إعـــــــلان

Collapse
No announcement yet.

مسيحيو العراق يبدأون في هجرة جديدة بحثا عن الأمان

Collapse
X
 
  • Filter
  • الوقت
  • Show
Clear All
new posts
  • حمزة السراي
    مشرف
    • 17-09-2011
    • 497

    مسيحيو العراق يبدأون في هجرة جديدة بحثا عن الأمان

    عمان - تقارير


    في كل يوم أحد يلتقي عشرات المسيحيين العراقيين الفارين من جحيم العنف في العراق في كنيسة مريم العذراء للسريان الكاثوليك في منطقة الأشرفية شرق عمان للصلاة وتبادل الأخبار. وفر أغلب هؤلاء حديثا بعد سيطرة متطرفي الدولة الاسلامية (داعش) على الموصل وبلداتهم وقراهم في شمال العراق، فيما جاء آخرون إلى المملكة قبل هذا التاريخ.
    ويعد الأردن الممر الإجباري لهؤلاء العراقيين الراغبين بالهجرة إلى أميركا الشمالية وأوروبا، فبعد مغادرتهم الموصل والبلدات والقرى المجاورة التي يقطنونها إلى أربيل عاصمة إقليم كردستان يتوجهون جوا إلى عمان، التي يمكثون فيها أشهرا عدة وأحيانا سنوات قبل أن يحصلوا على مرادهم.

    وقال وائل سليمان، مدير عام منظمة "كاريتاس" الأردن لوكالة فرانس برس، إن "حوالي 70 % من مسيحيي العراق (الذي كان يقدر عددهم بأكثر من مليون شخص) تركوا بلدهم خلال السنوات العشرين الماضية بسبب الحروب والنزاعات المتتالية". وأضاف أن "من تبقى منهم في العراق تعرض لضربة قاضية بعد سيطرة المتطرفين على مناطقهم ما أجبر نحو 200 ألف منهم على الفرار إلى إقليم كردستان".


    وسيطر تنظيم الدولة الاسلامية في حزيران (يونيو) الماضي على الموصل، ثاني مدن العراق التي كانت تضم نحو 30 كنيسة يعود تاريخ بعضها إلى نحو 1500 سنة، ثم تمدد إلى باقي القرى والبلدات المسيحية المجاورة في سهل نينوى.


    وفي البداية خير التنظيم مسيحيي الموصل بين “إعتناق الإسلام" أو "عهد الذمة" أي دفع الجزية، مهددا بأنهم "إن أبوا ذلك فليس لهم إلا السيف"، ثم عاد في تموز (يوليو) وأمهلهم بضع ساعات لمغادرة مدينتهم وإلا سيكون مصيرهم القتل، ما أجبر معظمهم على الفرار إلى كردستان العراق. وفي صالة الكنيسة، التي علقت الأعلام العراقية فيها جنبا إلى جنب مع الأعلام الأردنية، جلس غدير يوسف (34 عاما) الذي توفيت زوجته قبل عامين إثر عملية جراحية، بسكون وأطفاله الثلاثة من حوله.


    وقال يوسف الذي كان يعمل في مزرعة دواجن لوكالة فرانس برس: "هربنا من بلدتنا قره قوش (أكبر بلدة مسيحية فيالعراق إذ يبلغ عدد سكانها 50 ألف شخص) في السادس من آب (أغسطس) بعد أن تعرضت للقصف بالهاونات، هربنا بباص الكنيسة نحو أربيل بالملابس التي نرتديها. لم آخذ معي سوى ذهب زوجتي الذي بعته فيما بعد بالفي دولار كي لا يموت اطفالي من الجوع". وأضاف "بقينا في أربيل مدة اسبوع. نمنا في الشوارع والحدائق العامة تحملنا ما فيه الكفاية ثم قررنا المجيء إلى الأردن". وتابع وهو يمسح بيده على رأس أطفاله الثلاثة "لا أريد العودة إلى هذا البلد، صحيح هي أرض آبائي وأجدادي ولكنها لم توفر لي ولأطفالي الحماية، نحن نأمل بأن نحظى بحياة أفضل لا نشعر فيها بالخوف والظلم والمهانة".


    بالمثل، أدركت رجاء مارزينا (39 عاما) هي وزوجها أن عليهما الهروب من العراق مع أطفالهما الخمسة بعد أن سيطر المتطرفون على قره قوش. وتقول مارزينا: "لم نفكر يوما بترك العراق، لكن المشكلة أنهم لم يتركوا لنا خيارا، كان علينا أن نهرب حفاظا على أرواحنا وديننا". وأضافت: "لم يعد لدينا مستقبل في هذا البلد، لا اعتقد اننا سنعود إلى هناك يوما، سنحاول البحث عن مكان آمن لا نشعر فيه بالخوف". وقالت: "تحملنا خلال السنوات الماضية ما فيه الكفاية من عمليات خطف وقتل وذبح وتهديدات وهجمات بالسيارات المفخخة والعبوات الناسفة إلى أن وصل الأمر إلى ترك أبنائنا الذهاب إلى جامعات الموصل خوفا من هجمات المتطرفين". وتابعت أنه "في ظل غياب الدولة، لم يعد هناك مكان ومستقبل للمسيحيين في العراق ومن لم يهرب اليوم فسيهرب عاجلا أم آجلا عندما يدرك أن لا مفر من ذلك".


    وقال حميد طوبيا (55 عاما) وهو أب لسبعة اطفال ويعمل في تجارة الدواجن أنه لا يعرف ما يخبئه له المستقبل في الاردن. واضاف: "نحن متعبون نفسيا وجسديا وماديا، لقد تركنا كل شيء خلفنا وهربنا، تركنا منازلنا ومزارعنا وسياراتنا واموالنا، حتى ملابسنا واغراضنا الشخصية". وتابع: "لقد عانينا الامرين كي نصل الى هنا ونأمل ان تنتهي معاناتنا بأقرب وقت ممكن". وعبر طوبيا عن أمله في أن "يعطونا تأشيرة دخول إلى احدى الدول الأوروبية أو أميركا أو أستراليا أو نيوزيلاندا أو كندا، لايهم المكان، المهم أن نرحل من هنا بأسرع وقت ممكن ونبدأ حياة جديدة".


    وتدخل طارق الإسحاقي (76 عاما) الذي جاء إلى عمان قبل أربعة اعوام في الحوار، وقال ساخرا: “أنظروا إلي أنا الرجل العجوز، أنا هنا منذ أربع سنوات وقدمت طلبا رسميا للحصول على اللجوء الإنساني منذ أربع سنوات ولازلت انتظر دون فائدة".


    وقال الأب نور القس موسى راعي كنيسة السريان الكاثوليك: "الكنيسة تقوم وبالتنسيق مع كاريتاس بإستقبال هؤلاء المسيحيين الفارين وتأمين الطعام والشراب والمسكن لهم وتسجيلهم لدى الأمم المتحدة كلاجئين". وأضاف: "لقد عانوا أوضاعا إنسانية صعبة جدا في بلدهم، وأغلبهم فر بالملابس التي يرتدونها، لقد تركوا كل شيء خلفهم وسط صمت دولي كبير وغياب أي دور للمنظمات الإنسانية التي لم تحرك ساكنا". وتابع: "سنساعدم قدر تعلق الامر بنا وهم احرار في آخر المطاف أن يختاروا ما بين الهجرة إلى الخارج او العودة إلى بلدهم عندما تستقر الأوضاع".


    وأكد سليمان مدير عام كاريتاس أن منظمته التي قدمت المساعدات لنحو 60 الف عراقي منذ 2003 استقبلت الشهر الماضي نحو ألف مسيحي وقدمت لهم كل أنواع المساعدات وهي تتوقع وصول المزيد منهم، مشيرا إلى أنهم يعانون من مشاكل صحية ونفسية بسبب فقدانهم كل شيء تقريبا، تاريخهم وجذورهم وبيوتهم وأموالهم وممتلكاتهم.


    وخلال السنوات العشر الأخيرة هوجمت 61 كنيسة وقتل نحو ألف مسيحي، لكن ليس جميعهم في هجمات استهدفتهم مباشرة، بحسب بطريرك الكلدان في العراق والعالم لويس ساكو.


    والإعتداء الأكثر دموية وقع في 31 تشرين الأول (أكتوبر) 2010، عندما قضى 44 مصليا وكاهنان في الهجوم الذين شنه تنظيم القاعدة على كاتدرائية السريان الكاثوليك في بغداد.

Working...
X
😀
🥰
🤢
😎
😡
👍
👎