إعـــــــلان

Collapse
No announcement yet.

خطبة صلاة الجمعة في محافظة الديوانية يوم 13/شوال /1435

Collapse
X
 
  • Filter
  • الوقت
  • Show
Clear All
new posts
  • باقر الخزعلي
    عضو جديد
    • 08-08-2014
    • 1

    خطبة صلاة الجمعة في محافظة الديوانية يوم 13/شوال /1435

    بسم الله الرحمن الرحيم
    {اذا جائك المنافقون قالوا نشهد انك لرسول الله والله يعلم انك لرسوله والله يشهد أن المنافقين لكاذبون {} اتخذوا ايمانهم جنةً فصدوا عن سبيل الله أنهم ساء ما كانوا يعملون {} ذلك بأنهم ءأمنوا ثم كفروا فطبع على قلوبهم فهم لا يفقهون {} وإذا رأيتهم تعجبك أجسامهم وان يقولوا تسمع لقولهم كأنهم خُشُبُ مسنده يحسبون كل صيحةٍ عليهم هم العدو فاحذرهم قاتلهم الله انى يؤفكون}
    الخطبة اللاولى
    عنوان الخطبة :- علاقة الكبر والنفاق بقضية الامام المهدي عند ظهوره وكيفية العلاج من هذا المرض القاتل .
    بسم الله الرحمن الرحيم
    من دون تردد وتشكيك ان هناك علاقة وعلاقة قوية ولاكن هذه العلاقة ليست ودية بطبيعة الحال بل هي العلاقة التي لا تنفك مع نبي من الانبياء او ولي او وصي .علاقة التكذيب والخذلان ويكفي الرجوع الى سنة الاولين لنلاحظ ما عاناه حملة الرسالة ألاهية من اعدائهم حملة الكبر و النفاق . وبما ان التاريخ يعيد نفية وهذه سنة الله {ولن تجد لسنة الله تحويلا}{ولن تجد لسنة الله تبديلا}
    ففي كل عصر موسى القائم بأمر الله وفرعون المتكبر على أمر الله والسامري وبلعم بن باعوراء علماء النفاق الحسدة . فيكفي من خلال القاعدة التي وضعها الله سبحانه في القران الكريم والتي نطقها قرآنه الناطق رسول الانسانية البشير النذير محمد (ص) حيث قال ما معناه:-
    (لتحذون حذو الامم السالفة حذو النعل بالنعل والقذة باالقذة)
    قال تعالى :-
    {لتركبُنَ طْبقاً عن طبقِ}
    نستنتج با ان الامام المهدي (مكن الله له في الارض) إذا ضهر امره وبانت رسله تكبر المتكبرون عن الانصياع لآمره (ع)وظهرت سرائر اشباه السامري وبلعم وشبث وشريح با التكذيب و الخذلان .. ولعل قائل يقول ان هذا استنتاج .... ولعلك مخطئ فيه .
    فأقول :-
    يكفي بحد ذاته هذا الاستنتاج لأنهى مأخوذ من قاعدة شهد بها القران الصامت ونطق بها القران الناطق وليس استنتاجاً او استنباطاً من قواعد يقول عنها القوم انها عقلية وضعتها العقول الناقصة أو مفاهيم اصولية جعلها القوم خيراً من كتاب الله (عز وجل) وسنة نبيه (ص)ولكني لا اكتفي بهذا الجواب فأنقل لكم ايها الانصار بعض ما روي عن اهل البيت (ع ) فيما سيلاقيه الامام (ع) من حملة الكبر والنفاق ولا سيما في بلد العراق .
    عن الفضيل بن يسار قال سمعت ابا عبد الله (ع) يقول :-
    (ان قائمنا اذا قام استقبل من جهل الناس اشد ما استقبله رسول الله (ص)من جهال الجاهلية فقلت وكيف ذلك ؟ قال ان رسول الله (ص)اتى الناس وهم يعبدون الحجارة و الصخور و العيدان و الخشب المنحوتة . وان قائمنا اذا قام اتى الناس وكلهم يتأولون عليه كتاب الله ويحتج عليه به ثم قال(ع) اما والله ليدخلن عليهم عدله جوف بيوتهم كما يدخل الحر و القر ) (غيبة النعماني)
    ولم اجد تعليقاً شافياً على هذه الرواية كما وجدته في كتاب العجل (لسيد احمد الحسن ) وانقله نصاً ولا اجرؤ ان اضيف عليه وكيف لي ان اضيف على كلمات هي رشحت من فيض امام معصوم علمها مبعوثاً مجهولاً في الارض معروفاً في السماء طوبى له وحسن مآب وسيعلم اهل الارض جميعاً عما قريب ماذا يعني (احمد الحسن) . ولا اقول من هو احمد الحسن لأنه لا يتسنى لهم حتى من بعد الندامة معرفة حقيقته الطاهرة ، ولكنهم سينزفون الحسرات ويعضوا اصابع الندامة لخذلانهم اياه وان غداً لناضرة لقريب ان شاء الله تعالى .
    ولعل التعليق طويلا ولكني سأذكر منه باعاً ومن اراد المزيد فليراجع كتاب (العجل ) ألتعليق
    ( الذين يتأولون عليه القرآن ليس عامة الناس قطعاً ولكن هولاء علماء غير عاملين يظنون انهم بتحصيلهم للقواعد الاستقرائية والعقلية قد احاطوا بالعلم كله فهم لا يرون شيء من العلم عند من سواهم وهذا التكبر يمنعهم من الانقياد للإمام المعصوم (ع) وقبول علومه الالهية فيردون عليه ويتأولون القرآن عليه ويتهمونه با السحر والجنون ، التهمتان اللتان لا تكادان تفارقان نبي من الانبياء عليهم السلام ومن هنا فأن علم الامام (ع) وحده يعالج فتنة هؤلاء العلماء غير العاملين لأنهم لا يسلمون له ولا يقبلون علومه كما هو واضح في الرواية فيكون العلاج هو فضح هؤلاء العلماء غير العاملين على رؤوس الاشهاد وبين عامة الناس كما فعل رسول الله (ص) وعيسى (ع) مع علماء اليهود وعندما يرى الناس عدالة الامام (ع)سواء في الامور المالية كقسمة اموال الصدقات بين الفقراء با السوية وزهده (ع) في ملبسة ومأكله ومشربه ام با اهتمامه بأحوال المجتمع الاسلامي واخلاصة في العمل لله سبحانه ثم يقارن الناس سيرة هذا الامام العادل المهدي (ع) بسيرة اولئك العلماء غير العاملين فهم على سبيل المثال يأتيهم مسكين اطفاله جياع ثيابهم ممزقة يطلب منهم دراهم ليسد رمقه فيقولون له ائتنا بمعرف لكي نعطيك بربكم هل سمعتم او قرأتم ان محمداً(ص)او علياً(ع) او احد الائمة قال لفقير ائتني بمعرف لكي اعطيك ؟ ثم اين هم هؤلاء المعرفين ؟ وكم هم ؟ ومن اين لهذا المسكين بأحدهم ؟والحال ان طلبة الحوزة العلمية يحتاجون الى سلسلة معرفين ، بل ان التلقي من طلبة الحوزة لا يهتدي الى سبيل ليعرف نفسه عندهم لان معظم المعرفين متكبرين وفسقه ومستأثرين ومن اتصل بهم بأموال الصدقات و الضلالة لاتجتمع مع الهدى فلا يهتدي في الغالب الى هؤلاء المعرفين إلا متملق او خسيس الوضيع يَعٌرف التقي الشريف ، وكيف امسى الذئب راعياً للغنم وكيف امسى ابن آوى المؤتمن ، وكيف امسى الجاهل السفيه يٌعَرف العالم الفقيه ؟ أألله اذن لكم بهذا أم على تفترون ؟ بربكم هذه هي سيرة السجاد (ع) الذي كان يحمل الطعام في ضلام الليل ويدسه تحت رأس الموالف والمخالف ام هي سيرة محمد (ص) قبل صدر الفقير كان محمد (ص) وعلي (ع) والأئمة يجوعون ليشبع الفقراء ويعطون البعيد قبل القريب لقد انتشر الاسلام با اخلاق هؤلاء القادة العظام لا با المصطلحات الفلسفية ....) (أنتهى)
    روي عن ابي عبد الله (ع) انه قال
    (اذا خرج القائم (ع) خرج من هذا الامر من كان يُضن أنه من اهله ودخل فيه شبه عبدت الشمس والقمر)
    (غيبة النعماني/ تاريخ مابعد الظهور للسيد الصدر (قد) )
    وهذا يدل على خروج كثير من الشخصيات التي يضنها الناس تنصر الامام (ع) من نصرته ودخول الكثير ممن لا خلاق لهم (كم تصفهم روايات اخرى) وممن لا يتصفون با التدين في نصرة الامام المهدي (ع) بعدما من الله عليهم با الهداية لمعرفة الامام و التمهيد له ونصرته عند قيامه . و المتمعن في هذه الرواية وكل الروايات التي تشير الى محاربتهم وخذلانهم للإمام (ع) .
    هؤلاء الذين يظنهم الناس ان فيهم خيراً وأنهم ينصرون الامام (ع) انما يفهم من خذلاهم اياه ما كانت تحتويه سرائرهم علانيتهم فهم منافقون اكيداً وحاشا الله وهو العادل الرحمن الرحيم من أن يرزق قوماً سوء العاقبة إلا بما اجترحوه على انفسهم وبما كانت تحويه سرائرهم من امراض كانت مخفية على قومٍ لا يعلمون . او قل قوم يتجاهلون . وعن ابي عبد الله (ع) قال
    (ان امير المؤمنين (ع) لما بويع بعد مقتل عثمان صعد المنبر وخطب بخطبة ذكرها يقول فيها : ألا أن بليتكم قد عادت كهيئتها يوم بعث الله نبيه (ص) والذي بعثه بالحق لتبلبلن بلبلة ولتغربلن غربلة حتى يعود اسفلكم اعلاكم وأعلاكم اسفلكم ،وليسبقن السابقون كانوا قصروا وليقصرن سباقون كانوا سبقوا ، والله ما كتمتُ وسمة ،ولا كذبتُ كذبة ولقد نبئتُ بهذا المقام وهذا اليوم )
    (اصول الكافي مج1 /غيبة النعماني )
    الخطبة الثانية
    ولا تخفى على اللبيب وعلى غير اللبيب ما عاناه رسول الله (ص)في بداية ظهوره وإشعاع نوره من حملة الكبر والنفاق وهنا شهادة من امير المؤمنين وإمام العارفين (ع) بأن الهيئة تعاد نفسها والبلية تعاد هي هي عند ظهوره (مكن الله له في الارض) ولكن ليعلم كل من في نفسه كبر او نفاق ولم يطهر نفسه منهما ولم يعد العدة لنصرة ولي الله ولم يجتهد في معرفة اولياءه والمهدين له ليعلم انه مقتول عند قيامة (مكن الله له في الارض). في حديث عن بشر النبال قال ، قلت لأبي جعفر (الأمام الباقر)(ع) انهم يقولون : ان الأمام المهدي (ع) لو قام لاستقامت له الأمور عفواً، ولا يهريق محجمة دم . فقال كلا والذي نفسي بيده ، لو استقامت لأحد لاستقامت لرسول الله (ص) حين ادميت رباعيته وشج في وجهه كلا الذي نفسي بيده ، حتى نمسح نحن وانتم العرق والعلق ، ثم مسح جبهته.

    كيفية انتهاء
    هذين الداءين من المجتمع العراقي

    يتم ذلك انطلاقاً من مبدأ لو أن كل امرئٍ طٌهر نفسه لطهر المجتمع وهذا شيء واضح لأن المجتمع ما هو الا عبارة عن مجموعة افراد.
    فعلى كل فرد منا ان يسعى من اجل تطهير نفسه ومعالجتها من هذين الداءين ، كما اننا لا نتأخر اذا اصيبت اجسامنا المادية بمرض معين حتى لو كان بسيطاً فترانا لا نتأخر في مراجعة الطبيب واخذ العلاج المناسب فما لنا لا نبخل على اجسامنا ونبخل على انفسنا وان حقائقنا في نفوسنا لا في اجسامنا وصدق امير المؤمنين في قوله :-
    يا خادم الجسم كم تشقى بخدمته
    فأنت با النفس لا با الجسم انسانُ
    فكل انسان يسعى أن يعالج جسمه ولا يسعى لمعالجة نفسه فليعلم أنه قد نزل نفسه الى مرتبة البهائم وأضل سبيلا
    {اولئكَ كالأنعام بل هٌم أضل اولئكَ هٌم الغافلون} (الأعراف :179)
    وذلك هو الخسران المبين ان يحول ابن ادم نفسه الى بهيمة وهو الذي خلقه الله انساناً وفضله على كثير من خلقه تفضيلا و اود ان انقل اليك اليها الحبيب بعض القواعد العامة او قل الخطوط العريضة في كيفية التخلص من هذين الداءين.
    1- التفكير دائماً في سنن الأولين وما جناه الذين تلبسوا با الكبر والنفاق على انفسهم من خزي في الدنيا وعذاب في الاخرة ، وقبالهم ننظر ما جناه المتواضعون و المخلصون من عز في الدنيا ونعيم في الآخرة .

    2- مراجعة الكتب الأخلاقية والتمعن جيداً في ما ورد عنهم (ع) من امرٍ ومدحٍ وثناء لملكتي التواضع والإخلاص

    3- هناك طرق عملية للتخلص من هكذا أمراض وردة في بعض الكتب الأخلاقية كجامع السعادات للشيخ (محمد مهدي التراقي) ، ولاسيما فيما يخص مرض الكبر فأنصح بقراءتها وممارسة تطبيقاتها.

    4- محاسبة النفس في اليوم ولو لمرة واحدة قبل النوم كما ورد عنهم (ع) ويستحسن التذكر فيما عملته ،فأن كان فيه كبر أو نفاق فالاستغفار والتوبة ، وإذا لم تجد فالحمد والثناء وفي كلا الحالتين انت لا تزداد الا طهارة ورقياً.فأن لم تستطع ففي كل يومين ، فأن لم تستطع فبالا اسبوع مرة تجلس مع نفسك وتحاسبها على اعمالها خلال هذا الاسبوع .

    5- تذكر الموت دائماً وأعلم انه لن ينفع كبر أو نفاق ، وإنما الذي ينفع في الدنيا والآخرة هو تواضع ، فالتواضع للآخرين وقبول نصائحهم وألأخلاص لرب الأرباب هو العز بعينه فمن تواضع لله رفعة كما ورد عنهم (ع) . وحاول أن تعلم نفسك أن تفعل أشياء ترضي الله تجعلها بينك وبينه سبحانه.

    6- تجنب الأسباب المؤدية لهما كالعجب با النفس فهو من مقدمات الكبر وتجنب الكذب لأنه من مقدمات النفاق قال رسول الله (ص)(الكذب يؤدي الى النفاق) (غرر الحكم)، وكذلك من الأسباب والأمراض التي تؤدي الى النفاق (المراء و الخصومة ) المراء هو المراوغة على الآخرين وليثبت أمام الآخرين مدى جدارته أو علمه قال رسول الله (ص):-

    (اياكم والمراء والخصومة فأنهما يميتان قلوب الأخوان وينبتان في القلب النفاق) .وهكذا فان تجنب الأسباب والابتعاد عنها تنجيك من شرها (لأنها بطبيعة حالها امراض باطنية ايضاً) وكذلك تنجيك من شر نتائجها ( الكبر والنفاق)
Working...
X
😀
🥰
🤢
😎
😡
👍
👎