إعـــــــلان

Collapse
No announcement yet.

جانب من خطبة الجمعة في حسينية الكاظمية المقدسة بتاريخ 17جمادي الثاني سنة 1434هجري قمري بعنوان شهادة ام البنين ع

Collapse
X
 
  • Filter
  • الوقت
  • Show
Clear All
new posts
  • شيخ نعيم الشمري
    عضو جديد
    • 05-03-2013
    • 94

    جانب من خطبة الجمعة في حسينية الكاظمية المقدسة بتاريخ 17جمادي الثاني سنة 1434هجري قمري بعنوان شهادة ام البنين ع

    بسم الله الرحمن الرحيم
    الحمد لله رب العالمين اللهم صلي على محمد وال محمد الائمة والمهديين وسلم تسليما كثيرا
    اللهم اجعلنا من جندك فإن جندك هم الغالبون، واجعلنا من حزبك فإن حزبك هم المفلحون، واجعلنا من أوليائك فإن أوليائك لا خوف عليهم ولا هم يحزنون.
    اللهم ثبتنا على دينك ما احييتنا ولا تزغ قلوبنا بعد اذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة انك انت الوهاب .
    لموضوع :شهادة ام البنين ع سنتناول في هذه الجمعة المباركة شئ من حياة مولاتنا ام البنين ع سالين الله العلي القدير ان يرزقنا شفاعتها .
    تاريخ وفاتها عليها السّلام
    توفّيت السّيّدة أُمّ البنين عليها السّلام في الثّالثّ عشر من جمادى الاخرة لسنة 64 من الهجرة النّبوية الشّريفة بالمدينة المنوّرة، بعد مقتل الحُسين عليه السّلام على ما تذهب إليه بعض الرّوايات,.
    من هي ام البنين : أم البنين هي فاطمة بنت حزام بن خالد بن ربيعة بن عامر بن كلاب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة الكلابيّة،
    ولادتها : يجب ان تُعرف مكانة أم البنين قبل أن تُخلق فلام البنين ع مكانة عند الله سبحانه وتعلى فكان أبوها حِزام وهو من قبيلة عربية عريقة تدعى بني كِلاب، كان حزام بن خالدّ بن ربيعة في سفر له مع جماعة من بني كلاب، نائم في ليلة من الليالي فرأى في نومه كأنّه جالسٌ في أرض خصبة، منعزلاً عن جماعته وبيده درّة يقلّبها متعجّباً من رونقها، فإذا برجل أقبل إليه من صدر البريّة على فرس له، سلّم عليه، فردّ حزامٌ السلام عليه، ثمّ قال الرجل: بكم تبيع هذه الدرّة.قال: لا أعرف قيمتَها ولكنْ بكم تشتريها أنت؟فقال الرجل: لا أعرف قيمتها لكن أهدها إلى أحد الأمراء وأنا الضامنُ لك بشيءٍ هو أغلى من الدراهم والدنانير.
    قال: ما هو ؟قال: أضمنُ لك بالحظوة عنده والزلفى والشرف والسؤدد أبد الآبدين.
    قال له حزام: وتكون أنت الواسطة ؟
    قال: نعم، أعطني إيّاها، فأعطاها، فلمّا انتبه حزام من نومه قصّ رؤياه على جماعته وطلب تأويلها.
    فقال له أحدهم: إنْ صدقتْ رؤياك فإنك تُرزق بنتاً يخطبها منك أحد العظماء، وتنال عنده بسببها القُربى والشرفَ والسؤدد.
    فلمّا عاد من سفره بُشّر حزام بأنّ زوجته ثمامة بنت سهيل قد وضعتْ بنتاً، فتهلّل وجهه وسُرّ بها.
    فقيل له: ما نُسمّيها.
    فقال: سمّوها فاطمة وكنّوها بـ ( أمّ البنين ).
    فنشأتْ بين أبوينِ شريفين عُرِفا بالأدب والعقل، وقد حباها الله سبحانه بجميل ألطافه، إذْ وهبها نفساً حرّةً عفيفةً طاهرة وقلباً زكيّاً سليماً ورزقها الفطنة والعقل الرشيد فلمّا كبرتْ كانتْ مثالاً شريفاً بين النساء في الخُلق الفاضل الحميد فجمعت إلى النسب الرفيع حسباً منيفاً لذا وقع اختيار عقيل عليها لأنْ تكون قرينةَ أمير المؤمنين عليّ عليه السّلام.
    رؤيتها واقترانها بالامام ع :
    الأحداث التي رافقت الاقتران الميمون منذ أن طلب أمير المؤمنين عليه السلام من أخيه عقيل عليه السلام أن يبحث له عن زوجة تنجب له أبناءاً يناصرون أخاهم الحسين عليه السلام في نهضته فقد أراد الإمام عليّ سلام الله عليه أن يتزوّج من امرأة تنحدر عن آباء شجعان كرام يضربون في عروق النجابة والإباء، ليكون له منها بنون ذوو خصالٍ طيّبة عالية، لهذا طلب أميرُ المؤمنين عليه السّلام من أخيه عقيل ـ وكان نسّابة عارفاً بأخبار العرب ـ أنْ يختار له امرأةً من ذوي البيوت والشجاعة، لأتزوجها فتلد لي غلاماً أسداً فأجابه عقيل قائلاً:
    أخي، أين أنت عن فاطمة بنت حزام الكلابيّة، فإنّه ليس في العرب أشجع من آبائها.ثم مضى عقيلُ إلى بيت حزام ضيفاً على فراش كرامته وكان خارج المدينة المنوّرة فأكرمه حزام ذلك الإكرام، حتّى إذا مضت ثلاثة أيّام مدّة الضيافة سأل حزام عن حاجة عقيل فأخبره أنّه قادمٌ عليه بالشرف الشامخ والمجد الباذخ يخطبُ ابنتَه الحرّة إلى سيّد الأوصياء عليّ عليه السّلام.
    فلمّا سمع حزام ذلك هشّ وبشّ، وشعر بأنّ الشرف ألقى كلاكله عليه إذْ يصاهر ابنَ عمّ المصطفى صلّى الله عليه وآله ومَنْ يُنكر علياً وفضائله وهو الذي طبّق الآفاق بالمناقب الفريدة.
    وكأنّ حزاماً تمهّل قليلاً وهو لا يرى امرأةً تليقُ بأمير المؤمنين عليه السّلام، فذهب إلى زوجته يشاورها في شأن الخِطبة،
    فرأى ابنته بين يديها وهي تقصّ عليها رؤياها.. فاستمع إليها دونَ أن تراه وهي تقول: كأنّي جالسة في روضة ذات أشجار مثمرة، وأنهار جارية، وكانت السماء صاحية والقمرُ مشرقاً والنجوم طالعة، وأنا أفكّر في عظمة الله من سماءٍ مرفوعةٍ بغير عمد، وقمرٍ منير وكواكب زاهرة، وإذا بي أرى كأنّ القمر قد انقضّ من كبد السماء ووقع في حِجري وهو يتلالأ نوراً يَغشى الأبصار، فعجبتُ من ذلك، وإذا بثلاثة نجوم زواهر قد وقعن في حجري، وقد أغشى نورُهنّ بصري، فتحيّرتُ في أمري ممّا رأيت، وإذا بهاتفٍ قد هتف بي، أسمعُ منه الصوت ولا أرى شخصه، وهو يقول:
    بشراك فاطمة بالسادة الغرر ثلاثة انجم والزاهر القمر
    ابوهم سيد في الخلق قاطبة بعد الرسول كذا قد جاء في الخبر
    فعاد حزام يبشّر نفسه وعقيلاً وقد غمره السرور وخفّت به البشارة، وكان الزواج المبارك على مهرٍ سَنّه رسولُ الله صلّى الله عليه وآله في زوجاته وابنته فاطمة عليها السّلام، وهو خمس مئة درهم]
    فعندما تزوجها الإمام علي عليه السلام وقفت عند باب الدار ولم تدخل الدار، وقالت لا أدخل حتى يأذن لي الحسن والحسين.و لم تدخل حتى أذنا لها هذا اول موقف لها مع اولاد الرسول ص لانها كانت تعرف مكانتهم عند الله سبحانه بعد دخولها ع الى بيت امير المؤمنين ع قامت السّيّدة أُمّ البنين برعاية سبطي رسول الله صلّى الله عليه وآله وريحانتيه وسيّدي شباب أهل الجنّة الحسن والحُسين عليهما السّلام، وقد وجدا عندها من العطف والحنان ما عوّضهما من الخسارة الأليمة التّي مُنيا بها بفقد أمّهما سيّدة نساء العالمين فقد توفّيت، وعمرها كعمر الزّهور فقد ترك فقدها اللوعة والحزن في نفسيهما.
    لقد كانت السّيدة أُمّ البنين تكنّ في نفسها من المودّه والحبّ للحسن والحُسين عليهما السّلام ما لا تكنّه لأولادها الذّين كانوا ملء العين في كمالهم وآدابهم.
    لقد قدّمت أُمّ البنين أبناء رسول الله صلّى الله عليه وآله، على أبنائها في الخدمة والرّعاية وقيل إن أُمّ البنين أتت ذات يوم إلى أمير المؤمنين وقالت له: لي إليك حاجة... قال لها: قولي ما عندك.
    قالت: أنا أطلب منك أن تغير اسمي، قالت عندما تناديني فاطمة، أرى الانكسار بادياً على وجوه الحسن والحُسين وزينب، فإنهم يذكرون أمهم فاطمة الزّهراء عليهم السّلام ويتألمون فما كان من الإمام إلا أن غير اسمها وسماها أُمّ البنين. هذه المواقف المثيرة من أُمّ البنين، وكان لها دور عظيم في التاريخ مع أنها ليست الزوجة الوحيدة التي تزوج بها الإمام علي عليه السلام، بعد استشهاد سيدتنا ومولاتنا فاطمة الزهراء عليها السلام لكن لم يبرز لأحد منهن هذا الدور العظيم في التاريخ كما برز لأم البنين سلام الله عليها. نالت أم البنين مقام النفس المطمئنة لأنها من أول يوم دخلت به بيت أمير المؤمنين علي عليه السلام كانت تعلم ما هو دورها وما هو تكليفها.
    تزوجها أمير المؤمنين (ع) فولدت له عباس وعبد الله وجعفر وعثمان وعاشت معه في رحاب طاهر ودافئ.
    وعرفت عليها السلام من النساء الفاضلات العارفات بحق الإمام وأولاده من الحسن والحسين وزينب (ع) فأخلصت في ولائها لهما متعمقة في مودتهما وبلغ لها الوفاء حد.
    ومن الاختبارات التي وقعت بها سلام الله عليها واستحقت أن تنال هذا المقام حين أنجبت أبا الفضل العباس عليه السلام، جاء أمير المؤمنين عليه السلام وحمله وكان يُمعن النظر في كفّيه ويُقبّلهما كثيرا، فسألته أم البنين: سيدي أمير المؤمنين أراكَ تُمعن النظر في كفيه؟ أفيهما عيب ؟ قال: لا ولكن أقبلهما لما سيجري على تلك الكفين. فسألته عما سيجري فقال لها: تُقطع هاتين الكفين نصرة لأبي عبد الله الحسين عليه السلام. هنا سألت أم البنين: تُقطع كفّيه وفي سلامة للحسين؟! فقال لها: لا، هناك شهادة للحسين عليه السلام، هنا بكت أم البنين لما سيجري على الحسين ولم تبكِ عندما علمت بقطع كفّي العباس. فأيّ دورعظيم ومكانة عظيمة وصلت لها تلك المرأة الجليلة! كانت أم البنين زوجة عظيمة حاولت أن تخفف عن الإمام عليه السلام آلامه وهمومه، كما كانت أم عظيمة أيضا ،فكانت تحن على الحسن والحسين عليهما السلام وتحاول أن تخفف عنهما حزنهما لفقدهما أمهما الزهراء عليها السلام، كما كانت تعامل السيدة زينب عليها السلام معاملة خاصة وتراعيها مراعاة شديدة وغير عادية. أم البنين كانت ترى في أولاد الزهراء عليها السلام وديعة عندها،.
    كما أنها قامت بتربية العباس عليه السلام واولادها على حب اولاد فاطمة الزهراء ع وعشقهم لهم، وربتهم أن يكونوا فانين لهم ولا تكون لهم هوية في الوجود غير نصرتهم وخدمتهم هل تعتقدون ان أم كانت تفضل الحسنين على اولادها مجاملة لفاطمة الزهراء ؟؟؟ أم مجاملة لأرضاء زوجها أمير المؤمنين ؟؟؟
    لا والف لا فهي تعتبر الحسنان أأئمتها ومفروض طاعتهما لأنهما أمامان ان قاما أو قعدا
    وهكذا تربت وتعلمت فهي تطيع الأمامين الحسنين لأنهما سادتها وأأئمتها
    مضافاً الى أنها قامت برعايتهما أشرف رعاية وأكرم رعاية
    سبلت عليهما حنانها ورقتها ولطفها وحبها
    فكانت لهما أم حنون وكانت تجعل أولادها كالعبيد أمام الحسنين عليهما وتوصيهم لا تتقدموا الحسنان لا تسبقوهما بكلام لا تقاطعوا كلامهما
    لا تعترضوا عليهما لا تردوا لهما طلب تواضعوا دائما لهما
    أخدموا الحسنين وأطيعوهماكانت تذكرهم دائما بانهم ان كانوا اخوتهم الا انهم اولاد فاطمة الزهراء ع..
    فلذلك كان الامام العباس واخوته لايقولون للامام الحسن والحسين الا سيدي خاصة الامام العباس لم يقل للامام الحسين ع اخي طوال حياته الا اخر لحظة من لحظات حياته حينما سقط من على ظهر جواده ناداه اخي حسين ادركني ماهذة التربية والاخلاق العالية وكيف يتعامل مع اخيه. هذا ماربته عليه ام البنين
    لقد اخبرها الأمام علي عليه ما سيؤول اليه الامر بعده وشرح لها واقعة الطف وما سوف يجري على الأمام الحسين
    فكانت هي روحي لها الفداء تحضر أولادها وتهيأهما لذلك اليوم
    صاروا كبار رجال أقوياء عابدين مؤمنين ورعين علماء تربوا على يد سيد الأوصياء
    كم كانت بهم فرحة مسرورة تراهم وترعاهم بعيونها أن غابوا عنها
    كانت تفرغ عليهم حنانها وحبها وتنتظر ذلك اليوم الذي تراهم يرفعون رأسها عاليا عند الله ورسوله وزوجها , وفاطمة الزهراء سيدة نساء العالمين
    وحتى تؤدي الأمانة التي على عاتقها من تهيأة الرجال الذين خلقوا من أجل الحسين ع فهي كانت أمرأة رسالية كلفها أمامها وزوجها أمير المؤمنين أن تقدم للأسلام رجال التضحيات رجال الأخلاص كي يكون لها يوما كبيرا ورائعا عند مليك مقتدر وعلى هذه الروحية ربت أولادها الأربعة ومواقفهم وأقوالهم وأفعالهم يوم عاشوراء توضح هذه الحقيقة بشكل جلي.
    الموقف الذّي لا ينسى: كانت أُمّ البنين من أول النّاس الذّين خرجوا لاستقبال بشر بن حذلم، وهو ينادي برفيع صوته:
    يا أهل يثرب لا مقام لكم بها * قتل الحُسين فأدمعي مدرار
    الجسم منه بكربلاء مضرج * والرّأس منه على القناة يدار
    ولما وقع بصرها على النّاعي لم تسأله عن العباس، ولا عن أي واحد من أبنائها الذّين قتلوا مع أخيهم الحُسين، وإنما سالتّه عن الحُسين؛ خبرني عن الحُسين؟ وعلت الدّهشة وجه بشر بن حذلم عندما عرف أن هذه المرأة هي فاطمة بنت حزام العامرية، وهي أُمّ البنين بالذّات كيف لا تسأله عن أولادها ؟؟؟ وظنها لوقع الصّدمة ذهلت عن أبنائها، فراح يعددهم واحداً بعد الآخر، وفي كل واحد منهم كان يعزيها ويقول لها: عظم الله لك الأجر بولدك جعفر. فتقول: أخبرني عن ولدي الحُسين عليه السّلام. ولم يلتفت بشر إلى هذا الموقف وراح يخبرها ببقية أولادها، إلى أن وصل إلى العباس، فما كاد يخبرها بقوله: يا أُمّ البنين عظم الله لك الأجر بولدك أبي الفضل العبّاس عليه السّلام, حتى نظر إليها وقد اعتراها اضطراب شديد في تلك اللحظة التّي سمعت فيها نبأ مصرع أبي الفضل العباس، بحيث اهتز بدنها ولكنها تحاملت واستمرت في إلحاحها على بشر؛ أخبرني عن ولدي الحُسين؟
    يقول بشر: وحينما أخبرتها بمقتل الحُسين ومصرعه صرخت ونادت: واحسيناه، وا حبيب قلباه... يا ولدي يا حسين.. نور عيني يا حسين.. وقد شاركها الجميع بالبكاء والنّحيب والعويل على الحُسين، ولم تذكر أبناءها إلا بعد أن ذكرت الحُسين وبكت عليه
    هذه مواقف ام البنين فهي سخرت نفسها وسخرت اولادها واثرت على نفسها وعلى اولادها لخدمة اولاد الزهراء ع وخاصة الامام الحسين ع لان الايثار هو
    أسمى درجات الكرم ، وأرفع مفاهيمه ، ولا يتحلى بهذه الصفة المثالية النا درة ، إلا الذين بلغوا قمة السخاء ، فجادوا بالعطاء ، وهم بأمسّ الحاجة إليه ، وآثروا بالنوال ، وهم في ضنك من الحياة .
    ولو نظرنا للعباس عليه السلام وإخوته في كربلاء ورأينا كيف أن الجيش الأموي قد خيرهم بين أمرين:
    الأول: أن يعطيهم الطاغية ابن زياد الأمان والمال والحياة الرغيدة في مقابل أن يتركوا سيد شباب أهل الجنة الحسين بن علي عليهما السلام.
    الثاني: أن يبقوا مع الإمام الحسين عليه السلام ويتعرضوا للقتل والإبادة التامة.
    وهنا تظهر أهمية القيم التربوية ليكون الجواب بدون تردد أن الموت مع الحسين عليه السلام هو الحياة الحقة وهو الخلود والبقاء الأبدي، فعندما بادر الخبيث الدنس شمر بن ذي الجوشن إلى سيده ابن مرجانه فأخذ منه أماناً لأبي الفضل وأخونه الممجدين، وقد ظن أنه سيخدعهم، ويفردهم عن أخيهم أبي الأحرار، وبذلك يضعف جيش الإمام، لأنه يخسر هؤلاء الأبطال الذين هم من أشجع فرسان العرب، وجاء الخبيث يشتد كالكلب، وقد وقف أمام جيش الحسين عليه السلام، وهتف منادياً:
    أين بنو اختنا العباس وإخوته؟
    وهبت الفتية كالأسود، فقالوا:
    ما تريد يابن ذي الجوشن؟
    فانبرى مستبشرا يبدي لهم الحنان المزيف قائلا:
    لكم الأمان.
    وصاحوا به، وهم يتميزون من الغيظ، فقد لذعهم قوله:
    لعنك الله ولعن أمانك، أتؤمننا وابن بنت رسول الله صلى الله عليه وآله لا أمان له.
    هنا تظهر ثمرة التربية عندما يخير الإنسان بين العزة والكرامة والحرية، وبين الاستعباد والخنوع والاستلام، ولم يكن ممكناً لأي أم وفتاة أن تربي جيلاً كهذا إذا لم تكن هي قد تشربت هذه القيم النبيلة،
    فبقيت ولا زالت بها تضرب الامثال وفيها عبرة للاجيال لانها ادت حق الزهراء فنالت خير الدنيا والاخرة
    فهي التي قال لها الحسين ع حينما ذهبت تودعه وهو ذاهب الى العراق قال لها (لك من الله المقام المحمود والدرجة الرفيعة بك يتوجه العباد الى الله وبك تقضى الحاجات)
    لذا لاتطلب حاجة وتتوجه بها وتتوسل بام البنين الى الله بقلب صافي الاقضيت حاجتك وكذلك .فكانت تتمنى ان تدفن مع اولادها الاربعة فابدلها الله سبحانه بان تدفن مع اربعة ائمة معصومين جاورت الزهراء في ارض البقيع قد نالت هذه الهديةً .لعظيم شأنها عند الله تعالى، ولعظيم إيمانها وشدة قربها من أهل البيت عليهم السلام،.
    وصلت لمقام الولاية والولاء لدرجة عالية فهي تفانت بنفسها وشخصيتها وهويتها لأجل ولاية أهل البيت بدرجة عظيمة جدا
    فأم البنين نالت مقام القدوة كزوجة، وكأم، وكموالية لعبوديتها التامة لأهل البيت عليهم السلام.
    ام البنين نالت كل تلك المقامات العالية بأفعالها وليس فقط بصفتها زوجة أمير المؤمنين.هنيئاً لك سيدتي يا أم البنين لما نلته من مكانة ومنزلة وقرب من أهل بيت النبوة والرسالة، هنيئاً لك سيدتي لما لك من مقامات وكرامات عند الله عز وجل. كيف لا وهي من ربت ابناها على الطاعة والتسليم لخلفة الله كيف لا وهي من علمتهم والهمتهم الايثار الحقيقي قال تعالى ( يُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ) (الحشر: 9 معنى خصاصة هي الحاجة والافتقار أي أنهم يمنحون غيرهم ولو على حساب أنفسهم أي وهم بأ مس ألحاجه لذلك الشيء مثل أن يعطي إنسان شخصا ما رغيف خبز هو لا يملك غيره وهو جائع وبحاجه له فيؤثر غيره على نفسه إي يقدم غيره على نفسه،وهذا معنى "الإيـــثار" وهو أسمى درجات الكرم ، وأرفع مفاهيمه ، لهذا قال يماني ال محمد ع في حق عمه العباس وموقفه في طف كربلاء ( وكان فارس هذه المواجهة بعد الحسين (ع) ، وخير من خاض في هيجائها هو العباس بن علي (ع) عندما ألقى الماء ، واغترف من القرآن ( يُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ) (الحشر: 9) ، وأي خصاصة كانت خصاصة العباس (ع) وأي أيثار ؟ !! كان إيثاره (ع) . وهل كان إيثاراً أم انه أمر تضيق في وصفه الكلمات .
    فكيف اذا قدم الانسان نفسه وابنائه شهداء في سبيل الله والشهادة يقين لا شكّ يعتريه، وحق لا باطل يشوبه فكيف يستطيع الانسان ان يصل الى هذه الدرجة الا ان يكون عارفا موقنا بخليفة الله فنسال الله ان يجعلنا واياكم من العارفين بخليفة الله معرفة نوارانية لا معرفة سطحية وان يجعلنا واياكم من المسلمين له وان يوفقنا لتقديم كل ما نملك بين يديه ونسال الله ان يتقبلنا بقبول حسن وان ينبتنا نباتا حسنا وان يكفلنا مولانا محمد بن الحسن ويمانيه احمد ع انه حميد مجيد
    والحمد لله وحده الشيخ نعيم الشمري

Working...
X
😀
🥰
🤢
😎
😡
👍
👎