إعـــــــلان

Collapse
No announcement yet.

جانب من خطبة صلا ة الجمعة في حسينية الكاظمية المقدسة بتاريخ( 8) ذوالقعدة لسنة 1434 هجري قمري

Collapse
X
 
  • Filter
  • الوقت
  • Show
Clear All
new posts
  • شيخ نعيم الشمري
    عضو جديد
    • 05-03-2013
    • 94

    جانب من خطبة صلا ة الجمعة في حسينية الكاظمية المقدسة بتاريخ( 8) ذوالقعدة لسنة 1434 هجري قمري



    بسم الله الرحمن الرحيم
    والحمد لله رب العالمين وصلي اللهم على محمد وال محمد الائمة والمهديين وسلم تسليما كثيرا
    سؤل الامام احمد الحسن ع عن قوله تعالى :
    سؤال/ 149: ما معنى الآيات: ﴿إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ قَالُوا فِيمَ كُنْتُمْ قَالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الْأَرْضِ قَالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا فَأُولَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَسَاءَتْ مَصِيراً * إِلَّا الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ لا يَسْتَطِيعُونَ حِيلَةً وَلا يَهْتَدُونَ سَبِيلاً * فَأُولَئِكَ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَعْفُوَ عَنْهُمْ وَكَانَ اللَّهُ عَفُوّاً غَفُوراً ؟ النساء : 97 – 99.
    الجواب: بسم الله الرحمن الرحيم
    والحمد لله رب العالمين، وصلى الله على محمد وآل محمد الأئمة والمهديين
    ﴿إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ قَالُوا فِيمَ كُنْتُمْ قَالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الْأَرْضِ قَالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا فَأُولَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَسَاءَتْ مَصِيراً([1]- النساء : 97.
    ﴿ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ؛ لعدم العمل مع ولي الله، فهؤلاء يظهرون الإيمان بولي الله ويدعون الإيمان بالولاية، ولكنهم يقصرون بالعمل بدون عذر حقيقي، إلا النفاق الذي استبطنته قلوبهم، ويقولون إنهم ﴿مُسْتَضْعَفِينَ فِي الْأَرْضِ، ولكن استضعافهم غير حقيقي، وإنما جعلوا أنفسهم مستضعفين بحب الدنيا والركون إليها، وحب الحياة والخوف من الموت، فلو كان إيمانهم حقيقياً لأقدموا على العمل مع ولي الله وإن تعرضوا للمخاطر.) انتهى كلامه ع
    بيان :
    فهنالك اسباب دعتم لعدم العمل مع ولي الله منها استضعافهم في الارض كما يزعمون ولوا سالت احدهم كيف انت مستضعف لقال لك انا صاحب عيال ولا املك الا قوت يومي ولا يوجد لي معين وهذا القول نابع من قلة الايمان بالله فلوا ان العبد علم ان الله هو المتكفل برزقه ورزق عياله لما جعل طلب قوت عياله عائقا في نصرة خليفة الله
    قال رسول لله ص (أيها الناس إن الرزق مقسوم لن يعدو أمرؤ ما قسم له فأجملوا في الطلب وإن العمر محدود لن يتجاوز أحد ما قدر له …) (مستدرك الوسائل:ج13 ص29 بحار الأنوار: ج74 ص179.
    وقال ص عند منصرفه من أحد (أيها الناس اقبلوا على ما كلفتموه من إصلاح آخرتكم وأعرضوا عما ضمن لكم من دنياكم …) بحار الأنوار: ج74 ص182، نهج السعادة: ج7 ص329.
    وقال علي ع: (لن يفوتك ما قسم لك فأجمل في الطلب لن تدرك ما زوي عنك فأجمل في المكتسب) (- مستدرك الوسائل: ج13 ص33 نهج السعادة: ج7 ص330.
    وقال ع: (سوف يأتيك أجلك، فأجمل في الطلب، سوف يأتيك ما قدر لك فخفض في المكتسب) مستدرك الوسائل: ج13 ص32 نهج السعادة: ج7 ص330.
    وقال ع: (عجبت لمن علم إنّ الله قد ضمن الأرزاق وقدرها وأن سعيه لا يزيده فيما قدر له منها وهو حريص دائب في طلب الرزق) (مستدرك الوسائل: ج13 ص33 نهج السعادة: ج7 ص330.
    قال الإمام الحسن ع: (يا هذا لا تجاهد الطلب جهاد المغالب ولا تتكل على التقدير اتكال المستسلم ...........فإن الرزق مقسوم والأجل موقوت واستعمال الحرص يورث المآثم) (الحكايات للمفيد: ص95.
    قال الامام احمد الحسن ع (واعلموا أنّ هذه الأحاديث لا تتناقض مع طلب الرزق والسعي في مناكب الدنيا، ولكنها تعارض الطلب الذي يجعلك تترك العبادة أو تقصر فيها أو تؤخر الصلاة عن وقتها أو تهلك بدنك في الطلب فإنّ لبدنك عليك حقاً.) انتهى كلامه ع
    اما البعض الاخر الذين جعلوا انفسهم مستضعفين ليس لقلة المال والانشغال بالعيال كما في الصنف الاول بل حبا بالدنيا وتجنبا للمخاطر وخوفا من الموت
    اما من احب الدنيا وركن اليها فليعلم ان الله لم ينظر اليها مذ ان خلقها ووصفها في كتابه بانها لعب ولهو وزينة وتفاخر ليس الا
    قال تعالى (اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ ۖ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَكُونُ حُطَامًا ۖ وَفِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٌ ۚ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُور) الحديد 20ِ
    ورسول الله ص حذر منها حيث قال :
    (لا تكونوا ممن خدعته العاجلة وغرته الأمنية فاستهوته الخدعة فركن إلى دار السوء سريعة الزوال وشيكة الانتقال إنه لم يبق من دنياكم هذه في جنب ما مضى إلا كإناخة راكب أو صر حالب فعلى ما تعرجون وماذا تنتظرون؟ فكأنكم والله وما أصبحتم فيه من الدنيا لم يكن وما تصيرون إليه من الآخرة لم يزل فخذوا أهبة لا زوال لنقله وأعدوا الزاد لقرب الرحلة واعلموا أن كل امرئٍ على ما قدم قادم، وعلى ما خلف نادم) بحار الأنوار: ج74 ص183 نهج السعادة: ج7 ص61.
    قال الامام احمد الحسن ع (إذا كان قبل ألف وأربعمائة سنة تقريباً لم يبق من الدنيا في جنب ما مضى إلاّ كإناخة راكب فاعلمـوا أنّ ما بقي اليوم من الدنيا ليس بشيء يذكر أو يمثل، فلربما ظهر الإمـام المهدي ع في هذه السنة أو في السنة التي تليها فهل نبقى غافلين منكبين على طلب الدنيا غافلين عمّا يراد بنا؟! (الناس نيام إذا ماتوا انتبهوا) (خصائص الأئمة: ص112 والحديث عن الإمام علي ) انتهى كلامه ع
    وقال الامام احمد الحسن ع (واعلموا أنّ دنيا زويت عن محمد بن عبد الله ص لا خير فيها، فاعملوا على إصلاح دينكم لتصلح دنياكم وأخراكم،) انتهى كلامه ع
    وقال الامام احمد الحسن ع(أيها الأحبة تذكروا دائما إن هذه الدنيا هي دار الامتحان هي دار امتحان لا تبحثوا فيها عن مكافئة ولا تبحثوا فيها عن راحة هي دنيا الامتحان احرصوا على النجاح والفوز وتحقيق أعلى نتيجة يمكنكم تحقيقها في هذا الامتحان احرصوا على ان يختم لكم بخير)
    اما من لم ينصر خليفة الله تجنبا للمخاطر ودفعا للضرر عن نفسه بزعمه ان لا يستطيع الصبر على تحمل الاذى والمشقة ولا يريد ان يقدم ماله وجهده في نصرة خليفة الله فليعلم انه لاحاجة لله فيه ولا في ماله وجهده
    عن أبي عبد الله ع قال رسول الله ص (لا حاجة لله فيمن ليس في ماله وبدنه نصيب) (- الكافي: ج2 ص256 بحار الأنوار: ج64 ص215.
    وليعلم ان طريق ال محمد ع ذات الشوكى فمن اراد رضا الله ورفقة ال محمد ع فليكن شعاره الصبر وتحمل الاذى والمشقة في ذات الله وبما ان الصبر هو اساس الايمان الحقيقي
    قال تعالىٰ ( وَلَنَجْزِيَنَّ الَّذِينَ صَبَرُوا أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) سورة النحل : الآية 96
    وقال تعالى ( إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ) سورة الزمر
    وقال تعالى ( وَجَزَاهُم بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيرًا )) سورة الإنسان
    وال محمد ع يحثون على الصبر لان الانسان في دار امتحان
    قال الإمام أبو جعفرعليه السلام : الجنة محفوفةٌ بالمكاره والصبر فمن صَبَر على المكاره في الدُنيا دخل الجنة ( أصول الكافي للكليني : ج 2 ص 89 بحار الأنوار : ج 68 ص
    وعنه قال: (الصبر من الإيمان بمنزلة الرأس من الجسد فإذا ذهب الرأس ذهب الجسد كذلك إذا ذهب الصبر ذهب الإيمان) الكافي: ج2 ص87.
    وذلك لان المؤمن السائر الى الله لابد ان يشهد للحق والشهادة للحق تتطلب تحمل الاذى والمشقة لما يصدر ويبدر من المخالفين والمعاندين والمجادلين فمن لم يتسلح بالصبر انا له تحمل ذلك أي الشهادة للحق
    قال يماني ال محمد ع (جئت لأشهد للحق ، وأقول الحق ، ولدت لهذا ، وسأموت على هذا إن شاء الله .
    أما أنتم ، فإن أردتم أن تشهدوا للحق فاشهدوا ، ولكن إن وجدتم مرارته وثقله فاحمدوا الله على ما أنعم عليكم ، فإنّ الحق ثقيل مرّ ، والباطل خفيف حلو .
    واعلموا أنّ دعوتكم هي دعوة كل الأنبياء والأوصياء <ع> ، فاعملوا وكونوا شهداء على الناس ، كما أنّ الرسول شهيد عليكم ، وسيرى الله عملكم ورسوله والأنبياء والأوصياء <ع> والمؤمنون . واصبروا وصابروا ورابطوا ، واحتجوا على أهل كل كتاب بكتابهم ،) انتهى كلامه ع.
    قال الاما م احمد الحسن ع (فاصبروا أيّها المؤمنون والمؤمنات على الأذى الذي تتعرّضون له من الطواغيت وعبيدهم من مترفين وسفهاء، وعضوا على دينكم بالنواجذ واصبروا على ضيق المعيشة ولا توردوا أنفسكم موارد الهلكة فهذه الحياة ساعة الموت لا يراها الإنسان إلاّ كساعة ما لبث أن يعرف الناس فيها.انتهى كلام الامام ع
    اما القسم الثالث : الذين جعلوا انفسهم مستضعفين ليس لقلة المال والانشغال بالعيال كما في الصنف الاول والثاني بل خوفا من الموت وهربا منه خاطبهم الله تبارك وتعالى بقوله (قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلَاقِيكُمْ ۖ ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلَىٰ عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ)
    فلوا ان الانسان كان صا دقا مع الله وناصرا لخليفة الله فلا يخاف الموت بل يتمناه لانه ولي من اولياء الله كما قال تعالى : { قل يا أيها الذين هادوا إن زعمتم أنكم أولياء للّه من دون الناس فتمنوا الموت إن كنتم صادقين) اما الذي يخادع الله وخليفته وهو بالحقيقة خادع لنفسه لا يتمنى الموت لماذا لانه لم يقدم شئ لله بنصرة خليفته وهو ممن ظلم نفسه كما قال تعالى ) ولا يتمنونه أبداً بما قدمت أيديهم واللّه عليم بالظالمين)
    (قال رجل لأبي ذر - رحمة الله عليه - : ما لنا نكره الموت ؟ فقال : (لأنكم عمرتم الدنيا وخربتم الآخرة ، فتكرهون أن تنقلوا من عمران إلى خراب ) الاعتقادات في دين الإمامية: ص57.
    قال تعالى إ(ِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ قَالُوا فِيمَ كُنْتُمْ قَالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الْأَرْضِ قَالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا )
    قال الامام احمد الحسن ع في قوله تعالى ﴿أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً: ولي الله هو أرض الله الواسعة
    من خطبة أمير المؤمنين u في وجوب الهجرة وشرائطها: (والهجرة قائمة على حدها الأول ما كان لله في أهل الأرض حاجة من مستتر الأمة ومعلنها . لا يقع اسم الهجرة على أحد إلا بمعرفة الحجة في الأرض، فمن عرفها وأقر بها فهو مهاجر . .) نهج البلاغة / خطبة : 189.
    وعلمه واسع. ﴿فَتُهَاجِرُوا فِيهَا: فتهاجروا إلى الله في ولي الله.
    ﴿إِلَّا الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ لا يَسْتَطِيعُونَ حِيلَةً وَلا يَهْتَدُونَ سَبِيلاً أي لا يستطيعون الاحتيال للخلاص من السجن الدنيوي، ولا يهتدون إلى طريقٍ للعمل مع ولي الله، وهؤلاء غلبتهم الظروف. فالرجل المعوق أو المرأة أو الصبي لا يستطيعون مواكبة مسيرة العمل، بسبب ظروفهم الخاصة، فهم يؤمنون بولي الله، ولكنهم يتركون العمل ونصرة ولي الله. وهؤلاء أيضاً عذرهم غير مقبول؛ لأن بإمكان كل منهم العمل بما يستطيع، أما إلقاء الحبل على الغارب فهو تقصير مع ولي الله، وبالتالي تقصير فيما أمرهم به الله.
    ﴿فَأُولَئِكَ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَعْفُوَ عَنْهُمْ وَكَانَ اللَّهُ عَفُوّاً غَفُوراً:
    ﴿فَأُولَئِكَ عَسَى …﴾: فهم مستحقون للعقاب، والعفو والمغفرة لمن لم يشرك منهم، فهم على الولاية ولكنهم لا يعملون، فالمغفرة لمن يقصر في العمل، وأما ترك الولاية لولي الله أو تولي غيره فهي شرك والشرك لا يغتفر.انتهى كلامه ع
    ﴿وَمَنْ يُهَاجِرْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يَجِدْ فِي الْأَرْضِ مُرَاغَماً كَثِيراً وَسَعَةً وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهَاجِراً إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْـرُهُ عَلَى اللَّهِ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً (النساء : 100.
    قال الامام احمد الحسن ع في قوله تعالى ﴿وَمَنْ يُهَاجِرْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ: ولي الله هو سبيل الله (
    - عن محمد بن الفضيل، عن أبي الحسن الماضي u في قوله تعالى : " اتخذوا أيمانهم جنة فصدوا عن سبيل الله "، قال u : (. . . والسبيل هو الوصي، إنهم ساء ما كانوا يعملون . .) الكافي : ج1 ص432 - 433 ح91.
    فمن يهاجر فيه إلى الله يجد سعة وعطاءً عظيماً، ويعطيه الله كما أعطى الأنبياء والمرسلين ، كمالك الأشتر كان على بعد مئات الكيلو مترات عن علي بن أبي طالب u، ثم يجلس في الليل يبكي فيسأله أصحابه، فيقول: أبكي لأني أسمع مناجاة علي u، فقد فُتح لمالك في ملكوت السماوات كما فُتح للأنبياء والمرسلين.انتهى كلامه ع
    ﴿وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ بيته: جسمه، أي من يخرج من جسمه، فالموت نوعان:
    1- (نوع مذموم) وهو جعل الجسد تابوتاً للروح بإتباع الهوى وعبادة الأنا وحب الدنيا وموالاة عدو الله ومعادة ولي الله وتقمص مقامه كما يفعل العلماء غير العاملين، قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب u: (وآخر قد تسمى عالماً وليس به، فاقتبس جهائل من جهال، وأضاليل من ضلال. ونصب للناس شركاً من حبائل غرور وقول زور، قد حمل الكتاب على آرائه، وعطف الحق على أهوائه، يؤمن من العظائم، ويهون كبير الجرائم، يقول أقف عند الشبهات وفيها وقع، وأعتزل البدع وبينها اضطجع، فالصورة صورة إنسان والقلب قلب حيوان، لا يعرف باب الهدى فيتبعه، ولا باب العمى فيصد عنه، فذلك ميت الأحياء. فأين تذهبون، وأنى تؤفكون، والأعلام قائمة، والآيات واضحة، والمنار منصوبة. فأين يتاه بكم، بل كيف تعمهون وبينكم عترة نبيكم وهم أزمة الحق، وأعلام الدين، وألسنة الصدق، فأنزلوهم بأحسن منازل القرآن، وردوهم ورود الهيم العطاش.
    أيها الناس خذوها عن خاتم النبيين إنه يموت من مات منا وليس بميت، ويبلى من بلي منا وليس ببال، فلا تقولوا بما لا تعرفون، فإن أكثر الحق فيما تنكرون، واعذروا من لا حجة لكم عليه، وأنا هو. ألم أعمل فيكم بالثقل الأكبر، وأترك فيكم الثقل الأصغر، وركزت فيكم راية الإيمان، ووقفتكم على حدود الحلال والحرام، وألبستكم العافية من عدلي، وفرشتكم المعروف من قولي وفعلي، وأريتكم كرائم الأخلاق من نفسي، فلا تستعملوا الرأي فيما لا يدرك قعره البصر، ولا تتغلغل إليه الفكر (منها) حتى يظن الظان أن الدنيا معقولة على بني أمية تمنحهم درها، وتوردهم صفوها، ولا يرفع عن هذه الأمة سوطها ولا سيفها، وكذب الظان لذلك، بل هي مجة من لذيذ العيش يتطعمونها برهة ثم يلفظونها جملة)). نهج البلاغة / خطبة 87.
    2- (نوع ممدوح) وهو الارتقاء بالروح عن الجسد، قال رسول الله : (من أراد أن ينظر إلى ميت يسير على الأرض فلينظر إلى علي بن أبي طالب u)، وقال u: (إنما كنت جاراً جاوركم بدني أياماً) (- الكافي : ج1 ص299 ح6.
    أي إنّ روحه معلقة بالملأ الأعلى، بل إن من يموت بهذا الموت الممدوح حيٌ وإن مات بدنه، وقد مرَّ في كلام أمير المؤمنين u قول الرسول : (أيها الناس خذوها عن خاتم النبيين إنه يموت من مات منا وليس بميت ويبلى من بلي منا وليس ببال فلا تقولوا بما لا تعرفون. فإن أكثر الحق فيما تنكرون واعذروا من لا حجة لكم عليه).
    ﴿ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ: أي إنّ روحه هاجرت إلى الله وتركت جسمه، هاجرت في أرض الله الواسعة، وهاجرت في سبيل الله، أو قل هاجرت في ولي الله إلى الله.
    ﴿فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ؛ لأنه هاجر إلى الله، فأجره على من هاجر له).المتشابهات ج4 س149
    والحمد لله وحده
    الشيخ نعيم الشمري
Working...
X
😀
🥰
🤢
😎
😡
👍
👎