إعـــــــلان

Collapse
No announcement yet.

جانب من حطبة الجمعة في قضاء بلد 8 ذو الحجة 1435

Collapse
X
 
  • Filter
  • الوقت
  • Show
Clear All
new posts
  • مفيد المؤمن
    عضو جديد
    • 25-02-2013
    • 20

    جانب من حطبة الجمعة في قضاء بلد 8 ذو الحجة 1435

    بسم الله الرحمن الرحيم

    الحمد لله الواحد الأحد الفرد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد.
    أشهد أن لا اله الا الله
    واشهد ان محمداً عبده ورسوله
    واشهد ان علياً والأئمة من ولده حجج الله
    واشهد ان المهدي والمهديين من ولده حجج الله
    بسم الله الرحمن الرحيم
    قل هو الله احمد الله الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً احد


    الحمْد لِلَّه الَّذِي منَّ عَلَيْنَا بِالإسلام،الحمْدُ لِله رَبِّ العَالمِيْنَ، الحَمْدُ لله الَّذِي لَهُ ما فِي السَّمَواتِ وما في الأرْضِ ولَهُ الحمْدُ في الآخِرَةِ وهُوَ الحَكِيْمُ الخبِيْرُ، الحمْدُ لله فَاطِر السَّمَواتِ والأرْضِ، الحمْدُ لله الَّذِي أنْزَلَ على عَبْدِهِ الكِتَابَ ولم يجْعَلْ لَهُ عِوَجًا ،والحمْدُ لله الَّذِي لم يَتَّخِذْ صَاحِبَةً ولا ولدًا ولمْ يَكُنْ لَهُ شَريْكٌ في المُلْكِ ولمْ يَكُنْ لَهُ ولِيٌّ مِن الذُّلِّ وكبِّرْهُ تَكْبيْرًا.
    اللَّهُمَّ لكَ الحمدُ أنتَ نُورُ السمواتِ والأرضِ ومَنْ فيهِنَّ، ولكَ الحَمْدُ، أنتَ قيِّمُ السموات والأرض ومن فيهنَّ ، ولكَ الحَمْدُ، أنتَ ملك السموات والأرض ومن فيهنَّ ، ولك الحمدُ أنت الحقُّ، ووعدُكَ حقٌّ، وقولُكَ حقٌّ ولقاؤكَ حَقٌّ، والجَنَّةُ حقٌّ، والنَّارُ حقٌّ والسَّاعةُ حقٌّ، والنَّبِيُّونَ حَقٌّ، ومُحمَّدٌ صلى الله عليه واله حَقٌّ والأئمة حق والمهديين حق ، صلّوا عليهم وسلموا تسليما ..

    قال تعالى...
    ذَرْهُمْ يَأْكُلُوا وَيَتَمَتَّعُوا وَيُلْهِهِمُ الْأَمَلُ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ

    يوضح الله سبحانه في الأية الكريمة الأمل في البقاء في هذه الدنيا الفانية،، والأمل هو أن يقدر ويعتقد بقاءه إلى مدة متمادية، مع رغبته في جميع توابع البقاء: من المال والاهل والدار وغير ذلك، وهو من رذائل قوتي العقل والشهوة، فالاعتقاد المذكور راجع إلى الجهل المتعلق بالعقل، وحبه لجميع توابع البقاء وميله إليه من شعب حب الدنيا. وجهله راجع إلى تعويله: إما على شبابه، فيستبعد قرب الموت مع الشباب، ولا يتفكر المسكين في ان مشايخ بلده لوعدوا لكانوا اقل من عشر عشير أهل البلد، وانما قلوا لأن الموت في الشباب اكثر، وإلى ان يموت شيخ يموت ألف صبي وشاب، أو يعول على صحته وقوته. ويستبعد مجيء الموت فجأة، ولا يتأمل في أن ذلك غير بعيد، ولو سلم بعده فالمرض فجأة غير بعيد، إذ كل مرض انما يقع فجأة، وإذا مرض لم يكن الموت بعيداً. ولو تفكر هذا الغافل، وعلم أن الموت ليس له وقت مخصوص، من شباب وشيب وكهولة، ومن شتاء وخريف وصيف وربيع، وليل ونهار، وحضر وسفر، لكان دائماً مستشعراً غير غافل عنه، وعظم اشتغاله بالاستعداد له، لكن الجهل بهذه الأمور وحب الدنيا بعثاه على الغفلة وطول الأمل، فهو أبداً يظن أن الموت بين يديه، ولا يقدر نزوله ووقوعه فيه. ويشيع الجنائز ولا يقدر ان تُشَيّع جنازته، لأن هذا قد تعود عليه، والفه بتعود مشاهدة موت غيره. وأما موت نفسه، فلم يألفه ولا يتصور أن يألفه، لانه لم يقع، وإذا وقع لا يقع دفعة أخرى بعده، فهو الأول وهو الآخر!.
    واما حبه لتوابع البقاء: من المال والدار والجاه والاملاك والعقار، فراجع إلى الانس بها والالتذاذ بها في مدة مديدة، فيثقل على قلبه مفارقتها، فيمنع قلبه عن التفكر في الموت الذي هو سبب مفارقتها، إذ كل من كره شيئاً يدفعه عن نفسه. والإنسان لما كان مشغوفاً بالاماني الباطلة، وبالدنيا وشهواتها ولذاتها وعلائقها، فتتمنى نفسه أبداً ما يوافق مراده، ومراده البقاء في الدنيا، فلا يزال يتوهمه ويقره في نفسه، ويقدر توابع البقاء من أسباب الدنيا، فيصير قلبه عاكفاً على هذا الفكر موقوفاً عليه، فيلهو عن ذكر الموت ولا يقدر قربه، فان خطر له في بعض الاحيان أمر الموت والحاجة إلى الاستعداد له، سوف يوعد نفسه إلى ان يكبر فيتوب. وإذا كبر اخر التوبة إلى ان يصير شيخاً، وإذا صار شيخاً يؤخرها إلى أن يفرغ من بناء هذه البناية أو يرجع من سفر كذا أو يفرغ من تدبير هذا الولد وجهازه وتدبير مسكن له. ولا يزال يسوّف ويؤخر إلى ان يخطفه الموت في وقت لا يحتسبه، فتعظم عند ذلك بليته وتطول حسرته،،، وقد ورد ان اكثر أهل النار صياحهم من سوف،، يقولون واحزناه من سوف!! والمسوف المسكين لا يدري ان الذي يدعوه إلى التسويف اليوم هو معه غداً، وانما يزداد بطول المدة قوة ورسوخاً، إذ الخائض في الدنيا لا يتصور له الفراغ منها قط، إذ ما قضى من اخذ منها لبانته، وانما فرغ منها من اطرحها.
  • مفيد المؤمن
    عضو جديد
    • 25-02-2013
    • 20

    #2
    رد: جانب من حطبة الجمعة في قضاء بلد 8 ذو الحجة 1435

    ولما عرفنا اخوني الاطهار ان طول الأمل منشأه الجهل وحب الدنيا، فينبغي أن يُدفع الجهل بالفكر الصافي من شوائب العمى، وبسماع الوعظ من النفوس الطاهرة، فان من تفكر يعلم ان الموت اقرب إليه من كل شيء، وانه لا بد ان تحمل جنازته ويدفن في قبره، ولعل اللبن الذي يغطى به لحده قد ضرب وفرغ منه، ولعل اكفانه قد خرجت من عند القصار وهو لا يدري به. واما حب الدنيا فينبغي ان يدفع من القلب بالتأمل في حقارة الدنيا ونفاسة الآخرة، وما ورد في الأخبار من الذم والعقاب في حب الدنيا والرغبة إليها، ومن المدح والثواب على تركها والزهد عنها، وقد ذكرت ما يكفي لهذا البيان. وينبغي ـ أيضاً ـ ان نتذكر ما ورد في مدح ما هو ضد طول الأمل ـ اعني قصر الأمل كما يأتي ـ وما ورد في ذم طول الأمل، كقوله (ص): (( أن اشد ما اخاف عليكم خصلتان: اتباع الهوى، وطول الأمل. فأما اتباع الهوى فانه يصد عن الحق، واما طول الأمل فانه الحب للدنيا ـ ثم قال ـ: ان الله يعطي الدنيا من يحب ويبغض وإذا احب عبداً أعطاه الإيمان، إلا ان للدين أبناء وللدنيا أبناء، فكونوا من أبناء الدين ولا تكونوا من أبناء الدنيا. إلا ان الدنيا قد ارتحلت مولية، إلا ان الآخرة قد انت مقبلة، إلا وانكم في يوم عمل ليس فيه حساب، إلا وانكم يوشك أن تكونوا في يوم حساب ليس فيه عمل )) وقوله (ص): ((( نجا أول هذه الامة باليقين والزهد، ويهلك آخر هذه الامة بالبخل والامل)) . وقول أمير المؤمنين (ع): " ما أطال عبد الأمل أساء الأمل ".
    فضد طول الأمل قصره، وهو من شعار المؤمنين ودثار الموقنين، ولذا ورد في الأمر به والنهي عن ضده ما ورد، قال رسول الله (ص): ((إذا اصبحت فلا تحدث نفسك بالمساء، وإذا أمسيت فلا تحدث نفسك بالصباح، وخذ من دنياك لآخرتك، ومن حياتك لموتك، ومن صحتك لسقمك، فانك لا تدري ما سمك غداً)) . وقال (ص) بعد ما سمع أن اسامة اشترى وليدة بمائة دينار إلى شهر: (( ان اسامة لطويل الأمل والذي نفسي بيده! ما طرفت عيناي إلا ظننت أن شفري لا يلتقيان حتى يقبض الله روحي، ولا رفعت طرفي فظننت اني واضعه حتى اقبض، ولا لقمت لقمة إلا ظننت اني لا أسيغها حتى أغص بها من الموت ))) ثم قال: (( يا بني آدم! إن كنتم تعقلون فعدوا انفسكم من الموتى، والذي نفسي بيده! أن ما توعدون لآت وما أنتم بمعجزين )) وروى: (( انه (ص) قد اطلع ذات عشية إلى الناس، فقال: ايها الناس! اما تستحيون من الله تعالى؟ قالوا: وما ذاك يا رسول الله! قال: تجمعون مالا تأكلون، وتأملون مالا تدركون، وتبنون ما لا تسكنون )) وقال (ص): (( اكلكم يحب ان يدخل الجنة؟ قالوا: نعم يا رسوله الله! قال: قصروا من الأمل، واجعلوا آجالكم بين ابصاركم، واستحيوا من الله حق الحياء )) وكان (ص) يقول في دعائه: (( اللهم إني اعوذ بك من دنيا تمنع خير الآخرة، واعوذ بك من حياة تمنع خير الممات، واعوذ بك من امل يمنع خير العمل )) وكان (ص) يتيمم مع القدرة على الماء قبل مضي ساعة، ويقول لعلي لا ابلغه. وقال عيسى (ع): (( لا تهتموا برزق غد، فان لم يكن غداً من آجالكم فتأتي أرزاقكم مع آجالكم، وان لم يكن غداً من آجالكم فلا تهتموا لأرزاق غيركم ))
    فالناس اخوتي الانصار في طول الأمل وقصره مختلفون: (فمنهم) من يأمل البقاء ويشتهيه أبداً، كما قال الله ـ سبحانه ـ:
    " يود أحدهم لو يعمر ألف سنةٍ "
    وهو الذي أنغمر في الدنيا وخاض في لذاتها، وليس له من الآخرة نصيب. (ومنهم) من يأمل البقاء إلى اقصى مدة العمر الذي يتصور لأهل عصره، وهو الذي يحب الدنيا حباً شديداً، ويشتغل بجمع ما يمكنه في هذه المدة، وربما يجتهد جمع الازيد منه. (ومنهم) من يأمل اقل من ذلك إلى ان ينتهي إلى من لا يأمل ازيد من سنة، فلا يشتغل بتدبير ما وراءها، ولا يقدر لنفسه وجوده في عام قابل، فان بلغه حمد الله على ذلك، ومثله يستعد في الصيف للشتاء وفي الشتاء للصيف، وإذا جمع ما يكفيه السنة اشتغل بالعبادة. (ومنهم) من يأمل أقل من السنة إلى ان ينتهي إلى من لا يأمل ازيد من يوم وليلة، فلا يستعد إلا لنهاره دون غده، (ومنهم) من يكون الموت نصب عينيه، كأنه واقع به وهو ينتظره، ومثله يصلي دائماً صلاة المودعين. وروي: (( أن النبي (ص) سأل بعض الصحابة عن حقيقة ايمانه، قال: ما خطوت خطوة إلا ظننت اني لا اتبعها اخرى ))وكان بعضهم إذا يصلي يلتفت يميناً وشمالا، ولما قيل له: ما هذا الالتفات؟ قال: " انتظر ملك الموت من أي جهة يأتيني ".
    ثم اكثر الخلق ـ (لا) سيما في امثال زماننا ـ قد غلبهم طول الأمل، بحيث لا يامل اقل من اقصى مدة السن، وقل فيهم من قصر امله، والعجب انه كلما يزداد السن يزداد طول الأمل، وفي عصرنا اكثر الشيوخ والمعمرين حرصهم وطول املهم اكثر من الشباب، ومن هنا قال رسول الله (ص): (( يشيب ابن آدم وتشب فيه خصلتان: الحرص، وطول الأمل )) وقال (ص): ((حب الشيخ شاب في طلب الدنيا، وان التقت ترقوتاه من الكبر، إلا الذين اتقوا، وقليل ما هم))

    Comment

    • مفيد المؤمن
      عضو جديد
      • 25-02-2013
      • 20

      #3
      رد: جانب من حطبة الجمعة في قضاء بلد 8 ذو الحجة 1435

      والحمد لله وجده ،
      بسم الله الرحمن الرحيم
      قل هو الله احد .الله الصمد .لم يلد ولم يولد .ولم يكن له كفواً أحد .
      وصلى اللهم على محمد وال محمد الأئمة والمهديين وسلم تسليما .

      Comment

      Working...
      X
      😀
      🥰
      🤢
      😎
      😡
      👍
      👎