إعـــــــلان

Collapse
No announcement yet.

"فزت ورب الكعبة!".. هو فوزٌ بالخلاص من الفرقة!

Collapse
X
 
  • Filter
  • الوقت
  • Show
Clear All
new posts
  • مستجير
    مشرفة
    • 21-08-2010
    • 1034

    "فزت ورب الكعبة!".. هو فوزٌ بالخلاص من الفرقة!

    بسم الله الرحمن الرحيم
    ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
    اللهم صل على محمد وآل محمد الأئمة والمهديين وسلم تسليما

    عظم الله أجوركم بمصاب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع)، ساعد الله قلوب آل محمد (ع) في هذه الأيام العصيبة..


    "فزت ورب الكعبة!".. هو فوزٌ بالخلاص من الفرقة!


    قال الإمام أحمد الحسن (ع):
    [ الوحـدة:
    الوحدة ضرورية لأي مجتمع قتالي وإلاّ فإنّ الفرقة في المجتمع القتالي نتيجتها الهزيمة لا محالة ﴿وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُـولَهُ وَلا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّـابِرِينَ﴾، وخصوصاً إذا كانت المواجهة مع عدو متفوق بالعدّة والعدد، ولكن هذه الوحدة لم تتحقق فيما مضى، فلم يكن بنو إسرائيل مع موسى أو مع يوشع أو داوود وسليمان متحدين، بل يوجد كثير وكثير جداً من المنافقين الذين لا يسلم موسى نفسه (ع) من ألسنتهم فضلاً عن غيره:
    ﴿وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ لِمَ تُؤْذُونَنِي وَقَدْ تَعْلَمُونَ أَنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ ﴾.
    ومع ذلك لم يتوانَ هؤلاء الأنبياء عن الجهاد والقتال في سبيل الله، وكان المسلمون مع رسول الله (ص) غير متحدين بل هذا غير راضٍ عن هذا وهذا ينافق على هذا، وهم يقاتلون مع رسول الله (ص) حتى ورد عن الإمام الصادق (ع) في قراءة هذه الآية هكذا:
    ﴿ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ بالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ ﴾، وقال تعالى: ﴿ وَمِمَّنْ حَوْلَكُمْ مِنَ الْأَعْرَابِ مُنَافِقُونَ وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مَرَدُوا عَلَى النِّفَاقِ لا تَعْلَمُهُمْ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ سَنُعَذِّبُهُمْ مَرَّتَيْنِ ثُمَّ يُرَدُّونَ إِلَى عَذَابٍ عَظِيمٍ﴾.
    ومع علي بن أبي طالب (ع) أمر الفرقة والتشتت أبين من الشمس، حتى حملوه (ع) آلاماً ملأت كبده قيحاً، ومرّات ردّد هذا المعنى: (عجبت من اجتماع هؤلاء القوم على باطلهم وتفرقكم عن حقكم) [1]، وقال (ع) عندما ضربه بن ملجم لعنه الله: (فزت ورب الكعبة)، ولم يكن فقط فوزاً برضا الله سبحانه وتعالى والجنة، بل أيضاً كان فوزاً بالخلاص من أولئك القوم الذين كانوا يدّعون أنهم شيعة وجرّعوه الغصص نتيجة اختلافهم وتشتت آرائهم وعدم توحدهم على كلمة إمامهم.
    فالنتيجة الوحدة بشكل كامل غير متحصلة في الماضي، فالمطلوب إذاً وحدة مجموعة معتد بها والتفافهم حول الحق على أن تكون لهذه المجموعة العدّة والعدد للجهاد والقتال في سبيل الله، ولو بانضمام جماعة من المنافقين فيما بعد، أي الذين دخلوا في الاسلام ولم يدخل الايمان في قلوبهم ﴿قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْأِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ وَإِنْ تُطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ لا يَلِتْكُمْ مِنْ أَعْمَالِكُمْ شَيْئاً إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ﴾.
    · المجتمع الإيماني الواعي لفكرة الثورة الإلهية:
    أي أن لا يكون في المجتمع عدد من المنافقين كبير بحيث يؤثر على المجتمع الإيماني تاثيراً يؤدي به إلى الإنحراف الكامل، خصوصاً في أوقات الإلتحام القتالي في الجهاد لإعلاء كلمة الله، أو أن يكون هناك عدد من المؤمنين الواعين لفكر الثورة الإسلامية مهيمنون على المجتمع الإيماني المتقّبِل لهم وذلك بطرح الحق بشكل رصين وتعريف المجتمع الإيماني بالحق وأهله، وبذلك تتحجم خطورة النفاق بالوعي للحق وأهله من قبل كثيرين في المجتمع الإيماني، فلا يحصل الإنحراف الكامل بسبب النفاق وأهله، وطبعاً هذا غير متحقق مع وجود الفرقة ومع هيمنة أهل الباطل وقلّة أهل الحق.
    قال تعالى:
    ﴿وَمَا آمَنَ مَعَهُ إِلَّا قَلِيلٌ ﴾.
    ﴿وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ﴾.
    ﴿إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَقَلِيلٌ مَا هُمْ﴾.
    وقال تعالى:
    ﴿وَالَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ الْحَقُّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يُؤْمِنُونَ﴾.
    ﴿فَلا تَكُ فِي مِرْيَةٍ مِنْهُ إِنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يُؤْمِنُونَ﴾.
    ولكنّه يتحقق بفضل الله مع استمرار الجهاد والقتال لإعلاء كلمة الله، وربما يتحقق بعد ذلك وبعد مدّة ليست بالقليلة كما هو الحال مع الإمام علي (ع) والإمام الحسين (ع)، فقلة وعي المجتمع لفكرة الثورة الإلهية لا يكون مانعاً للجهاد والقتال لإعلاء كلمة الله، ولكنه يكون عائقاً وعقبة تزول مع الوقت، بل إنّ فيه امتحاناً للمؤمنين ولحالهم ومدى يقينهم ورسوخ إيمانهم بالقتال لإعلاء كلمة الله مع ولي الله وخليفته في أرضه أو من ينصبه هو (ع) للقيام بهذا الأمر.
    فالوقوف عكس التيار ليس بالأمر اليسير ولكنه حال جميع الأنبياء والمرسلين ومن اتبعهم من المؤمنين، فلم يستقبل قوم نبياً بالأحضان كما هو بين في القرآن والكتب السماوية، ولم ينهض معه قومه للقتال وإعلاء كلمة الله ولكن آمن معه قليل، ونصره قليل، أو كما يعبر عنهم العلماء غير العاملين:
    ﴿فَقَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ مَا نَرَاكَ إِلَّا بَشَراً مِثْلَنَا وَمَا نَرَاكَ اتَّبَعَكَ إِلَّا الَّذِينَ هُمْ أَرَاذِلُنَا بَادِيَ الرَّأْيِ وَمَا نَرَى لَكُمْ عَلَيْنَا مِنْ فَضْلٍ بَلْ نَظُنُّكُمْ كَاذِبِينَ﴾.
    فمع طالوت (ع) يعبر النهر فقط (313) رجلاً، وهم أيضاً العدّة التي مع رسول الله (ص) في بدر، وهم أصحاب القائم أيضاً، قال تعالى:
    ﴿فَلَمَّا فَصَلَ طَالُوتُ بِالْجُنُودِ قَالَ إِنَّ اللَّهَ مُبْتَلِيكُمْ بِنَهَرٍ فَمَنْ شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي وَمَنْ لَمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي إِلَّا مَنِ اغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِهِ فَشَرِبُوا مِنْهُ إِلَّا قَلِيلاً مِنْهُمْ فَلَمَّا جَاوَزَهُ هُوَ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ قَالُوا لا طَاقَةَ لَنَا الْيَوْمَ بِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلاقُو اللَّهِ كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ * وَلَمَّا بَرَزُوا لِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالُوا رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْراً وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ﴾.
    ]

    كتاب الجهاد باب الجنة

    ** ** **

    (نتيجة الفرقة قتل حجة الله!!)..
    نافذة من نوافذ إيصال الحق للناس كانت مفتوحة، فدبّ الخلاف بين العاملين فيها من المؤمنين، ما أدّى إلى فتح نافذة أخرى مع بقاء الأولى، ثم التفت بعضهم إلى أنّ فعلهم الذي أقدموا عليه ربما لا يكون مقبولاً عند خليفة الله.
    فأبدى بعضهم استعداده لغلق النافذة الجديدة، إن كان مراد السيد (ع) ذلك.

    فكان جوابه (ع):
    [ لماذا يغلقوه؟ هو عمل جيد، وبارك الله بهم وبعملهم، أسأل الله أن يوفقهم ويرزقهم خير الآخرة والدنيا.
    وأما الخلافات فقد قلت مراراً: إنّ إصلاح ذات بينكم أفضل الأعمال، ويرضي الله ورسوله، ولكن ماذا بيدي؟ وهل جيش علي (ع) سمعوا منه ليسمع الجميع منّي اليوم!
    المهم أن يعملوا وينجوا بأنفسهم، بالنسبة لحجج الله هذا ما يهمهم، وهو أن ينجو الناس بأنفسهم ويتجنبوا جهنم، فهم يحاولون إصلاح ذات بين المؤمنين ولكن لا ينفّروا أحداً عن الحق ولو بكلمة تؤذيه، وحتى لو كانت نتيجة الفرقة هي قتل حجة الله كما حصل مع علي (ع).
    ]

    كتاب مع العبد الصالح (الجزء الثاني): ص87



    --------------

    هامش:
    [1]- عن أمير المؤمنين (ع): (فيا عجباً والله يميت القلب ويجلب الهم من اجتماع هؤلاء القوم على باطلهم وتفرقكم عن حقكم فقبحاً لكم وترحاً حين صرتم غرضا يرمى يغار عليكم ولا تغيرون. وتغزون ولا تغزون. ويعصى الله وترضون فإذا أمرتكم بالسير إليهم في أيام الحر قلتم هذه حمارة القيظ أمهلنا يسبخ عنا الحر وإذا أمرتكم بالسير إليهم في الشتاء قلتم هذه صبارة القر أمهلنا ينسلخ عنا البرد، كل هذا فرارا من الحر والقر فإذا كنتم من الحر والقر تفرون فإذا أنتم والله من السيف أفر. يا أشباه الرجال ولا رجال. حلوم الأطفال. وعقول ربات الحجال. لوددت أني لم أركم ولم أعرفكم. معرفة والله جرت ندما وأعقبت سدما قاتلكم الله لقد ملأتم قلبي قيحا. وشحنتم صدري غيظا. وجرعتموني نغب التهمام أنفاسا. وأفسدتم على رأيي بالعصيان والخذلان حتى لقد قالت قريش إن ابن أبي طالب رجل شجاع ولكن لا علم له بالحرب لله أبوهم وهل أحد منهم أشد لها مراساً وأقدم فيها مقاما مني، لقد نهضت فيها وما بلغت العشرين ، وها أنا ذا قد ذرفت على الستين. ولكن لا رأي لمن لا يطاع) نهج البلاغة بشرح محمد عبده: ج1 ص69.



    قال الامام أحمد الحسن ع:
    [ والحق أقول لكم ، إن في في التوراة مكتوب:
    "توكل علي بكل قلبك ولا تعتمد على فهمك ، في كل طريق اعرفني ،
    وأنا أقوم سبيلك ، لا تحسب نفسك حكيماً ، أكرمني وأدب نفسك بقولي."
    ]

    "اللهُمَّ إِنِّي إِلَيْكَ فَقِيرٌ، وَإِنِّي خَائِفٌ مُسْتَجِيرٌ، فَأَجِرْنِيْ مِنْ نَفْسِيْ يَا مُجِيرَ"
  • محمد الانصاري
    MyHumanity First
    • 22-11-2008
    • 5048

    #2
    رد: "فزت ورب الكعبة!".. هو فوزٌ بالخلاص من الفرقة!

    نسال الله حسن العاقبة مع خليفة الله
    احسنتم خويه مستجير الله يوفقكم لكل خير


    ---


    ---


    ---

    Comment

    • مستجير
      مشرفة
      • 21-08-2010
      • 1034

      #3
      رد: "فزت ورب الكعبة!".. هو فوزٌ بالخلاص من الفرقة!

      المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد الانصاري مشاهدة المشاركة
      نسال الله حسن العاقبة مع خليفة الله
      احسنتم خويه مستجير الله يوفقكم لكل خير

      اللهم آمين يارب العالمين يا الله.. أحسن الله لكم ولنا أخي ونسألكم الدعاء


      قال الامام أحمد الحسن ع:
      [ والحق أقول لكم ، إن في في التوراة مكتوب:
      "توكل علي بكل قلبك ولا تعتمد على فهمك ، في كل طريق اعرفني ،
      وأنا أقوم سبيلك ، لا تحسب نفسك حكيماً ، أكرمني وأدب نفسك بقولي."
      ]

      "اللهُمَّ إِنِّي إِلَيْكَ فَقِيرٌ، وَإِنِّي خَائِفٌ مُسْتَجِيرٌ، فَأَجِرْنِيْ مِنْ نَفْسِيْ يَا مُجِيرَ"

      Comment

      Working...
      X
      😀
      🥰
      🤢
      😎
      😡
      👍
      👎