إعـــــــلان

Collapse
No announcement yet.

الجهاد الأصغر

Collapse
X
 
  • Filter
  • الوقت
  • Show
Clear All
new posts
  • Saqi Alatasha
    عضو مميز
    • 09-07-2009
    • 2487

    الجهاد الأصغر

    الجهاد الأصغر


    الجهاد في الأديان الإلهية:
    الجهاد أو القتال لإعلاء كلمة الله ونشر التوحيد والدين الذي يرضاه الله سبحانه وتعالى قضية قررها الله سبحانه، وحث عليها المؤمنين وأوجبها عليهم وواعد من جاهد في سبيله الجنة وتوعّد من أعرض عن الجهاد بالنار.
    والأنبياء والمرسلون (ع) هم حملة كلمة الله سبحانه وهم حملة راية الجهاد والقتال في سبيل الله سبحانه، وهذا تاريخ الأنبياء والمرسلين (ع) بين يديك تصفّحه في التوراة والإنجيل والقرآن لتجد موسى (ع) يحمل سيفه ويتأهّب لدخول الأرض المقدسة، ويوشع بن نون (ع) يحمل سيفه ويدخل الأرض المقدسة، وداوود (ع) يقضي أيامه في القتال لإعلاء كلمة الله ونشر التوحيد:
    ﴿فَهَزَمُوهُمْ بِإِذْنِ اللَّهِ وَقَتَلَ دَاوُدُ جَالُوتَ وَآتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَهُ مِمَّا يَشَاءُ وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الْأَرْضُ وَلَكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَالبقرة: 251. وقال تعالى: ﴿اصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَاذْكُرْ عَبْدَنَا دَاوُدَ ذَا الْأَيْدِ إِنَّهُ أَوَّابٌص: 17. وسليمان (ع) يخلفه ليبني هيكل العبادة بيد ويقاتل في سبيل إعلاء كلمة الله باليد الأخرى، قال تعالى: ﴿وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُدَ وَقَالَ يَا أَيُّهَا النَّاسُ عُلِّمْنَا مَنْطِقَ الطَّيْرِ وَأُوتِينَا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْفَضْلُ الْمُبِينُالنمل: 16.
    ﴿فَلَمَّا جَاءَ سُلَيْمَانَ قَالَ أَتُمِدُّونَنِ بِمَالٍ فَمَا آتَانِيَ اللَّهُ خَيْرٌ مِمَّا آتَاكُمْ بَلْ أَنْتُمْ بِهَدِيَّتِكُمْ تَفْرَحُونَ*ارْجِعْ إِلَيْهِمْ فَلَنَأْتِيَنَّهُمْ بِجُنُودٍ لا قِبَلَ لَهُمْ بِهَا وَلَنُخْرِجَنَّهُمْ مِنْهَا أَذِلَّـةً وَهُمْ صَـاغِرُونَالنمل: 36 - 37.
    والتوراة حافلة بمعارك داوود وسليمان (ع).
    ثم إنّ عيسى (ع) يقول لأتباعه: (من أراد أن يتبعني فليحمل خشبته على ظهره)، أي إنه يدعو للثورة على الظلم والفساد ويأمر أتباعه بالجهاد والقتال في سبيل الله، فالخشبة في ذلك الزمان نظير الكفن عندنا اليوم، أي كأنه يقول لأتباعه من أراد أن يتبعني فليحمل كفنه معه.
    أمّا الرسول محمد (ص) فقد قضى جل أيامه في المدينة المنورة بعد الهجرة في الجهاد والقتال في سبيل الله ، وقضى أيامه في مكة يجاهد ويقاتل بالكلمة والحجة هو ومن آمن معه حتى عُذبوا وأُذوا وقتل منهم من قتل فذهب إلى ربّه شاهداً وشهيداً.
    ولا شك أنّ سيرة الأنبياء والمرسلين (ع) حجة ما بعدها حجة، وأمر الله سبحانه وتعالى بالجهاد والقتال في سبيله لإعلاء كلمته سبحانه وتعالى والذي جاء به الأنبياء والمرسلون حجة ما بعدها حجة، فلم يبق للمتخلّف عن أمر الله سبحانه وتعالى عذر ولا عاذر، ولم يبق لمن ينكر أمر الله سبحانه وتعالى إلاّ أن يقال عنه أنه كافر، فبأي حديث بعد الله وآياته وسيرة أنبيائه ورسله تؤمنون.
    والنصوص على الجهاد والقتال في سبيل الله في التوراة الموجودة حالياً التي يعترف بها اليهود والنصارى كثيرة جدّاً لا يسعها هذا البيان المختصر، ولكن لا بأس بإيراد نص منها لترتب فائدة على إيراده، ولعل الأفضل أن نعرّج على أول من توسع في الجهاد والقتال في سبيل الله ولإعلاء كلمة الله سبحانه وتعالى بعد نبي الله موسى بن عمـران (ع) الذي جاء بالتوراة وهو يوشع بن نون (ع) وصي موسى (ع).
    جاء في التوراة (العهد القديم / سفر يشوع: ص 354 - 357 ): الإصحاح العاشر:
    (34) ثم اجتاز يشوع وكل إسرائيل معه من لخيش إلى عجلون فنزلوا عليها وحاربوها (35) وأخذوها في ذلك اليوم وضربوها بحد السيف وحرم كل نفس بها في ذلك اليوم حسب كل ما فعل بلخيش (36) ثم صعد يشوع وجميع إسرائيل معه من عجلون إلى حبرون وحاربوها (37) وأخذوها وضربوها بحد السيف مع ملكها وكل مدنها وكل نفس بها.لم يبق شارداً حسب كل ما فعل بعجلون فحرمها وكل نفس بها (38) ثم رجع يشوع وكل إسرائيل معه إلى دبير وحاربها (39) وأخذها مع ملكها وكل مدنها وضربوها بحد السيف وحرمـوا كل نفس بها .لم يبق شارداً، كما فعل بحبرون كذلك فعل بدبير وملكها وكما فعل بلبنة وملكها (40) فضرب يشوع كل أرض الجبل والجنوب والسهل والسفوح وكل ملوكها. لم يبق شارداً بل حرم كل نسمة كما أمر الرب إله إسرائيل (41) فضربهم يشوع من قادش برنيع إلى غزة وجميع أرض جوشن إلى جبعون (42) وأخذ يشوع جميع أولئك الملوك وأرضهم دفعة واحدة لأن الرب إله إسرائيل حارب عن إسرائيل (43) ثم رجع يشوع وجميع إسرائيل معه إلى المحلة إلى الجلجال ).

    الأصحاح الحادي عشر: (1) فلما سمع يابين ملك حاصور أرسل إلى يوباب ملك مادون وإلى ملك شمرون وإلى ملك أكشاف (2) وإلى الملوك الذين إلى الشمال في الجبل وفي العربة جنوبي كنروت وفي السهل وفي مرتفعات دور غرباً (3) الكنعانيين في الشرق والغرب والأموريين والحثيين والفرزيين واليبوسيين في الجبل والحويين تحت حرمون في أرض المصفاة (4) فخرجوا هم وكل جيوشهم معهم شعبا غفيرا كالرمل الذي على شاطئ البحر في الكثرة بخيل ومركبات كثيرة جداً (5) فاجتمع جميع هؤلاء الملوك بميعاد وجاءوا ونزلوا معا على مياه ميروم لكي يحاربوا إسرائيل (6) فقال الرب ليشوع لا تخفهم لأني غدا في مثل هذا الوقت أدفعهم جميعا قتلى أمام إسرائيل فتعرقب خيلهم وتحرق مركباتهم بالنار (7) فجاء يشوع وجميع رجال الحرب معه عليهم عند مياه ميروم بغتة وسقطوا عليهم (8) فدفعهم الرب بيد إسرائيل فضربوهم وطردوهم إلى صيدون العظيمة وإلى مسرفوت مايم وإلى بقعة مصفاة شرقا . فضربوهم حتى لم يبق لهم شارد (9) ففعل يشوع بهم كما قال له الرب . عرقب خيلهم وأحرق مركباتهم بالنار (10) ثم رجع يشوع في ذلك الوقت وأخذ حاصور وضرب ملكها بالسيف . لأن حاصور كانت قبلا رأس جميع تلك الممالك (11) وضربوا كل نفس بها بحد السيف، حرموهم ولم تبق نسمة ، وأحرق حاصور بالنار (12) فأخذ يشوع كل مدن أولئك الملوك وجميع ملوكها وضربهم بحد السيف . حرمهم كما أمر موسى عبد الرب (13) غير أن المدن القائمة على تلالها لم يحرقها إسرائيل ما عدا حاصور وحدها أحرقها يشوع (14) وكل غنيمة تلك المدن والبهائم نهبها بنو إسرائيل لأنفسهم . وأمّا الرجال فضربوهم جميعاً بحد السيف حتى أبادوهم. لم يبقوا نسمة (15) كما أمر الرب موسى عبده هكذا أمر موسى يشوع وهكذا فعل يشوع. لم يهمل شيئاً من كل ما أمر به الرب موسى (16) فأخذ يشوع كل تلك الأرض الجبل وكل الجنوب وكل أرض جوشن والسهل والعربة وجبل إسرائيل وسهله (17) من الجبل الأقرع الصاعد إلى سعير إلى بعل جاد في بقعة لبنان تحت جبل حرمون ، وأخذ جميع ملوكها وضربهم وقتلهم (18) فعمل يشوع حرباً مع أولئك الملوك أياماً كثيرة (19) لم تكن مدينة صالحت بني إسرائيل إلا الحويين سكان جبعون بل أخذوا الجميع بالحرب (20) لأنه كان من قبل الرب أن يشدد قلوبهم حتى يلاقوا إسرائيل للمحاربة فيحرموا فلا تكون عليهم رأفة بل يبادون كما أمر الرب موسى (21) وجاء يشوع في ذلك الوقت وقرض العناقيين من الجبل من حبرون ومن دبير ومن عناب ومن جميع جبل يهوذا ومن كل جبل إسرائيل. حرمهم يشوع مع مدنهم (22) فلم يتبق عناقيون في أرض بني إسرائيل لكن بقوا في غزة وجت وأشدود (23) فأخذ يشوع كل الأرض حسب كل ما كلم به الرب موسى وأعطاها يشوع ملكا لإسرائيل حسب فرقهم وأسباطهم ، واستراحت الأرض من الحرب).
    هذه صورة لجانب من الأيام التي قضاها يوشع بن نون (ع) في الجهاد والقتال لإعلاء كلمة الله ونشر دين الله والتوحيد على هذه الارض. ويحسن الإلتفات إلى عدّة جوانب فيما يخص جهاد يوشع ومن معه لترتب فائدة على معرفتها هي:
    1- إنّ الذين كانوا مع يوشع بن نون (ع) هم ذراري بني إسرائيل الذين عبروا مع موسى البحر، فأولئك ماتوا في التيه الذي عاقبهم الله به لتمردهم على أمر الله بالجهاد والقتال في سبيله حيث ﴿قَالُوا يَا مُوسَى إِنَّا لَنْ نَدْخُلَهَا أَبَداً مَا دَامُوا فِيهَا فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَالمائدة: 24. والتيه كان عقوبة إصلاحـية، كانت نتيجتها هؤلاء الأبناء الصالحين الذين جاهدوا مع يوشـع (ع) وصي موسى (ع) ودخلوا الأرض المقدسة.
    2- إنّ عدد الذين عبروا مع موسى (ع) من مصر أكبر بكثير من الذين قاتلوا مع يوشع(ع)، فالكثرة لم تنفع لما كانت قلوب القوم مليئة بحب الدنيا، والقلّة لم تضر لما كانت قلوب القوم مليئة بحب الله سبحانه وتعالى.
    3- الذين كانوا مع يوشع (ع) أقل بكثير من الجيوش الجرارة التي واجهوها، بل وبالحساب المادي عددهم غير كافٍ لفتح كل تلك البلاد التي فتحوها، ولكن الله نصرهم بالرعب:
    ﴿كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيـلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِـيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَـعَ الصَّابِرِينَالبقرة: 249.
    4- قلّة العدد والعدّة وضعف الامكانات المادية كلها كانت ترافق يوشع بن نون (ع)، ولكنه والمؤمنين لما تسلّحوا بالايمان والصبر وقوة التحمل للمصاعب والتوكل على الله، ولما نصرهم الله بأن قذف الرعب في قلوب عدوهم تمكنوا من خوض كل تلك المعارك على كثرتها وانتصروا بقوة الله، ونشروا كلمة الله والتوحيد في الأرض المقدسة، فالإيمان والعقيدة هو أقوى سلاح وبه يعقد نصر المؤمنين.
    5- إنّ يوشعاً (ع) كان خليفة الله في زمانه وكانت طاعته طاعة الله ومعصيته معصية الله، فالذين أطاعوه أطاعوا الله والذين قاتلوا معه قاتلوا مع الله، فكانوا في ذلك الزمان شعب الله وحملة كلمة الله لأهل الأرض فتنزلت عليهم الرحمة والسكينة والنصر والبركة.
    والنتيجة فإنّ أنبياء الله ورسله جاهدوا وقاتلوا في سبيل إعلاء كلمة الله وأطاعوا أمر الله الذي شرع الجهاد وأوجبه، ولم تثنهم قلَّة الناصر لهم وضعف الإمكانات ولم تردعهم كثرة عدوهم وضخامة عدّته عن الجهاد، كما أنهم دعوا إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلوا الذين كفروا بالتي هي أحسن، فلما لم تنفع مع الكفار حجة اللسان قارع أنبياء الله اعداء الله بالسنان ونصرهم الله وأيدهم بملائكته.

    المصدر : كتاب الجهاد باب الجنة للسيد أحمد الحسن (عليه السلام)
    هل يصعب عليك أن تسجد ولا ترفع رأسك حتى تسمع جواب ربك لتنجو في الآخرة والدنيا ؟
    وهل يصعب عليك أن تصوم ثلاثة أيام وتتضرع في لياليها إلى الله أن يجيبك ويعرفك الحق ؟

    الامام احمد الحسن (ع) ـ كتاب الجواب المنير
Working...
X
😀
🥰
🤢
😎
😡
👍
👎