إعـــــــلان

Collapse
No announcement yet.

جانب من خطبة الجمعة بتاريخ 11 شوال 1435، 8 8 2014 (القبور والتبرك بها – الشرائع في زمن القائم ع)

Collapse
X
 
  • Filter
  • الوقت
  • Show
Clear All
new posts
  • hmdq8
    عضو نشيط
    • 10-08-2011
    • 450

    جانب من خطبة الجمعة بتاريخ 11 شوال 1435، 8 8 2014 (القبور والتبرك بها – الشرائع في زمن القائم ع)

    الخطبة الاولى :
    اعوذ بالله من الشيطان اللعين الرجيم
    بسم الله الرحمن الرحيم
    والحمدلله رب العالمين
    وصلى الله على محمد وآل محمد الأئمة والمهديين وسلم تسليما
    الحمد لله مالك الملك، مجري الفلك مسخر الرياح، فالق الإصباح، ديان الدين، رب العالمين، الحمد لله الذي من خشيته ترعد السماء وسكانها وترجف الأرض وعمارها، وتموج البحار ومن يسبح في غمراتها. اللهم صل على محمد وآل محمد، الفلك الجارية في اللجج الغامرة، يأمن من ركبها، ويغرق من تركها، المتقدم لهم مارق، والمتأخر عنهم زاهق، واللازم لهم لاحق.
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته انصار الله
    8 شوال (المصادف يوم الثلاثاء الماضي)كان ذكرى فاجعة هدم قبور أئمة البقيع (ع) من قبل الوهابين وبهذه المناسبة كتب الامام أحمد الحسن (ع)17 8 2013 على صفحته بالفيسبوك بعد أن خرج بعض الانصار مدافعين عن هذه القضية...
    [ السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
    جزاكم الله خيرا عن محمد وال محمد صلوات الله عليهم،
    أنتم عند الله كثير ان شاء الله وموقفكم هذا يذكر في الملأ الاعلى ان شاء الله ،أسأل الله ان يبارك بكم وبذريتكم ويحصنكم بحصنه ويلجأكم الى كهفه المنيع هو وليي وهو يتولى الصالحين.
    السؤال الى اهل السنة الافاضل وفقهم الله وليس للوهابين المعادين لآل محمد
    لماذا لا تدافعون عن ضريح الحسن بن علي صلوات الله عليه لماذا لا تطالبون باعادة بناءه بعد أن هدمه الوهابيون التكفيريون أعداء ال محمد وأعداء محمد وأعداء الله؟
    الم يصح عندكم ان الحسن بن علي سيد شباب اهل الجنة؟
    فلماذا لا تدافعون عنه وتستنكرون ابقاء ضريحه مهدوما الى يومنا هذا؟
    ماذا ستقولون لرسول الله يوم القيامة عندما يسألكم كيف خلفتموني في اهل بيتي؟
    هل يعقل انكم تبنون لفقيه كأبي حنيفة ضريحا ضخما وتترددون في الدفاع عن ابن رسول الله وسيد شباب اهل الجنة الحسن بن علي صلوات الله عليه وتقبلون ان يبقى ضريحه مهدوما بعد أن تعدى عليه اعداء الله؟ ]
    فجميع المسلمين سنة وشيعة لا يختلفون على زيارة القبور والتبرك بها لكن هناك فئه تنتسب للاسلام وتدعي بأن هذا الامر غير صحيح، وللرد عليهم سنقرأ ما بينه يماني آل محمد ص...

    الجواب المنير ج4 س309 ج س2 [ أما قضية التبرك بالقبور باعتبارها أماكن ضمت أجساد أولياء الله وبالتالي فهي نافذة لأرواحهم المقدسة إلى هذا العالم فقد أقرها القرآن وحث عليها، قال تعالى: ﴿وَكَذَلِكَ أَعْثَرْنَا عَلَيْهِمْ لِيَعْلَمُوا أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَأَنَّ السَّاعَةَ لَا رَيْبَ فِيهَا إِذْ يَتَنَازَعُونَ بَيْنَهُمْ أَمْرَهُمْ فَقَالُوا ابْنُوا عَلَيْهِم بُنْيَاناً رَّبُّهُمْ أَعْلَمُ بِهِمْ قَالَ الَّذِينَ غَلَبُوا عَلَى أَمْرِهِمْ لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِم مَّسْجِداً﴾، فلو كان باطلاً قول من أرادوا وبنوا مسجداً على قبور أصحاب الكهف لأنكره الله وبين بطلانه، فإهماله والحال هذا يكون إغراء بالباطل وحاشاه سبحانه أن يغري ويخدع عباده بالباطل، فتبين أن قول: ﴿الَّذِينَ غَلَبُوا عَلَى أَمْرِهِمْ لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِم مَّسْجِداً﴾ هو الحق من الله، وإن التبرك بالقبور من دين الله ولا قيمة ولا اعتبار لأي حديث أو رواية إن خالفت نصاً قرآنياً محكماً بيناً لكل ذي لب سليم وفهم مستقيم.]

    بعد ما بين ع أن التبرك والبناء على القبور سنه من سنن الله ، نبين ما قاله الامام ع في من هدمها وما الذي يميز هذه القبور...

    التوحيد ص73 [ وقد بيّن الله سبحانه وتعالى حال إبليس في القرآن بأوضح بيان، ولا يجد عاقل إن تدبر القرآن فرقاً بينه وبين الوهابيين، بل لم يكتف الوهابيون بإنكار مقام الأنبياء والأوصياء (ع) وشفاعتهم وكونهم (ع) قبلة الله ﴿وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلاً﴾، حتى زادوا على إبليس في كفره وتنكره لحجج الله، فقاموا بهدم البقع الطاهرة المقدسة لحجج الله آل محمد (ع)، وهي مواضع رحمة وبركة الله سبحانه وتعالى فتبين حقدهم وبغضهم لآل محمد (ع) وتبين مدى الشبه بين الوهابيين وبين إبليس، قال تعالى: ﴿قُلْ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى﴾.
    فما أبين حقدهم على آل محمد (ع) بهدم أضرحتهم، وما أبعدهم عن المودة التي أمر الله بها المسلمين، ولو لم يكن إلا قوله تعالى: ﴿وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ قَالَ أَأَسْجُدُ لِمَنْ خَلَقْتَ طِيناً﴾، لكفى في بيان متابعتهم لإبليس في الكفر بأولياء الله سبحانه وتعالى.
    فإبليس (لعنه الله) لم يرض أن يكون شفيعه إلى الله، والواسطة بينه وبين الله، وقبلته إلى الله نبي الله آدم (ع)، وهؤلاء الضالون المضلون أتباع إبليس في التنكر لأولياء الله لا يقبلون أن يكون النبي محمد (ص) شفيعهم إلى الله، والواسطة بينهم وبين الله، وقبلتهم إلى الله، بل ولا يقبلون حتى أن رحمة وبركة الله تنزل على من يزور أضرحة آل محمد (ع) الذين سأل الله المسلمين مودتهم في القرآن الكريم ﴿وَلَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ فَاتَّبَعُوهُ إِلَّا فَرِيقاً مِنَ الْمُؤْمِنِينَ﴾ ]
    خطبة الجمعة الموحدة [ وجدير بنا الالتفات الى ان هناك ومنذ البداية من رفض الانصياع لأمر الله سبحانه وتعالى ورفض ان يكون بينه وبين الله واسطه ورفض ان يكون قبلته الى الله آدم (ع) وهذا الرافض الخبيث هو ابليس لعنه الله (طاووس الملائكة) نعم أؤكد هذا كان من رفض السجود لادم (ع) طاووس الملائكة في حينها ارجو ان يستحضر هذا المعنى كل من يريد الاجابة على السؤال المتقدم قال تعالى (وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلاً) (الكهف:50).
    ولعل اشد من تابعوا ابليس في خطاه ورفضوا ان يكون بينهم وبين الله واسطة كما اراد الله ورفضوا ان يكون خليفة الله وحجته على عباده قبلتهم الى الله هم الوهابيون بل انهم تجاوزوا ابليس لعنه الله امامهم وقدوتهم في رفض السجود لخليفة الله حيث لم يكتفوا باقتفاء اثر ابليس بل زادوا عليه في بيان بغضهم وحقدهم على خلفاء الله في ارضه ال محمد (ع) فقاموا بهدم اضرحتهم في البقيع في المدينة المنورة (وما نورها الا لان محمد وال محمد (ع) دفنوا فيها) واتموا حقدهم في سامراء ويدعون بهذا انهم يريدون التوحيد ونبذ الشرك. ]

    تفسير شيء من سورة الفاتحة ص36 [وربما يقول أحد: ما فائدة التكامل في العالم المادي، والنتيجة أنّ جسم الإنسان الذي هو غاية الكمال في العالم الجسماني يعود إلى حفنة التراب، وهي جماد، وهو أخس الموجودات الجسمانية؟ أقول: إنّ جسم الإنسان إذا تكامل بشكل حقيقي، وبني على الحلال، وزكي بالعمل الصالح الخالص لله سبحانه، فهو لا يعود حفنة تراب، بل يبقى جسم إنسان، وورد في الروايات أنّ الأرض لا تأكل (أجسام الأنبياء والأوصياء والشهداء، ومن واظب على غسل الجمعة أربعين أسبوعاً) ، وقد لمس الناس هذه الحقيقة كثيراً عندما كشف عن قبور بعض الشهداء، ووجدوا أنّها على حالها لم تتغيّر. كما روي أنّه كُشف عن جسد الحر بن يزيد الرياحي (رحمه الله)، فُوجد على حاله لم يتغيّر، مع مرور مئات السنين على شهادته مع الحسين بن علي (عليهما السلام). إذن، فانهيار أجسام معظم الناس وعودتها حفنة تراب؛ لأنّهم بنوها على جرف هار ولم يزكّوها بالعمل الصالح.]
    المفروض ان كل الاجسام تبقى ، ومن هذه الاعمال الغسل سنبين أهمية الغسل في ذلك ونختم ان شاء الله
    [فإن بكل معصية يتسافل الإنسان المؤمن، بل وبكل التفاتة إلى الدنيا وغفلة عن الله ينغمس في الظلمة، ويمس النجاسة والرجس ونار جهنم، ولهذا جعل الوضوء والغسل،وقد ورد عنهم : (إن المؤمن لا ينجس، ويكفيه في الوضوء مثل الدهن) ، مما يفهم منه الفطن أنّ الدنيا كلها نجاسة، وإنّ الذي يواقعها يتنجس ، وإنما أكرم الله المؤمن أنه لا يتنجس بكرامة منه سبحانه وتعالى، وقد صرح أمير المؤمنين (ع) أنّ: (الدنيا جيفة وطلابها كلاب) ، ووصفها (ع) بأنها: (عراق خنزير في يد مجذوم) ، ولا تتوهم أنّ علياً (ع)يبالغ، بل هذه هي الحقيقة يكشفها الله لأوليائه.] كتاب المتشابهات ج1 سؤال 4
    سلام الله على أولياء الله وخلفائه في أرضه
    والحمدلله رب العالمين
    بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ (1) وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ (2)لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ (3) تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ بكلِّ أَمْرٍ(4) سَلَامٌ هِيَ حَتَّىٰ مَطْلَعِ الْفَجْرِ (5)

    *

    الخطبة الثانية:
    اعوذ بالله من الشيطان اللعين الرجيم
    بسم الله الرحمن الرحيم
    والحمدلله رب العالمين
    وصلى الله على محمد وآل محمد الأئمة والمهديين وسلم تسليما
    في هذه الخطبة النية أن أبدأ بما بينه الامام ع في اول باب وهو باب الطهارة في كتاب شرائع الاسلام ، لكن هناك نقطه لاحظتها فضلت أن أبينها لكم قبل البدأ بهذا الامر لن أقول ما هي لكن سنعرفها من قرائة وسماع كلامته ع...

    المتشابهات ج3 س120 [ سؤال/ 120: ما هي الحكمة في أن يرسل الإمام المعصوم (ع) للبت في العقائد وعدم البت في الفقه ، مع العلم أن حاجة الأمة إلى الأحكام الواقعية في الفقه أشد؟
    الجواب: الإمام المهدي (ع) يسير بسيرة جده رسول الله (ص) وبسيرة الأنبياء والمرسلين (ع) ولا يعدوها إلى غيرها من سيرة أهل الباطل من العلماء غير العاملين، فإذا رجعت إلى سيرة رسول الله (ص) وسيرة الأنبياء والمرسلين (ع) تجد أنهم في بداية رسالاتهم يبدؤون بالعقائد والتوحيد بالخصوص، ثم ينتقلون إلى التشريع أو الفقه، فمثل العقائد والتوحيد نسبة إلى التشريع والفقه كمثل الأساس والجدران إلى السقف، فلا يبنى السقف إلا بعد بناء الأساس والجدران.
    والآن إذا رجعنا إلى إرسال موسى (ع) نجده دعا في بداية رسالته إلى العقائد والتوحيد حتى قضى (ع) أربعين عاماً في مصر يدعو في العقيدة، وحتى بعد مصر أي بعد عبور البحر قضى مدة طويلة يدعو إلى التوحيد وإصلاح العقيدة عند بني إسرائيل، ولم يأتِ بالشريعة إلا بعد مدة طويلة عندما ذهب إلى ميقات ربه في التيه، والآيات القرآنية صريحة بأنه لما عاد من ميقات ربه كان يحمل ألواح التشريع، فماذا كان يعمل قبل أن يأتي بالتشريع؟ إلا إنه كان ينشر التوحيد والعقيدة الصحيحة، قال تعالى: ﴿وَلَمَّا رَجَعَ مُوسَى إِلَى قَوْمِهِ غَضْبَانَ أَسِفاً قَالَ بِئْسَمَا خَلَفْتُمُونِي مِنْ بَعْدِي أَعَجِلْتُمْ أَمْرَ رَبِّكُمْ وَأَلْقَى الْأَلْوَاحَ وَأَخَذَ بِرَأْسِ أَخِيهِ يَجُرُّهُ إِلَيْهِ قَالَ ابْنَ أُمَّ إِنَّ الْقَوْمَ اسْتَضْعَفُونِي وَكَادُوا يَقْتُلُونَنِي فَلا تُشْمِتْ بِيَ الْأَعْـدَاءَ وَلا تَجْعَلْنِي مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ﴾.
    أما محمد (ص) فقد دعا ثلاث عشر سنة في مكة جلها كانت في إصلاح العقيدة والتوحيد ولم يتوسع في إصلاح الشريعة إلا بعد ثلاث عشر سنة من الدعوة، والإمام المهدي (ع) لا يخرج عن سنة رسول الله وسنة الأنبياء والمرسلين، بل هي سنة الله من قبل ومن بعد ولن تجد لسنة الله تبديلاً.
    ثم لاحظ يا أخي العزيز بدقة وتدبر فإن الشريعة في كل ديانة على قدر التوحيد في تلك الديانة، فالشريعة الإسلامية أكمل من الشرائع السابقة؛ لأن التوحيد في القرآن والذي بُيّن من قبل رسول الله والأئمة السابقين عليهم الصلاة والسلام أكمل من التوحيد الذي جاء به الأنبياء والمرسلون السابقون، فإذا عرفت يا أخي العزيز من أهل البيت (ع) أنّ جميع ما جاء به الأنبياء والمرسلون من التوحيد هو جزءان، ولم يبث بين الناس إلا الجزءان، وأنّ الإمام المهدي (ع) يأتي بخمسة وعشرين جزءاً من التوحيد والمعرفة بطرق السماوات وما فيها والعقائد الحقة التي يرضاها الله، ويبث بين الناس سبعة وعشرين حرفاً هي تمام التوحيد الإلهي الذي أرسل الله به محمداً (ص)، ولكنه لم يبث في حينها منه إلا جزءان عرفت أنّ الشريعة التي يأتي بها الإمام المهدي (ع) أوسع بكثير مما موجود بين أيدينا الآن؛ لأن الشريعة الإسلامية الآن على قدر الجزأين فقط، فهل يمكن أن يبث الإمام المهدي (ع) شريعة السبعة وعشرين جزءاً قبل أن يبث توحيد السبعة وعشرين جزءاً، والذي تبنى عليه هذه الشريعة؟
    من المؤكد أنّ الجواب سيكون لا؛ وذلك لأسباب كثيرة أوضحها وأبينها أن الناس لا يتحملون شريعة السبعة وعشرين جزءاً إلا إذا وحدوا الله بالسبعة وعشرين جزءاً التي كلف الإمام المهدي (ع) بنشرها وبثها بين الناس، والحمد لله وحده. ]

    مقدمة كتاب شرائع الاسلام [هذا الكتاب: هو (شرائع الإسلام) في مسائل الحلال والحرام، للعالم الفاضل والولي الناصح لآل محمد (ع) أبي القاسم نجم الدين جعفر بن الحسن (رحمه الله) وقد بذل ما بوسعه لمعرفة أحكام شريعة الإسلام من روايات الرسول والأئمة (ع)، ولكنه اخطأ في مقام وتردد في آخر لا عن تقصير بل عن قصور لا سبيل له على دفعه.
    وقد قمت بتصحيحه وبيان أحكام شريعـة الإسلام بما عرفته من الإمام المهدي (ع)، وبحسب ما أمرني الإمام المهدي (ع) أن أُبين ما يقال وحضر أهله وحان وقته وان أحيل ما لم يحن وقته إلى وقته، ومن يخالف هذه الأحكام فهو يخالف الإمام المهدي (ع):
    ﴿قَالَ رَبِّ احْكُمْ بِالْحَقِّ وَرَبُّنَا الرَّحْمَنُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ﴾ الأنبياء:112.
    وأعتذر إلى الله ورسوله والإمام المهدي (ع) من التقصير، واسأل الله أن يغفر لي ما تقدم من ذنبي وما تأخر.
    يا عظيم إغفر لي الذنب العظيم إنه لا يغفر الذنب العظيم إلا العظيم:
    ﴿إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحاً مُبِيناً * لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ وَيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَيَهْدِيَكَ صِرَاطاً مُسْتَقِيماً﴾ الفتح:1-2.
    المذنب المقصر
    أحمد الحسن 15 / شعبان / 1426هـ ق ]

    المنير ج3 من السؤال 236 [ 7- سيدي، قلت في كتاب الشرائع أن أقل مدة لزواج المتعة هي 6 أشهر ولكن روينا عن آبائك خلاف هذا فهناك الساعة و الساعتين ؟ فكيف ذلك ؟
    ج س 7: الأحكام الشرعية تنسخ يرحمك الله وما أهون هذا الذي ترويه فقد يأتي ما هو أعظم بكثير، وبالنسبة للزواج المنقطع فقد أكد عليه الأئمة؛ لأنه تشريع الهي وأرادوا أن يبقى ولا يندرس، بل وحتى التأكيد على استحبابه كان لهذه العلة أي لأنه إحياء لشريعة أراد لها الطاغوت والشيطان أن تندرس، أما اليوم فالأمر مختلف فالزواج المنقطع ثابت ويعرفه الناس المخالف والموالف، بل وفيه حل لكثير من المشاكل الاجتماعية والأخلاقية، لو قبل الناس ما جئت به من المدة وهي ستة أشهر والإشهاد أو الإشهار فإن هذا سيضمن حق المرأة والأبناء ولن يجعل المرأة سلعة رخيصة لقضاء الوطر فقط. ]

    [ سؤال/ 86: ما معنى هذه الآيات: ﴿مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا أَوْ مِثْلِهَا أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾ ، وقال تعالى: ﴿وَإِذَا بَدَّلْنَا آيَةً مَكَانَ آيَةٍ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يُنَزِّلُ قَالُوا إِنَّمَا أَنْتَ مُفْتَرٍ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ﴾ ؟
    الجواب: الناسخ والمنسوخ سنة من سنن الله سبحانه وتعالى في الشرائع السماوية حتى قبل الإسلام، فقد حرَّم الله على اليهود أموراً، ثم بعث عيسى (ع) ليحل لهم ما حُرِّم عليهم، قال تعالى: ﴿فَبِظُلْمٍ مِنَ الَّذِينَ هَادُوا حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ طَيِّبَاتٍ أُحِلَّتْ لَهُمْ وَبِصَدِّهِمْ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ كَثِيراً﴾. وعيسى (ع) في القرآن يقول: ﴿وَلِأُحِلَّ لَكُمْ بَعْضَ الَّذِي حُرِّمَ عَلَيْكُمْ وَجِئْتُكُمْ بِآيَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ﴾.
    وفيه حِكَمٌ كثيرة لا تقل عن الحِكَم التي في المحكم والمتشابه، بل إنّ الناسخ والمنسوخ من المتشابه، ولا يعلمه إلا المعصوم، أو مَنْ أطلعه عليه. والمنسوخ سواء كان شريعة بأكملها، أو حكماً معيناً فهو كان قانون وشريعة الله في يوم من الأيام، فيجب الإيمان به واحترامه وتقديسه؛ لأنه أمر من أوامر الله سبحانه وتعالى.
    ويبقى أنّ للمنسوخ كرّة ورجعة في زمن القائم (ع)، فيحكم (ع) بالشرائع السابقة، حتى ينتهي إلى الإسلام، ويعترض عليه بعض أنصاره كما ورد في الروايات عن أهل البيت (ع)، لأنه يحكم بحكم الأنبياء السابقين وبشرائعهم، وهي مخالفة للإسلام كما هو معلوم.
    ومن أسباب حكم القائم بالشرائع السابقة هو أنه منفّذ لدين الله في أرضه، وجميع الأنبياء والمرسلين كانوا مبشرين ومنذرين، ولم تأخذ شرائعهم حقها في أرض الواقع والتنفيذ، قال تعالى: ﴿شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحاً وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ اللَّهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ يُنِيبُ﴾.
    والذين شرّع لهم الدين هم: آل محمد (ع)؛ لأنهم ورثة الأنبـياء، وهذه الآية تخصّ القائـم (ع) وبه نزلت وإياه عنت.
    وقال تعالى مخاطباً سليمـان (ع): ﴿هَذَا عَطَاؤُنَا فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ بِغَيْرِ حِسَابٍ﴾ ، والقائم (ع) هو سليمان آل محمد (ع) فالأمر مخول له يقضي بما شاء، بما علمه الله سبحانه وتعالى من علمه.
    وفي الرواية عن الباقر (ع): (يقضي القائم بقضايا ينكرها بعض أصحابه ممن ضرب قدامه بالسيف وهو قضاء آدم (ع) فيقدمهم فيضرب أعناقهم، ثم يقضي الثانية فينكرها قوم آخرون ممن قد ضرب قدامه بالسيف وهو قضاء داود (ع) فيقدمهم فيضرب أعناقهم، ثم يقضي الثالثة فينكرها قوم آخرون ممن قد ضرب قدامه بالسيف وهو قضاء إبراهيم (ع) فيقدمهم فيضرب أعناقهم، ثم يقضي الرابعة وهو قضاء محمد (ص) فلا ينكرها أحد عليه).
    ومن الآيات المنسوخة التي يعمل بها القائم (ع) هي: ﴿لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَو تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللَّه﴾.
    فهذه الآية منسوخة بالآيات التي تليها من سورة البقرة، ومع ذلك فإنّ القائم (ع) يعمل بهذه الآيـة المنسوخـة كما ورد في الروايات عن أهل البيت (ع)، فهو يقتل رجلاً ممن ضرب بالسيف بين يديه، فيقول لهم أضجعوه واضربوا عنقه مع أنه لم يصدر منه شيء ظاهر مخالف للشريعة ويستحق عليه القتل، ولكنّ القائم (ع) يحاسب هذا الرجل على ما في نفسه، فعن الصادق (ع) قال: (بينا الرجل على رأس القائم (ع) يأمره وينهاه إذ قال أديروه، فيديرونه إلى قدامه فيأمر بضرب عنقه، فلا يبقى في الخافقين شيء إلا خافه).
    وعن الباقر (ع) قال: (إنما سمي المهدي؛ لأنه يهدي إلى أمر قد خفي حتى أنه يبعث إلى رجل لا يعلم الناس له ذنباً فيقتله).
    وعن معاوية الدهني عن أبي عبد الله في قول الله تعالى: ﴿يُعْرَفُ الْمُجْرِمُونَ بِسِيمَاهُمْ فَيُؤْخَذُ بِالنَّوَاصِي وَالْأَقْدَامِ﴾ ، فقال: يا معاوية ما يقولون في هذا، قلت: يزعمون أنّ الله تبارك وتعالى يعرف المجرمين بسيماهم في القيامة، فيأمر بهم فيؤخذ بنواصيهم وأقدامهم فيلقون في النار، فقال (ع) لي: وكيف يحتاج الجبار تبارك وتعالى إلى معرفة خلق أنشأهم وهم خلقه ؟ فقلت جعلت فداك وما ذلك؟ قال: لو قام قائمنا أعطاه الله السيماء فيأمر بالكافر فيؤخذ بنواصيهم وأقدامهم ثم يخبط بالسيف خبطاً).
    ولتتضح الصورة أكثر أسلّط الضوء قليلاً على هذه الآية المنسوخة: ﴿لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَو تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللَّه﴾ فالآيات التي نسختها، وهي: ﴿.... لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ ...﴾، بالحقيقة مشروطة بالآيات التي قبلها، وهي الإيمان بالله وبما أنزل إلى الرسول وبالملائكة وبالكتب السماوية وعدم التفريق بينها. ومن الإيمان بهذه الكتب والأنبياء الذين جاءوا بها، هو قبول عمل القائـم (ع) بها، والتسليم له إذا حكم بحكـم ورد فيها، وإن كان مخالفاً لحكم الإسـلام، فالقائـم (ع) معصوم ولا يصدر منه إلا الحق، وقد ورد في الروايات أنه يأتي بإسلام جديد.
    عن عبد الله بن عطا، قال: سألت الباقر (ع)، فقلت: إذا قام القائم بأي سيرة يسير في الناس؟ فقال: (يهدم ما قبله كما صنع رسول الله (ص) ويستأنف الإسلام جديداً).
    وعن الباقر (ع)، قال: ( إنّ قائمنا إذا قام دعا الناس إلى أمر جديد، كما دعا إليه رسول الله (ص)، وأنّ الإسلام بدأ غريباً، وسيعود غريباً كما بدأ، فطوبى للغرباء).
    وما بقاء الخضر وإيليا وعيسى (ع) إلا ليشهدوا للناس أنّ حكم القائم (ع) هو ما جاء به آدم ونوح وإبراهيم وموسى وعيسى (ع). ثم إنه في النهاية يحكم بحكم الإسلام وبما جاء به محمـد (ص) مع أنه لا تعارض حقيقي بين ما جاء به الأنبياء السابقون وما جاء به محمد (ص). ]

    اللهم وأحي بوليك القرآن، وأرنا نوره سرمدا لا ظلمة فيه، وأحي به القلوب الميتة، واشف به الصدور الوغرة، واجمع به الأهواء المختلفة على الحق وأقم به الحدود المعطلة، والأحكام المهملة، حتى لا يبقى حق إلا ظهر، ولا عدل إلا زهر، واجعلنا يا رب من أعوانه، وممن يقوي سلطانه، والمؤتمرين لأمره والراضين بفعله، والمسلمين لأحكامه، وممن لا حاجة به إلى التقية من خلقك. أنت يا رب الذي تكشف السوء، وتجيب المضطر إذا دعاك، وتنجي من الكرب العظيم، فاكشف الضر عن وليك، واجعله خليفتك في أرضك كما ضمنت له. اللهم ولا تجعلنا من خصماء آل محمد، ولا تجعلنا من أعداء آل محمد، ولا تجعلني من أهل الحنق والغيظ على آل محمد، فاني أعوذ بك من ذلك، فأعذني وأستجير بك فأجرني. اللهم صل على محمد وآل محمد، واجعلني بهم فائزا عندك في الدنيا والآخرة ومن المقربين.
    واستغفر الله لي ولكم والحمدلله رب العالمين
    (بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ * مَلِكِ النَّاسِ * إِلَٰهِ النَّاسِ * مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ * الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ * مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ)
Working...
X
😀
🥰
🤢
😎
😡
👍
👎