إعـــــــلان

Collapse
No announcement yet.

بساطة العمل وضخامة النتيجة - بقلم الشيخ عبد الله المحمدي

Collapse
X
 
  • Filter
  • الوقت
  • Show
Clear All
new posts
  • Saqi Alatasha
    عضو مميز
    • 09-07-2009
    • 2487

    بساطة العمل وضخامة النتيجة - بقلم الشيخ عبد الله المحمدي

    بساطة العمل وضخامة النتيجة - بقلم الشيخ عبد الله المحمدي من على صفحته في الفيس بوك
    -------------------------------------
    ( أياما معدودات.. )
    -----------------------
    الحلقة الثالثة
    -----------------
    وبعد أن ألمحت الآيات الكريمة إلى فلسفة الصوم، والنتيجة المجتناة من خلفه، وهي توليد " ملكة التقوى " باعتبارها " رصيد السعادة " لحياة الإنسان، وهي بهذا نتيجة ضخمة ومادة هامة للحياة الاجتماعية أشارت الآية إلى بساطة العمل والتكليف مقابل النتيجة الضخمة.
    فما هو إلا أياما معدودات، لا تعدو الثلاثين يوما يحبس الإنسان فيها نفسه، وبمعدل (12) ساعة يوميا تقريبا لينال من بعدها وثيقة تأمين لحياته، تدرأ عنه الأخطار، وتهيئ له الجو السعيد لا في الآخرة فقط بل وفي الدنيا فما أهنأ حياة المتقين في الدارين؟
    فسياق الآية يوجه الإنسان إلى المقارنة بين التكليف وثمرته ليتضح له أخيرا ضآلة العمل تجاه النتيجة الضخمة.
    والواقع أن الذين يستشقون الصوم، ويستصعبون القيام به لم يتوجهوا للمقايسة بينه وبين نتائجه العظيمة .

    أنزل فيه القرآن
    ------------------
    ( شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان ).
    وجاءت الآيات الكريمة، تحدد وقت أداء هذه الفريضة السامية، وتعدد خصائص شهر رمضان، مما يؤهله لأن يكون موسما دينياً، تؤدي فيه فريضة من أعظم الفرائض الإسلامية، فهو الشهر ( الذي أنزل فيه القرآن ).
    وشهر رمضان كان ظرفا لنزول جميع الكتب السماوية، على الأنبياء، فالتوراة والإنجيل والزبور كلها، أنزلت في ليالي هذا الشهر المبارك، وهذه الكتب المقدسة إنما تعني: أشعة الهداية ترسلها السماء للأرض، وتعني: صيغ النظم الإلهية، التي أعدت لقيادة الإنسان وإصلاح مسيرته، وبهذا يكون شهر رمضان، عيد ميلاد الرسالات والنظم السماوية، وفرصة الاتصال بين السماء والأرض.
    وفي شهر رمضان أنزل الله أفضل كتاب هداية، أعدته السماء للأرض، وآخر كلمة في مفكرة السماء، وهو: القرآن الكريم، الدستور الإسلامي الخالد، أنزله الله في هذا الشهر المبارك، محلى افضل وأهم قائد عرفه التاريخ، المنقذ الأعظم نبينا محمد (صلى الله عليه وآله).
    وإذا كانت المجتمعات المعاصرة، تهتم وتعظم اليوم العالمي، التي قررت فيه وثيقة حقوق الإنسان، فحري بها أن تحصي وتهتم بشهر رمضان، فإنه شهر نزول أهم وثيقة جاءت لإنصاف الإنسان، ورفع مستواه، ومنحه الحقوق التي تقتضيها إنسانيته، وهو القرآن الكريم، الذي سبق هيئة الأمم المتحدة، إلى تقرير حقوق الإنسان، بأربعة عشر قرنا، الحقوق العادلة، الملائمة لطبيعة الإنسان وكرامته، والتي اقترنت بالتطبيق والتجسيد، في الدولة الإسلامية. وليس الحقوق التي قررتها هيئة الأمم المتحدة، التي لم تعد إلا حبرا على ورق، ولم تنزل إلى ميدان التطبيق. ونظرة فاحصة تكشف لك وضع الإنسان المعاصر في ظل هذه الحقوق المزعومة. فبلدان تستعمر! وشعوب تشرد! وأبرياء يعتقلون! وجرائم تنتشر! وبالتالي خوف مطبق من الافكار المسمومة التي تروجها الحركات السلفية الوهابية صاحبة الدين الشيطاني (لع) والمدعومة من فكر الاستعمار الغربي (الدجال ألأكبر) وذويلها من قتل وذبح واغتصاب للمحصنات وكذلك حالات الدمار الشامل للحرث والنسل !!!!.
    وقد اختلف المفسرون في المقصود من إنزال القرآن في شهر رمضان، فذهب بعضهم إلى أن المراد هو: إنزاله من اللوح المحفوظ إلى سماء الدنيا، وبعدها نزل نجومأ متفرقة، طيلة (23) عاما. وقال آخرون: يعني بداية نزول القرآن في رمضان. ويرى قسم ثالث: أن أكثر القرآن كان نزوله في رمضان، ويقول العلامة الطباطبائي، بعد مناقشة الأقوال السابقة:" يحمل قوله ( شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن ) وقوله ( أنا أنزلناه في ليلة مباركة ) وقوله: ( أنزلناه في ليلة القدر) على إنزال حقيقة الكتاب، والكتاب المبين، إلى قلب رسول الله (ص) دفعة، كما أنزل القرآن المفصل عليه تدريجيا في مدة الدعوة النبوية. وهذا هو الذي يلوح من نحو قوله تعالى: ( ولا تعجل بالقرآن من قبل أن يقضى إليك وحيه )وقوله تعالى: ( لا تحرك به لسانك لتعجل به، إن علينا جمعه وقرأنه، فإذا قرأناه فاتبع قرأنه، ثم إن علينا بيانه ) القيامة- 16- 19. فإن هذه الآيات ظاهرة في أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) كان له علم بما سينزل عليه، فنهي عن الاستعجال بالقراءة قبل قضاء الوحي .
    ثم عرفت الآيات الكريمة القرآن الحكيم بأنه هدى للناس : يهديهم من الظلام إلى النور، وينقذهم من متاهات الخرافة والضلال، إلى الطريق المستقيم من الهداية والواقع.
    والقرآن الكريم شعلة يهتدى بضوئها في جميع مجالات الحياة وكل جوانبها، والخلاصة: هو الحد الفاصل بين الهدى والضلال بين الخرافة والحقيقة، فهو دلالات واضحة وبينات جلية على الواقع الحق، وهو الفرقان بين الحق والباطل.

    السنة.. تتحدث عن الصوم..
    ---------------------------------
    وقد أولت السنة الغراء الصوم عناية كبيرة، فقد وردت عن النبي صلى الله عليه وآله الطاهرين، أحاديث كثيرة اهتمت بحث الناس على الصوم، وعرضت لما له من العطاء الثري، والعوائد الجمة، و!وضحت الأحكام المتعلقة به، وحيث جاء الحديث عنها، فننتخب بعضا منها:

    ربيع العبادة:
    --------------
    من أهم منافع الصوم، هو الانتصار للجانب الروحي، من حياة الإنسان، حيث يبقى الإنسان طوال السنة منغمسا في المادة، منساقا خلف متطلباتها، مهتما بمشاكلها، فيستغرق الجانب المادي الكثير من تفكيره وجهوده، فذا ما استمر على هذا الوضع يخاف عليه من طغيان الجانب المادي، على الجانب الروحي كليا، فتحتل المادة كل شيء في حياته.
    وانطلاقا من هذا الموضوع لابد للإنسان من فترة يقوم فيها برحلة هادفة، إلى عالم الروح والمثل والقيم. ولكن أي وقت يكون موسما لهذه الرحلة الهامة؟
    وشهر رمضان.. الذي اختاره الله لأن يكون ظرفا لإنزال رحمته .. وهدايته للبشر، المتمثلة في الكتب السماوية المقدسة. جدير أن يكون موسم هذه الرحلة الشيقة، ففرض فيه الصوم، كمركبة ضخمة لهذه الرحلة، وزودت بآليات تزيد في ص عتها، ليصل الإنسان وبسرعة إلى عالم الفضيلة والسمو. وتلك الآليات هي أعمال البر والإحسان، حيث يضاعف ثوابها، ويجزل الأجر للقائم بها، فتصبح الفريضة فيه كسبعين فريضة في غيره، والنافلة كالفريضة..
    وبذلك يصبح شهر رمضان ربيع العبادة، وموسم التقرب، وفرصة الاستجمام.
    ويبدو أن الرسول (صلى الله عليه وآله) كان في كل عام قبيل شهر رمضان، وفي الأيام الأخيرة من شعبان يخطب ويهيأ الأمة لاستقبال شهر الله فهناك روايات عديدة وبتعابير مختلفة عنه حول هذه المناسبة منها ما روي عن الإمام الرضا عن آبائه عن أمير المؤمنين (عليهم جميعا افضل الصلاة والسلام) قال: أن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم ) خطبنا ذات يوم فقال:
    " أيها الناس انه قد اقبل إليكم شهر الله بالبركة والرحمة والمغفرة شهر هو عند الله افضل الشهور، وأيامه افضل الأيام، ولياليه أفضل الليالي، وساعاته افضل الساعات، هو شهر دعيتم فيه إلى ضيافة الله، وجعلتم فيه من آهل كرامة الله، أنفاسكم فيه تسبيح، ونومكم فيه عبادة، وعملكم فيه مقبول، ودعاؤكم فيه مستجاب، فسلوا الله ربكم بنيات صادقة، وقلوب طاهرة، أن يوفقكم لصيامه، وتلاوة كتابه، فان الشقي من حرم غفران الله في هذا الشهر العظيم، واذكروا بجوعكم وعشمكم فيه جوع يوم القيامة وعطشه، وتصدقوا على فقرائكم ومساكينكم، ووقروا كباركم، وارحموا صغاركم وصلوا أرحامكم، واحفظوا ألسنتكم، وغضوا عما لا يحل النظر إليه أبصاركم، وعما لا يحل الاستماع إليه أسماعكم، وتحننوا على أيتام الناس يتحنن على أيامكم، وتوبوا إليه من ذنوبكم، وارفعوا إليه أيديكم بالدعاء في أوقات صلاتكم، فإنها افضل الساعات ينظر الله عز وجل فيها بالرحمة إلى عباده يجيبهم إذا ناجوه، ويلبيهم إذا نادوه، ويستجيب لهم إذا دعوه.
    أيها الناس إن أنفسكم مرهونة بأعمالكم ففكوها باستغفاركم، وظهوركم ثقيلة من أوزاركم فخففوا عنها بطول سجودكم، واعلموا أن الله تعالى ذكره اقسم بعزته أن لا يعذب المصلين والساجدين، وأن لايروعهم بالنار يوم يقوم الناس لرب العالمين.
    أيها الناس من فطر منكم صائما مؤمنا في هذا الشهر كان له بذلك عند الله عتق رقبة ومغفرة لما مضى من ذنوبه. قيل يا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): وليس كلنا يقدر على ذلك فقال (صلى الله عليه وآله وسلم):
    اتقوا النار ولو بشق تمرة، اتقوا النار ولو بشربة من ماء، فان الله تعالى يهب ذلك الأجر لمن عمل هذا اليسير إذا لم يقدر على أكثر منه.
    أيها الناس، من حسن منكم في هذا الشهر خلقه كان له جواز على الصراط يوم تزل فيه الأقدام، ومن خفف في هذا الشهر عما ملكت يمينه خفف الله عليه حسابه ومن كف فيه شره كف الله عنه غضبه يوم يلقاه، ومن أكرم فيه يتيما أكرمه الله يوم يلقاه، ومن وصل فيه رحمه وصله الله برحمته يوم يلقاه، ومن قطع فيه رحمه قطع الله عنه رحمته يوم يلقاه، ومن تطوع فيه بصلاة كتب الله له براءة من النار، ومن أذى فيه فرضا كان له ثواب من أذى سبعين فريضة فيما سواه من الشهور، ومن أكثر فيه من الصلاة علي ثقل الله له ميزانه يوم تخف الموازين، ومن تلا فيه آية من القرآن كان له مثل أجر من ختم القرآن في غيه من الشهور.
    أيها الناس، إن أبواب الجنان في هذا الشهر مفتحة فسلوا ربكم أن لا يغلقها عليكم، وأبواب النيران مغلقة فسلوا ربكم أن لا يفتحها عليكم، والشياطين مغلولة فسلوا ربكم أن لا يسلطها عليكم"
    الخ
    وإذ نستقبل الآن شهر رمضان المبارك، ينبغي أن نشكر الله ونحمده إذ انعم علينا بالبقاء لنكون في ضيافة هذا الشهر الكريم، فكم من إنسان قد قضى نحبه بين شهر رمضان الماضي وهذا الشهر؟ وكم من إنسان كانت حياته مهددة بالفناء بين لحظة وأخرى، بصورة طبيعية، أو بالحوادث المفاجئة، إلا أن الله حفظه وأبقاه لينعم ويرفل بهذا الشهر، فعلى هذا ينبغي أن نشكره إذ جعلنا من الأحياء وأتاح لنا فرصة لنتزود بهذا الشهر الكريم. ونسأله تعالى أن يوفقنا لصيام هذا الشهر بكماله وتمامه، وان يجعلنا فيه من سعداء خلقه اللهم سلمنا لشهر رمضان وتسلمه منا وسلمنا فيه حتى ينقضي عنا شهر رمضان وقد عفوت عنا وغفرت لنا ورحمتنا" .
    والحمدلله رب العالمين وصل اللهم على محمد وال محمد الائمة والمهديين وسلم تسليما كثيرا.
    وللحديث بقية تابعونا في الحلقة القادمة انشاءالله ان كان للعمر بقية
    Last edited by Saqi Alatasha; 30-06-2014, 18:24.
    هل يصعب عليك أن تسجد ولا ترفع رأسك حتى تسمع جواب ربك لتنجو في الآخرة والدنيا ؟
    وهل يصعب عليك أن تصوم ثلاثة أيام وتتضرع في لياليها إلى الله أن يجيبك ويعرفك الحق ؟

    الامام احمد الحسن (ع) ـ كتاب الجواب المنير
Working...
X
😀
🥰
🤢
😎
😡
👍
👎