إعـــــــلان

Collapse
No announcement yet.

نظرية عدالة الصحابة ** من هو الصحابي **الصحابة في القران ** الصحابة في حديث الرسول ص

Collapse
X
 
  • Filter
  • الوقت
  • Show
Clear All
new posts
  • فأس ابراهيم
    عضو مميز
    • 27-05-2009
    • 1051

    نظرية عدالة الصحابة ** من هو الصحابي **الصحابة في القران ** الصحابة في حديث الرسول ص

    بسم الله الرحمن الرحيم
    الحمد لله رب العالمين اللهم صلي على محمد وال محمد الائمة والمهديين وسم اسليما

    نظرية عدالة الصحابة ح 1

    من هو الصحابي ؟؟

    اختلف كل جمهور السنة على تعريف الصحابي ولكنهم اتفقوا على عدالته فقالوا في تعريف الصحابي :

    1. قال سعيد بن المسيب: الصحابي، ولا نعدّه إلاّ من أقام مع رسول اللّه ـ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ـ سنة أو سنتين وغزا معه غزوة أو غزوتين.


    2. قال الواقدي: رأينا أهل العلم يقولون: كلّ من رأى رسول اللّه وقد أدرك فأسلم وعقل أمر الدين ورضيه فهو عندنا ممّن صحب رسول اللّه، ولو ساعة من نهار، ولكن أصحابه على طبقاتهم وتقدّمهم في الإسلام.


    3. قال أحمد بن حنبل: أصحاب رسول اللّه كلّ من صحبه شهراً أو يوماً أو ساعة أو رآه.


    4. قال البخاري: من صحب رسول اللّه أو رآه من المسلمين فهو من أصحابه.


    5. وقال القاضي أبو بكر محمد بن الطيب: لا خلاف بين أهل اللغة في أنّ الصحابي مشتق من الصحبة، قليلاً كان أو كثيراً، ثمّ قال: ومع هذا فقد تقرر للأُمّة عرف، فإنّهم لا يستعملون هذه التسمية إلاّ فيمن كثرت صحبته، و لا يجيزون ذلك إلاّ فيمن كثرت صحبته لا على من لقيه ساعة أو مشى معه خطى، أو سمع منه حديثاً، فوجب ذلك أن لا يجري هذا الاسم على من هذه حاله، ومع هذا فإنّ خبر الثقة الأمين عنه مقبول و معمول به وإن لم تطل صحبته ولا سمع عنه إلاّ حديثاً واحداً.


    6. وقال صاحب الغوالي: لا يطلق اسم الصحبة إلاّ على من صحبه ثمّ يكفي في الاسم من حيث الوضع، الصحبةُ ولو ساعة ولكن العرف يخصُّصه بمن كثرت صحبته.

    قال الجزري بعد ذكر هذه النقول، قلت : وأصحاب رسول اللّه على ما شرطوه كثيرون، فإنّ رسول اللّه شهد حنيناً ومعه اثنا عشر ألف سوى الأتباع والنساء ، وجاء إليه «هوازن» مسلمين فاستنقذوا حريمهم وأولادهم ، وترك مكة مملوءة ناساً وكذلك المدينة أيضاً، وكلّ من اجتاز به من قبائل العرب كانوا مسلمين فهؤلاء كلّهم لهم صحبة، وقد شهد معه تبوك من الخلق الكثير ما لا يحصيهم ديوان، وكذلك حجة الوداع، وكلّهم له صحبة.أُسد الغابة:1/11ـ12، طبع مصر

    .

    إنّ التوسع في مفهوم الصحابي على الوجه الذي عرفته في كلماتهم ممّا لا تساعد عليه اللغة والعرف العام، فإنّ صحابة الرجل عبارة عن جماعة تكون لهم خلطة ومعاشرة معه مدّة مديدة، فلا تصدق على من ليس له حظ إلاّ الرؤية من بعيد، أو سماع الكلام أو المكالمة أو المحادثة فترة يسيرة، أو الإقامة معه زمناً قليلاً.

    وأعجب منه كما تقدّم انّهم اتّفقوا على عدالة كل صحابي مع أنّهم اختلفوا في مفهوم الصحابي اختلافاً واسعاً، ومن الواضح انّ اتّفاقهم على العدالة رهن اتّفاقهم على تعريف محدد وجامع للمفهوم الصحابي.


    إنّ التشرّف بصحبة النبي لم يكن أكثر امتيازاً وتأثيراً من التشرّف بزوجية النبي، وقد قال سبحانه في شأنها : (يا نِساءَ النَّبيّ مَنْ يَأْتِ مِنْكُنَّ بِفاحِشَة مُبَيّنة يُضاعَفْ لَها العَذابُ ضِعْفَين وَكانَ ذلِكَ عَلى اللّهِ يَسيراً).


    وأنت ترى الكتاب العزيز يندّد بنساء النبي ـ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ـ لأجل كشف سره ويعاتبهنّ في ذلك.

    يقول سبحانه: (وَإِذ أسرّ النبيّ إِلى بَعْضِ أَزْواجِهِ حديثاً فَلَما نَبّأت بِهِ وَأَظهرهُ اللّه عَليهِ عَرّف بعضه وَأعرض عَنْ بَعض فَلَما نبّأها به قالَتْ مَنْ أنْبأك هذا قال نبّأني العَليمُ الخبيرُ * إِنْ تَتُوبا إِلى اللّه فقَدْ صَغَتْ قُلُوبكُما وَإِن تَظاهرا عليه فَإِنّ اللّه هُوَ مَولاهُ وَجِبريلُ وَصالحُ المُؤْمنين والْمَلائكةُ بَعْد ذلك ظهير* عسى ربُّهُ إِنْ طلَّقكنَّ أن يُبْدله أزواجاً خيراً منكنّ مسلمات مؤمنات قانتات تائبات عابدات سائحات ثيبات وأبكاراً).

    فأي عتاب أشدّ من قوله سبحانه: (ان تَتُوبا إلى اللّه فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبكما)أي مالت قلوبكما عن الحقّ، كما أنّ قوله: (وإِنْ تَظاهرا عليه) يعرب عن وجود أرضية فيهن للتظاهر ضدّ النبي ـ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ـ وخلافه، وهو سبحانه أخبر عن إخقاق أُمنيتهنّ، لأنّ اللّه ناصر النبي وجبرئيل وصالح المؤمنين والملائكة.


    أنّ الصحبة ليست علّة تامة لتحويل المصاحب إلى إنسان عادل صالح خائف من اللّه، ناء عن اقتراف السيّئات حقيرة كانت أو كبيرة، بل هي مقتضية لصلاح الإنسان إذا كان فيه قابلية للاستضاءة، وعزم للاستفاضة.

    ومعنى هذا انّ للصحبة تأثيراً متفاوتاً وليست على وتيرة واحدة.

    إنّ دعوة الأنبياء ـ لاسيّما دعوة رسول اللّه ـ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ـ ـ ابتنيت على أُسس رائجة في ميادين الدعوة، فكانوا يدعون بالقول والعمل والتبشير والتنذير، ومثل هذا النوع من الدعوة يؤثر في طائفة دون طائفة ، كما أنّه عند التأثير يختلف تأثيره عند من يلبّي دعوته، ولم تكن دعوته دعوة إعجازية خارجة عن قوانين الطبيعة، فالرسول ـ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ـ لم يقم بتربية الناس وتعليمهم عن طريق الإعجاز، بل قام بإرشاد الناس ودعوتهم إلى الحق مستعيناً بالأساليب التربوية المتاحة والإمكانيات المتوفرة، والدعوة القائمة على هذا الأساس يختلف أثرها في النفوس حسب اختلاف استعدادها وقابلياتها ، ولم يكن تأثير الصحبة في تكوين الشخصية الإسلامية كمادة كيمياوية تستعمل في تحويل عنصر كالنحاس إلى عنصر آخر كالذهب حتّى تصنع الصحبةُ الجيلَ الكبير الذي يناهز مائة ألف، أُمّة عادلة مثالية تكون قدوة وأُسوة للأجيال المستقبلة، فانّ هذا ممّا لا يقبله العقل السليم.

    فبالنظر إلى ما ذكرنا نخرج بالنتيجة التالية:

    إنّ الأُصول التربوية تقضي بأنّ بعض الصحابة يمكن أن يصل في قوة الإيمان و رسوخ العقيدة إلى درجات عالية، كما يمكن أن يصل بعضهم في الكمال والفضيلة إلى درجات متوسطة، ومن الممكن أن لا يتأثر بعضهم بالصحبة وسائر العوامل المؤثرة إلاّ شيئاً طفيفاً لايجعله في صفوف العدول وزمرة الصالحين.

    إنّ من سبر تاريخ الصحابة بعد رحيل رسول اللّه ـ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ـ ، يجد فيه صفحات مليئة بألوان الصراع والنزاع بينهم، حافلة بتبادل التّهم والشتائم، بل تجاوز الأمر بهم إلى التقاتل وسفك الدماء، فكم من بدري وأُحدي انتُهكت حرمته، وصُبّ عليه العذاب صبّاً، أو أُريق دمه بيد صحابي آخر.

    وهذا ممّا لا يختلف فيه اثنان، بيد أنّ الذي ينبغي التنبيه عليه، هو أنّ كلاً من المتصارعين ، كان يعتقد أنّ خصمه متنكّبٌ عن جادة الصواب، وأنّه مستحقّ للعقاب أو القتل، وهذا الاعتقاد، حتّى وإن كان نابعاً عن اجتهاد، فإنّه يكشف عن أنّ كلاً من الفئتين المختلفتين لم تكن تعتقد بعدالة الفئة الأُخرى.

    فإذا كان الصحابي يعتقد أنّ خصمه عادل عن الحق ومجانب لشريعة اللّه ورسوله، وهو على أساس ذلك يبيح سلّ السيف عليه وقتله، فكيف يجوز لنا نحن أن نحكم بعدالتهم ونزاهتهم جميعاً، وأن نضفي عليهم ثوب القدسيّة على حدّ سواء؟! ونُبرّأهم من كل زيغ وانحراف؟

    أو ليس الإنسان أعرف بحاله وأبصر بروحيّاته؟

    أو ليس الصحابة أعرف منّا بنوازع أنفسهم، وبنفسيات أبناء جيلهم؟

    هذا وراء ما دار بينهم كلمات تكشف عن اعتقاد بعضهم في حق بعض، فالاتّهام بالكذب والنفاق والشتم والسب كان من أيسر الأُمور المتداولة بينهم، فهذا هو سعد بن عبادة سيّد الخزرج، يخاطب سعد بن معاذ، وهو سيد الأوس وينسبه إلى الكذب كما حكاه البخاري في صحيحه عن عائشة أنها قالت : فقام سعد بن عبادة وهو سيد الخزرج فقال لسعد [بن مـعاذ ]كـذبت لعمـر اللّه... فقـام أُسيـد ابن حضير وهو ابن عم سعد[ بن معاذ ]فقال لسعد بن عبادة: كذبت لعمر اللّه لنقتلنّه فإنّك منافق تجادل عن المنافقين، فتثاور الحيّان حتّى همّوا أن يقتتلوا ورسول اللّه قائم على المنبر، فلم يزل رسول اللّه يخفِّضهم حتّى سكتوا وسكت.صحيح البخاري:3/245، كتاب التفسير، رقم الحديث4750.

    وليست هذه القضية فريدة في بابها فلها عشرات النظائر في الصحاح والمسانيد وفي غضون التاريخ. وإنّما ذكرته ليكون كنموذج لما لم أذكر، وسيوافيك في الفصول التالية نماذج من أفعالهم وأقوالهم التي يكشف عن اعتقادهم في حقّ مخالفيهم.

    أو ليس من العجب العجاب، انّ الصحابي يصف صحابياً آخر ـ في محضر النبي ـ بالكذب، والآخر يصف خصمه بالنفاق، وكلا الرجلين من جبهة الأنصار وسنامهم؟! ولكن الذين جاءوا بعدهم يصفونهم بالعدل والتقوى، والزهـد والتجافي عن الدنيا، وهل سمعت ظئراً أرحم بالطفل من أُمّه.

    الغلو في الصحابة :

    إنّ كثيراً من أهل السنّة، غالوا في حقّ الصحابة وتجاوزوا الحد، خضوعاً للعاطفة، وإغماضاً عمّا ورد في حقّهم في الكتاب العزيز والسنّة النبوية والتاريخ الصحيح، فألبسوهم جميعاً لباس العدالة ـ بل العصمة من غير وعي ـ فصاروا مصادر للدين، أُصوله وفروعه، دون أن يقعوا في إطار الجرح والتعديل، من غير فرق بين من آمن قبل بيعة الرضوان وبعدها، ومن آمن قبل الفتح أو بعده، ومن غير فرق بين الطلقاء وأبنائهم والأعراب، مع تفريق الكتاب العزيز بينهم في الإيمان والإخلاص، فالكلّ في نظرهم من أوّلهم إلى آخرهم عدول، لا يخطئون ولا يسهون، ولا يعصون.

    وليس هذا إلاّ نوعا من الغلو لم يعهد في أُمّة عبر التاريخ.

    مظاهر الغلو

    يرى غير واحد من الباحثين انّ للصحابة سنّة، تُعتبر حجة يعمل بها، وإن لم تكن في الكتاب الكريم ولا في المأثور عن النبي، قال مؤلّف كتاب «السنّة قبل التدوين».الدكتور محمد عجاج الخطيب، أُستاذ الحديث وعلومه في كلية الشريعة بدمشق.

    «وتطلق السنّة أحياناً عند المحدّثين وعلماء أُصول الفقه على ما عمل به أصحاب رسول اللّه ـ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ـ ، سواء أكان في الكتاب الكريم أم في المأثور عن النبي ـ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ـ أم لا. ويحتج لذلك بقوله عليه الصلاة والسلام: «عليكم بسُنّتي وسنة الخلفاء المهديين الراشدين تمسّكوا بها وعضّوا عليها بالنّواجذ». وقوله أيضاً: «تفترق أُمتي على ثلاث وسبعين فرقة كلّها في النار إلاّ واحدة»، قالوا: ومَن هم يا رسول اللّه؟ قال: «ما أنا عليه وأصحابي».تدوين السنة:20، ط دار الفكر.

    روى السيوطي: قال حاجب بن خليفة شهدت عمر بن عبد العزيز يخطب وهو خليفة فقال في خطبته: ألا إنّ ما سنَّ رسول اللّه وصاحباه فهو دين نأخذ به، وننتهي إليه وماسنّ سواهما فإنّما نرجئه.تاريخ الخلفاء: 16.

    هذا وقد احتلّت فتوى الصحابة منزلة الآثار النبوية يأخذ بها فقهاء السنّة، يقول الشيخ أبو زهرة: ولقد وجدناهم (الفقهاء) يأخذون جميعاً بفتوى الصحابي ولكن يختلفون في طريق الأخذ، فالشافعي كما يصرح في «الرسالة» يأخذ بفتواهم على أنّها اجتهاد منهم واجتهادهم أولى من اجتهاده، ووجدنا مالكاً ـ رضي اللّه عنه ـ يأخذ بفتواهم على انّها من السنّة . الخ

    وهذا يعرب عن أنّ للصحابة حق التشريع وجعل الأحكام في ضوء المصالح العامة، مع أنّ الكتاب العزيز دلّ بوضوح على أنّ حق التشريع خاص باللّه فقط، ولا يحق لأحد أن يفرض رأيه على الآخرين.

    فدفعُ زمام التشريع إلى غيره سبحانه أشبه بعمل أهل الكتاب حيث اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أرباباً من دون اللّه. فلم يعبدوهم، بل خضعوا لهم في التحريم والتحليل فصاروا أرباباً في مجال التقنين والتشريع.

    روى الثعلبي باسناده عن عدي بن حاتم قال: أتيت رسول اللّه وفي عنقي صليب من ذهب، فقال لي: «يا عدي اطرح هذا الوثن من عنقك» قال: فطرحته، ثم انتصب إليه وهو يقرأ هذه الآية: (اتَّخَذُوا أَحْبارَهُمْ وَرُهْبانَهُمْ أَرباباً) حتى فرغ منها، فقلت: إنّا لسنا نعبدهم، فقال: «أليس يحرّمون ما أحله اللّه فتحرّمونه، ويحلّون ما حرّم اللّه فتحلّونه؟» قال: فقلت: بلى، قال: «فتلك عبادة».تفسير الثعلبي:5/314.

    وممّن وقف على خطورة الموقف، الشوكاني قال: والحق إنّ قول الصحابي ليس بحجّة، فانّ اللّه سبحانه وتعالى لم يبعث إلى هذه الأُمّة إلاّ نبيّنا محمّداً، وليس لنا إلاّ رسول واحد، والصحابة ومن بعدهم مكلّفون على السواء باتّباع شرعه والكتاب والسنّة، فمن قال: إنّه تقوم الحجّة في دين اللّه بغيرهما فقد قال في دين اللّه بما لا يثبت وأثبت شرعاً لم يأمر اللّه به.إرشاد الفحول:214.

    والعجب انّ الصحابة لم يدّعوا لأنفسهم هذا المقام ولم يغالوا في حقّهم ولم يتجاوزوا الحد، وهذا هو عمربن الخطاب يقول: وإنّي لعلي أنهاكم عن أشياء تصلح لكم،وآمركم بأشياء لا تصلح لكم.تاريخ بغداد:14/81.

    وقد شاع وذاع عن الخلفاء قولهم: «أقول فيها برأيي فإن أصبتُ فمن اللّه، وإن أخطأت فمنّي أو من الشيطان» فكيف يمكن أن يكون الرأي المردد بين اللّه وغيره حكماً شرعياً لازم الاتّباع إلى يوم البعث.

    العزوف عن النقد في الصحابة :

    من مظاهر الغلو في الصحابة هو العزوف عن نقد الصحابة، والمنع عن التكلم حول ما دار بينهم من النزاع والنقاش، يقول إمام الحنابلة:

    وخير هذه الأُمّة بعد نبيّها ـ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ـ أبو بكر، وخيرهم بعد أبي بكر عمر، و خيرهم بعد عمر، عثمان، وخيرهم بعد عثمان علي ـ رضوان اللّه عليهم ـ خلفاء راشدون مهديّون، ثمّ أصحاب محمّد بعد هؤلاء الأربعة لا يجوز لأحد أن يذكر شيئاً من مساويهم ولا يطعن على أحد منهم، فمن فعل ذلك فقد وجب على السلطان تأديبه وعقوبته، ليس له أن يعفو عنه، بل يعاقبه ثمّ يستتيبه، فإن تاب قبل منه، وإن لم يتب أعاد عليه العقوبة، وجلده في المجلس حتّى يتوب ويراجع.كتاب السنة لأحمد بن حنبل: 50.

    وقال الإمام الأشعري: ونشهد بالجنة للعشرة الذين شهد لهم رسول اللّه ـ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ـ بها ونتولّى بها ونتولّى سائر أصحاب النبي ـ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ـ ونكفّ عمّا شجر بينهم...الإبانة: 40، ط دار النفائس، ومقالات الإسلاميين:294.

    وقال أبو الحسين محمد بن أحمد بن عبد الرحمن الملطي(المتوفّى 377هـ) عند ما ذكر عقائد أهل السنّة ومنها: الكفّ عن أصحاب محمد.التنبيه والردّ : 15.

    وعندما يقف الباحث على مصادر جمة وتظهر أمامه أفانين من اقتراف المعاصي وسفك الدماء الطاهرة، وهتك الحرمات، ويجابههم بهذه الحقائق، فإنّهم يلتجئون إلى ما يُروى عن عمر بن عبد العزيز وأحياناً عن الإمام أحمد بن حنبل من لزوم الإمساك عمّا شجر بين الصحابة من الاختلاف، وكثيراً ما يقولون حول الدماء التي أُريقت بيد الصحابة ـ حيث قتل بعضهم بعضاً ـ تلك دماء طهّر اللّه منها أيدينا فلا نلوّث بها ألسنتنا.

    أمّا القرآن الكريم فقد وصف طوائف من الصحابة بالأوصاف التي سوف تقف عليها عند تصنيف الصحابة والتي منها الفسق وقال فيما قال: (يا أَيُّها الّذينَ آمَنوا إِنْ جاءَكُمْ فاسِقٌ بِنَبإ فَتَبيّنوا أَن تصيبُوا قَوْماً بِجَهالة فَتُصْبِحُوا عَلى ما فَعَلْتُمْ نادِمين).الحجرات:6.

    وأمّا السنّة النبوية فهي تصف قتلة عمار بالفئة الباغية حيث قال ـ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ـ : «تقتلك الفئة الباغية، تدعوهم إلى الجنّة ويدعونك إلى النار».الجمع بين الصحيحين:2/461، رقم1794.

    وكان معاوية، وعمرو بن العاص يقودان الفئة الباغية.

    ويقول ـ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ـ في حقّ الخوارج:« تمرق مارقة على حين فرقة من المسلمين تقتلهم أولى الطائفتين بالحق».السنّة لابن حنبل،رقم 41.

    وهذه الأحاديث وأمثالها كثيرة مبثوثة في الصحاح والمسانيد، فإذا كان الإمساك أمراً واجباً والإطلاق أمراً محرماً، فلماذا أطلق الوحي الإلهي والنبي ـ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ـ لسانهما بوصف هؤلاء بالأوصاف الماضية؟!

    وأمّا العقل فلا يجوّز لنا أن نلبس الحق بالباطل ونكتم الحقّ ونكيل للظالم والعادل بمكيال واحد، أمّا ما روي عن الإمام أحمد فلعلّه يريد به الإمساك عن الكلام فيهم بالباطل والهوى، وأمّا الكلام فيهم بما اشتهر اشتهار الشمس في رائعة النهار ونقله المحدّثون والمؤرخون في كتبهم وأُشير إليه في الذكر الحكيم فلا معنى للزوم الإمساك عنه.

    ثمّ إنّه يُستشفّ من هذا الكلام أنّ الدماء التي أُريقت في وقائع الجمل وصفين والنهروان، كانت قد سُفكت بغير حق، وهذا ـ وأيم الحق ـ عين النصب، وقضاء بالباطل، وإلاّ فأي ضمير حرّ يحكم بأنّ قتال الناكثين والقاسطين والمارقين، كان قتالاً بغير حقّ؟! وكلّنا يعلم أنّ أمير المؤمنين ـ عليه السَّلام ـ كان على بيّنة من ربّه وبصيرة من دينه، يدور معه الحقّ حيثما دار، وهو الذي يقول: «واللّه لو أُعطيتُ الأقاليم السبعة بما تحت أفلاكها على أن أعصيَ اللّهَ في نملة أسلبُها جِلْبَ شعيرة ما فعلتُ».

    ما هذا التجنّي أمام الحقائق الواضحة؟!

    أو ليس العزوف عن نقد الصحابة تكريساً للأخطاء، وإيغالاً في التقديس؟!

    أو ليس تنزيه الصحابة جميعاً تنكّراً للطبيعة البشرية.

    Last edited by فأس ابراهيم; 23-03-2010, 13:34.
  • فأس ابراهيم
    عضو مميز
    • 27-05-2009
    • 1051

    #2
    رد: نظرية عدالة الصحابة ح1


    من مظاهر الغلو في حقّ الصحابة، حجّية رواياتهم بلا استثناء، مع أنّ الصحابة كانوا على أصناف يعرفهم كلّ من قرأ الكتاب العزيز وتدبّر في آياته. كانت في الصحابة طائفة من المؤمنين المخلصين بدرجات مختلفة، وفيهم المسلمون الذين لم يدخل الإيمان في قلوبهم، وفيهم المنافقون وهم عدد غير قليل، وفيهم المؤلّفة قلوبهم، وفيهم من نزل القرآن بفسقه، وفيهم من أُقيم عليه الحدّ الشرعي في زمن النبيّ، وفيهم من ارتدّ عن دينه إلى غير ذلك من الأصناف الّتي لا يحتجّ بأقوالها ورواياتها.

    ومع ذلك احتج بروايات الصحابي مطلقاً ، ومن دون استثناء.

    إنّ الرسول الأعظم ـ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ـ حذّر أصحابه من الكذب عليه في حياته، وهذا يعرب عن وجود من كان يكذب عليه في حياته فكيف بعد مماته.

    روى البخاري، عن رِبْعي بن حراش يقول: سمعت عليّاً يقول: قال النبي ـ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ـ :« لا تكذبوا عليّ فانّه مَنْ كذب عليّ فليلج النار». صحيح البخاري:1، باب إثم من كذب على النبيّ، الحديث 106ـ 107.

    وروى أيضاً عن عبد اللّه بن الزبير قال: قلت للزبير: إنّي لا أسمعك تحدّث عن رسول اللّه ـ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ـ كما يحدّث فلان وفلان؟ قال: إنّي لم أُفارقه، ولكن سمعته يقول:«من كذب عليّ فليتبوّأ مقعده من النّار».

    إلى غير ذلك من الأحاديث الّتي رواها الإمام البخاري في هذا المضمار.

    وقد عقد ابن ماجة في سننه باب التغليظ على تعمّد الكذب على رسول اللّه ـ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ـ ، وروى فيه ثماني روايات حول نهي النبي عن الكذب عليه.

    وعن أبي قتادة قال: سمعت رسول اللّه ـ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ـ يقول على هذا المنبر: إيّاكم وكثرة الحديث عنّي، فمن قال، عليّ فليقل عدلاً أو صدقاً، و من تقوّل عليّ ما لم أقل فليتبوّأ مقعده من النار. سنن ابن ماجة:1/14، رقم35.

    ماذا يريد رسول اللّه من خطابه: «إيّاكم وكثرة الحديث عنّي» ألا يدلّ هذا على أنّه كان بين الصحابة من يتقوّل عليه وينقل عنه ما لم يقل؟ نعم هذا لا يستلزم اختصاص الحكم بالصحابة، بل يحرم التقوّل على غير الصحابي، أيضاً بملاك الاشتراك في التكليف، ولكن الخطاب متوجه إلى الصحابة يخصّهم بالذكر وإن كان الحكم واسعاً.

    وبيان كلام رسول الله صلى الله عليه واله يبين ويوضح ان هناك من الصحابة من كذبوا عليه وافتروا وزادوا في كلامه عليه افضل الصضلاة والسلام .

    ثمّ إنّ ابن ماجة عقد باباً آخر، تحت عنوان «من حدّث عن رسول اللّه حديثاً وهو يُرى أنّه كذب» روى فيه أربع روايات كلّها بمضمون الحديث التالي :من حدّث عنّي حديثاً وهو يرى أنّه كذب فهو أحد الكاذبين. سنن ابن ماجة:1/14، قسم المقدمة، برقم38.

    وهذا يكشف عن وجود أرضية سيّئة بين نقلة الحديث في عصر الرسول، أفيمكن بعد هذه الروايات أن نكيل عامة الصحابة بكيل واحد ونصفهم بالعدل والزهد والتقى؟! مع أنّ منهم ـ بعدما ظهر كذبه في الحديث ـ من يعتذر بأنّه من كيسه.

    أخرج البخاري عن أبي صالح، قال: حدّثني أبوهريرة، قال: قال النبيّ ـ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ـ : أفضل الصدقة ما ترك غنىً، واليد العليا خير من اليد السفلى، وابدأ بمن تعول، تقول المرأة: إمّا أن تطعمني وإمّا أن تطلقني.

    ويقول العبد: اطعمني واستعملني.

    ويقول الابن: ا طعمني إلى من تدعني؟

    فقالوا: يا أبا هريرة، سمعت هذا من رسول اللّه ـ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ـ ؟!

    قال: لا، من كيس أبي هريرة.

    ورواه الإمام أحمد في مسنده باختلاف طفيف في اللفظ.

    انظر إلى الرجل ينسب في صدر الحديث الرواية إلى النبيّ ـ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ـ بضرس قاطع، ولكنّه عندما سُئل عن سماع الحديث من رسول اللّه ـ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ـ عدل عمّا ذكره أوّلاً، وصرح بأنّه من كيسه الخاص أي من موضوعاته. البخاري، كتاب النفقات، رقم الحديث5355 ; مسند

    أحمد:2/252.

    فأن كان ابو هريرة المعتمد عندهم في نقل الحديث يأتي من كيسه وينسبه الى رسول الله صل الله عليه واله فبأي ميزان يزنون الصحابة ويجعلونهم عدولا هل بكذبهم على رسول الله ؟ ام بأفترائهم عليه ؟ ام بتزويرهم لاحاديثة ؟؟

    Comment

    • Be Ahmad Ehtadait
      مشرف
      • 26-03-2009
      • 4471

      #3
      رد: نظرية عدالة الصحابة ح1


      اللهم صل على محمد وال محمد الائمه والمهديين وسلم تسليما

      احسنتم اخي الفاضل فأس ابراهيم ووفقكم الله لكل الخير وكتبه الله لكم في ميزان حسناتكم .





      متى يا غريب الحي عيني تراكم ...وأسمع من تلك الديار نداكم

      ويجمعنا الدهر الذي حال بيننا...ويحظى بكم قلبي وعيني تراكم

      أنا عبدكم بل عبد عبد لعبدكم ...ومملوككم من بيعكم وشراكم

      كتبت لكم نفسي وما ملكت يدي...وإن قلت الأموال روحي فداكم

      ولي مقلة بالدمع تجري صبابة...حرام عليها النوم حتى تراكم

      خذوني عظاما محملا أين سرتم ...وحيث حللتم فادفنوني حذاكم

      Comment

      • فأس ابراهيم
        عضو مميز
        • 27-05-2009
        • 1051

        #4
        رد: نظرية عدالة الصحابة ح1

        بسم الله الرحمن الرحيم
        الحمد لله رب العالمين اللهم صلي على محمد وال محمد الائمة والمهديين


        نظرية عدالة الصحابة ح2

        الصحابة في القران الكريم

        ولنبحث الآن مسألة عدالة الصحابة، أي عدالة مائة ألف إنسان رأى النبيّ وشاهده أو عدالة خمسة عشر ألف صحابي سُجّلت أسماؤهم في المعاجم فقد هتفت الكتب الرجالية بعدالتهم على الإطلاق، وحُرّم أيّ نقد علمي أو تاريخي في حقّهم، بل عُدّ الناقد لهم خارجاً عن الإسلام مبطلاً لأدلة المسلمين على ما مرّ .

        لقد تكوّنت هذه النظرية ونشأت عن العاطفة الدينية التي حملها المسلمون تجاه الرسول الأكرم وجرّتهم إلى تبنّي تلك الفكرة واستغلّتها السلطة الأموية لإبعاد الناس عن أئمّة أهل البيت ـ عليهم السَّلام ـ أحد الثقلين اللّذين تركهما الرسول ـ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ـ بعد رحيله لهداية الناس.

        والشاهد على أنّ هذه القداسة طارئة على فكر المجتمع الإسلامي، هو تضافر الآيات على تصنيف الصحابة إلى أصناف مختلفة يجمعها من حسنت صحبته ومن لم تحسن، كما تضافرت الروايات على ذمّ لفيف منهم، وقد احتفل التاريخ بنزاعهم وقتالهم وقتلهم الأبرياء، ومع ذلك كلّه فعدالة الصحابة من أوّلهم إلى آخرهم صارت كعقيدة راسخة في فكر المجتمع الإسلامي، لا يجترئ أحد على التشكيك فيها إلاّ من تجرّد عن العقائد المسبقة وقدّم تبنّي الحقيقة على المناصب الدنيوية وزخارفها وابتاع لنفسه أنواع التهم والذموم.

        وها نحن نذكر شيئاً من الآيات الصريحة في ذمّ لفيف منهم على نحو لا يبقى معه شكّ لمشكّك ولا ريب لمرتاب.

        1.تنبّؤ القرآن بارتداد لفيف من الصحابة

        القرآن يتنبّأ بإمكان ارتداد بعض الصحابة بعد رحيل الرسول ـ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ـ . وذلك لمّا انهزم من انهزم من المسلمين يوم أُحد وقتل من قتل منهم. يقول ابن كثير: نادى الشيطان على أنّ محمّداً ـ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ـ قد قتل. فوقع ذلك في قلوب كثير من الناس واعتقدوا أنّ رسول اللّه ـ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ـ قد قتل وجوّزوا عليه ذلك، فحصل ضعف ووهن وتأخّر عن القتال، روى ابن نجيح عن أبيه إنّ رجلاً من المهاجرين مرّ على رجل من الأنصار وهو يتشحّط في دمه، فقال له: يا فلان أشعرت أنّ محمّداً ـ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ـ قتل؟ فقال الأنصاري: إن كان محمّد قد قتل فقد بلّغ، فقاتلوا عن دينكم. فأنزل اللّه سبحانه قوله: (وَما مُحمّدٌ إِلاّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفإِنْ ماتَ أَو قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلى أَعقابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللّهَ شَيئاً وَسَيَجْزي اللّهُ الشّاكِرين). تفسير ابن كثير:1/409 والآية 144 من سورة آل عمران.

        قال ابن قيّم الجوزية: كانت وقعة أُحد مقدّمة وإرهاصاً بين يدي محمّد ـ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ـ ونبّأهم ووبّخهم على انقلابهم على أعقابهم إن مات رسول اللّه أو قتل. زاد المعاد: 253.

        والظاهر من الارتداد هو الأعمّ من الارتداد عن الدين الذي جاهر به بعض المنافقين والارتداد عن العمل كالجهاد ومكافحة الأعداء وتأييد الحقّ إنساء ما أوصى به رسول اللّه ـ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ـ .

        وهذه الآية تخبر عن إمكانية الانقلاب على الأعقاب بعد رحيل الرسول، فهل يمكن أن يوصف بالعدالة التامّة الّتي هي أُخت العصمة من كان يُحتمل فيه تلك الإمكانية؟ ولذلك ترى أنّهم لا يرضون بنقد آراء الصحابة وأقوالهم.

        2. ترك الرسول قائماً وهو يخطب

        بينا رسول اللّه ـ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ـ يخطب الجمعة قدمت عير المدينة فابتدرها أصحاب رسول اللّه ـ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ـ حتّى لم يبق معه إلاّ اثنا عشر رجلاً. فقال رسول اللّه ـ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ـ :والذي نفسي بيده، لو تتابعتم حتّى لا يبقى منكم أحد سال لكم الوادي ناراً، فنزلت هذه الآية:(وَإِذا رَأوا تِجارةً أَو لَهْواً انفضّوا إِليها وَتَرَكُوكَ قائِماً قُلْ ما عِنْدَ اللّه خَيْرٌ مِنَ اللَّهو وَ مِنَ التِّجارَةِ وَاللّهُ خَيرُ الرّازِقين). الجمعة اية :11.

        قال ابن كثير: يعاتب تبارك وتعالى على ما كان وقع، من الانصراف عن الخطبة يوم الجمعة إلى التجارة التي قدمت المدينة يومئذ، فقال تعالى: (وَإِذا رأوا تجارة أو لهواً انفضّوا إِليها وتركوك قائماً) أي على المنبر تخطب، هكذا ذكره غير واحد من التابعين منهم أبو العالية والحسن وزيد بن أسلم وقتادة وزعم ابن حبّان أنّ التجارة كانت لدحية بن خليفة قبل أن يسلم وكان معها طبل، فانصرفوا إليها وتركوا رسول اللّه ـ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ـ قائماً على المنبر إلاّ القليل منهم، وقد صحّ بذلك الخبر، فقال الإمام أحمد: حدّثنا ابن إدريس، عن حصين بن سالم بن أبي الجعد، عن جابر، قال: قدمت غير مرّة المدينة ورسول اللّه ـ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ـ يخطب فخرج الناس وبقي اثنا عشر رجلاً فنزلت (وَإِذا رأوا تجارة أو لهواً انفضّوا إِليها ) أخرجاه في الصحيحين . تفسير ابن كثير:4/378; صحيح البخاري:1/316، كتاب الجمعة، باب الساعة التي في يوم الجمعة ; صحيح مسلم:2/590 كتاب الجمعة، باب في قوله تعالى) وإذا رأوا تجارة)

        أفمن يقدّم اللهو والتجارة على ذكر اللّه ويستخف بالنبيّ، يكون ذا ملكة نفسانية تحجزه عن اقتراف المعاصي واجتراح الكبائر، ما لكم كيف تحكمون؟

        3. الخيانة بالنكاح سرّاً :

        شرّع اللّه سبحانه صوم شهر رمضان وحرّم على الصائم إذا نام ليلاً مجامعة النساء، فكان جماعة من المسلمين ينكحون سرّاً وهو محرّم عليهم.

        قال ابن كثير: كان الأمر في ابتداء الإسلام، هو إذا أفطر أحدهم إنّما يحلّ له الأكل والشرب والجماع إلى صلاة العشاء أو نام قبل ذلك فمتى نام أو صلّى العشاء حرم عليه الطعام والشراب والجماع إلى الليلة القادمة، ثمّ إنّ أُناساً من المسلمين أصابوا من النساء والطعام في شهر رمضان بعد العشاء، منهم عمر بن الخطاب، فشكوا ذلك إلى رسول اللّه ـ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ـ فأنزل اللّه قوله:
        (أُحِلَّ لَكُمْ لَيلةَ الصّيامِ الرَّفثُ إِلى نِسَائِكُمْ هُنَّ لِباسٌ لَكُمْ وَأَنتُمْ لِباسٌ لَهُنَّ عَلِمَ اللّهُ أَنكُمّ كُنْتُمْ تَختانُونَ أَنفسكُمْ فتابَ عَلَيْكُمْ وَعَفا عَنْكُمْ فالآن باشِرُوهنَّ وابتَغُوا ما كَتَبَ اللّه لَكُمْ...). تفسير ابن كثير :1/219; صحيح البخاري: 4/1639، كتاب التفسير، وغيرهما، والآية 187 من سورة البقرة.

        فهل يصحّ لنا أن نصف من خانوا أنفسهم بارتكاب الحرام بأنّهم عدول ذوي ملكة رادعة عن اقتراف الكبائر والإصرار على الصغائر؟! أو أنّ أكثرهم لم يكونوا حائزين تلك الملكة، وإنّما كانوا على درجة متوسطة من الإيمان والتقوى وقد يغلب عليهم حبّ الدنيا ولذّاتها.

        4. خيانة بعض البدريّين :

        يقول سبحانه:(وَما كانَ لِنَبىّ أن يغُلَّ وَمَنْ يَغْلُل يَأْتِ بِما غَلَّ يَوم القِيامَةِ ثُمّ توفّى كُلّ نَفس ما كَسَبَتْ وَهُمْ لا يُظْلمُون). آل عمران:161.

        قال ابن كثير: نزلت في قطيفة حمراء فقدت يوم بدر، فقال بعض الناس: لعلّ رسول اللّه أخذها فأكثروا في ذلك، فأنزل اللّه:(وَما كانَ لِنَبيّ أن يغلّ وَمَنْ يَغْلل يَأْتِ بِما غلّ يَوم القِيامَة) وهذا تنزيه له ـ صلوات اللّه وسلامه عليه ـ من جميع وجوه الخيانة في أداء الأمانة وقسم الغنيمة، ثمّ تبيّن أنّه قد غلّ بعض أصحابه. تفسير ابن كثير:1/421; تفسير الطبري:4/155 في تفسير الآية، إلى غير ذلك من المصادر.

        والآية تعرب عن مدى حسن ظنّهم واعتقادهم برسول اللّه ـ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ـ حتّى اتّهموه بالخيانة في الأمانة وتقسيم الأموال، ثمّ تبين أنّه قد غلّه بعض أصحابه، فهؤلاء الجاهلون بمكانة النبي، أو من مارس الخيانة في أموال المسلمين لا يوصفون بالعدالة.

        وهذا حال البدريين، لا الأعراب ولا الطلقاء ولا أبنائهم ولا المنافقين، فكيف حال من أتى بعدهم؟ ولعمري أنّ من يقرأ هذه الآيات البيّنات وما ورد حولها من الأحاديث والكلمات ثمّ يصرّ على عدالة الصحابة جميعاً دون تحقيق فقد ظلم نفسه وظلم أُمّته.

        5. تنازعهم في الغنائم إلى حدّ التخاصم :

        إنّ صحابة النبي بعد انتصارهم على المشركين في غزوة بدر، استولوا على أموالهم وتنازعوا فيها إلى حدّ التخاصم، قال الذين جمعوا الغنائم: نحن حويناها وجمعناها فليس لأحد فيها نصيب.

        وقال الذين خرجوا في طلب العدو: لستم أحقّ بها منّا ونحن منعنا عنه العدوّ وهزمناهم.

        وقال الذين أحدقوا برسول اللّه: لستم بأحقّ بها منّا نحن أحدقنا برسول اللّه ـ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ـ وخفنا أن يصيب العدوّ منه غرّة واشتغلنا به فنزل: (يسألونك عن الأنفالِ قُل الأَنفالُ للّهِ والرَّسُولِ فاتَّقُوا اللّه وأصلحوا ذات بَيْنِكم وأَطيعوا اللّه ورسوله إِنْ كُنْتُمْ مُؤمنين). الأنفال:1.

        قال ابن كثير: سأل أبو أمامة عبادة عن الأنفال؟ قال : فينا أصحاب بدر نزلت حين اختلفنا في النفل وساءت فيه أخلاقنا، فانتزعه اللّه من أيدينا وجعله إلى رسول اللّه، فقسّمه رسول اللّه بين المسلمين عن سواء. تفسير ابن كثير:2/283.

        وفي الآية إلماعات إلى سوء أخلاقهم حيث يعظ سبحانه هؤلاء السائلين ويأمرهم بأُمور ثلاثة بقوله:

        1. (واتقوا اللّه) في أُموركم وأصلحوا فيما بينكم ولا تظالموا ولا تخاصموا ولا تشاجروا، فما آتاكم اللّه من الهدى والعلم خير ممّا تختصمون بسببه.

        2. (وأصلحوا ذات بينكم): أي لا تسبّوا.

        3. (و أطيعوا اللّه و رسولـه): أي لا تخالفوه و لا تشاجروا. تفسير ابن كثير:2/285.

        فالإمعان في الآيات النازلة حول هؤلاء المتنازعين والروايات الواردة في تفسير الآية، لا تدع مجالاً للشكّ في أنّ لفيفاً من الحاضرين في غزوة بدر لم يبلغوا مرحلة عالية تميزهم عن غيرهم، بل كانوا كسائر الناس الذين يتنازعون على حطام الدنيا وزبرجها دون أن يستشيروا النبي ـ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ـ في أمرها، ويسألونه عن حكمها، أفهؤلاء الذين كانوا يتنازعون على حطام الدنيا، يصبحون مُثُلاً للفضيلة وكرامة النفس والطهارة؟!

        6. استحقاقهم مسّ عذاب عظيم :

        كانت السنّة الجارية في الأنبياء الماضين انّهم إذا حاربوا أعداءهم وظفروا بهم ينكّلون بهم بالقتل ليعتبر به من وراءهم حتّى يكفّوا عن عدائهم للّه ورسوله، وكانوا لا يأخذون أسرى حتّى يثخنوا في الأرض ويستقر دينهم بين الناس، فعند ذلك لم يكن مانع من الأسر، ثمّ يعقبه المنّ أو الفداء.

        يقول سبحانه في آية أُخرى: (فإذا لَقِيتُمُ الّذين كَفَروا فَضربَ الرِّقابِ حتّى إِذا أَثخَنْتُموهُمْ فَشدّوا الوَثَاقَ فإِمّا منّاً بعدُ وإِمّا فِداء) فأجاز أخذ الأسر، لكن بعد الإثخان في الأرض واستتباب الأمر.

        غير أنّ لفيفاً من الصحابة كانوا يصرون على النبي بالعفو عنهم وقبول الفداء منهم (قبل الإثخان في الأرض) فأخذوا الأسرى، فنزلت الآية في ذم هؤلاء وعرّفهم بأنّهم استحقوا مسَّ عذاب عظيم لولا ما سبق كتاب من اللّه، يقول سبحانه: (ما كان لنبيّ أن يكونَ لَهُ أَسرى حتّى يُثخِن فِي الأَرض تُريدُونَ عَرَض الدُّنيا وَاللّهُ يُريدُ الآخرة واللّهُ عَزيزٌ حَكيم* لَولا كِتابٌ مِنَ اللّه سَبق لَمَسَّكُم فيما أخذتُمْ عذابٌ عَظيم). الأنفال:67ـ 69.

        والمستفاد من الآيتين أمران:

        الأوّل: انّ الحافز لأكثرهم أو لفئة منهم هو الاستيلاء على عرض الدنيا دون الآخرة كما يشير إليه سبحانه بقوله: (تُريدُونَ عَرَض الدُّنيا وَاللّهُ يُريدُ الآخرة). الأنفال:67.

        الثاني: لقد بلغ عملهم من الشناعة درجة، بحيث استحقُّوا مسَّ عذاب عظيم، غير أنّه سبحانه دفع عنهم العذاب لما سبق منه في الكتاب، قال سبحانه: (لَولا كِتابٌ ) مِنَ اللّه سَبق لَمَسّكُمْ فيما أَخذتُم) أخذ الأسرى (عذاب عظيم).

        فقوله:(عذاب عظيم) يعرب عن عظم المعصية التي اقترفوها حتّى استحقوا بها العذاب العظيم.

        أفيمكن وصف من أراد عرض الدنيا مكان الآخرة واستحقّ مس عذاب عظيم بأنّه ذو ملكة نفسانية تصده عن اقتراف الكبائر والإصرار على الصغائر، كلاّ، ولا.

        7. الفرار من الزحف :

        لقد دارت الدوائر على المسلمين يوم أُحد، لأنّهم عصوا أمر الرسول وتركوا مواقعهم على الجبل طمعاً في الغنائم فأصابهم ما أصابهم من الهزيمة التي ذكرتها كتب السيرة و التاريخ على وجه مبسوط. وبالتالي تركوا النبيّ ـ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ـ في ساحة الحرب وليس معه إلاّ عدد قليل من الصحابة، ولم تنفع معهم دعواته ـ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ـ بالعودة إلى ساحة القتال ونصرته، فقد خذلوه في تلك الساعات الرهيبة، وأخذوا يلتجئون إلى الجبال حذراً من العدو، ويتحدّث سبحانه تبارك وتعالى عن تلك الهزيمة النكراء بقوله: (إِذْ تُصْعِدونَ وَلا تَلوُونَ عَلى أَحَد وَالرَّسُولُ يَدْعُوكُمْ في أُخراكُمْ فَأَثابَكُمْ غَمّاً بِغَمّ لِكَيْلا تَحْزَنُوا عَلى ما فاتَكُمْ وَلا ما أَصابَكُمْ وَاللّه خَبيرٌ بِما تَعْمَلُون). آل عمران:153.

        فالخطاب موجّه للذين انهزموا يوم أُحد، وهو يصف خوفهم من المشركين وفرارهم يوم الزحف، غير ملتفتين إلى أحد، ولا مستجيبين لدعوة الرسول، حين كان يناديهم من ورائهم ويقول: هلم إليَّ عباد اللّه أنا رسول اللّه... ومع ذلك لم يُجبه أحد من المولّين.

        والآية تصف تفرقهم وتولّيهم على طوائف أُولاهم بعيدة عنه، وأُخراهم قريبة، والرسول يدعوهم ولا يجيبه أحد لا أوّلهم ولا آخرهم، فتركوا النبيّ بين جموع المشركين غير مكترثين بما يصيبه من القتل أو الأسر أو من الجراح.

        نعم كان هذا وصف طوائف منهم و كانت هناك طائفة أُخرى، التفت حول النبي ودفعت عنه شرّ الأعداء، وهم الذين أُشير إليهم بقوله سبحانه: (وَسَيَجْزِي اللّهُ الشّاكرين). آل عمران:144.

        ثمّ إنّه سبحانه يصرح بتولّيهم وفرارهم عن الجهاد وينسب زلّتهم إلى الشيطان ويقول: (إِنّ الّذين تَوَلَّوا مِنْكُمْ يَومَ التَّقى الجَمْعَانِ إِنّما استَزَلَّهُمُ الشَّيطانُ ببعْضِ ما كَسَبُوا وَلَقَدْ عَفا اللّهُ عَنْهُمْ إِنَّ اللّه غَفُورٌ رَحيم). آل عمران:155 . وليس هؤلاء من أصحاب النفاق (لأنّ المنافق لا يُغفر له ولا يعفى عنه) بل من الصحابة العدول!

        8. نسبة الغرور إلى اللّه ورسوله :

        إنّ غزوة الأحزاب من المغازي المعروفة في الإسلام، حيث اتحد المشركون واليهود للانقضاض على الإسلام، فحاصروا المدينة وهم عشرة آلاف مدجّجين بالسلاح، وحفر المسلمون خندقاً حول المدينة لمنع العدو من اقتحامها وقد طال الحصار نحو شهر.

        وفي هذه الغزوة امتحِن أصحابُ النبي ـ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ـ وزلزلوا زلزالاً عظيماً ، وتبيّن الثابت من المستزلّ، وانقسم أصحابه إلى قسمين:

        1. المؤمنون وشعارهم (هذا ما وعدنا اللّهُ ورسولُهُ وصدق اللّهُ ورسولُهُ وما زادهم إلاّ إيماناً وتسليماً). الأحزاب:22

        2. المنافقون والذين في قلوبهم مرض وشعارهم:(ما وعدنا اللّه ورسوله إلاّ غروراً). الأحزاب:12.

        فضعفاء الإيمان من المؤمنين كانوا يظنون باللّه انّه وعدهم وعداً غروراً، فهل يصحّ وصف هؤلاء بالعدالة والتزكية؟! وهم ـ طبعاً ـ غير المنافقين الذين يظهرون الإيمان ويبطنون الكفر، ويدلّ على ذلك، عطف (والّذينَ في قُلُوبهم مرضٌ)على المنافقين، قال سبحانه: (وَإِذ يَقُولُ المُنافِقُونَ وَالّذِينَ في قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ). ومن يمعن النظر في الآيات الواردة حول غزوة الأحزاب يعرف مدى صمود كثيرمن الصحابة أمام ذلك السيل الجارف، فإنّ كثيراً منهم كانوا يستأذنون النبي ـ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ـ للرجوع إلى المدينة بحجة انّ بيوتهم عورة ويقول سبحانه: (وما هي بِعَورة ان يُريدون إِلاّ فراراً ولقَد عاهدوا اللّه من قَبل لا يولون الأَدبار وكانَ عَهْد اللّه مسؤولاً). الأحزاب:13.



        9. المنافقون المندسّون بين الصحابة :

        لقد شاع النفاق بين الصحابة منذ نزول النبي، بالمدينة، وقد ركّز القرآن على عصبة المنافقين وصفاتهم، وفضح نواياهم، وندّد بهم في السور التالية: البقرة، آل عمران، المائدة، التوبة، العنكبوت، الأحزاب، محمد، الفتح، الحديد، المجادلة، الحشر، والمنافقون.

        وهذا إن دلّ على شيء فإنّما يدلّ على أنّ المنافقين كانوا جماعة هائلة في المجتمع الإسلامي، بين معروف عرف بسمة النفاق ووصمة الكذب، وغير معروف بذلك، ولأنّه مقنّع بقناع الإيمان والحب للنبي، فلو كان المنافقون جماعة قليلة غير مؤثرة لما رأيت هذه العناية البالغة في القرآن الكريم.

        وهناك ثلة من المحقّقين ألّفوا كتباً ورسائل حول النفاق والمنافقين، وقد قام بعضهم بإحصاء ما يرجع إليهم فبلغ مقداراً يقرب من عشر القرآن الكريم.

        ومع ذلك فهل يمكن عد جميع من صحب النبي ـ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ـ عدولاً؟!

        نعم المنافقون ليسوا من الصحابة ولكنّهم كانوا مندسّين فيهم، وعند ذلك فكثيراً ما يشتبه الصحابي الصادق بالمنافق، ولا يتميّز المنافق عن المؤمن، حتّى أنّ النبي ـ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ـ ربما كان لا يعرفهم، يقول سبحانه: (وَمِنْ أَهل المَدينة مردوا عَلى النِّفاق لا تعلمهم نَحْنُ نعلَمهم). التوبة:101.

        فهذا يجر الباحث ـ الذي يريد الإفتاء على ضوء ما قاله الصحابة ـ التفتيش عن حال الصحابي حتّى يعرف المنافق عن غيره، فلو اشتبه الحال فلا يكون قوله ولا روايته حجّة.

        هذا بعض قضاء القرآن في حق الصحابة، ولسنا بصدد الاستقصاء بأنّ أصناف الصحابة المجانبين للعدالة، أكثرممّا ذكرنا لكن التفصيل لا يناسب وضع الرسالة.

        نورد ادناه بعض الايات التي ذمت الصحابة الذين عاشروا رسول الله صل الله عليه واله وسلم :



        {وَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ آمَنَّا بِاللّهِ وَبِالْيَوْمِ الآخِرِ وَمَا هُم بِمُؤْمِنِينَ }البقرة8












        هاأَنْتُمْ أُولَاءِ تُحِبُّونَهُمْ وَلَا يُحِبُّونَكُمْ وَتُؤْمِنُونَبِالْكِتَابِ كُلِّهِ وَإِذَا لَقُوكُمْ قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا عَضُّواعَلَيْكُمُ الْأَنَامِلَ مِنَ الْغَيْظِ قُلْ مُوتُوا بِغَيْظِكُمْ إِنَّ اللَّهَعَلِيمٌ بِذَاتِ - آل عمران - ( 119)



        ثُمَّ أَنْزَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ بَعْدِ الْغَمِّ أَمَنَةً نُعَاسًايَغْشَى طَائِفَةً مِنْكُمْ وَطَائِفَةٌ قَدْ أَهَمَّتْهُمْ أَنْفُسُهُمْيَظُنُّونَ بِاللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ ظَنَّ الْجَاهِلِيَّةِ يَقُولُونَ هَلْ لَنَامِنَ الْأَمْرِ مِنْ شَيْءٍ قُلْ إِنَّ الْأَمْرَ كُلَّهُ لِلَّهِ يُخْفُونَ فِيأَنْفُسِهِمْ مَا لَا يُبْدُونَ لَكَ يَقُولُونَ لَوْ كَانَ لَنَا مِنَ الْأَمْرِشَيْءٌ مَا قُتِلْنَا هَا هُنَا قُلْ لَوْ كُنْتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ لَبَرَزَالَّذِينَ كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقَتْلُ إِلَى مَضَاجِعِهِمْ وَلِيَبْتَلِيَ اللَّهُمَا فِي صُدُورِكُمْ وَلِيُمَحِّصَ مَا فِي قُلُوبِكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ - آل عمران ( 154)

        الَّذِينَ قَالُوالِإِخْوَانِهِمْ وَقَعَدُوا لَوْ أَطَاعُونَا مَا قُتِلُوا قُلْ فَادْرَءُوا عَنْأَنْفُسِكُمُ الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ - آل عمران ( 168)







        أَلَمْ تَرَ إِلَىالَّذِينَ قِيلَ لَهُمْ كُفُّوا أَيْدِيَكُمْ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُواالزَّكَاةَ فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ إِذَا فَرِيقٌ مِنْهُمْيَخْشَوْنَ النَّاسَ كَخَشْيَةِ اللَّهِ أَوْ أَشَدَّ خَشْيَةً وَقَالُوا رَبَّنَالِمَ كَتَبْتَ عَلَيْنَا الْقِتَالَ لَوْلَا أَخَّرْتَنَا إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍقُلْ مَتَاعُ الدُّنْيَا قَلِيلٌ وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ لِمَنِ اتَّقَى وَلَاتُظْلَمُونَ فَتِيلًا - النساء ( 77)









        وسورة التوبة فيها الكثير من الايات في ذم الصحابة من اراد ان يراجع فليراجع



        إِنَّ الَّذِينَجَاؤُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِّنكُمْ لَا تَحْسَبُوهُ شَرّاً لَّكُم بَلْ هُوَخَيْرٌ لَّكُمْ لِكُلِّ أمْرِئٍ مِّنْهُم مَّا اكْتَسَبَ مِنَ الْإِثْمِ وَالَّذِيتَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ - النور ( 11(


        وَيَقُولُونَآمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالرَّسُولِ وَأَطَعْنَا ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِنْهُمْمِنْ بَعْدِ ذَلِكَ وَمَا أُولَئِكَ بِالْمُؤْمِنِينَ ، وَإِذَا دُعُوا إِلَىاللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ إِذَا فَرِيقٌ مِنْهُمْ مُعْرِضُونَ - النور ( 47 / 48(

        وَإِنْ يَكُنْلَهُمُ الْحَقُّ يَأْتُوا إِلَيْهِ مُذْعِنِينَ ، أَفِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ أَمِارْتَابُوا أَمْ يَخَافُونَ أَنْ يَحِيفَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَرَسُولُهُ بَلْأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ - النور ( 49 / 50(

        وَأَقْسَمُوابِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَئِنْ أَمَرْتَهُمْ لَيَخْرُجُنَّ قُلْ لَاتُقْسِمُوا طَاعَةٌ مَعْرُوفَةٌ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ - النور ( 53 )

        لَا تَجْعَلُوادُعَاء الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاء بَعْضِكُم بَعْضاً قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُالَّذِينَ يَتَسَلَّلُونَ مِنكُمْ لِوَإذاً فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَعَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ - النور ( 63 )


        وَمِنْهُم مَّنيَسْتَمِعُ إِلَيْكَ حَتَّى إِذَا خَرَجُوا مِنْ عِندِكَ قَالُوا لِلَّذِينَأُوتُوا الْعِلْمَ مَاذَا قَالَ آنِفاً أُوْلَئِكَ الَّذِينَ طَبَعَ اللَّهُ عَلَىقُلُوبِهِمْ وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءهُمْ - محمد ( 16(

        وَيَقُولُالَّذِينَ آمَنُوا لَوْلَا نُزِّلَتْ سُورَةٌ فَإِذَا أُنْزِلَتْ سُورَةٌمُحْكَمَةٌ وَذُكِرَ فِيهَا الْقِتَالُ رَأَيْتَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌيَنْظُرُونَ إِلَيْكَ نَظَرَ الْمَغْشِيِّ عَلَيْهِ مِنَ الْمَوْتِ فَأَوْلَىلَهُمْ - محمد ( 20(

        إِنَّ الَّذِينَارْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْهُدَىالشَّيْطَانُ سَوَّلَ لَهُمْ وَأَمْلَى لَهُمْ ، ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوالِلَّذِينَ كَرِهُوا مَا نَزَّلَ اللَّهُ سَنُطِيعُكُمْ فِي بَعْضِ الْأَمْرِوَاللَّهُ يَعْلَمُ إِسْرَارَهُمْ - محمد ( 25 / 26)











        يَمُنُّونَعَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا قُلْ لَا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلَامَكُمْ بَلِ اللَّهُيَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلْإِيمَانِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ - الحجرات ( 17)



        وفي القران الكريم ما هو اكثر من ذلك لكن خشينا الاطالة والنتيجة هنا لو ان كل آية من التي ذكرناها تخص شخص واحد من الصحابة لا أكثر لكان أُسقطت نظرية عدالة الصحابة حسب ما يدعي ابناء العامة ....

        ولا ادري هل بقي شيء من هذه النظرية المزعومة ؟؟ ام هي فقط تخرصات يريدون بها الدفاع عن الذي اذوا رسول الله صل الله عليه واله وسلم واغتصبوا حق وصيه وخليفته امير المؤمنين عليه السلام وبدلوا دين الله سبحانه ؟؟؟

        والحمد لله وحده



        Comment

        • فأس ابراهيم
          عضو مميز
          • 27-05-2009
          • 1051

          #5
          رد: نظرية عدالة الصحابة ** من هو الصحابي **الصحابة في القران ** الصحابة في حديث الرسول ص

          بسم الله الرحمن الرحيم
          الحمد لله رب العالمين اللهم صلي على محمد وال محمد الائمة والمهديين


          نظرية عدالة الصحابة ح3

          الصحابة في حديث الرسول (ص)

          درسنا عدالة الصحابة في ضوء القرآن الكريم وخرجنا بالنتيجة التالية :انّ حال الصحابة كحال التابعين، ففيهم عادل وفاسق، وصالح وطالح، منهم من يُستدرّ به الغمام ومنهم من دون ذلك.

          ومن حسن الحظ انّ السنّة النبوية تدعم ذلك الموقف، فلنذكر منها نزراً قليلاً حسب ما يقتضيه وضع الرسالة.

          1. زعيم الفئة الباغية :

          روى مسلم عن أبي سعيد قال: أخبرني من هو خير منّي ـ أبو قتادة ـ انّ رسول اللّه ـ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ـ قال لعمّار حين جعل يحفر الخندق وجعل يمسح رأسه ويقول: بُؤسَ ابنُ سمية تقتلك فئة باغية.جامع الأُصول:9/42 برقم 6580.

          وروى البخاري عن أبي سعيد انّه قال: كنّا نحمل لبنة لبنة وعمار لبنتين لبنتين، فرآه النبي ـ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ـ ، فجعل النبي ـ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ـ ينفض التراب عنه ويقول: ويح عمار يدعوهم إلى الجنة ويدعونه إلى النار.

          قال الحميدي في هذا الحديث زيادة مشهورة لم يذكرها البخاري أصلاً من طريق هذا الحديث، ولعلّها لم تقع إليه فيها، أو وقعت فحذفها لغرض قصده في ذلك، وأخرجها أبو بكر البرقاني، وأبو بكر الإسماعيلي قبله، وفي هذا الحديث عندهما انّ رسول اللّه ـ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ـ قال: ويح عمّار، تقلته الفئة الباغية يدعوهم إلى الجنة، ويدعونه إلى النار. جامع الأُصول:9/44 برقم 6583.

          وقد كشف الحميدي عن نوايا البخاري انّه ربما يتلاعب بالحديث فيحذف بعض أجزائه لغرض معيّن، وهو إنّما حذف هذه الجملة المشهورة، أعني: «تقتله الفئة الباغية»بقصد تبرئة معاوية، وتبرير أعماله.

          ونحن نسأل القائلين بعدالة الصحابة من هي الفئة الباغية التي قتلت عماراً؟! وهل كان فيها من صحابة النبي من يؤيّد موقف الفئة الباغية؟! لا شكّ انّ معاوية كان يترأس الفئة الباغية وكان عمرو بن العاص وزيره في الحرب، وكان انتصار معاوية في حرب صفين رهن مكيدة عمرو بن العاص، وكان بين الفئة الباغية من الصحابة النعمان بن بشير الأنصاري، وعُقْبة بن عامر الجهني، وأبو الغادية يسار بن سبع الجهني وغيرهم.

          2. عصيان أمر النبي ـ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ـ بإحضار القلم والدواة :

          قد روى أصحاب الصحاح انّ النبي ـ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ـ أمر بإحضار القلم والدواة ليكتب كتاباً لا يضلّوا بعده أبداً، وقد حال بعض الحاضرين بينه و بين ما يروم إليه، وقد أخرجه البخاري في غير مورد من صحيحه.

          ففي كتاب العلم أخرج عن ابن عباس انّه قال: لما اشتدّ بالنبيّ ـ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ـ وجعه، قال: «ائتوني بكتاب اكتب لكم كتاباً لا تضلّوا بعده»، قال عمر: إنّ النبي ـ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ـ غلبه الوجع، وعندنا كتاب اللّه حسبنا، فاختلفوا وكثر اللغط، قـال: «قـوموا عنّي ولا ينبغي عندي التنازع» فخرج ابن عباس يقول: إنّ الرزية كلّ الرزية ما حال بين رسول اللّه ـ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ـ و بين كتابه.صحيح البخاري:1/38، برقم 114.

          وأخرج أيضاً عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس أنّه قال: يوم الخميس وما يوم الخميس، ثمّ بكى حتّى خَضَبَ دمعُه الحصباءَ، فقال: اشتدّ برسول اللّه ـ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ـ وجعه يوم الخميس، فقال: «ائتوني بكتاب اكتب لكم كتاباً لن تضلّوا بعـده أبداً». فتنازعوا، ولا ينبغي عنـد نبي تـنازع، فقـالوا: هجر رسـول اللّه ـ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ـ ؟ قـال: «دعـوني فـالـذي أنا فيه خيـر ممّا تدعوني إليه».صحيح البخاري:2/287، برقم 3053.

          وهنا نكتة لابدّ من إلفات القارئ إليها وهي: انّ فعل النبي(طلب الكتاب)، نسب في الصورة الأُولى إلى غلبة الوجع وعند ذاك سمّي القائل به وهو عمر، وفي الصورة الثانية نسب إلى الهجر والهذيان، ولم يذكر اسم القائل، وجاء مكان «عمر» لفظة: «قالوا».

          ولما كانت الصورة الأُولى أخف وطأة من الثانية، جاء فيها ذكر القائل دون الثانية.

          والقائل في الجميع واحد.

          ويذكره أيضاً بشكل آخر في موضع ثالث، يقول:

          اشتدّ برسول اللّه وجعه فقال: «ائتوني بكتف اكتب لكم كتاباً لا تضلّوا بعده أبداً» فتنازعوا ولا ينبغي عند نبي تنازع، فقالوا: ماله أهجر؟ استفهموه، فقال: «ذروني فالذي أنا فيه خير ممّا تدعوني إليه». صحيح البخاري:2/321، برقم3168 .

          وفي صورة رابعة قال بعضهم: إنّ رسول اللّه ـ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ـ قد غلبه الوجع وعندكم القرآن، حسبنا كتاب اللّه، فاختلف أهل البيت واختصموا، فمنهم من يقول: قرّبوا يكتب لكم كتاباً لا تضلوا بعده، ومنهم من يقول غير ذلك، فلمّا أكثروا اللغو والاختلاف قال رسول اللّه ـ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ـ : قوموا.صحيح البخاري:3/132 برقم 4432، ولاحظ أيضاً:4/10 برقم 5669 ورقم 7366.

          أُنشدك باللّه انّ من يخالف أمر النبيّ ـ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ـ الذي تدلّ القرائن على كونه إلزامياً، ثمّ يصف أمره بأنّه نتيجة غلبة الوجع أو الهجر والهذيان هل يوصف هذا بأنّه صاحب ملكة رادعة عن اقتراف المحرمات؟!

          وما أبعد ما بين وصف هؤلاء وبين وصفه سبحانه لنبيّه الكريم بقوله: (وَالنَّجـم إِذا هَـوى* ما ضَلَّ صـاحِبكُمْ وَماغَوى* وَما يَنْطِقُ عَنِ الهَوى* إِنْ هُوَ إِلاّ وَحيٌ يُوحى).

          كيف يقول ذلك الصحابي حسبنا كتاب اللّه؟! فلو كان هذا صحيحاً فلماذا ألف المسلمون الصحاح والسنن والمسانيد؟!

          3. الانقلاب على الأعقاب بعد رحيل النبي ـ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم :

          1. أخرج البخاري وعن أبي حازم قال: سمعت سهل بن سعد يقول: سمعت النبي ـ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ـ يقول: أنا فَرَطُكُم على الحوض من ورده شرب منه، ومن شرب منه لم يظمأ بعده أبداً، ليرد عليّ أقوام أعرفهم ويعرفونني ثمّ يحال بيني و بينهم.

          قال أبو حازم: فَسَمِعَني النعمان بن أبي عيّاش وأنا أُحدِّثهم هذا، فقال: هكذا سمعتَ سهلاً؟ فقلت: نعم، قال: وأنا أشهد على أبي سعيد الخدري لسمعتُه يزيد فيه قال: إنّهم منّي، فيقال: إنّك لا تدري ما بدّلوا بعدك، فأقول: سُحقاً سحقاً لمن بدّل بعدي. صحيح البخاري:4/355، برقم 7050 و7051.

          2. أخرج البخاري عن المغيرة، قال سمعت أبا وائل، عن عبد اللّه ـ رضي اللّه عنه ـ ، عن النبيّ ـ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ـ قال: أنا فَرَطُكم على الحوض، وليرفعنّ رجال منكم ثمّ ليُختلجُنَّ دوني، فأقول: يا ربّ أصحابي، فقال: إنّك لا تدري ما أحدثوا بعدك. صحيح البخاري:4/227، برقم6576.

          3. أخرج البخاري عن أنس، عن النبي ـ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ـ قال: ليردَنَّ عليّ ناس من أصحابي الحوض حتّى إذا عرفتهم، اختُلِجُوا دوني فأقول: أصحابي؟! فيقول: لا تدري ما أحدثوا بعدك . صحيح البخاري:4/ 228، برقم 6582 .

          4. أخرج البخاري عن سهل بن سعد قال، قال النبي ـ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ـ : إنّي فَرَطُكم على الحوض من مرّ عليّ شرب، ومن شرب لم يظمأ أبداً، ليردنّ عليّ أقوام أعرفهم ويعرفوني ثمّ يحال بيني و بينهم.صحيح البخاري:4/ 228، برقم 6583.

          5. أخرج البخاري عن أبي هريرة انّه كان يحدث انّ رسول اللّه ـ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ـ قال: يرد عليّ يوم القيامة رهط من أصحابي فيحلّؤن عن الحوض، فأقول: يا رب أصحابي، فيقول: إنّك لا علم لك بما أحدثوا بعدك، انّهم ارتدّوا على أدبارهم القهقهرى . صحيح البخاري:4/ 228، برقم 6585.

          6. أخرج البخاري عن أبي المسيب انّه كان يحدِّث عن أصحاب النبي ـ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ـ انّ النبي ـ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ـ قال: يرد عليّ الحوض رجال من أصحابي فيحلّؤن عنه، فأقول: يا ربّ أصحابي، فيقول: إنّك لا علم لك بما أحدثوا بعدك، إنّهم ارتدّوا على أدبارهم القهقرى. صحيح البخاري: 4 / 228، برقم 6586.

          7. أخرج البخاري عن ابن عباس في حديث:... ثمّ يؤخذ برجال من أصحابي ذات اليمين وذات الشمال، فأقول: أصحابي، فيقال: إنّهم لم يزالوا مرتدّين على أعقابهم منذ فارقتهم، فأقول كما قال العبد الصالح عيسى ابن مريم: (وَ كُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيداً مَا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَ أَنْتَ عَلَى كُلِّ شيْء شَهِيدٌ ) ـ إلى قوله: ـ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ) صحيح البخاري: 2 / 402، كتاب أحاديث الأنبياء برقم 3447 .

          8. أخرج البخاري عن العلاء بن المسيب قال: لقيت البراء بن عازب فقلت: طوبى لك صحبت النبي ـ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ـ وبايعته تحت الشجرة، فقال: يا بن أخي انّك لا تدري ما أحدثنا بعده .صحيح البخاري: 3 / 64، كتاب المغازي برقم 4170 .

          9. أخرج ابن أبي شيبة عن أبي بكرة انّ رسول الله ـ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ـ قال: ليردنّ على الحوض رجال ممّن صحبني ورآني حتّى إذا رفعوا إليّ اختلجوا دوني فلأقولنّ: ربّي أصحابي! فليُقالَنّ إنّك لا تدري ما أحدثوا بعدك. مصنّف ابن أبي شيبة: كتاب الفضائل برقم 35 ; مسند أحمد: 5 / 48 .

          10. أخرج مسلم عن أسماء بنت أبي بكر، قال رسول الله ـ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ـ: إنّي على الحوض حتّى أنظر من يرد عليّ منكم، وسيؤخذ أُناس دوني، فأقول: يا ربّ منّي ومن أُمتي، فيقال: أما شعرت ما عملوا بعدك، والله ما برحوا بعدك يرجعون أعقابهم.

          قال: فكان ابن أبي مليكة يقول: اللّهم إنّا نعوذ بك أن نرجع على أعقابنا وأن نفتن عن ديننا.شرح صحيح مسلم للنووي: 15 / 61 برقم 2293 .

          وتنتهي أسانيد هذه الروايات إلى شخصيات نظراء : سهل بن سعد، أبي وائل عن عبد اللّه، أنس بن مالك، أبي هريرة، ابن المسيب، البراء بن عازب، أبي بكرة، وأسماء بنت أبي بكر واقتصرنا غالباً بما رواه البخاري وقد نقله مسلم وغيره أيضاً، وما ظنّك بحديث يرويه الإمام البخاري وقد نقل شيئاً منه في الفتن، وقسماً أكثر في باب الحوض.

          ولابدّ من الكلام في مقامين:

          الأوّل: من هم الذين أخبر النبي عن ارتدادهم بعد رحيله؟

          الثاني: ما هو المراد من ارتدادهم؟

          أمّا الأوّل: فالقرائن القطعية تدلّ على انّ المراد، بعض أصحابه الذين عاشوا معه وكان يعرفهم وهم يعرفونه واجتمعوا معه في فترة زمنية، وليس هؤلاء إلاّ لفيف من أصحابه، والدليل على ذلك ما جاء في متونها من الكلمات التالية:

          1. ليردنّ علي أقوام أعرفهم ويعرفونني كما في رقم 1.

          2. أنا فرطكم على الحوض وليرفعن رجال منكم(رقم2).

          3. حتّى إذا عرفتهم اختلجوا دوني(رقم3).

          4. فأقول: يا ربّ أصحابي (رقم 3، 5، 6).

          5. تشبيه هؤلاء بأصحاب عيسى ابن مريم والاستشهاد بقوله سبحانه: (وَ كُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيداً مَا دُمْتُ فِيهِمْ) فهو صريح في أنّ المراد من عاصر النبي. (رقم 7).

          6. شهادة البراء بن عازب بأنّ الصحابة أحدثوا بعد رحيل النبي (رقم 8).

          7. انّ النبي ـ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ـ يصفهم بقوله: ممّن صحبني ورآني. (رقم 9).

          8. استعاذة ابن أبي مليكة من أن يرجع إلى أعقابه الدالّ على أنّ الصحابة هم المقصودون. (رقم 10).

          إذا كان من علائم هؤلاء:

          انّ الرسول يعرفهم وهم يعرفونه، وانّهم من رجال عصر الرسول(رجال منكم) لا من الأجيال المستقبلة، فهؤلاء أصحابه الذين عاشوا معه في عصر الرسالة، حتّى استحقوا بأن يصفهم النبي عند الاستغاثة بقوله: «يا رب أصحابي».

          فلا أظن من يدرس هذه الروايات الواردة في الصحيحين وغيرهما بتجرّد وموضوعية أن يدور في خلده، انّ المراد من الذين ارتدوا على أدبارهم، أُمّته الذين أتوا بعده وعاشوا في أحقاب بعيدة عن عصر الرسول، ولم يكن فيها من وجود الرسول عين ولا أثر، إذ لو كان هذا هو المراد، فمتى عاش معهم النبي، حتّى عرفهم وعرفوه؟ ومتى كانوا معه حتّى صحّ وصفهم بقوله: «رجال منكم» ومتى صحبوه (فترة قصيرة أو طويلة) وصاروا أصحابه؟

          ومن التجنّي على الحقيقة القول: «بأنّ جميع الأُمّة أصحاب النبي، كما أنّ جميع من يقلّدون الشافعي مثلاً أصحابه» فانّ هذا التفسير في المقيس عليه ممنوع فكيف المقيس؟ فأصحاب الشافعي هم الذين تربّوا على يديه والتفُّوا حوله وانتفعوا بعلمه، وأمّا الذين جاءوا بعده ولم يشاهدوه فهم أتباعه، لا أصحابه، فلو صح إطلاق الأصحاب عليهم، فإنّما هو إطلاق مجازي لا حقيقي .

          وأمّا المقيس فالحال فيه واضحة.

          فالصحابة، في الروايات والآثار، هم الذين أقاموا مع رسول اللّه فترة من الزمن، أو رأوا رسول اللّه و أدركوه وأسلموا، إلى غير ذلك من التعاريف التي ذكرها الجَزري في «أُسد الغابة». أُسد الغابة:1/11ـ12.

          وليس هذا المورد إلاّ كسائر الموارد التي وردت فيها كلمة الصحابة، مثلاً رووا عن النبي ـ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ـ أنّه قال: «لا تسبُّوا أصحابي» كما رووا عنه ـ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ـ أنّه قال: مثل أصحابي كالنجوم، إلى غير ذلك من الموارد، فالمراد من الجميع هو المعنى المصطلح.

          وقد ألّف غير واحد من الرجاليين كتباً في حياة الصحابة، كالاستيعاب لابن عبد البرّ، والإصابة في تمييز الصحابة لابن حجر، و إلى غير ذلك من الموارد التي أُطلقت فيها كلمة الصحابة وأُريد بها، من كانوا وعاشوا معه.

          إنّ المتبادر من قوله ـ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ـ : «إنّك لا تدري ما أحدثوا بعدك»، أو «إنّك لا علم لك بما أحدثوا بعدك» أو «إنّهم ارتدوا على أدبارهم القهقرى»،هو انّهم كانوا معك ولكن اقترفوا هذه الجريمة بعد رحيل الرسول، دون فاصل زماني طويل، وقد كان المترقب من هؤلاء الذين رأوا شمس الرسالة واستضاءوا بها، أن يتّبعوا دينه وشريعته و لا يعدلوا عنه قيد شعرة، ولكنّهم ـ للأسف ـ ارتدوا على أدبارهم القهقرى.

          هذا كلّه حول الأمر الأوّل، أعني: رفع الستر عن هؤلاء الذين ارتدوا وبدلوا.

          وأمّا الأمر الثاني، فهل المراد من الارتداد هو الخروج عن الدين، أوالمراد من الارتداد هو الأعم من الرجوع عن العقيدة، أو السلوك على غير ما أوصى به النبي في غير واحد من الأُمور ؟ ولعل المراد هو الثاني حيث إنّ النبي ـ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ـ أوصى بالثقلين وأهل بيته، فخالفوا وصية الرسول، كما أنّهم خالفوا في كثير من الأحكام، المذكورة في محلّها، فقدّموا الاجتهاد على النصّ، والمصلحة المزعومة على أمره، وبذلك أحدثوا في دينه بدعاً، ليس لها في الكتاب والسنّة أصل.

          موقف النبي ممّن لم تحسن صحبته :

          ما مرّ من الروايات لا تهدف شخصاً معيّناً بالذكر، وهناك روايات تخص بعض الصحابة بالذكر من الذين لم تحسن صحبتهم ويخبر عن سوء مصيرهم ويندد بسوء عملهم، وهي كثيرة، ونذكر منها النزر اليسير:

          1. كلّهم مغفور له إلاّ

          أخرج مسلم عن جابر بن عبد اللّه قال: قال رسول اللّه ـ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ـ : من يصعد، الثنيّة، ثنيّة المُرار فانّه يحطّ عنه، ما حطّ عن بني إسرائيل قال: فكان أوّل من صعدها، خيَلنا خيلَ بني الخزرج ثمّ تتامّ الناس، فقال رسول اللّه ـ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ـ : «وكلّهم مغفور له إلاّ صاحب الجمل الأحمر» فأتيناه فقلنا له: تعال يستغفر لك رسول اللّه ـ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ـ ، فقال: واللّه لأن أجد ضالّتي أحبّ إليّ من أن يستغفر لي صاحبكم، وكان رجل ينشد ضالّة له. صحيح مسلم:8/223، صفات المنافقين وأحكامهم.

          إنّ مسلماً وان ذكره في كتاب صفات المنافقين، لكنّه لا دليل على أنّه كان منهم، بل كان من ضعفاء الإيمان، أو مرضى القلوب، أو السمّاعين، إلى غير ذلك من الأصناف المتوفرة في صحابة النبي ـ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ـ ، وقد ذكر الشراح انّه كان الجدّ بن قيس الأنصاري.

          وروى مسلم بعد هذا الحديث عن أنس بن مالك قال: كان منّا رجل من بني النجّار قد قرأ البقرة وآل عمران، وكان يكتُب لرسول اللّه ـ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ـ ، فانطلق هارباً حتّى لحق بأهل الكتاب قال فرفعوه، قالوا: هذا كان يكتب لمحمد، فأُعجبوا به....

          2. اللّهم إنّي أبرأ إليك ممّا صنع خالد

          أخرج البخاري عن سالم، عن أبيه قال: بعث النبي خالد بن الوليد إلى بني جذيمة، فدعاهم إلى الإسلام فلم يُحسِنُوا أن يقولوا أسلمنا، فجعلوا يقولون : صبأنا صبأنا، فجعل خالد يقتل منهم ويأسر، ودفع إلى كلّ رجل منّا أسيره، حتّى إذا كان يوم، أمر خالد أن يقتل كلّ رجل منّا أسيره، فقلت : واللّه لا أقتل أسيري، ولا يَقْتُل رجل من أصحابي أسيره حتّى قدمنا على النبي فذكرناه، فرفع النبي ـ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ـ يده فقال: «اللّهمّ إنّي أبرأ إليك ممّا صنع خالد» مرّتين. صحيح البخاري، كتاب المغازي ، باب بعث النبي خالد بن الوليد اإلى بني جذيمة ، الحديث 4339.

          هذا هو سيف الإسلام، وبطله يقتل الأبرياء واحداً بعد الآخر، ويتبرأ النبي الأعظم من جريمته ولكنّه يُصبح بعد رحيل الرسول ـ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ـ رجلاً بارّاً و سيفاً مسلولاً سلّه رسول اللّه ولا يُغمد، وإن زنى بزوجة مالك بن نويرة وقتله، فما حال غيره!

          3. تنبّؤه بمصير ذي الخويصرة

          أخرج البخاري عن أبي سعيد الخدري ـ رضي اللّه عنه ـ بينما نحن عند رسول اللّه وهو يقسم قسماً، أتاه ذو الخويصرة، وهو رجلٌ من بني تميم، فقال: يا رسول اللّه اعدل، فقال: «ويلك، ومن يعدل إذا لم أعدل، قد خِبتُ وخسرتُ إن لم أكن أعدِلُ». فقال عمر: يا رسول اللّه، ائذَن لي فيه فأضرِبَ عُنقَهُ؟ فقال: «دَعْهُ، فإنّ له أصحاباً يحقِّرُ أحدكم صلاتَه مع صلاتهم، وصيامَه مع صيامهم، يقرأون القرآن لا يُجاوز تراقيهم، يمرقون من الدِّين كما يمرقُ السَّهم من الرّميَّة».

          4. انّ فيك شعبة من الكفر

          قد سبّ أبو هريرة رجلاً بأُمّ له في الجاهلية فاستعدى رسول اللّه على أبي هريرة، فقال له رسول اللّه:«إنّ فيك شعبة من الكفر» فحلف أبو هريرة أن لا يسب بعده مسلماً. مجمع الزوائد:8/86، كتاب الأدب، باب في من يُعيّر بالنسب أو غيره.

          5. امتناع الرسول من الصلاة على أحد أصحابه

          أخرج الحاكم في مستدركه عن زيد بن خالد الجهني ـ رضي اللّه عنه ـ انّ رجلاً من أصحاب رسول اللّه توفّي يوم حنين أو خيبر، فامتنع ـ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ـ من الصلاة عليه، لأنّه غلّ في سبيل اللّه ففتّشوا متاعه فوجدوا خِرزاً من خرز اليهود لا يساوي درهمين. مستدرك الحاكم:2/127، كتاب الجهاد; مسند أحمد:4/114.

          6. تنبّؤ النبي ـ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ـ بالمصير الأسود لبعض أصحابه

          أخرج البخاري عن أبي هريرة قال شهدنا خيبر ، فقال رسول اللّه ـ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ـ لرجل ممّن معه يدّعي الإسلام: «هذا من أهل النّار». فلمّا حضر القتال قاتل الرجل أشدّ القتال حتّى كثُرت به الجِراحَة، فكادَ بعض الناس يرتاب، فوجد الرّجل ألمَ الجِراحَة، فأهوى بيده إلى كنانته، فاستخرج منها أسهماً فنَحَر بها نفسه، فاشتدّ رجال من المسلمين فقالوا: يا رسول اللّه، صدّق اللّه حديثك، انتحَر فلانٌ فقتل نفسه، فقال: «قم يا فلانُ، فأذِّن أنّه لا يدخلُ الجَنّة إلاّ مؤمنٌ، إنّ اللّه يُؤيِّد الدّين بالرَّجلِ الفاجر» .صحيح البخاري:3/73، برقم 4203.

          7. صحابي يخلو بامرأة

          روى ابن كثير في تفسير قوله سبحانه:(إِنّ الحَسنات يُذْهِبن السَّيئات)قال: روى الإمام أبو جعفر بسنده عن أبي اليسر كعب بن عمرو الأنصاري قال:أتتني امرأة تبتاع منّي بدرهم تمراً، فقلت: إنّ في البيت تمراً أجود من هذا، فدخلت فأهويت إليها فقبّلتها، فأتيت عمر فسألته فقال: اتّق اللّه واستر على نفسك ولا تخبرن أحداً، فلم أصبر حتّى أتيت أبا بكر فسألته فقال: اتّق اللّه واستر على نفسك ولا تخبرن أحداً، قال: فلم أصبر حتّى أتيت النبي ـ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ـ فأخبرته فقال: «أخلفت رجلاً غازياً في سبيل اللّه في أهله بمثل هذا؟» حتّى ظننت انّي من أهل النار حتّى تمنيتُ انّي أسلمت ساعتئذ، فأطرق رسول اللّه ساعة فنزل جبريل، فقال أبو اليسر: فجئت فقرأ عليّ رسول اللّه:(وَأَقِمِ الصَّلاة طَرَفي النَّهار وزُلَفاً من اللَّيل إِنّ الحَسنات يُذْهِبنَ السَّيئات ذلكَ ذِكْرى لِلذّاكرين) فقال إنسان: يا رسول اللّه له خاصة أم للناس عامة؟ قال: «للناس عامة». تفسير ابن كثير:2/463 والآية 113 من سورة هود.

          8. صحابي يُقتَّص منه

          وهذا حارث بن سويد بن الصامت شهد بدراً لكنّه قتل المِجذَر بن زياد يوم أُحد لثأر جاهلي فقُتِل بأمر النبي ـ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ـ . يقول ابن الأثير : لا خلاف بين أهل الأثر انّ هذا قتله النبي بالمجذر بن زياد، لأنّه قتل المجذر يوم أُحد غيلة. أُسد الغابة:1/332.

          9. دعاء النبي على مُحلم بن جثامة

          خرج هو ومعه نفر من المسلمين فيهم أبو قتادة حتّى إذا كانوا ببطن «اضم» مرّ بهم عامر بن الاضبط الأشجعي على بعير له، وسلم عليهم بتحية الإسلام، وحمل عليه محلم بن جثامة فقتله لشيء كان بينه وبينه وأخذ بعيره ومتاعه، فلمّا قدموا على رسول اللّه وأخبروه الخبر، فنزل فيهم قوله سبحانه: (يا أَيُّها الّذينَ آمَنُوا إِذا ضَرَبْتُمْ في سَبيلِ اللّه فَتَبَيّنُوا وَلا تَقُولُوا لِمَن ألقى إِليكُمُ السلام لَسْت مُؤْمناً) الآية. أُسد الغابة:4/309; النساء:94.

          وفي تفسير ابن كثير قال له رسول اللّه ـ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ـ : لا غفر اللّه لك. تفسير ابن كثير:1/539.

          هذه نماذج من أصحاب النبي الذين اقترفوا المعاصي في حياة النبي وتنبّأ النبي بسوء مصيرهم، أو ندد بعملهم، وإلاّ فالمجروحون من أصحابه كثير. وكفى في نقض الموجبة الكلية (الصحابة كلّهم عدول) القضية الجزئية.

          وها نحن نذكر في المقام نبذة موجزة عن بعض الصحابة الذين عدلوا عن الطريق المهيع لتكون نموذجاً لما لم نذكر، فانّ استقصاء ذلك الجانب من حياة الصحابة رهن كتاب مفرد.



          1. صحابيّ يقتل صحابيّاً ويزني بزوجته

          إنّ مالك بن نويرة بن حمزة اليربوعي يعرّفه الطبري بقوله: بعث النبيّ ـ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ـ مالك بن نويرة على صدقة بني يربوع وكان قد أسلم هو وأخوه متمم بن نويرة الشاعر. الاستيعاب:3برقم2303. ولما ارتحل النبي ـ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ـ شاع الارتداد في القبائل، وبعث أبو بكر خالد بن الوليد ليطفئ هذه الفتنة، ولكنّ خالداً، تجاوز الحدّ فقتل الصحابي: مالك بن نويرة، ولم يقتصر على قتله فحسب، بل زنى بزوجته أيضاً.

          فلمّا قدم خالد المدينة بالسبي ومعه سبعة عشر من وفد بني حنيفة، دخل المسجد وعليه قباء عليه صدأ الحديد، متقلداً السيف، وفي عمامته أسهُم، فمرّ بعمر فلم يكلّمه ودخل على أبي بكر، فرأى منه كلّ ما يُحب، وإنّما وجد عليه عمر لقتله مالك بن نويرة وتزوّجه بامرأته . مختصر تاريخ دمشق:8/19; سير إعلام النبلاء:3/235 في ترجمة خالد برقم 83 ولاحظ تاريخ الطبري:2/272 و أُسد الغابة:2/95 و الإصابة:5/755 في ترجمة مالك بن نويرة.

          وكانت شناعة الأمر بمكان، بحيث انّ عمر بن الخطاب لمّا ولي الأمر عزله و كتب إلى أبي عبيدة: انّي قد استعملتك وعزلت خالداً. سير اعلام النبلاء:3/236.

          2. سمرة بن جندب يبيع الخمر

          تولّى سمرة بن جندب (أحد الصحابة)إمارة البصرة في عهد معاوية، وقد سفك من الدماء الكثير، ومن شنائع ما اقترفه، بيعه الخمر في عهد عمر.

          أخرج مسلم في صحيحه عن ابن عباس قال: بلغ عمر انّ سمرة باع خمراً، فقال: قاتل اللّه سمرة، ألم يعلم أنّ رسول اللّه ـ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ـ قال: لعن اللّه اليهود حرمت عليهم الشحوم فجملوها فباعوها. صحيح مسلم:5/41 باب تحريم الخمر والميتة.

          ولم تقتصر القبائح التي ارتكبها سمرة بن جندب على ذلك، بل تعداه إلى سفك الدماء والإسراف في قتل النفوس البريئة.

          روى الطبري في حوادث سنة 50، قال: عن محمد بن سليم، قال: سألتُ أنس بن سيرين هل كان سمرة قتل أحداً؟ قال: وهل يحصى من قتله سمرة بن جندب، استخلفه زياد على البصرة، وأتى الكوفة فجاء وقد قتل ثمانية آلاف من الناس، فقال له : هل تخاف أن تكون قد قتلت أحداً بريئاً؟ قال: لو قتلت إليهم مثلهم ما خشيت.

          وروى أيضاً عن أبي سوار العدوي قال: قتل سمرة بن جندب من قومي في غداة سبعة وأربعين رجلاً قد جمع القرآن . تاريخ الطبري:3/176.

          3. قدامة بن مظعون بدري يشرب الخمر

          قدامة بن مظعون بن حبيب القريشي، وهو خال عبد اللّه وحفصة ابني عمر بن الخطاب، وقد استعمله عمر بن الخطاب على البحرين، فقدم الجارود سيد عبد القيس على عمر بن الخطاب من البحرين، فقال: يا أمير المؤمنين انّ قدامة شرب المسكر، فقال عمر: من يشهد معك، فقال: أبو هريرة، فدعي أبو هريرة، فقال: بم تشهد، فقال: لم أره يشرب، ولكنّي رأيته سكران يقي. فقال عمر: لقد تنطعت في الشهادة، ثمّ كتب إلى قدامة أن يقدم عليه من البحرين، فقدم، فقال الجارود لعمر: أقم على هذا كتاب اللّه الخ . الاستيعاب:3/1276، باب قدامة.

          قال عبد الرزاق في «المصنّف»: سمعت أيوب بن أبي يقول: لم يحدّ في الخمر أحد من أهل بدر إلاّ قدامة بن مظعون . مصنف بن عبد الرزاق:9/240 برقم 17075.

          4. أبو جندل يُحدّ حدّ الخمر

          أبو جندل بن سهيل بن عمرو القرشي العامري، وكان أبوه سهيل كاتب قريش في صلح الحديبية، وهو ممّن فرّ من مشركي مكة والتحق بالمسلمين في صلح الحديبية.

          ذكر عبد الرزاق عن ابن جريج قال: أخبرت انّ أبا عبيدة بالشام وجد أبا جندل بن سهيل بن عمرو، و ضرار بن الخطاب وأبا الأزور، وهم من أصحاب النبي ـ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ـ قد شربوا الخمر.

          فقال أبو جندل: «ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات جناح فيما طمعوا إذا ما اتقوا وآمنوا وعملوا الصالحات»، فكتب أبو عبيدة إلى عمر: انّ أبا جندل خصمني بهذه الآية. فكتب عمر: انّ الذي زيّن لأبي جندل الخطيئة زيّن له الخصومة، فاحددهم، فقال أبو الأزور: اتحدّوننا؟ قال أبو عبيدة: نعم، قال: فدعونا نلقى العدو غداً فإن قُتلنا فذاك، وإن رجعنا إليكم فحدُّونا، فلقى أبوجندل وضرار وأبو الأزور العدوَّ فاستشهد أبو الأزور وحّد الآخران. فقال أبو جندل: هلكتُ. فكتب بذلك أبو عبيدة إلى عمر، فكتب عمر إلى أبي جندل وترك أبا عبيدة: انّ الذي زين لك الخطيئة حظر عليك التوبة. الاستيعاب:4/1623.

          5. أبو محجن الثقفي يُحد ثماني مرات

          أبو محجن مالك بن حبيب الثقفي، سمع من النبي ـ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ـ وروى عنه، وحدث عنه أبو سعد البقال، قال: سمعت رسول اللّه ـ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ـ يقول: أخوف ما أخاف عليكم على أُمّتي من بعدي ثلاث: إيمان بالنجوم، وتكذيب بالقدر، وحيف الأئمة.

          ففي الاستيعاب: كان شاعراً مطبوعاً كريماً إلاّ أنّه منهمكاً في الشراب لا يكاد يُقلع عنه، ولايردعه حدّ ولا لوم لائم، وجلده عمر بن الخطاب في الخمر مراراً ونفاه إلى جزيرة في البحر، وبعث معه رجلاً فهرب منه ولحق بسعد بن أبي وقاص بالقادسية وهو محارب للفرس، وكان قد همّ بقتل الرجل الذي بعثه معه عمر، فأحس الرجل بذلك، فخرج فارّاً فلحق بعمر فأخبره خبره، فكتب عمر إلى سعد بن أبي وقاص بحبس أبي محجن، فحبسه.

          وروى عن ابن جريج قال: بلغني انّ عمر بن الخطاب حدّ أبا محجن الثقفي في الخمر سبع مرات، وقال قبيصة بن ذويب: ضرب عمر بن الخطاب أبا محجن الثقفي في الخمر ثماني مرات، ومن رواية أهل الاخبار انّ ابناً لأبي محجن الثقفي دخل على معاوية، فقال له معاوية: أبوك الذي يقول:

          إذا متُّ فا دفنّي إلى جنب كرمة * تروّي عظامي بعد موتي عروقها

          ولا تدفنني بالفلاة فاننّي * أخاف إذا ما متّ أن لا أذوقها. الاستيعاب:4/1749. ولاحظ مصنف عبد الرزاق:9/243 برقم 17077.

          وقد عقد الحافظ الكبير عبد الرزاق باباً أسماه «باب من حدّ من أصحاب النبي وذكره فيه».

          6. مسلم بن عقبة يشن الغارة على أهل المدينة

          مسلم بن عقبة الأشجعي من صحابة النبي ـ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ـ ذكره ابن حجر في «الإصابة» برقم 7977، وكفى في حقّه ما ذكره الطبري في حوادث سنة 64هـ، قال: ولمّا فرغ مسلم بن عقبة من قتال أهل المدينة وإنهاب جنده أموالهم ثلاثاً، شخص بمن معه من الجند متوجهاً إلى مكة، فلما وصل إلى قفا المشلل نزل به الموت،وذلك في آخر محرم من سنة 64 هـ . تاريخ الطبري:4/381، حوادث سنة 64.

          7. بسر بن أرطأة يذبح ولدي عبيد اللّه بن العباس

          بسر بن أرطأة من أصحاب الرسول ـ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ـ شهد فتح مصر واحتفظ بها، وكان من شيعة معاوية، وكان معاوية وجّهه إلى اليمن والحجاز في أوّل سنة أربعين وأمره أن ينظر من كان في طاعة عليّ ـ عليه السَّلام ـ فيوقع بهم، ففعل ذلك.

          وقد ارتكب جرائم كثيرة ذكرها التاريخ، ولمّا كانت تمس عدالة الصحابة وكرامتهم أعرض ابن حجر عن استعراضها مكتفياً بالقول: وله أخبار شهيرة في الفتن لا ينبغي التشاغل بها!!

          ومن جرائمه التي لا تستقال ولا تغتفر ذبحه ولدي عبيد اللّه بن العباس.

          قال الطبري: أرسل معاوية بن أبي سفيان بعد تحكيم الحكمين بسر بن أبي أرطأة، فساروا من الشام حتّى قدموا المدينة وعامل علي ـ عليه السَّلام ـ على المدينة يومئذ أبو أيوب الأنصاري، ففر منهم أبو أيوب. ثمّ صعد بسر على المنبر ونادى: يا أهل المدينة واللّه لولا ما عهد إليّ معاوية ما تركت بها محتلماً إلاّ قتلته ـ إلى أن قال ـ: ثمّ مضى بسر إلى اليمن وكان عليها عبيد اللّه بن العباس، فلمّا بلغه مسيره فرّ إلى الكوفة واستخلف عبد اللّه بن عبد المدان الحارثي على اليمن، فأتاه بسر فقتله وقتل ابنه، ولقي بسر ثَقَل عبيد اللّه بن عباس وفيه ابنان له، فذبحهما. تاريخ الطبري:4/107; و سير اعلام النبلاء:3/409 برقم 65.

          8. أُمّ المؤمنين وتزعّمها لجيش جرار

          أمر اللّه تبارك وتعالى أُمّهات المؤمنين بملازمة بيوتهن بقوله: (وَقَرْنَ في بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الجاهِليةِ الأُولى وَأَقمن الصَّلاةَ وآتينَ الزَّكاةَ وأطعنَ اللّهَ وَرَسُولَه). الأحزاب:33.

          وقد خالفت أُمّ المؤمنين عائشة أمر الكتاب العزيز حينما خرجت مع طلحة والزبير في جيش جرّار لمحاربة الإمام أمير المؤمنين علي ـ عليه السَّلام ـ الذي بايعه جمهور الصحابة من المهاجرين والأنصار.

          وكان لها موقف عدائي واضح من الإمام أمير المؤمنين ـ عليه السَّلام ـ ، ولمّا بلغها قتل الإمام ـ عليه السَّلام ـ أنشدت قائلة:

          فألقت عصاها واستقرّ بها النوى * كما قرّ عيناً بالإياب المسافر تاريخ الطبري:4/115.

          فهذه الصحابية مع مالها من منزلة رفيعة بين المسلمين قادت جيشاً كبيراً لمحاربة الإمام ـ عليه السَّلام ـ ، ودارت بينهما معركة شرسة، قُتل فيها من المسلمين ما يربو على عشرة آلاف حسب ما ذكره الطبري. تاريخ الطبري:3/540.


          وربما يقال: انّ القتلى يفوق هذا العدد.

          هذه نماذج ممّا يطالعه القارئ في مرآة التاريخ، ولو حاولنا الاستقصاء لفاق هذا العدد بكثير.

          ومن سبر التاريخ بروح موضوعية وتجرد، يجد انّ فئة من الصحابة سوّدت وجه التاريخ بنحو يثير أسف الخلف على هذا السلف.

          اود ان انوه ان هذا الموضوع منقولة من كتاب (( عدالة الصحابة بين العاطفة والبرهان )) وقد اضفت اليه بعض الشيء وللفائدة وضعته في منتدانا المبارك ولعل احد من ابناء العامة يقرأ ماذا فعل الصحابة في حياة رسول الله وبعد وفاته صل الله عليه واله وسلم وليعلموا ان نظريتهم بعدالة كل الصحابة انما هي نظرية واهية ولا سند لها لا في القران ولا في سنة رسول الله صل الله عليه واله وسلم .

          وليعلم كل طالب حق من ابناء ( من اخذ دينه من افواه الرجال إزالته الرجال ، ومن اخذ دينه من الكتاب والسنة زالت الجبال ولم يزل ) كما قال امير المؤمنين عليه السلام .

          فانظروا الى القران والسنة ماذا قالا في الصحابة الذين خانوا عهد الله وعهد رسوله ولا تأخذكم العزة بالاثم , ونعلمكم نحن لا نريد القول بان كل الصحابة قد خانوا الله سبحانه ورسوله صل الله عليه واله وسلم بل هناك صحابة جاهدوا بين يدي رسول الله وقتلوا ومضوا شهداء في سبيل الله سبحانه , وهناك صحابة ساروا على نهج الرسول ولم يخالفوه بكلمة واحدة وسلموا له تسليما كما أمرهم الله سبحانه , ولربما قائل يقول انكم تسبون صحابة الرسول بقولكم هذا و الاحاديث هذه !

          فأقول ان الله سبحانه عادل ويريد من عباده ان يتصفوا بهذه الصفة وهي ( العدل )

          فهل من العدل ان يتساوى الذين اخلصوا لله ولرسوله وقدموا كل ما يملكون من مال واولاد ونفس في سبيل الله سبحانه ولاجل اعلاء راية الاسلام وراية التوحيد عالية , فهل يتساوون مع من كانوا شوكة بطريق رسول الله صل الله عليه واله وسلم , وكانوا عوناُ للشيطان وسبباُ في ايذاء النبي عليه افضل الصلاة والسلام ؟

          والله يقول في كتابه :

          {قُل لاَّ يَسْتَوِي الْخَبِيثُ وَالطَّيِّبُ وَلَوْ أَعْجَبَكَ كَثْرَةُ الْخَبِيثِ فَاتَّقُواْ اللّهَ يَا أُوْلِي الأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ }المائدة100

          ( ُقلْ هَلْ يَسْتَوِي الأَعْمَى وَالْبَصِيرُ أَفَلاَ تَتَفَكَّرُونَ ) الانعام 50

          {مَثَلُ الْفَرِيقَيْنِ كَالأَعْمَى وَالأَصَمِّ وَالْبَصِيرِ وَالسَّمِيعِ هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلاً أَفَلاَ تَذَكَّرُونَ }هود24

          ( قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الأَعْمَى وَالْبَصِيرُ أَمْ هَلْ تَسْتَوِي الظُّلُمَاتُ ) الرعد 16

          {وَضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً رَّجُلَيْنِ أَحَدُهُمَا أَبْكَمُ لاَ يَقْدِرُ عَلَىَ شَيْءٍ وَهُوَ كَلٌّ عَلَى مَوْلاهُ أَيْنَمَا يُوَجِّههُّ لاَ يَأْتِ بِخَيْرٍ هَلْ يَسْتَوِي هُوَ وَمَن يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَهُوَ عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ }النحل76

          {وَمَا يَسْتَوِي الْأَحْيَاء وَلَا الْأَمْوَاتُ إِنَّ اللَّهَ يُسْمِعُ مَن يَشَاءُ وَمَا أَنتَ بِمُسْمِعٍ مَّن فِي الْقُبُورِ }فاطر22

          {أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاء اللَّيْلِ سَاجِداً وَقَائِماً يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ }الزمر9

          {ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً رَّجُلاً فِيهِ شُرَكَاء مُتَشَاكِسُونَ وَرَجُلاً سَلَماً لِّرَجُلٍ هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلاً الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ }الزمر29

          الله يكلمكم ويطلب منكم الانصاف والعدل فلا تتعدوا حدود الله وانصفوا انفسكم قبل ان يطمس وجوها ويردها على ادبارها او يلعنهم كما لعن اصحاب السبت , فأنقذوا انفسكم واهليكم ناراُ وقودها الناس والحجارة وهذا داعي الله يناديكم ويمد لكم يده فلا ترفضوها فتنقلبوا خاسرين .

          والحمد لله وحده وحده وحده .












          Comment

          • al israa-313
            عضو نشيط
            • 25-03-2010
            • 336

            #6
            رد: نظرية عدالة الصحابة ** من هو الصحابي **الصحابة في القران ** الصحابة في حديث الرسول ص

            [بسم الله الرحمن الرحيم
            وصلى الله على محمد واهل بيته الطيبين الطاهرين الائمه والمهديين وسلم تسليما كثيرا
            اخي العزيز جزاك الله عن رسوله واهل بيته خير الجزاء ووضعه الله في ميزان حسناتك


            قال النور احمد الحسن (ع) ماذا يفعل الله لكي تؤمن الناس أيرسل لكل واحد منهم ملك فوق رأسه يضربه وإذا سأله لماذا ضربتي يقول له لأنك لم تؤمن بأحمد الحسن هل هذا ما يريدون لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم

            Comment

            • 9a7eb Althar
              عضو نشيط
              • 20-11-2011
              • 219

              #7
              رد: نظرية عدالة الصحابة ** من هو الصحابي **الصحابة في القران ** الصحابة في حديث الرسول

              موفقين اخوتي للخير كله جعل في ميزانكم

              Comment

              • mohamed-abou-fatima
                عضو جديد
                • 18-10-2016
                • 17

                #8
                رد: نظرية عدالة الصحابة ** من هو الصحابي **الصحابة في القران ** الصحابة في حديث الرسول ص

                اللهم بصر كل مسلم مؤمن حقا بالتفريق بين اناس عملوا بكلمة الحق من وصية رسول السلام ... و اناس عملوا و جاهدوا على مخالفة اهل البيت و مازالت على قلوبهم حجارة غليظة لا تحس ... و ان من الحجارة لما يتفجر منه الأنهار ... اللهم صلى على محمد و أل محمد الأئمة و المهديين و سلم تسليما

                Comment

                Working...
                X
                😀
                🥰
                🤢
                😎
                😡
                👍
                👎