إعـــــــلان

Collapse
No announcement yet.

فاطمة وعلي (عليهما السلام)؛ اسمان يدلان على معنى واحد..

Collapse
X
 
  • Filter
  • الوقت
  • Show
Clear All
new posts
  • مستجير
    مشرفة
    • 21-08-2010
    • 1034

    فاطمة وعلي (عليهما السلام)؛ اسمان يدلان على معنى واحد..

    بسم الله الرحمن الرحيم
    ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
    اللهم صل على محمد وآل محمد الأئمة والمهديين وسلم تسليما

    فاطمة وعلي (عليهما السلام)؛
    اسمان يدلان على معنى واحد..



    سؤال/ 8: ما معنى الحديث القدسي: عن جابر بن عبد الله الأنصاري عن رسول الله (ص) عن الله سبحانه: (يا أحمد لولاك لما خلقت الأفلاك، ولولا علي لما خلقتك، ولولا فاطمة لما خلقتكما) [مستدرك سفينة البحار : ج3 ص334] ؟
    الجواب:
    [ محمد (ص) تجلي الله [1]، وعلي تجلي الرحمن، وفاطمة تجلي الرحيم في الخلق. فكل الموجودات مشرقة بنور الله في خلقه وهو محمد (ص)، وباب إفاضة هذا النور الإلهي هما: علي وفاطمة عليهما السلام.
    قال تعالى: ﴿تَنْزِيلٌ مِنَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ﴾. وعلي ظاهر هذا الباب، وفاطمة باطن الباب، كظهور الحياة الدنيا وشهودها بالنسبة للإنسان فيها، وغيبة الآخرة وبطونها بالنسبة له أيضاً.
    وعلي وفاطمة - أو الرحمن الرحيم - بينهما اتحاد وافتراق، كاتحاد زوجين متحابين ﴿خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ﴾، واسمين يدلان على معنى واحد.
    أما افتراقهما؛ فمن جهة سعة الرحمة في الرحمن وشمولها، وضيق الرحمة في الرحيم وشدتها، فالرحمن - أو علي (ع) - له جهة اختصاص مع هذه الحياة الدنيا، فسعة الرحمة في الرحمن شاملة للجميع، كما أن الفيض النازل من ظاهر الباب يشمل الجميع المؤمن والكافر، كما في الدعاء: (يا من يعطي من سأله ويا من يعطي من لم يسأله ومن لم يعرفه تحنناً منه ورحمة) [2].
    أما في الآخرة فهو قسيم الجنة والنار باعتبار ارتباط الموجود به وافتراقه عنه في هذه الحياة الدنيا، لا باعتبار الآخرة.
    أما الرحيم - أو فاطمة - فلها جهة اختصاص مع الآخرة [3]، فهي التي تلتقط شيعتها - أي أهل الحق والتوحيد والإخلاص لله سبحانه - يوم القيامة، وهم الحسن والحسين والأئمة، ونوح وإبراهيم وموسى وعيسى (ع)، والأنبياء والأوصياء، ومن دونهم من المخلصين، ولذا قال فيها رسول الله (ص): (فاطمة أم أبيها) [بحار الأنوار : ج 34 ص19]، فالأم هي الأصل الذي يرجع إليه، ولذا قال فيها الحسن العسكري (ع) ما معناه: (نحن حجة الله على الخلق وفاطمة حجة الله علينا) [الأسرار الفاطمية للشيخ محمد فاضل المسعودي : ص69].
    فلولا محمد لما خلقت السموات والأرض؛ لأنها خلقت من نوره، ولولا علي لما خلق محمد، فلولا علي لما عرف محمد (ص)، فهو بابه الذي منه يؤتى، ومنه - أي الباب أو علي - الفيض المحمدي في السموات والأرض يتجلى، ولولا فاطمة - أو باطن الباب، أو الآخرة - لما خلق محمد وعلي، فلولا الآخرة لما خلق الله الخلق، ولما خلقت الدنيا.
    ]

    المصدر: المتشابهات (الجزء الأول)

    ** ** **

    قال الإمام أحمد الحسن (ع):
    [ أما باب هذه المدينة فهو علي (ع) ومن اختلط لحمها بلحمه ودمها بدمه فاطمة (ع)، وبهذا فعلي (ع) تجلي للرحمن، وفاطمة (ع) تجلي للرحيم، وهما متحدان كاتحاد الرحمن الرحيم ومفترقان كافتراق الرحمن الرحيم. ]

    المصدر: المتشابهات (الجزء الثاني): س45

    ** ** **

    قال الإمام أحمد الحسن (ع):
    [ وليتبين أكثر مراد موسى (ع) بمجمع البحرين في هذا الموضع من القرآن الكريم لابد أن نرجع إلى موضع آخر في القرآن ذُكر فيه البحران ومجمعهما ولكن بصورة أخرى ربما تكون أكثر وضوحاً وجلاءً للمتدبر، هذا الموضع موجود في مطلع سورة الرحمن، قال تعالى: ﴿مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ * بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لَّا يَبْغِيَانِ * فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ * يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجَانُ * فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ * وَلَهُ الْجَوَارِ الْمُنشَآتُ فِي الْبَحْرِ كَالْأَعْلَامِ * فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ * كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ * وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ﴾.
    هذه الآيات لا أريد تفسيرها وتأويلها فالروايات التي جاءت عنهم (ع) في تفسيرها وتأويلها تكفي لبيانها وبيان معناها بجلاء ووضوح ، ولكن فقط أوجّه من يريد أن يتدبرها ليعرف المراد منها وبها إلى أن يقرأ قوله تعالى: ﴿كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ * وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ﴾ ليتبين له أن كل ما سبق هاتين الآيتين هو تفصيل لوجه الله الباقي وذكرٌ لوجه الله الباقي بالصفة الملائمة لكونه وجه الله الباقي، وهي: العلم، ولا أظن أن كون الماء والبحر في الملكوت هو العلم أمراً خفياً. وأيضاً لا أظن أن بقاء علم العلماء في هذه الحياة الدنيا حتى بعد رحيلهم أمراً خفياً بل هو باق بعد فنائها، وهذا ما جاءت الآية لتبينه وتؤكده وتعرف الناس به ﴿كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ * وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ﴾، هذا الوجه الذي واجه به الله الخلق وهو العلم والمعرفة والعقل الكامل، وهو الماء وهو البحران ، وهو ما يخرج منهما وما يجري فيهما ، وهو محمد وآل محمد (ع)، والأنبياء والأوصياء (ع)، وأولياء الله سبحانه وتعالى.
    أما الروايات التي بينت أن البحرين هما علي وفاطمة، وإن ما يخرج منهما وما يجري فيهما هم الأئمة والمهديون (ع) فهي كثيرة، وهذه منها:
    عن أبي عبد الله (ع) قال في قول الله تبارك وتعالى: ﴿مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيانِ بَيْنَهُما بَرْزَخٌ لا يَبْغِيانِ ﴾، قال: (علي وفاطمة بحران عميقان لا يبغي أحدهما على صاحبه، ﴿يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجانُ﴾ قال: الحسن والحسين عليهما السلام) [تفسير القمي: ج2 ص244].
    قال علي بن إبراهيم في قوله ﴿مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيانِ﴾: أمير المؤمنين وفاطمة عليهما السلام، ﴿يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجانُ﴾ الحسن والحسين عليهما السلام، وقوله: ﴿وَلَهُ الْجَوارِ الْمُنْشَآتُ فِي الْبَحْرِ كَالْأَعْلامِ﴾ قال: كما قالت الخنساء ترثي أخاها صخرا) [تفسير القمي: ج2 ص244].
    ومن طريق المخالفين لآل محمد (ع): ما رواه الثعلبي في تفسير قوله تعالى: ﴿ يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجانُ ﴾ يرفعه إلى سفيان الثوري، في هذه الآية، قال: ( فاطمة وعلي عليهما السلام، ﴿يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجانُ﴾ قال: الحسن والحسين عليهما السلام).
    قال الثعلبي : وروي هذا عن سعيد بن جبير، وقال: ﴿بَيْنَهُما بَرْزَخٌ﴾ محمد (ص)) [البرهان: ج27 مج7 ص389].
    وعن جابر عن أبي عبد الله قال (ع) في قوله عز وجل: ﴿مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيانِ﴾، قال: علي وفاطمة، ﴿بَيْنَهُما بَرْزَخٌ لا يَبْغِيانِ﴾، قال: لا يبغي علي على فاطمة ولا تبغي فاطمة على علي، ﴿يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجانُ﴾ الحسن والحسين (ع)) [بحار الأنوار: ج24 ص97].
    وكان رسول الله (ص) يرحب بهما فيقول (ص): (مرحباً ببحرين يلتقيان ونجمين يقترنان).
    ويوجد غيرها [انظر: الملحق (1): كتاب رحلة موسى إلى مجمع البحرين].
    وضح جلياً الآن من تدبر الآيات ومن الروايات عن محمد وآل محمد (ع) أن البحرين هما: علي وفاطمة عليهما السلام، وإنّ الناتج من لقائهما هم الأئمة والمهديون (ع).
    إذن، فالناتج من لقائهما عليهما السلام أو مجمع البحرين في قوله تعالى: ﴿وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِفَتَاهُ لَا أَبْرَحُ حَتَّى أَبْلُغَ مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ أَوْ أَمْضِيَ حُقُباً﴾ إنسان، وهو من آل محمد (ع) ومن ذرية علي وفاطمة عليهما السلام، وهذا لا يمنع من وجود مجمع بحرين (نهرين) يجد موسى عنده مجمع البحرين الحقيقي الذي جاء في طلبه، وفي المكان آية أيضاً يعرفها أهلها.
    ]

    المصدر: رحلة موسى إلى مجمع البحرين

    ** ** **

    السؤال: ماذا تعني الحروف المقطعة في أوائل السور؟

    أجاب الإمام أحمد الحسن (ع):
    [ قال تعالى: (الم، المر، حم، يس).
    الألف: أي فاطمة الزهراء (عليها السلام)، والألف أصل الحروف وأولها وهو أول ما نشأ بعد النقطة، ومنه تتركب باقي الحروف، وهو حرف فاطمة الزهراء (عليها السلام) التي نقل رسول الله (ع) عن الله سبحانه قوله فيها: (يا أحمد، لولاك لما خلقت الأفلاك، ولولا علي لما خلقتك، ولولا فاطمة لما خلقتكما) [مستدرك سفينة البحار : ج3 ص334]. ولهذا قدم حرف الزهراء (عليها السلام) الـ (ا) على حرف علي (ع) الـ (ل) وعلى حرف محمد (ص) الـ (م)، فالتقديم في هذا المقام لبيان أن (لولا فاطمة لما خلقتكما) أي لولا الآخرة والتي فيها المعرفة الحقيقية، فلولا المعرفة لما خلق الخلق فالله خلقهم ليعرفوا ﴿وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ﴾.
    واللام: لعلي (ع)، وإذا كان علي ظاهر الباب وباطنه فاطمة (عليها السلام)، فالتفت إلى أن الـ (ا) والـ (ل) إذا مزجتا فهذه صورتهما: (لا) فتكتب الـ (ا) في باطن الـ (ل)، فالـ (ل) هو الظاهر المحيط بالـ (ا)، وهذه هي (لا) الرفض لحاكمية الناس والتي افتتحت بها كلمة التوحيد لا اله إلا الله، وهي نفسها (لا) الثورة الحسينية التي قامت على رفض حاكمية الناس وإقامة حاكمية الله، فلا اله إلا الله أو (لا) الحسين باطنها فاطمة (الرحمة) وطلب هداية الظالمين، وظاهرها علي (القوة) وقتال الظالمين؛ لأن اللام هي ألف مطوي بالقوة، أي أنه يشير إلى قوة الله سبحانه ﴿وَأَلَنَّا لَهُ الْحَدِيدِِ﴾، وأيضاً باطنها الـ (ا) هو الرحمة بالمؤمنين وظاهرها الـ (ل) هو النقمة على الكافرين بالقائم، وقد عبر عن القائم في بعض الروايات بأنه علي بن أبي طالب أو دابة الأرض، وهي لقب مشترك بين القائم وعلي بن أبي طالب...
    ]

    المصدر: الجواب المنير عبر الأثير (الجزء السادس): س529

    ** ** **

    سؤال/ 156: قال تعالى: ﴿إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا وَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْراً فَإِنَّ اللَّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ﴾، الآية تشعر بجواز الطواف، والمتعارف عن أعمال الحج أن الطواف واجب؟

    الجواب:
    [ بسم الله الرحمن الرحيم
    والحمد لله رب العالمين، وصلى الله على محمد وآل محمد الأئمة والمهديين
    المقصود بالحج هو: حج بيت الله الحقيقي، وهم محمد وآل محمد ، فمن حج بيت الله وأتم العشر، (مقامات الإيمان والحج)، وحج بيت الله، وأصبح (منا أهل البيت) فله أن يأكل من ثمار شجرة علم آل محمد . وهذا الجواز مقابل للمنع الذي منع به آدم (ع)، ﴿وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلا مِنْهَا رَغَداً حَيْثُ شِئْتُمَا وَلا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ﴾، وهي شجرة علم آل محمد، وليست الآية بحسب ظاهرها.
    والصفا: علي (ع)، والمروة: فاطمة [4].
    ولا ﴿جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ﴾: أي لا جناح عليه أن يأخذ منهما، فهما باب مدينة العلم (محمد)، والأخذ منهما يكون بالأخذ من الأئمة والمهديين ، ولابد للإنسان من السعي للوصول إلى الحج الحقيقي واستكمال درجات الإيمان العشرة، وبالتالي يكون بمرتبة: (منا أهل البيت)، فيكون له أن يأخذ من ثمار الشجرة المباركة.
    أما في هذا العالم الجسماني فهذه الحالة الجسمانية وهي الذهاب إلى الكعبة وقصدها، فإنما تشير إلى الانصياع لهذا الأمر الإلهي، فهي واجبة؛ لأنها تمثل الائتمار بأمر الله.
    أما الوصول الحقيقي في العوالم العلوية فهو إن تحقق - بفضل الله وسعي الإنسان - فهو الخير كله، وإن لم يتحقق فالإنسان بفضل إجابته دعاء (أقبل) فإنه يتقلب في جنات الله سبحانه وتعالى؛ لأنه سعى، ﴿وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إِلَّا مَا سَعَى﴾، فالسعي واجب على الإنسان ومن بدايات السعي هو الحج في هذا العالم الجسماني.
    ويبقى أنّ الإنسان يأخذ بقدر سعيه وبفضل الله عليه، فإن وصل وحج بيت الله الحقيقي، وكان ممن أكمل مراتب الإيمان العشرة، وكان منا أهل البيت بالحقيقة، جاز له قطف ثمار الشجرة والأكل منها، كما أنّ الذي يحج الكعبة يجوز له السعي بين الصفا والمروة، بل هي واجبة باعتبار ما قلت إنها مقدمات إجابة دعاء الله سبحانه عبده بالإقبال عليه سبحانه.
    ]

    المصدر: كتاب المتشابهات (الجزء الرابع)

    ** ** **

    قال الإمام أحمد الحسن (ع)؛
    [ أخبرك عن الحسين عليه السلام في هذه الليلة خيرا لك، انظر إلى هاجر عندما وضعت إسماعيل ابنها على الأرض بعد أن وجدت نفسها غير قادرة على تحمل أن يموت بين يديها عطشا ، وأخذت تسعى بين الصفا والمروة. هل تصرفها هذا تصرف أُمٍ هائجة ولا تكاد تعقل كما يقولون؟ أم أن تصرفها هذا هو سبب نبع الماء عند إسماعيل؟ وإذا كان سعيها بين الصفا والمروة السبب في نبع الماء، فلماذا يكون سعيها بين جبلين سببا في أن ينبع الماء بقدرة الله وينجو ولدها؟ الحقيقة، إن الجبلين كما بينت سابقا يمثلان فاطمة وعلي عليهما السلام، والسعي بينهما يعني التوسل بهما وبذريتهما أو الناتج منهما. فكان سعيها سببا أن تفضل عليها الله، وكان أن فُدي إسماعيل بالحسين عليه السلام.
    انظر هذا هو الفداء الأول: الفداء من العطش. كان سيموت إسماعيل عليه السلام عطشا، ففدي بالحسين عليه السلام ابن علي وفاطمة عليهما السلام، أو الصفا والمروة، اللذين سعت بينهما وتوسلت بهما هاجر.
    الفداء الثاني: الفداء من الذبح وأنت تعرفه، وأيضا فُدي إسماعيل بالحسين عليه السلام . وذكره الله في القرآن فقال: ﴿وَفَدَيْنَاه بِذِبْحٍ عَظِيمٍ ﴾ (الصافات: 401)
    فداه من العطش ومن الذبح، ولهذا مات الحسين عليه السلام عطشانا مذبوحا . لا يوجد شيء عبثي في دين الله، أو في حياة الأنبياء كما يصور من يجهل الحقيقة أن هاجر سعت بين الصفا والمروة لذهولها بسبب عطش ابنها وأنه شارف على الموت دون أن يكون لهذا السعي أي معنى؟!! لهذا فمن يذهب للحج وهو لا يفهم الحقائق وما يفعل، يصف الله حجه أنه مكاء وتصدية تماما كالتصفيق والصفير، ﴿وَمَا كَانَ صَلاَتهُمْ عِندَ الْبَيْتِ إِلاَّ مُكَاء وَتَصْدِيَة فَذُوقُواْ الْعَذَابَ بِمَا كُنتُمْ تَكْفُرُون ﴾ (الأنفال: 45)
    إن العمل الذي تعمله وأنت لا تفهم معناه ولا تعرف منه شيئا لا يكون له قيمة. ﴿أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يعَقلُونَ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلا﴾ (الفرقان: 44)
    بربك ما فرق أن تركض بهيمة بين جبلين أون يركض من لا يفقه شيئاً بين الصفا والمروة؟ الأمر ليس أن يهرول أو يركض أو يسعى إنسان بين جبلين، بل لابد أن يفهم ماذا يفعل، ولماذا يفعل؟
    الذهاب للكعبة، والسعي بين الصفا والمروة، ... إلخ من أفعال الحج، كلها متعلقة بعلي وبالحسين وبآل محمد...
    ]

    المصدر: مع العبد الصالح (الجزء الثاني): ص 7 - 6


    ----------------------
    هامش:
    [1] - إن كون شخص ما - كرسول الله (ص) - تجلي الله في خلقه، يعني أنه ظهور لصفات الله تعالى في الخلق ، وممثل وحاكي عن صفاته سبحانه، بحيث به يعرف الله تعالى، وقد نص الله سبحانه في القرآن الكريم على التجلي فقال: (وَلَمَّا جَاء مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَن تَرَانِي وَلَكِنِ انظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكّاً وَخَرَّ موسَى صَعِقاً فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ) الأعراف : 143.
    وهنا قطعاً لم يكن انتقالاً ولا تحيزاً مكانياً - أي تجافي - بالنسبة له سبحانه فهو منزه عنه، تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً بل تجليه سبحانه للجبل كان بظهوره بشيء حاكي عنه، وقد ورد عن أهل البيت (ع): إن الله تعالى تجلى برجل من الكروبيين للجبل فجعله دكاً، عن أبي عبد الله (ع) قال: (إن الكروبيين قوم من شيعتنا من الخلق الأول، جعلهم الله خلف العرش، لو قسم نور واحد منهم على أهل الأرض لكفاهم، ثم قال إن موسى (ع) لما سأل ربه ما سأل أمر رجلاً من الكروبيين، فتجلى للجبل فجعله دكاً) مستطرفات السرائر لابن إدريس الحلي : ص569.
    وفي دعاء السمات: (... وبنور وجهك الذي تجليت به للجبل فجعلته دكاً وخر موسى صعقاً، وبمجدك الذي ظهر على طور سيناء فكلمت به عبدك ورسولك موسى بن عمران، وبطلعتك في ساعير وظهورك في جبل فاران بربوات المقدسين وجنود الملائكة الصافين وخشوع الملائكة المسبحين ...) مصباح المتهجد للشيخ الطوسي : ص419.
    تأمل في قوله (ع): (طلعتك في ساعير، وظهورك في جبل فاران) فالطلعة والظهور الماديان ممتنعان على الله تعالى، فلا يكون ذلك إلا بالتجلـي، وطلعة الله في ساعير هو بنبيه عيسـى (ع)، وظهوره تعالى في فاران بمحمـد (ص) كما بيّن ذلك السيد أحمد الحسن (ع) في كتبه الأخرى، كالنبوة الخاتمة، فراجع.
    [2]- قال أبو عبد الله (ع): (بسم الله الرحمن الرحيم، وقل في كل يوم من رجب صباحاً ومساءً وفي أعقاب صلواتك في يومك وليلتك: يا من أرجوه لكل خير، وآمن سخطه عند كل شر، يا من يعطي الكثير بالقليل، يا من يعطي من سأله، يا من يعطي من لم يسأله ومن لم يعرفه تحننا منه ورحمة، أعطني بمسألتي إياك جميع خير الدنيا وجميع خير الآخرة، واصرف عني بمسألتي إياك جميع شر الدنيا وشر الآخرة، فانه غير منقوص ما أعطيت، وزدني من فضلك يا كريم ) إقبال الأعمال: ج3 ص211.
    [3]- عن رسول الله (ص) في حديث: (.. ويقول الله (عز وجل) لملائكته: يا ملائكتي، انظروا إلى أمتي فاطمة سيدة إمائي، قائمة بين يدي ترتعد فرائصها من خيفتي، وقد أقبلت بقلبها على عبادتي، أشهدكم أني قد أمنت شيعتها من النار ...) الأمالي للشيخ الصدوق : ص 175، وعشرات الروايات الأخرى التي تؤكد ذلك.
    [4]- مما ورد أن دابة الأرض - وهي إنسان كما توضح في مواضع متعددة من المتشابهات - تخرج بين الصفا والمروة أي علي وفاطمة عليهما السلام، فعن علي بن مهزيار عند لقائه بالإمام المهدي (ع): (. . . فقلت يا سيدي متى يكون هذا الأمر؟ فقال: إذا حيل بينكم وبين سبيل الكعبة، واجتمع الشمس والقمر واستدار بهما الكواكب والنجوم، فقلت: متى يا بن رسول الله؟ فقال لي: في سنة كذا وكذا تخرج دابة الارض من بين الصفا والمروة، ومعه عصا موسى وخاتم سليمان، يسوق الناس إلى المحشر) غيبة الطوسي: ح228. ومعنى ذلك: أن هذا الإنسان يكون من علي وفاطمة عليهما السلام ويخرج منهما وكذا بينهما، فهو منهما لأنهما أبواه، وكذا يخرج بينهما في هذا العالم؛ لأن البصرة - التي ينتسب لها أول المهديين - تقع بين النجف حيث أمير المؤمنين (ع) والمدينة المنورة حيث موضع فاطمة عليها السلام، فيكون خروج دابة الأرض والمهدي الأول بين الصفا والمروة، والله أعلم وأحكم.
    Last edited by مستجير; 13-10-2014, 12:53.


    قال الامام أحمد الحسن ع:
    [ والحق أقول لكم ، إن في في التوراة مكتوب:
    "توكل علي بكل قلبك ولا تعتمد على فهمك ، في كل طريق اعرفني ،
    وأنا أقوم سبيلك ، لا تحسب نفسك حكيماً ، أكرمني وأدب نفسك بقولي."
    ]

    "اللهُمَّ إِنِّي إِلَيْكَ فَقِيرٌ، وَإِنِّي خَائِفٌ مُسْتَجِيرٌ، فَأَجِرْنِيْ مِنْ نَفْسِيْ يَا مُجِيرَ"
Working...
X
😀
🥰
🤢
😎
😡
👍
👎