إعـــــــلان

Collapse
No announcement yet.

المذهب الأباضي (الاباضية) ...التاريخ والاعتقاد؟

Collapse
X
 
  • Filter
  • الوقت
  • Show
Clear All
new posts
  • shahad ahmad
    عضو مميز
    • 15-11-2009
    • 1995

    المذهب الأباضي (الاباضية) ...التاريخ والاعتقاد؟

    بسم الله الرحمن الرحيم اللهم صل على محمد وال محمد الائمه والمهديين وسلم تسليما احببت ان انقل هذا الموضوع لكم للفائده في التبليغ واسال الله القبول
    سميت الاباضية بهذا الاسم نسبة إلى مؤسسها عبد الله بن إباض التميمي ،ظهر المذهب الاباضي في القرن الاول الهجري في البصرة ، وهو من اقدم المذاهب الاسلامية ،والتسمية كما هو مشهور جاءت من الامويين ونسبوه الى


    عبد الله بن اباض ،وسبب التسمية تعود الى المواقف الكلامية والجدلية والسياسية التي اشتهر بها عبدالله بن اباض في تلك الفترة، وسميت بالاباضية نسبة إلى إباض وهي قرية العارض باليمامة ، وعبد الله بن اباض قد عاصر معاوية وتوفي في أواخر أيام عبد الملك بن مروان......



    ان نشاة الفكر الاباضي تمثل في مبايعة عبد الله بن وهب الراسبي من طرف بعض الصحابة والتابعين اللذين انكروا التحكيم على علي بن ابي طالب علية السلام ومنهم من اهل بدر مثل حرقوص بن زهير السعدي وفروة بن نوفل وسارية بن لجام السعدي ، وهكذا نرى ان الذين مع علي علية السلام في صفين اعترضوا عليه وعرفو لذلك بالخوارج، والشيء الوحيد الذي يربط الاباضية بالخوارج هو رفضهم المشترك للتحكيم .


    اماكن تواجدهم؟



    هذا وقامت للإباضية دولة مستقلة في سلطنة عُمان وتعاقب على الحكم فيها إلى العصر الحديث أئمة إباضيون، وينتشرون ايضا في جنوبي الجزيرة العربية ومكة المكرمة والمدينة المنورة ، وشمال افريقيا، ويعتنق البربر في تونس والجزائر والمغرب العربي وليبا المذهب الاباضي ، وكانت لهم دولة عرفت باسم الدولة الرستمية ، حكموا الشمال الإفريقي حكماً متصلاً مستقلاً زهاء مائة وثلاثين سنة وقد قضت عليهم الدولة الفاطمية....



    اما تواجدهم الوقت الحاضر في سلطنة عُمان بنسبة كبيرة وكذلك ليبيا وتونس والجزائر والمغرب وتنـزانيا...



    وقبل الخوض في البحث نتعرف على المقصود بكلمة ( الخوارج)؟



    فقد ذهب البعض من المؤرخين الى اطلاق كلمة الخوارج على جميع اولئك المتمسكين بإمامة علي علية السلام ، والمصرين على انها حق شرعي لايجوز فيه التردد او الشك في امامته عليه السلام ، لان امامته اجمعت عليها الامة ولايتساهل فيها ،او يقبل المساومة عليها ،وان معاوية واتباعه فئة باغية على امام زمانها ، ويجب عليهم الرجوع الى حظيرة الامامة ، طوعا أو كرها ...



    وقد اطلق بعض المؤرخين كلمة الخوارج على اولئك الذين اعتزلوا امير المؤمنين علي عليه السلام عندما قبل التحكيم ورضى به ،لانهم في نظر هؤلاء نقضوا بيعة في اعناقهم وخرجوا عن امامة مشروعة .




    والبعض الاخر من المؤرخين يذهب الى ان اطلاق كلمة الخوارج فيها معنى سياسي ، سواء كانت هذه الثورة لاسباب شرعية عندهم أو لاسباب غير شرعية، ولذلك فهم لم يطلقوا هذه الكلمة على قتلة عثمان، ولا على طلحة والزبير واتباعهما، ولاعلى معاوية وجيشه ...



    وانما يطلقون كلمة الخوارج على كل من خرج او مرق عن الاسلام مستندين في ذلك على حديث منسوب للرسول الاكرم صلى الله عليه واله وسلم ((ان اناسًا من امتي يمرقون من الدين مروق السهم من الرمية فتنظر في النصل فلاترى شيئًا ،وتنظر في القدح فلا ترى شيئًا ،وتتمارى في الفوق)).



    اما اهم العقائد الاباضية فهي :-



    1- الإباضيون يعتمدون على القرآن والسنة ولديهم مسند خاص بهم يعتمدون علية في صحة الاحاديث النبوية المطهرة ويسمى مسند ( الربيع بن حبيب )...



    2- ولقد تأثروا بالمذاهب الاخرى وبالفرق الكلامية المتعددة وخصوصا أهل الظاهر ، إذا أنهم يقفون عند بعض النصوص الدينية موقفا حرفيا ويفسرونها تفسيراً ظاهرياً.



    3- بعض الاباضية استند في كتاباته الفقهية إلى اراء الحنفية والمالكية والشافعية والحنابلة .



    4- ينكرون رؤية الله تعالى في الاخرة ومرتكب الكبيرة عندهم كافر كفر نعمة ويؤولون بعض مسائل الاخرة تأويلا مجازياً ...



    5- يقفون موقفاً وسطاً بين القدرية والجبرية ، والقران لديهم مخلوق ، وصفات الله سبحانه وتعالى ليست زائدة على ذات الله ولكنها هي عين ذاته...



    6- ويقولون ان مرتكب الكبيرة كافر ولا يمكن في حال ارتكابة معصيته وإصراره عليها أن يدخل الجنة إذا لم يتب منها ، فإن الله لا يغفر الكبائر لمرتكبيها إلا إذا تابوا منها قبل الموت...



    7- يقولون بأن العاصي مخلد في النار .وتتفق الاباضية مع بقية الخوارج والمعتزلة في تخليد العصاة في جهنم وينكرون الشفاعة للعاصين ، لأن العصاة عندهم مخلدون في النار فلا شفاعة لهم حتى يخرجوا من النار...



    8- الإمامةعند الاباضية باطلة بالوصية في مذهبهم ، ولا يكون اختيار الإمام إلا عن طريق البيعة ، كما يجوز تعدد الأئمة في أكثر من مكان ،لايوجبون الخروج على الإمام الجائر ولا يمنعونه ، وإنما يجيزونه ، وتبعا للظروف فأذا كانت الظروف جيدة والمضار فيها قليلة فإن هذا الجواز يميل إلى الوجوب ، وإذا كانت الظروف غير مواتية والمضار المتوقعة كثيرة والنتائج غير مؤكدة فإن هذا الجواز يميل إلى المنع ....



    9- يرون أن الجد للأب أولي بالحضانة من الجدة للأم ، ويرون أن الجد يمنع الإخوة من الميراث.



    10- لا يجوز لديهم أن يدعوا شخص لاخر بالخيراو دخول الجنة ،إلا إذا كان مسلماً موفياً بدينه مستحقا الولاية بسبب طاعته ، أما الدعاء بخير الدنيا وبما يحول الإنسان من أهل الدنيا إلى أهل الاخرة فهو جائزٌ لكل أحد من المسلمين تقاة وعصاة...



    نظامهم :-



    لديهم نظام أسمه (حلقة العزابة) وهي هيئة محدودة العدد تمثل خيرة أهل البلد علماً وصلاحاً وتقوم بالإشراف الكامل على شؤون المجتمع الإباضي الدينية والتعليمية والإجتماعية والسياسية، كما تمثل مجلس الشورى في زمن الظهور ، أما في زمن الكتمان فإنها تقوم بعمل الإمام وتمثله في مهامه....



    يشكلون من بينهم لجانا تقوم على جمع الزكاة وتوزيعها على الفقراء من الاباضية ، كما تمنع منعاً باتاً على الاباضية طلب الزكاة أو إنتظار العطاء من الاخرين او الاستجداء ...



    اما اهم كتبهم:-



    كتاب النيل وشفاء العليل ( للشيخ محمد بن يوسف إطفيش) المتوفي سنة 1332ه‍ وهو من أشهر مراجعهم ايضا جمع فيه فقه المذهب الإباضي وعقائده .




    المصادر:-



    1-قبسات من تاريخ الامم والشعوب الجزء 2 (رياض محمد الشيخ حبيب).



    2-الملل والنحل ( محمد بن عبدالكريم أبي بكر أحمد الشهرستاني).


    3- الكامل في التاريخ (عز الدين أبو الحسن علي بن محمد بن عبد الكريم الجزري
    المعروف بابن الأثير).
  • نجمة الجدي
    مدير متابعة وتنشيط
    • 25-09-2008
    • 5279

    #2
    رد: المذهب الأباضي (الاباضية) ...التاريخ والاعتقاد؟

    وفقكم الله لكل خير كذلك اود ان اضيف بان الأصول العقائدية عند الأباضية


    الأصل الأول : التوحيد

    يقول الأباضية: أن الله واحد في ذاته وصفاته وان ذات الله وصفاته شيء واحد ولا يشاركه فيه شيء ما بأي حال من الأحوال وبأي وجه كان مع الإقرار والاعتقاد بأن لا اله إلا الله وان محمد رسول الله أي : أن الله هو المالك الوحيد الخالق لهذا الكون والمدبر الوحيد الكامل لكل ما يقع من أحداث وان محمد رسول الله خاتم الأنبياء والرسل ورسالته حق على العالمين مع الإلزام بتطبيقها وأتباعها في هذه الحياة.


    الأصل الثاني : الصفات الإلهية
    يؤكد الأباضية على التنزيه المطلق لله عز وجل لقوله تعالى "ليس كمثله شيء"، فصفاته لذاته هي ذاته لا غيرها، بمعنى أن الله عز وجل غني بذاته سميع بذاته حي بذاته بصير بذاته وهكذا في بقية الصفات لكن المذاهب الكلامية الأخرى قد اختلفت في ماهية الصفات الإلهية
    فالأشعرية ترى أن صفات الله غيره وهي قديمة بقدمه الله معنى هذا أن العلم صفة ثابتة قديمة من صفاته الله ولكنها ليست جوهره أي ذاته. فلا يقال أن الله مريد بإرادة وإرادته ذاته، أما الأباضية تقول: أن صفات الله هي عين ذاته والله قادر بذاته أي أن ذاته كافية في التأثير في جميع المقدورات، فصفات الله عز وجل هي عين ذاته لأن الله قديم وصفة القديم مثله في القدم.



    الأصل الثالث : الإيمان
    الأباضية يرون أن الدين والإيمان والإسلام أسماء لشيء واحد وهو طاعة الله وتطبيق قواعد الإسلام تطبيقًا عمليًا لذا قيل في التوحيد عند الأباضية : أن قيل لك : ما قواعد الإسلام ؟ فقل: أربعة ،العلم والعمل والنية والورع. فالإسلام لا يصح إلا بهذه الأركان الأربعة ولا يجوز الفصل بين القول والعمل.
    القول هو: الإقرار بالله انه لا اله إلا هو وبمحمد بن عبد الله بن عبد المطلب الهاشمي القرشي بأنه عبد الله ورسوله أرسله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون وختم به أنبيائه وفضله على جميع خلقه، والإتيان بجميع أركان الإسلام واجتناب جميع المحرمات والوقوف عند الشبهات، فهذه الأصول تناقض رأي المرجئة التي ترى أن الأعمال شيء واحد وان العمال شيء آخر، فالإيمان في زعمها هو التصديق بالقلب فقط إلا أن الأباضية يؤكدون أن الإيمان بدون تطبيق فرائض الإسلام لا معنى له وإلا أصبح فكرة جوفاء وأما الاشعرية فترى الإيمان : من أتى بالقول وضيع العمل وهذا الإنسان تراه مسلمًا عاصيًا مذنبًا فليس بمشرك. أما الأباضية فتراه فاسقًا عاصيا موحدًا ولا يخرج عن ملة الإسلام وتجري علية أحكام الإسلام والمسلمين. وقد اعتنقت المعتزلة والشيعة والزيدية رأي الإباضية في هذا الأصل.


    الأصل الرابع: نفي رؤية الله عز وجل
    عندما نفى الأباضية رؤية الله عز وجل تأكيدا لقوله تعالى : "لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار" كان ذلك عن حق منهم فهم فتحوا باب الاجتهاد والتأويل معتمدين في ذلك علي الأدلة العقلية والنقلية لتدعيم النص القرآني المتشابه بالدليل اللغوي المتمثل في لغة العرب في الجاهلية.وهذا يؤكد سمو وعلو المستوى العقلي الذي يتمتع به الفكر الإباضي في فهم وإدراك المجازات اللغوية والابتعاد عن الاتجاه التجسمي الذي لا يؤمن إلا بما هو متصور ومحسوس وله نظيرة وشبيه في الواقع المادي.

    فالأباضية ينزهون كتاب الله عز وجل من الركاكة البيانية فقول الله عز وجل: "وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة " هذه الآية جاءت صريحة في انتظار رحمة الله بعد البعث حسب سياقها القرآني ولا يستقيم المعنى اللغوي بالرؤية البصرية فالآية جاءت في وصف المؤمنيين الذين ينتظرون رحمة ربهم بإدخالهم الجنة وجاءت في مقابلها وصف الكفار الذين ينتظرون الأهوال التي تفقر عظامها ومن المعلوم لدى علماء البلاغة العربية أن المقابلة تعني أن يؤتى بمعنيين متوافقين أو أكثر ثم بما يقابلها على الترتيب وسياق الآية واضح أنه في البعث وقبل دخول الجنة وتأويلها بالرؤية البصرية ليس له وجه في العربية معروف ضمن هذا السياق. وقد نقل الإمام الطبري بخمسة أسانيد عن مجاهد نفي الرؤية منها: حدثنا ابن حميد، قال: ثنا مهران، عن سفيان، عن منصور عن مجاهد(إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ) قال: تنتظر الثواب من ربها، لا يراه من خلقه شيء. فقوله لا يراه من خلقه شيء دليل واضح أنه لا يمكن أن يراه أحد وإذا جاءك التفسير عن مجاهد فحسبك.
    أما الأدلة العقلية فتمثلت فيما يلي: لو أمكنت رؤية الله لكان جسمًا ومتحيزًا وموجودًا في مكان أمام حواسنا أو كونه في حكم المقابلة كما في الورئى بالمرآة وكذلك عدم غاية القرب فإن المبصر إذا التصق بسطح البصر بطل إدراكه بالكلية، فبعد هذه الأدلة فإن الأباضية تجزم بامتناع رؤية الله في الدنيا والآخرة. ولكن مانراه من القواعد العقائدية بأن نقر أسماء الله وصفاته دون تأويل أو تعطيل بل بما فسره رسول الله إن فسره، أو بأن نفسرها حسب اللغة وحسب ما يتناسب مع عزة الله سبحانه وفرديته وقدرته ولا نخضعها لعقل الإنسان لذلك فقد يظن بعض الناس أنه قد أخطأ الإباضيون في إخضاع الخالق لقوانين إلمخلوقين، ولكن الله سبحانه أنزل القرآن حسب ما يتناسب مع فهم الناس "ألوا العلم خصوصا" حسب ما جاء في اللغة العربية وإلا فكيف يفهم الناس القرآن إن كان يتعدى فهم كل فرد منهم؟ وقد ذكر سبحانه في غير ما موضع "إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون" "كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته وليتذكر أولوا الألباب" "إنا أنزلناه قرءانا عربيا لعلهم يعقلون" وقد وضع النبي صلى الله عليه وسلم طرقا وأمثلة لتفسير القرآن الكريم نتبعها لنصل إلى الفهم الصحيح لآياته، فالإباضية لا يحكمون العقل دون النقل، ولا النقل دون العقل، بل يوازنون بين الإثنين، وخير الأمور أوسطها فلا يعموا عقولهم عن التفكير، ولا يضربوا بأقوال السلف عرض الحائط.



    الأصل الخامس :القدر

    الأباضية أعطت للقدر مفهومًا أصيلا يتمثل في القدرة المرتبطة بالمقدور بمعنى الكسب ،أي للإنسان القدرة على الفعل والله عز وجل خلق فينا القدرة ولا يحاسبنا على هذه القدرة بل أن الحساب ينصب على الأعمال التي اكتسبها الإنسان اكتسابًا عن طريق جوارحه وإرادته الحرة. كالمسلم الذي صام رمضان فأكل يومًا متعمدًا، فإن ظاهرة الجوع والعطش أمر جبري من عند الله لأننا لا يمكن أن نزيل دوافعنا الفطرية أما ا لتعمد في الأكل وعدم ضبط الدوافع بإرادة قوية فأمر مكتسب من الإنسان ذاته أذن ليس هناك تعارض بين إرادة الله عز وجل وعمله الأزلي القديم مسبقًا وبين كسب الإنسان، فالله يعذب على المقدور ولا يعذب على القدر.
    الخلاصة إن المؤمن الصالح عليه أن يعتقد بالقدر خيره وشره انه من الله ولن يبلغ حقيقة الإيمان حتى يؤمن بذلك مع العمل الدائم وعدم التواكل اعتمادًا على سيرة الرسول وأقواله حين قال أعرابي للرسول : أرسل ناقتي وأتوكل على الله ؟ قال : بل اعقلها وتوكل.



    الأصل السادس :العدل والوعد والوعيد

    إن قضية الوعد والوعيد أي الثواب والعقاب تعد أصلاً من أصول العقائد الأباضية، فهي المرتبطة بالعدل الإلهي الذي يعطي لكل ذي حق حقه ولا ينسب إليه الجور والظلم تعالى الله عن ذلك، فلا يحكم على أحد بما ليس أهلاً له، ولا يفعل بأحد ما لم يكن أهلاً له فحكمه على القاتل بالقتل عدل، وقطع يد السارق عدل، ورجم الزاني والزانية عدل، وعد الطائع بالجنة عدل، وتوعد العاصي بالنار عدل وعقاب إن مات بدون توبة. وإلا أصبحت أوامر الله كاذبة ومتناقضة مع النصوص القرآنية وعدالته المطلقة فالله عادل لا يظلم أحد وسوف ينفذ وعيده الخالد الأبدي في حق لكافرين العصاة وكذلك سينفذ وعده الخالد الأبدي في حق المؤمنين الصادقين، فالأباضية دحضوا رأي المرجئة والحشوية بالدليل العقلي والنقلي حين زعموا أن الله سيخلف وعيده لأهل الكبائر والعصاة من المسلمين ولا يخلف وعده وعللوا ذلك بقول القرآن :" قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعًا انه هو الغفور الرحيم ". ولكنهم أجيبوا بالدليل النقلي في قول القرآن :" ومن يعص الله ورسوله ويتعد حدوده يدخله نارًا خالدًا فيها وله عذاب مهين " صدق الله العظيم
    الخلاصة أن الأباضية يرون أن أهل الكبائر من المسلمين بدون توبة كانوا عصاة أو فاسقين فهم مخلدون في النار أبدًا ودائمًا وأما المؤمنون فهم مخلدون في الجنة دائمًا وأبدًا. =


    الأصل السابع : الشفاعة
    يرى الأباضية أن شفاعة النبي لن تكون لمن مات وهو مصر على الكبائر وإنما تكون للمؤمنين كافة لتخفيف عليهم يوم الحشر والتعجيل بهم للدخول في الجنة أو زيادة درجة لبعض المؤمنين الذين ماتوا على الوفاء والتوبة النصوح. وفي هذا قال الامام نور الدين السالمي وأنه من أطاع الله يدخله*** جناته أبدا لا يبتغي نقلا ومن عصاه ففي النيران مسكنه*** ولم يجد مفزعا عنها فينتقلا وما الشفاعة إلا للتقي كما*** قد قال رب العلا فيها وقد فصلا والمؤمنون عن النيران قد بعدوا*** وما الورود لهم بل للذي انخذلا


    الأصل الثامن : خلق القرآن الكريم

    الأباضية تؤكد على أن القرآن الكريم كلام الله وانه مخلوق له الله لفظه وكلماته سوره ومعناه إلا ما قام الدليل على قدم معناه فقط كلفظ الرحمن الرحيم لوصفه الله له بكونه منزلاً من عنده وهذه الفكرة مرتبطة بالتصور النقي الخالص لفكرة التنزيه للذات الإلهية عن كل مماثلة لما يحتمل تصوره ووجوده من المحدثات الحسية الواقعية فالقرآن الكريم شيء من الأشياء الموجودة فهو يكون محدثًا أي مخلوقًا أو غير محدث والله الخالق لكل شيء والدليل على ذلك قول القرآن :"إنا جعلناه قرآنًا عربيًا " وقول القرآن: "وجعلنا الليل والنهار آيتين " هذه الآية الأخيرة في غير القرآن من الخلق ثم أن الله عز وجل بين أن القرآن الكريم محدث فقال :" ما يأتيهم من ذكر من ربهم محدث إلا استمعوه وهم يلعبون " وقال :" ولقد جئناكم بكتاب فصلناه على علم " وقال في غير القرآن من الخلق :" وكل شيء فصلناه تفصيلا" ولقد قال الله تعالى في غير موضع من القراءن النص صراحة فقال : "الله خالق كل شيء" صدق الله العظيم



    الأصل التاسع : لا منزلة بين المنـزلتين
    في هذه القضية قضية الكفر والإيمان التي أثيرت في الفكر الإسلامي : هل المسلم إذا ارتكب كبيرة من الكبائر يفقد صفة الإيمان ؟ فيقول الأباضية في هذه القضية: أن من أقر بوحدانية الله ورسالة محمد ولكنه ضيع الفرائض الدينية أو ارتكب كبائر، فتسميه موحدًا وليس بمؤمن ولا بمشرك وان مرتكب الكبيرة يعد كافر كفر نعمة وليس كافر كفر شرك لقول القرآن: "ومن لم يحكم بما أنزل الله فؤلئك هم الكافرون " وقول الرسول :ليس بين العبد والكفر إلا تركه الصلاة.
    فالكفر عند الأباضية ينقسم إلى:

    كفر نعمة ونفاق: يتمثل في المسلم الذي ضيع الفرائض الدينية أو ارتكب الكبائر وأجمع بينهما

    كفر شرك وجحود:ويتمثل في الإنسان الذي يجحد بالله وآياته ورسالة محمد فهنا يعد خارجًا عن ملة الإسلام.

    فرأي الأباضية واضح جدًا في شأن المسلمين فهي تعدهم في الملة الإسلامية وتجري عليهم أحكام المسلمين ويحرم أن تستحل دماؤهم وأموالهم لقول الرسول : (أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا اله إلا الله ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة فإذا فعلوا ذلك منعوا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها)
    قال يماني ال محمد الامام احمد الحسن (ع) ليرى أحدكم الله في كل شيء ، ومع كل شيء ، وبعد كل شيء ، وقبل كل شيء . حتى يعرف الله ، وينكشف عنه الغطاء ، فيرى الأشياء كلها بالله ، فلا تعد عندكم الآثار هي الدالة على المؤثر سبحانه ، بل هو الدال على الآثار

    Comment

    Working...
    X
    😀
    🥰
    🤢
    😎
    😡
    👍
    👎