إعـــــــلان

Collapse
No announcement yet.

اشكال حول الطرح ان خليفة هي كل الجنس البشري

Collapse
X
 
  • Filter
  • الوقت
  • Show
Clear All
new posts
  • منتظر احمد
    عضو نشيط
    • 27-05-2013
    • 134

    اشكال حول الطرح ان خليفة هي كل الجنس البشري

    بسم الله الرحمن الرحيم
    والحمد لله رب العالمین وصلی اللهم علی محمد وآل محمد الائمه والمهدیین وسلم تسلیما کثیرا
    اشكال حول الطرح ان خليفة هي كل الجنس البشري
    قوله تعالى: {وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُواْ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ }.البقره30
    تنص الآية الشريفة على أن منصب الخلافة أو الإمامة جعل أو تنصيب وتعيين من الله تعالى، فآدم (ع) مجعول من الله تعالى خليفة في الأرض. والذي يدل على أن المراد هو الإمامة وليس الاستخلاف العام للبشر الذي نطقت به آيات أخرى، هو أن الخليفة في الآية المباركة زُود بعلم لا تملكه حتى الملائكة، قال تعالى:
    { وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاء كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلاَئِكَةِ فَقَالَ أَنبِئُونِي بِأَسْمَاء هَـؤُلاء إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ }.
    ومعلوم أن بني آدم ليسوا جميعهم يملكون هذا العلم، وكيف وفيهم من هو كالأنعام بل أضل سبيلاً، قال
    تعالى: {أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلاً }.الفرقان 44
    كما أن الأمر بالسجود للخليفة، وهو سجود طاعة لا سجود عبادة كما هو واضح، يدل على أن طاعته مفترضة، حتى بالنسبة للملائكة، قال تعالى: {فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُواْ لَهُ سَاجِدِينَ }.ص 72
    إن التعبير القرآني الذي جاء بصيغة اسم الفاعل: ( جَاعِلٌ )، الذي وقع خبراً لـ ( إن ) يدل على أن الخليفة موجود في كل زمان فلا يخلو منه زمان، ذلك أن صيغة الفاعل ( جَاعِلٌ ) بمنزلة الفعل المضارع الذي يفيد الدوام والإستمرار، وهذا الجعل يناظر ما ورد في القرآن الكريم من قبيل قوله تعالى : ( جَعَلَ لَكُم مِّمَّا خَلَقَ ظِـلَـلاً ) و( وَ جَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ نُورًا ) ونحوهما، وهي
    تفيد معنى السنة الإلهية الثابتة.
    وقد يقال هنا أن الخلافة جعلت لآدم لكونه نبياً، وهي بالتالي لا تشمل غير النبي، فنقول إن هذا الفهم يخالف ما ثبت من أن الخلافة مستمرة في الزمان، بينما النبوة من الله منقطعة إن من يذهب إلى القول بأن المقصود من الخليفة هو مطلق الإنسان قد يبني على أساس ما ورد من آيات كريمة من قبيل قوله تعالى: { وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا يعبدونني لا يشركون بي شيئا ومن كفر بعد ذلك فأولئك هم الفاسقون }.النور 55
    والآية كما هو واضح بصدد بيان خلافة المؤمنين للكافرين في ديارهم، وتمكينهم من دينهم بعد الخوف، والاستخلاف هنا إذن ليس هو خلافة عن الله تعالى.
    وقوله تعالى: { قال موسى لقومه استعينوا بالله واصبروا إن الأرض لله يورثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتقين * قالوا أوذينا من قبل أن تأتينا ومن بعد ما جئتنا قال عسى ربكم أن يهلك عدوكم ويستخلفكم في الأرض فينظر كيف تعملون }.الاعراف 128-129
    وهو واضح كذلك في خلافة المؤمنين للأرض، أي بسط نفوذهم فيها بعد إهلاك العدو، فهو خلافة المؤمنين للكافرين في ديارهم، أيضاً. فموسى (ع) يبشر المؤمنين إنهم إذا صبروا يفعل بهم الله ذلك.
    وقوله تعالى: { وربك الغني ذو الرحمة إن يشأ يذهبكم ويستخلف من بعدكم ما يشاء كما أنشأكم من ذرية قوم آخرين }.الانعام133
    والمراد من الاستخلاف هنا هو خلافة قوم لقوم، لا خلافة الله تعالى.
    وقوله تعالى: { ثم جعلناكم خلائف في الأرض من بعدهم لننظر كيف تعملون }.یونس14
    وهو مثيل سابقاته. فالمؤمنين يخلفون الظالمين في ديارهم، من بعدهم.
    وقوله تعالى: { آمنوا بالله ورسوله وأنفقوا مما جعلكم مستخلفين فيه فالذين آمنوا منكم وأنفقوا لهم أجر كبير }.الحدید 7
    هذه الآية بصدد الحديث عن الأموال التي جعلهم الله مستخلفين عليها.
    وقوله تعالى: {فَإِن تَوَلَّوْاْ فَقَدْ أَبْلَغْتُكُم مَّا أُرْسِلْتُ بِهِ إِلَيْكُمْ وَيَسْتَخْلِفُ رَبِّي قَوْماً غَيْرَكُمْ وَلاَ تَضُرُّونَهُ شَيْئاً إِنَّ رَبِّي عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ حَفِيظٌ }.هود57
    الآية تحذرهم من أنهم إذا ما تولوا يستخلف الله غيرهم في أرضهم وديارهم، ولا دلالة فيها على خلافة الله في أرضه.
    وقوله تعالى: {وَهُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلاَئِفَ الأَرْضِ وَرَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ إِنَّ رَبَّكَ سَرِيعُ الْعِقَابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ }. الانعام 165
    فهم خلائف الأرض، أي يرثونها من غيرهم، وليسوا خلفاء لله فيها.
    وقوله تعالى: {فَكَذَّبُوهُ فَنَجَّيْنَاهُ وَمَن مَّعَهُ فِي الْفُلْكِ وَجَعَلْنَاهُمْ خَلاَئِفَ وَأَغْرَقْنَا الَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُنذَرِينَ }. یونس73
    هم خلائف من قد أغرقهم الله في الطوفان، فورثوا أرضهم وديارهم.
    وقوله تعالى: {هُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلَائِفَ فِي الْأَرْضِ فَمَن كَفَرَ فَعَلَيْهِ كُفْرُهُ وَلَا يَزِيدُ الْكَافِرِينَ كُفْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ إِلَّا مَقْتاً وَلَا يَزِيدُ الْكَافِرِينَ كُفْرُهُمْ إِلَّا خَسَاراً}. فاطر39
    المراد من الاستخلاف في هذه الآية هو جعل البشر خلفاء في الأرض لعمارتها، وهو ليس الاستخلاف الخاص الذي يتطلب علماً مخصوصاً. إن العلم المخصوص الذي أُعطي للخليفة يدل على أنه ليس كل النوع البشري، وإنما هو نمط خاص منهم.

    وسأنقل هنا بعض كلمات المفسرين في هذا الصدد:

    الف:جامع البيان - ابن جرير الطبري ج1ص289:
    ( فكان تأويل الآية على هذه الرواية التي ذكرناها عن ابن مسعود وابن عباس: إني جاعل في الأرض خليفة مني يخلفني في الحكم بين خلقي ، وذلك الخليفة هو آدم ومن قام مقامه في طاعة الله والحكم بالعدل بين خلقه ).
    ب - تفسير الثعلبي ج1 ص177:
    قال عند تفسيره الآية: ( في معنى الخليفة قيل: سأل أمير المؤمنين عمر بن الخطاب، طلحة والزبير وكعبا وسلمان: ما الخليفة من الملك؟ فقال طلحة والزبير: ما ندري. فقال سلمان: الخليفة الذي يعدل في الرعية ويقسم بينهم بالسوية ويشفق عليهم شفقة الرجل على أهله ويقضي بكتاب الله، فقال كعب: ما كنت أحسب أن في المجلس أحدا يعرف الخليفة من الملك غيري ، ولكن الله عز وجل ملأ سلمان حكما وعلما وعدلا ). وفيه بيان أن الخليفة هو الحاكم.
    ج- تفسير السمعاني ج1 ص64:
    قال في صدد تفسير الآية: ( وقيل : إنما سمى خليفة لأنه خليفة الله في الأرض ؛ لإقامة أحكامه ، وتنفيذ قضاياه ، وهذا هو الأصح ).
    د - تفسير النسفي ج1 ص36:
    ( إني جاعل ) * أي مصير من جعل الذي له مفعولان وهما * ( في الأرض خليفة ) * وهو من يخلف غيره فعيلة بمعنى فاعلة وزيدت الهاء للمبالغة والمعنى خليفة منكم لأنهم كانوا سكان الأرض فخلفهم فيها آدم وذريته ولم يقل خلاف أو خلفاء لأنه أريد بالخليفة آدم واستغنى بذكره عن ذكر بنيه كما تستغنى بذكر أبي القبيلة في قولك مضر وهاشم أو أريد من يخلفكم أو خلفا يخلفكم فوحد لذلك أو خليفة مني لأن آدم كان خليفة الله في أرضه وكذلك كل نبي قال الله تعالى * ( يا داود إنا جعلناك خليفة في الأرض ) ).
    النسفي يذهب إلى القول بأن آدم (ع) خليفة الله، وكذلك كل نبي، ويستشهد بقوله تعالى: ( يا داود إنا جعلناك خليفة في الأرض )، وفيه دلالة جلية على أن الخليفة بمعنى الحاكم.
    هـ- زاد المسير ج1 ص47:( وفي معنى خلافة آدم قولان : أحدهما : أنه خليفة عن الله تعالى في إقامة شرعه ، ودلائل توحيده ، والحكم في خلقه ، وهذا قول ابن مسعود ومجاهد . والثاني : أنه خلف من سلف في الأرض قبله ، وهذا قول ابن عباس والحسن ).
    القول الأول نص فيما قلناه، وقد ناقشنا الثاني فيما سلف وتبين ان الاستخلاف بدلالة العلم المخصوص لا يراد منه كل الناس.
    ومثله ورد في تفسير الرازي ج2 ص165:
    ( الثاني : إنما سماه الله خليفة لأنه يخلف الله في الحكم بين المكلفين من خلقه وهو المروي عن ابن مسعود وابن عباس والسدي وهذا الرأي متأكد بقوله : * ( إنا جعلناك خليفة في الأرض فاحكم بين الناس بالحق ) ).
    تفسير القرطبي ج1 ص263- 265:
    ( والمعنى بالخليفة هنا - في قول ابن مسعود وابن عباس وجميع أهل التأويل - آدم عليه السلام ، وهو خليفة الله في إمضاء أحكامه وأوامره ، لأنه أول رسول إلى الأرض ، كما في حديث أبي ذر ، قال قلت : يا رسول الله أنبيا كان مرسلا ؟ قال : ( نعم ) الحديث ويقال : لمن كان رسولا ولم يكن في الأرض أحد ؟ فيقال : كان رسولا إلى ولده ، وكانوا أربعين ولدا في عشرين بطنا في كل بطن ذكر وأنثى ، وتوالدوا حتى كثروا ، كما قال الله تعالى : " خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء " [ النساء : 1 ] . وأنزل عليهم تحريم الميتة والدم ولحم الخنزير . وعاش تسعمائة وثلاثين سنة ، هكذا ذكر أهل التوراة . وروي عن وهب بن منبه أنه عاش ألف سنة ، والله أعلم . الرابعة - هذه الآية أصل في نصب إمام وخليفة يسمع له ويطاع ، لتجتمع به الكلمة ، وتنفذ به أحكام الخليفة . ولا خلاف في وجوب ذلك بين الأمة ولا بين الأئمة إلا ما روي عن الأصم حيث كان عن الشريعة أصم ، وكذلك كل من قال بقوله واتبعه على رأيه ومذهبه ، قال : إنها غير واجبة في الدين بل يسوغ ذلك ، وأن الأمة متى أقاموا حجهم وجهادهم ، وتناصفوا فيما بينهم ، وبذلوا الحق من أنفسهم ، وقسموا الغنائم والفيء والصدقات على أهلها ، وأقاموا الحدود على من وجبت عليه ، أجزأهم ذلك ، ولا يجب عليهم أن ينصبوا إماما يتولى ذلك . ودليلنا قول الله تعالى : " إني جاعل في الأرض خليفة " [ البقرة : 30 ] ، وقوله تعالى : " يا داود إنا جعلناك خليفة في الأرض " [ ص : 26 ] ، وقال : " وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض " [ النور : 55 ] أي يجعل منهم خلفاء ، إلى غير ذلك من الآي . وأجمعت الصحابة على تقديم الصديق بعد اختلاف وقع بين المهاجرين والأنصار في سقيفة بني ساعدة في التعيين ، حتى قالت الأنصار : منا أمير ومنكم أمير ، فدفعهم أبو بكر وعمر والمهاجرون عن ذلك ، وقالوا لهم : إن العرب لا تدين إلا لهذا الحي من قريش ، ورووا لهم الخبر في ذلك ، فرجعوا وأطاعوا لقريش . فلو كان فرض الإمامة غير واجب لا في قريش ولا في غيرهم لما ساغت هذه المناظرة والمحاورة عليها ، ولقال قائل : إنها ليست بواجبة لا في قريش ولا في غيرهم ، فما لتنازعكم وجه ولا فائدة في أمر ليس بواجب ثم إن الصديق رضي الله عنه لما حضرته الوفاة عهد إلى عمر في الإمامة ، ولم يقل له أحد هذا أمر غير واجب علينا ولا عليك ، فدل على وجوبها وأنها ركن من أركان الدين الذي به قوام المسلمين ، والحمد لله رب العالمين ).
    القرطبي في هذا النص المقتبس من تفسيره يؤكد كون آدم خليفة لله في الأرض، وأن خلافته تعني الإمامة، وإنها ركن من أركان الدين. وإذا كان القرطبي يقحم في النص رأيه بأبي بكر، فإننا سنرى لاحقاً حظ رأيه هذا من الصحة.
    تفسير البيضاوي ج1 ص280:
    ( والخليفة من يخلف غيره وينوب منابه والهاء فيه للمبالغة والمراد به آدم عليه الصلاة والسلام لأنه كان خليفة الله في أرضه وكذلك كل نبي استخلفهم الله في عمارة الأرض وسياسة الناس وتكميل نفوسهم وتنفيذ أمره فيهم لا لحاجة به تعالى إلى من ينوبه بل لقصور المستخلف عليه عن قبول فيضه وتلقي أمره بغير وسط ولذلك لم يستنبئ ملكا كما قال الله تعالى * ( ولو جعلناه ملكا لجعلناه رجلا ) * ألا ترى أن الأنبياء لما فاقت قوتهم واشتعلت قريحتهم بحيث يكاد زيتها يضيء ولو لم تمسسه نار أرسل إليهم الملائكة ).البيضاوي بدوره يؤكد المعنى الذي قلناه، ويعلل ضرورة وجود خليفة لله بفكرة أن قصور المستخلف تقتضي وجود واسطة تستقبل الفيض الإلهي.
    تفسير ابن كثير ج1 ص73 - 74:
    ( خليفة " قال السدي في تفسيره عن أبي مالك وعن أبي صالح عن ابن عباس وعن مرة عن ابن مسعود وعن ناس من الصحابة إن الله تعالى قال للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة . قالوا : ربنا وما يكون ذاك الخليفة ؟ قال : يكون له ذرية يفسدون في الأرض ويتحاسدون ويقتل بعضهم بعضا . قال ابن جرير فكان تأويل الآية على هذا إني جاعل في الأرض خليفة مني يخلفني في الحكم بالعدل بين خلقي وإن ذلك الخليفة هو آدم ومن قام مقامه في طاعة الله والحكم بالعدل بين خلقه ، وأما الإفساد وسفك الدماء بغير حقها فمن غير خلفائه ).ابن كثير ينقل عن ابن مسعود وابن عباس وناس من الصحابة أن الخليفة هو خليفة لله يخلفه في الحكم.وأضاف ابن كثير في موضع آخر من تفسيره ج1 ص75 قوله: ( وقد استدل القرطبي وغيره بهذه الآية على وجوب نصب الخليفة ليفصل بين الناس فيما اختلفوا فيه ويقطع تنازعهم وينتصر لمظلومهم من ظالمهم ويقيم الحدود ويزجر عن تعاطي الفواحش إلى غير ذلك من الأمور المهمة التي لا تمكن إقامتها إلا بالإمام وما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب ).
    تفسير الجلالين للسيوطي ص8: (* أذكر يا محمد * ( إذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة ) * يخلفني في تنفيذ أحكامي فيها وهو آدم ).وهو واضح في أن الخلافة بمعنى الحكم.
    تفسير الثعالبي ج1 ص205:قال وهو في صدد تفسير الآية: ( وقال ابن مسعود : إنما معناه : خليفة مني في الحكم ).
    تفسير الآلوسي ج1 ص220:
    ( ومعنى كونه خليفة أنه خليفة الله تعالى في أرضه ، وكذا كل نبي استخلفهم في عمارة الأرض وسياسة الناس وتكميل نفوسهم وتنفيذ أمره فيهم لا لحاجة به تعالى ، ولكن لقصور المستخلف عليه لما أنه في غاية الكدورة والظلمة الجسمانية ، وذاته تعالى في غاية التقدس ، والمناسبة شرط في قبول الفيض على ما جرت به العادة الإلهية فلا بد من متوسط ذي جهتي تجرد وتعلق ليستفيض من جهة ويفيض بأخرى . وقيل : هو وذريته عليه السلام ، ويؤيده ظاهر قول الملائكة ، فإلزامهم حينئذ بإظهار فضل آدم عليهم لكونه الأصل المستتبع من عداه ، وهذا كما يستغني بذكر أبي القبيلة عنهم ، إلا أن ذكر الأب بالعلم وما هنا بالوصف ، ومعنى كونهم خلفاء أنهم يخلفون من قبلهم من الجن بني الجان أو من إبليس ومن معه من الملائكة المبعوثين لحرب أولئك على ما نطقت به الآثار ، أو أنه يخلف بعضهم بعضا ، وعند أهل الله تعالى المراد بالخليفة آدم وهو عليه السلام خليفة الله تعالى وأبو الخلفاء والمجلي له سبحانه وتعالى ، والجامع لصفتي جماله وجلاله ).
    وقال في نفس الصفحة: ( ولم تزل تلك الخلافة في الإنسان الكامل إلى قيام الساعة وساعة القيام )وهو واضح في استمرار الخلافة إلى قيام الساعة، وقوله الإنسان الكامل تقييد أخرج به خلافة غير الكامل.
    أضواء البيان – الشنقيطي ج1 ص20:
    ( في قوله : * ( خليفة ) * وجهان من التفسير للعلماء : أحدهما : أن المراد بالخليفة أبونا آدم عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام ؛ لأنه خليفة الله في أرضه في تنفيذ أوامره
    وأضاف في ص21 قوله:( قال القرطبي في تفسير هذه الآية الكريمة : هذه الآية أصل في نصب إمام وخليفة ؛ يسمع له ويطاع ؛ لتجتمع به الكلمة وتنفذ به أحكام الخليفة ولا خلاف في وجوب ذلك بين الأمة ولا بين الأئمة إلا ما روي عن الأصم حيث كان عن الشريعة أصم إلى أن قال : ودليلنا قول الله تعالى : * ( إني جاعل في الأرض خليفة ) * . وقوله تعالى : * ( يا داود إنا جعلناك خليفة في الأرض ) * . وقال : * ( وعد الله الذين ءامنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض ) * . أي : يجعل منهم خلفاء إلى غير ذلك من الآي ).
    والملاحظ على المفسرين السنيين أنهم ينقلون آراء متعددة في المسألة، ومن بينها قولهم أن خلافة آدم تعني خلافته للملائكة الذين سكنوا الأرض بعد القضاء على المفسدين الذين كانوا يسكنوها، وهو معنى يناقضه تعليم آدم الأسماء. فالعلم بها يراد منه تأهيله لمهمة خلافة الله، ولم يكن الغرض منه منع الجنس البشري من الفساد، وكيف وهو حاصل، بل إن الله سبحانه لم ينف وقوع الفساد من الجنس البشري، فالعلم وامتحان الملائكة به يثبت أنهم غير مؤهلين لخلافة الله، بعكس آدم (ع)، بل إن نفس اعتراض الملائكة ( قَالُواْ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء ) يدل على أنهم فهموا من الخلافة خلافة الله تعالى، فدلالة قولهم هي أنهم يستنكرون أن يكون الخليفة لله مفسداً، ولو كانت الخلافة لأولئك المفسدين لم يكن موجب لهذا الاستنكار.

  • ناصر السيد احمد
    مشرف
    • 22-02-2009
    • 1385

    #2
    رد: اشكال حول الطرح ان خليفة هي كل الجنس البشري

    بسم الله الرحمن الرحيم

    اللهُمَ صَلِّ عَلىَ مُحَمَدٍ وَآَلِ مُحَمَدٍ الأئَمّةِ والمَهدِيينْ وَسَلّمْ تَسْلِيمَا

    {وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُواْ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ }.البقره30



    احسنت اخي منتظر احمد

    أكيد خليفة الله في الارض هم حجج الله من الانبياء والمرسلين والأئمة والمهديين والمنصبين من الله تعالى وليس عموم الناس ولا كل البشر

    اللهُمَ صَلِّ عَلىَ مُحَمَدٍ وَآَلِ مُحَمَدٍ الأئَمّةِ والمَهدِيينْ وَسَلّمْ تَسْلِيمَا
    اللهم اشغل الظالمين بالظالمين واخرجنا من بينهم سالمين

    Comment

    • منتظر احمد
      عضو نشيط
      • 27-05-2013
      • 134

      #3
      رد: اشكال حول الطرح ان خليفة هي كل الجنس البشري

      احسن الله الیکم

      Comment

      • منتظر احمد
        عضو نشيط
        • 27-05-2013
        • 134

        #4
        رد: اشكال حول الطرح ان خليفة هي كل الجنس البشري

        بسم الله الرحمن الرحیم
        خلال المناظرات التی جرت فتی مختلف البلدان الاسلامیه کانوا المخالفین یروجوا بان الخلافه لیست مختصه بالانبیاء والرسول واهل البیت بل هی عامه....

        Comment

        • ya fatema
          مدير متابعة وتنشيط
          • 24-04-2010
          • 1738

          #5
          رد: اشكال حول الطرح ان خليفة هي كل الجنس البشري

          احسنتم وجعله الله في ميزان حسناتكم
          انقل لكم مقطع من درس " ادلة الدعوة المباركة ـ دراسة كتاب جامع الادلة " في الحوزة المهدوية الانترنتية المباركة لزيادة الفائدة ان شاء الله تعالى :

          رد الاشكال : صحيح انه في القرآن ورد المعنى الذي ذهبوا اليه لكن ليس اين ما ورد لفظ "خليفة" يجب حملها على هذا المعنى وهو ان هنالك قوما يخلفون قوما سبقوهم .
          خاطب الله سبحانه وتعالى نبيه داوود ع وقال : ( يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ ) . فلو كان جميع الناس خلفاء ما الداعي لان يخص الله داوود (ع) بخطابه ثم ان الآية تشير الى الحكم .
          اذن قد تأتي بمعنى قوم يخلفون قوما آخرين وقد تأتي بمعنى ان يكون انسان يمثل الله في الارض .
          قول الله عز وجل ( اني جاعل ) : ان حرف مشبه بالفعل نصب الياء اسما له ورفع جاعل خبرا له و جاعل اسم فاعل , اسم الفاعل اذا وقع خبرا يدل على الاستمرار. أي ان حالة الجعل هنا مستمرة , وهذه الاستمرارية تشير الى كون القضية غير متعلقة بخلافة قوم لمن سبقوهم .
          فنستخلص من سياق الآية ان المراد ليس قوم يخلفون قوما آخرين بل المراد هو المعنى الاخر .
          ايضا اعتراض الملائكة يؤكد المعنى الاول وينفي المعنى الذي ذهبوا اليه : (وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُواْ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ)
          الملائكة يريدون ان يكونوا بدلا لمن وان يحلوا محل من ؟ هل لقوم موجودين في الارض ؟ وهل عالم الارض افضل من عالم الملكوت الذي يتواجدون فيه ؟
          يستدل من موقف الملائكة انهم يريدون ان تكون الخلافة لهم وان يحل واحد منهم محل الذي تم اختياره . بالاضافة الى ان عالمهم لا يقاس بعالم المادة وهو قطعا عالم ارقى من عالم الارض. وايضا هم موجودين سلفا فلا معنى لطلبهم بان يكونوا خلفا لقوم آخرين !
          عن أمير المؤمنين ويعسوب الدين وقائد الغر المحجلين الإمام علي بن أبي طالب وصي رسول الله محمد صلوات الله عليهما
          : ( إلهي كفى بي عزاً أن اكون لك عبداً وكفى بي فخراً أن تكون لي رباً أنت كما أحب فاجعلني كما تحب )

          Comment

          • نجمة الجدي
            مدير متابعة وتنشيط
            • 25-09-2008
            • 5279

            #6
            رد: اشكال حول الطرح ان خليفة هي كل الجنس البشري

            احسنتم وفقكم الله لكل خير
            قال يماني ال محمد الامام احمد الحسن (ع) ليرى أحدكم الله في كل شيء ، ومع كل شيء ، وبعد كل شيء ، وقبل كل شيء . حتى يعرف الله ، وينكشف عنه الغطاء ، فيرى الأشياء كلها بالله ، فلا تعد عندكم الآثار هي الدالة على المؤثر سبحانه ، بل هو الدال على الآثار

            Comment

            Working...
            X
            😀
            🥰
            🤢
            😎
            😡
            👍
            👎