إعـــــــلان

Collapse
No announcement yet.

بالطعام يموت ابن آدم وبكلمة الله يحيى... كما بينها يماني آل محمد (ص)

Collapse
X
 
  • Filter
  • الوقت
  • Show
Clear All
new posts
  • hmdq8
    عضو نشيط
    • 10-08-2011
    • 450

    بالطعام يموت ابن آدم وبكلمة الله يحيى... كما بينها يماني آل محمد (ص)


    [ قال عيسى (ع): (ليس بالطعام وحده يحيى ابن آدم ولكن بكلمة الله)، وأنا عبد الله أقول لكم بالطعام يموت ابن آدم وبكلمة الله يحيى. ]
    الجواب المنير ج1 من السؤال2


    [ سألت العبد الصالح (ع) عن ذلك، فقلت: بالطعام يموت ابن آدم، قد نُسأل ما هو المراد من الطعام الذي يميت ابن آدم.
    فأجابني (ع): (نعم، الطعام هو ما يسدّ شهوة فروج الإنسان، فللفم طعام، وللعورة طعام، وللعين طعام ، وللأذن طعام. وهذا الطعام له حد وقانون، فالأكل الحلال للقوة يتقوى به الإنسان على طاعة الله هذا يحيي الإنسان؛ لأنه سبب لحياة روحه بالذكر الذي تقوّى عليه بهذا الطعام. وسد شهوة العورة بالحلال كذلك، وطعام العين النافع مثل النظر إلى القرآن وإلى حجة الله أو حتى النظر إلى مآل أعداء الله والاعتبار يحيي الإنسان، وأيضاً طعام الأذن النافع مثل سماع القرآن يحيي الإنسان.
    أما إن كان الإنسان يأكل دون حساب لكم أو كيف أو نوع، أو يسد شهوة عورته بما يشاء دون حساب أيضاً لكيف وأين ومتى ومع من، وينظر لما يشاء ولمن يشاء دون حساب لما يريده الله ، وأيضاً يسمع ما يشاء، فهذا الإنسان يهلك نفسه بهذا الطعام الذي يطعم به فمه وعورته وعينه وأذنه. فالطعام دون أن يحسب الله سبحانه وتعالى يقتل الإنسان ويسبب هلاك الإنسان، فبالطعام يموت ابن آدم
    ). ]
    مع العبد الصالح ج1 ص(83،84)


    قال أمير المؤمنين علي ابن ابي طالب ع [ ((أ أقنع من نفسي بأن يقال أمير المؤمنين ولا أشاركهم في مكاره الدّهر ؟ أو أكون أسوة لهم في جشوبة العيش، فما خلقت ليشغلني أكل الطّيّبات كالبهيمة المربوطة همّها علفها، أو المرسلة شغلها تقمّمها، تكترش من أعلافها، و تلهو عمّا يراد بها، أو أترك سدى وأهمل عابثاً، أو أجرّ حبل الضّلالة، أو أعتسف طريق المتاهة ...........
    إليك عنّي يا دنيا فحبلك على غاربك، قد انسللت من مخالبك، و أفلتّ من حبائلك، و اجتنبت الذّهاب في مداحضك. أين القوم الّذين غررتهم بمداعبك ؟ أين الأمم الّذين فتنتهم بزخارفك ؟ هاهم رهائن القبور، ومضامين اللّحود واللّه لو كنت شخصاً مرئيّاً، وقالباً حسّيّا، لأقمت عليك حدود اللّه في عباد غررتهم بالأماني، وأمم ألقيتهم في المهاوي، و ملوك أسلمتهم إلى التّلف وأوردتهم موارد البلاء، إذ لا ورد ولا صدر.
    هيهات من وطئ‏ء دحضك زلق، ومن ركب لججك غرق، ومن ازورّ عن حبالك وفّق، والسّالم منك لا يبالي إن ضاق به مناخه، والدّنيا عنده كيوم حان انسلاخه .
    أعزبى عنّي، فو اللّه لا أذلّ لك فتستذلّني، و لا أسلس لك فتقوديني، وايم اللّه يمينا برّة أستثني فيها بمشيئة اللّه لأروضنّ نفسي رياضة تهشّ معها إلى القرص إذا قدرت عليه مطعوما، و تقنع بالملح مأدوما، ولأدعنّ مقلتي كعين ماء نضب معينها مستفرغة دموعها . أتمتلئ‏ء السّائمة من رعيها فتبرك ؟ و تشبع الرّبيضة من عشبها فتربض ؟ و يأكل عليّ من زاده فيهجع ؟ قرّت إذا عينه إذا اقتدى بعد السّنين المتطاولة بالبهيمة الهاملة، والسّائمة المرعيّة طوبى لنفس أدّت إلى ربّها فرضها، و عركت بجنبها بؤسها، وهجرت في اللّيل غمضها، حتّى إذا غلب الكرى عليها افترشت أرضها، و توسّدت كفّها، في معشر أسهر عيونهم خوف معادهم، و تجافت عن مضاجعهم جنوبهم وهمهمت بذكر ربّهم شفاههم، وتقشّعت بطول استغفارهم ذنوبهم (أُولئِكَ حِزْبُ اللَّه ، أَلا إنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ المُفْلِحُونَ)))
    . ]
    من خطبة عيد الغدير الاغر للامام أحمد الحسن ع


    [ سؤال 219/ سيدي يا ابن رسول الله (ص) في يوم من الأيام كنت قد أكلت اللحم دون أن أتبيّن إن كان حلالاً، ورغم عدم معرفتي أنه حلال فقد أكلته، والأرجح أنني أكلت حراماً فأطلب منك يا مولاي أن تدعو لي بالمغفرة أولاً، ثم أود معرفة كفارة هذا الذنب.

    الجواب: أسأل الله أن يوفقك ويغفر لك، وإذا كنت تريد أن تُكفّر وتُخلّص جسدك من الحرام فعليك بالصيام وقلة الطعام حتى تذيب ما بني من حرام ثم ابني جسدك بالحلال. والطعام الحرام يؤثر على القلب؛ لأنه يجري في الدم ويصل أكثره إلى القلب الجسماني في الصدر، والصدر هو موضع اتصال الروح بالجسد، والطعام الطيب يؤثر أيضاً إيجاباً على قلب الإنسان واتصاله بملكوت السماوات ورؤيته لملكوت السماوات؛ ولهذا حذّر الله سبحانه وتعالى من طلبوا مائدة السماء إنهم إن كفروا سيعذبهم عذاباً لا يعذبه أحداً من العالمين: ﴿قَالَ اللَّهُ إِنِّي مُنَزِّلُهَا عَلَيْكُمْ فَمَنْ يَكْفُرْ بَعْدُ مِنْكُمْ فَإِنِّي أُعَذِّبُهُ عَذَاباً لا أُعَذِّبُهُ أَحَداً مِنَ الْعَالَمِينَ﴾؛ وذلك لأنّ مائدة السماء هي طعام حلال وطيب ويؤثر على القلب فيرون ملكوت السماوات وتطمئن قلوبهم بذلك، ولهذا هم أنفسهم عللوا طلبهم لمائدة السماء لكي تطمئن قلوبهم: ﴿قَالُوا نُرِيدُ أَنْ نَأْكُلَ مِنْهَا وَتَطْمَئِنَّ قُلُوبُنَا﴾ ولم يقصدوا أكيداً المعجزة فكثيرة هي المعاجز التي رؤها من عيسى(ع) ولا خصوصية لمائدة السماء كمعجزة لتسبب اطمئنان القلب دون غيرها، وإنّما الذي يسبب اطمئنان القلب هو طعام السماء الحلال الطيب المبارك الذي يجعلهم ينظرون في ملكوت السماوات: ﴿إِذْ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ هَلْ يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ أَنْ يُنَزِّلَ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِنَ السَّمَاءِ قَالَ اتَّقُوا اللَّهَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ * قَالُوا نُرِيدُ أَنْ نَأْكُلَ مِنْهَا وَتَطْمَئِنَّ قُلُوبُنَا وَنَعْلَمَ أَنْ قَدْ صَدَقْتَنَا وَنَكُونَ عَلَيْهَا مِنَ الشَّاهِدِينَ * قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ اللَّهُمَّ رَبَّنَا أَنْزِلْ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِنَ السَّمَاءِ تَكُونُ لَنَا عِيداً لِأَوَّلِنَا وَآخِرِنَا وَآيَةً مِنْكَ وَارْزُقْنَا وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ * قَالَ اللَّهُ إِنِّي مُنَزِّلُهَا عَلَيْكُمْ فَمَنْ يَكْفُرْ بَعْدُ مِنْكُمْ فَإِنِّي أُعَذِّبُهُ عَذَاباً لا أُعَذِّبُهُ أَحَداً مِنَ الْعَالَمِينَ﴾. ]
    من كتاب الجواب المنير عبر الأثير ج3


    [ سؤال/ 102: قال الصادق (ع) ما معناه: (إن استطعت أن لا تأكل إلا الله فافعل)، ما معنى هذا الحديث؟
    الجواب: أي أن تكون ذاكراً لله سبحانه وتعالى على كل حال فالذكر طعام الروح، ثم أن تقلل طعام الجسد بقدر الحاجة له ، أي أن يكون للقوة لا للشهوة ، قال عيسى (ع): (ليس بالطعام وحده يحيى ابن آدم، بل بكلمة الله).
    وهكذا يحصل الإنسان على المقام في السماوات الملكوتية، ثم إنه يطعم ويسقى دونما طعام جسماني مادي ، فالصائم إذا نام في النهار يطعم ويسقى كما ورد في الحديث عنهم (ع) ([206])، بل كثيرون عندما ينامون في النهار أيام الصيام يرون في الرؤيا أنهم أكلوا وشربوا ويستيقظون وقد ذهب عنهم الجوع والظمأ، وكأنهم أكلوا في هذا العالم الجسماني، فالإمام الصادق (ع) يرشد الناس إلى الإكثار من ذكر الله وتقليل العروج على الدنيا.
    والحقيقة التي يجب أن يعرفها الناس هي أنه: (بالطعام يموت ابن آدم)، فبالطعام والشهوات تشغل الروح عن رقيها، وتنكب على تدبير هذا البدن الجسماني، وهذا الانشغال بالنسبة للروح هو نوع من الموت التدريجي، كما أنّ الذكر والسعي في طريق الله سبحانه وتعالى هو نوع من الحياة والرقي التدريجي.
    ]
    المتشابهات ج3


    [ أيضا الأحلام التي تؤثر في البدن بشكل ملموس وكبير ومنها أحلام الصائم في نهار الصيام حيث يرى في نومه نهارا أنه يأكل ويشرب ثم يستيقظ وقد ذهب عنه الجوع والعطش، وهذه الرؤى كثيرة الوقوع، وقد تفسر على أنها تحصل نتيجة إشارات من الدماغ والارتواء والشبع تحصيل حاصل لبعض افرازات الجسم أو عمل بعض الأعضاء.
    ولكن الحقيقة إن الإنسان عندما يستيقظ وهو في كثير من الأحيان ينتبه في الرؤيا إلى أنه صائم يجد أن طعم الشراب أو الطعام ربما لا يزال في فمه، هذا إضافة إلى أن الصائم لا يذهب ظمأه وهو مستيقظ في حين عندما ينام يرى أنه يشرب ويذهب ظمأه، فلماذا لا تعمل هذه الافرازات إلا في النوم؟ ولماذا عندما يرى الرؤيا يستيقظ وقد ذهب ظمأه ولا يذهب ظمأه لو لم ير تلك الرؤيا أو الحلم بأنه يشرب؟!
    ]
    وهم الإلحاد ص563
    Last edited by hmdq8; 08-06-2014, 13:58.
  • مستجير
    مشرفة
    • 21-08-2010
    • 1034

    #2
    رد: بالطعام يموت ابن آدم وبكلمة الله يحيى... كما بينها يماني آل محمد (ص)

    اللهم صل على محمد وآل محمد الأئمة والمهديين وسلم تسليما

    أحسنتم اختيار الموضوع..
    نسأل الله أن يطهر قلوبنا ويوفقنا للعمل بما نعلم..


    قال الامام أحمد الحسن ع:
    [ والحق أقول لكم ، إن في في التوراة مكتوب:
    "توكل علي بكل قلبك ولا تعتمد على فهمك ، في كل طريق اعرفني ،
    وأنا أقوم سبيلك ، لا تحسب نفسك حكيماً ، أكرمني وأدب نفسك بقولي."
    ]

    "اللهُمَّ إِنِّي إِلَيْكَ فَقِيرٌ، وَإِنِّي خَائِفٌ مُسْتَجِيرٌ، فَأَجِرْنِيْ مِنْ نَفْسِيْ يَا مُجِيرَ"

    Comment

    • hmdq8
      عضو نشيط
      • 10-08-2011
      • 450

      #3
      رد: بالطعام يموت ابن آدم وبكلمة الله يحيى... كما بينها يماني آل محمد (ص)

      المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مستجير مشاهدة المشاركة
      اللهم صل على محمد وآل محمد الأئمة والمهديين وسلم تسليما

      أحسنتم اختيار الموضوع..
      نسأل الله أن يطهر قلوبنا ويوفقنا للعمل بما نعلم..
      اللهم صل على محمد وآل محمد الأئمة والمهديين وسلم تسليما

      امين يارب العالمين

      [ وفقكم الله وسددكم، وأرجو أن تذكروني في دعائكم جزاكم الله خيراً ] من السؤال 493

      Comment

      • محمد الانصاري
        MyHumanity First
        • 22-11-2008
        • 5048

        #4
        رد: بالطعام يموت ابن آدم وبكلمة الله يحيى... كما بينها يماني آل محمد (ص)

        اللهم صل على محمد وال محمد الائمة والمهديين وسلم تسليما كثيرا
        جزاكم الله خير الجزاء وبارك الله بكم وبعملكم


        ---


        ---


        ---

        Comment

        • hmdq8
          عضو نشيط
          • 10-08-2011
          • 450

          #5
          رد: بالطعام يموت ابن آدم وبكلمة الله يحيى... كما بينها يماني آل محمد (ص)

          المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد الانصاري مشاهدة المشاركة
          اللهم صل على محمد وال محمد الائمة والمهديين وسلم تسليما كثيرا
          جزاكم الله خير الجزاء وبارك الله بكم وبعملكم

          اللهم صل على محمد وآل محمد ص الأئمة والمهديين وسلم تسليما

          يجازيكم عن محمد وآل محمد ص خير جزاء المحسنين

          [ أسأل الله أن يجعل لكم بركة في عملكم ويرزقكم خير الآخرة والدنيا. ] س442

          اشكركم على المرور انصار الله

          Comment

          • المهتدية بأحمد
            مشرف
            • 27-04-2012
            • 631

            #6
            رد: بالطعام يموت ابن آدم وبكلمة الله يحيى... كما بينها يماني آل محمد (ص)

            جزاكم الله خير الجزاء عن محمد واله ،، اضافة بسيطة للموضوع تقبلوها مني.

            قال الامام احمد الحسن ع
            إنّ تحصيل العلوم العقلية والنقلية ليس بعسير، ولكن أن تعطي طعامك ثلاثة أيام لِأسير وابن سبيل ومسكين وتطوي جائعاً. كما فعل الإمام علي ع هو الأمر العسير. أن تعيش حياتك من أجل إسعاد الناس ورفع الحيف والظلم عنهم هو الأمر العسير، أن تعطي في سبيل الله كما أعطى الإمام الحسين ع هو الأمر العسير.


            كتاب العجل
            sigpic
            قال الامام احمد الحسن ع:
            لنفتح صفحة جديدة ونقول نحن من الان نحب في الله ونبغض في الله لنكون بذلك احب الخلق لله سبحانه.



            Comment

            • hmdq8
              عضو نشيط
              • 10-08-2011
              • 450

              #7
              رد: بالطعام يموت ابن آدم وبكلمة الله يحيى... كما بينها يماني آل محمد (ص)

              المشاركة الأصلية كتبت بواسطة المهتدية بأحمد مشاهدة المشاركة
              جزاكم الله خير الجزاء عن محمد واله ،، اضافة بسيطة للموضوع تقبلوها مني.

              قال الامام احمد الحسن ع
              إنّ تحصيل العلوم العقلية والنقلية ليس بعسير، ولكن أن تعطي طعامك ثلاثة أيام لِأسير وابن سبيل ومسكين وتطوي جائعاً. كما فعل الإمام علي ع هو الأمر العسير. أن تعيش حياتك من أجل إسعاد الناس ورفع الحيف والظلم عنهم هو الأمر العسير، أن تعطي في سبيل الله كما أعطى الإمام الحسين ع هو الأمر العسير.


              كتاب العجل
              يجازيكم عن محمد وآل محمد ص خير جزاء المحسنين

              [ أسأل الله أن يرزقك حسن العاقبة، وأن تنصر كل خليفة لله في أرضه تعيش في زمانه، وفقك الله وسدد خطاك ] مع العبد الصالح ج2 ص40

              Comment

              • hmdq8
                عضو نشيط
                • 10-08-2011
                • 450

                #8
                رد: بالطعام يموت ابن آدم وبكلمة الله يحيى... كما بينها يماني آل محمد (ص)

                اضافة جديدة على الموضوع...

                رحلة موسى ع إلى مجمع البحرين ص40 [﴿فَانطَلَقَا حَتَّى إِذَا أَتَيَا أَهْلَ قَرْيَةٍ اسْتَطْعَمَا أَهْلَهَا فَأَبَوْا أَن يُضَيِّفُوهُمَا فَوَجَدَا فِيهَا جِدَاراً يُرِيدُ أَنْ يَنقَضَّ فَأَقَامَهُ قَالَ لَوْ شِئْتَ لَاتَّخَذْتَ عَلَيْهِ أَجْراً * قَالَ هَذَا فِرَاقُ بَيْنِي وَبَيْنِكَ سَأُنَبِّئُكَ بِتَأْوِيلِ مَا لَمْ تَسْتَطِع عَّلَيْهِ صَبْراً﴾.
                لولا أن موسى(ع) ﴿قَالَ إِن سَأَلْتُكَ عَن شَيْءٍ بَعْدَهَا فَلَا تُصَاحِبْنِي قَدْ بَلَغْتَ مِن لَّدُنِّي عُذْراً﴾ لاستمر العبد الصالح مع موسى(ع) ، وإن اعترض موسى ينبهه فقط كما في المرتين الأولى والثانية.
                ولكن في النهاية كان لابد للعبد الصالح الذي لم يكن من هذا العالم ولم يكن يأكل الطعام أن يغادر موسى(ع) ويوشعاً (ع) اللذين أخذ منهما الجوع مأخذه ليأخذا قسطهما من الراحة والطعام ، فهما قد بدءا رحلتهما مع العبد الصالح وهما في غاية التعب والجوع ﴿فَلَمَّا جَاوَزَا قَالَ لِفَتَاهُ آتِنَا غَدَاءنَا لَقَدْ لَقِينَا مِن سَفَرِنَا هَذَا نَصَباً * قَالَ أَرَأَيْتَ إِذْ أَوَيْنَا إِلَى الصَّخْرَةِ فَإِنِّي نَسِيتُ الْحُوتَ وَمَا أَنسَانِيهُ إِلَّا الشَّيْطَانُ أَنْ أَذْكُرَهُ وَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ عَجَباً﴾ أي إنّ غدائهما ذهب في البحر ولم يأكلا منه شيئاً واستمرا في الرحلة من دون طعام؛ لأن العبد الصالح لم يكن يأكل الطعام فلم يكن أمام موسى (ع) إلا الجوع وفي الجوع خير كثير؛
                قال الصادق (ع): (إن البطن ليطغى من الملة ، وأقرب ما يكون العبد من الله تعالى إذا خف بطنه ، وأبغض ما يكون العبد من الله تعالى إذا امتلأ بطنه).
                وقال الصادق(ع): (أقرب ما يكون العبد إلى الله إذا ما خف بطنه).
                ففي كون زاد موسى ويوشع في هذه الرحلة هو الجوع حكمة إلهية، وفي نهاية الرحلة وحلقتها الثالثة والأخيرة لم يجد موسى (ع) ويوشع (ع) إلا طلب الطعام من أهل القرية ليتمكنا من الاستمرار مع العالم ويقويا على التحرك معه ﴿فَانطَلَقَا حَتَّى إِذَا أَتَيَا أَهْلَ قَرْيَةٍ اسْتَطْعَمَا أَهْلَهَا فَأَبَوْا أَن يُضَيِّفُوهُمَا﴾، وحتى إن موسى (ع) ولأن الجوع قد أرهقه لم يستطع أن يسكت وأعاد طلبه للطعام مرة أخرى عندما بنى العبد الصالح الجدار فقال له لو أنك طلبت منهم مقابلاً لهذا البناء طعاماً لي وليوشع (ع) ﴿ قَالَ لَوْ شِئْتَ لَاتَّخَذْتَ عَلَيْهِ أَجْراً﴾، عندها لم يكن أمام العالم (العبد الصالح) إلا مغادرة موسى(ع) ويوشع (ع) لأنهما أرهقا من الجوع والتعب.
                عن أبي عبد الله (ع) في قول موسى لفتاه: ﴿آتِنا غَداءَنا﴾، وقوله: ﴿رَبِّ إِنِّي لِما أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ﴾، فقال: (إنما عنى الطعام).
                [ وقال أبو عبد الله (ع): (إن موسى (ع) لذو جوعات).
                ]

                نهج البلاغه ج3 ص68 ( ٤٥ - (ومن كتاب له عليه السلام إلى عثمان بن حنيف الأنصاري وهو عامله على البصرة وقد بلغه أنه دعي إلى وليمة قوم من أهلها فمضى إليها)
                أما بعد يا ابن حنيف فقد بلغني أن رجلا من فتية أهل البصرة دعاك إلى مأدبة فأسرعت إليها تستطاب لك الألوان وتنقل إليك الجفان، وما ظننت أنك تجيب إلى طعام قوم عائلهم مجفو.
                وغنيهم مدعو. فانظر إلى ما تقضمه من هذا المقضم، فما اشتبه عليك علمه فالفظه، وما أيقنت بطيب وجوهه فنل منه ألا وإن لكل مأموم إماما يقتدى به ويستضئ بنور علمه، ألا وإن إمامكم قد اكتفى من دنياه بطمريه، ومن طعمه بقرصيه.
                ألا وإنكم لا تقدرون على ذلك ولكن أعينوني بورع واجتهاد، وعقة وسداد. فوالله ما كنزت من دنياكم تبرا، ولا ادخرت من غنائمها وفرا، ولا أعددت لبالي ثوبي طمرا. بلى كانت في أيدينا فدك من كل ما أظلته السماء، فشحت عليها نفوس قوم وسخت عنها نفوس آخرين. ونعم الحكم الله. وما أصنع بفدك وغير فدك والنفس مظانها في غد جدث تنقطع في ظلمته آثارها، وتغيب أخبارها، وحفرة لو زيد في فسحتها وأوسعت يدا حافرها لاضغطها الحجر والمدر، وسد فرجها التراب المتراكم، وإنما هي نفسي أروضها بالتقوى لتأتي آمنة يوم الخوف الأكبر، وتثبت على جوانب المزلق. ولو شئت لاهتديت الطريق إلى مصفى هذا العسل ولباب هذا القمح ونسائج هذا القز، ولكن هيهات أن يغلبني هواي ويقودني جشعي إلى تخير الأطعمة. ولعل بالحجاز أو اليمامة من لا طمع له في القرص ولا عهد له بالشبع، أو أبيت مبطانا وحولي بطون غرثى وأكباد حرى؟ أو أكون كما قال القائل - وحسبك داء أن تبيت ببطنة * وحولك أكباد تحن إلى القد
                أأقنع من نفسي بأن يقال أمير المؤمنين ولا أشاركهم في مكاره الدهر، أو أكون أسوة لهم في جشوبة العيش. فما خلقت ليشغلني أكل الطيبات كالبهيمة المربوطة همها علفها، أو المرسلة شغلها تقممها، تكترش من أعلافها وتلهو عما يراد بها. أو أترك سدى أو أهمل عابثا، أو أجر حبل الضلالة، أو أعتسف طريق المتاهة.
                وكأني بقائلكم يقول إذا كان هذا قوت ابن أبي طالب فقد قعد به الضعف عن قتال الاقران ومنازلة الشجعان. ألا وإن الشجرة البرية أصلب عودا، والروائع الخضرة أرق جلودا، والنباتات البدوية أقوى وقودا وأبطأ خمودا، وأنا من رسول الله كالصنو من الصنو والذراع من العضد. والله لو تظاهرت العرب على قتالي لما وليت عنها، ولو أمكنت الفرص من رقابها لسارعت إليها، وسأجهد في أن أطهر الأرض من هذا الشخص المعكوس والجسم المركوس حتى تخرج المدرة من بين حب الحصيد
                إليك عني يا دنيا فحبلك على غاربك، قد انسللت من مخالبك، وأفلت من حبائلك، واجتنبت الذهاب في مداحضك. أين القرون الذين غررتهم بمداعبك أين الأمم الذين فتنتهم بزخارفك. هاهم رهائن القبور ومضامين اللحود. والله لو كنت شخصا مرئيا وقالبا حسيا لأقمت عليك حدود الله في عباد غررتهم بالأماني وأمم ألقيتهم في المهاوي، وملوك أسلمتهم إلى التلف وأوردتهم موارد البلاء إذ لا ورد ولا صدر. هيهات من وطئ دحضك زلق، ومن ركب لججك غرق، ومن أزور عن حبائلك وفق. والسالم منك لا يبالي إن ضاق به مناخه والدنيا عنده كيوم حان انسلاخه. اعزبي عني.
                فوالله لا أذل لك فتستذليني، ولا أسلس لك فتقوديني. وأيم الله يمينا أستثني فيها بمشيئة الله لأروضن نفسي رياضة تهش معها إلى القرص إذا قدرت عليه مطعوما، وتقنع بالملح مأدوما، ولأدعن مقلتي كعين ماء نضب معينها مستفرغة دموعها. أتمتلئ السائمة من رعيها فتبرك، وتشبع الربيضة من عشبها فتربض ويأكل علي من زاده فيهجع ؟.
                قرت إذا عينه إذا اقتدى بعد السنين المتطاولة بالبهيمة الهاملة والسائمة المرعية
                طوبى لنفس أدت إلى ربها فرضها، وعركت بجنبها بؤسها.
                وهجرت في الليل غمضها حتى إذا غلب الكرى عليها افترشت أرضها وتوسدت كفها في معشر أسهر عيونهم خوف معادهم، وتجافت عن مضاجعهم جنوبهم. وهمهمت بذكر ربهم شفاههم، وتقشعت بطول استغفارهم ذنوبهم " أولئك حزب الله ألا إن حزب الله هم المفلحون "
                فاتق الله يا ابن حنيف ولتكفك أقراصك ليكون من النار خلاصك )

                بحار الانوار ص276 ج42 ( قالت أم كلثوم بنت أمير المؤمنين صلوات الله عليه: لما كانت ليلة تسع عشرة من شهر رمضان قدمت إليه عند إفطاره طبقا فيه قرصان من خبز الشعير وقصعة فيها لبن وملح جريش، فلما فرغ من صلاته أقبل على فطوره، فلما نظر إليه وتأمله حرك رأسه وبكى بكاءا شديدا عاليا، وقال: يا بنية ما ظننت أن بنتا تسوء أباها كما قد أسأت أنت إلي، قالت: وماذا يا أباه؟ قال: يا بنية أتقدمين إلى أبيك إدامين في فرد طبق واحد؟ أتريدين أن يطول وقوفي غدا بين يدي الله عز وجل يوم القيامة أنا أريد أن أتبع أخي وابن عمي رسول الله صلى الله عليه وآله ما قدم إليه إدامان في طبق واحد إلى أن قبضه الله، يا بنية ما من رجل طاب مطعمه ومشربه وملبسه إلا طال وقوفه بين يدي الله عز وجل يوم القيامة، يا بنية إن الدنيا في حلالها حساب وفي حرامها عقاب وقد أخبرني حبيبي رسول الله صلى الله عليه وآله أن جبرئيل عليه السلام نزل إليه ومعه مفاتيح كنوز الأرض وقال: يا محمد السلام يقرؤك السلام ويقول لك: إن شئت صيرت معك جبال تهامة ذهبا وفضة، وخذ هذه مفاتيح كنوز الأرض ولا ينقص ذلك من حظك يوم القيامة، قال: يا جبرئيل وما يكون بعد ذلك؟ قال: الموت، فقال: إذا لا حاجة لي في الدنيا، دعني أجوع يوما وأشبع يوما، فاليوم الذي أجوع فيه أتضرع إلى ربي وأسأله، واليوم الذي أشبع فيه أشكر ربي وأحمده، فقال له جبرئيل: وفقت لكل خير يا محمد.
                ثم قال عليه السلام: يا بنية الدنيا دار غرور ودار هوان، فمن قدم شيئا وجده، يا بنية والله لا آكل شيئا حتى ترفعين أحد الإدامين، فلما رفعته تقدم إلى الطعام فأكل قرصا واحدا بالملح الجريش، ثم حمد الله وأثنى عليه ثم قام إلى صلاته فصلى ولم يزل راكعا وساجدا ومبتهلا ومتضرعا إلى الله سبحانه... )

                Comment

                Working...
                X
                😀
                🥰
                🤢
                😎
                😡
                👍
                👎