إعـــــــلان

Collapse
No announcement yet.

السلسلة الأخلاقية بقلم الشيخ :: حبيب السعيدي

Collapse
X
 
  • Filter
  • الوقت
  • Show
Clear All
new posts
  • راية اليماني
    مشرف
    • 05-04-2013
    • 3021

    السلسلة الأخلاقية بقلم الشيخ :: حبيب السعيدي



    السلسلة الأخلاقية

    بقلم الشيخ :: حبيب السعيدي :::
    الحلقة الاولـــــــــى ::: الهدف السامي للإنسان :::
    Melde dich bei Facebook an, um dich mit deinen Freunden, deiner Familie und Personen, die du kennst, zu verbinden und Inhalte zu teilen.

    ---------------------------------
    بسم الله الرحمن الرحيم
    الحمد لله رب العالمين ، مالك الملك ،مجري الفلك ، مسخر الرياح، فالق الإصباح ، ديان الدين ، رب العالمين، الحمد لله الذي من خشيته ترعد السماء وسكانها وترجف الأرض و عمارها ، وتموج البحار ومن يسبح في غمراتها .
    اللهم صل على محمد وآل محمد الفلك الجارية في اللجج الغامرة ،يأمن من ركبها ويغرق من تركها ، المتقدم لهم مارق ، والمتأخر عنهم زاهق، واللازم لهم لاحق .

    الهدف السامي للإنسان
    خلق الإنسان من اجل هدف سامٍ وكبير جداً ، وهذا الهدف هو معرفة المنعم الحقيقي ، والمعرفة هي التي يترتب علها العمل ، لان الإنسان إذا عرف شيء بقيمته يسعى إليه بقدر معرفته به . مثلاً إذا كان يعرف مكان كنـز من ذهب في موضع كذا ، وكنـز من قير في موضع كذا ، فإذا كان الإنسان طالباً للمال يكون سعيه لكنـز الذهب أكثر بكثير من السعي نحو كنـز القير لأنه يعرف قيمة الذهب أغلى وأسمى من قيمة القير . فيسعى نحو الذهب بقدر معرفته له .
    وفي الحديث القدسي :
    ( كنت كنـزاً مخفياً فأحببت أن أعرف فخلقت الخلق ) .
    وقال تعالى :
    ( وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْأِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ) (الذريات:56)
    والعبادة لا تكون إلا بالمعرفة . إذن الله عز وجل خلقنا من أجل أن نعرفه ولهذه المعرفة عدة طرق من المعرفة من خلال النفس :
    ( من عرف نفسه فقد عرف ربه ) .
    ومن خلال الآيات الأفاقية
    ( سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ ) (فصلت: 53)
    وقال تعالى :
    ( إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآياتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ)
    (آل عمران:190) .
    وقال تعالى :
    ( وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُم)
    (الأنعام : 153) .
    وعن أهل بيت العصمة (ع) إن الصراط الذي أمر الله تعالى به هو أمير المؤمنين (ع) . وقال تعالى :
    ( إِنَّمَا أَنْتَ مُنْذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ) ( الرعد: 7 )
    فالمنذر رسول الله (ص) والهادي هو أمير المؤمنين (ع) الهادي إلى الصراط المستقيم . والهادي والصراط بعد أمير المؤمنين (ع) هو الإمام الحسن (ع) ومن بعده الإمام الحسين (ع) .
    فقد ورد عنهم عليهم السلام ما معناه :
    ( إن القرآن يجري مجرى الشمس والقمر فكما جرى على أولنا يجري على آخرنا ) .
    والصراط في زماننا والهادي وحبل الله المتين هو الإمام القائم (ع) :
    ( إِلَّا بِحَبْلٍ مِنَ اللَّهِ وَحَبْلٍ مِنَ النَّاسِ ) (آل عمران: 112) .
    ذلك الإمام المظلوم المنسي ، المنسي ، المنسي ، الخامل الذكر ، ولي الله الأعظم محمد ابن الحسن العسكري {عليه السلام} الذي هو الطريق الوحيد الذي يوصلنا ويعرفنا بالله تعالى . والله تعالى يقول ( وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَة) (المائدة:35)
    فالوسيلة هم آل محمد {عليهم السلام} والإمام المهدي {عليه السلام} . الآن ممثل الله في الأرض وهو واسطة الفيض الإلهي إلى جميع المخلوقات ففي الزيارة الجامعة الكبيرة :
    ( السلام على محال معرفة الله ، السلام على مساكن ذكر الله ، السلام على مظهري أمر الله ونهيه ، السلام على الدعاة إلى الله ، السلام على المستقرين في مرضاة الله ، السلام على المخلصين في طاعة الله ،السلام على الأدلاء على الله ، السلام على الذين من والاهم فقد والى الله ومن عاداهم فقد عادى الله ومن عرفهم فقد عرف الله ومن جهلهم فقد جهل الله ومن اعتصم بهم فقد اعتصم بالله ومن تخلى منهم فقد تخلى من الله عز وجل )
    فكل مقطوعة من هذه الزيارة تحتاج إلى وقفة وتدبر . فهذه الصفات كلها متمثلة بسيدنا ومولانا ولي العصر أرواحنا له الفداء .
  • راية اليماني
    مشرف
    • 05-04-2013
    • 3021

    #2
    رد: السلسلة الأخلاقية بقلم الشيخ :: حبيب السعيدي ::: فيسبوك




    السلسلة الأخلاقية
    بقلم الشيخ :: حبيب السعيدي :::
    الحلقة الثانيـــــــــة ::: تيه بني إسرائيل :::
    Melde dich bei Facebook an, um dich mit deinen Freunden, deiner Familie und Personen, die du kennst, zu verbinden und Inhalte zu teilen.

    ---------------------------------
    تيه بني إسرائيل
    قال تعالى :
    ( وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِباً فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْه ) (الأنبياء: 87) .
    فأن يونس {عليه السلام} ترك قومه وذهب مغاضباً عدة أيام وتوعد قومه بنـزول العذاب بعد غيابه عنهم ، فلما رأوا علامات العذاب أقبلت عليهم تابوا إلى الله وطلبوا نبيهم بصدق فلم يجدوه ، ثم لجأوا لله تعالى وتضرعوا إليه فرفع عنه العذاب وعاد إليهم يونس {عليه السلام} .
    فأنظر إلى الفارق بين أمة يونس وأمة المهدي {عليه السلام} الذي غاب عنهم إمامهم كل هذه المدة .
    ( لتركبن سنن من كان قبلكم حذو النعل بالنعل والقذة بالقذة حتى لا تخطئون طريقهم ولا يخطأكم بني إسرائيل ) .
    فيونس {عليه السلام} غاب أيام معدودة والإمام المهدي {عليه السلام} غاب مئات السنين ، ويونس {عليه السلام} نبي من أنبياء بني إسرائيل وأفضل منه عيسى {عليه السلام} لأنه من أولي العزم الخمسة {عليهم السلام} ، وعيسى يصلي خلف ولي العصر محمد بن الحسن العسكري {عليه السلام} ، وقوم يونس قلة قليلة مائة ألف أو يزيدون . والأمة الإسلامية تزيد على مليار مسلم ، وقوم يونس أستاذهم ومعلمهم هو {عليه السلام} ، وأمة محمد (ص) أستاذهم ومعلمهم محمد (ص) ، فعلمهم أكثر من باقي الأمم بفضل محمد وآل محمد (ص) . ومع كل هذه المفاضلة ألا تعمل هذه الأمة كما عمل قوم يونس {عليه السلام} ويطلبون إمامهم بصدق وإخلاص من اجل الوصول إلى الصراط المستقيم . فالأمة في تيه وضلال وهم لا يشعرون كما اخبر رسول الله (ص) بذلك ما معناه :
    ( تتيه أمتي كما تاهوا بنو إسرائيل ).
    وبنو إسرائيل تاهوا بسبب عدم طاعتهم لأوامر موسى {عليه السلام} وكان مدة تيههم أربعين سنة ، وأمة محمد (ص) وعلي والمهدي عليهما السلام ، كما ترون كم هم تائهون عن إمامهم . وفوق كل هذا يحسبون أنهم يحسنون صنعا .
    قال تعالى
    ( قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالاً * الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً) (الكهف103-104)
    عن يونس بن ضبيان قال سمعت أبا عبد الله {عليه السلام} يقول : قال رسول الله (ص) :
    ( إن الله عز وجل قال : ويل للذين يجتلبون الدنيا بالدين وويل للذين يقتلون الذين يأمرون بالقسط من الناس وويل للذين يسير المؤمن فيهم بالتقية ، أبيَّ تفترون أم عليَّ فتجترؤن فبي حلفت لأمتحنهم بفتنة تترك الحكيم منهم حيراناً ) البرهان ج1 ص274 . روي سعد بن ظريف عن أبي جعفر الباقر {عليه السلام} قول رسول الله (ص) :
    ( من أحب أن يحيى حياة تشبه حياة الأنبياء ويموت موتة تشبه موتة الشهداء ويسكن الجنان التي غرسها الرحمن فليتول علياً وليوالي وليه وليقتدي بالأئمة من بعده فإنهم عترتي خلقوا من طينتي ، اللهم ارزقهم فهمي وعلمي وويل للمخالفين لهم من أمتي اللهم لا تنالهم شفاعتي ) .

    فكل من يسمع هذا الحديث أو يقرأه يقول أنا أتولى علياً والأئمة من بعده {عليه السلام} ، فلنقف قليلاً إذا كانت الأمة توالي الإمام المفترض الطاعة ، يعني تطيع أوامره ونواهيه ، فبذلك تكون الأمة أولياء لله وللإمام {عليه السلام} وإذا كانوا كذلك أحبهم الله والإمام وإذا أحبهم الله فهل يحجب عنهم وليه . إذن الأمة لا تستحق أن ترى الإمام وتنتفع بقيادته إلى شاطئ النجاة بسبب الذنوب وعدم الامتثال لأوامر الله تعالى وحجته على خلقه .

    فعلى الأمة الإسلامية أن تفيق وتنتبه وتطلب إمامها بصدق نية وصفاء سريرة وتتضرع إلى الله الواحد القهار الرؤوف الرحيم وبحق محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين والأئمة المعصومين والإمام المهدي المظلوم عليهم جميعاً سلام الله ، وتطلب من الله تعالى ليلاً ونهاراً ، مساءا وصباحا ، وفي دبر كل صلاة وفي كل وقت . ولكن مع الأسف الشديد على المتدينين فضلاً عن غيرهم يطالبون ويصرخون باستمرار إلى الآن بالانتخابات من اجل قيادتهم ، ولا كأن لهم إماماً غائباً وهو قائدهم الإلهي ، ولا يندبونه ويطلبون تعجيل فرجه من الله تعالى ولا يمهدون له مكانه ومنصبه الذي سلب منه . ومن آبائه على مر العصور ، ولم يلتفتوا إلى مظلوميته .
    عن الإمام الصادق {عليه السلام}
    ( أوصى الله تعالى إلى إبراهيم {عليه السلام} انه سيولد لسارة فقالت ( ألد وأنا عجوز ) فأوحى إليه إنها ستلد ويعذب أولادها بردها الكلام عليّ . قال : فلما طال على بني إسرائيل العذاب ضجوا وبكوا إلى الله أربعين صباحاً فأوحى الله إلى موسى وهارون ليخلصهم من فرعون فحط عنهم سبعين ومائة سنة فقال الصادق {عليه السلام} : هكذا انتم لو فعلتم لفرج الله عنا ، فأما إذا لم تكونوا فأن الأمر ينتهي إلى منتهاه ) . إلزام الناصب ج1 ص415 ط1 .

    Comment

    • راية اليماني
      مشرف
      • 05-04-2013
      • 3021

      #3
      رد: السلسلة الأخلاقية بقلم الشيخ :: حبيب السعيدي ::: فيسبوك




      السلسلة الأخلاقية
      بقلم الشيخ :: حبيب السعيدي :::
      الحلقة الثالثــــــــة ::: القرآن يحث على التكامل :::
      Melde dich bei Facebook an, um dich mit deinen Freunden, deiner Familie und Personen, die du kennst, zu verbinden und Inhalte zu teilen.

      ---------------------------------
      القرآن يحث على التكامل
      قال تعالى :- ( أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا ) (محمد:24) .
      وقال تعالى :- ( أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافاً كَثِيراً ) (النساء:82)
      وقال تعالى :- ( كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ ) (صّ:29) .
      وبالطبع إن الإنسان خلق من مادة والمادة بطبعها تخلد إلى الأرض ، وبعد أن تخلط الروح مع المادة ) (وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي) (الحجر: 29) .
      تتقيد الروح ولا تكون لها الحرية الكاملة في العلو والرفعة والمعرفة ، والإنسان بطبعه وفطرته التي فطره الله عليها يحب الكمال ، وهذه غريزة أودعها الله تعالى فيه ( فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ) (الروم: 30) .
      وروي عن رسول الله (ص) ما معناه :
      ( كل مولود على الفطرة حتى يكون أبواه يهودانه أو يمجسانه أو ينصرانه ) .
      إذن فعلى الإنسان أن يتفكر في نفسه وفي المخلوقات التي حوله وفي السماوات والأرض ، ( إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآياتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ ) (آل عمران:190) ( وَسَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً مِنْهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ) (الجاثـية:13) .
      ويسأل نفسه ويتسائل مع غيره لماذا هذا الخلق والإيجاد .
      قال تعالى ( أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثاً وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لا تُرْجَعُونَ ) (المؤمنون:115) .
      وعليه بعد التوكل على الله تعالى أن يُجّد بطلب الطرق إلى الوصول إلى الهدف الذي خلق من اجله :
      ( اللهم صلّ على محمد ، واكفني ما يشغلني الاهتمام به ، واستعملني بما تسألني غداً عنه ، وأستفرغ إياي فيما خلقتني له )
      دعاء مكارم الأخلاق الصحيفة السجادية .
      وطرق الوصول إلى الله سبحانه وتعالى في الحديث عن أهل بيت العصمة {عليهم السلام} ( بعدد أنفاس الخلائق ) فإذا كان هذا الكم الهائل من الطرق الموصلة الى الله فكم نحن عميان وكم هي الغفلة التي نحن مستغرقين فيها ، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم .
      فعلى الإنسان أن يطلب هذه الطرق وهي ليست ببعيدة عنه ولكن الإنسان هو مبتعد عنها بسبب تلوثه بقاذورات المادة وتجاهله للروح وعالم الغيب التي هي أساس وجوده في هذا العالم والعالم الآخر .

      Comment

      • راية اليماني
        مشرف
        • 05-04-2013
        • 3021

        #4
        رد: السلسلة الأخلاقية بقلم الشيخ :: حبيب السعيدي ::: فيسبوك




        السلسلة الأخلاقية
        بقلم الشيخ :: حبيب السعيدي :::
        الحلقة الرابعــــــة ::: التمسك بالثقلين :::
        Melde dich bei Facebook an, um dich mit deinen Freunden, deiner Familie und Personen, die du kennst, zu verbinden und Inhalte zu teilen.

        ---------------------------------
        التمسك بالثقلين
        حث الرسول الأكرم محمد (ص) وأهل بيته حثاً شديداً على التمسك بالثقلين وهم القرآن والعترة الطاهرة ، والعمل بما أمروا به والكف عن ما نهوا عنه ، قال رسول الله (ص) :
        ( أني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي ما أن تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي أبداً ) .
        وقال مولانا الصادق {عليه السلام} الحافظ للقرآن العامل به مع السفرة الكرام البررة ) .
        وقال الصادق {عليه السلام} إنما هلك الناس في المتشابه لأنهم لم يقفوا على معناه ولم يعرفوا حقيقته فوضعوا له تأويلاً من عند أنفسهم بآرائهم واستغنوا بذلك عن مسألة الأوصياء فيعرفونهم ) .
        نفهم من تلك الأحاديث إن أحد الثقلين لا ينفك عن الآخر ، فالقرآن من غير الإمام الحجة المعصوم لا يتم نفعه . في الحديث ما معناه ( أن الله ليزع بالسلطان مالا يزع بالقرآن ) .
        وإمام بدون قرآن أيضاً لا يتم نفعه … فهم أي الثقلين أيضاً لن يفترقا حتى يردا الحوض على رسول الله (ص) . فالأمة إذا ضلت وتاهت وأخذت تتخبط فهي غير متمسكة بالثقلين كتاب الله والعترة الطاهرة ، وإلا إذا كانت متمسكة لما ضلت وافترقت وأصبحت فريسة للأعداء .
        ومن رحمة الله لهذه الأمة هي رعاية الإمام المهدي {عليه السلام} لها مع عصيانها وتمردها عليه لأنه {عليه السلام} رحمة للناس ( وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ ) (الأنبياء:107) .
        صحيح هذه الآية تخص الرسول الكريم (ص) ولكن هم يقولون ما معناه : ( إن القرآن يجري على آخرنا كما يجري على أولنا ) ، والإمام القائم {عليه السلام} الآن في مقام جده المصطفى (ص) ورحمة محمد (ص) متمثلة في ولده {عليه السلام} والفيوضات الإلهية تأتي عن طريق الإمام المعصوم في كل زمان ولولاه لما رزقت المخلوقات سواء كانت الأرزاق مادية أو معنوية .
        ومن الممكن أن تخرج فرع من هذه الرحمة التي عند الإمام {عليه السلام} إلى هذه الأمة كما خرج الأئمة {عليهم السلام} من رسول الله (ص) . وهذا ليس من المستحيل ، بل هو من مقتضى الرحمة والعطاء الإلهي الذي يحتاج إلى شكر كثير لله سبحانه وتعالى .
        فمن الممكن أن يرسل إمامنا الغائب رسولاً قبل قيامه يمهد له ويبين للناس الصراط المستقيم ، وليس شرطاً أن يكون هذا الرسول على ما تحب الناس وتهوى . فقديماً اعترض الناس على رسول الله محمد (ص) حيث قالت قريش
        ( وَقَالُوا لَوْلا نُزِّلَ هَذَا الْقُرْآنُ عَلَى رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ ) (الزخرف:31)
        فانظروا إلى قريش تريد أن تكون هي التي تعين الرسول وتريد أن تأتي الرسالة عن طريق رؤسائهم وأغنيائهم ووجهائهم فسبحان الله التاريخ يعيد نفسه من جديد ، قال تعالى :
        ( أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لا تَهْوَى أَنْفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقاً كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقاً تَقْتُلُونَ ) (البقرة: 87) .
        وهكذا كان بنو إسرائيل يريدون أن يكون النبي الخاتم (ص) منهم وإلا فلا يتبعونه ولا يوالونه وهكذا سنن التاريخ وكما اخبر الله تعالى :
        ( فَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَبْدِيلاً وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَحْوِيلاً ) (فاطر: 43) .
        فقريش العصر الآن يقولون نفس قول قريش الأولى ، لماذا لم يرسل الإمام المهدي {عليه السلام} رسولاً من العلماء والمجتهدين أو المعروفين من أصحاب المناصب الدنيوية التافهة العفنة وكأنهم لا يقرؤون القرآن حين قال :
        ( إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا ) (الحجرات: 6) .
        هذا إذا كان فاسقاً والعياذ بالله ، يأمرنا الله تعالى بعدم تكذيبه بدون تبين وباستعجال ، وعلينا أن نتحقق من هذا النبأ . ألا يصنعون كما صنعت الدلفاء بنت أحد رؤساء العشائر العربية عندما أَرسل رسول الله (ص) جويبر ذلك الرجل الفقير إلى أبي الدلفاء وأمره أن يزوج الدلفاء من جويبر فأبى أبوها ذلك وكذلك عشيرتها لم تقبل بذلك وقالوا له إن رسول الله لا يقبل أن تتزوج بنت كبار القوم من رجل فقير مثلك فأنت كاذب بادعائك إنك رسول من محمد (ص) فاعترضت الدلفاء على أبيها وعشيرتها وقالت لأبيها إذا كنت شاكاً في صدق الرجل فابعث إلى رسول الله وتأكد من صدقه فليس من اللائق أن نرد رسول النبي محمد (ص) من دون تأكد ، فذهب أبوها بنفسه للرسول محمد (ص) وأمره الرسول أن يزوج ابنته الدلفاء من جويبر فامتثل لأمر الرسول محمد (ص) وتزوجت الدلفاء من جويبر .
        فإن احترامكم لأي خبر من جهة الإمام المهدي {عليه السلام} هو احترام للإمام نفسه . فهل من الأخلاق مواجهتكم لشخص بالتكذيب والتشنيع عليه وهو يقول لكم إني رسول من الإمام المهدي إليكم وبالتالي فهذا الموقف ليس غريباً على من قرأ التاريخ وأحوال الأمم السابقة أو قرأ وصف أهل البيت لحال الناس عند قيام الإمام المهدي {عليه السلام} .
        • عن الإمام الصادق {عليه السلام} ….ثم يهز الراية ( أي الإمام المهدي ) فلا يبقى أحد في المشرق ولا في المغرب إلا لعنها ، وهي راية رسول الله (ص) نزل بها جبرائيل يوم بدر …) غيبة النعماني ص320 .
        فيجب علينا أن نكون أحراراً في معرفة عقيدتنا وان نسعى في طلب العلم الحقيقي لا علم القشور والكلمات المزخرفة والرنانة والمختارة للغو ،فلننهل من العين الصافية الروية من اجل أن نروي عطش أكبادنا وأرواحنا ونترك تعلقاتنا الصنمية حتى لا نكون كمن اتخذ إلهه هواه . وإذا تركنا هذا الهوى يعبث بأرواحنا تندثر وتكون مع البهائم وأرذل بكثير إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلاً ) (الفرقان: 44) .
        وهل من المعقول أن يعمل العاقل على أن يجعل هذه الروح العالية وهي من عالم الملكوت ( وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي ) (الحجر: 29) .
        التي أودعها الله تعالى عندنا لكي نرقى بها ونصل إلى مصاف الملائكة وأكثر لان الإنسان له قابليات وطاقات هائلة بفضل من الله تعالى : (صوركم فأحسن صوركم ) .
        ( لَقَدْ خَلَقْنَا الْإنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ ) (التين:4) .
        وقال رسول الله محمد (ص) ما معناه خلق الله الإنس ثلاثة أصناف : صنف كالبهائم ، ثم قال تعالى ( لَهُمْ قُلُوبٌ لا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لا يُبْصِرُونَ بِهَا ) (الأعراف: 179) وصنف أجسادهم أجساد بني آدم وأرواحهم أرواح الشياطين وصنف كالملائكة في ظل الله يوم لا ظل إلا ظله ) .
        وما ينسب إلى أمير المؤمنين {عليه السلام} :
        بني أن من الرجال بهيمة في صورة الرجل السميع المبصر
        فطن بكل رزية في ماله وإذا أصيب بـدينـه لم يشعـر

        Comment

        • راية اليماني
          مشرف
          • 05-04-2013
          • 3021

          #5
          رد: السلسلة الأخلاقية بقلم الشيخ :: حبيب السعيدي ::: فيسبوك





          السلسلة الأخلاقية
          بقلم الشيخ :: حبيب السعيدي :::
          الحلقة الخامســــــة ::: الاختيار لـــلـَّــه أم للـــناس :::
          Melde dich bei Facebook an, um dich mit deinen Freunden, deiner Familie und Personen, die du kennst, zu verbinden und Inhalte zu teilen.

          ---------------------------------
          الاختيار لـــلـَّــه أم للـــناس
          يجب على كل صاحب بصيرة أن يحرص على نعمة الفطرة الإلهية ويزكيها لا أن يدسها برذائل الأخلاق ، فالله خلقنا لكي نسعد بمعرفتنا له سبحانه وتوحيده التوحيد الحقيقي الذي جاء عن أهل بيت العصمة {عليه السلام} أو من يقوم مقامهم ، ولا يجعل هواه هو القائد له ، فمعظم رغبات وميول الإنسان حيوانية قال تعالى
          ( وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوك ) (الأنعام: 116)
          فترى اغلب الناس لا يتحملون الحق أو يتحملونه إذا كان يصدر من جهة هم يحبونها ويوالونها ، أما إذا جاءهم الحق من جهة هم يستصغرونها فتراهم لا يقبلون ذلك الحق ، ألم يقرءوا قوله تعالى :
          ( اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ ) (الأنعام: 124) .
          وقوله تعالى :
          ( أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَتَ رَبِّكَ ) (الزخرف: 32) .
          وقول أهل البيت {عليه السلام} : ( ربما أشعث اغبر لو اقسم على الله لأبر قسمه ) .
          وقولهم أيضاً (إن الله أخفى أولياءه في خلقه فلا تحتقر أحداً من خلقه عسى أن يكون ولياً من أوليائه) .
          وهل من حق الناس أن ينصبوا أولياء الله تعالى أو اختيارهم ، فمال هؤلاء القوم لا يكادون يفقهون حديثا :
          ( أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ ) (النساء:54)
          فعلينا أجمع نحن أهل الأنا والحسد والحقد ومختلف الرذائل أن نتطهر ، من رذائل الأخلاق والتحلي بالأخلاق الحسنة التي أمرنا بها وأنى يكون ذلك إلا بالعلم والعمل والإخلاص ، لا بالخداع والمكر والتظاهر بالتدين فيكون حالنا حال القبر المزخرف ظاهرة وباطنه جيفة ، وان يكون أحدنا إنساناً حقيقياً لا ذئباً ضارياً ( هم ذئاب وعليهم ثياب كلامهم أحلى من العسل وقلوبهم أمر من الحنظل ) .
          ونحن في هذا الزمان كما ترون كم وكم انخدعنا بأشخاص بعنوان الدين ولا حاجة إلى ذكر مواقفهم والكل يعرف ذلك ولكن يسدل عليه الستار وسوف تُسألون عن عدم محاربتكم لهذا الفساد الخفي الجارف وسوف تُسألون عن كتمان الشهادة يوم الإشهاد .
          فتراهم يقترفون معظم الرذائل التي لا تحصى ولا يتأدبون بآداب الشريعة المقدسة بل يجعلون على أعمالهم القبيحة ثوب وهالة من القدسية ويجندون لها المئات من عبيدهم العميان عن معرفة الحقيقة التي لا تخفى على كل ذي بصيرة قال تعالى :
          ( لا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ ) (الحج: 46) .
          فلماذا نحرم أنفسنا من بركة وهدى الثقلين ونحن بأمس الحاجة لهما ، بل كثير من المسلمين يميلون إلى تقليد الغرب الكافر ، فحالنا اليوم مزري ومخزي إلى ابعد الحدود كالذي بيده الماء وهو يموت عطشاً ، فهذه الشريعة بين أيدينا من تراث وعترة وبقية آل محمد فلماذا لا نشرب من عينها الصافية ومعينها العذب حتى نحيي قلوبنا الميتة . لا أن نأخذ ديننا من أفواه الرجال ، فعنهم {عليه السلام} ما معناه :
          ( من اخذ دينه من أفواه الرجال أزالته الرجال ومن اخذ دينه من القرآن والسنة زوال الجبال أيسر من زوال دينه ) البرهان ج1 .
          فعلينا أن نبحث عن ديننا بأنفسنا لا أن نتكل على الآخرين ، وقد جربنا مرات ومرات فظهر زيف الذين يقولون ( كيت وكيت ) وأخفوا علينا الحق خوفا على مناصبهم مراكزهم الدينية أو الاجتماعية ، مثل الكذب على كثير من العلماء والمؤمنين وأرادوا دفن الحق ، ولكن هل يستطيعون ؟ لا وألف لا .
          والآن وبكل وقاحة يكذبون من يلتقي بالإمام المهدي {عليه السلام} :
          (( يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ)) (التوبة:32) .
          إن لم تصدقوا طوعا فما بقي لكم إلا السيف أو أن تؤمنوا تحت ظل السيف فتكونون طلقاء العصر .
          فإذا جاءكم هذا الرجل - رسول الإمام المهدي السيد احمد الحسن - بالرحمة والرأفة وانتم تستهزؤن به فماذا تريدون بعد الرحمة والرأفة أليس هو العذاب على من كذب . وكذلك سنن الذين من قبلكم .
          ففي الحديث عن أهل بيت العصمة {عليه السلام} ما معناه في آخر الزمان !
          (( يكذب الصادق ويصدق الكاذب ويقرب الماحل )) يوم الخلاص
          (( لا يكون شيء أخفى من الحق ولا اظهر من الباطل )) البرهان ج1
          (( ترون المعروف منكرا والمنكر معروفا )) الوسائل
          (( تكون الناس كالبهائم ))
          (( وحتى يكاد لا يرى عاقل )) . البرهان ج1
          وفي الحقيقة الآن من يقول الحق والصدق يتهم بالكفر والسحر والجنون ، فكل شيء معروف عند الناس إلا الحق فأنهم يرونه باطلا !!! والحق عندهم فقط ما يصب في صالحهم ويوافق رغبتهم . فان أحدهم إذا مرض جسديا تراه تقوم قيامته ولا يترك طبيباً أو سبيلاً إلا وسلكه من اجل هذا الجسد المادي الذي يتلاشى بعد فترة قليلة ، ولا يلتفت إلى روحه وهي مصابة بمرض يفوق بكثير المرض الجسدي
          (( اللهم إنا نسألك المعافاة في الأديان كما نسألك المعافاة في الأبدان )) .
          وهذه الروح باقية دائما إلا ما شاء الله بعكس الجسد المادي ، فما لنا لا نعقل ونقف ونتفكر ونستدرك الموقف قبل فوات الأوان ، وما دمنا في فسحة من الأجل ، وما زال النفس يصعد وينزل وأبواب الرحمة الإلهية مفتوحة ليل ونهار في كل وقت واوان ، وعلينا أن نسرع إلى العلاج والدواء وهو في كتاب الله تعالى وكلام أهل البيت {عليه السلام} التي تشفي كل مرض وعاهة ، عن الرسول محمد (ص) ما معناه :
          (( إذا التبست عليكم الفتن كقطع الليل المظلم فعليكم بالقرآن فانه شافع مشفع وماحل صادق ومن جعله إمامه قاده إلى الجنة ومن جعله خلفه ساقه إلى النار وهو الدليل يدل على خير سبيل وهو كتاب فيه تفصيل وبيان وتحصيل وهو الفصل ليس بالهزل ، وله ظهر وبطن فظاهره حكم وباطنه علم ظاهره أنيق وباطنه عميق له نجوم وعلى نجومه نجوم لا تحصى عجائبه ولا تبلى غرائبه مصابيح الهدى ومنار الحكمة ودليل على المعرفة )) مكارم الأخلاق .
          فهذا رسول الله (ص) يحثنا على التمسك بالقرآن لعلمه بالفتن وأمراض آخر الزمان وانحرافاتهم قال تعالى
          (( وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَاراً ))
          (الإسراء:82) .

          Comment

          • راية اليماني
            مشرف
            • 05-04-2013
            • 3021

            #6
            رد: السلسلة الأخلاقية بقلم الشيخ :: حبيب السعيدي ::: فيسبوك





            السلسلة الأخلاقية
            بقلم الشيخ :: حبيب السعيدي :::
            الحلقة السادســــــة ::: السعادة من القرآن لا من غيره :::
            Melde dich bei Facebook an, um dich mit deinen Freunden, deiner Familie und Personen, die du kennst, zu verbinden und Inhalte zu teilen.

            ---------------------------------
            السعادة من القرآن لا من غيره
            كثير من الناس قد أغتر بالتطور المادي التافه والدعايات الكاذبة البراقة التي ليس لها حقيقة ، والحقيقة الغرب في قمة التطور المادي ولكنهم في قمة المرض النفسي ولا يجدون لأمراضهم النفسية دواء ولن يجدوا أبداً ما لم يدخلوا في الإسلام المحمدي الصحيح وقد فعل كثير منهم ذلك . قال رسول الله (ص) ما معناه : (( إن القلوب لتصدأ وجلاؤها القرآن )) .
            وقال أيضاً (( أني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي آل بيتي ما أن تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي أبدا )) .
            فلماذا الأمة الآن قد افترقت واختلفت وأصبحت طرائق وطوائف يكذب بعضها البعض الآخر . لأنها وبصراحة تركت وصية الرسول محمد (ص) بالثقلين وعمل كل حسب مصلحته وهواه . وإلا إذا كانت متمسكة بالقرآن والعترة الطاهرة لما أصبحت بهذه الحالة المبكية . ولربما يسأل سائل ويقول أما ترى الأمة الإسلامية تتلوا القرآن ليل نهار وتهتم بطبعه وتحسينه . أقول : ولكن أين العمل به ، وكل عمل له ثمار ، فأين ثمار العمل بالقرآن فالبلاد الإسلامية كلها محتلة من كل الجهات في الأرض والسماء والبحر والفكر والسياسة والاقتصاد وكل شيء . ولو عمل المسلمون بما في القرآن لما حل بهم ما حل ولما استذلهم الكفار
            ( لتَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ )
            أي العمل بما جاء في القرآن الكريم
            ( أو ليسلطن عليكم شرار الناس ، فيدعوا خياركم ، فلا يستجاب لكم ) .
            ارجعوا إلى كتاب الله تعالى وتدبروا فيه قال تعالى
            (( أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا) (محمد:24) .
            والبعض يقول لشدة غبائه وعدم فهمه للقرآن نحن الآن في تطور وتقدم حضاري والقرآن لا يوافق هذا التقدم العلمي . فنقول إن القرآن حي لا يموت ولكن انتم الموتى والقرآن يجري مجرى الشمس والقمر ولا ينقطع ما دامت السماوات والأرض كما ورد عن أهل البيت {عليه السلام} .
            ثم الذي يسمونه تطور قد تسبب في انحدار البشرية نحو الهاوية اللاأخلاقية وتسبب في إثارة آلاف المشاكل الاجتماعية . فدور الرعاية قد امتلأت من أولاد الزنا والعوائل أمست تقضي كل وقتها في متابعة الأفلام والبرامج الخليعة فالأخت لا تستحي من أخيها والأخ لا يغار على أخته والطفل منذ بداية نموه يفتح عينيه على هذه الفضائح ويتربى عليها ولها .
            فالحياة السعيدة لا تكون بتقنية الأجهزة وألوان الأطعمة والأشربة ، بل بصفاء الروح الإيمانية والسير نحو التكامل الأخلاقي الذي نتيجته عبادة الله العبادة الحقيقية قال تعالى :
            ( وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْأِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) (الذريات:56) .
            لا ليأكلون ويلعبون ويفسقون كما فسق الغرب وفقد أخلاقه إذا كانت عنده أخلاق .
            فالأرض الآن غابة حيوانات القوي يأكل الضعيف وأصبح الناس إماماً للقرآن وليس القرآن إمامهم ويعطفون القرآن على الهوى والرأي . كما اخبر بذلك أمير المؤمنين {عليه السلام} فلا يصلحهم يومئذ إلا الإمام المهدي {عليه السلام} حين يقوم بالسيف ويستأصل المنحرفين والمتسترين بالدين الذين فرقوا الأمة أحزاباً ، كل حزب بما لديهم فرحون . فيعطف بابي وأمي الهوى على القرآن ويصبح القرآن هو الإمام والدستور الوحيد لا غيره من الأصنام البشرية والتي لا تضر ولا تنفع .
            فالسعادة الحقيقية هي تطبيق الأحكام الإلهية قال تعالى :
            ( وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ) (الأعراف:96) .
            وقال تعالى :
            ( وَأَلَّوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُمْ مَاءً غَدَقاً) (الجـن:16) .
            فالقرآن فيه تبيان كل شيء ودواء كل داء ولكن كيف ينفع الدواء إذا لم يكن هناك طبيب ماهر قد اتعب نفسه واخلص لربه في معرفة الداء والدواء فنحن قد انغمسنا في الرذائل وابتعدنا عن الفضائل واتبعنا أهواءنا وآراءنا وتركنا القرآن وراء ظهورنا . ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم .

            Comment

            • راية اليماني
              مشرف
              • 05-04-2013
              • 3021

              #7
              رد: السلسلة الأخلاقية بقلم الشيخ :: حبيب السعيدي ::: فيسبوك




              السلسلة الأخلاقية
              بقلم الشيخ :: حبيب السعيدي :::
              الحلقة السابعــــــة ::: إن الله مع المحسنين :::
              Melde dich bei Facebook an, um dich mit deinen Freunden, deiner Familie und Personen, die du kennst, zu verbinden und Inhalte zu teilen.

              ---------------------------------
              إن الله مع المحسنين
              الفيوضات الإلهية تصب وتمطر ليل نهار وبدون انقطاع ( يا من يعطي من سأله ومن لم يسأله ) ، ولكن أواني قلوبنا منكوسة ، فما علينا إلا أن ننتبه من هذا النوم العميق والسبات الطويل ، ونقلب أواني قلوبنا بالشكل الصحيح وننظفها ونطهرها من القاذورات والنجاسات حتى تمتلئ من مطر الفيض الإلهي قال تعالى :
              ( أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا فَاحْتَمَلَ السَّيْلُ زَبَداً رَابِياً وَمِمَّا يُوقِدُونَ عَلَيْهِ فِي النَّارِ ابْتِغَاءَ حِلْيَةٍ أَوْ مَتَاعٍ زَبَدٌ مِثْلُهُ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْحَقَّ وَالْبَاطِلَ فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ) (الرعد:17) .
              وقال تعالى :
              ( وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ) (العنكبوت:69) .
              الظاهر من الآية أمرين أو معنيين الأول الجهاد الأصغر وهو جهاد الأعداء دفاعا عن الدين والأرض والعرض والمال … والمعنى الثاني الجهاد الأكبر وهو جهاد النفس وبذل الجهد في محاربة الهوى والرغبة في معصية الله تعالى .
              ورد عن الإمام الصادق {عليه السلام} انه الجهاد إلى فريضة وسنة ثم قسم جهاد الفرض إلى قسمين فقال :
              ( فأما أحد الفرضين فمجاهدة الرجل نفسه عن معاصي الله تعالى وهو أعظم الجهاد ومجاهدة الذين يلونكم من الكفار فرض ) .
              وورد عنهم {عليه السلام} :
              ( إن أفضل الجهاد من جاهد نفسه التي بين جنبيه )
              إذاً مجاهدة النفس هي أعظم الجهاد .
              وتنص الآية الكريمة على أن جزاء المجاهدين هو الهداية إلى السبل التي توصل إلى صراط الله المستقيم . أي إرشاده إلى طرق الله تعالى وسبله التي لا يعرفها الإنسان ولم يهتد إليها بعد .
              وقد ورد عن رسول الله (ص) :
              ( من عمل بما علم علمه الله ما لا يعلم ) .
              وورد أيضاً :
              ( من عمل بما علم ورثه الله علم ما لم يعلم ) .
              وورد أن العلم نور يقذفه الله في قلب من يشاء من عباده .
              وورد من اخلص لله أربعين صباحا فجر الله الحكمة من قلبه وجرت على لسانه وان الله لمع المحسنين . والثابت أيضاً إن الله يكون مصاحباً لهؤلاء المجاهدين . فكم يكون الإنسان سعيدا إذا صاحبه صديق مخلص وطيب ومؤمن ويكون أكثر فرحا إذا كان ذلك الصاحب وليا من أولياء الله تعالى وتشتد الفرحة والسرور إذا كانت المصاحبة مع نبي من الأنبياء ، فماذا تكون الفرحة إذا كانت المعية ( إن الله لمع المحسنين ) ألا نحرص على مصاحبة الله تعالى وعدم مفارقته وهو الخالق المصور الرحمن الرحيم الودود العزيز الحكيم …
              علينا أن نتفكر ونكثر التفكر والتدبر ففي التفكر حياة القلوب والقرآن يهتف وينادي : ( أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا) (محمد:24)
              ( أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافاً كَثِيراً) (النساء:82) .
              ( كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ) (صّ:29) .
              ( أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا فِي أَنْفُسِهِمْ مَا خَلَقَ اللَّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ وَأَجَلٍ مُسَمّىً وَإِنَّ كَثِيراً مِنَ النَّاسِ بِلِقَاءِ رَبِّهِمْ لَكَافِرُونَ) (الروم:8) .
              ( الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ) (آل عمران:191) .
              وروي عن هشام بن الحكم قال :
              ( قال لي أبو الحسن موسى بن جعفر {عليه السلام} في حديث طويل إلى أن قال : يا هشام إن لكل شيء دليلاً ، ودليل العقل التفكر ودليل التفكر الصمت )
              وروي أيضاً عن أبي عبد الله {عليه السلام} قال :
              ( كان أمير المؤمنين {عليه السلام} يقول : نبه بالتفكر قلبك وجاف عن الليل جنبك ( ساجدا ) واتق الله ربك ) .
              وعن الحسن الصيقل قال : سألت أبا عبد الله {عليه السلام} عما يروي الناس أن تفكر ساعة خير من قيام ليلة قلت كيف يتفكر ؟ قال يمر بالخربة أو بالدار فيقول :
              ( أين ساكنوك أين بانوك مالك لا تتكلمين ) .
              وروي عن الرضا {عليه السلام} يقول :
              ( ليس العبادة كثرة الصلاة والصوم إنما العبادة التفكر في أمر الله عز وجل ) .
              وروي عن رسول الله (ص) :
              ( أفضلكم منزلة عند الله تعالى أطولكم جوعا وتفكراً وأبغضكم إلى الله كل نؤوم أكول ) .
              وقال ابن عباس أن قوما تفكروا في الله تعالى فقال النبي (ص) :
              ( تفكروا في خلق الله ولا تفكروا في الله فإنكم لم تقدروا قدره ) .
              وعن الصادق {عليه السلام} :
              ( الفكر مرآة الحسنات وكفارة السيئات وضياء للقلوب وفسحة للخلق وإصابة في صلاح المعاد واطلاع على العواقب واستزادة في العلم وهي خصلة لا يعبد الله بمثلها ) .

              Comment

              • norallaah
                مشرف
                • 15-03-2012
                • 716

                #8
                رد: السلسلة الأخلاقية بقلم الشيخ :: حبيب السعيدي ::: فيسبوك




                السلسلة الأخلاقية
                بقلم الشيخ :: حبيب السعيدي :::

                الحلقة الثامنــــــــــة :: ( أنصار الإمام المهدي (ع) والفقر) ::::
                Melde dich bei Facebook an, um dich mit deinen Freunden, deiner Familie und Personen, die du kennst, zu verbinden und Inhalte zu teilen.

                ---------------------------------

                قال تعالى: (
                وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي أرتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمناً يعبدونني لا يشركون بي شيئاً ومن كفر بعد ذلك فأؤلئك هم الفاسقون)، عن أبي بصير عن أبي عبد الله (ع) قال: (نزلت في القائم وأصحابه )[1].

                ( وليبدلنهم من بعد خوفهم أمناً ) فمن هو الخائف ؟ فلو كان أنصار الإمام المهدي (ع) لهم أموال وأغنياء لامكن أن يؤَمّنوا خوفهم بوسائل كثيرة، فكثير من الطغاة أو كل الطغاة لهم أعداء ولكن هؤلاء الطغاة بأموالهم يجندون الجنود ويعملون الوقايات وكل وسائل الأمن وإن كان أمر الله يأتي بغتة ولا ينفعهم أي شيء ولكن لنفوسهم هم يصنعون الأمان بسبب تمكنهم أما الناس الفقراء فأي شيء يريدونه لا يتيسر بسهولة وأنصار الإمام المهدي سيرتهم كسيرة أصحاب رسول الله (ص) حيث عانوا ما عانوا من حالة الفقر والجوع في سبيل الله، والذي يأتي للدعوات الألهية لا يأتي من أجل مال أو أي مطلب دنيوي ، ولو كان فيها هذه المطالب من الأموال لدخلت في الدعوات الألهية كل الناس.

                وقال تعالى: (
                وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ ) القصص:5.
                وعن علي أمير المؤمنين (ع) في صفات أصحاب القائم (ع) وشروطه عليهم: (
                ... ويلبسون الخشن من الثياب ويوسدون التراب على الخدود ويأكلون الشعير ويرضون بالقليل ويجاهدون في الله حق جهاده ...) [2].

                وعن الإمام الباقر(ع) انه قال: ( كأني أنظر إلى القائم (ع) وأصحابه في نجف الكوفة كأنه على رؤوسهم الطير قد فنيت أزوادهم وخلقت ثيابهم..) [3].

                وعن أبي عبد الله (ع) انه قال في وصف الشيعة حقاً: (... أولئك الخفيض عيشهم، المنتقلة دارهم، إن شهدوا لم يعرفوا، وان غابوا لم يعرفوا ... ) [4]، فماذا تعرف عن الخفيض عيشه أليس يكون أكله قليل ومسكنه بسيط ، ويكفي الفقراء المؤمنون مفخرة أنهم اتصفوا بأحد صفات أنصار الإمام المهدي(ع).

                ثم أليس أنصار الإمام المهدي (ع) هم من خيرة شيعة أهل البيت (ع)، فعن الصادق (ع) أنه قال: (
                ليس لمصاص شيعتنا في دولة الباطل إلا القوت، شرقوا إن شئتم أو غربوا لن ترزقوا إلا القوت ) [5].، والمصاص هو مستخلص شيعتهم أي أصفا ما في شيعتهم يكون حصتهم في دولة الباطل القوت فقط، فمن هم اليوم ؟ خذ الحديث وطبقه هل ينطبق على أهل العلم أهل البيوت الفارهة والأموال الطائلة والترف الباذخ ؟

                وعن الصادق (ع) (
                .. فإن أولياء الله لم يزالوا مستضعفين قليلين منذ خلق الله آدم عليه السلام )[6].

                قال الله تعالى في سورة الواقعة: ( وأصحاب الشمال ما أصحاب الشمال * في سموم وحميم * وظل من يحموم * لا بارد ولا كريم * أنهم كانوا قبل ذلك مترفين )، فحال المترفين ومصيرهم سموم وحميم. فطوبى للفقراء الأغنياء بولاية آل محمد الحقة اليوم المتمثلة ببيعة وصي ورسول الامام المهدي السيد أحمد الحسن (ع).

                عن النبي (ص): (
                ألا أخبركم عن ملوك أهل الجنة؟ كل ضعيف مستضعف )[7].
                وعنه (ص) ( أبغوني في الضعفاء فإنما ترزقون وتنصرون بضعفائكم ) [8].
                وعنه (ص): ( إنما ينصر الله هذه الأمة بضعفائها بدعواتهم وصلاتهم وإخلاصهم ) [9]، وكان النبي (ص) يستفتح ويستنصر بصعاليك المسلمين.

                فهذا الكلام والأحاديث خذها وطبقها مع الاية: (
                ونريد أن نمن على الذين أستضعفوا في الأرض ) وطبقها على صفات أنصار الإمام المهدي (ع) .

                وفي خطبة وصف المتقين للإمام علي (ع) قال: (
                ..فالمتقون فيها هم أهل الفضائل. منطقهم الصواب، وملبسهم الاقتصاد ومشيهم التواضع. غضوا أبصارهم عما حرم الله عليهم، ووقفوا أسماعهم على العلم النافع لهم. نزلت أنفسهم منهم في البلاء كالتي نزلت في الرخاء. ولولا الأجل الذي كتب لهم لم تستقر أرواحهم في أجسادهم طرفة عين شوقاً إلى الثواب، وخوفاً من العقاب. عظم الخالق في أنفسهم فصغر ما دونه في أعينهم، فهم والجنة كمن قد رآها فهم فيها منعمون، وهم والنار كمن قد رآها فهم فيها معذبون. قلوبهم محزونة، وشرورهم مأمونة. وأجسادهم نحيفة، وحاجاتهم خفيفة، وأنفسهم عفيفة ... )[10].

                وعن الباقر (ع): (
                إن أهل التقوى هم الأغنياء ما أغناهم القليل من الدنيا فمؤونتهم يسيرة إن نسيت الخير ذكروك وإن عملت به أعانوك أخروا شهواتهم ولذاتهم خلفهم وقدموا طاعة ربهم أمامهم ونظروا الى سبيل الخير والى ولاية أحباء الله فأحبوهم وتولوهم واتبعوهم) [11].

                وأضيف بعض الروايات في مدح الفقر وأهله:

                - عن الرسول محمد (ص) انه قال : (
                الفقراء ملوك أهل الجنة ، والناس كلهم مشتاقون إلى الجنة والجنة مشتاقة إلى الفقراء ) [12].

                - وقال صلى الله عليه وآله: (
                الفقر فخري )[13].

                -وعن أبي الحسن موسى عليه السلام: (إن الأنبياء وأولاد الأنبياء وأتباع الأنبياء خصوا بثلاث خصال: السقم في الأبدان ، وخوف السلطان ، والفقر) [14].

                - وعنه صلى الله عليه وآله وسلم : ( الفقر شين عند الناس وزين عند الله يوم القيامة )[15] .

                - وعن عبد الله بن سنان قال : قال أبو عبد الله عليه السلام : ( أكرم ما يكون العبد إلى الله أن يطلب درهما فلا يقدر عليه ، قال عبد الله بن سنان : قال أبو عبد الله عليه السلام هذا الكلام وعندي مائة ألف وأنا اليوم ما أملك درهما )[16].

                - وعن عباد بن صهيب قال : سمعت جعفر بن محمد عليه السلام يقول : ( قال الله تعالى : لولا أنني أستحيي من عبدي المؤمن ما تركت له خرقة يتوارى بها إلا أن العبد إذا تكامل فيه الإيمان ابتليته في قوته ، فان جزع رددت عليه قوته ، وإن صبر باهيت به ملائكتي فذاك الذي تشير إليه الملائكة بالأصابع )[17] .



                -------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
                هامش: المصادر
                [1] كتاب الغيبة – للنعماني ب13 ص247.
                [2]الملاحم والفتن لابن طاووس ب 79 ص295.
                [3]بحار الأنوار ج52 ص386.
                [4]الكافي ج2 ص238 – 239 باب المؤمن وعلاماته وصفاته.
                [5]الكافي ج2 ص261 باب فضل فقراء المسلمين.
                [6] المحاسن باب خصائص المؤمن ص158.
                [7] ميزان الحكمة لمحمد الريشهري ج2 ص.1704.
                [8]كنز العمال ج3 ص173 ح .6019.
                [9]كنز العمال ج3 ص172 ح 6017.
                [10] نهج البلاغة ج 2 ص 160 – 161.
                [11]بحار الأنوار ج 75 ص165 – 166.
                [12]بحار الأنوار ج 69 ص 49.
                [13] بحار الأنوار ج 69 ص 49.
                [14]بحار الأنوار ج 69 ص 49.
                [15] بحار الأنوار ج 69 ص 49.
                [16] بحار الأنوار ج 69 ص 49 – 50.
                [17] بحار الأنوار ج 69 ص 50.
                Last edited by norallaah; 03-10-2014, 13:21.


                " يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاء... "

                Comment

                • norallaah
                  مشرف
                  • 15-03-2012
                  • 716

                  #9
                  رد: السلسلة الأخلاقية بقلم الشيخ :: حبيب السعيدي ::: فيسبوك




                  السلسلة الأخلاقية
                  بقلم الشيخ :: حبيب السعيدي :::
                  الحلقة التاسعـــــــــة ::: القنـــــــــــــــاعـــــــــــة::::
                  https://www.facebook.com/Sheik.Alsa3edy10313
                  ---------------------------------

                  عن عمرو بن سعيد بن هلال : قال أبو جعفر (ع): (...
                  إياك أن تطمح بصرك إلى من هو فوقك فكفى بما قال الله عز وجل لنبيه (ص) ( فلا تعجبك أموالهم ولا أولادهم ).

                  وقال : (
                  لا تمدن عينيك إلى ما متعنا به أزواجاً منهم زهرة الحياة الدنيا فإن دخلك من ذلك شيء فاذكر عيسى رسول الله (ع) فإنما كان قوته الشعير وحلواه التمر ووقوده السعف إذا وجده )[1].

                  وقول الإمام (ع): (
                  إياك أن تطمح بصرك إلى من هو فوقك ) - على ما افهمه - هو من مطالب الدنيا لا تطمح للذي فوقك، أما إذا كان في مدارج الكمال او القرب من الله فهذا مأمور به قال تعالى : ( وفي ذلك فليتنافس المتنافسون ) في طاعة حجة الله الذي فرضه عليكم.

                  عن أبي عبد الله (ع) قال: (
                  قال رسول الله ( صلى الله عليه واله ) من سألنا أعطيناه ومن أستغنى أغناه الله )[2].، وحسب ما أعرفه من الحديث يقول الرسول (ص) من يطلب مني أعطيه ومن عفت نفسه وسال الله ولم يسألني فإن الله يعطيه ويغنيه لا كما أعطيه أنا عطاء فقط وإن كان عطاءه (ص) من الله، أي قد يهيئ الله تعالى له حرفة تغنيه في حياته ولا يحتاج إلى السؤال،
                  وعن أبي عبد الله (ع) قال: (
                  من رضي من الله باليسير من المعاش رضي الله منه باليسير من العمل ) [3].
                  وعنه (ع) قال: (
                  مكتوب في التوراة: أبن آدم كن كيف شئت كما تدين تدان من رضي من الله بالقليل من الرزق قبل الله منه اليسير من العمل ومن رضي باليسير من الحلال خفت مؤونته وزكت مكسبته وخرج من حد الفجور) [4] .
                  وعنهم (ع) في قوله تعالى: (
                  فلنحيينه حياة طيبة ) قال: ( القنوع بما رزقه ) [5].
                  وعن أبي الحسن الرضا (ع) قال: (
                  من لم يقنعه من الرزق إلا الكثير لم يكفه من العمل إلا الكثير ومن كفاه من الرزق القليل فإنه يكفيه من العمل القليل ) [6].
                  وعن أمير المؤمنين (ع): (
                  بالقناعة يكون العز) [7].
                  وعن أبي عبد الله (ع) قال: (
                  كان أمير المؤمنين صلوات الله عليه يقول: أبن آدم إن كنت تريد من الدنيا ما يكفيك فإن أيسر ما فيها يكفيك وإن كنت إنما تريد ما لا يكفيك فإن كل ما فيها لا يكفيك ) [8].
                  وعن أمير المؤمنين (ع): (
                  انتقم من حرصك بالقنوع كما تنتقم من عدوك بالقصاص ) [9].
                  وعن أبي جعفر (ع) قال: (
                  قال رسول الله (ص): من أراد أن يكون أغنى الناس فليكن بما في يد الله أوثق منه بما في يد غيره ) [10].
                  وعن علي (ع): (
                  من كان بيسير الدنيا لا يقنع لم يغنه من كثيرها ما يجمع ) [11].
                  وأيضاً عنهم (ع) قالوا: (
                  من قنع بما رزقه الله فهو من أغنى الناس ) [12].
                  وعن علي (ع): (
                  ثمرة القناعة الإجمال في المكسب والعزوف عن الطلب ) [13] .
                  وقال علي بن الحسين (ع): (
                  رأيت الخير كله قد أجتمع في قطع الطمع عما في أيدي الناس ... ) [14] .
                  وعن علي (ع): (
                  من أقتصر على بلغة الكفاف فقد أنتظم الراحة وتبوأ خفض الدعة ) [15].
                  وقال (ع) (
                  لا تكن ممن يرجو الآخرة بغير العمل ... يقول في الدنيا بقول الزاهدين ويعمل فيها بعمل الراغبين إن أعطي منها لم يشبع وإن منع منها لم يقنع ... ) [16] .
                  وقال (ع): (
                  ألهم نفسك القنوع ) [17].
                  وعن الحسن (ع) قال: (
                  اعلم أن مروة القناعة والرضا أكثر من مروة الإعطاء ) [18].
                  وعن الإمام الحسين (ع): (
                  القنوع راحة الأبدان ) [19].
                  وعن الصادق (ع): (
                  من قنع بما رزقه الله فهو من أغنى الناس ) [20].
                  وعنه أيضاً: (
                  ... أنظر إلى من هو دونك ولا تنظر إلى من هو فوقك في المقدرة فإن ذلك أقنع لك بما قسم لك.. ) [21].



                  -----------------------------------------------------------------------
                  هامش:المصادر:
                  [1]الكافي ج8 ص168 ح 189.
                  [2] الكافي ج2 ص138 باب القناعة.
                  [3] الكافي ج2 ص138 باب القناعة.
                  [4] الكافي ج2 ص138 باب القناعة.
                  [5] تفسير القمي ج1 ص390.
                  [6] الكافي ج2 ص138 باب القناعة.
                  [7] ميزان الحكمة لمحمد الريشهري ج 3 ص2638.
                  [8] الكافي ج2 ص138 باب القناعة.
                  [9] مستدرك الوسائل للميرزا النوري ج12 ص62 باب كراهة الحرص على الدنيا.
                  [10] الكافي ج2 ص139 باب القناعة.
                  [11] ميزان الحكمة لمحمد الريشهري ج3 ص2639.
                  [12] الكافي ج2 ص139 باب القناعة.
                  [13] ميزان الحكمة لمحمد الريشهري ج3 ص2638.
                  [14] الكافي ج2 ص148 باب الاستغناء عن الناس.
                  [15] نهج البلاغة ج4 ح 371 ص87.
                  [16] نهج البلاغة ج4 ح150 ص38.
                  [17] ميزان الحكمة لمحمد الريشهري ج3 ص2636.
                  [18] ميزان الحكمة لمحمد الريشهري ج3 ص2636.
                  [19] ميزان الحكمة لمحمد الريشهري ج3 ص2638.
                  [20] الكافي ج2 ص139 باب القناعة.
                  [21] علل الشرائع ج2 ص559 – 560 ب351.


                  " يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاء... "

                  Comment

                  Working...
                  X
                  😀
                  🥰
                  🤢
                  😎
                  😡
                  👍
                  👎