إعـــــــلان

Collapse
No announcement yet.

خطبة الجمعة في إحدى دول الخليج بتاريخ 19 جمادى الأول 1435 هجري - التيه

Collapse
X
 
  • Filter
  • الوقت
  • Show
Clear All
new posts
  • Abu_Malaak
    مشرف
    • 14-07-2013
    • 113

    خطبة الجمعة في إحدى دول الخليج بتاريخ 19 جمادى الأول 1435 هجري - التيه

    الخطبة الأولى

    بسم الله الرحمن الرحيم
    الحمد لله الذي لا يبلغ مدحته القائلون. ولا يحصي نعماءه العادون. ولا يؤدي حقه المجتهدون، الذي لا يدركه بعد الهمم ولا يناله غوص الفطن. الذي ليس لصفته حد محدود ولا نعت موجود. ولا وقت معدود ولا أجل ممدود.

    والصلاة والسلام على المحمود الأحمد المصطفى الأمجد حبيب إله العالمين أبي القاسم محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين الأئمة والمهديين وسلم تسليما كثيرا. اللهم صل على محمد وآل محمد الأئمة والمهديين، الفلك الجارية في اللجج الغامرة، يأمن من ركبها، ويغرق من تركها، المتقدم لهم مارق، والمتأخر عنهم زاهق، واللازم لهم لاحق.


    عباد الله اوصيكم ونفسي بتقوى الله ...


    من كتاب التيه أو الطريق إلى الله للإمام أحمد الحسن (ع):
    تيه بني إسرائيل
    تاه بنو إسرائيل في سيناء أربعين سنة بعد خروجهم من مصر مع موسى وهارون عليهما السلام، وهذا التيه كان عقوبة لهم لتمردهم على موسى (ع) وعلى الأمر الإلهي بدخول الأرض المقدسة (فلسطين)، كما كان لإصلاحهم وتخليصهم من المفاسد التي ترسخت في نفوسهم نتيجة لتسلط فرعون وحزبه عليهم في مصر، وقد جاء ذكر التيه في القرآن، قال تعالى:
    ﴿وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَعَلَ فِيكُمْ أَنْبِيَاءَ وَجَعَلَكُمْ مُلُوكاً وَآتَاكُمْ مَا لَمْ يُؤْتِ أَحَداً مِنَ الْعَالَمِينَ * يَا قَوْمِ ادْخُلُوا الْأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَلا تَرْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِكُمْ فَتَنْقَلِبُوا خَاسِرِينَ * قَالُوا يَا مُوسَى إِنَّ فِيهَا قَوْماً جَبَّارِينَ وَإِنَّا لَنْ نَدْخُلَهَا حَتَّى يَخْرُجُوا مِنْهَا فَإِنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا فَإِنَّا دَاخِلُونَ * قَالَ رَجُلانِ مِنَ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيهِمَا ادْخُلُوا عَلَيْهِمُ الْبَابَ فَإِذَا دَخَلْتُمُوهُ فَإِنَّكُمْ غَالِبُونَ وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ * قَالُوا يَا مُوسَى إِنَّا لَنْ نَدْخُلَهَا أَبَداً مَا دَامُوا فِيهَا فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ * قَالَ رَبِّ إِنِّي لا أَمْلِكُ إِلَّا نَفْسِي وَأَخِي فَافْرُقْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ * قَالَ فَإِنَّهَا مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِمْ أَرْبَعِينَ سَنَةً يَتِيهُونَ فِي الْأَرْضِ فَلا تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ ﴾([5]).
    قبل التيه كان بنو إسرائيل يعيشون في مصر، وأول من استوطن مصر منهم هو يوسف ابن يعقوب عليهما السلام ثم دعا أبويه وإخوته إلى مصر عندما كان وزيراً بالإجبار لأحد الفراعنة على بيت المال، ومنذ ذاك الحين انتقل إسرائيل أو نبي الله يعقوب بن اسحق بن إبراهيم (ع) وبنيه من حياة البادية - حيث كانوا يرعون بعض المواشي - إلى مصر وحياة المدينة والاستقرار.
    واستمر بعد ذلك ذرية نبي الله يعقوب يعيشون في مصر ويدعون إلى التوحيد ودين الحق وترك عبادة الأصنام وتأليه الفرعون، وربما كانت هذه الدعوة علناً حيناً وسرّاً حيناً آخر، وكثر عدد بني إسرائيل في مصر.
    والدعوة إلى الحق تصطدم بمصالح حكّام الجور من الفراعنة فخشي هؤلاء الظلمة ذهاب ملكهم وانتقال الملك الدنيوي إلى الأنبياء العظام من بني إسرائيل؛ ولذلك مارسوا أشد أنواع البطش والإرهاب مع بني إسرائيل فأذلوهم واستضعفوهم وقتلوا أبناءهم ومنعوهم من ممارسة عباداتهم وشعائر الله، وحاولوا بكل طريق طمس تعاليم دين التوحيد وجبر المصريين وبني إسرائيل على الشرك والكفر بالله وبدينه وإطاعة الفرعون وكل ما يأمرهم به من عبادة التماثيل والصور وقتل المؤمنين، ولولا عقيدة الانتظار التي كانت موجودة عند بني إسرائيل التي أوجدتها في نفوسهم بشارة الأنبياء (ع) بالخلف المنتظر الذي سيقضي على فرعون وهامان وجنودهم لما بقي فيهم مؤمن ولما اجتمعوا حول هذا المنقذ عندما جاء، ولكن للأسف كان اجتماع مستضعفين حول قائد سيخلصهم من ظلم طاغوت فحسب، ولم يدركوا أنّ هذا القائد هو نبي عظيم أرسل ليزكيهم ويطهر نفوسهم ويعيد دين التوحيد وتعاليمه التي كادت تندرس.
    وأُرسل موسى (ع) بالآيات والبيّنات، ولكن فرعون وهامان وجنودهما المترفين في بني إسرائيل أمثال قارون استكبروا واستمروا في غيهم وإيذاء كل من آمن لموسى (ع)، قال تعالى: ﴿وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآياتِنَا وَسُلْطَانٍ مُبِينٍ * إِلَى فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَقَارُونَ فَقَالُوا سَاحِرٌ كَذَّابٌ * فَلَمَّا جَاءَهُمْ بِالْحَقِّ مِنْ عِنْدِنَا قَالُوا اقْتُلُوا أَبْنَاءَ الَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ وَاسْتَحْيُوا نِسَاءَهُمْ وَمَا كَيْدُ الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلالٍ * وَقَالَ فِرْعَوْنُ ذَرُونِي أَقْتُلْ مُوسَى وَلْيَدْعُ رَبَّهُ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يُبَدِّلَ دِينَكُمْ أَوْ أَنْ يُظْهِرَ فِي الْأَرْضِ الْفَسَادَ * وَقَالَ مُوسَى إِنِّي عُذْتُ بِرَبِّي وَرَبِّكُمْ مِنْ كُلِّ مُتَكَبِّرٍ لا يُؤْمِنُ بِيَوْمِ الْحِسَابِ﴾([6]).
    وبعد هذه المرحلة كان لابد من الهجرة في أرض الله الواسعة، وخرج موسى (ع) وبنو إسرائيل من مصر مهاجرين في سبيل الله، لكن فرعون لم يرق له أن يرى هؤلاء المستضعفين أحراراً وخارجين عن قبضته وبطشه فتبعهم هو وجنوده، وكان ذلك الموقف والامتحان العظيم، وقف بنو إسرائيل أمامهم البحر وخلفهم بدأ يتراءى جيش فرعون فخافوا وقالوا إنا لمدركون ولم يلتفتوا إلى أنّ الذي قادهم إلى هذا المكان هو نبي عظيم مرسل من الله سبحانه فنبههم (ع) إنهم مهاجرون إلى الله بقوله: ﴿كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ﴾([7]).
    فأوحى الله له أن يضرب بعصاه البحر فانشق له البحر؛ لأنّ البحر عبد من عباد الله ولا يملك البحر أن يقف عائقاً أمام هذا العبد المخلص والمتوكل على الله، ولا يملك البحر أن يقف عائقاً أمام هذا السيل الجارف من الإيمان، ولا يملك البحر أن يقف عائقاً إمام موسى (ع)؛ لأنّ موسى إنسان وكل شيء في الأرض خلق لخدمة الإنسان الذي هو أوسع المخلوقات قدرة على معرفة الله، لكنه إذا أطاع الشيطان كان أجهل وأقسى من الحجر، وإن من الحجارة لما يتفجّر منها الأنهار، وإن منها لما يهبط من خشية الله.
    وكانت هذه المعجزة آخر آية رآها فرعون وجنوده من موسى (ع)، ولكن قلوبهم كانت أقسى من الحجارة، فلم يقفوا مبهوتين بل ساروا بين جبلين من الماء ونفوسهم مليئة عناداً وتكبراً فاغرقوا فبعداً لهم.
    ونجا بنو إسرائيل وعبروا البحر ووجدوا أنفسهم في صحراء مقفرة بعد أن كانوا يعيشون في وادي النيل الخصب، لكن موسى (ع) جاءهم بالبشارة والأمر الإلهي بالدخول إلى الأرض المقدّسة ووعدهم بالنصر من الله، وكان المفروض بعد كل تلك الآيات والمعجزات التي رأوها في مصر، وبعد أن انشق البحر وأغرق فرعون وجنوده أن لا يتردّدوا بالطاعة، وكان المفروض أن يوقنوا بالنصر، لكنّهم تمرّدوا ورفضوا الدخول إلى الأرض المقدّسة!!
    ولعل أهم أسباب هذا الرفض هي:
    1- ضعف إيمانهم بنبوة موسى (ع) ورسالته؛ فكان الكثير منهم يرونه كقائد لا كنبي عظيم، بل إنّ بعضهم تمرّد حتى على قيادته (ع).
    2- ضعف التقوى والخوف من الله؛ حيث أدّى بهم إلى التمرّد والمعصية دون اكتراث.
    3- ضعف النفوس والخوف من الطواغيت والخضوع والاستسلام لهم والأنس بالظلم، وبالتالي ترك الجهاد في سبيل الله.
    4- الاهتمام بالحياة الدنيا أكثر من الآخرة؛ وبالتالي ترسخ حب الدنيا في نفوسهم والتمسك بالحياة بشكل غير طبيعي كما هو حال الكثير من المسلمين اليوم.
    5- انتشار حب الذات بينهم؛ حتى إنّ بعضهم كان يرى نفسه أفضل من موسى وهارون عليهما السلام ولا يقبل قيادتهما له!! كما جاء في التوراة سفر العدد الإصحاح السادس عشر: (وأخذ قورح ابن يصهار ابن قهات ابن لاوي وادثان وابيرام أبناء الباب واون ابن قالت ابن داوبين 2 يقاومون موسى مع أناس من بني إسرائيل مئتين وخمسين رؤساء الجماعة مدعوين للاجتماع ذوي اسم 3 فاجتمعوا على موسى وهارون وقالوا لهما كفاكما أن كل الجماعة بأسرها مقدّسة وفي وسطها الرب فما بالكما ترتفعان على جماعة الرب 4 فلما سمع موسى سقط على وجهه ….. 12 فأرسل موسى ليدعوا داثان وابرام ابني الياب فقالا لا نصعد 13 قليل إنك أصعدتنا من أرض تفيض لبناً وعسلاً لتميتنا في البرية حتى تترأس علينا أيضاً ترأساً ...).
    وجاء في القرآن قريب من هذا المعنى.
    وجدير بنا أن نتذكر أنّ حب الذات والتكبر آفة أخلاقية أهلكت بني آدم وأردت الكثير منهم في هاوية جهنم وكم حقق الشيطان وعده بغواية بني آدم من خلال التكبر، وكم كان التكبر العائق الرئيسي الذي يمنع الناس من طاعة الأنبياء (ع) وتصديقهم، وأكثر الناس تكبراً على الأنبياء والأوصياء (ع) هم الأغنياء والمترفون ورؤساء القوم، قال تعالى:
    ﴿وَمَا أَرْسَلْنَا فِي قَرْيَةٍ مِنْ نَذِيرٍ إِلَّا قَالَ مُتْرَفُوهَا إِنَّا بِمَا أُرْسِلْتُمْ بِهِ كَافِرُونَ ﴾([8]).
    حيث يرون أنفسهم أفضل من الأنبياء والأوصياء (ع)، وكل قائد معين من الله دينياً أو دنيوياً، ويحسدونهم على ما أتاهم الله، قال تعالى:
    ﴿أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ فَقَدْ آتَيْنَا آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُمْ مُلْكاً عَظِيماً * فَمِنْهُمْ مَنْ آمَنَ بِهِ وَمِنْهُمْ مَنْ صَدَّ عَنْهُ وَكَفَى بِجَهَنَّمَ سَعِيراً﴾([9]).

    والحمد لله وحده ...
    سورة التوحيد.


    الخطبة الثانية


    بسم الله الرحمن الرحيم

    الحمد الله رب العالمين والحمد حقه كما يستحقه حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه ,الحمد لله الذى يخلق ولم يخلق ويرزق ولا يرزق ويطعم ولا يطعم ويميت الاحياء ويحيى الموتى وهو حى لا يموت بيده الخير وهو على كل شئ قدير ,الحمد لله الذى لم يشهد احدا حين فطر السماوات والارض ولا اتخذ معينا حين برأ النسمات ,الحمد لله الذى جعل الليل لباسا والنوم سباتا وجعل النهار نشورا, الحمد لله الذى اذهب الليل مظلما بقدرته وجاء بالنهار مبصرا برحمته , وكسانى ضياءه وانا فى نعمته.
    اللهم صل على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين الائمة والمهديين , اللهم صل على محمد المصطفى وعلى علي المرتضى وعلى البتول فاطمة الزهراء وعلى السبطين الامامين الهاديين الزكيين الحسن والحسين وعلى السجاد علي وعلى الباقر محمد وعلى الصادق جعفر وعلى الكاظم موسى وعلى الرضا علي وعلى الجواد محمد وعلى الهادى علي وعلى العسكرى الحسن وعلى الخلف الهادى المهدى الحجة ابن الحسن العسكرى صاحب الزمان وشريك القرآن وامام الانس والجان وعلى وصيه ووليه وابنه وحبيبه ويمانيه احمد الحسن وعلى اولاده المهدين الاحد عشر مهدى مهدى الى قيام الساعة.

    اما بعد ايها الاخوة المؤمنون ايها الاخوة الطيبون الطاهرون الذين طبتم وطهرتم بولاية يمانى آل محمد وآباءه الائمة وابناءه الطيبين الطاهرين نكمل حديثنا بحول الله وقوته



    ومما مر نعلم إنّ نفوس بني إسرائيل الذين خرجوا مع موسى (ع) قد انطوت على مساوئ أخلاقية كثيرة، فكان التيه الذي عاقبهم الله به على رفضهم الدخول إلى الأرض المقدّسة ضرورياً؛ لتطهير نفوسهم وإعادتهم إلى فطرة التوحيد والخير.
    كما أنّ في سنين التيه الأربعين تربى جيل من بني إسرائيل في الصحراء، وهم أبناء وأحفاد الذين خرجوا مع موسى (ع)، لم يكن لهم موطن يستقرون فيه ولا الكثير من زخرف الدنيا يشدّهم لها ويربطهم بأهلها، ولم يكونوا تحت سلطة أي طاغوت يسومهم سوء العذاب ويغرس في نفوسهم الضعف والخوف، فتربوا أحراراً ومحبين للحرية. ولعل للمعجزات التي كانوا يرونها في التيه أثراً كبيراً في تربيتهم تربية روحية وإيمانية عالية. فنشأ في التيه جيل مؤمن قوي وشجاع مؤهل لحمل الرسالة الإلهية ونشرها، ومؤهل لقتال الظلمة والجهاد في سبيل الله ودخول الأرض المقدّسة.
    ومن هنا يتبيّن سبب الاهتمام الرباني بالآباء وإرسال نبي عظيم من أولي العزم لهم وهو موسى (ع) مع أنّ أغلبهم كانوا فاسقين ولم يكونوا صالحين لحمل الرسالة الإلهية، بل إنّ هؤلاء الذين خرجوا مع موسى (ع) ماتوا في التيه بأجمعهم ولم يبق منهم إلاّ كالب ويوشع عليهما السلام ليقود يوشع (ع) فيما بعد الأبناء والأحفاد لدخول الأرض المقدّسة والانتصار على الجبابرة.
    وبالجملة فإنّ المستفاد من التيه أنّه عملية إصلاحية إضافة إلى أنه عقوبة، وكان الهدف الرئيسي منه إصلاح نفوس بني إسرائيل وتربيتهم على رفض الظلم والفساد وحكّام الجور والطاغوت بعد أن كانوا أنسوا به واستسلموا له ولم يحركوا ساكناً لتغيير وضعهم السيء في مصر، وكان لمكان التيه أثر كبير كونه قفراً فيلجأ فيه الإنسان إلى الله ويتوكل عليه ويتحصّن بولاية الله وذكر الله، كما كان لشخصيته (ع) أثر كبير في إصلاح بني إسرائيل وتأهيلهم لحمل الرسالة الإلهية، فهذا الكيان الرباني الذي اصطنعه الله سبحانه وتعالى لنفسه ولنصرة دينه كما أخبر في القرآن ([10])، جاهد في سبيل الله وحيداً عند ما كان في قصر فرعون فساعد المظلومين ووقف في وجه المتكبرين، وعند ما لم يكن بد من استخدام القوة قتل أحد هؤلاء الظلمة كما جاء في القرآن، قال تعالى:
    ﴿وَدَخَلَ الْمَدِينَةَ عَلَى حِينِ غَفْلَةٍ مِنْ أَهْلِهَا فَوَجَدَ فِيهَا رَجُلَيْنِ يَقْتَتِلانِ هَذَا مِنْ شِيعَتِهِ وَهَذَا مِنْ عَدُوِّهِ فَاسْتَغَاثَهُ الَّذِي مِنْ شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ فَوَكَزَهُ مُوسَى فَقَضَى عَلَيْهِ قَالَ هَذَا مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ عَدُوٌّ مُضِلٌّ مُبِينٌ ﴾([11]).
    أمّا قوله (ع): (هذا من عمل الشيطان) فربما قالها قاصداً الأمر الذي وقع بسببه القتل أو لعله قصد الشخص المقتول نفسه، فهو من عمل الشيطان باعتبار أنّ من لوث فطرة التوحيد والخير فيه هو الشيطان.
    وخرج موسى (ع) بعد هذه الحادثة من مصر خائفاً على دينه مترقباً رحمة الله معاهداً الله على ما أعطاه من قوة وإيمان وهداية أن لا يكون عوناً لظالم ولو بالسكوت على ظلمه، فهاجر إلى الله تاركاً العالم المادي الخسيس والترف الموجود في قصر فرعون راضياً قانعاً بقسم الله فرزقه الله اللحاق بنبي عظيم، وهو شعيب (ع) والزواج بإحدى بناته وبقي عنده عشر سنين يرعى الغنم، ولعل هذا من اصطناع الله له.
    ثم شاء الله أن يعيده إلى قومه في مصر بعد هذه الغيبة عنهم؛ ليخرجهم من الظلمات إلى النور ومن العبودية إلى الحرية فأخرج منهم جيلاً صالحاً ربانياً مؤهلاً لحمل الرسالة الإلهية كما مرّ، ولم يكن ليخرج هؤلاء الأبناء الأحرار الخاضعون لله من أولئك الآباء العبيد المتمردين على أمر الله لولا رحمة الله وفضله عليهم ولولا هذا الكيان المقدّس؛ موسى (ع) الذي اصطنعه الله وزكاه.

    بعض الأحكام الواردة في كتاب الأجوبة الفقهية كتاب الصلاة للإمام أحمد الحسن (ع):
    س47/ هل يصح السجود على الكاشي الذي تغلف به أرضية البيوت هذه الأيام ؟
    ج/ إذا كان فيه قطع من الأحجار ظاهرة فحكمها حكم الأرض.
    س48/ هل يلحق النشاف (الكلينكس) بالقرطاس في جواز السجود عليه ؟
    ج/ يجوز السجود عليه.
    س49/ هل يشترط في موضع السجود أن يكون مستقراً، مثلا يضع البعض التربة على (مندر) إسنفج وما شابه فهل يصح السجود والحال هذه ؟
    ج/ إذا كان الإسفنج سميكاً بحيث يكون موضع السجود غير مستقر فلا يجوز، أما إذا كان إسفنج رقيق بحيث انه عند وضع الجبهة يحصل الاستقرار فلا إشكال فيه.
    س50/ هل لما يسجد عليه كالتربة أو القرطاس حجم معين، أم يكفي السجود ولو كانت التربة أو القرطاس صغيراً جداً، والسؤال عن ضابط يحكم من خلاله بالجواز من عدمه؟
    ج/ لابد في موضع السجود أن يكفي لتستقر عليه الجبهة حتى وإن كان عبارة عن حبات مسبحة.

    يا من لا يزيده إلحاح الملحين إلا جوداً وكرماً , يا من له خزائن السماوات والأرض , أسألك أن تفعل بي ما أنت أهله , فأنت أهل الجود والكرم والعفو. اللهم اغفر وارحم وتجاوز عما تعلم , إنك أنت الأعز الأكرم.
    اللهم إني أعوذ بك أن أعادي لك وليّاً , أو أوالي لك عدواً , وأرضى لك سُخطاً أبداً. اللهم من صليت عليه فصلواتنا عليه , ومن لعنته فلعنتنا عليه. اللهم من كان في موته فرج لنا ولجميع المؤمنين , فأرحنا منه وأبدلنا به من هو خير لنا منه , حتى تُرينا من عِلم الإجابة ما نعرفه في أدياننا ومعايشنا يا أرحم الراحمين

    والحمد لله رب العالمين

    سورة العصر
  • ابو مشاري
    عضو جديد
    • 30-10-2013
    • 83

    #2
    رد: خطبة الجمعة في إحدى دول الخليج بتاريخ 19 جمادى الأول 1435 هجري - التيه

    جزا الله الخطيب كل خير وما اشوقنا ان تكون الخطب عندنا في السعودية بهذا القدر من التماسك والدعوة الي الله عز وجل , فاغلب خطبائنا يكررون الخطب حتى حفظناها ونحن صغار ! جزا الله القائم عنا خيرا فكتبة علية السلام مليئة وملئ ا بالعلم الرباني السلسل الذي لا يجارية علم اتباع الهوا والضلال . وجزاك الله خير اخي على كتابة الخطبة ونقلها الينا .
    من اقوال قائم أل محمد احمد الحسن عليه السلام افضل الذكر عند الامام المهدي هو ( بسم الله الرحمن الرحيم ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم اللهم صل على محمد وال محمد وسلم تسليما ) المصدر كتاب المتشابهات الجزء الرابع لسيد اليماني احمد الحسن عليه السلام.

    Comment

    Working...
    X
    😀
    🥰
    🤢
    😎
    😡
    👍
    👎