إعـــــــلان

Collapse
No announcement yet.

جانب من خطبة الجمعة في إحدى دول الخليج بتأريخ 7 شعبان - المعترضون على نوح (ع)

Collapse
X
 
  • Filter
  • الوقت
  • Show
Clear All
new posts
  • Abu_Malaak
    مشرف
    • 14-07-2013
    • 113

    جانب من خطبة الجمعة في إحدى دول الخليج بتأريخ 7 شعبان - المعترضون على نوح (ع)

    بسم الله الرحمن الرحيم

    الحمد لله مالك الملك، مجري الفلك مسخر الرياح، فالق الإصباح، ديان الدين، رب العالمين، الحمد لله الذي من خشيته ترعد السماء وسكانها وترجف الأرض وعمارها، وتموج البحار ومن يسبح في غمراتها.
    والصلاة والسلام على المحمود الاحمد والمصطفى الامجد حبيب اله العالمين ابي القاسم محمد وعلى اله الطيبين الطاهرين.
    اللهم صل على محمد وآل محمد الائمة والمهديين، الفلك الجارية في اللجج الغامرة، يأمن من ركبها، ويغرق من تركها، المتقدم لهم مارق، والمتأخر عنهم زاهق، واللازم لهم لاحق.


    نوح (ع) خليفة لله ودوقيل وقومه يعترضون

    بعث الله تعالى خليفته نوحاً أول أنبياء أولي العزم في قومه ، ( وكان ملك قومه رجلاً جباراً قوياً عاتياً ، يقال له : دوقيل بن عويل بن لامك بن جنح بن قابيل ، وهو أول من شرب الخمر ... وكان يعبد هو وقومه الأصنام الخمس : وداً ، وسواعاً ، ويغوث ، ويعوق ، ونسراً ، وهي أصنام قوم إدريس (ع) ، ثم اتخذوا في كثرة الأصنام حتى صار لهم ألف وتسع مائة صنم على كراسي الذهب ، وأسرّة من الفضة مفروشة بأنواع الفرش الفاخرة ، متوجين الأصنام بتيجان مرصعة بالجواهر واللآلئ واليواقيت ، ولهذه الأصنام خدم يخدمونها تعظيماً لها ) ([4]).
    وقد امتازت دعوته (ع) لقومه بـ ( الدعوة إلى الحق بلين ورحمة ورقة ، ثم المبالغة في الرحمة لمن يؤمن بالحق ، والصبر على من لم يؤمن في البداية لعلّه بعد ذلك يؤمن بالحق والعمل ليلاً ونهاراً وسراً وعلانية ، لإيصال الحق دون ملل وكلل وفي كل هذه الأحوال لابد من اليقين بالنصر الإلهي ، والالتجاء إلى الله والتحصن به والتوكل عليه ، توكلاً حقيقياً بمعنى أن يكون العبـد مصداق للآيـة الكريمة : لا قوة إلا بالله ) ([5]) .
    قال تعالى حكاية عن قول نوح (ع)لقومه وهو يدعوهم : ﴿ قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كُنْتُ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَآتَانِي رَحْمَةً مِنْ عِنْدِهِ فَعُمِّيَتْ عَلَيْكُمْ أَنُلْزِمُكُمُوهَا وَأَنْتُمْ لَهَا كَارِهُونَ ﴾ ([6]).
    وقال : ﴿ أَوَعَجِبْتُمْ أَنْ جَاءَكُمْ ذِكْرٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَلَى رَجُلٍ مِنْكُمْ لِيُنْذِرَكُمْ وَلِتَتَّقُوا وَلَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ﴾ ([7]).
    ولكن تلك الرحمة التي كانت يحتويها نوح النجار المبعوث رسولاً من الله لقومه لم تنفع معهم وتُذهب تكبرهم رغم انه ظل ألف عام إلا خمسين يدعوهم إلى الله سبحانه ليلاً ونهاراً سرّاً وعلانية ، قال تعالى : ﴿ قَالَ رَبِّ إِنِّي دَعَوْتُ قَوْمِي لَيْلاً وَنَهَاراً * فَلَمْ يَزِدْهُمْ دُعَائِي إِلَّا فِرَاراً * وَإِنِّي كُلَّمَا دَعَوْتُهُمْ لِتَغْفِرَ لَهُمْ جَعَلُوا أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ وَاسْتَغْشَوْا ثِيَابَهُمْ وَأَصَرُّوا وَاسْتَكْبَرُوا اسْتِكْبَاراً * ثُمَّ إِنِّي دَعَوْتُهُمْ جِهَاراً * ثُمَّ إِنِّي أَعْلَنتُ لَهُمْ وَأَسْرَرْتُ لَهُمْ إِسْرَاراً ﴾ ([8]).
    عن الصادق جعفر بن محمد عليهما السلام قال : ( عاش نوح (ع) ألفي سنة وخمسمائة سنة ، منها ثمانمائة سنة وخمسون سنة قبل أن يبعث ، وألف سنة إلا خمسين عاماً وهو في قومه يدعوهم ، ومائتا عام في عمل السفينة ، وخمسمائة عام بعد ما نزل من السفينة ونضب الماء .. ) ([9]).
    إن الجحود الذي قوبل به نوح النبي (ع) من قومه لم يكن لقصور في الأدلة التي جاء بها ، كيف وقد جاءهم محتجاً عليهم بوصية ذكره فيها نبي الله ادم (ع) ( إن الله باعث نبياً اسمه نوح ، فإنه يدعو إلى الله ويكذبه قومه فيهلكهم الله بالطوفان ) كما عرفناه سابقاً ، وبالعلم الظاهر من احتجاجه مع قومه والذي يحكيه لنا القران الكريم : ﴿ أَلَمْ تَرَوْا كَيْفَ خَلَقَ اللَّهُ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقاً * وَجَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ نُوراً وَجَعَلَ الشَّمْسَ سِرَاجاً * وَاللَّهُ أَنبَتَكُم مِّنَ الْأَرْضِ نَبَاتاً * ثُمَّ يُعِيدُكُمْ فِيهَا وَيُخْرِجُكُمْ إِخْرَاجاً * وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ بِسَاطاً * لِتَسْلُكُوا مِنْهَا سُبُلاً فِجَاجاً ﴾ .
    وهو ما أشار إليه الإمام الرضا (ع) في حديثه الذي جاء فيه : ( .. وقد كان آدم أوصى هبة الله أن يتعاهد هذه الوصية عند رأس كل سنة فيكون يوم عيد لهم ، فيتعاهدون بعث نوح في زمانه الذي بعث فيه ، وكذلك جرى في وصية كل نبي حتى بعث الله تبارك وتعالى محمداً وإنما عرفوا نوحاً بالعلم الذي عندهم وهو قول الله تعالى : ﴿ وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحاً ﴾ ([10]) إلى آخر الآية ... ) ([11]).
    فكذبوه ولم يزدهم دعاءه لهم إلا ضلالاً وابتعاداً عن الحق ، فلما عصوه ﴿ قَالَ نُوحٌ رَّبِّ إِنَّهُمْ عَصَوْنِي وَاتَّبَعُوا مَن لَّمْ يَزِدْهُ مَالُهُ وَوَلَدُهُ إِلَّا خَسَاراً * وَمَكَرُوا مَكْراً كُبَّاراً ﴾ ، بل ازدادوا تمسكاً بأصنامهم التي يعبدونها من دون الله ﴿ وَقَالُوا لَا تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ وَلَا تَذَرُنَّ وَدّاً وَلَا سُوَاعاً وَلَا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْراً ﴾ ، فاستحقوا النار بما كسبوا من جرم وخطيئة ﴿ مِمَّا خَطِيئَاتِهِمْ أُغْرِقُوا فَأُدْخِلُوا نَاراً فَلَمْ يَجِدُوا لَهُم مِّن دُونِ اللَّهِ أَنصَاراً ﴾([12]).
    والملفت هنا فيما ذكره لنا القران الكريم من احتجاج نوح (ع) مع قومه أننا لا نجد للمعجزة المادية - التي يطلبها الناس اليوم من داعي الله ( احمد الحسن (ع) ) وبها فقط يريدون تصديقه - اسم يذكر ، في حين أنّ النار كانت مصير المكذب بنوح رغم عدم إتيانه بالمعجزة المادية ، وهو إن دل على شيء إنما يدل على أنّ المعجزة المادية تأتي داعماً ومؤيداً لدعوة خلفاء الله في أرضه لا أنها الأساس الذي يدور مع وجودها وعدمه الإيمان والإنكار ، ويبقى القانون الإلهي في حججه هو ما اختص الله به خلفائه في أرضه وهو الأصل الذي به يأتون أقوامهم ويعرفون .
    ومع كل الجهد الذي بذله نوح (ع) في دعوته الناس إلى الله سبحانه لم يتجاوز عدد المؤمنين به ثمانية أشخاص ، عن أبي عبد الله (ع) قال : ( آمن بنوح (ع) من قومه ثمانية نفر ، وكان اسمه عبد الجبار ، وإنما سمي نوحاً ؛ لأنه كان ينوح على نفسه ) ([13]).
    وإذا كان نوح (ع) يرجع في نسبه دماً وحقاً إلى هبة الله ويرجع كبير أعدائه في تكبره ونسبه إلى قابيل فقد تميز الخطان ؛ خط الساجدين لله وخلفائه رغم قلته ، وخط المتكبرين وهم الأكثر دائماً ، ولم تتجاوز الخطين سنّةُ الله في خلقه ممن ادعوا الإيمان أو الذين أصروا على الكفر من البداية في إخراج كل من كانت طينته خبيثة عن خط الساجدين والتحاقه بأصله ممن تكبر من أول الأمر .

    والحمد لله وحده

    سورة النصر ...

    --- --- --- --- --- ---

    الحمد لله الاول قبل الانشاء والاخر بعد فناء الاشياء العليم الذي لا ينسى من ذكره ولا ينقص من شكره بيده الخير وهو على كل شي قدير. الحمد لله الذي لا اله الا الواحد الاحد الفرد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا احد.

    والصلاة والسلام على اشرف الخلق محمد واله الطيبين الطاهرين الائمة والمهديين. اللهم صل على محمد المصطفى وعلي المرتضى وفاطمة الزهراء والحسن الزكي والحسين الشهيد والتسعة المعصومين من ولد الحسين , السجاد علي والباقر محمد والصادق جعفر والكاظم موسى والرضا علي والتقي محمد والنقي علي والزكي العسكري والحجة الخلف القائم المهدي, اللهم وصل على اول المهديين احمد الحسن والاحدى عشر مهديا من ولده. اللهم مكن لهم في الارض وزين الارض بطول بقائهم اللهم زد في اعمارهم واجالهم وبلغهم اقصى ما ياملون دينا ودنيا واخره انك على كل شي قدير.

    عن أبي عبد الله (ع) قال : ( لما استنـزل نوح (ع) العقوبة على قومه بعث الله U الروح الأمين (ع) بسبعة نوايات فقال : يا نبي الله إن الله تبارك وتعالى يقول لك : إن هولاء خلائقي وعبادي ولست أبيدهم بصاعقة من صواعقي إلا بعد تأكيد الدعوة وإلزام الحجة ، فعاود اجتهادك في الدعوة لقومك فإني مثيبك عليه واغرس هذا النوى فإن لك في نباتها وبلوغها وإدراكها إذا أثمرت الفرج والخلاص ، فبشر بذلك من تبعك من المؤمنين فلما نبتت الأشجار وتأزرت وتسوقت وتغصنت وأثمرت وزها الثمر عليها بعد زمن طويل استنجز من الله سبحانه العدة ، فأمره الله تبارك وتعالى أن يغرس من نوى تلك الأشجار ويعاود الصبر والاجتهاد ويؤكد الحجة على قومه ، وأخبر بذلك الطوائف التي آمنت به فارتد منهم ثلاث مائة رجل وقالوا : لو كان ما يدعيه نوح حقاً لما وقع في وعد ربه خلف ، ثم إن الله تبارك وتعالى لم يزل يأمره عند كل مرة أن يغرسها تارة بعد أخرى إلى أن غرسها سبع مرات فما زالت تلك الطوائف ترتد منهم طائفة بعد طائفة إلى أن عاد إلى نيف وسبعين رجلاً ، فأوحى الله U عند ذلك إليه وقال : الآن أسفر الصبح عن الليل لعينك حين صرح الحق عن محضه وصفا من الكدر بارتداد من كانت طينته خبيثة ، فلو أني أهلكت الكفار وأبقيت من قد ارتد من الطوائف التي كانت آمنت بك لما كنت صدقت وعدي السابق للمؤمنين الذين أخلصوا التوحيد من قومك واعتصموا بحبل نبوتك بأن أستخلفهم في الأرض وأمكن لهم دينهم ، وأبدل خوفهم بالأمن لكي تخلص العبادة لي بذهاب الشك من قلوبهم ، فكيف يكون الاستخلاف والتمكين وتبدل الخوف بالأمن مني لهم مع ما كنت أعلم من ضعف يقين الذين ارتدوا وخبث طينتهم وسوء سرائرهم التي كانت نتائج النفاق وشبوح الضلالة ، فلو أنهم تنسموا مني الملك الذي أوتي المؤمنين وقت الاستخلاف إذا أهلكت أعداؤهم لنشقوا روائح صفاته ، ولاستحكمت سرائر نفاقهم ، وتأبد خبال ضلالة قلوبهم ، وكاشفوا إخوانهم بالعداوة ، وحاربوهم على طلب الرئاسة والتفرد بالأمر والنهي ، وكيف يكون التمكين في الدين وانتشار الأمر في المؤمنين مع إثارة الفتن وإيقاع الحروب ، كلا ، فاصنع الفلك بأعيننا ووحينا ) ([14]).
    ويمكننا أن نشير هنا إلى :
    • · إنّ الله سبحانه وتعالى برغم انه لا يُسأل عما يفعل وفعله الحق إلا انه برحمته لا يعذب خلقه إلا بعد تأكيد الدعوة لهم وإلزامهم الحجة ( ولست أبيدهم بصاعقة من صواعقي إلا بعد تأكيد الدعوة وإلزام الحجة ) .
    • · حلم خلفـاء الله وصبرهم في دعوتهم الناس إلى الله تعالى رغم طول المـدة وقساوة الأعـداء ( فعاود اجتهادك في الدعوة لقومك ) .
    • · تمحيص مدّعوا الإيمان بخلفاء الله الذين يبدون بحسب الظاهر ضمن خط الساجدين وتمييزهم عمن يكون إيمانهم مستقراً ، ليلحقوا بمن أعلن الكفر من أول الأمر ، وبعد هذا التمحيص تسفر الحقيقة بكشف المضمر في الصدور ( الآن أسفر الصبح عن الليل لعينك حين صرح الحق عن محضه وصفا من الكدر بارتداد من كانت طينته خبيثة ) .
    • · وسبب هذا التمحيص أنّ الله سبحانه وعد الذين آمنوا بنوح (ع) بالاستخلاف والتمكين ، ومع وجود أصحاب الطين الخبيثة والسرائر السيئة ضمن الصف المؤمن لا يصدق التمكين للمؤمنين ، ولعادوا وبثوا نفاقهم بعد هلاك من أعلن الكفر بداية وحاربوا من جديد من كانوا في صفهم في جبهة الحق ، وكيف يكون التمكين مع إثارة الفتن والحروب ؟!
    • · وبعد هذا التمحيص وارتداد أصحاب الطين الخبيثة جاء الأمر الإلهي بصناعة الفلك .


    ولما كانت سنة الله واحدة لا تتبدل أبداً وأنّ ما جرى في زمن نوح (ع) يجري اليوم وليست هذه الأمة ببدع ممن سبقها قال الإمام الصادق (ع) بعد قوله : ( فاصنع الفلك بأعيننا ووحينا ) في الحديث السابق : ( وكذلك القائم (ع) تمتد أيام غيبته ليصرح الحق عن محضه ، ويصفو الإيمان من الكدر بارتداد كل من كانت طينته خبيثة من الشيعة الذين يخشى عليهم النفاق إذا أحسوا بالاستخلاف والتمكين والأمن المنتشر في عهد القائم (ع) . قال المفضل : فقلت : يا بن رسول الله إن النواصب تزعم أن هذه الآية ([15]) نزلت في أبي بكر وعمر وعثمان وعلي قال : لا يهد الله قلوب الناصبة متى كان الدين الذي ارتضاه الله ورسوله متمكناً بانتشار الأمن في الأمة وذهاب الخوف من قلوبها ، وارتفاع الشك من صدورها في عهد أحد من هؤلاء وفي عهد علي (ع) مع ارتداد المسلمين والفتن التي كانت تثور في أيامهم والحروب التي كانت تنشب بين الكفار وبينهم ) ([16]).
    وبعد كل الألم والعناء الذي تلقاه نوح (ع) من قومه وهو يدعوهم إلى الله سبحانه جاء الأمر الإلهي بصناعة السفينة ، وكان يمرّ به المكذبون المعترضون ويستهزئون بما يصنع ، فكان الطوفان عقوبة المكذبين ونجا هو والذين امنوا معه ممن صعد معه السفينة ، وتحقق وعد الله سبحانه لهم بالفرج وبإهلاك الكافرين ، ( وأما الباقون من قوم نوح (ع) فاغرقوا لتكذيبهم لنبي الله نوح (ع) ، وسائرهم أغرقوا برضاهم بتكذيب المكذبين ، ومن غاب من أمر فرضي به كان كمن شهده وأتاه ) ([17]).

    رويداً رويداً يقترب نبي الله نوح (ع) من الرجوع إلى ربه بعد رحلة شاقة قضاها في الدعوة إلى الله وكعادة من سبقه من حجج الله ومن تلاه فانّ نبي الله نوح يستعد لبيان وصيته عند الوفاة والتي يحدد فيها الوصي من بعده ، ويهيأ الأمة اللاحقة لاستقبال القائم من ولده ( خليفة الله هود (ع) ) ، فعن الإمام الصادق (ع) قال : ( لما حضرت نوحاً (ع) الوفاة دعا الشيعة فقال لهم : اعلموا أنه ستكون بعدي غيبة تظهر فيها الطواغيت ، وأن الله U يفرج عنكم بالقائم من ولدي اسمه هود ، له سمت وسكينة ووقار ، يشبهني في خلقي وخلقي ، وسيهلك الله أعداءكم عند ظهوره بالريح ، فلم يزالوا يترقبون هوداً (ع) وينتظرون ظهوره حتى طال عليهم الأمد فقست قلوب كثير منهم ، فأظهر الله تعالى ذكره نبيه هوداً عنه اليأس منهم وتناهي البلاء بهم ، وأهلك الأعداء بالريح العقيم التي وصفها الله تعالى ذكره فقال : ﴿ مَا تَذَرُ مِن شَيْءٍ أَتَتْ عَلَيْهِ إِلَّا جَعَلَتْهُ كَالرَّمِيمِ ﴾ ([18]) ، ثم وقعت الغيبة به بعد ذلك إلى أن ظهر صالح (ع) ) ([19]).

    ولما كانت الوصية إلهية فلننظر ماذا طلب الله سبحانه من خليفته نوح عند استكمال أيامه ، وهو ما يوضحه لنا الإمام الرضا (ع) في الحديث الآتي : ( ثم إن نوحاً لما انقضت نبوته واستكملت أيامه أوحى الله U إليه : يا نوح قد انقضت نبوتك واستكملت أيامك ، فاجعل العلم الذي عندك والإيمان والاسم الأكبر وميراث العلم وآثار علم النبوة في العقب من ذريتك عند سام ، كما لم أقطعها من بيوتات الأنبياء الذين بينك وبين آدم ، ولن أدع الأرض إلا وعليها عالم يعرف به ديني ، وتعرف به طاعتي ، ويكون نجاة لمن يولد فيما بين قبض النبي إلى خروج النبي الآخر ، وليس بعد سام إلا هود ، فكان بين نوح وهود من الأنبياء مستخفين ومستعلنين . وقال نوح : إن الله تبارك وتعالى باعث نبياً يقال له هود ، وإنه يدعو قومه إلى الله تبارك وتعالى فيكذبونه ، وإن الله U مهلكهم ، فمن أدركه منكم فليؤمن به و ليتبعه ، فإن الله عز ذكره ينجيه من عذاب الريح ، وأمر نوح ابنه ساماً أن يتعاهد هذه الوصية عند رأس كل سنة ، ويكون يوم عيد لهم فيتعاهدون فيه بعث هود وزمانه الذي يخرج فيه ، فلما بعث الله تبارك وتعالى هوداً نظروا فيما عندهم من العلم والإيمان وميراث العلم والاسم الأكبر وآثار علم النبوة فوجدوا هوداً نبياً قد بشرهم به أبوهم نوح ، فآمنوا به وصدقوه واتبعوه ، فنجوا من عذاب الريح .. وقال الله U : ﴿ وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ ﴾ ([20]) وقوله : ﴿ وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ كُلاًّ هَدَيْنَا ﴾ لنجعلها في أهل بيته ، ﴿ وَنُوحاً هَدَيْنَا مِن قَبْلُ ﴾ ([21]) لنجعلها في أهل بيته ، فآمن العقب من ذرية الأنبياء من كان قبل إبراهيم لإبراهيم ، وكان بين هود وإبراهيم من الأنبياء عشرة أنبياء ) ([22]).
    يا من لا يزيده إلحاح الملحين إلا جوداً وكرماً , يا من له خزائن السماوات والأرض , أسألك أن تفعل بي ما أنت أهله , فأنت أهل الجود والكرم والعفو. اللهم اغفر وارحم وتجاوز عما تعلم , إنك أنت الأعز الأكرم
    اللهم إني أعوذ بك أن أعادي لك وليّاً , أو أوالي لك عدواً , وأرضى لك سُخطاً أبداً. اللهم من صليت عليه فصلواتنا عليه , ومن لعنته فلعنتنا عليه. اللهم من كان في موته فرج لنا ولجميع المؤمنين , فأرحنا منه وأبدلنا به من هو خير لنا منه , حتى تُرينا من عِلم الإجابة ما نعرفه في أدياننا ومعايشنا يا أرحم الراحمين

    والحمد لله رب العالمين سورة التوحيد
  • المهتدية بأحمد
    مشرف
    • 27-04-2012
    • 629

    #2
    رد: جانب من خطبة الجمعة في إحدى دول الخليج بتأريخ 7 شعبان - المعترضون على نوح (ع)

    بارك الله بكم

    وسلام ربي على خلفاءه المظلومين الذين حوربوا وقتلوا وشردوا على مدى الازمان. والكرة تعاد مع خاتم النبيين محمد ص وعترته الطاهرة.
    الذين لم يلاقوا من الناس الا الالم والغدر.
    نسأل الله ان يتبين الناس وان يتقوا الله في المهدي ع وذريته وهم اخر المطاف قبل الرجعة.

    تقبل الله منكم وجعل ايامكم عامرة بذكره.
    sigpic
    قال الامام احمد الحسن ع:
    لنفتح صفحة جديدة ونقول نحن من الان نحب في الله ونبغض في الله لنكون بذلك احب الخلق لله سبحانه.



    Comment

    Working...
    X
    😀
    🥰
    🤢
    😎
    😡
    👍
    👎