إعـــــــلان

Collapse
No announcement yet.

ما العلة التي من اجلها امهل الله ابليس الى يوم الوقت المعلوم ؟

Collapse
X
 
  • Filter
  • الوقت
  • Show
Clear All
new posts
  • محمد الانصاري
    MyHumanity First
    • 22-11-2008
    • 5048

    ما العلة التي من اجلها امهل الله ابليس الى يوم الوقت المعلوم ؟

    ما العلة التي من اجلها امهل الله ابليس الى يوم الوقت المعلوم ؟
    بقلم الشيخ نعيم الشمري من على صفحته الرسمية في الفيسبوك
    --------------------

    العلة التي من اجلها امهل الله ابليس الى يوم الوقت المعلوم ولم يمهله الى يوم يبعثون
    قال الامام احمد الحسن ع (قال تعالى: ﴿إِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَراً مِنْ طِينٍ * فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ * فَسَجَدَ الْمَلائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ * إِلَّا إِبْلِيسَ اسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ * قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنْتَ مِنَ الْعَالِينَ * قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ * قَالَ فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ * وَإِنَّ عَلَيْكَ لَعْنَتِي إِلَى يَوْمِ الدِّينِ * قَالَ رَبِّ فَأَنْظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ * قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ * إِلَى يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ * قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ * إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ * قَالَ فَالْحَقُّ وَالْحَقَّ أَقُولُ * لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنْكَ وَمِمَّنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ أَجْمَعِينَ﴾ (- ص : 71 ـ 85.


    خلق الله سبحانه وتعالى آدم u وأمر الملائكة بالسجود له، فكان هذا السجود اعترافاً عملياً بأفضلية آدم u على الملائكة <ع> ، قدمته هذه الكيانات القدسية بما يناسب شأنها وعالمها، ولم يكن هذا السجود لجسد آدم u، إنّما كان لروحه وحقيقته، بل كان من خلاله للحقيقة المحمدية والإنسان الكامل والحجاب الأقرب، ومن خلاله توجه إلى الحي الذي لا يموت، فلم يأمرهم سبحانه بالسجود إلاّ بعد أن يفيض الصورة المثالية على مادة آدم u وينفخ فيه من روحه سبحانه، روي في الحديث عن النبي <ص> ما معناه: (إن الله خلق آدم على صورته) التوحيد للشيخ الصدوق: ص152، عيون أخبار الرضاu : ج2 ص110، مسند أحمد: ج2 ص244، صحيح البخاري: ج7 ص125.


    أي إن آدم ع أو الإنسان قابل لتحصيل الكمالات الإلهية بأقصى ما يمكن للممكن، أو قل المخلوق وإن لم يصل آدم <ص> إلى القاب قوسين أو أدنى، فقد وصل من ذريته المصطفى المصفّى محمد <ص>، والتفت إبليس (لعنه الله) إلى شيء من هذه الحقيقة، لكنه تمرّد ولم يسجد مع الملائكة وأخلد إلى الأرض، فنظر إلى مادة آدم u التي خلق منها جسمه وقاسها بالطاقة أو النار التي خُلق هو منها، فاستنبط أنّ الطاقة أشرف من المادة، وتغافل عن حقيقة آدم u وقربه من الله. فسقط إبليس في الهاوية مع علمه الواسع وعبادته الطويلة؛ لأنّه لم يكن عابداً مخلصا لله، بل كان عابداً مخلصاً لنفسه، وكان يطلب العلو والارتفاع بعبادته فحسب.
    ومن هنا كان الامتحان بالسجود لآدم u طامة كبرى بالنسبة له، وصاعقة سقطت على أم رأسه، وحسد آدم u، فلو مثلته لعقلك لوجدته في ذلك الوقت يقول: أبعد كل هذه المدّة في العبادة، يخلق الله عبداً خيراً مني حال خلقه وعند نطقه؟ فيعلو ويرتفع لتمسي الملائكة دون درجته. فكان هذا الحجاب يمنعه من النظر إلى حقيقة آدم، ويدفعه إلى البحث عن عذر لامتناعه عن السجود يقنع به نفسه،
    ويجادل به ربه. ولم يكن ردّ الله سبحانه وتعالى عليه إلاّ بالطرد واللعن؛ لأنّه من الذين جحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ظلماً وعلواً (- قال عزّ وجل: ﴿وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنفُسُهُمْ ظُلْماً وَعُلُوّاً فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ النمل : 14.

    قال تعالى: ﴿تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لا يُرِيدُونَ عُلُوّاً فِي الْأَرْضِ وَلا فَسَاداً وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ﴾ (- القصص : 83.

    فلم يكن إبليس (لعنه الله ) جاهلاً يُعلّم، ولا عاصياً يُؤنب ويُؤدب، بل كان عالماً متكبراً، وطاغياً متعالياً لا يرتدع، وانطوت نفسه على بغض لهذا المخلوق الجديد، وجعله السبب في طرده من رحمة الله واتخذه وذريته أعداء؛ ولهذا طلب الإنظار والإمهال إلى يوم البعث للحساب، ليضلهم عن الصراط المستقيم، ولكن الله سبحانه أمهله إلى يوم الوقت المعلوم فتوعد اللعين أن يحرف بني آدم عن صراط الله المستقيم: ﴿قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ * ثُمَّ لَآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ وَلا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَالأعراف : 16- 17.

    ويوم الوقت المعلوم هو يوم قيام الإمام المهدي u، حيث ورد في الحديث عن اسحق بن عمار قال: سألته - أي الإمام u - عن إنظار الله تعالى إبليس وقتا معلوماً ذكره في كتابه، فقال: ﴿قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ * إِلَى يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ - الحجر : 37- 38.

    قال u: (الوقت المعلوم يوم قيام القائم، فإذا بعثه الله كان في مسجد الكوفة، وجاء إبليس حتى يجثو على ركبتيه فيقول ويلاه من هذا اليوم، فيأخذ بناصيته فيضرب عنقه، فذلك يوم الوقت المعلوم منتهى أجله) (- منتخب الأنوار المضيئة : ص357، بحار الأنوار: ج52 ص376.

    وفي الإنجيل أنّ الشيطان يقيد في الأغلال في القيامة الصغرى، أي في زمن قيام الإمام المهديu، جاء في رؤيا يوحنا: (… ثم رأيت مَلاكاً نازلاً من السماء يحمل بيده مفتاح الهاوية، وسلسلة عظيمة، فامسك التنينُ تلك الحيةَ القديمة أي إبليس أو الشيطان وقيده لألف سنة، ورماه في الهاوية، وأقفلها عليه وختمها. فلا يضلل الأمم بعد حتى تتم الألف سنة، ولابد من إطلاقه بعد ذلك لوقت قليل) (الإصحاح: 20.

    وعن السيد ابن طاووس (رحمه الله) قال: إني وجدت في صحف إدريس النبي u عند ذكر سؤال إبليس وجواب الله له: (قال رب فأنظرني إلى يوم يبعثون، قال: لا، ولكنك من المنظرين إلى يوم الوقت المعلوم، فإنّه يوم قضيت وحتمت أن أطهّر الأرض ذلك اليوم من الكفر والشرك والمعاصي. وانتخبتُ لذلك الوقت عباداً لي امتحنت قلوبهم للأيمان، وحشوتها بالورع والإخلاص واليقين، والتقوى والخشوع والصدق، والحلم والصبر والوقار، والتقى والزهد في الدنيا، والرغبة فيما عندي، وأجعلهم دعاة الشمس والقمر، وأستخلفهم في الأرض، وأمكن لهم دينهم الذي ارتضيته لهم ثم يعبدونني لا يشركون بي شيئاً، يقيمون الصلاة لوقتها ويؤتون الزكاة لحينها، ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر، وألقي في ذلك الزمان الأمانة على الأرض، فلا يضر شيء شيئاً ولا يخاف شيء من شيء، ثم تكون الهوام والمواشي بين الناس فلا يؤذي بعضهم بعضاً، وأنزع حمة كل ذي حمة من الهوام وغيرها، وأذهب سم كل ما يلدغ، وأنزل بركات من السماء والأرض وتزهر الأرض بحسن نباتها، وتخرج كل ثمارها وأنواع طيبها. وألقي الرأفة والرحمة بينهم فيتواسون ويقتسمون بالسوية فيستغني الفقير، ولا يعلو بعضهم بعضاً، ويرحم الكبير الصغير ويوقّر الصغير الكبير، ويدينون بالحق وبه يعدلون ويحكمون.
    أولئك أوليائي، اخترت لهم نبياً مصطفى، وأميناً مرتضى، فجعلته لهم نبياً ورسولاً، وجعلتهم له أولياء وأنصار. تلك أمة اخترتها لنبيّ المصطفى، وأميني المرتضى، ذلك وقت حجبته في علم غيبي ولابد أنه واقع. أبيدك يومئذٍ وخيلكَ ورجلكَ وجنودكَ أجمعين، فاذهب فإنك من المنظرين إلى يوم الوقت المعلوم)

    سعد السعود للسيد ابن طاووس: ص34، بحار الأنوار: ج52 ص385، إلزام الناصب: ج2 ص259، معجم أحاديث الإمام المهدي u: ج5 ص199.
    هذه هي قصة إبليس العالم العابد الذي سقط في الهاوية، وأرداه تكبره في الحامية. وإن فيها لعبرة لمعتبر وذكرى لمدَّكر، وأين هم المعتبرون والمتذكرون؟!

    قال أمير المؤمنين u: (فاعتبروا بما كان من فعل الله بإبليس، إذا أحبط عمله الطويل وجهده الجهيد، وكان قد عبد الله ستة آلاف سنة لا يدرى أمن سني الدنيا أم سني الآخرة، عن كبر ساعة واحدة. فمن ذا بعد إبليس يسلم على الله بمثل معصية؟ كلا، ما كان الله سبحانه ليدخل الجنة بشراً بأمر أخرج به منها ملكاً إنّ حكمه في أهل السماء وأهل الأرض لواحد. وما بين الله وبين أحد من خلقه هوادة، في إباحة حمى حرمه على العالمين.
    فاحذروا عباد الله أن يعديكم بدائه، وأن يستفزكم بندائه، وأن يجلب عليكم بخيله ورجله. فلعمري لقد فوق لكم سهم الوعيد، وأغرق لكم بالنزع الشديد، ورماكم من مكان قريب. وقال: ﴿رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي لأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الأَرْضِ وَلأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ (- الحجر : 49 ... واستعيذوا بالله من لواقح الكبر، كما تستعيذونه من طوارق الدهر.

    فلو رخص الله في الكبر لأحد من عباده لرخص فيه لخاصة أنبيائه وأوليائه … وكانوا أقواماً مستضعفين. وقد اختبرهم الله بالمخمصة، وابتلاهم بالمجهدة، وامتحنهم بالمخاوف، ومخضهم بالمكاره … ولقد دخل موسى بن عمران ومعه أخوه هارون u على فرعون وعليهما مدارع الصوف وبأيديهما العصي، فشرطا له إن أسلم بقاء ملكه، ودوام عزه فقال: (ألا تعجبون من هذين، يشرطان لي دوام العز وبقاء الملك وهما بما ترون من حال الفقر والذل، فهلا ألقي عليهما أساورة من ذهب)، إعظاماً للذهب وجمعه، واحتقاراً للصوف ولبسه … الله الله في عاجل البغي، وآجل وخامة الظلم، وسوء عاقبة الكبر، فإنّها مصيدة إبليس العظمى، ومكيدته الكبرى التي تساور قلوب الرجال مساورة السموم القاتلة. فما تكدي أبداً، ولا تشوي أحداً، لا عالماً لعلمه، ولا مقلاً في طمره … فإنّ الله سبحانه لم يلعن القرن الماضي بين أيديكم، إلاّ لتركهم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فلعن الله السفهاء لركوب المعاصي، والحلماء لترك التناهي … ألا وقد قطعتم قيد الإسلام وعطلتم حدوده، وأمتم أحكامه … وإني لمن قوم لا تأخذهم في الله لومة لائم. سيماهم سيما الصديقين وكلامهم كلام الأبرار. عُمّار الليل ومنار النهار، متمسكون بحبل القرآن، يحيون سنن الله وسنن رسوله لا يستكبرون ولا يعلون ولا يغلون ولا يفسدون قلوبهم في الجنان وأجسادهم في العمل) (- نهج البلاغة: الخطبة القاصعة، نهج البلاغة بشرح محمد عبده: ج2 ص183، بحار الأنوار: ج14 ص466. كتاب العجل ج1 ص19 للامام احمد الحسن ع

    ---


    ---


    ---

  • مجهول
    مشرف
    • 03-09-2010
    • 419

    #2
    رد: ما العلة التي من اجلها امهل الله ابليس الى يوم الوقت المعلوم ؟

    احسنتم للنقل وفقكم الله وثبتكم بالقول الثابت على ولاية محمد واله ص
    اللهم صل على محمد وال محمد
    الائمة والمهديين وسلم تسليما

    Comment

    • محمد الانصاري
      MyHumanity First
      • 22-11-2008
      • 5048

      #3
      رد: ما العلة التي من اجلها امهل الله ابليس الى يوم الوقت المعلوم ؟

      المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مجهول مشاهدة المشاركة
      احسنتم للنقل وفقكم الله وثبتكم بالقول الثابت على ولاية محمد واله ص
      اللهم امين يارب العالمين ولكل اخوتي انصار الله
      واحسن الله اليكم اخي الفاضل

      ---


      ---


      ---

      Comment

      Working...
      X
      😀
      🥰
      🤢
      😎
      😡
      👍
      👎