إعـــــــلان

Collapse
No announcement yet.

مجلس في شهادة ابي الفضل العباس (عليه السلام )/ اليوم السابع

Collapse
X
 
  • Filter
  • الوقت
  • Show
Clear All
new posts
  • راية اليماني
    مشرف
    • 05-04-2013
    • 3021

    مجلس في شهادة ابي الفضل العباس (عليه السلام )/ اليوم السابع

    الليلة السابعة: مجلس شهادة أبي الفضل العبّاس عليه السلام

    أُمَّاهُ خَرَّ عَلَى الفُرَاتِ لِوَائِي
    وَهَوَيْتُ مَخْضُوباً بِفَيْضِ دِمَائِي
    أُمَّاهُ يَا أُمَّ البَنِينِ أَمَضَّنِي حَالُ
    لَهْفِي عَلَيْهِ وَقَدْ أُرِيعَ لِمَصْرَعِي
    أُمَّاهُ لَيْتَكِ كُنْتِ عِنْدَ جَنازَتِي
    يَدْعُو كَسَرْتَ ظَهْرِي يَا أَخِي
    مَا هَدَّنِي يَا أُمُّ قَسْوَةُ مَا جَرَى
    أُمَّاهُ وَالزَّهْرَاءُ تَنْدُبُ مَصْرَعِي
    لَمْ أَنْسَ لَمَّا أَنْ هَوَيْتُ عَلَى الثَّرَى
    عَبَّاسُ يَا وَلَدِي قُتِلْتَ وَلَمْ تَذُقْ
    فَصَرَخْتُ أَدْرِِكْنِي أُخَيَّ فَجَاءَنِي
    نَارَانِ تَسْتَعِرانِ بَيْنَ جَوَارِحِي
    وَلَظًى يَشُبُّ مِنْ اسْتِغَاثَةِ
    أُمَّاهُ مَا فَعَلَ العَمُودُ بِهَامَتِي

    الحُسينِ وَقَدْ جَثا بِإزَائِي
    فَأَسالَ أَدْمُعَهُ عَلَى أَشْلائِي
    وَحُسَينُ يَمْزُجُ دَمْعَهُ بِدِمَائِي
    قَدْ هَدَّنِي يَا أُمُّ صَوْتُ عَزَائِي
    لَكِنْ بَكَيْتُ لِسَيِّدِ الشُهَدَاءِ
    وَتَنُوحُ بَيْنَ بُكَائِهِ وَبُكائِي
    نَدْبَ البَتُولِ يَفُتُّ فِي أَحْشَائِي
    مَاءً فَوَاسَيْتَ الغَرِيبَ النَّائِي
    يَعْدُو وَيَعْثُرُ فِي شَجًى وَبُكَاءِ
    حُزْنُ الحُسَينِ وَنَدْبَةُ الزَّهْرَاءِ
    وَحَنِينِ أَشْبُلِهَا لِبَرْدِ المَاءِ
    بِأَشَدَّ مِنْ حُزْنِي لِقَتْلِ سِقَائِي


    يعبّاس هذا حسين يمّك
    حاير يبو فاضل بلمّك
    ساعة ويجيب الماي عمّك
    يصيح ابصوت يعضيدي اوگعت وين
    يخويه الكون كله ابعيني اظلم
    يخويه العلم وينه ويّن جودك
    او شملي اللي تشتت بيك يلتم
    يخويه الصبر گلي امنين أجيبه
    العلم والجود والهامة واليدي يبكي وخلط دمعه بدمّك
    وسكنة تسكت الطفل بسمك
    تعنه امن الخيم للعلگمي احسين
    بعد ما شوف دربي يا ضوه العين
    يخويه ابياكتر طاحن زنودك
    يبو فاضل زماني هم يعودك
    يخويه ضاع صبري ابهل المصيبة
    يخويه امصايبك كلها عجيبه
    اشوف العلم معرض فوك صدرك

    وشوف الراس دمه صبغ نحرك
    وشوف ازنود الك من غير كفين
    يخويه اوضيم زينب من يزيله
    وهي الدربك شابحة العين وشوف الجود متعلك بكترك
    يخويه العلم بعدك من يشيله
    يخويه ضلت سكينه ذليله
    أبوذية:


    الدهر ما يوم فرحني واليسار
    وقف عبّاس يمنه ولا يسار علي لملم محاشيمه واليسار
    يصيح آه على سكنه مو لديّه

    يُروى أنّ أمير المؤمنين عليه السلام, كان جالساً في المسجد وحوله الحسن والحسين عليهما السلام, والعبّاس وإذا بالحسين يقول: إنّي عطشان, فقام العبّاس وهو صبيّ صغير وجاء إلى أمّ البنين فقال لها: أمّاه, إنّ أخي الحسين عطشان, فقامت أمّ البنين وملأت قدحاً ووضعته على رأس العبّاس, فجاء به إلى المسجد والماء يتصبّب على كتفيه, حتّى جاء به إلى أخيه الحسين عليه السلام, فلمّا رآه أمير المؤمنين عليه السلام, صاح: ولدي عبّاس, أنت ساقي عطاشى كربلاء, فسمّي عند ذلك بالسقّاء..

    وبعدما قُتل أخوة العبّاس تقدّم العبّاس من أخيه الحسين عليه السلام, يستأذنه بالقتال وقد سئم من الحياة لأنّه يرى أخوته وأبناء عمومته صرعى ويسمع بكاء النساء وعويل الأطفال وصراخهم, فألحّ على أخيه الحسين بالبراز, فبكى الحسين عليه السلام وقال: يا أخي أنت صاحب لوائي, فإذا مضيت تفرّق عسكري, فقال له العبّاس: قد ضاق صدري وسئمت من الحياة وأريد أن أطلب ثأري من هؤلاء المنافقين, فقال الحسين عليه السلام: فاطلب لهؤلاء الأطفال قليلاً من الماء, فذهب العبّاس إلى القوم ووعظهم وحذّرهم فلم ينفع, فرجع إلى أخيه فأخبره, فسمع الأطفال ينادون: العطش العطش, فركب فرسه وأخذ رمحه والقربة وقصد نحو الفرات فأحاط به من كانوا موكّلين بالفرات ورموه بالنبال فحمل عليهم العبّاس وقتل منهم مقتلة عظيمة وفرّقهم عن الماء, ثمّ دخل الماء فلمّا أراد أن يشرب غرف غرفة فذكر عطش الحسين عليه السلام وأهل بيته, فرمى الماء من يده وجعل يقول:

    يَا نَفْسُ مِنْ بَعْدِ الحُسَينِ
    هَذا حُسَيْنٌ وَارِدُ المَنُونِ
    تَاللهِ مَا هَذَا فِعَالَ دِينِي هُونِي وَبَعْدَهُ لا كُنْتِ أَوْ تَكُونِي
    وَتَشْرَبِينَ بَارِدَ المَعِينِ
    وَلا فِعَــالَ صَـــادِقِ اليَقِــينِ
    يقول الشيخ عبد الحسين الحويزيّ:

    وَمُذْ تَذَكَّرَ مِنْ قَلْبِ الحُسَيْنِ ظَمَاً
    وَغَرْفَةٍ قَدْ رَمَاهَا مِنْ أَنَامِلِهِ عَافَ المَعِينَ وَمِنْهُ قَطُّ مَا ارْتَفَعَا
    شَادَتْ لَهُ بِفَرَادِيسِ العُلَى غُرَفَا

    هذا الماي يجري بطون حيات
    واظن طفله يويلي من العطش مات واذوقه گبل خويه احسين هيهات
    واظن موتي قرب والموت گدر

    ثمّ ملأ القربة من الفرات وحملها على كتفه وخرج من المشرعة فاستقبلته الكتائب وصاح ابن سعد: اقطعوا عليه طريقه, ثمّ حمل عمر بن سعد وقال: يا ويلكم ارشقوا القربة بالنبل, فوالله لئن وصل الماء إلى مخيّم الحسين لأفناكم عن آخركم, فتكاثروا عليه وأحاطوا به من كلّ جانب فحاربهم محاربة الأبطال وهو يقول:

    لا أَرْهَبُ المَوْتَ إِذَا المَوْتُ زَقَا
    نَفْسِي لِسِبْطِ المُصْطَفَى الطُّهْرِ
    وَلا أَخَافُ الشَرَّ يَوْمَ المُلْتَقَى حَتَّى أُوَارَى فِي المَصَالِيتِ لِقَا
    وَقَا إِنِّي أَنَا العَبَّاسُ أَغْدُوا بِالسِّقَا


    فكمن له زيد بن ورقاء من وراء نخلة وأعانه حكيم بن الطفيل فضربه على يمينه فبراها, فأخذ السيف بشماله وهو يرتجز:

    واللهِ إِنْ قَطَعْتُمُ يَمِينِي
    وَعَنْ إِمَامٍ صَادِق اليَقِينِ

    إِنِّي أُحَامِي أَبَداً عَنْ دِينِي
    نَجْلِ النَّبِيِّ الطَّاهِرِ الأَمِينِ

    فقاتل حتّى ضعف عن القتال, فكمن له الحكيم بن الطفيل من وراء نخلة فضربه على شماله فقال:

    يَا نَفْسُ لَا تَخْشَيْ مِنَ الكُفَّار
    مَعَ النَّبِيِّ الطَّاهِرِ المُخْتَار
    فَأَصْلِهِمْ يَا رَبِّ حَرَّ النَّارِ

    إِوَاسْتَبْشِرِي بِرَحْمَةِ الجَبَّارِ
    قَدْ قَطَعُوا بِبَغْيِهِمْ يَسَارِي


    فحمل القربة بأسنانه وجعل يركض ليوصل الماء إلى عطاشى كربلاء, فجاء سهم فأصاب القربة وأريق ماؤها..
    اجاه السهم للقربه وبراها وگام يبكي وسكنه ما نساها
    مواعدها على المي وحشاها

    ثمّ جاء سهم آخر فأصاب صدره وآخر وقع في عينه, وبينما العبّاس كذلك لا يدين فيقاتل بهما ولا ماء فيأتي به إلى المخيم وقف حائراً لا يدري ما يصنع, وإذا بلعين جاء إليه وضربه بعامود على رأسه ففلق هامته وخرّ على الأرض منادياً: أخي أبا عبد الله أدركني.

    يقول أحد العلماء إنّه رأى في المنام أبا الفضل العبّاس وإنّه يعتب على الشيخ كاظم السبتيّ- الذي كان من قرّاء العزاء- لأنّه لا يذكر مصيبته, فقال له العالم: أنا سمعته يذكر مصيبتك في مجالسه, قال: لا, وإنّما قل له فليذكر هذه المصيبة, فليقُل: كلّ فارس يوم عاشوراء إذا خرّ من على ظهر جواده يتلقّى الأرض بكفّيه, ولكن من كانت السهام في صدره والسهم نابت في عينه وانجمد الدم في العين الأخرى بأيّ شيء يتلقّى الأرض من لا يمين ولا شمال له؟..


    عادة اليوگع موزع بالسيوف كفوفه تتلقى الثرى بيوم الطفوف
    لكن العبّاس مگطوع الكفوف

    فجاءه الحسين عليه السلام كالصقر المنقضّ على فريسته وهو ينادي: إلى أين تفرّون وقد قتلتم ابن والدي؟, إلى أين تفرّون وقد قتلتم أخي؟! ولمّا وصل إليه رآه صريعاً على شاطئ الفرات مقطوع اليدين مرضوض الجبين, السهم نابت في العين, المخّ سائل على الكتفين, القربة مخرّقة, الراية ممزّقة, نادى: الآن انكسر ظهري....

    أَلْفَاهُ مَشْقُوقَ الجَبِينِ وَدِرْعُهُ
    وَمُصَابُهُ بِحَشَاهُ أَثَّرَ وَجْعُهُ
    صَبَغَ البَسِيطَ كَأَنَّما هُوَ عَنْدَمُ

    بَانٍ عَلَيْهِ وَلَيْسَ يُمْكِنُ نَزْعُهُ
    فَأَكَبَّ مُنْحَنِياً عَلَيْهِ وَدَمْعُهُ


    الف وسفه على العبّاس ينصاب
    المآتم دوم إله ولحسين ينصاب

    او مخه على الكتفين ينصاب
    لمن تظهر الرايه الهاشمية

    رُوي عن حميد بن مسلم قال: لمّا صُرع العبّاس ومشى الحسين إلى مصرعه رأيت الحسين وقد انحنى على الأرض، وتناول شيئاً وأخذ يقبّله ويشمّه ويضعه على عينيه, ثمّ مشى قليلاً وتناول شيئاً آخر وأخذ يقبّله كالأوّل, فقلت في نفسي ما هذا الشيء الذي يعظّمه الحسين؟ فتأمّلت فإذا أحدهما يمين العبّاس والآخر شماله..

    يَا سَاعِدِي فِي كُلِّ مُعْتَرَكٍ بِهِ
    لِمَنِ اللِّوَا أُعْطِي وَمَنْ هُوَ جَامِعٌ

    أَسْطُو وَسَيْفَ حِمَايَتِي بِيَمِينِي
    شَمْلِي وَفِي ضَنْكِ الزُّحَامِ يَقِينِي


    خويه أبو الفضل گلي وين الكفوف
    دمي على عيني جمد يحسين ما شوف
    اجاه لاكن لگاه احسين شلگاه
    بكه من خاطره احسين اعلى فرگاه
    حط ايده اعلى خاصرته او تلوه
    يا عبّاس يا طيب الخوه

    يگله يخويه اتقطعت ما بين الصفوف
    نشف ادمومي يا بقية آل هاشم
    امبضع بالسيوف الهول ملگاه
    يگله اشلون هان اعليك فرقاي
    يا عبّاس ظهري انكسر توه
    يا عبّاس بيمن بعد رجواي


    احزامي انحل يخويه والفكر ضاع
    يسوري وانهدم من فوق للگاع

    يا عبّاس حيلي راح هالساع
    يخويه اتشمتت بمصابك اعداي

    ثمّ انحنى الحسين على أخيه أبي الفضل ليحمله إلى المخيّم, فقال له العبّاس: إلى أين تريد يا أخي؟ فقال له الإمام الحسين عليه السلام: أريد أن أحملك إلى المخيّم, فقال العبّاس: أخي بحقّ جدّك رسول الله عليك أن لا تحملني ودعني في مكاني هذا, فقال له الإمام: لماذا يا أخي وكيف أتركك هنا بين الأعداء؟ فقال العبّاس: أخي أبا عبد الله لأنّي مُستحٍ من سكينة وقد وعدتها بالماء ولم أأتها به, وبين الحسين عند أخيه وإذا به شهق شهقة وفاضت روحه الطاهرة, رحم الله من نادى: واعبّاساه, وامظلوماه, أيّ واسيّداه, فقام من عنده الإمام الحسين وهو يكفكف دموعه بيديه ويقول: الآن انكسر ظهري وقلّت حيلتي وشمت بي عدوّي..

    حط ايده على خاصرته وتلوه
    ياعبّاس يا طيب الخوه

    يعبّاس ظهري انكسر توه
    يخويه العلم گلي وين اوديه

    ينور العين دربي بيش اگديه
    اوصاح احسين اخوي والله أكبر
    صرت مركز يخويه لكل الهموم
    اولا واحد عليه بعد ينغر

    حنا فوگه او شمه او شبك ايديه
    ييخويه انكسر ظهري ولا اگدر اگوم
    يخويه استوحدوني عگبك الگوم

    ثمّ جاء الحسين إلى المخيّم فرأته ابنته سكينة وقالت: يا أبتاه أين عمّي العبّاس؟ أراه قد أبطأ علينا وقد وعدنا بالماء؟ فعند ذلك بكى الإمام وقال لها: بنيّة إنّ عمّك قد قُتل, فلمّا سمعت زينب صرخت ونادت: واأخاه, واعبّاساه, واقلّة ناصراه, واضيعتاه بعدك, فقال الحسين عليه السلام: إي والله واضيعتاه بعده وا انقطاع ظهراه.. وأرادت الحوراء زينب أن تذهب إلى مصرع أخيها العبّاس, فقال لها الحسين: أخيّة ارجعي لا تشمتي بنا الأعداء, قالت: يا بن أمّي, لا تلمني إنّ مصاب أخي العبّاس قد قطع نياط قلبي ولم أستطع صبراً…

    دخليني يخويه احسين أشوفه
    صدگ عالمشرعه طاحت اكفوفه


    أريد أگصد وأطر عسكر الكوفه
    اشلون امشي ابيسر وترك ورايه
    هم ياتي وگت صارم ورايه

    وأگله الحگ علينه يا مشگر
    كفيلي او ما شفت عزمه ورايه
    ترفرف بيد ابو فاضل عليه


    وَهَوَى عَلَيْهِ مَا هُنالِكَ قَائِلاً
    أليَوْمَ سَارَ عَنِ الكَتائِبِ كَبْشُهَا
    أليَوْمَ نَامَتْ أَعْيُنٌ بِكَ لَمْ تَنَم

    أليَوْمَ بَانَ عَنِ اليَمِينِ حُسَامُهَا
    أليَوْمَ غَابَ عَنِ الهُدَاةِ إِمَامُهَا
    وَتَسَهَّدَتْ أُخْرَى فَعَزَّ مَنَامُهَا
Working...
X
😀
🥰
🤢
😎
😡
👍
👎