إعـــــــلان

Collapse
No announcement yet.

سأواجههم بهذه الكلمة.. "لا قوة إلا بالله"..

Collapse
X
 
  • Filter
  • الوقت
  • Show
Clear All
new posts
  • مستجير
    مشرفة
    • 21-08-2010
    • 1034

    سأواجههم بهذه الكلمة.. "لا قوة إلا بالله"..

    بسم الله الرحمن الرحيم
    ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
    اللهم صل على محمد وآل محمد الأئمة والمهديين وسلم تسليما


    سأواجههم بهذه الكلمة.. "لا قوة إلا بالله"..


    قال الإمام أحمد الحسن (ع):
    [....الاحبة في سرايا القائم حفظكم الله وسدد خطاكم
    ليكن شعاركم الرسمي هو:
    لاقوة الا بالله...
    ]
    نشره في صفحته (ع) بالفيسبوك بتاريخ 6.6.2015

    ** ** **

    قال الإمام أحمد الحسن (ع):
    [ أحمد الحسن عبد ضعيف لا يملك إلا يقينه (أن لا قوة إلا بالله) ويقينه أنه لو واجه الجبال لهدها، وأنا أعلم أنهم يملكون أموالاً طائلة تُغدق على من يعبدهم من دون الله، وآلة إعلامية ضخمة ودولة وسلطة تطبل وتزمر لهم، وأمريكا التي يرضونها وترضيهم وأنا أعلم أنهم يملكون الكثير في هذا العالم الجسماني ولكني سأواجههم بهذا اليقين وسأواجههم بهذه الكلمة (لا قوة إلا بالله)... ]

    من خطاب الحج للإمام أحمد الحسن (ع)

    ** ** **

    قال الإمام أحمد الحسن (ع):
    [ تيقنوا ، فباليقين يأخذ ابن آدم ويغترف من رحمة الله، هكذا قال نوح النبي وإبراهيم الخليل وموسى الكليم وعيسى المسيح ومحمد عبد الله والأئمة الأطهار (ع): (خذ على قدر يقينك) وأن ليس للإنسان إلا ما سعى، فباليقين أولياء الله يُحيون الموتى ويُشفون المرضى.
    واعلموا أيها الأحبة أنّ اليقين مفتاح باب الله الأعظم، فمن تيقن أن لا قوة إلا بالله أصبح في عينه الفراعنة - أمريكا وأذنابها الأراذل - أهون من الذبابة وأحقر، وكيف لا تكون كذلك في عين من ينام في كهف الله الحصين.
    وزنوا أنفسكم واعرضوها على الحق، لتعلموا مدى اليقين الذي توصلتم له، انظروا هل أنتم على استعداد لأنْ تعرضوا أنفسكم وأموالكم للتلف مع الحسيـن بن علي (ع) اليوم، أم أنتم مترددون في غياهب ظلمات الدنيا الدنية من حب الحياة والجاه والمال والولد.
    اعلموا أيها الأحبة أنّ الحسين (ع) ذبيح الله وطريق الحسين (ع) هو كهف الله الحصين.
    أيها الأحبة، كثيرون راسلوا الحسين (ع) في هذا الزمان وقالوا أقدم يا بن رسول الله على جند لك مجندة، فلما جاءهم وامتحنهم الله بقليل من تراث الدنيا والخوف من الدجال الأكبر (أمريكا) قالوا: ﴿فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ﴾، وقالوا ﴿لا طَاقَةَ لَنَا الْيَوْمَ بِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ﴾، وأعاد أهل الكوفة في هذا الزمان الكرة فتعساً لهم بما قدمت أيديهم ونطقت ألسنتهم من الباطل، وهم ذراري قتلة الحسين بن علي (ع).
    ]

    من مقدمة كتاب المتشابهات (الجزء الثالث)

    ** ** **

    قال الإمام أحمد الحسن (ع):
    [ وأصحاب الكهف في زمان قيام القائم (ع) هم فتية في الكوفة وفتية في البصرة، كما في الروايات عن أهل البيت (ع) [1]، ورأس الحسين بن علي (ع) نطق مرات عديدة، وفي أكثر من مرة سُمع [2] يكرّر هذه الآية: ﴿أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كَانُوا منْ آيَاتِنَا عَجَباً﴾، وسُمع يقرأ منها فقط: ﴿أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كَانُوا مِنْ آيَاتِنَا عَجَباً﴾ (مستدرك سفينة البحار : ج4 ص13).
    وذلك لأنّ أصحاب الكهف - وهم أصحاب القائم (ع) - هم الذين يأخذون بثأر الحسـين (ع)، وينتقمون من الظالمين، ويقلبون أمر الظالمين رأساً على عقب، ولهذا سُمع رأس الحسين (ع) أيضاً يقرأ: ﴿وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ﴾.
    وكذلك أصحاب القائم (ع) قوم عابدون مخلصون لله سبحانه وتعالى، لا يرون القوة إلا بالله، يؤمنون بالله وعليه يتوكلون ويقارعون أكبر قوى الظلم والاستكبار على الأرض، وهي المملكة الحديدية التي أكلت وداست كل الممالك على الأرض كما أخبر عنها دانيال (سفر دانيال – الاصحاح السابع)، وهي متمثلة الآن بأمريكا دولة الشيطان [3].
    ولهذا سُمع رأس الحسين (ع) يقرأ أيضاً: ﴿لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ﴾، لأنه لن يأخذ بثأره إلا من كانوا مصداقاً لهذه الآية الكريمة: ﴿لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ﴾.
    وفي رواية: (أنهم لما صلبوا رأسه على الشجر سُمع منه: ﴿وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ﴾) (مستدرك سفينة البحار : ج4 ص11).
    و (سُمع أيضاً صوته بدمشق يقول : ﴿لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ﴾، وسُمع أيضاً يقرأ: ﴿أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كَانُوا مِنْ آيَاتِنَا عَجَباً﴾، فقال زيد بن أرقم: أمرك أعجب يا بن رسول الله) (المناقب لابن شهراشوب : ج4 ص61).
    وروى الشيخ المفيد (رحمه الله) أنّ زيد بن أرقم سمع الرأس الشريف ينطق بآية سورة الكهف (بحار الأنوار : ج45 ص121).
    وروى عن المنهال بن عمرو أنه سمع رأس الحسين يقول: (أعجب من أصحاب الكهف قتلي وحملي) (بحار الأنوار : ج45 ص188).
    أما ما روي أنّ أصحاب الكهف الذين يبعثون مع القائم (ع) هم بعض المخلصين من أصحاب رسول الله (ص)، وأصحاب أمير المؤمنين علي (ع) كمالك الأشتر، فليس المقصود هم أنفسهم، بل المراد في هذه الروايات هو نظائرهم من أصحاب القائم (ع)، أي إنّ هناك رجلاً من أصحاب القائم (ع) هو نظير مالك الأشتر في الشجاعة والحنكة والقيادة والشدة في ذات الله وطاعة الله والأخلاق الكريمة وكثير من الصفات التي امتاز بها مالك الأشتر، فلذلك يصفه الأئمة بأنه مالك الأشتر.
    وهذا ليس ببعيد عن الفصحاء والبلغاء وساداتهم أهل البيت (ع)، كالشاعر الحسيني يصف نزول علي الأكبر إلى ساحة المعركة فيقول ما معناه: إن محمداً (ص) نزل إلى ساحة المعركة؛ وذلك لشدة شبه علي الأكبر خَلقاً وخُلقاً برسول الله محمد (ص)، مع أنّ أصحاب الأئمة الذين محضوا الحق محضاً يعودون ويكرون في الرجعة بعد الاثني عشر مهدياً، وفي زمن آخرهم وهو آخر قائم بالحق من آل محمد (ع) الذي يخرج عليه الحسين بن علي (ع)، وهذا المهدي الأخير أو القائم الأخير لا عقب له ولا ولد له [4].
    ]

    كتاب المتشابهات (الجزء الثالث)، سؤال 72

    ** ** **

    سؤال/ 122: ما معنى كلام الحسين (ع) : (كم من كرب يضعف فيه الفؤاد) (بحار الأنوار : ج45 ص4)؟

    جواب الإمام أحمد الحسن (ع):
    [ بسم الله الرحمن الرحيم
    والحمد لله رب العالمين، وصلى الله على محمد وآل محمد الأئمة والمهديين
    الحسين (ع) في هذا الكلام الذي يناجي به الله سبحانه وتعالى، ويشكو إليه حزنه العميق -فالكرب هو: هم النفس وحزنها - يبيّن عظيم مصابه، بأن يرى بعينيه الباطل يقتل الحق، ويظهر عليه في تلك اللحظات، وتلك المصيبة التي لا يقوى فؤاد إنسان على الاستقلال بها والقيام بها، وهو يمتلئ بذلك الحزن العميق، إلا أن يسدده الله سبحانه ويقويه بحوله وقوته.
    فالحسين (ع) كأنه يقول لله سبحانه وتعالى: إلهي لا طاقة لي على حمل هذا الكرب العظيم إلا بحولك وقوتك، فكأنّ الحسين (ع) يقول: (لا قوة إلا بالله).
    ]

    كتاب المتشابهات (الجزء الرابع)

    ** ** **

    السؤال/ 153: ثمة إشكالية نعانيها، طرفاها التوكل على الله من جهة، والتعامل مع الأسباب من جهة أخرى. ما القول الفصل فيها؟

    جواب الإمام أحمد الحسن (ع):
    [ بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين
    لا يوجد تعارض بين التوكل على الله وهو مسبب الأسباب وبين العمل بالأسباب. فعلى المؤمن أن يرى الله مسبب الأسباب قبل السبب ومعه وبعده؛ لأنّه لا قوّة إلاّ بالله.
    وهذا العالم هو عالم الأسباب، فكذّب من قال أنا متوكل على الله وهو لا يعمل؛ لأن الله يأمره بالعمل، قال تعالى: ﴿هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولاً فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ﴾.
    فالله سبحانه وتعالى يقول امشوا في مناكبها، أي اعملوا بالأسباب التي ذللتها لكم والحمد لله وحده.
    ]

    الجواب المنير (الجزء الثاني)

    ** ** **

    قال الإمام أحمد الحسن (ع):
    [ إضاءات من دعوة نوح (ع)..
    1- نوح (ع) أول الأنبياء أولي العزم مبعثاً، ودعوته لقومه فيها شيء من اللين والموعظة الحسنة، والظاهر حتى الإنذار في دعوة نوح (ع) كان يصب في هذا القالب ﴿إِنْ أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ مُبِينٌ﴾ فلم يشتد معهم حتى في الإنذار، مع أنهم طغاة عتاة ﴿قَالُوا لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ يَا نُوحُ لَتَكُونَنَّ مِنَ الْمَرْجُومِينَ﴾.
    وهذا قوله (ع) في سورة الأعراف: ﴿أَوَعَجِبْتُمْ أَنْ جَاءَكُمْ ذِكْرٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَلَى رَجُلٍ مِنْكُمْ لِيُنْذِرَكُمْ وَلِتَتَّقُوا وَلَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ﴾.
    وقال(ع): ﴿وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحاً إِلَى قَوْمِهِ إِنِّي لَكُمْ نَذِيرٌ مُبِينٌ * أَنْ لا تَعْبُدُوا إِلَّا اللَّهَ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ أَلِيمٍ﴾.
    وقال(ع): ﴿قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كُنْتُ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَآتَانِي رَحْمَةً مِنْ عِنْدِهِ فَعُمِّيَتْ عَلَيْكُمْ أَنُلْزِمُكُمُوهَا وَأَنْتُمْ لَهَا كَارِهُونَ﴾.
    فالإنذار مرة يقرن بالرحمة ومرة بالخوف عليهم من العذاب، وهذا اللين من نوح (ع) إما للتقية وتجنب الاصطدام الشديد مع الكفار وما يجره من ضرر على المؤمنين، وإما طلباً لترقيق قلوبهم وتليين جانبهم، وفي النهاية طمعاً في إيمانهم وهذا الوجه الأخير أرجح من التقية، وذلك لأنه عندما علم من الله أنه لن يؤمن أحد من قومه غير الذي آمنوا، اشتد معهم وسخر منهم وهددهم وتوعدهم بشدة وغلظة، قال تعالى: ﴿وَأُوحِيَ إِلَى نُوحٍ أَنَّهُ لَنْ يُؤْمِنَ مِنْ قَوْمِكَ إِلَّا مَنْ قَدْ آمَنَ فَلا تَبْتَئِسْ بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ * وَاصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا وَلا تُخَاطِبْنِي فِي الَّذِينَ ظَلَمُوا إِنَّهُمْ مُغْرَقُونَ * وَيَصْنَعُ الْفُلْكَ وَكُلَّمَا مَرَّ عَلَيْهِ مَلَأٌ مِنْ قَوْمِهِ سَخِرُوا مِنْهُ قَالَ إِنْ تَسْخَرُوا مِنَّا فَإِنَّا نَسْخَرُ مِنْكُمْ كَمَا تَسْخَرُونَ * فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ مَنْ يَأْتِيهِ عَذَابٌ يُخْزِيهِ وَيَحِلُّ عَلَيْهِ عَذَابٌ مُقِيمٌ﴾.
    2- الصبر والمطاولة: ﴿قَالَ رَبِّ إِنِّي دَعَوْتُ قَوْمِي لَيْلاً وَنَهَاراً … ثُمَّ إِنِّي دَعَوْتُهُمْ جِهَاراً * ثُمَّ إِنِّي أَعْلَنْتُ لَهُمْ وَأَسْرَرْتُ لَهُمْ إِسْرَاراً﴾.
    والصبر والمطاولة مطلوبان لمن رجا إيمان من يدعوهم، فكثير من الناس تدعوهم إلى الحق فلا يؤمن أول وهلة، بل يواجهك بشدة وغلظة، ولكن مع مرور الأيام يوفق للإيمان بالحق، وربما يصبح من دعاة الحق المخلصين.
    3- الالتجاء إلى الله والتوكل عليه سبحانه والاعتماد على تخطيطه وتدبيره سبحانه، بل وطلب النصر من الله بعد اليأس من إيمان من بقي على الكفر، ربَّ ﴿أَنِّي مَغْلُوبٌ فَانْتَصِر﴾.
    4- الرحمة بالمؤمنين وخفض الجناح لهم، والإعراض عن ماضيهم قبل دخولهم في الدعوة مهما كان هذا الماضي، بل والدفاع عن هؤلاء الثلة والاعتزاز بهم، ﴿قَالُوا أَنُؤْمِنُ لَكَ وَاتَّبَعَكَ الْأَرْذَلُونَ * قَالَ وَمَا عِلْمِي بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ * إِنْ حِسَابُهُمْ إِلَّا عَلَى رَبِّي لَوْ تَشْعُرُونَ * وَمَا أَنَا بِطَارِدِ الْمُؤْمِنِينَ * إِنْ أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ مُبِينٌ﴾.
    5- العمل الدؤوب للنجاة من الفيضان، وذلك بصنع السفينة المباركة وتهيئة الطعام للناس والحيوانات وتهيئة العدة والعدد، وهذا أمر لا يتصور أنه يسير، بل على العكس هو أمر صعب، والذي يقوم به لابد أنه يواجه مشاكل كثيرة، خصوصاً إذا كان منبوذاً من قومه، وبالتالي لا يملك الكثير من الإمكانيات لأداء هذه المهمة الكبيرة، ومن هنا نتصور كم كان صبر نوح عظيماً، وكم كان توكله واعتماده على الله الواحد القهار عظيماً، وكم كانت الرحمة الإلهية والفضل الإلهي الذين شملا نوحاً عظيمين، فكان عليه السلام يعمل بيد تكاد تكون خالية إلا من رحمة الله، وكان يعمل في مجتمع لا يعرف إلا الاستهزاء به والسخرية والتهكم.
    6- اليقين ولا أقصد اليقين بوجود الله سبحانه أو بنبوته (ع)، بل أقصد اليقين بالنصر على الظالمين والتسلط على رقابهم، وهذا اليقين جعل نوحاً (ع) قوي العزيمة، يبلغ رسالة السماء، ويصبر على الأذى، ولا يأبه باستهزاء القوم، بل هو يستهزئ بهم، حيث أنه واثق من قوله تعالى: ﴿وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ * إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنْصُورُونَ * وَإِنَّ جُنْدَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ﴾.
    الخلاصة:
    الدعوة إلى الحق بلين ورحمة ورقة، ثم المبالغة في الرحمة لمن يؤمن بالحق، والصبر على من لم يؤمن في البداية لعله بعد ذلك يؤمن بالحق والعمل ليلاً ونهاراً وسراً وعلانية، لإيصال الحق دون ملل وكلل ﴿وَلَا تَمْنُن تَسْتَكْثِرُ﴾، وفي كل هذه الأحوال لابد من اليقين بالنصر الإلهي، والالتجاء إلى الله والتحصن به والتوكل عليه، توكلاً حقيقياً بمعنى أن يكون العبد مصداقاً للآية الكريمة (لا قوة إلا بالله).
    ]

    إضاءات من دعوات المرسلين (الجزء الأول)

    ** ** **

    قال الإمام أحمد الحسن (ع):
    [ إضاءات من دعوة إبراهيم (ع)..
    1- المواجهة بشدة وقسوة لا لين فيها، فإبراهيم يواجه قومه فيقول: ﴿… مَا هَذِهِ التَّمَاثِيلُ الَّتِي أَنْتُمْ لَهَا عَاكِفُونَ * قَالُوا وَجَدْنَا آبَاءَنَا لَهَا عَابِدِينَ* قَالَ لَقَدْ كُنْتُمْ أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ … وَتَاللَّهِ لَأَكِيدَنَّ أَصْنَامَكُمْ بَعْدَ أَنْ تُوَلُّوا مُدْبِرِينَ﴾، هنا المواجهة تنتقل بسرعة عجيبة من الجدل والمحاججة اللسانية إلى الإنكار باليد واستخدام السلاح الفتاك في حينها - الفأس-، ﴿فَجَعَلَهُمْ جُذَاذاً إِلَّا كَبِيراً لَهُمْ لَعَلَّهُمْ إِلَيْهِ يَرْجِعُونَ﴾، وجاءوا بإبراهيم المؤمن الوحيد بين جموع علماء ضلالة ومقلدين عميان وعبيد طاغوت، ولم يستسلم إبراهيم ولم يتخذ جانب اللين، بل واجههم بقسوة وشدة، سألوه: ﴿قَالُوا أَأَنْتَ فَعَلْتَ هَذَا بِآلِهَتِنَا يَا إِبْرَاهِيمُ﴾ فأجابهم بسخرية وتهكم: ﴿قَالَ بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَذَا فَاسْأَلُوهُمْ إِنْ كَانُوا يَنْطِقُونَ﴾.
    اسألوهم يا عميان، يا من لوثتم فطرتكم التي فطركم الله عليها، اسألوهم يا من صبغتم أنفسكم بصبغة غير صبغة الله، اسألوهم يا من حجبتم أنفسكم بعلوم مليئة بالجدل والسفسطة الشيطانية، وادعيتم أنها تمثل الدين، اسألوهم يا منكوسون؟! فلم يجدوا جواباً له إلا: ﴿لَقَدْ عَلِمْتَ مَا هَؤُلاءِ يَنْطِقُونَ﴾. فأجاب هذا النبي العظيم هذه الجماعة الملعونة المنكوسة بغلظة: ﴿قَالَ أَفَتَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لا يَنْفَعُكُمْ شَيْئاً وَلا يَضُرُّكُمْ * أُفٍّ لَكُمْ وَلِمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَفَلا تَعْقِلُونَ﴾. ﴿قَالَ أَفَرَأَيْتُمْ مَا كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ * أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمُ الْأَقْدَمُونَ * فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِي إِلَّا رَبَّ الْعَالَمِينَ﴾.
    وفي النهاية لم يجدوا جواباً لإبراهيم (ع)، إلا النار التي استعرت في أجوافهم، ﴿قَالُوا حَرِّقُوهُ وَانْصُرُوا آلِهَتَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ فَاعِلِينَ﴾، وهنا تمتد يد الرحمة الإلهية لتغشى هذا المؤمن الذي غضب لله، ﴿قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْداً وَسَلاماً عَلَى إِبْرَاهِيمَ * وَأَرَادُوا بِهِ كَيْداً فَجَعَلْنَاهُمُ الْأَخْسَرِينَ * وَنَجَّيْنَاهُ … * وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا﴾.
    2- لا مطاولة في دعوة إبراهيم (ع)، بل هي مواجهة سريعة تتوالى فيها الأحداث بسرعة مذهلة.
    3- تحديد الهدف والضربة التي تقصم ظهر الباطل، والاصطدام مع الباطل بقسوة وسرعة دون حساب للقياسات المادية، وما لأهل الباطل من سلطة دنيوية ودينية تمكنهم من استخفاف الناس. عندما يكون العبد على يقين أن لا قوة إلا بالله يواجه الملايين وحيداً دونما اكتراث لعددهم وعدتهم، لأن عدده وعدته الواحد القهار سبحانه وتعالى.
    الخلاصة:
    أهم ما في دعوة إبراهيم (ع)، هي الشدة والمواجهة العلنية السريعة، وطبعاً هذه المواجهة كانت مسبوقة بمواجهة سرية، كان من نتائجها إيمان لوط (ع) بدعوة إبراهيم.
    ]

    إضاءات من دعوات المرسلين (الجزء الأول)

    ** ** **

    قال الإمام أحمد الحسن (ع):
    [ إضاءات من دعوة موسى (ع)..
    ﴿وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَاسْتَوَى آتَيْنَاهُ حُكْماً وَعِلْماً وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ﴾.
    ها نحن ندخل مع موسى (ع) - بعد أن آتاه الله الحكمة والعلم - المدينة، عاصمة فرعون التي ملأها بالفساد والطغيان وقتل المؤمنين والاعتداء على الأعراض وتسخير المستضعفين لخدمة آلته الإجرامية الضخمة، وها هو موسى يقترب من رجلين أحدهما مؤمن إسرائيلي، والآخر رجس من جنود فرعون يريد تسخيره وإذلاله، والإسرائيلي يأبى الذل والمهانة التي ضاق بها ذرعاً معظم بني إسرائيل، ويبادر موسى (ع) فيقتل اللعين ويصفه من عمل الشيطان وصنيعته، وكما أن الشيطان عدو لله مضد لعباد الله، بيّن لكل صاحب فطرة سليمة،كذلك هذا اللعين الفرعوني، وتبدأ معركة موسى (ع) مع فرعون وحزبه الشيطاني اللعين، معركة غير متكافئة بالقياسات المادية.
    فيخرج موسى (ع) من المدينة خائفاً يترقب، متوسلاً بالله أن ينجيه من القوم الظالمين، لا طلباً للحياة المادية التي هي سجن لأمثال موسى(ع) ، بل ليتسنى له حمل راية (لا إله إلا الله).
    وموسى هنا لم يحمل فأساً ليكسر صنماً يمثل عقائد القوم الضالين، بل حمل عليهم مباشرة وقتل أحدهم وحاول قتل الآخر، وهذه الخطوة أكثر تقدماً من سابقتها، وبعد غيبة عشر سنوات قضاها موسى (ع) في أحضان نبي عظيم هو شعيب (ع) ،عاد موسى (ع) إلى مصر وهذه المرة يحمل رسالة إلى الطاغية فرعون، رسالة حملها وهو في طريق العودة وحمل معها (لا قوة إلا بالله)، قال له جبار السماوات والأرض: ﴿وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يَا مُوسَى﴾، وسبحانه وتعالى أعلم بما في يمين موسى، عصا بحسب قياسات المحجوبين بالمادة، لا يمكن أن تكون سلاحاً يقاتل به موسى (ع) قوات فرعون المسلحة بأحدث أنواع الأسلحة في حينها، ولكن الله سبحانه وتعالى جعلها حية تسعى بقوته التي قامت بها السماوات والأرض، وجعل يد موسى بيضاء من غير سوء آية أخرى.
    ومع أن هذه الآيات عظيمة، ولكن سلاح موسى لم يكن العصا أو اليد البيضاء المعجزة، بل إن سلاح موسى القوي الذي لا يقهر هو: (لا قوة إلا بالله)، ولم تكن هذه الآيات بالنسبة لموسى إلا ليرى من آيات ربه الكبرى. ودخل موسى على الطاغية فرعون وهو يحمل في صدره ذلك المعنى العظيم: (لا قوة إلا بالله)، ذلك المعنى الذي صيَّر فرعون وهامان وجنودهما في عين موسى (ع) أخس من الذباب، بل لم يكونوا في الحقيقة شيئاً مذكوراً، وهتف موسى وهارون (ع) في مجلس فرعون: ﴿جِئْنَاكَ بِآيَةٍ مِنْ رَبِّكَ وَالسَّلامُ عَلَى مَنِ اتَّبَعَ الْهُدَى * إِنَّا قَدْ أُوحِيَ إِلَيْنَا أَنَّ الْعَذَابَ عَلَى مَنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى﴾، وأخذ الطاغية يكابر ويجادل، من ربكما ؟ … ما بال القرون الأولى؟ … ثم أعرض اللعين: ﴿قَالَ أَجِئْتَنَا لِتُخْرِجَنَا مِنْ أَرْضِنَا بِسِحْرِكَ يَا مُوسَى * فَلَنَأْتِيَنَّكَ بِسِحْرٍ مِثْلِهِ فَاجْعَلْ بَيْنَنَا وَبَيْنَكَ مَوْعِداً لا نُخْلِفُهُ نَحْنُ وَلا أَنْتَ مَكَاناً سُوَىً﴾.
    وتكبر فرعون وجنوده وحق عليهم العذاب، فأُغرِقوا في بحر آثامهم ليكونوا عبرة لفراعنة هذا الزمان وجنودهم، فهل من معتبر قبل أن تحق الكلمة.
    وأهم ما يلاحظ من دعوة موسى (ع) أمور منها:
    1- بدأ موسى (ع) بقتل أحد زبانية فرعون، وهذا الموقف في غاية الشدة، فالقتل والقتال عادة يكون آخر وسيلة للدعوة ولنشر كلمة لا إله إلا الله، فما الذي جعله هنا أول خطوة ؟! والحقيقة هناك عدة أسباب، منها:
    أ- إن موسى كان في مواجهة طاغية متسلط على رقاب الناس، يقتل ويسلب وينهب ويستضعف أهل الأرض دونما رادع، فكان عمل موسى المبارك بقتل هذا الجندي الشيطاني، طعنة نجلاء لفرعون وحزبه وجنوده ورادعاً عظيماً لهم.
    ب- كان لهذا العمل أثر عظيم في تشجيع بني إسرائيل وتثويرهم على فرعون وجنوده وتهيئتهم للثورة المستقبلية التي قام بها موسى (ع) بعد عودته.
    ج- كان لهذه العملية أهمية في إظهار شخصية موسى (ع) كثائر على ظلم فرعون وجنوده، وتعريف بني إسرائيل أهمية هذا القائد العظيم الذي سيقوم بتخليصهم من فرعون وجنوده فيما بعد.
    د- كان لهذه العملية أهمية في دفع تهمة موالاة فرعون لعنه الله عن موسى (ع) والتي تلبس بها (ع)، لأنه كان ربيباً لفرعون ويعيش في قصره.
    2- بعد عودة موسى من مدين اتخذت الدعوة إلى الحق شكلاً آخر، هذه المرة باللين لعل فرعون أو أحد أعوانه أو جنوده يتذكر أو يخشى الله سبحانه، ويدين بدين يعقوب(ع) ويوسف (ع) الذي كان عزيزاً ووزيراً لملكهم السابق، وإلى هذه الفترة لم يأتِ موسى بالشريعة الناسخة لشريعة يعقوب (ع) وإسحاق وإبراهيم (ع)، وهي الحنفية، مع أنها كانت محرفة ولا يعمل بها إلا بحسب أهواء وتخرصات علماء دين إسرائيل الشيطانية.
    3- كانت هناك عقوبات إلهية وآيات ربانية، رافقت دعوة موسى (ع) في مصر، لعل فرعون وجنوده أو المتكبرين من بني إسرائيل مثل قارون يؤمن، ومن هذه العقوبات هي إن ماءهم صار دماً، وامتلأت أرضهم بالضفادع، وكانوا يتوسلون بموسى (ع) ليدعو الله فيرفع عنهم العذاب، ومع ذلك لم يؤمن لموسى إلا ذرية من قومه، ويا للأسف ويا للحسرة على العباد.
    4- في نهاية الدعوة كانت هناك هجرة موسى (ع) والذين آمنوا معه، وخروجهم من مصر خائفين من فرعون وملئه وحزبه وجنوده أن يتسلطوا عليهم ويؤذوهم ويقتلوهم، فلما تراءت الفئتان ظهر هذا الخوف المستشري في جماعة بني إسرائيل المؤمنة إيماناً ضعيفاً متزلزلاً. فقالوا إنا لمدركون من فرعون وجنوده. ولكن موسى (ع) زجرهم ونبههم أنهم مهاجرون إلى الله الواحد القهار، قال: كلا إن معي ربي سيهدين، فنجا جماعة إسرائيل إكراماً لموسى (ع)، وألف عين لأجل عين تكرمُ، وأغرق فرعون وجنوده فبعداً لهم.
    ]

    إضاءات من دعوات المرسلين (الجزء الأول)

    ** ** **

    قال الإمام أحمد الحسن (ع):
    [ قال تعالى: ﴿وَلَوْ أَنَّ قُرْآناً سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبَالُ أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الْأَرْضُ أَوْ كُلِّمَ بِهِ الْمَوْتَى بَلْ لِلَّهِ الْأَمْرُ جَمِيعاً﴾.
    سبحان الله، كل هذا في القرآن ونحن غافلون عن القرآن!! فإنّا لله وإنّا إليه راجعون، وهل نظن إننا تدبّرنا القرآن ونحن نجزع لأقل نازلة تنزل بنا ؟ ففي القرآن دروس لا تحصى في الصبر والتوكل على الله في سورة الشعراء:
    ﴿فَلَمَّا تَرَاءَى الْجَمْعَانِ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ * قَالَ كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ﴾. هل تدبّرنا معنى هذه الآيات؟؟
    أصحاب موسى (ع) يؤكدون أنهم واقعون بيد فرعون وجنوده، وموسى (ع) يؤكد أنّ الله سيهديه وينجيه من فرعون وجنوده:
    ﴿كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ﴾.
    هل استعملت هذه الآية سلاحاً تهزم به عدوك كما فعل موسى (ع) ؟!
    ]

    التيه أو الطريق إلى الله: ص(72-73)

    ** ** **

    قال الإمام أحمد الحسن (ع):
    [ إضاءات من دعوة محمد (ص)..
    دعوة محمد (ص) دعوة شمولية عامة، فكأن فيها ما في دعوات جميع الأنبياء وزيادة، وهذا المعنى ورد في الحديث، فما في التوراة والإنجيل والزبور كله في القرآن، قال تعالى: ﴿شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحاً وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ﴾.
    فنجد الرسول (ص) وقف يقارع علماء ثلاث ديانات إلهية محرَّفة، هي الحنفية والمسيحية واليهودية، ومن الواضح أن الوقوف بوجه عالم إلهي منحرف سواء في العقيدة أو في التشريع وفق هواه، أصعب بكثير من الوقوف بوجه وثني أو ملحد لا يؤمن بوجود الله، وذلك لأن العالم الإلهي الضال يتأول كلام الله وفق هواه ويرسم العقائد الإلهية وفق هواه ويضع الحجج والمغالطات ليثبت أن باطله حق، فصاحب الفتنة مُلَقّى حجته، كما قال (ص): (كل مفتتن ملقى حجته إلى انقضاء مدته، فإذا انقضت أحرقته فتنته في النار) (وسائل الشيعة (آل البيت): ج12 ص198 ح8).
    ومن هنا أقول: لو لم ينهض محمد (ص) بالدعوة الإسلامية، لما استطاع نبي غيره النهوض بها، فتحمل بأبي وأمي ما لم يتحمله بشر غيره، وقام بالدعوة يقارع علماء الضلالة والطواغيت المتسلطين على الناس، مرة بعلمه الذي لم يتحمله غيره سوى علي (ع) بابه، كما وصفه هو: (أنا مدينة العلم وعلي بابها)، ومرة أخرى يقارعهم بالقوة التي استمدها من توكله على الله الذي لم يعرف له مثيلاً، وقف في الطائف ممتلئاً بالألم على أحجار أدمت بدنه الشريف يناجي ربه بكلمات لا تزال ترتعش قلوب المؤمنين عند سماعها وتفيض أعينهم من الدمع: (إلهي إليك أشكو ضعف قوتي وقلة حيلتي وهواني على الناس، إلى من تكلني يارب المستضعفين وأنت ربي، إلى عدو ملكته أمري، أم إلى بعيد فيتجهمني، إن لم تكن غضبت عليَّ فلا أبالي …)(بحار الأنوار : ج19 ص22).
    محمد (ص) لا يبالي عندما يغري هؤلاء السفهاء صبيانهم ليرموه بالحجارة وتسيل من بدنه الدماء ويهان في سبيل الله، ولا يبالي إن كذبه الناس، ولكنه يتألم عندما لا يؤمنون، لأنه يرى جهنم مستقرة في نهاية الطريق الذي يسلكونه.
    وهكذا نهض محمد (ص) مرة يدعو إلى سبيل الله بالحكمة والموعظة الحسنة، ومرة يجادل بالتي هي أحسن، ومرة يقاتل الكفار والمنافقين ويغلظ عليهم ثلاثة وعشرين سنة، لم يعرف فيها رسول الله (ص) راحة ولا هوادة .. مواعظ وجدال وقتال ودعوة إلى الله حتى النفس الأخير، وفي أخر أيامه يخرج متكئاً على علي (ع) والعباس (ع)، ليحث الناس على القتال والخروج مع أسامة بن زيد، وفي نفس الوقت طاعة لربه وعبادة بالغ فيها حتى خاطبه الجليل: ﴿طه * مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى﴾. وكرم وزهد في الدنيا، حتى قال (ص) للمسلمين: (والذي نفسي بيده لو كان لي مثل شجر تهامة نعماً لقسمته بينكم، ثم لا تجدوني كذوباً ولا جباناً ولا بخيلاً) (مستدرك الوسائل: ج7 ص26 - 27 ح2).
    ]

    إضاءات من دعوات المرسلين (الجزء الأول)

    ** ** **

    قال الإمام أحمد الحسن (ع):
    2013.1.16
    [ بسم الله الرحمن الرحيم
    والحمد لله
    اضاءة من اخلاص داود
    (فَهَزَمُوهُمْ بِإِذْنِ اللَّهِ وَقَتَلَ دَاوُدُ جَالُوتَ وَآتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَهُ مِمَّا يَشَاءُ وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الْأَرْضُ وَلَكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ) (البقرة:251)
    داود اصغر ولد ابيه - خلَّفه ابوه على الاغنام ليرعاها لم يكن حتى في عداد الجند - ومقلاع كان يرمي به الاحجار ، لم يكن بحساب احد من الناس ان يكون حسم المعركة بهما.
    العدد الذي لم يُحسب (داود)،
    والعدة التي لم تُعتبر (الاحجار) عند الناس،
    كانت عند الله هي كل العدد وكل العدة .
    الحجر الذي رفضه البناءون اصبح حجر الزاوية .
    تلك هي حسابات الناس،
    وهذا هو حساب الله سبحانه وتعالى .
    فالناس يرون المادة والاجسام والله ينظر الى الارواح والاخلاص،
    نظر سبحانه الى اخلاص هذا الفتى الكريم داود (ع) فعقد بناصيته النصر.
    وكم هو درس بليغ لاؤلئك الذين كانوا مع طالوت (ع) وهم الذين جعلوا للاسباب المادية وزنا كبيرا فعندما ( َقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ اللَّهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طَالُوتَ مَلِكاً
    قَالُوا أَنَّى يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنَا وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِنَ الْمَالِ قَالَ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ وَاللَّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ) (البقرة:247)
    وعندما رأوا عدد وعدة جيش جالوت (قَالُوا لا طَاقَةَ لَنَا الْيَوْمَ بِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ ) (البقرة:249)
    في هذا الدرس البليغ بيَّن الله سبحانه وتعالى بالفعل وفي ساحة المواجهة ان الاسباب المادية لاقيمة لها امام الاخلاص له سبحانه فقد واجه سبحانه وتعالى جيش جالوت الجرار والمجهز باحدث وافتك الاسلحة في حينها باخلاص داود (ع).
    وكم نحن اليوم بحاجة لهذا الدرس البليغ لنتعلم معنى الاخلاص والتوكل على الله سبحانه دون ان تثنينا المعادلات القائمة على الارض عن مواجهة الشيطان وجنده.
    والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    ]
    صفحة الإمام أحمد الحسن (ع) على الفيسبوك، رابط المنشور

    ** ** **

    سؤال/ 116: ما معنى الصلاة على محمد وآل محمد؟

    جواب الإمام أحمد الحسن (ع):
    [ الصلاة معناها الدعاء والتضرع والتوسل إلى الله بطلب شيء منه سبحانه وتعالى، أو التقرب إليه وهو أيضاً طلب، فعندما نقول: اللهم صلِّ على محمد، يعني نطلب من الله سبحانه وتعالى أن يرفع شأن محمد (ص) ويعلي مقامه، ومن المؤكد أنّ مقام محمد (ص) هو المقام الأقرب الذي ما بعده مقام، فمقامه ثابت وهو صاحب مقام ألقاب قوسين صلوات الله عليه وآله، فيكون الطلب من الله بالصلاة على محمد هو أن يرفع شأن محمد ويعلي مقام محمد (ص) عند الناس، أي أن يعرّف الناس بعظيم شأن محمد (ص) ، وهذا يحصل عند ظهور الإمام المهدي (ع)؛ لأنه ينشر خمسة وعشرين حرفاً من العلم، فيعرّف الناس بالتوحيد، ويعرّفهم بالرسل، ويعرّفهم بالكتب، ويعرّفهم بالملائكة ، ويعرّفهم بخلق الله سبحانه وتعالى، ويعرفهم بمحمد (ص)، فعندما نقول: اللهم صلِّ على محمد وآل محمد، أي إننا نقول: يا الله أظهر حق محمد وآل محمد، وأظهر عظيم مقام محمد وآل محمد، أي كأننا نقول: يا الله عجّل فرج محمد وآل محمد ، وكأننا نقول: يا الله أظهر العدل والحق والقسط وأمت الجور والفساد والظلم، ولهذا كان هذا الذكر أي: (اللهم صلِّ على محمد وآل محمد) هو أفضل الذكر وثوابه عظيم، وما علمته من الإمام المهدي (ع) أنّ أفضل الذكر هو قول: (بسم الله الرحمن الرحيم ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم اللهم صلِّ على محمد وآل محمد وسلم تسليماً).
    ومن قالها خمسين مرة لم يكتب من الغافلين في ذلك اليوم، وإن قالها مائة مرة كتب من الذاكرين في ذلك اليوم، وإن قالها ألف مرة كان من الفائزين عند الله وعند الإمام المهدي (ع).
    قال تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً﴾، أي أن يطلب المؤمنون من الله أن يصلي على محمد، فيقولوا: (اللهم صلِّ على محمد وآل محمد وسلّم تسليماً)، ومعنى وسلّم تسليماً: أي أعطهم الأمن والأمان، والأمن هو بيعة القائم (ع)، والأمان يكون في دولة القائم (ع) [5]، قال تعالى: ﴿وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آمِناً﴾، وقال تعالى: ﴿سِيرُوا فِيهَا لَيَالِيَ وَأَيَّاماً آمِنِينَ﴾.
    ]

    ** ** **

    في الختام، أنقل لكم رؤيا رأيتها بالإمام أحمد الحسن (ع)..
    كنت قد رأيت رؤيا أن الإمام (ع) تحت خيمة مع عدد كبير جدا من المعممين، وكان وحيدا بينهم وعرفت أنه سيواجههم لوحده..
    تضايقت من هذه الرؤيا، فرأيت رؤيا أخرى بالإمام (ع)، فسألته: "كيف ستواجه الأعداء؟" (وكنت أقول في نفسي "وأنت هكذا وحيد؟")، فأجابني الإمام (ع) وكانت نبرته توحي كأن الأمر سهل جدا عليه وبسيط، وقال: "بـ لا قوة إلا بالله"..
    أحببت أن أنقل لكم الرؤيا مع كلمات النور (ع) عسى تفيدنا للوصول إلى اليقين بأنه "لا قوة إلا بالله"..

    --------------------------

    هامش:
    [1]- عن المفضل بن عمر، عن أبي عبد الله (ع)، قال: (يخرج القائم (ع) من ظهر الكوفة سبعة وعشرين رجلاً، خمسة عشر من قوم موسى (ع) الذين كانوا يهدون بالحق وبه يعدلون، وسبعة من أهل الكهف، ويوشع بن نون، وسلمان، وأبا دجانة الأنصاري، والمقداد، ومالكا الأشتر، فيكونون بين يديه أنصاراً وحكاماً) الإرشاد للشيخ المفيد : ج2 ص386.
    [2]- عن زيد بن أرقم أنّه قال : (لمّا مرّ به - أي رأس الحسين (ع) - عليّ وهو على رمح وأنا في غرفة لي ، فلمّا حاذاني سمعته يقرأ: (أم حسبت أنّ أصحاب الكهف والرّقيم كانوا من آياتنا عجباً) فقفّ (أي قام) والله شعري عليّ وناديت : رأسك يابن رسول الله، أعجب وأعجب) مستدرك سفينة البحار : ج4 ص11.
    [3]- للتوضيح أكثر يمكن مراجعة ما ذكره السيد أحمد الحسن (ع) في (الجواب المنير : ج1/ إجابة سؤال 15) .
    [4]- عن الحسن بن علي الخزاز، قال: (دخل علي بن أبي حمزة على أبي الحسن الرضا (ع) فقال له: أنت إمام ؟ قال: نعم، فقال له: إني سمعت جدك جعفر بن محمد عليهما السلام يقول: لا يكون الامام إلا وله عقب؟ فقال: أنسيت يا شيخ أم تناسيت؟ ليس هكذا قال جعفر، إنما قال جعفر: لا يكون الامام إلا وله عقب إلا الامام الذي يخرج عليه الحسين بن علي عليهما السلام فانه لا عقب له، فقال له: صدقت جعلت فداك هكذا سمعت جدك يقول) بحار الانوار : ج25 ص251.
    [5]- في محاورة الامام الصادق (ع) مع أبي حنيفة جاء في آخرها : (... فقال أبو بكر الحضرمي جعلت فداك الجواب في المسألتين فقال يا أبا بكر سيروا فيها ليالي وأياما آمنين، فقال: مع قائمنا أهل البيت، وأما قوله ومن دخله كان آمنا، فمن بايعه ودخل معه ومسح على يده ودخل في عقد أصحابه كان آمناً) علل الشرائع : ج1 ص89 – 91.



    Last edited by مستجير; 01-02-2016, 15:31.


    قال الامام أحمد الحسن ع:
    [ والحق أقول لكم ، إن في في التوراة مكتوب:
    "توكل علي بكل قلبك ولا تعتمد على فهمك ، في كل طريق اعرفني ،
    وأنا أقوم سبيلك ، لا تحسب نفسك حكيماً ، أكرمني وأدب نفسك بقولي."
    ]

    "اللهُمَّ إِنِّي إِلَيْكَ فَقِيرٌ، وَإِنِّي خَائِفٌ مُسْتَجِيرٌ، فَأَجِرْنِيْ مِنْ نَفْسِيْ يَا مُجِيرَ"
Working...
X
😀
🥰
🤢
😎
😡
👍
👎