إعـــــــلان

Collapse
No announcement yet.

نزع التسييس أو فصل السياسة عن الدين

Collapse
X
 
  • Filter
  • الوقت
  • Show
Clear All
new posts
  • حمزة السراي
    مشرف
    • 17-09-2011
    • 497

    نزع التسييس أو فصل السياسة عن الدين

    بسم الله الرحمان الرحيم
    والحمد لله رب العالمين اللهم صل على محمد وال محمد ألائمه والمهديين وسلم تسليما
    أن الصداع الذي أحدثته ثورة الإمام الحسين عليه السلام للسلطات الحاكمة ولكل من أيقن بأن الدين لازال مصدر قلق للحكام الظلمة مادام المسلمين يوميا تطأ أقدامهم الجوامع وبيوت الله في الصباح والمساء وخصوصا في الجمعة و خطبتيها وما تتعرض له من أمور الناس سياسيا ودينيا ومعاشهم وسبل صلاح أحوالهم فكانوا يحاولون بشتى السبل أن يصرفوا أنضار الناس لهم ويبعدوها عن الخطيب أو الفقيه الذي يوميا يلتقون به في المسجد فكان لابد لهم من ابتداع فكرة وبالتالي نشرها بين عامة المسلمين ولا ننسى أن كل زمان لا يخلو من وعاظ السلاطين ومن الأبواق التي لاهم لهم إلا نشر ما قال الخليفة أو الملك و السلطان طلبا للدنيا والمال فهذا ساعد على نشر الفكرة التي ابتدعها الطواغيت وكان عامل مساعد للذين اغتصبوا حق خلفاء الله وحكموا البلاد الإسلامية فضلاا عن الجهل الذي كان مرافق للشعوب الإسلامية وتلك آفة الزمان المريعة بالإضافة الى عدم معرفة هدف وركائز الاسلام الحقيقي من قبل الجماهير فأنتشر شعار الدين للدين فالدين نجده ونتباحث به في الجامع وأما السياسة وشؤون المسلمين فيتم تداولها في أروقة القصور وهذه مغالطة كان المفروض بالمطلعين على الدين الإسلامي ولو أجمالا الانتباه لها لان الدين الإسلامي مثلما تعرض للعبادات تعرض لكل صغيرة وكبيرة في حياة الناس فلا توجد معاملة اقتصادية أو اجتماعية وحتى الأمور العسكرية والجهاد والعقود والعهود إلا وتعرض لها وإلا فما هي السياسة فليعرفوها لنا؟! فصار شعار الدين للدين والسياسة للسياسة أو للسياسيين للأسف فأوهم الحكام المستبدين وأعوانهم الناس وخدعوهم بأن المحراب فقط هو للأنبياء و أما الحكم والكرسي فهو لحاكم المسلمين وللملك العارف بالسياسة والحرب وللذي يجلس في القصر وطبعا هذه الفكرة لم تأتي لحكام الشعوب الإسلامية من أنفسهم أو أنهم هم ابتدعوها لا بل جاؤا بها من الغرب فحتى هناك كان الشعار مرفوع بأن المحراب للأنبياء والكرسي والعرش لقيصر وهذا صار سبب انفصال وابتعاد الكنيسة عن أدارة شون الآمة المسيحية بعد أن فشلت ولم تلق قبولا لها في الأوساط الشعبية المسيحية بعد أن توجه متوليها من القساوسة والرهبان الى التكالب على الدنيا والمناصب وتركوا شريعة عيسى عليه السلام لا بل حرفوها أشد تحريف حيث جعلوا عيسى اله ودعوا الناس الى عبادته وخصوصا بعد انعقاد مجمع نيقية وطبعا حتى هذه الفكرة هي لم تنشأ من الكنيسة نفسها لا بل جاءتهم من القياصرة والأباطرة الذين كانوا يحكمون أوربا من أمثال قسطنطين وأشباهه فأصبحت الكنيسة منقادة كليا للحكام كما صار الجامع عند المسلمين تبع للحاكم الجائر مع الأسف واليوم وبعد أن دارت الدوائر و اشتدت الفتن وعجز الساسة الذين فصلوا الجماهير عن ممثلي السماء وهما الكنيسة والمسجد عادوا بعد حيرتهم الطويلة ليطلبوا الحلول من الكنيسة والمسجد فالخدعة والكذبة التي ابتدعها أصحابها هم من فضحوا أنفسهم بأيديهم وعادوا أدراجهم فناقضوا أنفسهم بأنفسهم وأما من يقول بأن الكنيسة والمسجد هما بيد الطغاة ليوهم الساسة الشعوب بأنهم لايتركون الدين خلف ظهورهم وبأن الساسة هم منقادين لدياناتهم وما تفعله اليوم أمريكا وبريطانيا وبعض الدول الكبرى من زيارات للفاتيكان منذ اليوم الأول الذي يتنصب فيه الرئيس وحتى الذهاب لحوزات المسلمين ومدارسهم وما مجيء اوباما لمصر العربية ولقائه برجال الدين مغطيا لقائه ببعض الشخصيات الأخرى وإلا فالمزار المنشود هو الأزهر وأما النجف فقد صارت مهبط ومحط للجميع فأقول للسائل صحيح ذلك ولكن حتى هذا الفعل فهو يدل على أن للان مترسخ في عقول صناع القرار الساسة أتباع الديانات الإبراهيمية بأن مصدر الحل والصواب لابد أن يخرج من بيت الرب وحتى عند السياسيين وصناع القرار إذن فطرفا المعادلة عجزا وفرغا من إيجاد وسائل إنهاء الأزمات لان كلاهما خاو وفارغ من الصواب وفاقد له إذن هذا الدوران والرجوع الى بيوت الله والكنائس إنما يدل على عظم حكمة رب هذه البيوت وبأن الحلول دائما تخرج من كتبه وشرائعه ورسالاته وبأنه لامحيص للبشرية دونها إن نشدوا السعادة والخلاص الأبدي من الشر والظلام ولكن الطامة الكبرى هي في ما تحويه الكنيسة والمسجد من حلول غير مقنعة وبعيده عن الصواب وعدم وجود الحق في جعبتها لان متوليها سافروا بعيدا وابتعدوا عن الحق الذي جاء به الأنبياء عليهم السلام فتسييس الدين وجعل المؤسسة الدينية تبع للحاكم المستبد هذه هي أداة الشيطان لكي يمرر مخططاته عبرها وقد وقع في شركه الكثيرين على طول المسيرة ولكن سرعان ما انقلب السحر على الساحر وصار فعلاا ولزاما على المؤسسة السياسية اللجوء والبحث عن الحلول بحثا حقيقيا في بيت الرب وقد وعوا هذه الحقيقة هم أنفسهم وكلما أراد أعداء الله إبعاد الناس عن بيوت الله كلما وجدوا أنفسهم أنهم بحاجة إليها وهنا ثمرة لابد للإنسان من الالتفات لها وهي إن الحياة أبدا لن تستمر بمعزل عن الدين وما جاء به دستور تام وشامل يعطي كل الأجوبة لجميع التساؤلات والحوادث التي تطرأ على البشرية وما وجود مهدينا المنقذ العالمي ويسوع المسيح وإيليا إلا لإصلاح ما أفسده الحكام والملوك والأباطرة والزعماء من كل الديانات الذين خربوا المجتمعات بتصرفاتهم التي لم ترضي أحد سوى الشيطان لعنه الله فهذه اليوم فرصة لكل من يريد التوبة والرجوع الى جادة الصواب ممن اصطف في جموع طلبة الدين وعلماء الأديان ممن سار في ركب سياسة الباطل مادام السفينة لم تغرق كليا فليعد الى رشده وليعيد قراءة رسالات الأنبياء بتمعن وبقلب خالي من الظلام وليسبح وليغتسل من آثامه وذنوبه في عذب بحور رحمة الله تعالى والحمد لله وحده وحده وحده
Working...
X
😀
🥰
🤢
😎
😡
👍
👎