إعـــــــلان

Collapse
No announcement yet.

جانب من خطبة الجمعة في حسينية الكاظمية المقدسة بتاريخ الرابع من شوال عام 1434هجري قمري

Collapse
X
 
  • Filter
  • الوقت
  • Show
Clear All
new posts
  • شيخ نعيم الشمري
    عضو جديد
    • 05-03-2013
    • 94

    جانب من خطبة الجمعة في حسينية الكاظمية المقدسة بتاريخ الرابع من شوال عام 1434هجري قمري

    بسم الله الرحمن الرحيم
    والحمد لله رب العالمين وصلى اللهم على محمد وال محمد الائمة والمهديين وسلم تسليما
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته انصار الله في البدء نهنئ ونبارك لخير خلق الله طرا نبينا وحبيبنا وحبيب اله رب لعالمين ابي القاسم محمد ص ومولانا امير االمؤمنين علي ع ومولاتنا فاطمة الزهراء والائمة الاطهار لاسيما بقية الله في ارضه الامام المهدي ع ووصيه ورسوله الامام احمد الحسن ع بمناسبة حلول عيد الفطر المبارك سالين العلي القدير ان يجعل هذا العام فرحا وسرورا لال محمد ع بتمكين قائم ال محمد ع كما ونهنئ شيعة اهل البيت لاسيما انصار الله بحلول عيد الفطر المبارك
    اخواني بما ان ادخال السرور الحقيقي على قلب اهل البيت ع هو باظهار ما بعث من اجله الانبياء والمرسلين واظهار ما عانا من اجله رسول الله ص واستشهد من اجله ال محمد ع وهو تثبيت وتطبيق حاكمية الله على الارض والمطبق والمثبت لها هو قائم ال محمد ع في هذا الزمان الطريد الشريد ع المدفوع عن حقه بسب حسد البعض وجهل الاخرين احببنا ان نساهم في رفع حجر وضعه البعض في طريق ل محمد ع الا وهو توقيع السمري
    ففي مثل هذا اليوم الرابع من شوال وقعة الغيبة التامة للامام المهدي ع بوفاة السفير الرابع اخر السفراء المعلن عنهم وعلى يد هذا السفير صدر التوقيع من الناحية المقدسة
    وهذا التوقيع ذكره الشيخ الصدوق في كمال الدّين وتمام النعمه (وهو المصدر الوحيد الّذي نقله) والّذي بموجبه قد حكم البعض بانتهاء مرحلة الوكلاء, وتكذيب من ادعى رؤية ومشاهدة الامام ع وقبل البدء إليكم نص التوقيع
    روى الشيخ الصدوق رحمه الله، فقال: (حدثنا أبو محمد الحسن بن أحمد المكتب قال : كنت بمدينة السلام في السنة التي توفي فيها الشيخ علي بن محمد السمري - قدس الله روحه - فحضرته قبل وفاته بأيام فأخرج إلى الناس توقيعاً نسخته: بسم الله الرحمن الرحيم يا علي بن محمد السمري أعظم الله أجر إخوانك فيك فإنك ميت ما بينك وبين ستة أيام فاجمع أمرك ولا توص إلى أحد يقوم مقامك بعد وفاتك، فقد وقعت الغيبة الثانية - في بعض النسخ : التامة - فلا ظهور إلا بعد إذن الله عز وجل وذلك بعد طول الأمد وقسوة القلوب، وامتلاء الأرض جوراً، وسيأتي شيعتي من يدعي المشاهدة، ألا فمن ادعى المشاهدة قبل خروج السفياني والصيحة فهو كاذب مفتر، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم) كمال الدين وتمام النعمة: ص516.
    ولعدم فهم البعض لهذا التوقيع شرقوا وغربوا والبعض الاخر اختلفت ارائهم ومفاهيمهم في مراد التوقيع الشريف وذلك لان الاحاديث الواردة عن ال محمد ع والتي اكدت ودلت على ان الامام ع يلتقي بخاصته وغير خاصته في غيبته الكبرى
    بالاضافة الى الواقع الذي شهد لقائات مئات المؤمنين وغير المؤمنين بالامام المهدي ع ومنهم من وقف على معاجزه وكراماته ع فما بين التوقيع الذي في ظاهره ينفي لقاء الامام ع باحد وما بين تصديق ما تواتر من لقائات كبار علماء الطائفة واجلئها من هنا اختلفت الاراء وظهرت الاجتهادات فما بين التمسك بالتوقيع الشريف ونفي وتكذيب وتفسيق مئات العلماء و المؤمنين الذين تشرفوا بلقاء الامام ع وما بين تصديق الكثرة المتكاثرة الذين التقوا بالامام ع من هنا اختلفت المفاهيم والاراء
    فالكثير منهم طبل وزمر وحاول الاستدلال بهذا التوقيع على عدم إمكان رؤية الإمام المهدي (ع) في زمن الغيبة الكبرى على الإطلاق !!
    فبمجرد أن تسألهم عن رؤية الإمام المهدي (ع) فلا يجدون رواية يستدلون بها على تكذيب مدعي الرؤية سوى هذه الرواية التي سوف يتبين فيما يأتي إنها غير قطعية الصدور والدلالة ومؤولة ومعارضة بالوقائع الكثيرة ، وسوف يتبين عظم المصيبة الناتجة عن الاستدلال بهذه الرواية على تكذيب مدعي مشاهدة الإمام المهدي (ع) . وسوف نرى إن شاء الله تعالى ذهاب استدلال البعض بهذه الرواية كرماد اشتدت به الريح في يوم عاصف وهذا من فضل الله تعالى وجوده
    والآن نشرع بمناقشة توقيع السمري وعرض آراء العلماء الأجلاء وتحديد دائرة انطباق هذا التوقيع
    اقول : ترد على هذا التوقيع عدة مناقشات لا يحق لمن تدبرها أن يستدل بهذا التوقيع على تكذيب مدعي رؤية الإمام المهدي (ع)
    منها:
    الأوّل: المناقشة من حيث السند (وهي مناقشة على مذاق المدرسة الأصوليّة).
    الثاني: المناقشة من حيث المتن وما يعارضه من الايات والروايات واقوال العلماء
    اما من حيث السند :
    اولا :إن هذا التوقيع خبر آحاد ومرسل عند بعض العلماء ، وخبر الآحاد إذا كان صحيح السند وليس مرسلاً عند الأصوليين لا يفيد علماً ولا عملاً ولا يستدل به في العقائد
    وفي أحسن الأحوال فهو عندهم يفيد العمل في الفقه باعتباره ظني الصدور ، فإيراد هذا التوقيع كدليل على كذب مدعي رؤية الإمام (ع) يكون لغواً وتطويلا بلا طائل ، فالقضية التي نحن بصددها عقائدية .
    وقد علق السيد مصطفى الكاظمي صاحب بشارة الإسلام على هذا التوقيع قائلاً : (( إن التوقيع خبر واحد مرسل فلا يعارض القضايا الكثيرة والوقائع العظيمة التي تلقاها العلماء بالقبول ودونوها في كتبهم وتصانيفهم مع انه معارض لما رواه الكليني والنعماني والشيخ الطوسي بأسانيدهم المعتبرة
    عن أبي عبد الله (ع) قال: ( لابد لصاحب هذا الأمر من غيبة ولابد له في غيبته من عزلة وما بثلاثين من وحشة ) وظاهره كما صرح به شراح الأحاديث انه (ع) يستأنس بثلاثين من أوليائه في غيبته وهؤلاء الثلاثون لابد أن يتبادلوا كل قرن لأنه لم يقدر لهم ما قدر لسيدهم من العمر كما لا يخفى . )) انتهى كلامه ( رحمه الله ) بشارة الإسلام ص146.
    العلامة المجلسي حيث ذكر هذا في (بحارالأنوار:53/318) حيث قال بعد إيراده للحديث الشريف : (أنه خبر واحد مرسل غير موجب علما.

    إضافة إلى أن هذا التوقيع غير قطعي الصدور باعتباره خبر آحاد بل ومرسل على رأي بعض الفقهاء وكذلك ضعيف السند ،

    ومن القائلين بذلك السيد محمد الصدر في موسوعته المهدية حيث قال : وأما كونه خبراً مرسلاً فهو غير صحيح).(تاريخ الغيبة الصغرى:641/دار التعارف 1992) إلا انه مع ذلك يبقى الإشكال قائما بضعف السند فهذا الخبر (لم يكن كافياً لإثبات الحكم الشرعي). (تاريخ الغيبة الصغرى : 641.

    فقد وقع في سند هذا التوقيع )احمد بن الحسن المكتب( كما نص عليه السيد الخوئي في معجم رجال الحديث ( 31 / 182)، أو كما اسماه الشيخ الطبرسي في أعلام الورى ( 2 /260) بـ(الحسن بن احمد المكتب) ، والرجل مجهول الحال لم تذكره كتب الحديث أساساً ،بل هو غير مقطوع بتسميته فتارة يسمى (احمد بن الحسن المكتب) وأخرى الحسن بن احمد المكتب) وثالثة(احمد بن الحسين المكتب) و لم تذكر كتب رجال الحديث ترجمة لهذه الشخصية بأسمائها الثلاث..

    بالاضافة الى ضعف السند ..هي خبر واحد ، ولا يمكن تحصيل العلم من خبر الواحد الثقة ، فضلا عن المرسلة أو المجهولة . وهذا الديدن هو ما سارت عليه المدرسة الأصولية من بدء تأسيسها إلى يومنا هذا

    بل غاية ما يوصلْ إليه خبر الآحاد في نظرهم هي الإفادة الظنية وهو في العقيدة لا يسمن ولا يغني عندهم ، بل غاية ما يمكن هو العمل به في الفقه ، لانه يفيد عملا ولا يفيد علماً (أي يقين) والعقائد لابد فيها من اليقين .

    فخبر الآحاد صحيح السند يؤدي عند المدرسة الأصولية بالإجماع إلى الظن الذي يمكن الاستدلال به في الفقه دون الاستدلال والاعتماد عليه في العقيدة ، فراجع كلامهم حول هذه النقطة في مصادرهم الأصولية والكلامية .

    وبهذا تسقط حجية رواية السمري عن الاستدلال لعدم حجيتها في نظر هؤلاء من ناحية السند حسب قواعدهم العقلية التي وضعوها للاستدلال .

    اما المناقشة من حيث المتن :

    اولا ـ قول الامام عليه السلام لاتوصي لاحد يقوم مقامك ،؟؟؟

    أقول إن صدور التوقيع الشريف على يد السفير الرابع لا يعني بحال أن السفارة قد انتفت، فمن المعلوم إن السفير ليس هو من يعين الخلف له، وإنما مهمته هو إعلام الناس بمن يعينه الإمام (ع)، والإمام (ع) يمكنه بطبيعة الحال أن يعين سفيراً له دون أن يطلب من السفير السابق إذاعة خبره، لاسيما إذا اقتضت الحكمة ذلك،
    وسيأتي عند بيان أسباب الغيبة الكبرى إن الناس كانوا قد أعرضوا عن الإمام وعن سفرائه واستحقوا العقوبة التأديبية، ومنها عدم إذاعة شخص السفير لهم. وعلى أي حال يدل الخبر الذي نقله الطوسي في غيبته إن السفير الرابع حين سألوه عن وصيه قال: ( لله أمر هو بالغه )، ولم يقل لا سفير بعدي، كما هو المتوقع فيما لو كانت السفارة قد انتفت بموته. فالتمسك بالسياق في هذا الصدد تخرص واضح، وتشبث بالمتشابهات.

    بالاضافة الى ذلك أن معاصري السفير الرابع لم يفهموا من صدور التوقيع على يده ما فهمه البعض، فجاءوا له بعد ستة أيام من نسخهم التوقيع وفي لحظات احتضاره يسألونه عن الوصي من بعده!؟
    فلوا كانوا قد فهموا كما فهم البعض اليوم لما عادوا له بعد ستة ايام يسالونه عن الوصي بعده فكان جوابه لهم ( لله أمر هو بالغه )،ولم يقل لا سفير بعدي
    فهل يتوقع احد ان السمري سيتطوع ويوصي الى احد بدون امر الامام ع اكيد لا اذا ماذا نفهم من كلام الامام ع
    نفهم منه ان هناك سفيرا او نائبا او بابا حدده الامام بعده والسمري يعرفه ولكنه لايعرف ان هذا الباب سوف لن يعلن عنه ويكون ظاهرا كما كان السمري وغيره من الابواب .
    ثانيا ـ قول الامام : فقد وقعت الغيبة التامة فلا ظهور إلاّ بعد إذن الله عزّ وجل...
    سؤال : الظهور هنا للامام ع ام للسفراء ؟؟؟
    ان قلنا الظهور هنا للامام ع فالامام ع لم يكن ظاهرا الا بسفرائه أي لم يكن الامام ع ظاهرا لكل شيعته بشخصه بل كان ظاهرا لشيعته بسفرائه ولذا نحن نقول ان الامام في الغيبة الصغرة وهذا الامر ثابت حتى قبل صدور التوقيع اذ لم يكن الامام ظاهرا بل غائبا فلا معنى لهذا الا ان المقصود هو الغيبة التامة وقعت لان الغيبة لم تكن تامة بظهور السفراء وقد تمت الان بخفاء هؤلاء السفراء ايضا عن الناس لان الامة معرضة عن السفراء .
    اذا فلا ظهور الا بعد اذن الله الظهور المقصود به هو للسفراء او الابواب او الرسل وليس للامام ع فالامام كان ظاهرا بسفرائه وغاب غيبته التامة بعدم الاعلان عن سفرائه وسيتم الاعلان بعد اذن الله فاذا اذن الله للامام ع بالفصح عن سفير او وكيل او نائب له انتفت الغيبة التامة لان الظهور مقترن باذن الله . فلا ظهور إلاّ بعد إذن الله عزّ وجل.
    من هنا نفهم من كلام الامام ع (فلا ظهور إلاّ بعد إذن الله عزّ وجل) ان هنالك سفراء للامام ع او وكلاء او نواب لكن لا يعلن عنهم الامام ع الا بعد ان ياذن له الله أي فلا ظهور معلن لسفير بعد السفير الرابع الا بعد اذن الله
    سؤال : اذا اذن الله للامام ع بالظهور اثناء الغيبة الكبرى هل يبقى للتوقيع مكان ام ينتفي؟؟
    والامام ع يقول (فلا ظهور إلاّ بعد إذن الله عزّ وجل)

    رسائل الشيخ المفيد
    ذكر كتاب ورد من الناحية المقدسة حرسها الله و رعاها في أيام بقيت من صفر سنة عشرة و أربعمائة على الشيخ المفيد أبي عبد الله محمد بن محمد بن النعمان قدس الله روحه و نور ضريحه ذكر موصله أنه يحمله من ناحية متصلة بالحجاز نسخته.‏

    للأخ السديد و الولي الرشيد الشيخ المفيد أبي عبد الله محمد بن محمد بن النعمان أدام الله إعزازه من مستودع العهد المأخوذ على العباد بسم الله الرحمن الرحيم أما بعد سلام عليك أيها الولي المخلص في الدين المخصوص فينا باليقين فإنا نحمد إليك الله الذي لا إله إلا هو و نسأله الصلاة على سيدنا و مولانا و نبينا محمد و آله الطاهرين و نعلمك أدام الله توفيقك لنصرة الحق و أجزل مثوبتك على نطقك عنا بالصدق أنه قد أذن لنا في تشريفك بالمكاتبة و تكليفك ما تؤديه عنا إلى موالينا قبلك أعزهم الله بطاعته و كفاهم المهم برعايته لهم و حراسته فقف أيدك الله بعونه على أعدائه المارقين من دينه على ما أذكره و اعمل في تأديته إلى من تسكن إليه بما نرسمه إن شاء الله نحن و إن كنا ناءين بمكاننا النائي عن مساكن الظالمين حسب الذي أراناه الله تعالى لنا من الصلاح و لشيعتنا المؤمنين في ذلك ما دامت دولة الدنيا للفاسقين فإنا نحيط علما بأنبائكم و لا يعزب عنا شي‏ء من أخباركم و معرفتنا بالذل الذي أصابكم مذ جنح كثير منكم إلى ما كان السلف الصالح عنه شاسعا و نبذوا العهد المأخوذ وراء ظهورهم كأنهم لا يعلمون أنا غير مهملين لمراعاتكم ... ) ( تهذيب الاحكام : ج ١ ص ٣٨)( الاحتجاج ج3 ص498)..

    ثالثا :اما قوله ع (فمن ادعى المشاهدة قبل خروج السفياني و الصيحة فهو كذاب مفتر)...
    لفظ (المشاهدة), قد اختلف العلماء في ما بينهم في المعنى المراد من هذا اللفظ, فمنهم:
    من فسّره برؤية الإمام المهدي-ع- مطلقاً, وعليه فيكون وصف ( كاذب مفتر) واقعاً عليه.

    وهذا الكلام غير صحيح إطلاقاً, فإنّ إمكان التشرّف برؤيته-ع- في زمن الغيبة الكبرى ممّا تسالم عليه علماء الطائفة
    قال السيّد المرتضى في جواب من قال (فإذا كان الإمام غائباً بحيث لا يصل إليه أحدٌ من الخلق ولا يُنتفع به فما الفرق بين وجوده وعدمه؟
    الجواب: أوّل ما نقوله إنّا غير قاطعين على أنّ الإمام لا يصل إليه أحد ولا يلقاه بشر, فهذا أمرٌ غير معلوم ولا سبيل إلى القطع عليه) .(تنزيه الأنبياء ص235).

    وقال الشيخ الطوسي في جواب نفس هذا السؤال: (إنّا أوّلاً لا نقطع استتاره عن جميع أوليائه,بل يجوز أن يظهر لأكثرهم, ولا يعلم كلّ إنسان إلاّ حال نفسه, فإن كان ظاهراً له فعلّته مزاحه, وإن لم يكن ظاهراً عُلم أنّه إنّما لم يظهر له لأمر يرجع إليه وإن لم يعلمه مفصّلاً لتقصير من جهته) .(الغيبة ص99).

    وقال السيّد إبن طاووس: (مع أنّه-ع- حاضر مع الله جلّ جلاله على اليقين, وإنّما غاب من لم يلقه عنه, لغيبتهم عن حضرته والمتابعة له ولربِّ العالمين) .(كشف المحجّه ص53).

    ثمّ إنّ التفسير على هذا الوجه يؤدي بلا شك إلى تكذيب وتفسيق الكثير من العلماء السابقين الّذين يفوق عددهُم التواتر فضلاً عن عامّة الناس ممّن تشرّفوا برؤية الإمام المهدي-ع- والنقل عنه, والغريب أنّ ناقل هذا الخبر وهو الصدوق لم يعمل بهذا الخبر لنقله العشرات من قصص اللقاء بالإمام-ع- في الكثير من مصنّفاته, وكذا شيخ الطائفة والكثير من العلماء اللّذين سطّروا أخبار من قد حصّل فيض رؤيته والتشرّف إلى حضرته-عج- عصراً بعد عصر, وسانقل لكم ان شاء الله في الحلقات الاحقة قصص من تشرفوا بلقاء الامام ع ونقلوا عنه ومن ارا التاكد من هذا فليراجع
    غيبة النعماني, غيبة الشيخ, الكافي, دلائل الإمامة للطبري, كمال الدين وتمام النعمة, كشف الغمّة, الخرائج والجرائح, إثبات الهداة بالنصوص والمعجزات, بحار الأنوار, عيون المعجزات, دار السلام, إلزام الناصب (في الغصن السادس منه), النجم الثاقب, بغية الطالب, تتمّة الثاقب, منتهى الآمال, المنتقم الحقيقي, تبصرة الولي في من رأى القائم المهدي, مدينة المعاجز, جنّة المأوى, إلى غير ذلك من الكتب الكثيرة الموضوعة لبيان أحواله-ع ـ).

    ولمّا رأى بعض العلماء فساد هذا الوجه من التأويل إختار أن يكون معنى (
    (المشاهدة) في الحديث الشريف إنها تعني نقل الأخبار عن الإمام المهدي (ع) . أي رؤية الإمام (ع) بالإضافة إلى نقل الأخبار عنه (ع) . وبهذا يصبح كل من تشرف بلقاء الإمام المهدي (ع) ونقل الأخبار عنه فهو كذاب مفتري .

    وهذا الوجه باطل أيضاً ، لعدم وجود ما يعضد هذا القول من ناحية الحديث الشريف ،
    ودلالة الألفاظ لا تساعد على ذلك ، فـ((المشاهدة)) في الحديث مطلقة ولا يوجد فيها أي دليل على ما ذهبوا إليه ، بل هي بعيدةٌ عما حددوه ، ولا اقل من وجود احتمال الفهم المغاير لهذا المعنى ، وعليه يسقط احتمالهم من الاستدلال كما ألزموا أنفسهم بقولهم ( إن دخل الاحتمال بطل الاستدلال ) .

    كما إن هذا الفهم باطل من جهة أخرى ، وهو تعارضه مع الكثرة الكاثرة من الإخبارات التي نقل فيها ثقات الشيعة الإمامية عن الإمام المهدي (ع) أموراً كثيرة وقد قطع العلماء الأوائل بصدورها عن الإمام المهدي
    منها مراسلات الإمام للشيخ المفيد, حيث أنّ الّذي نقل الكتاب إلى الشيخ المفيد شخص جاء من قبل الإمام-ع- , وكذا في خبر إبن مهزيار إذ أنّ الّذي أوصله للإمام كان شخص مُرسل منه-ع-,
    ثم أليس هذا الرجل (البحريني) في قصة الرمانة وهي معروفة لدى العلماء بانه رسول للإمام المهدي (ع) (مطلق من يحمل رسالة عن الإمام المهدي (ع) هو رسول له وفي هذا الكثير الكثير من الروايات التي يحمل فيها أشخاص عن الإمام رسائل ) ؟ !!! .

    وهل هذا الرسالة التي يحملها عن الإمام تشمل الناس أم إن أمره (ع) بجمع الناس في مكان عام عبثاً ولعباً (وحاشاه) ؟ !!! .

    وهل الناس إذا لم يجيبوا هذا الرسول يكونوا عاصين ومخالفين لأمر الإمام (ع) ، ويستحقوا بهذه المعصية النار أم لا ؟ !!! .


    وغير هذا الكثير من الأخبار والوقائع المذكورة في المصادر, ثمّ أنّ الروايات أثبتت أنّه ستكون قبل دولة الإمام حركة صغرى له بقيادة مبعوثِين ورُسُل منه كمحمّد صاحب النفس الزكيّة وكذا اليماني الّذي تصفه الأخبار بأنّه( أهدى الرايات, يدعوا إلى صاحبكم, لا يحقّ لمسلم أن يلتوي عليه, يدعوا إلى الحق وإلى طريق مستقيم ) وغير هؤلاء الشخصيّات .
    اما البعض الاخر فقال بمعارضة توقيع السمري وقصص اللقاءات
    وانا بدوري اترك الرد على مثل هذا القول للمحقق النهاوندي
    قال المحقق النهاوندي في كتابه ( العبقري الحسان ) : ( لا معارضة بين توقيع السمري وقصص اللقاءات من يحتاج الى الجمع ، لان التوقيع الشريف بصدد منع دعوى الظهور ، الظهور العلني للإمام ، وذكر المشاهدة في التوقيع بمعنى الظهور والحظور كما في الآية (فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ )
    والقرينة على المعنى أمران : الأول قوله (ع) : فلا ظهور إلا بعد الهرج والمرج ، والفتنة والفساد . والثاني قوله (ع) إلا من ادعى المشاهدة – أي الظهور ، ظهور الإمام (ع) – قبل خروج السفياني والصيحة من علامات الظهور ، وعلى هذا لا تعارض أبداً بين التوقيع الشريف وبين الحكايات …) انتهى كلامه .

    وبعد هذا كله كيف يمكن لأحد أن يستدل بهذا التوقيع المتشابه – أي الذي يحتمل عدة وجوه – ونعيد القول بان الإجماع قائم على عدم جواز العمل إلا بالخبر القطعي الدلالة ..
    وهناك نقطة مهمة في هذا الرواية وهي عبارة :
    ( فمن ادعى المشاهدة فكذبوة ) فالعباره لا تدل على الكلية بمعنى كل من ادعى‌المشاهدة فكذبوه ؟ ولا تدل على الجزئية بمعنى بعض من ادعى‌المشاهده فكذبوه .ومن باب ألزموهم بما ألزموا به أنفسهم : إن القاعدة العقلية في المنطق والأصول هي : ( إن القضية المهملة بقوة الجزئية ) ..

    والقضية الموجودة في رواية السمري وهي (فمن ادعى المشاهدة قبل خروج السفياني و الصيحة فهو كذاب مفتر) قضية مهملة فهي بقوة الجزئية ، أي تكون هكذا : (فبعض من ادعى المشاهدة قبل خروج السفياني و الصيحة فهو كذاب مفتر) ، ولا توجد قرينة خارجية تفيد كليتها بل توجد قرينة خارجية دالة على جزئيتها وهي الروايات الدالة على إرسال الإمام المهدي (ع) من يمثله في فترة ما قبل القيام..

    وليتضح الأمر اكثر وخصوصاً لمن لم يطلع على المنطق والأصول أقول : إن القضية أما تكون مسورة أو مهملة . والمسورة أما كلية أو جزئية ، (فإذا قلت : كل من يدعي المشاهدة … فهو كاذب ، فهذه قضية كلية لأنك بدأتها بكل ) . ( وإذا قلت : بعض من يدعي المشاهدة … فهو كاذب ، فهذه قضية جزئية لأنك بدأتها ببعض ) ، أما إذا أهملت القضية ولم تجعل لها سور كل أو بعض فهي تكون بقوة الجزئية
    فلا تفيد الكلية إلا إذا كانت هناك قرينة خارجية دالة على كليتها فإذا لم توجد هذه القرينة ووجدت قرينة على جزئيتها أصبحت هذه القضية جزئية ، والقضية أعلاه مهملة ولا توجد قرينة تدل على كليتها بل توجد قرينة تدل على جزئيتها ( وهي روايات الأئمة (ع) الدالة على التقاء عدد من المخلصين مع الإمام المهدي (ع) في عصر الغيبة الكبرى فكثيرة نذكر شيئاً منها....

    عن جابر عن أبي جعفر-ع- قال: سألته عن تفسير هذه الآية: (لكلّ أمّة رسول فإذا جاء رسولهم قضي بينهم بالقسط وهم لا يظلمون) قال: ((تفسيرها بالباطن أنّ لكلّ قرن من هذه الأمّة رسولاً من آل محمّد-ع- يخرجُ إلى القرن الّذي هو إليهم رسول, وهم الأولياء وهم الرُسُل)), وأمّا قوله: (فإذا جاء رسولهم قضي بينهم بالقسط) قال: ((معناه أنّ الرُسُل يقضون بالقِسط وهم لا يظلمون كما قال الله)). وسائل الشيعة (آل البيت) - الحر العاملي - ج 27 - ص 150 - 151

    عن أحمد بن محمد بن › أبي نصر ، عن إسماعيل بن جابر عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : يحمل هذا الدين في كل قرن عدول ، ينفون عنه تأويل المبطلين ، وتحريف الغالين ، وانتحال الجاهلين ، كما ينفي الكير خبث الحديد .

    عن أبي عبد الله (ع) انه قال : ( لابد لصاحب هذا الأمر من غيبة ، ولابد له في غيبة من عزلة ، ونعم المنزل طيبة ، وما بثلاثين من وحشة ) غيبة النعماني ص194

    علق السيد مصطفى الكاظمي على هذا الحديث بقوله (وظاهره كما صرح به شراح الأحاديث انه (ع) يستأنس بثلاثين من أوليائه في غيبته وهؤلاء الثلاثون لابد أن يتبادلوا كل قرن لأنه لم يقدر لهم ما قدر لسيدهم من العمر كما لا يخفى . )) انتهى كلامه ( رحمه الله ) بشارة الإسلام ص146.


    عن أبي عبد الله (ع) قال : ( …قال يا أبا محمد ليس ترى أمة محمد فرحاً أبداً ما دام لولد بني فلان ملك حتى ينقضي ملكهم فإذا انقرض ملكهم أتاح الله لآل محمد برجل منا أهل البيت يسير بالتقى ويعمل بالهدى ولا يأخذ في حكمه الرشا ، والله أني لأعرفه باسمه واسم أبيه ثم يأتي ذو الخال والشامتين العادل الحافظ لما استودع فيملأها عدلاً وقسطاً كما ملأها الفاجر جوراً وظلماً ) بشارة الإسلام ص 118 .

    عن عمار بن يسار (رض) في خبر طويل ( … ويخرج ثلاث نفر بالشام كلهم يطلب الملك : رجل أبقع ، ورجل أصهب ، ورجل من أهل بيت أبي سفيان … ويخرج قبل ذلك من يدعو لآل محمد (ع) …) غيبة الطوسي ص303 .

    ورواية لا يطلع على موضعه احد من ولده ولا غيره الا المولى الذي يلي امره..
    ايضاالحديث الوارد عن الإمام الصادق (ع) : (للقائم غيبتان : أحداهما قصيرة والأخرى طويلة ، الغيبة الأولى لا يعلم بمكانه فيهاإلا خاصة شيعته ، والأخرى لا يعلم بمكانه فيها إلا خاصة مواليه) الكافي ج 1 ص 340 ، بحار الأنوار ج 52 ص 155 ، بسندين ، معجم أحاديث الإمام المهدي (ع) ج 3 ص 364 ، منتخب الأثر : ص 251،

    بل إن العلامة محمد صالح المازندراني صاحب شرح أصول الكافي يقول : { إنهم مجموعة لا فرد أو فردين : (قوله (إلا خاصة مواليه) وهم حواريه لأن لكل واحد من الأئمة (ع) حواريين كما كانوا لعيسى (ع) } ج 6 ص 266 ، وكذا الغيبة ص 170 ، وعلق الشيخ النعماني حوله بقوله : {أي خدمه وأهله الذين كانوا على دينه }

    عن الباقر (ع) (يكون لصاحب هذا الأمر غيبة في بعض هذه الشعاب – و أوما بيده إلى ناحية ذي طوى حتى إذا كان قبل خروجه أتى المولى الذي كان مــــــــــعه حتى يلقى بعض أصحابه ، فيقول : كم أنتم هاهنا ؟ فيقولون : نحو من أربعين رجلا ، فيقول : كيف أنتم لو رأيتم صاحبكم ؟ فيقولون : والله لو ناوى بنا الجبال لناويناها معه ، ثم يأتيهم من القابلة ويقول : أشيروا إلى رؤسائكم أو خياركم عشرة ، فيشيرون له إليهم ، فينطلق بهم حتى يلقوا صاحبهم ، ويعدهم الليلة التي تليها) النعماني ص187

    فان هذه الرواية صريحة بان الإمام المهدي (ع) يبعث المولى الذي كان معه رسولا عنه إلى بعض أصحابه من المؤمنين وذلك قبل القيام وقبل قتل النفس الزكية بل الرواية لم تحدد الزمان فلعلها قبل قيام الإمام (ع) بكثير فالإشارة إلى إن ذلك يحدث قبل القيام فقط دون تحديد الوقت .
    ولقاء هؤلاء العشرة من الصحابة مع الإمام (ع) عن سابق علم وموعد وقد تكرر اللقاء معهم مرتين.
    ثم أن هؤلاء الأربعون يصفهم الإمام الباقر (ع) بأنهم أصحاب الإمام المهدي (ع) والصاحب مأخوذ من المصاحبة والرفقة فلابد أن هؤلاء الأربعين قد التقوا مع الإمام المهدي (ع) مرة أو مرات قبل هذه الحادثة .
    وقد أشار السيد الشهيد الصدر إلى ذلك في كتابه ( تاريخ ما بعد الظهور ) حيث قال :
    ( هناك في العالم – طبقا للتصور الإمامي لفكرة المهدي (ع) – عدد غير قليل من الناس يعرف المهدي بشخصيته ولا يحتاج إلى إقامة المعجزة للتعرف عليه لأنه رآه خلال غيبته (ع) مرة أو مرات . وهم كل الأفراد من الدرجة الأولى وبعض الأفراد المخلصين من الدرجة الثانية … وقد كان هؤلاء هم وسائله إلى الناس – بشكل أو بآخر – خلال غيبته وسيكونون لنا بأنفسهم رادة الحق والعدل واللسان الناطق والسيف الضارب بين يدي قائدهم المهدي (ع) فمن الممكن -بغض النظر عن أي شيء آخر – أن يكون هؤلاء هم الشاهد الصادق في تعريف قائدهم إلى الناس ، ريثما يثبت من مجموع أعماله وأقواله وصدقه وعظمة أهدافه ومعه لا حاجة إلى إقامة المعجزة ) ما بعد الظهور ص234 .

    وكلام السيد الصدر صريح في وجود ممهدين للإمام المهدي (ع) يتصلون به قبل قيامه ويكونون وسائل بينه وبين الناس وقادة يهيئون له النصرة …


    بعد هذا البيان اقول لا تدل رواية السمري على انقطاع السفارة لا من قريب ولا من بعيد..
    ولذلك ذهب بعض علمائنا بان من ينقل اخبار فاسده عن الامام المهدي ع فكذبوه والا من ياتي بدليل على انه مرسل من قبل الامام فلا يكذب.

    وعلق السيد الشهيد الصدر (قد) على هذا التوقيع الشريف تعليقاً طويلاً ننقل منه مقدار الحاجة ، قال : ( إذن مدعي المشاهدة كاذب مزور في خصوص ما إذا كان منحرفاً ينقل أموراً باطلة عن الإمام المهدي (ع) . وأما فيما سوى ذلك فلا يكون التوقيع الشريف دالاً على بطلانه . سواء نقل الفرد عن المهدي أموراً صحيحة بحسب القواعد الإسلامية أو محتملة الصحة على اقل تقدير ، أو لم ينقل شيئاً على الإطلاق ) انتهى كلامه (رحمه الله )
    وقال رحمه الله في موضع آخر:
    ( إذن فقد تحصل من كل ذلك أن الأشكال الذي ذكروه غير وارد على التوقيع ولا على اخبار المشاهدة وانه بالإمكان الأخذ به وبأخبار المشاهدة ولا يجب تكذيبهما إلا ما كان قائماً على الانحراف والخروج عن الحق …) الغيبة الصغرى ص654

    الان وبعد هذا البيان الالتزام بان هذا التوقيع ينفي مشاهدة الامام المهدي (ع) سوف يوقعنا في المحذور ، وهو تكذيب الممهدين الذين يقومون قبل قيام الإمام المهدي (ع) والتي تواترت الروايات معنىً على ذكرهم وأيضاً سوف يجرنا ذلك إلى تكذيب رسول الإمام المهدي (ع) محمد ذو النفس الزكية الذي يرسله الإمام قبل قيامه بخمسة عشر ليلة والذي يقتله الناس بين الركن والمقام ، وربما يكون أحد أسباب قتله : ( من ادعى مشاهدة الإمام فهو كذاب مفتر ويجب قتله )

    فلحذر الحذر من اتباع المتشابه والحمد لله وحده
    الشيخ نعيم الشمري
  • محمد الانصاري
    MyHumanity First
    • 22-11-2008
    • 5048

    #2
    رد: جانب من خطبة الجمعة في حسينية الكاظمية المقدسة بتاريخ الرابع من شوال عام 1434هجري قمري

    اللهم صل على محمد وال محمد الائمة والمهديين وسلم تسليما كثيرا
    احسنتم شيخنا الفاضل نعيم الشمري واسال الله ان يوفقكم لكل خير ويحفظكم وجميع انصار الله
    تقبل الله اعمالكم

    ---


    ---


    ---

    Comment

    Working...
    X
    😀
    🥰
    🤢
    😎
    😡
    👍
    👎