إعـــــــلان

Collapse
No announcement yet.

المؤرخ الفرنسي جان بوتِّيرو.. بابل والكتاب المقدَّس

Collapse
X
 
  • Filter
  • الوقت
  • Show
Clear All
new posts
  • نجمة الجدي
    مدير متابعة وتنشيط
    • 25-09-2008
    • 5278

    المؤرخ الفرنسي جان بوتِّيرو.. بابل والكتاب المقدَّس















    Jean Bottéro


    المؤرخ الفرنسي جان بوتِّيرو.. بابل والكتاب المقدَّس



    صحيفة الرأي


    راجعه: احمد مزيد ابو ردن - هذا الكتاب هو نتاج محاورات مع عالم الآشوريات الشهير «جان بوتِّيرو» قامت باعدادها الكاتبة الفرنسية «إيلين مونساكريه»، ونقلت الكتاب الى العربية «روز مخلوف».

    وكان جان بوتيرو انخرط في سلك الرهبانية الدومينكية وعمره سبعة عشر عاما، فوجهه الرهابنة آنذاك الى دراسة الكتاب المقدس، وبعد تخرجه شرع يُدرسه للطلبة، لكنه كما يقول: كان من المستحيل عليه ان يحكم على المستوى التاريخي لبعض مقاطع الكتاب المقدس، كالخطيئة الاصلية والطوفان والزوجين الاوليين، ولا بد دائما من شاهد وبدون وثائق، لا وجود للتاريخ، وفي الحالة هذه فانه لا وجود وثيقة او شاهد على وقوع الخطيئة الاصلية طالما ان الانسان أنفصل عن الجو المشترك منذ ثمانية ملايين سنة، فأية وثيقة تاريخية يمكن ان تثبت لنا تاريخ الخطيئة الاصلية في غياب الوثيقة والشاهد؟

    كان لا بد للمؤرخ من اعتبار مرويات الكتاب المقدس مجرد رموز واساطير، جاء الدليل على صحة ذلك بالعثور على اساطير بلاد الرافدين التي قضى جان بوتيرو خمسين عاما من عمره وهو يعمل على فك الغازها.

    يقول المفكر الدكتور محمد آركون: «البروفسور بوتيرو مختص بحضارة وادي الرافدين، اي بالحضارة الآشورية والاكادية والسومرية، ثم بشكل اخص الاديان السامية القديمة، او اديان الشرق الاوسط القديم، وهي الاديان التي سبقت الدين اليهودي وانبثاق فكرة الإله الواحد المتعالي لاول مرة.


    وفي مقدمتها التي اسمتها «بعد ظهيرة يوم شتائي في وادي شيفروز» تقول المؤلفة المحاورة ايلين مونسكاريه: «جان بوتيرو حقل دراسته واسع جدا، فقد تخصص بادئ الامر في تاريخ اقدم الديانات السامية، وراح يشتغل على العهد القديم ولغات الكتاب المقدس، وعمل باغارته على الكتلة الهائلة لارشيف حضارة ما بين النهرين القديمة، الموزع على ما يقرب من ثلاثة آلاف عام من التاريخ، حيث ثابر على اضاءة كثير من مقاطعات منطقة ما بين النهرين الهائلة: ولادة الكتابة، الرُّقية، السحر، والتنجيم، الدين، الميدان الاقتصادي والقانوني، نصوص اسطوية اكادية، ترجمة ملحمة جلجامش، تاريخ الكتاب المقدس ومسائل دينية متعلقة به، هي بعض القضايا التي عالجها بحثا عن العقلانية التي تحكمها كلها، فانه لحسن الحظ عمد الى استكشافها عن طريق وضع النقاش الفلسفي والتأويل التاريخي احدهما الى جوار الآخر.

    وتصف ايلين مونسكاريه استاذ حضارة ما بين النهرين القديمة: بانه هادئ البال في المعرفة، متين في علمه وهب طبعا حازما يعرف كيف يجنب قارءه النظام المرجعي الثقيل الذي كثيرا ما يسحب انصار العلوم. وبقي مخلصا لنفسه التي لم تَْع قطُّ للسيطرة على حلقه من المريدين، وفي سكنه في منزله الريفي في وادي شيفرون وضع اعماله دون ان يكترث بملاءمتها للذوق المعاصر.


    وفي متن الحوار الغني الذي يحفل به الكتاب يجيب عن سؤال حول وصفه لاهمية عنصر بانه رؤية سامية للاشياء قائلا: ان الحضارة في ما بين النهرين ولدت فوق آثار اقدم، لكنها ولدت بشكل رئيسي من تكافل طويل سومري- اكادي، اي سومري سامي، بل لقد أثر افراد الثقافتين كل منهما في الاخر على نحو متبادل وبالتالي غير كل منهم الاخر مع تفوق سومري في البداية ولمدة لا بد انها طويلة الى حد ما.

    وحول بداية علم الاشوريات يقول: قلت لنفسي هل ولد علم الآشوريات بعد هذا الفراغ الاسود الكبير؟ الذي لم يخرج منه سوى مصباح خفيف النور بيد «بنجامين دي كوديل» في القرن الثاني عشر؟ هل ولد مع «بيتيرو ديلا فالي» الذي جذب الانتباه الى الكتابة المسمارية؟ ام انه ظهر عندما حُلَّت جميع الرموز؟ في الحقيقة في التاريخ لا توجد ولادة حقيقية او ظهور مفاجئ هناك شيء سابق على الدوام، ويمكن تحديد ولادة العلم الذي نذر نفسه له، في الوقت الذي بدأنا نقول فيه لانفسنا: لقد عثرنا على مفتاح مخزن الغلال القديم المنسي هذا!!

    ومن المؤكد في الشرق منذ الالف الاولى قبل عصرنا كانت بابل مدينة المدن، المدينة الاكثر شهرة والاوسع صيتا ودوَّى اسمها طويلا ايضا حتى بعد موتها، وهي لم تكن العاصمة المبجلة لمملكة شهيرة عريقة ثرية يعجب الجميع بها، ويخشون جانبها، لكن المسافرين القدماء فتنوا بفخامتها وتحدثوا عنها.

    وحول الاعياد الدينية التي قام بترجمتها عن السومرية والأكادية، وقضى شطرا من حياته العلمية وهو يفك رموزها ويعكف عليها يتحدث جان بوتيرو: انه كان هنالك اعياد في اكثر الاحيان، اعياد عادية يمكن تكرارها خلال السنة الطقسية او اعياد فوق عادية، تم تسجيل معظم شعائرها كتابة ايضا تجنبا لتغيير اي شيء فيها، ولذا لم تحفظ لنا شعائر المعبد الرئيسي الاحتفال برأس السنة الجديدة في -آذار- الا جزئيا.

    وكان هذا العيد يستمر حوالي اثنتي عشر يوما، وكانت مراسمه اليومية معقدة تقريبا، حيث ينتهي بطواف كبير يتم فيه نقل الآلهة، ممثلة بتماثيلها بأبهه في العربات والمراكب الى ملاذ مقدس خارج الاسوار.

    ويقول: انه مع النهضة الكبيرة التي دشنها حمورابي ظهر في بابل دون شك كاتب قدير تحركه فكرة كبيرة لجمع كل هذه المواد ومزجها عن طريقه، باضافة عدد معين من الملامح اليها من بنات افكاره، او باقتباسها من الفلكلور والشفوي ايضا عن طريق اعادة بناء مغامرات جلجامش على طريقته.

    والكتاب هو رحلة خصبة في عوالم بلاد ما بين النهرين القديم، ورحلة شيقة في عقل وفكر وتجربة رجل وهب نفسه للمكوِّن الحضاري والثقافي لبلاد الرافدين، واستطاع ان يترجم ويؤلف العديد من الكتب عن الحضارة السومرية والاشورية والأكادية، وعن الادب السامي الذي صبغَ بلاد الحضارة والكتابة والاسطورة بصبغته الخاصة.



    من كتبه

    بلاد الرافدين الكتابة - العقل - الآلهة

    رابط التحميل








    قال يماني ال محمد الامام احمد الحسن (ع) ليرى أحدكم الله في كل شيء ، ومع كل شيء ، وبعد كل شيء ، وقبل كل شيء . حتى يعرف الله ، وينكشف عنه الغطاء ، فيرى الأشياء كلها بالله ، فلا تعد عندكم الآثار هي الدالة على المؤثر سبحانه ، بل هو الدال على الآثار
  • نجمة الجدي
    مدير متابعة وتنشيط
    • 25-09-2008
    • 5278

    #2
    رد: المؤرخ الفرنسي جان بوتِّيرو.. بابل والكتاب المقدَّس

    مقتطفات من كتاب "بابل والكتاب المقدس"

    قسم البابليون تاريخهم إلى مرحلتين:مرحلة ما قبل الطوفان ومرحلة ما بعده.والحقيقة أن الأراضي البابلية شهدت الكثير من الطوفانات وقد تعرضت-مثل كل السهول الطميية التي تصب أنهارها الكبيرة في البحر-لأشكال رهيبة من الطوفانات:أعاصير أو زوابع مرافقة بهزات أرضية وهطول أمطار غزيرة. وإذا ما أخذنا بعين الاعتبار أنه حدث إعصار من هذا النوع في عام1876م ابتداء من خليج البنغال مع عاصفة رعدية وبقوة ذهبت بصواري السفن على بعد 300كم,ثم اقترب من نهر الغانج حيث اصطدمت بالجزر موجة الإعصار العلية والعريضة التي تحولت إلى موجة ضخمة غمرت مياهها في وقت قصير 141 ميلا مربعا مع ارتفاع45 قدما وأهلكت 215000 نسمة إلى أن ارتطم الفيضان بالمناطق المرتفعة, عندئذ يمكننا أن نتصور أبعاد الكارثة نتيجة إعصار من هذا النوع في السهول البابلية في تلك العصور القديمة.
    وقد أبت الجيولوجي المشهور"إدوارد سويس" من مدين فيينا خطورة خطوة حدوث مثل هذا الإعصار الذي أدى إلى الطوفان الموصوف في الرواية البابلية المكتوبة على اللوح الذي عثر عليه في مكتبة سردنبال في مدينة نينوى ويعود تدوين هذا النص إلى الألف الثاني قبل الميلاد : كان للبحر الدور الأول ولذلك دفعت السفينة التي بناها نوح البابلي"زيوسودرا"نحو منحدرات الجبال الأرمينية-الميدية,وماعدا ذلك تتطابق هذه الرواية وسفر الطوفان المعروف لنا جميعا, إذ يأمر "إيا" إله أعماق المياه"زيوسودرا" ببناء سفينة بقياسات محددة وطليها بالقار ثم نقل أسرته إليها ويذر كل شيء, بعد دخولهم وإغلاق بابها تطفو السفينة على الأمواج العاتية حتى تحط أخيرا على جبل اسمه "نصير" ثم يأتي النص المشهور: "وعندما حل اليوم السابع أتيت بحمامة وأطلقتها في السماء. طارت الحمامة بعيدا وما لبثت أن عادت إلي . لم تجد لها مستقرا فآبت .
    ونتابع قراءة النص القائل بإطلاق السنونو وعودته حتى رأى الغراب أخيرا أن الماء قد انحسر فلم يعد إلى السفينة , ثم يخرج "زيوسودرا"من المركب وعلى قمة الجبل يقدم القربان الذي يتشمم الآلهة رائحته الزكية الخ....
    إن هذه الرواية بأكملها وبتمام هذا النص المكتوب هنا انتقلت إلى كنعان . ولكن هناك اختلافا جوهريا في طبيعة الأراضي وفات المؤلف أن البحر كان العامل الرئيسي , وهكذا نجد في الكتاب المقدس روايتين عن الطوفان لا يمكن حدوثهما وفق العلوم الطبيعية فحسب بل تختلف الواحدة عن الثانية اختلافا تاما , فالرواية الأولى تحدد الطوفان ب365 يوما بينما تحددها الثانية ب40+(3×7)=61 يوما. ويدين العلم بمعرفة أن الكتاب المقدس جمع بين روايتين مختلفتين عن الطوفان ل"جان أستروك" الأرثوذوكسي الطبيب الخاص بالملك "لويس الرابع عشر" , وقد كان أول من تفحص كتب موسى الخمسة وكان بذلك مؤسس "نقد كتب موسى الخمسة", وهذا يعني : البيان أن كتب موسى الخمسة مؤلفة من مصادر مختلفة جدا . إنها لحقائق علمية لا تتزعزع مهما أغمضت العيون تجاهها على طرفي المحيط. وإذا أخذنا بعين الاعتبار أن كبيرين مثل "لوثر" و "ميلانختون" استنكرا النظام الكوني العائد إلى العالم "كوبونيك"فلا عجب في الأخذ البطيء بنتائج نقد كتب موسى الخمسة , ولكن سوف تتضح الأمور تدريجيا . –وحتى الملوك البابليين العشر الذين حكموا قبل الطوفان قد تبناهم العهد القديم بالسمات المشتركة في التفصيلات بينهم وبين الأجداد العشر قبل الطوفان .
    علاوة على ملحمة جلجامش البابلية التي يشكل اللوح الحادي عشر رواية الطوفان , نملك قطعة أدبية جميلة ثانية وهي:ملحمة التكوين :
    تبعا لهذه الرواية كانت في البداية المياه الأولى المظلمة والفوضوية المسماة "تعامة" ولما باشر الآلهة في تنظيم الكون , وقفت تعامة التي ظهرت أغلب الأحيان بشكل التنين أو بشكل الأفعى ذات الرؤؤس السبعة , معادية للآلهة متسلحة بأشكال وألوان من الوحوش التي أظهرتها إلى الوجود , ولاسيما أفاع ملئت أجسادها بالسم . وبجيشها هذا تهيأت لبدأ الصراع مع الآلهة . ارتجف الآلهة كلهم من الخوف لدى رؤيتهم العدو الرهيب , والإله "مردوخ" إله النور وإله شمس الصباح والربيع وحده كان مستعدا للصراع بشرط أن تكون له المكانة الأولى بين الآلهة . ثم يأتي مشهد رائع : صنع شبكة وثبتها عند الجهات الأربع حتى لا تفلت منه تعامة. ثم اعتلى بدرع مهيب وبهالة جليلة مركبته التي تجرها أربعة أحصنة متقدة النشاط وقد أحاط به الآلهة بنظرات الإعجاب . واندفع إلى اللقاء مع تعامة وجيشها ودعاها إلى معركة ثنائية . عند ذاك أطلقت صراخها عاليا وهي هائجة مرتعدة في أعماقها . و عندما فتحت فمها دفع فيه الرياح الشيطانية ثم أطلق رمحه ومزق قلبها وطرح جثتها أرضا واعتلى عليها بينما رمى أعوانها في الأصفاد . ثم شق جثة تعامة نصفين مثل سمكة , ورفع نصفها الأول وشكل منه السماء ومن نصفها الثاني شكل الأرض , فكانت قبة السماء فاصلا بين المياه العليا والمياه السفلى , وزين السماء بالقمر و الشمس و النجوم وملأ الأرض بالنبات والحيوانات , وأخيرا خلق الزوجين الأوليين بمزيج من الطين والدم الإلهي .وبما أن مردوخ كان إله بابل الرئيسي فلا عجب في أن انتشرت هذه الرواية بالذات انتشارا واسعا في كنعان . وقد جعل شعراء العهد القديم وأنبياؤه "يهوى" صاحب البطولة التي قام بها مردوخ ومجّده على أنه البطل الذي سحق رؤؤس التنين ( المزمور74:13:و89:11) والذي ينحني تحته أعوان رهب(أيوب 9:13) ويبدو أن مواضع كثيرة في الكتاب المقدس كما في إشعيا (51:9) " استيقظي استيقظي البسي قوة يا ذراع الرب . استيقظي كما في أيام القدم كما في الأدوار القديمة . ألست أنت القاطعة رهب الطاعنة التنين "

    أو كما في (أيوب26:12)"بقوته يزعج البحر وبفهمه يسحق رهب". تفسرها الصورة الصغيرة التي عثرت عليها بعثتنا وهي تمثل الإله مردوخ في جلالته وبذراعه القوية وعينه وأذنه الواسعتين اللتين ترمزان إلى ذكائه وتحت قدمي تنين المياه الأولى المغلوب عليه.
    وقد حاول العالم الكهنوتي الذي ألف سفر التكوين الإصحاح الأول إبعاد كل السمات الميثولوجية عن رواية التكوين هذه . ولكن تتضح العلاقة الوثيقة بين رواية التكوين في العهد القديم ورواية التكوين البابلية , من افتراضه بأن المياه الفوضوية الداكنة المسماة تعامة أي بداية كل شيء ثم بروز السماء وتزيين قبة السماء بالشمس والقمر والنجوم وإكساء الأرض بالنباتات ومثلها بالحيوانات وأخيرا خلق الزوجين الأولين على يد الله . وفي الوقت نفسه ندرك أسباب عدم نجاح كل المحاولات في التوفيق بين سفر تكوين العهد القديم ونتائج العلوم الطبيعية . والجدير بالذكر أن هذا الصراع بين مردوخ وتعامة مازال يأتينا صداه في رؤيا يوحنا في الصراع بين رئيس الملائكة ميخائيل و"حيوان الهاوية الحية القديمة المدعوة إبليس والشيطان"(رؤيا يوحنا12:9) إن كل هذه التصورات ومنها حكاية الفارس والقديس "جورج" وصراعه مع التنين تعود إلى الروايات البابلية . فقبل قرون كثيرة من تدوين سفر الرؤيا وسفر التكوين الإصحاح الأول نجد الصراع المتجدد في كل يوم وكل فصل ربيع من قوة النور وقوة الظلام على نقوش جدران البلاطات الآشورية ولكن في إدراك هذه العلاقة ما هو أهم من ذلك : إن في قلب كل إنسان ترسخت الوصايا التي تنص على ألا تمس الآخر بسؤ كما تريد ألا يمسك بسوء,"فلا تقتل ولا تزن ولا تسرق", وهي الطلبات الأساسية التي تمليها علينا غريزة حب البقاء , وقد ألفها البابليون على الشكل نفسه الذي وردت الوصايا الخامسة والسادسة والسابعة في العهد القديم. ولكن الإنسان أيضا مخلوق يحتاج إلى الحياة الاجتماعية ولذلك تكون الواجبات مثل الاستعداد للمساعدة والرحمة والمحبة جزء من الطبيعة الإنسانية لا يتجزأ عنها . لذلك عندما يستدعى الساحر البابلي إلى زيارة مريض ويبحث عن الذنب الذي ألقى به على فراش المرض , لا يتوقف عند الذنوب الكبيرة مثل القتل أ والسرقة بل يسأل أيضا : هل امتنع عن إلباس عريان ؟ هل منع أسيرا عن رؤية النور ؟ وكان البابلي يهتم حتى بمراتب الأخلاق الإنسانية العليا , فقول الحق والوفاء بالنسبة له واجب مقدس , كما أن التفوه بالإيجاب مع النفي في القلب جريمة تستحق العقاب . ولا عجب أن البابليين , و شأنهم في ذلك شأن العبرانيين , كانوا يعتبرون مخالفة تلك النواهي والوصايا خطيئة , لأن البابليين أيضا كانوا يشعرون أن مصيرهم مرتبط بشكل مطلق بالآلهة
    أما الذي يجدر بالاهتمام بشكل خاص أنهم أيضا اعتبروا معاناة الإنسان لا سيما المرض والموت عقابا لارتكاب خطيئة . إن مفهوم الخطيئة يسيطر على بابل وعلى الكتاب المقدس على حد سواء . فنقرأ في العهد القديم الرواية الجميلة والعميقة عن إغراء الحية المرأة –إذا الحية مرة أخرى ؟ وكأنها قصة بابلية :ترى , هل هي الحية وعدو الآلهة اللدود التي حاولت الانتقام من آلهة النور بإفساد أعلى مخلوقاتهم ؟ أو هل هي الإله الذي قيل عنه إنه "هدم مساكن الحياة "؟ إن السؤال عن أصل رواية الخطيئة الأولى المدونة في العهد القديم أهم سؤال فيما يخص تاريخ الدين ولا سيما في علم اللاهوت الخاص بالعهد الجديد , الذي كما هو معروف يضع مقابل ادم الأول المسئول عن وجود الخطيئة والموت في الدنيا ادم الثاني .( أي المسيح الذي ابتدأ معه تاريخ الخلاص والتحرر من الخطيئة) أتسمحون لي بإزاحة الستار ؟ ّا , فأشير إلى ختم اسطواني بابلي قديم ( هنا يعرض صورة للختم) في الوسط الشجرة بثمارها المتدلية وعلى الطرف اليسار المرأة بيديها الممتدتين إلى الثمرة ووراء المرأة الحية . ألا يحتمل أن هناك رابطة بين الصورة البابلية القديمة ورواية العهد القديم عن الخطيئة الأولى

    إن الإنسان يموت وبينما يوضع جسمه في القبر تنزل روحه المنفصلة عنه إلى "البلد الذي لا عودة منه" إلى " الشيئول " أي الهاديس وهو ذلك المكان المليء بالتراب ذلك المكان المظلم الذي ترفرف فيه الأشباح مثل الطيور في وجود خامل وخال من السرور : تغطي الغبرة الباب والمزلاج وكل ما ابتهج به قلب الإنسان سابقا تحول إلى عفن وتراب . تجاه مثل هذا المستقبل الكئيب لا يستعصي عن الفهم أن العبرانيين والبابليين على حد سواء كانوا يعتبرون العمر الطويل خير ما يرجى . ويشهد على ذلك الشارع الطويل الذي اكتشفته بعثتنا في بابل والذي سارت عليه مواكب عباد الإله مردوخ , وهو شارع معبّد بألواح حجرية نقشت على كل منها صلاة من صلوات الملك نبوخذنصر , وكل صلاة تنتهي بالعبارات التالية :" يا ربي مردوخ, أهدني عمرا طويلا" ولكن ما يدعو للعجب أن التصور البابلي عن العالم الأسفل ألطف بعض الشيء من الذي نجده في العهد القديم. فعلى اللوح الثاني عشر نجد وصفا دقيقا جدا للعالم السفلي البابلي . في هذا النص نقرأ عن مكان خاص بالعباد تقى" حيث يضطجعون على الأرائك ويشربون الماء النقي" وقد عثر على عدد كبير من التوابيت البابلية في الوركاء ونيبور وبابل و واقتنى قسم الشرق الأدنى التابع لمتاحف برلين مخروطا طينيا صغيرا كان قد وضع في أحد هذه التوابيت وعليه نقش كلمات مؤثرة تنص على رجاء من وجد هذا التابوت أن يتركه في مكانه ولا يمسه بضرر. ويختم هذا النص الصغير بدعاء البركة لمن يعمل هذا المعروف: "ليبقى اسمه مباركا في الدنيا ولتشرب روحه الماء النقي في العالم الأسفل " أي أن يقيم في الشيئول في المكان الخاص بالناس الأكثر تقى حيث يضطجعون على الأرائك ويشربون الماء القراح. أما بقية الشيئول فيدخلها عموما غير الأتقياء وهو مكان مليء بالتراب لا ماء فيه أو إذا وجد كان ماء معكرا على أكثر تقدير . على كل حال إنه مكان يعانى فيه من العطش , أليس كذلك ؟ وفي سفر أيوب الذي يبدوا أنه كان عالما بالمعتقدات البابلية نجد في (24:18) الفرق بين صحراء حارة وخالية من الماء للمخطئين وجنة نجري فيها المياه النقية للأتقياء. ثم نقرأ في العهد الجديد – الذي يقوم بدمج عجيب بين هذا التصور ومقاطع سفر أشعياء الأخيرة – عن جحيم ملتهب يحترق فيه الرجل الغني ظمأ وعن جنة يشرب فيها العازر الفقير الماء النقي . ومن المعروف إلام حول منذ ذلك الوقت الرسامون والشعراء وعلماء الكنيسة وأخيرا المسلمون هذا الجهنم وذلك الفردوس. انظروا إلى هناك إلى ذلك البدوي الفقير والمريض هل تركته القافلة وراءها في الصحراء لأن جسمه الضعيف لم يعد يتحمل متاعب السفر ؟ إنه يحفر بيده في رمال الصحراء قبرا لنفسه ومع جرة صغيرة إلى جانبه ينتظر موته بخشوع . وتلمع عيناه لأن خطوات قليلة فقط تفصل بينه وبين أبواب الجنة المفتوحة على مصراعيها حيث يقف الملائكة الذين يقولون له , "السلام عليك أيها التقي , ادخل إلى الجنة التي أعدها الله لعباده وهم فيها خالدون . إن هذه الجنة تمتد على طول امتداد السماء والأرض , وتكثر فيها الأشجار بظلالها الوارفة وثمارها الدانية , وتجري من تحتها الأنهار وتتفجر الينابيع في كل أرجائها . أما على ضفة أنهار الجنة فعرائش لا يرى فيها أصحاب الجنة شمسا ولا زمهريرا . تتهلل وجوه الطيبين سعادة وابتهاجا. إنهم يلبسون ثيابا خضرا من سندس وإستبرق ويحلون فيها بأساور من فضة وذهب . وهم متكئون على أرائك ووسادات ناعمة و أرجلهم على سجاد سميك . هكذا يرتاحون على سرر متقابلين ويأكلون ما يشتهون إليه . ويطوف عليهم ولدان مخلدون إذا رأيتهم حسبتهم لؤلؤا منثورا , وبأيديهم آنية من فضة وأكواب قوارير يسقون فيها كأسا من معين من عين " تاسمين " الذي هو أنقى ماء يشرب منه رؤساء الملائكة , له رائحة الكافور والزنجبيل ويسمى سلسبيلا يشربوا منه مايشاؤون لأنه لا يسكر ولا يسبب وجع رأس . وبالإضافة إلى ذلك هناك حور الجنة وهن فتيات ناعمات نعومة بيض النعام , ونهودهن ممتلئة وعيونهن مثل اللالىء في الصدفة أو مثل عيون الغزال ونظراتهن عفيفة وفاتنة في آن واحد ويسمح لكل رجل يدخل الجنة أن يختار لنفسه اثنتين وسبعين فتاة من فتيات الجنة بالإضافة إلى النساء اللواتي كن زوجاته في الدنيا إذا كان يرغب فيهن ( ولا شك أن هذا الرجل الطيب يرغب دائما بالزوجات الطيبات ). وقد فارق كل غل صدور المتقين فلا تسمع في الجنة لغوا أو رياء بل يقولون " السلام عليك , السلام " –إن هذه هي النتيجة الأخيرة التي وصل اليها التصور البابلي المتواضع عن الماء النقي الذي يشربه أكثرهم تقى في العالم الأسفل . وما تزال حتى يومنا هذا التصورات هذه عن عذاب جهنم ونعيم الجنة تسيطر على عقول الملايين

    وأخيرا نعرف أن التخيل عن رسل الإله أي الملائكة منشؤه بابل أيضا ولا يذكرهم المصريون القدامى البتة . وكذلك صور الكر وبيم والسار وفيم والملائكة الحارسين الذين يرافقون الإنسان ترجع في أصلها إلى بابل.
    كان الملك البابلي بحاجة إلى جيش من الرسل ليحموا أوامره إلى كل أنحاء العالم , ولذلك كان لا بد من أن للآلهة أيضا كتيبة من الرسل أو الملائكة منتظرين الأوامر: ويتميز هؤلاء الرسل بذكاء الإنسان ولذلك كان لهم شكل إنساني ولكنهم مجنحين لينقلوا أوامر الآلهة عبر الهواء إلى سكان الأرض بالإضافة إلى ذلك اتصف هؤلاء الملائكة بباصرة النسر الثاقبة وسرعته كما اتصف الذين كانوا يحرسون بوابات مقر الإله بقوة الثور الثاقبة أو هيبة الأسد , وهكذا يكون الملائكة البابليون والآشوريون كما في رؤى حزقيال في هيئة مركبة مثل الكر وبيوم المجنحين وبجسم الثور والوجه الإنساني الرصين ( يعرض صورة) ولكننا عثرنا في بلاط "أشور نصر بال " أيضا على صور ( يعرض صورة) تشبه صورنا الحالية للملائكة إلى ابعد الحدود . وسوف نحفظ لهذه المخلوقات النبيلة والرائعة التي حببها إلينا الفن مكانا خاصا في قلوبنا . أما الجن والشياطين سواء أتصورناهم أعداء الإنسان أو أعداء الله اللدودين فيحسن بنا توديعهم إلى الأبد لا سيما ونحن رافضون الثقافة الفارسية القديمة. ويقول إشعيا أعظم الأنبياء في العهد القديم بحق : "مصور النور و خالق الظلمة صانع السلام وخالق الشر . أنا الرب صانع كل هذه " .(إشعيا ى45:7) ختاما لهذا البحث ما يلي : وجد "فيكتور بلاس " أثناء حفريات في " خورساباد" مشاغل بلاط الملك صارغون : منها مستودع أوان فخارية من كل شكل و حجم ومستودع آخر وجدت فيه أدوات مصنوعة من الحديد . وكانت هناك مخزونات كبيرة ومرتبة ترتيبا حسنا من السلاسل والمسامير والسدادات والفؤوس البسيطة والمجنحة وقد امتاز الحديد بصنع جيد جعله يطن عند دقه , وكانت بعض هذه الأدوات التي تعود بعمرها إلى 25 قرنا في حالة جيدة إلى درجة أن المال العرب كانوا يستخدمونها مباشرة ويبدو لنا وصول العصور الآشورية القديمة بهذه الصورة الواضحة إلى وقتنا الحاضر غريبا فعلا , وقد حدث الشيء نفسه على صعيد الحياة الفكرية . عندما نميز بين بروج السماء الاثني عشر التي نسميها برج الحمل والجوزاء والثور وما شابه ذلك وعندما نقسم الدائرة إلى 360 درجة والدقيقة إلى 60 ثانية يمكننا أن نلاحظ تأثير الحضارة السومرية والبابلية إلى يومنا هذا . وأرجو أنني أفلحت في عرض الأدلة التي تشير إلى أن تفكيرنا الديني بواسطة الكتاب المقدس ما يزال يلونه الكثير من العناصر البابلية . وبالتحرر من تصورات تلك الشعوب النابغة حقا وبتحرر تفكيرنا من كل أحكام مسبقة ومترسخة., لن نمس في شيء الدين في جوهره كما علمه الأنبياء وشعراء العهد القديم ثم المسيح بأعلى مستوى معانيه الروحية , بل سوف يظهر بعد عملية التطهير هذه دينا أكثر صدقا وعمقا. وأريد أن أقول كلمة أخيرة عن أهمية الكتاب المقدس بالنسبة إلى التاريخ العالمي وهي: مذهب التوحيد . هنا أيضا فتحت لنا بابل أبعادا جديدة غير متوقعة. عجبا! لا أحد يعلم بالتأكيد ما معنى لفظة الجلالة (Gott)(الله) بالألمانية . ويتراوح اللغويون بين المعاني " حياء-انفعا ل و تعزيم "وبخلاف ذلك تتصف لفظة الجلالة السامية "الله"بوضوح. بالإضافة إلى سموها وعمقها إلى حد أن هذه الكلمة الوحيدة تذهب بخرافة " افتقار الساميين الغريب إلى هذه النظرة الدينية, وكذلك بالرأي الحديث والمنتشر في أن دين " يهوى " وفيما بعد الدين المسيحي دين متطور عن نوع من الفتشية والإيمان بروحانية الطبيعة ووجود الأرواح كما هو الحال عند الشعوب البدائية على الجزر في المحيط الهادئ أو الهنود الحمر المعتمدين على الصيد والالتقاط .
    يوجد في القران الكريم موضع رائع حتى أن شاعرنا الكبير " غوتة " كان يتمنى أن يراه متناولا في مسرحية درامية : " وكذلك نري إبراهيم ملكوت السموات والأرض وليكون من الموقنين, فلما جن عليه الليل كوكبا قال هذا ربي فلما أفل قال لا أحب الآفلين , فلما رأى القمر بازغا قال هذا ربي فلما أفل قال لئن لم يهديني ربي لأكونن من القوم الضالين , فلما رأى الشمس بازغة قال هذا ربي هذا أكبر فلما أفلت قال يا قوم إني بريء مما تشركون , قال إني وجهت وجهي للذي فطر السموات والأرض حنيفا وما أنا من المشركين " ( سورة الأنعام 75-79) إن تلك الكلمة من اللغات السامية القديمة أو بالأحرى ذلك الحرف الدال على " الله " والذي نعرفه جميعا من كلمة المسيح " إيلي إيلي لم شبقتني " هو "إيل " ويعني الهدف , أي الكائن الذي تتجه إليه عينا الإنسان وهو ينظر إلى السماء كما ينظر إلى هدف معين . "كل إنسان يبصر به الناس ينظرون إليه من بعيد " (أيوب 36:25 " هذا الكائن الذي يمد الإنسان إليه يده ويشتاق إليه قلبه مدفوعا بعدم استقرار هذه الحياة الدنيوية ونقصها –إن هذا الكائن الذي كانت تسميه القبائل السامية " إيل " أو " الله " ولما كانت تنظر إلى هذا الكائن الالهى على أنه وحدة متكاملة نجد عند تلك القبائل السامية الشمالية التي استقرت في حوالي 2500 ق . م . في مملكة بابل أسماء " عطا الله " و " الله معي " و " من ملكوت الله " و " الله ارفع وجهك إلي " و " الله هو الله " و " لو لم يكن الله إلهي الخ.... و نستطيع أن نرى على ألواح طينية ذات قيمة كبيرة أولا للتأكد من التاريخ الذي تعود إليه وهو عصر " حمورابي " وأحدها كتابة مسمارية من فترة حكم أبيه " سن موباليت " وثانيا للأهمية الكبرى التي تستمدها من ثلاثة أسماء مكتوبة عليها بالمسمارية بمعنى " يهوى هو الله " ومعنى يهوى ( على حسب معلوماتنا ) الكائن والدائم , أي الذي لا يتغير ولا يزول مثلما يزول البشر , بل الذي يوجد فوق قبة السماء ونظام الكواكب الأزلي والذي يؤثر من جيل إلى جيل إن اسم يهوى هذا ملكية فكرية لتلك القبائل البدوية انفصل عنها بنو إسرائيل بعد ألف سنة .

    أما ديانات الساميين المهاجرين إلى مملكة بابل فاختفت بسرعة في معتقد تعدد الآلهة المترسخ لدى أقدم سكانها منذ قرون ويبدو لنا مجمع الآلهة هذا ظريفا إذ أن الآلهة البابلية كائنات حية وعليمة وحاضرة في كل زمان ومكان وتستجيب لصلوات البشر , وعلى الرغم من غضبها على ذنوب الناس فإنها على استعداد دائم للغفران والرحمة ٍولا نجد في صور الآلهة البابلية الفنية مثل صورة اله الشمس الجالس على العرش في مقدسه في " سبار " شيئا غير جميل أو غير نبيل أو شيئا مضحكا . وإذا كان النبي حزقيال في رؤياه قد رأى الله راكبا عربة شدت إليها أربعة مخلوقات لكل منها أربعة وجوه , وجه إنسان وأسد وثور و نسر وعلى الحيوانات شبه مقبب كمنظر البلور الهائل منتشرا على رؤوسها من فوق وفوق المقبب الذي على رؤوسها شبه عرش .كمنظر حجر العقيق الأزرق وعلى شبه العرش شبه كمنظر إنسان عليه من فوق هذا منظر شبه مجد الرب وكل ذلك " مثل منظر نار ولها لمعان " فإن اسطوانة بابلية قديمة ترينا منظر إله شبيها بهذا الوصف ٍشبها يدعو إلى الدهشة : على سفينة عجيبة ينتهي كل من مقدمتها ومؤخرتها إلى جسم إنسان حي يقف كروبان ظهرا لظهر ولكن وجهيهما الإنسانيين موجهان إلى الأمام وتدل وقفتهما على وجود كروبين آخرين على الطرف الآخر وعلى ظهرهما مقبب وعليه عرش يجلس عليه الإله بلحية ومرتديا رداء طويلا وعلى رأسه قلنسوة وفي يمينه كما يبدو صولجان وخاتم وراء العرش يقف خادم الاله في انتظار إشارة من يده وهو يشبه الرجل " اللبس كتان " الذي هو الاخر ينفذ أوامر يهوى وعلى الرغم من تعليم كبار العلماء الصريح " أن نرجال ونبو إله القمر وإله الشمس وإله الرعد رمام " وكل الالهة الأخرى موحدة في الإله مردوخ وهو إله النور على الرغم من ذلك فقد بقي الإيمان بتعدد الالهة الدين البابلي الرسمي بشكل مطلق – أمثولة لخمول الناس و الشعوب فيما يخص الأمور الدينية وللسلطة القوية في أيدي كهنة في نظام محكم. وحتى دين " يهوى " الذي – كأنه لواء – وحد به " موسى " قبائل إسرائيل الاثنتي عشر , بقي موصوما ببعض العيوب الإنسانية : بتصوره الإله في صورة الإنسان وبالطقوس المرتبطة بالضحايا البشرية كما كانت سائدة في طفولة الجنس البشري , وبشريعة سطحية لم تمنع الشعب قبل سياقه إلى المنفى عن الارتداد المستمر عن الدين بعبادة الإله " بعل " والإلهة " عشتار " إلهي الشعب الأصلي الكنعاني , وذلك لدرجة أنهم قدموا حتى أبنائهم وبناتهم للإله بعل قربانا , بالإضافة إلى فكرة " التميز الإسرائيلي " حتى جاء الأنبياء –مثل النبي يوئيل- بمواعظهم يطلبون بأن تمزق القلوب لا الثياب , وكما نقرأ في المزامير (51:71) " ذبائح الله هي روح منكسرة . القلب المنكسر والمنسحق بالله لا تحتقره " ويدعون بذاك إلى تقريب الدين من نفس الإنسان , إلى أن بدأ عصر جديد وهو عصر " العهد الجديد " بمواعظ السيد المسيح و دعوته إلى عبادة الله رب البشر أجمعين بالروح والصدق .
    قال يماني ال محمد الامام احمد الحسن (ع) ليرى أحدكم الله في كل شيء ، ومع كل شيء ، وبعد كل شيء ، وقبل كل شيء . حتى يعرف الله ، وينكشف عنه الغطاء ، فيرى الأشياء كلها بالله ، فلا تعد عندكم الآثار هي الدالة على المؤثر سبحانه ، بل هو الدال على الآثار

    Comment

    Working...
    X
    😀
    🥰
    🤢
    😎
    😡
    👍
    👎