إعـــــــلان

Collapse
No announcement yet.

خطبة الجمعة بتاريخ 11 شوال 1435 هجري - التقليد في ميزان النقد

Collapse
X
 
  • Filter
  • الوقت
  • Show
Clear All
new posts
  • ابو شهاب 313
    عضو جديد
    • 30-12-2013
    • 27

    خطبة الجمعة بتاريخ 11 شوال 1435 هجري - التقليد في ميزان النقد

    التقليد في ميزان النقد
    بسم الله الرحمن الرحيم
    اللهم صل على محمد و آل محمد الائمة و المهديين و سلم تسليما كثيرا
    . الحمد لله مالك الملك، مجري الفلك مسخر الرياح، فالق الإصباح، ديان الدين، رب العالمين، الحمد لله الذي من خشيته ترعد السماء وسكانها وترجف الأرض وعمارها، وتموج البحار ومن يسبح في غمراتها.اللهم صل على محمد وآل محمد، الفلك الجارية في اللجج الغامرة، يأمن من ركبها، ويغرق من تركها، المتقدم لهم مارق، والمتأخر عنهم زاهق، واللازم لهم لاحق. الحمد لله الذي لا يبلغ مدحته القائلون. ولا يحصي نعماءه العادون. ولا يؤدي حقه المجتهدون، الذي لا يدركه بعد الهمم ولا يناله غوص الفطن. الذي ليس لصفته حد محدود ولا نعت موجود. ولا وقت معدود ولا أجل ممدود.



    ليس التقليد مستحدثاً أو طارئاً بل إنه يضرب في جذور التأريخ البعيدة، فهذا القرآن الكريم يحدثنا عن الأقوام السابقة وإنها إنما عادت الرسل وحاربتهم باسم التقليد، ودفاعاً عن التقليد: {وَكَذَلِكَ مَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ فِي قَرْيَةٍ مِّن نَّذِيرٍ إِلَّا قَالَ مُتْرَفُوهَا إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِم مُّقْتَدُونَ }الزخرف23، {بَلْ قَالُوا إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِم مُّهْتَدُونَ }الزخرف22.
    ولعلنا جميعاً اليوم نلمس لمس اليد الآثار السلبية للتقليد، حتى لقد بلغ الحال بالأمة أن تجد الأسرة الواحدة مختلفين فيما بينهم فهذا يقلد فلاناً من الناس وذاك يقلد غيره، ولا أريد أن أتكلم عن انعكاسات الاختلاف في التقليد على مسألة التعديل والتفسيق، وترك الصلاة خلف من يقلد غير من يقلده المصلي، حتى لقد اعترف السيد محمد حسين فضل الله اعترافاً خطيراً للغاية فقال: ((إن المشكلة التي نواجهها في تعدد المرجعيات هي المشكلة التي نواجهها في تعدد المذاهب الفقهية لأن المرجعيات هي مذاهب فقهية متعددة من خلال طبيعة تنوع الفتاوى)) [المعالم الجديدة للمرجعية الشيعية ص117].
    السيد فضل الله بكلمة أخرى يقول أن تعدد المرجعيات هو نفس تعدد المذاهب، فتعدد المذاهب نتيجة لاختلاف التقليد كما هو واضح.
    والمراجع مختلفون إلى حد أن كل واحد منهم يقول بأنه الأعلم ، وأنه لا يجوز تقليد سواه وهذا واضح في الرسائل العملية لان كل منهم – إلا ما ندر – قد أصدر رسالة عملية قال فيها بعدم جواز تقليد غير الأعلم وبما انه قد أصدر رسالته العملية إذن هو يدعو الناس إلى تقليده على أنه هو الأعلم، وهو الأمر الذي صرح به السيد محمد الصدر رحمه الله.
    أقول: لو كان الفقهاء يتبعون ما ورد عن الثقلين كتاب الله والعترة الطاهرة عليهم السلام لما اختلفوا فيما بينهم في مسألة فقهية واحدة. يقول الإمام علي عليه السلام: ((ترد على أحدهم القضية في حكم من الأحكام ، فيحكم فيها برأيه ثم ترد تلك القضية بعينها على غيره فيحكم فيها بخلاف قوله ، ثم يجتمع القضاة بذلك عند الإمام الذي استقضاهم فيصوب آراءهم جميعا. وإلههم واحد ، ونبيهم واحد ، وكتابهم واحد أفأمرهم الله – سبحانه – بالاختلاف فأطاعوه ! أم نهاهم عنه فعصوه ! أم أنزل الله سبحانه دينا ناقصا فاستعان بهم على إتمامه ! أم كانوا شركاء له فلهم أن يقولوا وعليه أن يرضى؟ ! أم أنزل الله سبحانه دينا تاما فقصر الرسول صلى الله عليه وآله عن تبليغه وأدائه ، والله سبحانه يقول: ” ما فرطنا في الكتاب من شئ ” وفيه تبيان لكل شئ وذكر أن الكتاب يصدق بعضه بعضا)) [نهج البلاغة قسم الخطب ، الخطبة رقم 18].
    وقال تعالى: { أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفاً كَثِيرا } النساء82. وقال الصادق (عليه السلام): (الحكم حكمان: حكم الله وحكم الجاهلية فمن أخطأ حكم الله حكم بحكم الجاهلية) الكافي – الشيخ الكليني – ج 7 – ص 407.
    فلو كانت الأحكام صادرة بحكم الله لما كان اختلاف في الدين من الأساس بل يؤخذ من الحق ضغث ومن الباطل ضغث، كما قال الأمير عليه السلام: ((وإنما بدء وقوع الفتن أهواء تتبع وأحكام تبتدع ، يخالف فيها كتاب الله ، يتولى فيها رجال رجالا ، ألا إن الحق لو خلص لم يكن اختلاف ، ولو أن الباطل خلص لم يخف على ذي حجى ، لكنه يؤخذ من هذا ضغث ومن هذا ضغث ، فيمزجان فيجعلان معا ، فهنالك يستولي الشيطان على أوليائه ونجا الذين سبقت لهم من الله الحسنى ، إني سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: كيف أنتم إذا لبستكم فتنة يربو فيها الصغير ويهرم فيها الكبير ، يجري الناس عليها ويتخذونها سنة ، فإذا غير منها شئ قيل: قد غيرت السنة وقد أتى الناس منكرا؟ ! ثم تشتد البلية وتسبى الذرية ، وتدقهم الفتنة كما تدق النار الحطب ، وكما تدق الرحا بثفالها، ويتفقهون لغير الله ويتعلمون لغير العمل ، ويطلبون الدنيا بأعمال الآخرة) [بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج 2 - ص 315 – 316].
    وجدير بالذكر أن مسالة التقليد و وجوبه لم يكن لها وجود في كتب قدماء الإمامية ولعل أقدم من قال بوجوب التقليد وخصص له باباً مستقلاً هو السيد محمد كاظم اليزدي المتوفي سنة 1337هـ في كتابه العروة الوثقى وهو من اشهر الكتب من حيث تعليقات الفقهاء عليه فقد علق عليه اغلب الفقهاء. فقد قال السيد في المسألة السابعة ما نصه: (عمل العامي بلا تقليد ولا احتياط باطل) العروة الوثقى ج 1 – ص 13. قد يتفاجئ البعض من هذا التصريح حين يأخذ بين يديه أحد المصنفات لقدماء الامامية كأمثال الشيخ الكليني والعلامة المجلسي والحر العاملي وغيرهم من دعائم وجبال عصر الغيبة ليجد في كتاباتهم ما يذم التقليد ذما كبيراً وليس على لسانهم فحسب بل قد أوردوا من روايات أهل البيت (عليهم السلام) الكثير الذي يجعلك تشمئز من كلمة التقليد. فهذا الشيخ الكليني قد أفرد باباً كاملاً في كتابه الكافي وسماه باب التقليد وأورد العديد من الروايات الناهية عن تقليد غير المعصوم (عليه السلام) ولم يذكر ولو رواية تقول بتقليد الفقهاء ومن هذه الروايات: (عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قلت له: ” اتَّخَذُواْ أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِّن دُونِ اللهِ “؟ فقال: ” أما والله ما دعوهم إلى عبادة أنفسهم ، ولو دعوهم ما أجابوهم ، ولكن أحلوا لهم حراما ، وحرموا عليهم حلالا فعبدوهم من حيث لا يشعرون) الكافي – الشيخ الكليني – ج 1 – ص 53 باب التقليد.
    ولعل سائل يُشكل فيقول: إن التقليد المنهي عنه هو التقليد في أصول الدين وليس في الفروع وان فقهاء الشيعة مجمعين على تحريمه في الأصول؟
    أقول: إن الرواية تقول (من قلد في دينه هلك) ومن المعلوم أن الدين جامع للأصول والفروع معاً، بل لو تأمل القارئ كلام الإمام الصادق (عليه السلام) لوجد أن التقليد المنهي عنه في الرواية يخص الفروع أكثر من الأصول والدليل على ذلك هو ربط دليل حرمة التقليد والتحذير منه مع حرمة إتباع الأحبار والرهبان وتقليدهم والتحذير منهم لأنهم قد احلوا حراما وحرموا حلالاً فقلدهم العوام في ذلك ونحن نعلم جميعنا ان الفروع هي الحاوية على مسائل الحلال والحرام وليست الأصول كما هو معلوم ومن هذا نفهم تحذير الامام من التقليد في الفروع والاصول وذلك لقوله (عليه السلام): (من قلد في دينه هلك) والدين المنهي عن التقليد فيه هو الدين أي الجامع لأصوله وفروعه.
    وقال الشيخ محمّد بن الحسن الطوسي الملقب بشيخ الطائفة في كتابه الاقتصاد: (التقليد إن أريد به قبول قول الغير من غير حجة – وهو حقيقة التقليد – فذلك قبيح في العقول ، لأن فيه إقداما على ما لا يأمن كون ما يعتقده عند التقليد جهلا لتعريه من الدليل ، والإقدام على ذلك قبيح في العقول. ولأنه ليس في العقول تقليد الموحد أولى من تقليد الملحد إذا رفعنا النظر والبحث عن أوهامنا ولا يجوز أن يتساوى الحق والباطل) [الاقتصاد - الشيخ الطوسي - ص 10 – 11]. وهذا التعريف من قبل الشيخ يوحي بأن التقليد كان ممنوعاً في زمن الطوسي على اقل التقادير. وكتب الحر العاملي صاحب وسائل الشيعة باباً كاملا تحت عنوان (باب عدم جواز تقليد غير المعصوم (عليه السلام)..) ذكر فيه عدد كبير من الروايات التي جاءت تنهى عن تقليد غير المعصوم منها ما جاء عن محمد بن خالد عن أخيه قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): (إياك والرياسة فما طلبها أحد إلا هلك ، فقلت: قد هلكنا إذن ليس أحد منا إلا وهو يحب أن يذكر ويقصد ويؤخذ عنه ، فقال: ليس حيث تذهب ، إنما ذلك أن تنصب رجلا دون الحجة فتصدقه في كل ما قال وتدعو الناس إلى قوله) [وسائل الشيعة - الحر العاملي - ج 27 - ص 129].
    ونقل العاملي عن علي بن إبراهيم في تفسيره عند قوله تعالى: (وَالشُّعَرَاء يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ) قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): (نزلت في الذين غيروا دين الله وتركوا ما أمر الله ، ولكن هل رأيتم شاعرا قط تبعه أحد ، إنما عنى بهم: الذين وضعوا دينا بآرائهم فتبعهم الناس على ذلك – إلى أن قال: (إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات) وهم أمير المؤمنين (عليه السلام) وولده (عليهم السلام)) [وسائل الشيعة (آل البيت) - الحر العاملي - ج 27 - ص 132 –133]. ونقل عن أبان قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: (يا معشر الأحداث ! اتقوا الله ولا تأتوا الرؤساء وغيرهم حتى يصيروا أذنابا ، لا تتخذوا الرجال ولائج من دون الله ، إنّا والله خير لكم منهم ، ثم ضرب بيده إلى صدره) [وسائل الشيعة (آل البيت) - الحر العاملي - ج 27 - ص 133].
    ومع ذلك حاول العديد من المهتمين بإثبات حجية التقليد ايجاد المداخل والمنافذ للدخول الى هذا الباب من جهة القدماء فلم يستطيعوا اثبات ذلك الى ان اعترفوا في كتبهم ومن خلال كلامهم ان لا دليل على مبدأ التقليد غير الدليل العقلي وهذا ما نلاحظه في قول السيد الخوئي في كتاب الاجتهاد والتقليد حين تحدث عن دليل التقليد قائلاً: (ثم إن التكلم في مفهوم التقليد لا يكاد أن يترتب عليه ثمرة فقهية اللهم إلا في النذر. وذلك لعدم وروده في شئ من الروايات. نعم ورد في رواية الاحتجاج فأما من كان من الفقهاء صائنا لنفسه ، حافظا لدينه مخالفا على هواه. مطيعا لأمر مولاه فللعوام أن يقلدوه إلا أنها رواية مرسلة غير قابلة للاعتماد) [كتاب الاجتهاد والتقليد - السيد الخوئي - شرح ص 81].
    لقد أقر السيد الخوئي مسألة غايه في الخطورة وهو كون التقليد لم يرد في شيء من الروايات وهنا يتبادر الى الاذهان سؤال مهم جدا وهو كيف ان الاسلام هذا الدين العظيم الذي جاء ناسخا لكل الاديان هذا الدين الذي ليس واقعة إلا ولها حكم في دستوره هذا الدين الذي وضع أحكاماً حتى لبيت الخلاء فهل يعقل أن يترك الإسلام هذه المسألة المهمة دون بيان! سور كوثر

    الخطبة الثانية
    الحَمْدُ للهِ قَبْلَ كُلِّ أَحَدٍ وَالحَمْدُ للهِ بَعْدَ كُلِّ أَحَدٍ وَالحَمْدُ للهِ مَعَ كُلِّ أَحَدٍ وَالحَمْدُ للهِ يَبْقى رَبُّنا وَيَفْنى كُلُّ أَحَدٍ، وَالحَمْدُ للهِ أَبَدَ الأبَدِ وَمَعَ الأبَدِ مِمّا لا يُحْصِيهِ العَدَدُ وَلا يُفْنِيهِ الأمَدُ وَلا يَقْطَعُهُ الأبَدُ، وَتَبارَكَ الله أَحْسَنُ الخالِقِينَ.
    والصلاة والسلام على أشرف الخلق محمد وآله الطيبين الطاهرين الأئمة والمهديين. اللهم صل على محمد المصطفى، وعلى علي المرتضى، وعلى فاطمة الزهراء، وعلى الحسن الزكي، وعلى الحسين الشهيد، وعلى التسعة المعصومين من ولد الحسين؛ السجاد علي، والباقر محمد، والصادق جعفر، والكاظم موسى، والرضا علي، والتقي محمد، والنقي علي، والزكي العسكري، والحجة الخلف القائم المهديالحجة ابن الحسن العسكرى صاحب الزمان وشريك القرآن وامام الانس والجان وعلى وصيه ووليه وابنه وحبيبه ويمانيه احمد الحسن وعلى اولاده المهدين الاحد عشر مهدى مهدى الى قيام الساعة.



    لقد جعل الفقهاء أعمال العباد بين القبول والرفض فالمقلد للفقيه قد قبل عمله أحسن القبول والمتهاون في التقليد قد حبط عمله وقد خسر الدنيا والاخرة فهل يعقل هذا الامر يا أصحاب العقول؟ هل يعقل ان نعطي بعقولنا مقاماً للتقليد كمقام الولاية للمعصوم (عليه السلام) بل أكثر بكثير؟ هل ترك الدين هذه المسألة الحساسة دون ان يعير لها أهميه كما أشار المحقق الخوئي؟ فإذا كانت بهذا الحجم وبهذا الوجوب الذي صورة الفقهاء لعوام الشيعة وجب على الدين والمشرع بيانها وإلا فالدين ليس بكامل وقد أكمل مبانيه الفقهاء باستحداثهم لوجوب التقليد على العوام.
    اليوم يمتحن الناس بقضية الإمام المهدي عليه السلام بإرسال رسول منه هو وصيه ويمانيه السيد احمد الحسن عليه السلام ويعمد اغلب الناس عند السماع بهذا الاسم او بهذه الدعوة الى الفقهاء او رجال الدين للسؤال عنها وعن صدقها وأدلتها ولعله أكثر الاسألة التي تطرح على المعتقدين بهذا المعتقد وهم أنصار الإمام المهدي عليه السلام هو هذا السؤال : ماذا قال عنه رجال الدين؟
    قال تعالى: (وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنزَلَ اللّهُ قَالُواْ بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ شَيْئاً وَلاَ يَهْتَدُونَ) البقرة170
    {وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءنَا أَوَلَوْ كَانَ الشَّيْطَانُ يَدْعُوهُمْ إِلَى عَذَابِ السَّعِيرِ ) لقمان21
    وهذا تقليد واضح أمام العقيدة التي اتى بها الأنبياء وخلفاء الله سبحانه وهذا الاحتجاج المستمر من المخالفين لدعوات الله سبحانه وهو إتباع الإباء او الملأ ﴿قَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ إِنَّا لَنَرَاكَ فِي سَفَاهَةٍ﴾ ومعروف ان الملأ هم كبار القوم وفقهائهم ويبقى الضعيف او الفقير تحت سيطرة هؤلاء الملأ وتابع لهم لانه يردد ما يقولونه له دون تفكر ودون تدبر فتجد ان انبياء الله ورسله عانوا من هؤلاء الذين يقلدون في العقيدة ﴿قَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا مِنْ قَوْمِهِ لِلَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِمَنْ آمَنَ مِنْهُمْ أَتَعْلَمُونَ أَنَّ صَالِحاً مُرْسَلٌ مِنْ رَبِّهِ قَالُوا إِنَّا بِمَا أُرْسِلَ بِهِ مُؤْمِنُونَ * قَالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا بِالَّذِي آمَنْتُمْ بِهِ كَافِرُونَ﴾ وعندما يتوجه الناس لسؤالهم فيكون الرد هكذا (فَقَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِن قَوْمِهِ مَا هَذَا إِلَّا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُرِيدُ أَن يَتَفَضَّلَ عَلَيْكُمْ وَلَوْ شَاء اللَّهُ لَأَنزَلَ مَلَائِكَةً مَّا سَمِعْنَا بِهَذَا فِي آبَائِنَا الْأَوَّلِينَ ) او يكون الرد بخدعة اكبر ويوهمون الناس انهم اصحاب العلم ويعرفون كل شيء فيكون جوابهم (فَلَمَّا جَاءهُم مُّوسَى بِآيَاتِنَا بَيِّنَاتٍ قَالُوا مَا هَذَا إِلَّا سِحْرٌ مُّفْتَرًى وَمَا سَمِعْنَا بِهَذَا فِي آبَائِنَا الْأَوَّلِينَ ) وكانهم لم يسمعوا بشارات الأنبياء والرسل بموسى عليه السلام قائم بني إسرائيل عليه السلام. واليوم هل يتكرر الأمر من جديد !! هل يقلد الناس في أمر عقيدتهم !!
    كثرت التساؤلات في الاونة الاخيرة حول موضوع ( تقليد الفقهاء او الاخذ من الفقهاء) اثناء غيبة الامام المهدي عليه السلام . وهناك علامة استفهام كبيرة تحيط بهذا الموضوع. يسأل السائل: الى من نرجع في زمن الغيبة؟ ممن نأخذ مستجدات الدين ؟
    بسبب هذه الاسئلة اوجب الناس على انفسهم اتباع الفقهاء في اخر الزمان و الاخذ منهم ، ووجدوا ان من الاسهل الرجوع الى الفقيه الذي يقضي عشرات من السنين في الدراسة و البحث و القراءة و التفقه وكونهم الاقدر على التشخيص كما يوصفوهم والخ... مثل ما يقول المثل (( ذبها براس عالم واطلع منها سالم)).
    سؤال احب ان اطرحه على كل طالب حق وكل شيعي او من يقول بأنه فعلا تابع لمحمد و آل محمد عليهم افضل الصلاة و السلام، هل سألت اهل البيت عن الاخذ من الفقهاء ؟ قبل ان توجب على نفسك هذا الامر؟ بالطبع لا ، كونك اوجبت على نفسك امر باطل عند الله سبحانه و اهل البيت عليهم الصلاة و السلام.. اضع بين ايديكم هذه الرواية التي تجيب على كل تساؤلاتكم ان كنتم فعلا تابعين لأهل البيت عليهم السلام و تأخذون بأقوالهم.
    الكافي: ج 1 ص 371 ح 3 - علي بن محمد رفعه، عن علي بن أبي حمزة، عن أبي بصير قال: قلت لابي عبد الله عليه السلام: جعلت فداك متى الفرج ؟ فقال: - (القائم إمام ابن إمام، يأخذون منه حلالهم وحرامهم قبل قيامه، قلت: أصلحك الله إذا فقد الناس الامام عمن يأخذون ؟ قال: إذا كان ذلك فأحب من كنت تحب وانتظر الفرج فما أسرع ما يأتيك)] قال: إذا كان ذلك فأحب من كنت تحب وانتظر الفرج فما أسرع ما يأتيك.. الامام الصادق يقول ( انتظر) ولم يقل قلد او خذ من الفقهاء..
    واعلموا احبتي طلاب الحق .. ان الله سبحانه و تعالى اوجب علينا التفقه في الدين ولم يستثني احدا بقوله سبحانه (( وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ)) اي ليعرفون عن آل محمد ص. وان الناس ثلاث اصناف .. عن الصادق (ع) انه قال : (يَغْدُو النَّاسُ عَلَى ثَلَاثَةِ أَصْنَافٍ عَالِمٍ وَمُتَعَلِّمٍ وَغُثَاءٍ فَنَحْنُ الْعُلَمَاءُ وَشِيعَتُنَا الْمُتَعَلِّمُونَ وَسَائِرُ النَّاسِ غُثَاءٌ ) الكافي ج : 1 ص 51
    قال الإمام علي بن الحسين (ع) : إن دين الله لا يصاب بالعقول الناقصة ، والآراء الباطلة ، والمقاييس الفاسدة ، ولا يصاب إلا بالتسليم ، فمن سلم لنا سلم ، ومن اهتدى بنا هدي ، ومن دان بالقياس والرأي هلك ، ومن وجد في نفسه شيئا مما نقوله أو نقضي به حرجا كفر بالذي أنزل السبع المثاني والقرآن العظيم وهو لا يعلم . بحار الأنوار ج2 ص 303
    اصبح واضحا بحرمة وعدم جواز التقليد في العقيدة ولابد للانسان ان يسعى الى الدليل بنفسه لا ان يقلد احدا في امر العقيدة وهذا ما نصح به السيد احمد الحسن عليه السلام وكانت نصيحته الى الناس كافة فيقول :

    (أيها الناس لا يخدعكم فقهاء الضلال وأعوانهم أقرئوا, ابحثوا, دققوا, تعلموا, واعرفوا الحقيقة بأنفسكم لا تتكلوا على احد ليقرر لكم اخرتكم فتندموا غدا حيث لا ينفعكم الندم (وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَا ) هذه نصيحتي لكم فو الله إنها نصيحة مشفق عليكم رحيم بكم فتدبروها وتبينوا الراعي من الذئاب, تفكروا و تبينوا على أي خط وعلى أي منهج كان الحسين عليه السلام وعلى أي خط وعلى أي منهج كان أعدائه الذين قاتلوا الحسين عليه السلام).
    اللهم انا نسالك بحق من اصطفيتهم من خلقك ولم تجعل في خلقك مثلهم احد الائمة والمهديين صلواتك عليهم اجمعين ان تمكن لقائم ال محمد ص وان تنجز لمحمد وال محمد الائمة والمهديين صلواتك عليهم اجمعين ما وعدتهم من النصر والتمكين انك نعم المولى ونعم النصير اللهم ونسالك بحق احب الخلق اليك محمد وال محمد الائمة والمهديين صلواتك عليهم اجمعين ان تؤلف بين قلوب الانصار وتوفقهم للعمل بين يدي قائم ال محمد ص وان تختم لهم بالحسنى وان تمن على مرضاهم بالشفاء والصحة وعلى موتاهم بالرحمة والمغفرة وعلى مسافريهم بالوصول الى مقاصدهم سالمين غانمين وان تمن على احياءهم باللطف والكرامة وعلى فقرائهم بالغنى والثروة انك نعم المجيب واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وال محمد الائمة والمهديين وسلم تسليما - سورة التوحيد
Working...
X
😀
🥰
🤢
😎
😡
👍
👎