إعـــــــلان

Collapse
No announcement yet.

خطبة جمعة - استمرارية الإرسال بعد محمد (ص) بتأريخ 16 رجب 1435 هجري

Collapse
X
 
  • Filter
  • الوقت
  • Show
Clear All
new posts
  • أنصاري 313
    مشرف
    • 04-01-2013
    • 99

    خطبة جمعة - استمرارية الإرسال بعد محمد (ص) بتأريخ 16 رجب 1435 هجري

    استمرارية الإرسال بعد محمد (ص)… لِئَلاَّ يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ
    بسم الله الرحمن الرحيم
    اللهم صل على محمد و آل محمد الائمة و المهديين و سلم تسليما كثيرا
    الحمد لله مالك الملك، مجري الفلك مسخر الرياح، فالق الإصباح، ديان الدين، رب العالمين، الحمد لله الذي من خشيته ترعد السماء وسكانها وترجف الأرض وعمارها، وتموج البحار ومن يسبح في غمراتها. اللهم صل على محمد وآل محمد، الفلك الجارية في اللجج الغامرة، يأمن من ركبها، ويغرق من تركها، المتقدم لهم مارق، والمتأخر عنهم زاهق، واللازم لهم لاحق. الحمد لله الذي لا يبلغ مدحته القائلون. ولا يحصي نعماءه العادون. ولا يؤدي حقه المجتهدون، الذي لا يدركه بعد الهمم ولا يناله غوص الفطن. الذي ليس لصفته حد محدود ولا نعت موجود. ولا وقت معدود ولا أجل ممدود.
    نسمع كثيرين يقولون انقطع الإرسال بعد النبي محمد (ص) فلا يوجد أي شخص ولن يوجد أي شخص يحمل رسالة الله بعد محمد (ص) !! فهل حدث شيء في سنة الله ؟ هل تغير أمر السماء ؟ هل انقطعت الحاجة التي من اجلها كان يرسل الله سبحانه وتعالى رسله للناس في الأرض ؟
    وقبل تبيان بطلان هذا القول ينبغي مناقشة سبب إرسال الرسل لأهل الأرض بل وكل الخلق ؟ وينبغي أن نعرف أيضا هل السبب كان ظرفيا بحيث انه كان لما جاء النبي محمد (ص) وبعد أن رجع إلى ربه (ص) انتفى هذا السبب؟ !
    أما سبب إرسال خليفة الله أو الرسول فمرتبط بعلة خلق الخلق قال تعالى (( وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ)) الذاريات : 56. ، أي ليعرفون كما ورد ذلك في روايات المسلمين فمن طرق السنة نذكر مثلا ما جاء في تفسير ابن كثير لهذه الآية بعد ذكر بعض الأقوال فيها قال (..وقال ابن جريج : إلا ليعرفون …) وأيضا في تفسير القرطبي قال : (…مجاهد : إلا ليعرفوني . الثعلبي : وهذا قول حسن ; لأنه لو لم يخلقهم لما عرف وجوده وتوحيده …). وأيضا عن طرق الشيعة فنذكر مثلا ما جاء عن أبي عبد الله (ع) قال (( خرج الحسين ابن عليّ (ع) على أصحابه فقال: أيّها الناس إنّ الله جلّ ذكره ما خلق العباد إلاّ ليعرفوه، فإذا عرفوه عبدوه، فإذا عبدوه استغنوا بعبادته عن عبادة من سواه، فقال له رجل: يا بن رسول الله، بأبي أنت وأمي، فما معرفة الله؟ قال (ع) : معرفة أهل كلّ زمان إمامهم الذي يجب عليهم طاعته )) علل الشرائع: 9
    فإذا تبين لك ما هو هدف خلق الخلق وانه للمعرفة وعرفت أيضا سبب إرسال الرسل أو استخلاف الله لخليفة في الأرض تبين لك أن الأمر ليس ظرفي وأن حاجة الخلق للرسول (أي خليفة الله في الأرض) هي هي لم تتغير : سنة الله ولن تجد لسنة الله تبديلاً، ولن تجد لسنة الله تحويلاً.
    إلا أن يقول قائل أن الناس بعد إرسال محمد (ص) وصلوا إلى الهدف الذي من اجله خلقهم الله وهذا القول لا يحتاج إلى عناء لتبيان بطلانه. قال سبحانه وتعالى (وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً) وقوله تعالى (إِنِّي جَاعِلٌ) دليل على الاستمرار وان الأمر ليس خاص بآدم (ع) وهذا واضح إن شاء الله. أيضا في قوله تعالى (رُّسُلاً مُّبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ لِئَلاَّ يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا) دليل على استمرار إرسال خليفة الله في الأرض ، وخليفة الله رسول كونه حامل الرسالة الإلهية سواء ظاهر أو مستتر لعدم وجود القابل ، ولولا ذلك لكان للناس عذر وهو الحجة على الله لان حجة الناس على الله هي العذر. فالله أرسل الرسل مبشرين ومنذرين لئلا يكون للناس عذر أمام الله سبحانه ويقولون ما جاءنا بشير ونذير. فبين الله سبحانه استمرارية الإرسال في هذه الآية لاستمرار العلة والسبب وهي ان لا يكون للناس حجة (عذر) على الله سبحانه.
    عن أبي عبد الله (ع) ، أنه سأله رجل فقال: لأي شي‏ء بعث الله الأنبياء والرسل إلى الناس؟ فقال: «لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل ، ولئلا يقولوا: ما جاءنا من بشير ولا نذير ، ولتكون حجة الله عليهم ، ألا تسمع قول الله عز وجل ، يقول حكاية عن خزنة جهنم واحتجاجهم على أهل النار بالأنبياء والرسل: (أَ لَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌ قالُوا بَلى‏ قَدْ جاءَنا نَذِيرٌ فَكَذَّبْنا وَقُلْنا ما نَزَّلَ اللَّهُ مِنْ شَيْ‏ءٍ إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا فِي ضَلالٍ كَبِيرٍ) » علل الشرائع: 120/ 4. ولا بد أن نلتفت أن الله سبحانه وتعالى جعل الحجة في أشخاص الرسل وإرسالهم ليس فقط في رسالتهم لذلك قال تعالى (رسلا مبشرين ومنذرين….. إلى قوله……… بعد الرسل) وأيضا بين سبحانه وتعالى كما في حديث الصادق (ع) ان عذر الناس (أي حجة الناس) هي عدم إرسال الرسل لهم وليست الرسالات ((…لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل ، ولئلا يقولوا: ما جاءنا من بشير ولا نذير ، ولتكون حجة الله عليهم ، ألا تسمع قول الله عز وجل ، يقول حكاية عن خزنة جهنم واحتجاجهم على أهل النار بالأنبياء والرسل: (أَ لَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌ قالُوا بَلى‏ قَدْ جاءَنا نَذِيرٌ فَكَذَّبْنا وَقُلْنا ما نَزَّلَ اللَّهُ مِنْ شَيْ‏ءٍ إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا فِي ضَلالٍ كَبِيرٍ)؟)) وتأمل أيضا ، أخي القارئ ، قوله عليه السلام : ((… واحتجاجهم على أهل النار بالأنبياء والرسل…)) اذا الاحتجاج اي اقامة الحجة القاطعة للعذر بالانبياء والرسل (ع).
    ثم تدبر احتجاج الله سبحانه وتعالى ايضا في هذه الآية الكريمة قال تعالى ((يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ عَلَى فَتْرَةٍ مِّنَ الرُّسُلِ أَن تَقُولُواْ مَا جَاءَنَا مِن بَشِيرٍ وَلاَ نَذِيرٍ فَقَدْ جَاءَكُم بَشِيرٌ وَنَذِيرٌ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ))
    (قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا) : أي احتجاج الله بإرسال خليفته ، واما حجتهم الممكنة أي عذرهم الذي ربما يقبل عند الله فهو (أَن تَقُولُواْ مَا جَاءَنَا مِن بَشِيرٍ وَلاَ نَذِيرٍ) ثم تأكيد الحجة : (فَقَدْ جَاءَكُم بَشِيرٌ وَنَذِيرٌ) ، والتبشير والإنذار (بَشِيرٌ وَنَذِيرٌ) نجدهما أيضا في الآية التي ذكرناها سابقا : (رُّسُلاً مُّبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ لِئَلاَّ يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ). فتبين بوضوح تام أن حجة الله على الناس هو الرسول أي خليفة الله في الأرض كونه كما قدمت حامل للرسالة الإلهية للإنسانية وتبين أيضا لماذا يسمى النبي والرسول والإمام : حجة الله (ع) .
    فلم يبقى معنى للقول بانقطاع الإرسال بعد النبي محمد (ص) خليفة الله الحقيقي والإنسان الكامل ، بل الهدف هو هو والحاجة هي هي لم تتغير. فما الحكمة من انقطاع الإرسال والحاجة نفسها لم تتغير؟ فالإرسال مستمر بعد الرسول محمد (ص) ليس بنفس الطريقة التي كان بها من قبل لعلة بعث محمد (ص) خليفة الله الحقيقي ، لكنه مستمر.
    إذا فلابد أن يستمر الاستخلاف لان علة الاستخلاف لم تتغير، بلى تغير شيء وهو منهج الاستخلاف فالآن سيكون الإرسال من الخليفة الكامل والإرسال منه لا من صاحب المصنع مباشرة. وهذا الأمر يعتبر بمثابة ممارسة فعلية لوظيفة الخلافة من قبل الخليفة الحقيقي. و يجب أن ننتبه أن الإرسال بعد محمد (ص) هو من محمد (ص) الخليفة الحقيقي و”المرسلون” هم أوصياء الرسول محمد (ص) خلفاء الله الذين نص عليهم رسول الله في وصيته في الليلة التي كانت فيها وفاته الأئمة الاثنا عشر والمهديون الاثنا عشر.
    ومما تمسك به المدافعون عن أطروحة انقطاع الإرسال هو أن محمد (ص) خاتم النبيين ﴿ مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً ﴾ الأحزاب : 40 وان لا نبوة بعده ص ولا وحي. لقد بين الإمام أحمد الحسن (ع) المهدي الأول واليماني مسالة ختم النبوة بمحمد (ص) التي أخطأ في فهمها الكثير من الناس لما ابتعدوا عن الثقلين ولم يتمسكوا بهما كما وصاهم بذلك رسول الله محمد (ص).
    الخطبة الثانية
    الحمد الله رب العالمين والحمد حقه كما يستحقه حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه ,الحمد لله الذى يخلق ولم يخلق ويرزق ولا يرزق ويطعم ولا يطعم ويميت الاحياء ويحيى الموتى وهو حى لا يموت بيده الخير وهو على كل شئ قدير ,الحمد لله الذى لم يشهد احدا حين فطر السماوات والارض ولا اتخذ معينا حين برأ النسمات ,الحمد لله الذى جعل الليل لباسا والنوم سباتا وجعل النهار نشورا, الحمد لله الذى اذهب الليل مظلما بقدرته وجاء بالنهار مبصرا برحمته , وكسانى ضياءه وانا فى نعمته , الحمد لله الاول قبل الانشاء والاحياء ,والآخر بعد فناء الاشياء, اللهم صل على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين الائمة والمهديين , اللهم صل على محمد المصطفى وعلى علي المرتضى وعلى البتول فاطمة الزهراء وعلى السبطين الامامين الهاديين الزكيين الحسن والحسين وعلى السجاد علي بن الحسين وعلى الباقر محمد بن علي وعلى الصادق جعفر بن محمد وعلى الكاظم موسى بن جعفر وعلى الرضا علي بن موسى وعلى الجواد محمد بن علي وعلى الهادى علي بن محمد وعلى العسكرى الحسن بن علي وعلى الخلف الهادى المهدى الحجة ابن الحسن العسكرى محمد بن الحسن ابن العسكرى صاحب الزمان وشريك القرآن وامام الانس والجان وعلى وصيه ووليه وابنه وحبيبه ويمانيه احمد الحسن وعلى اولاده المهدين الاحد عشر مهدى مهدى الى قيام الساعة.
    مسالة ختم النبوة هي من المتشابهات التي لا يعرف تأويلها ولا يُحكمها إلا الراسخون في العلم وهم محمد ص وآل محمد ع الائمة والمهديين ع. وهذا الإحكام دليل على كون الامام احمد الحسن ع حق وصادق في دعواه
    فقد بين الامام احمد الحسن ع معنى كلمة نبي ( الديني ) بقوله : (( هو الشخص الذي يَعرف الأخبار من السماء . فكلمة نبي في الأصل مأخوذة من ( نبأ ) أي خبر ، وليس من كلمة ( نبا ) أي ظهر وارتفع . والحقيقة أنّ كلمة ( نبأ ) هي المأخوذة من ( نبا ) ، فالنبأ هو الغيب الذي ظهر وارتفع ليراه الناس ، وعُرف بعد أن كان مستوراً ومجهولاً . وأخبار السماء تصل إلى الإنسان بسبل متعدّدة – وإن كان يجمعها طريق واحد في الأصل – فيمكن أن يكلّم الله الإنسان مباشرة من وراء حجاب ، أو يوحي له ما شاء ، أي يكتب في صفحة وجود الإنسان ما شاء سبحانه وتعالى ، أو يرسل ملائكة يكلمون الإنسان مباشرة ، أو يكتبون في صفحة وجوده ما شاء الله سبحانه وتعالى . قال تعالى :﴿ وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْياً أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولاً فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ ﴾ الشورى :51. أمّا طريقة هذا الكلام والوحي والكتابة ؛ فهي ربما كانت بالرؤيا في المنام ، أو بالكشف في اليقظة .))
    وذكر أيضا السيد أحمد ع في كتابه ع (النبوة الخاتمة) (ع) : (( والآن نعود إلى كون محمد (ص) خاتِـم النبيين وخاتـَمهم ، فهو صلوات ربي عليه آخر الأنبياء والمرسلين من الله سبحانه وتعـالى ، ورسالته وكتابه القرآن وشريعته باقية إلى يوم القيامة ، فلا يوجد بعد الإسلام دين : ﴿ وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإسْلامِ دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ ﴾ آل عمران : 85. ولكن بقي مقام النبوّة مفتوحاً لبني آدم ، فمن أخلص من المؤمنين لله سبحانه وتعالى في عبادته وعمله يمكن أن يصل إلى مقام النبوّة ، كما بقي طريق وحي الله سبحانه وتعالى لبني آدم بـ ( الرؤيا الصادقة ) مفتوحاً وموجوداً وملموساً في الواقع المعاش . أمّا إرسال أنبياء ممن وصلوا إلى مقام النبوّة من الله سبحانه وتعالى ، سواء كانوا يحافظون على شريعة محمد (ص) الإسلام ، أم إنّهم يجدّدون ديناً جديداً ، فهو غير موجود وهو الذي ختمه الله سبحانه وتعالى ببعثه محمداً (ص) . ولكن تجدّد بعد بَعث النبي محمد (ص) أمر الإرسال من محمد ص، فجميع الأئمة (ص) هم مرسلون إلى هذه الأمة ، ولكن من محمد (ص) ( الله في الخلق ) ، قال تعالى : ﴿ وَلِكُلِّ أُمَّةٍ رَسُولٌ فَإِذَا جَاءَ رَسُولُهُمْ قُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ ﴾ يونس : 47. عن جابر عن أبي جعفر (ع) قال سألته عن تفسير هذه الآية :﴿ لِكُلِّ أُمَّةٍ رَسُولٌ فَإِذا جاءَ رَسُولُهُمْ قُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ وَ هُمْ لا يُظْلَمُونَ ﴾ . قال (ع) : ( تفسيرها بالباطن ؛ إنّ لكل قرن من هذه الأمة رسولاً من آل محمد يخرج إلى القرن الذي هو إليهم رسول ، وهم الأولياء وهم الرسل ، وأمّا قوله :﴿ فَإِذا جاءَ رَسُولُهُمْ قُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ ﴾ ، قال : معناه إنّ الرسل يقضون بالقسط وهم لا يظلمون كما قال الله ) تفسير العياشي : ج2 / ص123. وقال تعالى : ﴿ إِنَّمَا أَنْتَ مُنْذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ ﴾ الرعد : 7. عَنِ الْفُضَيْلِ قَالَ سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ (ع) عَنْ قَوْلِ اللَّهِ: ﴿ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ ﴾ ، فَقَـالَ (ع) : ( كُلُّ إِمَامٍ هَادٍ لِلْقَرْنِ الَّذِي هُوَ فِيهِمْ ) الكافي : ج1 / ص191. عَنْ أَبِي جَعْـفَرٍ (ع) فِي قَوْلِ اللَّهِ: ﴿ إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ ﴾ ، فَقَـالَ : ( رَسُولُ اللَّهِ (ص) الْمُنْذِرُ ، وَلِكُلِّ زَمَانٍ مِنَّا هَادٍ يَهْدِيهِمْ إِلَى مَا جَاءَ بِهِ نَبِيُّ اللَّهِ (ص) ، ثُمَّ الْهُدَاةُ مِنْ بَعْدِهِ عَلِيٌّ ثُمَّ الْأَوْصِيَاءُ وَاحِدٌ بَعْدَ وَاحِدٍ ) الكافي : ج1 / ص191. عَنْ أَبِي بَصِيرٍ ، ( قَالَ : قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ (ع) : ﴿ إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ ﴾ ، فَقَالَ : رَسُولُ اللَّهِ (ص) الْمُنْذِرُ وَعَلِيٌّ الْهَادِي . يَا أَبَا مُحَمَّدٍ هَلْ مِنْ هَادٍ الْيَوْمَ ؟ قُلْتُ : بَلَى جُعِلْتُ فِدَاكَ مَا زَالَ مِنْكُمْ هَادٍ بَعْدَ هَادٍ حَتَّى دُفِعَتْ إِلَيْكَ ، فَقَالَ : رَحِمَكَ اللَّهُ يَا أَبَا مُحَمَّدٍ لَوْ كَانَتْ إِذَا نَزَلَتْ آيَةٌ عَلَى رَجُلٍ ثُمَّ مَاتَ ذَلِكَ الرَّجُلُ مَاتَتِ الْآيَةُ مَاتَ الْكِتَابُ ، وَلَكِنَّهُ حَيٌّ يَجْرِي فِيمَنْ بَقِيَ كَمَا جَرَى فِيمَنْ مَضَى ) الكافي : ج1 / ص192. عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ (ع) فِي قَوْلِ اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى : ﴿ إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ ﴾ ، فَقَالَ : ( رَسُولُ اللَّهِ (ص) الْمُنْذِرُ وَعَلِيٌّ الْهَادِي ؛ أَمَا وَاللَّهِ مَا ذَهَبَتْ مِنَّا وَمَا زَالَتْ فِينَا إِلَى السَّاعَةِ ) الكافي : ج1 / ص192. فهم (ع) رسل هداة من محمد (ص) ، وإلى محمد (ص) ، وأيضاً هم جميعاً عليهم صلوات ربي لهم مقام النبوّة) كتاب النبوة الخاتمة للامام احمد الحسن ع.
    وأخيرا أقول أن المسلمين متفقين على أن المهدي (ع) خليفة الله وانه حامل الرسالة الإلهية للإنسانية وانه من يملؤها عدلا وقسطا كما ملئت ظلما وجورا وهو الذي سيقيم دولة العدل الإلهي وهو سلام الله عليه حامل رسالة محمد (ص) للإنسانية وقد ورد من طرق السنة والشيعة وصفه بخليفة الله وانه يبعثه الله ونذكر مثالا من الروايات عن ثوبان، قال: قال رسول الله (ص): ( يقتتل عند كنزكم ثلاثة. كلهم ابن خليفة. ثم لا يصير إلى واحد منهم. ثم تطلع الرايات السود من قبل المشرق. فيقتلونكم قتلاً لم يقتله قوم. ثم ذكر شيئاً لا أحفظه. فقال ” فإذا رأيتموه فبايعوه ولو حبواً على الثلج. فإنه خليفة الله المهدى ). المستدرك للحاكم النيسابوري : ج4 ص463. ) سنن ابن ماجة : ج2 ص1367 ح4084. وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد وأبو داود عن علي (ع) انه قال : (قال رسول الله (ص) لو لم يبق من الدنيا إلا يوم لبعث الله رجلا منا يملؤها عدلا كما ملئت جورا).
    فالمهدي عليه السلام خليفة الله وهو رسول كونه حامل الرسالة الإلهية للإنسانية .
    تبين الآن بما لم يبقى معه أدنى شك ان إرسال الرسل (خلفاء الله في الأرض ع) أمر مستمر ولم ينقطع ولن ينقطع وان الذي تغير هو طريقة الإرسال ، فإرسال بعض من وصلوا إلى مقام النبوّة من الله سبحانه وتعالى هو الذي ختمه الله سبحانه وتعالى ببعثه محمداً (ص) . ولكن تجدّد بعد بَعث النبي محمد (ص) أمر الإرسال من محمد ص.
    اللهم بحق العرش ومن علاه وبحق الوحي ومن أوحاه وبحق النبي ومن نبّاه وبحق البيت ومن بناه يا سامع كل صوت يا جامع كل فوت يا باريء النفوس بعد الموت صل على محمد وأهل بيته وآتنا وجميع المؤمنين والمؤمنات في مشارق الأرض ومغاربها فرجاً من عندك عاجلاً بشهادة ان لا اله الا الله وان محمداً عبدك ورسولك صلى الله عليه وعلى ذريته الطيبين الطاهرين وسلم تسليماً.
    والحمد لله رب العالمين
Working...
X
😀
🥰
🤢
😎
😡
👍
👎