَشْكُرُونَ(يوسف: 38.). فيوسف (ع) يؤكد انتسابه إلى الأنبياء (ع) وأنه الخط الطبيعي لاستمرار دعوتهم (ع).


            2-العلم:

            في قوله: ﴿قَالَ لا يَأْتِيكُمَا طَعَامٌ تُرْزَقَانِهِ إِلَّا نَبَّأْتُكُمَا بِتَأْوِيلِهِ قَبْلَ أَنْ يَأْتِيَكُمَا ذَلِكُمَا مِمَّا عَلَّمَنِي رَبِّيإِنِّي تَرَكْتُ مِلَّةَ قَوْمٍ لايُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَهُمْ بِالْآخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ( يوسف: 37.).

            وفي قوله: ﴿...تَزْرَعُونَ سَبْعَ سِنِينَ دَأَباً فَمَاحَصَدْتُمْ فَذَرُوهُ فِي سُنْبُلِهِ إِلَّا قَلِيلاً مِمَّا تَأْكُلُونَ ثم مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ سَبْعٌ شِدَادٌ يَأْكُلْنَ مَا قَدَّمْتُمْ لَهُنَّ إِلَّا قَلِيلاً مِمَّا تُحْصِنُونَ ثُمَّ يَأْتِي مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ عَامٌ فِيهِ يُغَاثُ النَّاسُ وَفِيهِ يَعْصِرُونَ﴾(يوسف: 47 – 49.).

            وفي قوله: ﴿قَالَ اجْعَلْنِي عَلَى خَزَائِنِ الْأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ(يوسف: 55.).


            3-البيعة لله:

            في قوله: ﴿يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَأَرْبَابٌ مُتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ مَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِهِ إِلَّا أَسْمَاءً سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ أَمَرَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لايَعْلَمُونَ(يوسف: 39 – 40.)).


            انتهى النقل من كلام الإمام أحمد الحسن (ع) (اضاءات من دعوات المرسلين: الجزء الثالث القسم الثاني.).


            إذن، فبنود قانون معرفة الحجة هي: النص، العلم، وراية البيعة لله، ولو أردنا تتبعها هذه البنود الثلاثة في كتب السنة لوجدناها واضحة في مفهوم المهدي ( ع )كما سيأتي.

            * * *


            " يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاء... "

            Comment

            Working...
            X
            😀
            🥰
            🤢
            😎
            😡
            👍
            👎