إعـــــــلان

Collapse
No announcement yet.

جانب من خطبة صلا ة الجمعة في حسينية الكاظمية المقدسة بتاريخ(1) ذو الحجة لسنة 1434 هجري قمري بعنوان شهادة الامام الجواد ع

Collapse
X
 
  • Filter
  • الوقت
  • Show
Clear All
new posts
  • شيخ نعيم الشمري
    عضو جديد
    • 05-03-2013
    • 94

    جانب من خطبة صلا ة الجمعة في حسينية الكاظمية المقدسة بتاريخ(1) ذو الحجة لسنة 1434 هجري قمري بعنوان شهادة الامام الجواد ع

    بسم الله الرحمن الرحيم
    الحمد لله رب العالمين اللهم صلي على محمد وال محمد الائمة والمهديين وسلم تسليما كثيرا
    اللهم اجعلنا من جندك فإن جندك هم الغالبون، واجعلنا من حزبك فإن حزبك هم المفلحون، واجعلنا من أوليائك فإن أوليائك لا خوف عليهم ولا هم يحزنون.
    اللهم ثبتنا على دينك ما احييتنا ولا تزغ قلوبنا بعد اذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة انك انت الوهاب .
    نعزي رسول الله ص ومولانا امير المؤمنين ع ومولاتنا فاطمة ع والائمة الاطهار لاسيما مولانا بقية الله في ارضه الامام المهدي ع ووصيه ورسوله الامام احمد الحسن ع بذكرى شهادة الامام الجواد ع كما واعزي شيعة ال محمد ع لا سيما انصار الله بهذه الذكرى الاليمة سالين الله العلي القدير ان يكتبنا واياكم من السائرين على نهجه والاخذين بثاره مع امام منصور من ال محمد ع
    اود ان اركز في هذه الجمعة المباركة على امر مهم وهو خلافة الامام الجواد ع والحيرة و الذهول الذي اصاب الشيعة في ذلك الوقت
    عندما رحل الإمام الرضا عن هذه الدنيا أطبقت الحيرة على غالبية الشيعة وأخذهم الذهول، فمن هو الإمام الذي سيرجعون إليه؟
    على الرغم أنهم سمعوا تكريم الامام الرضا ع لابنه الجواد ع ولكن الجواد ع ما يزال في سن السابعة أو الثامنة من عمره، فهو صبي على كل حال في نظر الناس ولم تمر الحالة الشيعية بمثل هذا المنعطف الخطير بل لم تمر الأمة الإسلامية بمثل هذا الأمتحان، فكيف ستنصاع رجالات الأمة وأفذاذها وعلماؤها لصبي صغير، لاسيما أن مثل هذه الحالة لم تكن مألوفة في الأوساط العربية على الخصوص.
    إن الذي مرت به هذه الأمة كالذي حدث في بني إسرائيل عندما بعث الله تعالى إليهم عيسى بن مريم يكلمهم في المهد وكما بعث إليهم يحيى فأعطاه الحكم والكتاب وهو صبي (وآتيناه الحكم صبيا)

    فافترقت بنو إسرائيل في عيسى فرقا، منهم من آمن به ومنهم من كذبه وكان السبب في مطاردته، وهكذا الحال في يحيى، والأمر نفسه حصل في إمامنا الجواد عليه السلام.
    فالمسلمون لأول مرة يمرون بهذا الوضع، فإن أغلبهم لم يتصور أن يكون حجة الله صبيا، فاجتمع كبار الشيعة منهم الريان بن الصلت ويونس بن عبد الرحمن وصفوان بن يحيى وآخرون وخاضوا في الكلام حول المأزق الذي يمرون به حتى بكى بعضهم لشدة الحيرة.
    فقال يونس: دعوا البكاء حتى يكبر هذا الصبي.
    فقام إليه الريّان بن الصلت، ووضع يده في حلقه، ولم يزل يلطمه، ويقول له: أنت تظهر الإيمان لنا وتبطن الشك والشرك.
    إن كان أمره من الله جل وعلا فلو أنه كان ابن يوم واحد لكان بمنزلة الشيخ العالم وفوقه، وان لم يكن من عند الله فلو عمّره ألف سنة فهو واحد من الناس، هذا ممّا ينبغي أن يفكّر فيه.)
    تدبر وفقك الله في كلام الريان بن الصلت وحكمته فهو لم ينظر لصغر سن الامام ع وذلك لانه نظر في كتاب الله وتدبره وعلم ان الله ضرب مثلا بيحيى ع حيث ان الله اعطاه الحكم صبيا وهذا ما يجب على المؤمن تدبره قبل ان يعترض ويشك ولا يقول ما لا يعلم ولا ينظر الى كبار القوم وعمرهم ويستصغر قدر حجة الله وان كان صبيا وهذا ما اجاب عليه الامام الجواد ع عندما دخل عليه علي بن اسباط
    قال علي بن أسباط: « رأيت أبا جعفر (عليه السلام) وقد خرج عليّ فأخذت أنظر إليه وجعلت انظر إلى رأسه ورجليه، لأصف قامته لأصحابنا بمصر فبينا أنا كذلك حتى قعد، فقال (عليه السلام): يا عليّ ! إن الله احتج في الإمامة بمثل ما احتج في النبوة، فقال: ( وآتيناه الحكم صبياً ) ( ولمّا بلغ اشده ) ( وبلغ أربعين سنة ) فقد يجوز أن يؤتى الحكمة وهو صبي ويجوز أن يؤتاها وهو ابن أربعين سنة») أُصول الكافي: 1 / 314.

    الان نتسائل :
    اولا:لماذا وقع الشك والحيرة في شيعة الامام الرضا ع بعد شهادته بما فيهم بعض الخلص وما هي الاسباب ؟؟
    ثانيا :وكيف استطاع الامام الجواد ع ان يثبت امامته وحجيته على الخلق ؟؟؟
    اولا: اسباب الشك والحيرة :
    لاشك ولا ريب ان اسبااب الشك هو عدم التمسك الحقيقي باهل البيت ع فتكون النتيجة التشكيك بالاحق لعدم التمسك الحقيقي بالسابق او الشك في وصاياه واوامره مما يؤدي بالامة الى نظرة القياس بين عمر الامام الجواد وغيره من العلماء لهذاوضعت الاحتمالات واختلفوا في كيفية علمه
    وقد بين سعد القمي سبب اختلافهم فقال : « ثم إن الذين قالوا بإمامة أبي جعفر محمد بن علي ( الجواد ع) اختلفوا في كيفية علمه وكيف وجه ذلك لحداثة سنه ضرباً من الاختلاف فقال بعضهم لبعض : الإمام لا يكون إلا عالماً وأبو جعفر غير بالغ وأبوه قد توفي كيف علم ومن أين علم )سعد القمي : المقالات والفرق ص 93.
    وجماعة قالت : « إنه أخذ العلم عن أبيه وهو الذي علمه ومنه تعلم ولا يجوز غير ذلك). سعد القمي : المقالات والفرق ص 96.
    الان نسال ما هو سبب اختلاف الامة هل ان الامام الرضا ع قصر في بيان من هو خليفته ووصيه من بعده وحاشاه بل كان بابي وامي يبشر بوصيه قبل ولادته
    ومن تلك الاحاديث ما ذكره
    المسعودي في إمامة الامام محمد الجواد ع رواية عن الحميري ... عن حنان بن سدير قال « قلت للرضا يكون امام ليس له عقب فقال لي : أما أنه لا يولد لي إلا واحد ولكن الله ينشئ منه ذرية كثيرة ولم يزل أبو جعفر محمد بن علي مع حداثته وصباه يدير أمر الرضا بالمدينة ويأمر الموالي وينهاهم ولا يخالف عليه أحد منهم) المسعودي : إثبات الوصية ص 179.

    ويورد الكليني أيضاً عن أحمد بن مهران ... عن ابن قياماً الواسطي قال « دخلت على علي بن موسى فقلت له أيكون إمامان ؟ قال لا إلا واحدهما صامت فقلت له : هو ذا أنت ليس لك صامت ولم يكن ولد له أبو جعفر ( الجواد ) بعد فقال لي : والله ليجعلن الله مني ما يثبت به الحق وأهله ، ويحق به الباطل وأهله ، فولد له بعد سنة أبو جعفر وكان ابن قياماً واقفياً ) الكليني : الكافي ج 1 ص 321


    فكان الامام الرضا ع يبشر شيعته بولده الجواد ع قبل ان يولد وبعد ان ولد الامام الجواد ع دخل عليه بعض اصحابه منهم محمد بن يحيى وصفوان بن يحيى يسالاه عن وصيه
    عن محمد بن يحيى ... عن صفوان بن يحيى قال « قلت للرضا : قد كنا نسألك قبل أن يهب الله لك أبا جعفر فكنت تقول يهب الله لي غلاماً فقد وهبه الله لك ، فأقر عيوننا ، فلا أرانا الله يومك فإن كان كون فإلى من ؟ فأشار بيده إلى أبي جعفر وهو قائم بين يديه فقلت : جعلت فداك هذا ابن ثلاث سنين ، فقال : وما يضره من ذلك فقد قام عيسى بالحجة وهو ابن ثلاث سنين )) الكليني : الكافي ج 1 ص 321.


    وعن الحسين بن محمد عن الخيراني عن أبيه قال « كنت واقفاً بين يدي أبا الحسن بخراسان فقال له قائل : يا سيدي إن كان كون فإلى من ؟ قال : إلى أبي جعفر ابني ، فكأن القائل استصغر سن أبي جعفر فقال أبو الحسن : إن الله تبارك وتعالى بعث عيسى بن مريم رسولاً نبياً ، صاحب شريعة مبتدئة في أصغر من السن الذي فيه أبو جعفر (.الكليني : الكافي ج 1 ص 322.



    وكان الامام الرضا ع يذكر ولده الجواد ع ويشير اليه في مجالسه مبينا انه خليفته ووصيه بل حتى في غربته كان يكتب الى الامام الجواد ع ويكنية ويمجده لاجل هذا استدل البعض من الشيعة على امامة الجواد ع بالادلة التي ذكرها الامام الرضا ع وراحوا يدافعون عنه ومن تلك الادلة :
    يذكر الشيخ الصدوق عدة روايات في الدلالة على إمامة الامام محمد الجواد ع فذكر عن أبي الحسين بن محمد بن أبي عباد وكان يكتب للرضا ضمه إليه الفضل بن سهل قال « ما كان يذكر محمداً ابنه إلا بكنيه يقول : كتب إلي أبو جعفر وكنت أكتب إلى أبي جعفر وهو وصيي بالمدينة فيخاطبه بالتعظيم وترد كتب أبي جعفر في نهاية البلاغة والحسن فسمعته يقول : أبو جعفر وصيي وخليفتي في أهلي من بعدي ( الصدوق : عيون أخبار الرضا ج 2 ص 240.

    وعن جعفر بن محمد النوافلي قال أتيت الرضا وهو بقنطرة أربق فسلمت عليه ، ثم جلست وقلت ... إن أناساً يزعمون أن أباك حي ، فقال : كذبوا لعنهم الله ولو كان حياً ما قسم ميراثه ولا نكح نساؤه ، ولكنه والله ذاقه الموت كما ذاقة علي بن أبي طالب قال فقلت له ما تأمرني ؟ قال عليك بابني محمد من بعدي ، وأما أنا فإني ذاهب في وجه الأرض لا أرجع منه ..) الصدوق : عيون أخبار الرضا ج 2 ص 216


    وقال الشيخ المفيد في إمامة الامام محمد بن علي الجواد ع« وكان الإمام بعد الرضا علي بن موسى ابنه محمد بن علي الرضا بالنص عليه والإشارة من أبيه إليه وتكامل الفضل فيه ) المفيد : الإرشاد ص 316.


    , ومنها ما ذكره الكليني عن علي بن محمد ... عن يحيى بن حبيب الزيات قال « أخبرني من كان عند أبي الحسن الرضا ع جالساً فلما نهضوا قال له : ألقوا أبا جعفر فسلموا عليه وأحدثوا به عهداً فلما نهض القوم التفت إلي فقال : يرحم الله المفضل إنه كان ليقنع بدون هذا ») الكليني : الكافي ج 1 ص 320.

    الكليني عن محمد بن يحيى ... عن معمر بن خلاد قال « سمعت الرضا وذكر شيئاً فقال : ما حاجتكم إلى ذلك ، هذا أبو جعفر قد أجلسته مجلسي وصيرته مكاني ، وقال : إنّا أهل بيت يتوارث أصاغرنا عن أكابرنا القذة بالقذة) الكليني : الكافي ج 1 ص 321



    وروى عن الحسين بن محمد ... عن معمر بن خلاد قال « سمعت إسماعيل بن إبراهيم يقول للرضا : ان ابني في لسانه ثقل ، فأنا أبعث به إليك غداً فتمسح على رأسه وتدعو له فإنه مولاك ، فقال : هو مولى أبي جعفر فابعث به غداً إليه (.) الكليني : الكافي ج 1 ص 321.



    فالإمام بعد أبي الحسن الرضا ابنه أبو جعفر محمد الجوادع« لنص أبيه عليه وإشارته إليه بعلمه فثبت بالقول الثابت من اخذ بوصايا الامام الرضا ع وبقي بالحيرة والتيه من لم يتمسك تمسك حقيقي بالرضا ع
    الان ورغم كل هذه الوصايا وغيرها الا ان الامة بقيت متحيرة شاكة بامامة الامام الجواد ع وبسبب طعن كبار القوم بامامة الجواد ع لصغر سنه لكن كيف اثبت الامام الجواد حجيته وخلافته ؟؟؟؟
    ثانيا : كيف استطاع الامام الجواد ع ان يثبت امامته وحجيته على الخلق ؟؟؟
    الامام الجواد ع استلم الخلافة الالهية وهو بالسنة الثامنه من عمره لكن العمر بالنسبة لخليفة الله لا يكون عائقا ولدينا امثلة في كتاب الله على ذلك فبعد ان اعترض البعض على امامة الامام الجواد ع دار الحوار بين علماء بغداد والامصار واجمعوا على الذهاب الى المدينة في موسم الحج ليسالوا الامام الجواد بعض المسائل فان اجاب عليها ثبتت امامته وكان عددهم ثمانون عالما
    كما جاء في البحار (............فخرجوا إلى الحج، وقصدوا المدينة ليشاهدوا أبا جعفر (عليه السلام)، فلمّا وافوا أتوا دار جعفر الصادق (عليه السلام) لأنها كانت فارغة، ودخلوها وجلسوا على بساط كبير، وخرج إليهم عبد الله بن موسى، فجلس في صدر المجلس وقام مناد وقال: هذا ابن رسول الله فمن أراد السؤال فليسأله.
    فسئل عن أشياء أجاب عنها بغير الواجب فورد على الشيعة ما حيّرهم وغمّهم.
    واضطرب الفقهاء، وقاموا وهمّوا بالانصراف، وقالوا في أنفسهم: لو كان أبو جعفر (عليه السلام) يكمل لجواب المسائل لما كان من عبدا لله ما كان، من الجواب بغير الواجب.
    ففُتح عليهم باب من صدر المجلس ودخل موفّق وقال: هذا أبو جعفر، فقاموا إليه بأجمعهم واستقبلوه وسلّموا عليه فدخل صلوات الله عليه، وعليه قميصان وعمامة بذؤابتين وفي رجليه نعلان وجلس وأمسك الناس كلهم، فقام صاحب المسألة، فسأله عن مسائله، فأجاب عنها بالحق، ففرحوا ودعوا له وأثنوا عليه وقالوا له: إن عمّك عبد الله أفتى بكيت وكيت، فقال: « لا اله إلاّ الله يا عمّ إنّه عظيم عند الله أن تقف غداً بين يديه فيقول لك: لِمَ تفتي عبادي بما لم تعلم، وفي الأمة من هو أعلم منك؟!»(). بحار الأنوار: 50 / 99 ـ 100.
    تدبر وفقك الله الى اجتماع علماء الامصار وفقهائهم كيف اختبروا الامام الجواد ع وبما عرفوه هل عرفوه بالمعاجز ام بالنص والعلم ولوا انهم تكبروا عليه لصغر سنه او لسبب اخر هل يمكن لهم معرفته بظاهر خلقته مثلا ام عرفوه بعلمه وحكمته وبالنص عليه ممن سبقه بهذا عرف شيعة اهل البيت ع امامنا الجوادع لكن كيف عرف مخالفي اهل البيت ع امامنا الجواد ع هل طلبوا منه معجزة ام انهم سلكوا نفس طريق فقهاء بغداد والامصار اي سالوه عن العظائم
    سانقل مناقشة واحدة دارت بين الامام محمد الجوادع ويحيى بن أكثم وهذا نصها
    بعد ان قرب المامون العباسي الامام الجواد منه واراد تزويجه من ابنته ام الفضل اعترض كبار العباسيين على قرار المامون فدار الحوار بينهم فكان القرار هو اختبار الامام الجواد ع فكان جواب كبار بني العباس

    (قالوا قد رضينا لك يا أمير المؤمنين ولأنفسنا بامتحانه، فخلِّ بيننا وبينه لننصب من يسأله بحضرتك عن شيء من فقه الشريعة فإنّ أصاب الجواب عنه لم يكن لنا اعتراض في أمره، وظهر للخاصّة والعامة سداد رأي أمير المؤمنين، وإن عجز عن ذلك، فقد كفينا الخطب في معناه..
    وانصرف العباسيون، وهم يفتّشون عن شخصيّة علمية تتمكنّ من امتحان الإمام وتعجيزه.
    انتداب يحيى لامتحان الإمام:
    وأجمع رأي العباسيّين على اختيار يحيى بن أكثم قاضي قضاة بغداد، وأحد أعلام الفقه في ذلك العصر، لامتحان الإمام أبي جعفر (عليه السلام)، وعرضوا عليه الأمر، ومنّوه بالأموال الطائلة إن امتحن الإمام وعجز عن جوابه، فإنّ يحقّق لهم أعظم الانتصارات، وأجابهم يحيى إلى ذلك، وانصرف إلى منزله، وراح يفتّش في كتب الفقه والحديث عن أعقد المسائل وأهمّها ليمتحن بها الإمام (عليه السلام) وانطلق العباسيّون إلى المأمون فعرّفوه باستجابة يحيى لهم، وطلبوا منه تعيين يوم لامتحان الإمام، فعيّن لهم يوماً خاصاً.
    أسئلة يحيى:
    ولمّا حضر اليوم المقرّر لامتحان الإمام (عليه السلام) هرع العباسيون إلى بلاط المأمون وحضر الاجتماع أهل الفضل وأعلام الفكر وسائر طبقات الناس وكان يوماً مشهوداً، وقد غصّت قاعة الاجتماع على سعتها بالناس، وأمر المأمون أن يفرش للإمام أبي جعفر (عليه السلام) دست، ويجعل له فيه مسورتان فصنع له ذلك، وجلس فيه الإمام (عليه السلام) وكان له من العمر تسع سنين وأشهر، وجلس يحيى بن أكثم بين يديه، وجلس المأمون في دست متّصل بدست الإمام (عليه السلام).
    واستحال الجمع إلى آذان صاغية، وانبرى يحيى إلى المأمون فطلب منه أن يأذن له في امتحان الإمام فإذِن له في ذلك، واتّجه يحيى صوب الإمام وقال له:
    (أتأذن لي جعلت فداك في مسألة؟..).
    وقابله الإمام ببسمات فيّاضة بالبشر قائلاً:
    (سل إن شئت..).
    ووجّه يحيى مسألته إلى الإمام قائلاً:
    (ما تقول جعلني الله فداك في مُحرم قتل صيداً؟..).
    وحلّل الإمام (عليه السلام) هذه المسألة إلى عدّة مسائل، وشقّقها إلى مجموعة من الفروع وسأل يحيى أي فروع منها أراد قائلاً:
    (قتله في حلّ أو حرم، عالماً كان المحرم أم جاهلاً، قتله عمداً أو خطأً، حرّاً كان المحرم أم عبداً، صغيراً كان أم كبيراً، مبتدءاً بالقتل أم معيداً، من ذوات الطير كان الصيد أم من غيره، من صغار الصيد أم من كبارها، مصرّاً كان أو نادماً، في الليل كان قتله للصيد أم نهاراً، محرماً كان بالعمرة إذ قتله أو بالحجّ كان محرماً..).

    وذهل يحيى، وتحيّر، وبان عليه العجز إذ لم يتصوّر هذه الفروع المترتّبة على مسألته، وعلت في القاعة أصوات التكبير والتهليل، فقد استبان للجميع أنّ أئمة أهل البيت (عليهم السلام) هم معدن العلم والحكمة وإنّ الله منح كبارهم وصغارهم بما منح به أنبياءه من الكمال والعلم.

    وبعد هذه المناظرة اذعن الجميع واقر بعلم الامام الجواد ع فالامام ع عرف بعلمه وحكمته وبالنص عليه ممن سبقه

    الان نتسائل :

    لو جاء رجل منصوصا عليه ممن سبقه وهو اعلم اهل زمانه بالكتب السماوية السابقة واعلم اهل زمانه بطرق السماء وطرق الارض وجاء محتجا على اهل كل كتاب بكتابهم وجائهم مصدقا لما معهم هل يصدقونه ام ينكرونه هل يفعلون كما فعل علماء الامصار مع الامام الجواد ع أي انهم يقصدونه ويسالونه عن امور دينهم وما تشابه عليهم وعن عظائم الامور ام يتكبرون عليه هل يختبرونه كما فعل كبار بني العباس في زمن الامام الجواد ع ام يقولون نحن خير منه .

    ان قبلوا بذلك فها هو الامام احمد الحسن ع جاء محتجا بعشرات النصوص من ابائه ع بما فيها وصية المصطفى محمد ص ليلة وفاته وما ذكره ابائه الطاهرين باسمه وصفته ونسبه ومكان خروجه بل بينوا حتى صفاته الجسدية من راسه الى اخمص قدميه وجاء محتجا بعلمه على اهل كل كتاب بكتابهم ودعى اصحاب الديانات الالهية الثلاث المسيحية واليهودية والمسلمين بكل طوائفهم للمناظرة والمباهلة ليعرف صاحب الحق
    وتفرد برفع راية حاكمية الله والبيعة لله بين اهل الارض باجمعهم بل واثبت نفسه ودعوته من كل الكتب السماوية على انه المخلص في الديانه اليهودية والمعزي في الديانه المسيحية والمهدي الذي يعتقد بولادته اهل السنة واليماني المدون في عقائد الشيعة كل هذا وينكرونه اذا اسالكم بالله كيف يثبت حجة الله او المنصب من الله شخصه للامة التي ارسل فيها الا يكفي النص عليه الا يكفي علمه وحكمته الا يكفي شهادة الله اليه فعلى المنصف ان يسال نفسه بماذا جاء خلفاء الله محتجين على اقوامهم اوليس بالنص والعلم والحكمة وشهادة الله اليهم وهل يطلب العبد ان كان عبدا لله دليلا افضل من شهادة الله وشهادة رسوله والاوصياء من اله ؟
    لكن صدق من لا ينطق عن هوى حيث قال في اخر الزمان شر خلق الله فالحمد لله الذي عرفنا خليفته ونسال الله لامة المصطفى الهداية والتوفيق ولمن عرف مهدي ال محمد ع الثبات والنصرة بحرمة محمد وال محمد ع
    والحمد لله وحده
    الشيخ نعيم الشمري
Working...
X
😀
🥰
🤢
😎
😡
👍
👎