إعـــــــلان

Collapse
No announcement yet.

جانب من خطبة الجمعة بتاريخ 22 ذو الحجة 1435، 17 10 2014 (عدل الله في اختيار خلفائه – عيد الغدير)

Collapse
X
 
  • Filter
  • الوقت
  • Show
Clear All
new posts
  • hmdq8
    عضو نشيط
    • 10-08-2011
    • 450

    جانب من خطبة الجمعة بتاريخ 22 ذو الحجة 1435، 17 10 2014 (عدل الله في اختيار خلفائه – عيد الغدير)

    الخطبة الاولى
    اعوذ بالله من الشيطان اللعين الرجيم
    بسم الله الرحمن الرحيم
    والحمدلله رب العالمين
    وصلى الله على محمد وآل محمد الأئمة والمهديين وسلم تسليما
    رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسَانِي يَفْقَهُوا قَوْلِي
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته انصار الله
    باذن الله سوف تكون الخطبه الاولى تحت عنوان عدل الله في اختيار خلفائه والثانيه في عيد الغدير
    اعوذ بالله من الشيطان اللعين الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله مالك الملك، مجري الفلك مسخر الرياح، فالق الإصباح، ديان الدين، رب العالمين، الحمد لله الذي من خشيته ترعد السماء وسكانها وترجف الأرض وعمارها، وتموج البحار ومن يسبح في غمراتها. اللهم صل على محمد وآل محمد، الفلك الجارية في اللجج الغامرة، يأمن من ركبها، ويغرق من تركها، المتقدم لهم مارق، والمتأخر عنهم زاهق، واللازم لهم لاحق.

    هل الله سبحانه وتعالى فضل النبي محمد ص واختاره ليكون رسوله وصاحب مقام قاب قوسين او ادنى هكذا من غير سبب ؟!
    هل بتفضيل من الله ؟ وليس للنبي محمد ص دخل في هذا الاختيار ؟
    سيجيب الامام ع على هذه الاسئله واكثر في الكلمات التي سأنقلها لكم ان شاء الله...

    اضاءات من دعوات المرسلين ج3 ق1 ص(19-20) [ أيضا الخطاب في أول سورة يوسف (ع) للرسول (ص) وهو خير خلق الله ﴿نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَذَا الْقُرْآنَ وَإِنْ كُنْتَ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ﴾، أي إنك يا محمد (ص) أنزلت إلى هذا العالم، وحجبت عنك حقيقتك وامتحنك الله بهذا الامتحان الثاني في هذا العالم، وكنت الفائز بالسباق مرة أخرى، بعد أن كنت الفائز بالسباق في الامتحان الأول في عالم الذر، قال تعالى: ﴿وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحاً مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلا الْأِيمَانُ وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُوراً نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ﴾.
    قال رسول الله (ص): (لم أكن أعلم ذلك حتى عرفنيه الآن جبرائيل (ع)، وما كنت أعلم شيئاً من كتابه ودينه أيضاً حتى علمنيه ربي، قال الله (عز وجل): ﴿وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحاً مِّنْ أَمْرِنَا مَا كُنتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ﴾).
    وعَنْ أَبِي حَمْزَةَ، قَالَ: (سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ (ع) عَنِ الْعِلْمِ أَهُوَ عِلْمٌ يَتَعَلَّمُهُ الْعَالِمُ مِنْ أَفْوَاهِ الرِّجَالِ، أَمْ فِي الْكِتَابِ عِنْدَكُمْ تَقْرَءُونَهُ فَتَعْلَمُونَ مِنْهُ ؟ قَالَ (ع): الْأَمْرُ أَعْظَمُ مِنْ ذَلِكَ وَأَوْجَبُ أَمَا سَمِعْتَ قَوْلَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ: ﴿وَكَذلِكَ أَوْحَيْنا إِلَيْكَ رُوحاً مِنْ أَمْرِنا ما كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتابُ وَما الْإِيمانُ﴾ ثُمَّ قَالَ: أَيَّ شَيْءٍ يَقُولُ أَصْحَابُكُمْ فِي هَذِهِ الْآيَةِ أَيُقِرُّونَ أَنَّهُ كَانَ فِي حَالٍ لا يدري مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ ؟ فَقُلْتُ: لَا أَدْرِي جُعِلْتُ فِدَاكَ مَا يَقُولُونَ. فَقَالَ لِي: بَلَى قَدْ كَانَ فِي حَالٍ لَا يَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ حَتَّى بَعَثَ اللَّهُ تَعَالَى الرُّوحَ الَّتِي ذُكِرَ فِي الْكِتَابِ، فَلَمَّا أَوْحَاهَا إِلَيْهِ عَلَّمَ بِهَا الْعِلْمَ وَالْفَهْمَ وَهِيَ الرُّوحُ الَّتِي يُعْطِيهَا اللَّهُ تَعَالَى مَنْ شَاءَ، فَإِذَا أَعْطَاهَا عَبْداً عَلَّمَهُ الْفَهْمَ).
    إذن، فالأنبياء والأوصياء (ع) ممتحنون بهذا العالم، فكما حجب غيرهم وأغفل عن الامتحان الأول والإيمان الأول في عالم الذر، حجبوا (ع) ليكون هذا الامتحان الثاني عادلاً فالكل أغفلوا عن عالم الذر بحجاب الجسد، والمطلوب تجريد الروح بمرتبة ليعرف الإنسان الحقيقة وينظر في ملكوت السماوات، وقد تجرد الأنبياء والأوصياء، والمطلوب من الكل التجرد لينجحوا في الامتحان كما أن الله سبحانه وتعالى ساوى كل بني آدم في الفطرة لتتم كلمته سبحانه أنه هو العادل الحكيم، فالكل مفطورون على معرفة أسماء الله سبحانه، ليكونوا وجه الله وأسماءه الحسنى، وكل من قصَّر فحظه ضيَّع. ]

    الرجعة ثالث أيام الله الكبرى ص(40-41) [كما أن الله أغفل الناس في العالم الجسماني عن حالهم السابق في الذر وامتحانهم السابق في الذر: (نَحْنُ قَدَّرْنا بَيْنَكُمُ الْمَوْتَ وَ ما نَحْنُ بِمَسْبُوقين* عَلى أَنْ نُبَدِّلَ أَمْثالَكُمْ وَ نُنْشِئَكُمْ في ما لا تَعْلَمُون* وَ لَقَدْ عَلِمْتُمُ النَّشْأَةَ الْأُولى فَلَوْ لا تَذَكَّرُونَ)
    انتبه إلى قوله تعالى: (وَ نُنْشِئَكُمْ في ما لا تَعْلَمُون* وَ لَقَدْ عَلِمْتُمُ النَّشْأَةَ الْأُولى فَلَوْ لا تَذَكَّرُونَ) انتبه أن الله تعالى يقول: (وَ نُنْشِئَكُمْ في ما لا تَعْلَمُون) وهذا يكون في الرجعة حيث إن الداخل في ذلك العالم سيكون غافلا عن حاله السابق وداخلا إلى عالم جديد لا يعلمه، وإذا تريدون مثالا لهذا الحال المستقبلي فهناك حدث سابق هو عالم الذر، وقد كنتم فيه وعلمتموه وامتحنكم الله فيه، ولكنكم الآن غافلون عنه تماما ولا تتذكرونه لماذا؟ (وَ لَقَدْ عَلِمْتُمُ النَّشْأَةَ الْأُولى فَلَوْ لا تَذَكَّرُونَ)
    والجواب: لأن الله أغفلكم عن التذكر لما حجبكم بالأجسام، وهذا الأمر الجميع فيه سواء؛ لأن الله عادل، ولو لم يكن الأمر كذلك للجميع وحتى لخلفاء الله في أرضه، فأيّ فضل لخلفاء الله وهم يفوزون بالامتحان لأن الله لم يغفلهم ؟! نعم، يمكن أن يتذكر الانسان حاله السابق بعد أن يخوض الامتحان ويخلص ويعرف، ولكن لا يمكن أن يكون تعريفه بالحال السابق دون عمل ودون خوض الامتحان؛ لأن معنى تعريفه ابتداء هو إلغاء امتحانه وهذا غير عادل؛ لأنه فُضّل ابتداءً على غيره دون عمل، ومخالف للحكمة؛ لأنه دخل للامتحان فكيف يُلغى امتحانه ؟!
    اعلم سددك الله لمعرفة الحق والثبات عليه دائما ، إن كل عالم امتحان لابد أن يدخله الجميع متساوين في القدرة على خوض الامتحان؛ لتتحق عدالة الله سبحانه، فالناس مثلا كلهم مفطورون على معرفة الله، وكلهم غافلون عن حالهم السابق الذي وصلوا إليه ولا يعلمون حالهم الذي سيصلون إليه في هذا العالم، ولهذا فمن يفوز بالسباق كمحمد و آل محمد (ع) له فضل، ومن يخسر كيزيد ومعاوية وأشباههم يستحق العذاب، ولو لم يكن الأمر كذلك لما كان لمحمد (ص) فضل، ولما كان يزيد (لعنه الله) يستحق العذاب؛ لأن الامتحان - باختصار- غير عادل.]

    الجواب المنير عبر الاثير ج2 [السؤال/ 106: ألا نحن جميعاً خلق الله ؟ فهل يفضل الرب مجموعة من خلقه المصدقين على مجموعة أخرى ؟ المرسل: شخص أمريكي وقع بعد السؤال بهذا الاسم: جورج بوش
    الجواب: بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، وصلى الله على محمد وآل محمد الأئمة والمهديين وسلم تسليماً.
    إنّ رحمة الله تنزل كما ينزل المطر فلا يُفرق الله بين خلقه، كما أنّ المطر لا يُفرق بين مكان وآخر عند نزوله، ولكن الذي يأتي بوعائه ويضعه باتجاه السماء يمتلئ وعاؤه، والذي يضع وعاءه مقلوباً سيجد في النهاية أنّ وعاءه فارغٌ، والذي يأتي بوعاء أكبر سيكون نصيبه أكبر. أمّا الذي لم يأتِ بوعائه ليضعه تحت السماء فهو لن يحصل على شيء؛ لأنّه لم يكن يريد أن يحصل على شيء.]

    خطاب محرم [ هم هكذا فقهاء الضلال وعلماء السوء دائما لا يقبلون ان يكون الأنبياء والأوصياء بشرا مثلهم اخلصوا لله حتى تفضل عليهم وكلمهم وعصمهم (قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاء رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَداً) ورغم بيان الله الشافي في القران نجدهم اليوم يضفون على الأنبياء والأوصياء السابقين صفات اللاهوت المطلق مثل عدم النسيان والسهو مئة بالمئة و التمكن من فعل كل شيء ومعرفة كل شيء إلى غيرها من صفات اللاهوت المطلق سبحانه وهذا لأنهم اليوم كأولئك بالأمس لا يقبلون الانقياد لبشر مثلهم أصبح طاهرا ومقدسا بعمله وإخلاصه لله ولهذا فهو صاحب فضل ويستحق أن يقدمه الله. هم يصورون من يدعون انهم يؤمنون بهم من الماضين عليهم السلام أنهم ليسوا بشر مثلهم بل مميزون عنهم بصفايا وهبات ربانية ابتداء دون أن يلتفتوا إلى أنهم بهذا القول السفيه يلغون فضل المعصوم ويتهمون الله في عدله ولهذا فالحقيقة الجلية لكل عاقل أن هؤلاء اليوم لا يؤمنون بعلي عليه السلام ولا الحسين عليه السلام أبدا بل هؤلاء السفهاء الذين يشترطون أن يأتي المعصوم بمعاجز تقهرهم ليؤمنوا به كانوا سينضمون لمعسكر الحسين عليه السلام في كربلاء معسكر الحسين المكسور المهزوم المقتول المنكس الراية المنهوب الخيم المسبي النساء. والله لن أكون مجازفا إن قلت أن هؤلاء الجهلة الذين يُعرفون المعصوم اليوم بأنه خارق للعادة في كل شيء كانوا سيكونون أول المبادرين لقتل الحسين ليس طاعة ليزيد بل طاعة لأهوائهم وارضاءً لنفوسهم المتكبرة الحاسدة لأولياء الله التي تأبى الإقرار بتقصيرها فتدعي القصور إمام المعصوم لتلغي فضله وتلغي الإشارة الصادرة من وجود هذا الإنسان الطاهر المقدس بعمله إلى النجاسة والخبث في سريرة من سواه بقدر ما... (إلى أن قال عليه السلام) ...وانتم كمن سبقكم تطلبون أن يقهركم صاحب الحق على الإيمان فلا تقبلون على أن يكون صاحب الحق مثلكم ولكن لطهارة نفسه وإخلاصه قد فضله الله عليكم وأمركم بإتباعه في حين إن الله يرد على هذا المنهج الابليسي المنكوس ببساطة يفهمها كل من يريد أن يفهم بقوله (وَما أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِنَ الْمُرْسَلِينَ إِلَّا إِنَّهُمْ لَيَأْكُلُونَ الطَّعَامَ وَيَمْشُونَ فِي الْأَسْوَاقِ وَجَعَلْنَا بَعْضَكُمْ لِبَعْضٍ فِتْنَةً أَتَصْبِرُونَ وَكَانَ رَبُّكَ بَصِيراً) ]

    مع العبد الصالح ج2 ص53-54 [إذن فأين الامتحان لهذا الإنسان وهو مفضل بآيات معجزة ملازمة له على الدوام ؟!!
    ثم هل من العدالة أن يُعطى هذا الحجة الذي رافقته المعجزات ابتداء الأجر والثواب كالمؤمن الذي يمتحن بالشهوات ولا ترافقه المعجزات ابتداء كما رافقت الحجة، هذا فضلا عن أن يُفضل عليه ؟ أين عدالة الله إذن ؟ كيف تكون العدالة بين الخلق في دخول الامتحان إذا كانوا يدخلون و أحدهم بيده الإجابات وزيادة، والآخر ليس عنده الإجابات فقط الأسئلة وعليه أن يجد الإجابات بنفسه، والمصيبة إن الذي فضل أن بيده الاجابات يُعطى أجرا أعظم من المسكين الذي ظلم ولم تعطَ له الإجابات ؟!
    في الحقيقة، إن هذه العقائد تكشف عن خواء عقول من يعتقدون بها، بل وعن عدم إيمانهم بالقرآن وبعدالة الله سبحانه وتعالى ].
    والحمدلله رب العالمين
    بسم الله الرحمن الرحيم { إنا أعطيناك الكوثر (1) فصل لربك وانحر (2) إن شانئك هو الابتر(3)}

    ***

    الخطبه الثانيه
    اعوذ بالله من الشيطان اللعين الرجيم
    بسم الله الرحمن الرحيم
    والحمدلله رب العالمين
    وصلى الله على محمد وآل محمد الأئمة والمهديين وسلم تسليما
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته انصار الله
    يوم الاثنين السابق صادف عيد الغدير وبهذه المناسبه كتب عليه السلام...

    [ السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
    كل عام وانتم بخير في ذكرى اعلان رسول الله محمد ص بامر الله سبحانه أن عليا ص هو أول خلفاء الله من بعده. ]

    وله ع خطبة قد كتبها قبل سنتان فهي تأكد كلامه السابق ع الذي قلناه في الخطبة الاولى. فسيبين ع سبب اختيار وتفضيل علي ابن ابي طالب ع ليكون أمير المؤمنين دون غيره...

    رسالة الامام أحمد الحسن ع بمناسبة عيد الغدير [ بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وآل محمد الأئمة والمهديين وسلم تسليما كثيرا. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    أيها المسلمون والمسلمات كل عام وانتم بخير وعافية بمناسبة حلول عيد حاكمية الله وعيد الغدير المبارك، هذه المناسبة الكريمة العزيزة على الله وعلى قلب محمد حبيب الله وعلى قلوب المؤمنين، اللهم من تهيأ وتعبأ وأعد واستعد في هذا اليوم لوفادة إلى مخلوق رجاء رفده وطلب نائله وجائزته فإليك يارب تهيئتي وتعبئتي وإعدادي واستعدادي طلب نائلك ورجاء جائزتك اللهم فاجعل جائزتك لنا اليوم أن تنتصر بنا لدينك الحق يا أكرم الأكرمين وأوفر المعطين.
    قال تعالى : ((وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْرَاتِ وَإِقَامَ الصَّلَاةِ وَإِيتَاء الزَّكَاةِ وَكَانُوا لَنَا عَابِدِينَ )) [الأنبياء 73]
    ((وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ)) [السجدة 24]
    هؤلاء الأئمة الكرام صلوات الله عليهم قدموا الإخلاص في العبادة ((وَكَانُوا لَنَا عَابِدِينَ))، قدموا الصبر والتصديق واليقين بآيات الله وبوحي الله (( لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ))، فاستحقوا أن يجعلهم الله أئمة يهدون بأمره، في الآيتين الله سبحانه الذي ((لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ)) يبين سبب جعله هؤلاء العباد أئمة يهدون بأمره لان التفضيل بدون سبب مناف للعدل وهو سبحانه عادل، ولهذا أقول أيها الأحبة المؤمنون والمؤمنات كلكم اليوم تملكون الفطرة والاستعداد لتكونوا مثل محمد (ص) وعلي (ص) وآل محمد (ص) فلا تضيعوا حظكم، واحذروا فكلكم تحملون النكتة السوداء التي يمكن أن ترديكم وتجعلكم أسوء من إبليس لعنه الله إمام المتكبرين على خلفاء الله في أرضه، أسأل الله أن يتفضل عليكم بخير الآخرة والدنيا.
    ((كَلَّا إِنَّ كِتَابَ الْأَبْرَارِ لَفِي عِلِّيِّينَ (18) وَمَا أَدْرَاكَ مَا عِلِّيُّونَ (19) كِتَابٌ مَّرْقُومٌ (20) يَشْهَدُهُ الْمُقَرَّبُونَ (21) إِنَّ الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ (22) عَلَى الْأَرَائِكِ يَنظُرُونَ (23) تَعْرِفُ فِي وُجُوهِهِمْ نَضْرَةَ النَّعِيمِ (24) يُسْقَوْنَ مِن رَّحِيقٍ مَّخْتُومٍ (25) خِتَامُهُ مِسْكٌ وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ (26))) [المطففين]. ماذا قدم علي (ص) ليستحق هذا التفضيل الإلهي؟
    علي صلوات الله عليه نصر رسول الله محمد (ص) في أول بعثته فكان أول المؤمنين ثم وهو شاب صغير في العمر قدم حياته قربانا بين يدي الله سبحانه وفي كل مرة يخرج بجرح أو جروح مميتة ولكنها لا تثنيه أن يتقدم للموت مرة أخرى، قدم عبادة وإخلاصا، تصدق بكل ما يملك، بخاتمه، وبطعامه وهو صائم، وما كان ليعلم به احد لولا أن الله أنزل قرآنا يذكر فعله، كان علي صلوات الله عليه يخفي بكائه بين يدي الله سبحانه حتى على فاطمة صلوات الله عليها، علي سحق أناه ولم يطلب أن يذكر فوهبه الله حكما وعلما وفضله على العالمين.
    أما في ختام حياته وهو حاكم لدولة كبيرة ، فأتركه هو ليصف حاله حيث يقول صلوات الله عليه: ((أ أقنع من نفسي بأن يقال أمير المؤمنين ولا أشاركهم في مكاره الدّهر ؟ أو أكون أسوة لهم في جشوبة العيش، فما خلقت ليشغلني أكل الطّيّبات كالبهيمة المربوطة همّها علفها، أو المرسلة شغلها تقمّمها، تكترش من أعلافها، و تلهو عمّا يراد بها، أو أترك سدى وأهمل عابثاً، أو أجرّ حبل الضّلالة، أو أعتسف طريق المتاهة ...........
    إليك عنّي يا دنيا فحبلك على غاربك، قد انسللت من مخالبك، و أفلتّ من حبائلك، و اجتنبت الذّهاب في مداحضك. أين القوم الّذين غررتهم بمداعبك ؟ أين الأمم الّذين فتنتهم بزخارفك ؟ هاهم رهائن القبور، ومضامين اللّحود واللّه لو كنت شخصاً مرئيّاً، وقالباً حسّيّا، لأقمت عليك حدود اللّه في عباد غررتهم بالأماني، وأمم ألقيتهم في المهاوي، و ملوك أسلمتهم إلى التّلف وأوردتهم موارد البلاء، إذ لا ورد ولا صدر. هيهات من وطئ‏ء دحضك زلق، ومن ركب لججك غرق، ومن ازورّ عن حبالك وفّق، والسّالم منك لا يبالي إن ضاق به مناخه، والدّنيا عنده كيوم حان انسلاخه .
    أعزبى عنّي، فو اللّه لا أذلّ لك فتستذلّني، و لا أسلس لك فتقوديني، وايم اللّه يمينا برّة أستثني فيها بمشيئة اللّه لأروضنّ نفسي رياضة تهشّ معها إلى القرص إذا قدرت عليه مطعوما، و تقنع بالملح مأدوما، ولأدعنّ مقلتي كعين ماء نضب معينها مستفرغة دموعها . أتمتلئ‏ء السّائمة من رعيها فتبرك ؟ و تشبع الرّبيضة من عشبها فتربض ؟ و يأكل عليّ من زاده فيهجع ؟ قرّت إذا عينه إذا اقتدى بعد السّنين المتطاولة بالبهيمة الهاملة، والسّائمة المرعيّة طوبى لنفس أدّت إلى ربّها فرضها، و عركت بجنبها بؤسها، وهجرت في اللّيل غمضها، حتّى إذا غلب الكرى عليها افترشت أرضها، و توسّدت كفّها، في معشر أسهر عيونهم خوف معادهم، و تجافت عن مضاجعهم جنوبهم وهمهمت بذكر ربّهم شفاههم، وتقشّعت بطول استغفارهم ذنوبهم (أُولئِكَ حِزْبُ اللَّه ، أَلا إنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ المُفْلِحُونَ))).
    رحمك الله أبا الحسن سبقت سبقا بعيدا وأتعبت من يأتي بعدك تعبا شديداً.
    أيها الأحبة هذه المناسبة أيضا تذكرنا بمن تنكروا ولازالوا يتنكرون لحاكمية الله ولعلي (ص) ولبيعة الغدير رغم أنها متواترة بل ونَظَّروا لحاكمية الناس رغم أن الآيات واضحة والأعلام قائمة في بيان حاكمية الله وأن الأرض لاتخلوا من خليفة لله بعد محمد (ص) كما كانت من قبله، فليتق الله المسلمون وليذعنوا للحق الذي أظهره الله يوم الغدير وليؤمنوا بإمامة علي (ع) الذي هو أولى بهم من أنفسهم بنص الغدير كما هو رسول الله (ص) وكما هو الله سبحانه.
    أيها المسلمون في ظل هذه الظروف الملبدة بغيوم الفرقة وسفك الدماء خصوصا في سوريا فإني أقيم الحجة أمام الله وأدعوا فرق المسلمين من سنة وشيعة وغيرهم للتوحد تحت راية الحق التي أرفعها وأدعوهم لها، راية حاكمية الله والبيعة لله، راية وصية محمد بن عبد الله (ص) الوحيدة في ليلة وفاته والتي ذكر فيها اثنا عشر إماما واثنا عشر مهديا.
    وقد بينت لهم الحق فليتقوا الله ويتوحدوا تحت راية الحق، راية المهدي التي وعدهم بها نبيهم في آخر الزمان فهذه هي راية أهل بيت نبيكم فلاتضيعوا حظكم من نصرتها والالتفاف حولها.
    وليلتفت السنة إلى ان هؤلاء التكفيريون لايستحلون دماء الشيعة فقط بل هم يكفرون بقية السنة ويستحلون دماءهم، وماحصل ويحصل في ليبيا من هدم أضرحة الصوفية وقتل من يحميها من السنة الأشاعرة والصوفيين، وماحصل في مصر من قتل حرس الحدود في سيناء وهم سنة، وماحصل ويحصل في العراق والصومال خير شاهد على أن هؤلاء الوهابيون قد مرقوا من الدين وهم خوارج آخر الزمان الذين حذر رسول الله محمد (ص) من فتنتهم، هؤلاء الوهابيون الذين يقودهم الجهل مسلوبي العقول والشرف والغيرة وخير دليل على هذا هو مافعلوه - على رؤوس الأشهاد - مؤخرا في باكستان عندما هاجموا بالأسلحة النارية طالبة مدرسة مسكينة لأنها ترفض أن تترك التعليم، فحقيقة العجب لاينقضي عندما يخضع لهم بعض شيوخ السنة ويقومون بمهاجمة التشيع لآل محمد (ع) إرضاءا لهؤلاء الوهابيين القتلة خوارج آخر الزمان.
    أرجو من الله أن تجد هذه الدعوة عند العقلاء والباحثين عن الحق صدى وينتفعوا منها اليوم ويبادروا لمصافحة هذه اليد التي مدها الله لهم كي لايندموا غدا إن وجدوا وقتا للندم، فبعض حكام أو طواغيت الدول العربية لم يجدوا وقتا للندم.
    ورجائي أن شيعة آل محمد (ع) يصطفون تحت هذه الراية فهي راية الحق الوحيدة البارزة، والمنادية بالحق، الراية الوحيدة التي لم تداهن ولم تدخل فيما دخل فيه أهل الباطل، ومُخطأ من شيعة آل محمد (ص) من يُعوِل على هؤلاء الذين أيديهم صفرات من الدليل سواء الشرعي أم العقلي على مايدعون من وجوب تقليد ونيابة، مُخطأ من يُعوِل على هؤلاء الذين لايثقون ببعضهم بعضا وكل واحد منهم اخذ مجموعة من شيعة آل محمد (ص) وحزَّبَهم لنفسه دون أن ينصبه الله، حتى فرقوا شيعة آل محمد (ع) شيعا وجعلوهم لايكادون يلتقون حتى في تحديد يومي العيدين فكيف يُعَوَل على مثل هؤلاء في قضية كبرى وفتنة عظمى تجعل الولدان شيبا، كيف يمكن أن يُعَوَل على هؤلاء وانتم ترونهم عندما تدخلوا في السياسة والحكم في العراق مثلا كانوا انحس من بصقة مسيلمة، فقد طلب منه أتباعه أن يبارك بئرا قليلة الماء فبصق فيها ليزداد ماءها فجفت.
    أيها الناس فليختار كل مؤمن بالله طريقه بدقة وبحذر فيمكنه أن يكون جزءا من المشروع الشيطاني ويبوء بغضب الله ويمكنه أن يكون جزءا من المشروع الإلهي المهدوي وينصر الحق وينصر راية البيعة لله، راية حاكمية الله، راية يوم الغدير المباركة.
    والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته احمد الحسن يوم حاكمية الله يوم الغدير المبارك
    1433 هـ.ق ]
    واستغفر الله لي ولكم والحمدلله رب العالمين
    بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ ( 1 ) وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا ( 2 ) فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا ( 3 ).
Working...
X
😀
🥰
🤢
😎
😡
👍
👎