إعـــــــلان

Collapse
No announcement yet.

جانب من خطبة الجمعة المباركة في قضاء بلد بتاريخ 22 ذو الحجة 1435

Collapse
X
 
  • Filter
  • الوقت
  • Show
Clear All
new posts
  • مفيد المؤمن
    عضو جديد
    • 25-02-2013
    • 20

    جانب من خطبة الجمعة المباركة في قضاء بلد بتاريخ 22 ذو الحجة 1435

    بسم الله الرحمن الرحيم

    أشهد أن لا اله الا الله وحده لا شريك له
    واشهد ان محمداً عبده ورسوله
    واشهد ان علياً والأئمة من ولده حجج الله
    واشهد ان المهدي والمهديين من ولده حجج الله
    بسم الله الرحمن الرحيم
    قل هو الله احمد الله الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً احد

    السلام عليكم اخوتي الانصار ورحمة الله وبركاته

    اللهم صل على محمد و آل محمد الائمة و المهديين و سلم تسليما كثيرا
    نبارك لسيدنا ومولانا بقية الله الاعظم الحجة ابن الحسن المهدي (ع) ولوصيه ورسوله سيدي ومولاي يماني آل محمد الامام احمد الحسن (ع) و لجميع انصار الله في مشارق الارض ومغاربها بمناسبة حلول عيد الغدير المبارك عيد الله اكبر عيد الحاكمية لله ، فتقبل الله اعمالكم باحسن القبول واعاده الله على امامنا وانصاره بالخير واليمن والبركات والتمكين لقائم آل محمد (ع) ونسال الله ان يجعله عام جديد لنا مليء بالعمل لنصرة ولي الله، وفيه كفارة لما تقدم من تقصيرنا .. وكل عام وانتم بالف خير .
    خطبتنا لهذه الجمعة المباركة ستكون عن الهجرة والتباعد
    فالتباعد من نتائج العداوة والحقد، أو الحسد أو البخل فيكون من رذائل قوة الغضب أو الشهوة. وهو من ذمائم الأفعال. قال رسول الله (ص): " أيما مُسلِمَين تهاجراً، فمكثا ثلاثاً لا يصطلحان، إلا كانا خارجين من الإسلام، ولم يكن بينهما ولاية. فأيهما سبق الكلام لأخيه، كان السابق إلى الجنة يوم الحساب ". وقال (ص): " لايحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث.. " وقال الصادق (ع): " لا يفترق رجلان على الهجران، إلا استوجب أحدهما البراءة واللعنة، وربما استحق ذلك كلاهما ". فقال له معتب: جعلني الله فداك! هذا للظالم، فما بال المظلوم؟! قال: " لأنه لا يدعو أخاه إلى صلته، ولا يتعامس(يتغافل) له عن كلامه. سمعت أبي (ع) يقول: إذا تنازع اثنان، فعاد أحدهما الآخر، فليرجع المظلوم إلى صاحبه حتى يقول لصاحبه: أي أخى، انا الظالم، حتى يقطع الهجران بينه وبين صاحبه، فان الله تبارك وتعالى حكم عدل، يأخذ للمظلوم من الظالم ". وقال (ع): " لا يزال إبليس فرحاً ما اهتجر المسلمان، فإذا التقيا اصطكت ركبتاه وتخلعت أوصاله، ونادى: ياويله! ما لقى من الثبور " وقال الباقر (ع): " إن الشيطان يغري بين المؤمنين ما لم يرجع أحدهم عن دينه، فإذا فعلوا ذلك استلقى على قفاه وتمدد، ثم قال: فزت. فرحم الله امرأ ألف بين وليين لنا. يا معشر المؤمنين، تآلفوا وتعاطفوا " والأخبار الواردة في ذم الهجرة والتباعد كثيرة.
    فيجب على كل طالب لنجاة الآخرة أن يتأمل في أمثال هذه الأخبار ثم يتذكر ثواب ضد ذلك وفوائده، أعني التآلف والتزاور بين الإخوان بنفسه، فيحفظ نفسه من حصول الانقطاع والتباعد مع أحد إخوانه، ولو حصل ذلك كلف نفسه المبادرة إلى زيارته وتألفه، حتى يغلب على الشيطان ونفسه الأمارة بالسوء، ويفوز بما يرجوه المتقون من عظيم الأجر وجزيل الثواب.

    فبعكس التباعد والهجران هو التزاور والتآلف، وهو من ثمرات النصيحة والمحبة، وثوابه اكثر من أن يحصى. فعن أبي جعفر (ع): " قال رسول الله (ص): حدثني جبرائيل (ع): أن الله عز وجل أهبط إلى الأرض ملكا، فاقبل ذلك الملك يمشي حتى وقع إلى باب عليه رجل يستأذن على رب الدار، فقال له الملك: ما حاجتك إلى رب هذه الدار؟ قال: أخ لي مسلم زرته في الله تبارك وتعالى. فقال له الملك: ما جاء بك إلا ذاك؟ فقال: ما جاء بي إلا ذلك. قال: فاني رسول الله إليك، وهو يقرئك السلام، ويقول وجبت لك الجنة. وقال الملك: إن الله عز وجل يقول: أيما مسلم زار مسلماً فليس إياه زار، بل إياي زار، وثوابه علي الجنة ". وقال أمير المؤمنين (ع): " لقاء الإخوان مغنم جسيم، وإن قلوا ".
    وقال أبو جعفر الباقر (ع): " إن لله عز وجل جنة لا يدخلها إلا ثلاثة: رجل حكم على نفسه بالحق، ورجل زار أخاه المؤمن في الله ورجل آثر أخاه المؤمن في الله ". وقال (ع): " إن المؤمن ليخرج إلى أخيه يزوره، فيوكل الله عز وجل به ملكا، فيضع جناحاً في الأرض وجناحاً في السماء يظله، فإذا دخل إلى منزله، ناداه الجبار تبارك وتعالى: أيها العبد المعظم لحقي، المتبع لآثار نبيي، حق علي إعظامك، سلنى اعطك، أدعُنى أجبك، اسكت ابتدئك. فإذا انصرف شيعه الملك يظله بجناحه حتى يدخل إلى منزله، ثم يناديه تبارك وتعالى: أيها العبد المعظم لحقي، حق علي إكرامك، قد أوجبت لك جنتي، وشفعتك في عبادي ". وقال (ع): " أيما مؤمن خرج إلى أخيه يزوره عارفا بحقه كتب الله له بكل خطوة حسنة، ومحيت عنه سيئة، ورفعت له درجة، فإذا طرق الباب فُتحت له أبواب السماء، فإذا التقيا وتصافحا وتعانقا، أقبل الله عليهما بوجهه، ثم باهى بهما الملائكة فيقول: انظروا إلى عبدَيَّ تزاورا وتحابا فيَّ، حق علي ألا أعذبهما بالنار بعد ذا الموقف. فإذا انصرف شيعه ملائكة عدد نفسه وخطاه وكلامه، يحفظونه عن بلاء الدنيا وبوائق الآخرة إلى مثل تلك الليلة من قابل، فان مات فيما بينهما اعفي من الحساب، وان كان المزور يعرف من حق الزائر ما عرفه الزائر من حق المزور كان له مثل أجره ".
    وقال الصادق (ع): " من زار أخاه لله لا لغيره، التماس موعد الله وتنجز ما عند الله، وكّل الله به سبعين ألف ملك ينادونه ألا طبت وطابت لك الجنة! ". وقال (ع): " من زار أخاه في الله قال الله عز وجل: إياي زرت، وثوابك علي، ولست أرضى لك ثواباً دون الجنة ". وقال (ع): " من زار أخاه في الله في مرض أو صحة، لا يأتيه خداعاً ولا استبدالا، وكّل الله به سبعين ألف ملك، ينادون في قفاه: أن طبت وطابت لك الجنة! فانتم زوار الله، وأنتم وفد الرحمن، حتى يأتي منزله "، فقال له بشير: جعلت فداك! فان كان المكان بعيداً؟ قال: " نعم يا بشير! وإن كان المكان مسيرة سنة، فان الله جواد، والملائكة كثير، يشيعونه حتى يرجع إلى منزله ". وقال (ع): " من زار أخاه في الله تعالى ولله، جاء يوم القيامة يخطر بين قباطي من نور، لا يمر بشيء إلا أضاء له حتى يقف بين يدى الله عز وجل، فيقول الله له: مرحباً! وإذا قال مرحباً، اجزل الله عز وجل له العطية ". وقال (ع): " لزيارة مؤمن في الله خير من عتق عشر رقاب مؤمنات، ومن أعتق رقبة مؤمنة وقي بكل عضو عضواً من النار، حتى أن الفرج يقي الفرج ". وقال (ع) لأبي خديجة: " كم بينك وبين البصرة؟ " قال: في الماء خمس إذا طابت الريح، وعلى الظهر ثمان ونحو ذلك، فقال: " ما أقرب هذا، تزاوروا وتعاهدوا بعضكم بعضاً، فانه لابد يوم القيامة يأتي كل إنسان يشاهد شهد له على دينه ". وقال: " إن المسلم إذا رأى أخاه، كان حياة لدينه إذا ذكر الله " وقال رسول الله (ص): " مثل الأخوين إذا التقيا مثل اليدين تغسل إحداهما الأخرى، ما لقى المؤمنان قط إلا أفاد الله أحدهما من صاحبه خيراً".
    والأخبار الواردة بهذه المضامين كثيرة. والسر في هذا الترغيب الشديد على تزاور المؤمنين وملاقاتهم، كونه دافعاً للحسد والعداوة، جالباً للتأليف والمحبة. وهو أعظم ما يصلح به أمر دنياهم وعقباهم. ولذا ورد الثناء والمدح في الآيات والأخبار على نفس الألفة وانقطاع الوحشة،لاسيما إذا كانت الرابطة هي التقوى والدين. وورد الذم في التفرقة والتوحش، قال الله سبحانه في مقام الامتنان على المؤمن بنعمة الألفة:
    " لو أنفقت ما في الأرض جميعاً ما ألفت بين قلوبهم ولكن الله ألف بينهم ". وقال: " فأصبحتم بنعمته إخواناً ": أي بنعمة الألفة. وقال سبحانه: " واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا ".
    وقال رسول الله (ص): " المؤمن إلف مألوف ولا خير في من لا يَألف ولا يُؤلَف ". وهذا هو السر في الترغيب على التسليم والمصافحة والمعانقة. قال رسول الله (ص): " أولى الناس بالله وبرسوله من بدأ بالسلام ". وقال أمير المؤمنين (ع): " لا تغضبوا ولا تقبضوا، افشوا السلام، واطيبوا الكلام، وصلّوا بالليل والناس نيام، تدخلوا الجنة بسلام ". وقال الباقر (ع): " إن الله يحب إفشاء السلام ". وقال (ع): " من التواضع أن تسلم على من لقيت ". وقال الصادق (ع): " تصافحوا، فانها تذهب بالسخيمة (الحقد او الضغينة)". وقال: " مصافحة المؤمن أفضل من مصافحة الملائكة ". وقال الباقر (ع): " إن المؤمنين إذا التقيا فتصافحا. ادخل الله تعالى يده بين أيديهما، وأقبل بوجهه على أشدهما حباً لصاحبه. فإذا أقبل الله تعالى بوجهه عليهما، تحاتت عنهما الذنوب كما تتحاتت الورق من الشجر ". وقال رسول الله (ص): " إذا لقى أحدكم أخاه فليسلم وليصافحه، فان الله تعالى أكرم بذلك الملائكة فاصنعوا صنع الملائكة ". وقال الصادق (ع): " إن المؤمنين إذا اعتنقا غمرتهما الرحمة، فإذا التزما لا يريدان بذلك إلا وجه الله ولا يريدان غرضاً من أغراض الدنيا، قيل لهما: مغفوراً لكما فاستأنفا، فإذا اقبلا على الماء، قالت الملائكة بعضها لبعض: تنحوا عنهما، فان لهما سراً وقد ستر الله عليهما ".
Working...
X
😀
🥰
🤢
😎
😡
👍
👎