إعـــــــلان

Collapse
No announcement yet.

خطبة جمعة في الخليج بتأريخ 27 ربيع الثاني 1435 هجري - هل المعصوم يعلم جميع العلوم الدنيوية؟

Collapse
X
 
  • Filter
  • الوقت
  • Show
Clear All
new posts
  • أنصاري 313
    مشرف
    • 04-01-2013
    • 99

    خطبة جمعة في الخليج بتأريخ 27 ربيع الثاني 1435 هجري - هل المعصوم يعلم جميع العلوم الدنيوية؟

    هل خليفة الله (ع) ياتي بكل العلوم الدنيوية؟
    بسم الله الرحمن الرحيم
    اللهم صل على محمد و آل محمد الائمة و المهديين و سلم تسليما كثيرا
    الحمد لله مالك الملك، مجري الفلك مسخر الرياح، فالق الإصباح، ديان الدين، رب العالمين، الحمد لله الذي من خشيته ترعد السماء وسكانها وترجف الأرض وعمارها، وتموج البحار ومن يسبح في غمراتها. اللهم صل على محمد وآل محمد، الفلك الجارية في اللجج الغامرة، يأمن من ركبها، ويغرق من تركها، المتقدم لهم مارق، والمتأخر عنهم زاهق، واللازم لهم لاحق. الحمد لله الذي لا يبلغ مدحته القائلون. ولا يحصي نعماءه العادون. ولا يؤدي حقه المجتهدون، الذي لا يدركه بعد الهمم ولا يناله غوص الفطن. الذي ليس لصفته حد محدود ولا نعت موجود. ولا وقت معدود ولا أجل ممدود.
    ((وَمَا مَنَعَ النَّاسَ أَن يُؤْمِنُواْ إِذْ جَاءهُمُ الْهُدَى إِلاَّ أَن قَالُواْ أَبَعَثَ اللّهُ بَشَراً رَّسُولاً * قُل لَّوْ كَانَ فِي الأَرْضِ مَلائِكَةٌ يَمْشُونَ مُطْمَئِنِّينَ لَنَزَّلْنَا عَلَيْهِم مِّنَ السَّمَاء مَلَكًا رَّسُولاً * قُلْ كَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ إِنَّهُ كَانَ بِعِبَادِهِ خَبِيرًا بَصِيرًا)) [الإسراء 94 ـ 96 ]
    ما الذي يمنع الناس أن يؤمنوا بالحق وصاحب الحق لما يأتي؟ هل لان الأمر مشتبه عليهم؟ هل لظلم في ساحة الله سبحانه وتعالى عن ذلك علوا كبيرا؟ هل لان صاحب الحق المرسل لم يبين لهم وحاشاه؟ ما هو السبب؟
    الجواب واضح في الآية كل الوضوح لمن يريد ان يتدبر وينصف نفسه ((قَالُواْ أَبَعَثَ اللّهُ بَشَراً رَّسُولاً)) !! يعني أن المانع الأساسي للإيمان هو كون خليفة الله بشرا مثلهم! وهم يتوقعون من صاحب الحق ان يقهرهم بشيء خارق بمعجز مادي مثلا او ان يعلم كل العلوم الدنيوية او يعلم كل الغيب…الخ
    وهنا السؤال: هل المعصوم ـ نبي أو إمام أو خليفة الله عموما ـ لا بد أن يكون خارقا للعادة في كل شيء؟ هل يجب أن يأتي بجميع العلوم الدنيوية مثلا؟ ثم كيف كان خلفاء الله (ع): آدم (ع) ونوح (ع) وإبراهيم (ع) وموسى (ع) وعيسى (ع) ومحمد (ص) وعلي (ع) والحسن والحسين (ع)…وما هي العلوم التي أتوا بها وأظهروها للناس كي يحتجوا بها؟!
    قال الله سبحانه وتعالى: (وَما أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِنَ الْمُرْسَلِينَ إِلَّا إِنَّهُمْ لَيَأْكُلُونَ الطَّعَامَ وَيَمْشُونَ فِي الْأَسْوَاقِ وَجَعَلْنَا بَعْضَكُمْ لِبَعْضٍ فِتْنَةً أَتَصْبِرُونَ وَكَانَ رَبُّكَ بَصِيراً) (الفرقان: 20)
    وأمر سبحانه وتعالى حبيبيه محمد (ص) سيد المرسلين وسيد الخلق طرا أن يبين الجواب الحق فقال: (قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاء رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَداً) [الكهف: 110]
    نجد في سيرة وقصص الأنبياء وأيضا الأئمة عليهم السلام جواب الاسئلة المتقدمة واضح وجلي:
    •· سليمان لا يعلم موضع الماء:
    هذا حجة الله وخليفة الله سليمان عليه السلام مفترض الطاعة من الله وغضب لافتقاده الهدهد لأنه كان يعرف موضع الماء ولم يكن يعرفه سليمان (ع)! {وَتَفَقَّدَ الطَّيْرَ فَقَالَ مَا لِيَ لَا أَرَى الْهُدْهُدَ أَمْ كَانَ مِنَ الْغَائِبِينَ * لَأُعَذِّبَنَّهُ عَذَابًا شَدِيدًا أَوْ لَأَذْبَحَنَّهُ أَوْ لَيَأْتِيَنِّي بِسُلْطَانٍ مُّبِينٍ * فَمَكَثَ غَيْرَ بَعِيدٍ فَقَالَ أَحَطتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِن سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ } النمل (20-22)
    •· رسول الله محمد (ص) تعلم التجارة من عمه:
    ورسول الله محمد (ص) هو سيد الخلق فقد تعلم التجارة من عمه أبو طالب (ع) ومن قريش والأمر أشهر من نار على علم!
    •· الامام علي (ع) يقول انه اعلم بطرق السماوات وليس بالعلوم الدنيوية:
    وأيضا نجد في الخبر الإمام علي (ع) يقول أنا اعلم بطرق السماء ويطلب من الناس سؤاله عن طرق السماء ولم يقل لهم أسألوني عن طريق الشام أو الطب أو الهندسة!
    •· الحسن والحسين (ع) يستدعيان طبيب لعلاج الامام علي (ع):
    والحسن والحسين عليهما السلام لا يعرفان الطب ويستدعيان طبيبا لعلاج علي (ع) لما ضربه الملعون ابن ملجم:
    أخرج أبو الفرج الأصفهاني في (مقاتل الطالبيين) بإسناده عن أبي‏ مخنف، قال:حدثني عطية بن الحرب،عن عمر بن تميم، وعمرو بن أبي بكار: أن عليا (عليه السلام) لما ضرب جمع له أطباء الكوفة، فلم يكن منهم أحد أعلم بجرحه من أثير بن عمرو بن هاني السكوني، وكان متطببا صاحب كرسي يعالج الجراحات، و كان من الأربعين غلاما الذين كان خالد بن الوليد أصابهم في عين التمر فسباهم، وإن أثيرا لما نظر إلى جرح أمير المؤمنين (عليه السلام)، دعا برئة شاة حارة،و استخرج عرقا منها فأدخله في الجرح،ثم استخرجه فإذا عليه بياض ألدماغ، فقال له: يا أمير المؤمنين، اعهد عهدك فإن عدو الله قد وصلت ضربته إلى أم رأسك، فدعا علي (عليه السلام) عند ذلك بصحيفة ودواة كتب وصيته. مقاتل الطالبيين (ص) 23، و في شرح ابن أبي الحديد ج 6 (ص) 119 مع اختلاف يسير
    إذا الإمام الحسن والإمام الحسين (ع) كانا لا يعرفان الطب واستدعيا طبيبا لعلاج علي (ع) ولا يمكن أن يكونا عليهما السلام يعرفان الطب ولو كانا يعلمان الطب فاستدعائهما الطبيب لعلاج علي (ع) يكون عبث منهما وحاشاهما من العبث!
    وهذه فقط بعض الأمثلة وإلا فالقرآن والسنة الصحيحة فيهما الكثير الذي يبين أن خليفة الله (ع) لا يأتي بكل العلوم الدنيوية. ولو كان خليفة الله (ع) في زمن من الأزمنة يأتي بعلم الطب والهندسة والفيزياء والكيمياء والجينات والصواريخ و….. لكان هذا اكبر معجزة قاهرة والله سبحانه وتعالى لا يقبل الإيمان بعد المعجزة القاهرة وإلا لكان قبل إيمان فرعون بعد أن رأى المعجزة القاهرة ولمسها بيده!
    ومن القرآن وروايات آل محمد (ع) نعرف ان خليفة الله (ع) لما يأتي يسأل عن الكتب السماوية والعلم الإلهي سواء في العقيدة أو في الأحكام والشرائع والمعرفة بالحلال والحرام وإحكام المتشابه:
    عن الحرث بن المغيرة قال قلت لأبي عبد الله عليه السلام: بم يعرف صاحب هذا الأمر؟ قال: بالسكينة والوقار والعلم والوصية. بصائر الدرجات- محمد بن الحسن الصفار (ص) 509. وعن أبي الجارود قال قلت لأبي جعفر (ع): (إذا مضى الإمام القائم من أهل البيت فبأي شي‏ء يعرف من يجي‏ء بعده قال: بالهدى والإطراق وإقرار آل محمد له بالفضل ولا يسأل عن شي‏ء بين صدفيها إلا أجاب) غيبة النعماني ص242. وكذلك ورد عن الإمام المهدي (ع) توقيع بخصوص أحد مدعي السفارة، بين فيه عما يسأل من يدعي العصمة وخلافة الله قال (ع) … وقد ادعى هذا المبطل على الله الكذب… فما يعلم حقاً من باطل، ولا محكم من متشابه… الى أن يقول: فالتمس تولى الله توفيقك من هذا ما ذكرت لك وامتحنه، واسأله عن آية من كتاب الله يفسرها) (إلزام الناصب / ج1: 187).
    فالله سبحانه وتعالى لم يأمرنا أن نسال من يدعي خلافة الله او الحجية عن علم الرياضيات أو الفيزياء أو الطب أو أو أو….نعم ربما يظهر خليفة الله (ع) أو الإمام (ع) علم بعض العلوم الدنيوية إن كان لله فيها حاجة للدلالة أو مصلحة أو هداية احد من الخلق ولكن يبقى هذا الأمر خاص وليس هو المعتاد وتقديره راجع إلى الله سبحانه وتعالى وليس للمكلفين أن يفرضوا عليه أو يقترحوا عليه ما يظهره أو لا! والحقيقة ان من يطلب من خليفة الله (ع) أن يأتي بعلم كل شيء هو ربما كالذي يطلب معجزة مادية قاهرة أو أسوء حالا لان العلم بكل شيء هو اكبر معجز! والروايات تنص على ان نفي الزلل والخطأ عن المعصوم (ع) انما هو في سياسة الخلق أي هدايتهم الى الحق، فلا يخطأ ولا يزل وأما في غير ذلك فراجع إلى مشيئة الله تعالى. كذلك من يقول ان خليفة الله (ع) او الامام (ع) يجب ان يكون عنده علم الغيب حاضر كله عنده فهذا الشخص يجب عليه ان يصحح اعتقاده وليقرأ ما جاء عنهم عليهم السلام في هذا الموضوع.
    عن عمار الساباطي قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن الإمام؟ يعلم الغيب؟ فقال: لا ولكن إذا أراد أن يعلم الشئ أعلمه الله ذلك. الكافي: 1/257، كتاب الحجّة.
    وعن سدير قال: كنت أنا وأبو بصير ويحيى البزاز وداود بن كثير في مجلس أبي عبد الله (عليه السلام) إذ خرج إلينا وهو مغضب، فلما أخذ مجلسه قال: يا عجبا لأقوام يزعمون أنا نعلم الغيب، ما يعلم الغيب إلا الله عزو جل، لقد هممت بضرب جاريتي فلانة، فهربت مني فما علمت في أي بيوت الدار هي قال سدير: فلما أن قام من مجلسه وصار في منزله دخلت أنا وابو بصير وميسر وقلنا له: جعلنا فداك سمعناك وأنت تقول كذا وكذا في أمر جاريتك ونحن نعلم أنك تعلم علما كثيرا ولا ننسبك إلى علم الغيب قال: فقال: يا سدير: ألم تقرأ القرآن؟ قلت: بلى، قال: فهل وجدت فيما قرأت من كتاب الله عزوجل: “ قال الذي عنده علم من الكتاب أنا آتيك به قبل أن يرتد إليك طرفك ” قال: قلت: جعلت فداك قد قرأته، قال: فهل عرفت الرجل؟ وهل علمت ما كان عنده من علم الكتاب؟ قال: قلت: أخبرنى به؟ قال: قدر قطرة من الماء في البحر الأخضر فما يكون ذلك من علم الكتاب؟! قال: قلت جعلت: فداك ما أقل هذا فقال: يا سدير: ما أكثر هذا، أن ينسبه الله عز وجل إلى العلم الذي أخبرك به يا سدير، فهل وجدت فيما قرأت من كتاب الله عز وجل أيضا: “ قل كفى بالله شهيدا بيني وبينكم ومن عنده علم الكتاب “ قال: قلت: قد قرأته جعلت فداك قال: أفمن عنده علم الكتاب كله أفهم أم من عنده علم الكتاب بعضه؟ قلت: لا، بل من عنده علم الكتاب كله، قال: فأومأ بيده إلى صدره وقال: علم الكتاب والله كله عندنا، علم الكتاب والله كله عندنا. الكافي:1/257.
    وهنا في هذه الرواية الاخيرة بعد ان نفى علم الغيب عنهم عليهم السلام بين ان العلم الذي يأتي به الامام (ع) او خليفة الله (ع) هو علم الكتاب!
    وعن معمر بن خلاد قال:سأل أبا الحسن (عليه السلام) رجل من أهل فارس فقال له: أتعلمون الغيب؟ فقال: قال أبو جعفر (عليه السلام): يبسط لنا العلم فنعلم ويقبض عنا فلا نعلم، وقال: سر الله عز وجل أسره إلى جبرئيل (عليه السلام) وأسره جبرئيل إلى محمد (صلى الله عليه وآله)، وأسره محمد إلى من شاء الله. الكافي ج 1 – (ص) 256 – 258
    الخطبة الثانية
    الحمد الله رب العالمين والحمد حقه كما يستحقه حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه ,الحمد لله الذى يخلق ولم يخلق ويرزق ولا يرزق ويطعم ولا يطعم ويميت الاحياء ويحيى الموتى وهو حى لا يموت بيده الخير وهو على كل شئ قدير ,الحمد لله الذى لم يشهد احدا حين فطر السماوات والارض ولا اتخذ معينا حين برأ النسمات ,الحمد لله الذى جعل الليل لباسا والنوم سباتا وجعل النهار نشورا, الحمد لله الذى اذهب الليل مظلما بقدرته وجاء بالنهار مبصرا برحمته , وكسانى ضياءه وانا فى نعمته , الحمد لله الاول قبل الانشاء والاحياء ,والآخر بعد فناء الاشياء, اللهم صل على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين الائمة والمهديين , اللهم صل على محمد المصطفى وعلى علي المرتضى وعلى البتول فاطمة الزهراء وعلى السبطين الامامين الهاديين الزكيين الحسن والحسين وعلى السجاد علي بن الحسين وعلى الباقر محمد بن علي وعلى الصادق جعفر بن محمد وعلى الكاظم موسى بن جعفر وعلى الرضا علي بن موسى وعلى الجواد محمد بن علي وعلى الهادى علي بن محمد وعلى العسكرى الحسن بن علي وعلى الخلف الهادى المهدى الحجة ابن الحسن العسكرى محمد بن الحسن ابن العسكرى صاحب الزمان وشريك القرآن وامام الانس والجان وعلى وصيه ووليه وابنه وحبيبه ويمانيه احمد الحسن وعلى اولاده المهدين الاحد عشر مهدى مهدى الى قيام الساعة.
    تبين في الخطبة الاولى ان العلم الذي يأتي به خليفة الله (ع) الحجة على الخلق ليس العلوم الدنيوية ولا علم الغيب كله حاضرا بل هو العلم الإلهي: العقائد الصحيحة وعلم الحلال والحرام وهو العلم المختص بخليفة الله (ع) وإلا فسائر العلوم الأخرى تكاد لا تكون فيها حجية ولا اختصاص فيها بحجج الله (ع). والدليل عليه ما نراه واقعا فكثير من الملحدين آو أصحاب العقائد الفاسدة تجدهم متفوقين في علوم مثل الرياضيات او الفيزياء او الطب وما شاكل.
    وأما إذا اقتضت الحكمة أن يظهر الله إعجازه بخليفته (ع) فيقع بإذن الله. فخليفة الله اذا شاء ان يعلم دعا الله أن يعلمه فيعلم كما ورد عنهم عليهم السلام: عن أبي الربيع الشامي، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إن الإمام إذا شاء أن يعلم علم. بصائر الدرجات: 89، الاختصاص: 284.
    عمران بن موسى عن موسى بن جعفر عن عمرو بن سعيد عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إذا أراد الإمام أن يعلم شيئا أعلمه الله ذلك. بصائر الدرجات: 91 فيه: (علمه الله ذلك) الاختصاص: 285 و 286
    وكذلك وردت روايات عنهم عليهم السلام تبين ان المعصوم (ع) يزداد علما في الكافي – ج 1 (ص) 254 باب لولا إن الأئمة عليهم السلام يزدادون لنفد ما عندهم: عن صفوان بن يحيى قال: سمعت أبا الحسن عليه السلام يقول: كان جعفر بن محمد عليهما السلام يقول: لولا أنا نزداد لانفدنا.
    وعن ذريح المحاربي قال: قال لي أبو عبد الله عليه السلام: لو لا أنا نزداد لانفدنا. فعن صفوان بن يحيى قال: سمعت أبا الحسن (عليه السلام) يقول: كان جعفر بن محمد (عليهما السلام) يقول: لولا أنا نزداد لانفدنا. نفس المصدر السابق.
    وعن محمد بن سليمان الديلمي، عن أبيه قال (سألت أبا عبد الله عليه السلام فقلت له: سمعتك وأنت تقول غير مرة: لولا أنا نزداد لانفدنا فقال: أما الحلال والحرام فقد أنزل الله على نبيه صلى الله عليه واله بكماله وما يزاد الامام في حلال ولا حرام، قلت له: فما هذه الزيادة؟ فقال: في سائر الاشياء سوى الحلال والحرام…..) بصائر الدرجات: 116، الاختصاص: 313.
    فالإمام ع أو خليفة الله ع لا يكون علم لا جهل فيه ـ ولكن ليس يعني هذا أن الإمام (ع) يجهل أي لا يعلم ثم يعلم فهذا خطأ ـ ولكن لان العلم الذي لا جهل فيه والنور الذي لا ظلمة فيه هو اللاهوت المطلق ومن ينسب مخلوق إلى علم لا جهل فيه ونور لا ظلمة فيه فهو يقول بتعدد اللاهوت المطلق سبحانه وتعالى.
    والعلم الذي لا جهل فيه هو اللاهوت المطلق ولا يشاركه في هذه الصفة المخلوقون: عن هشام بن سالم، قال: (دخلت على أبي عبد الله عليه السلام فقال لي: أتنعت الله؟ فقلت: نعم، قال: هات، فقلت: هو السميع البصير، قال: هذه صفة يشترك فيها المخلوقون قلت: فكيف تنعته؟ فقال: هو نور لا ظلمة فيه، وحياة لا موت فيه، وعلم لا جهل فيه، وحق لا باطل فيه. فخرجت من عنده وأنا أعلم الناس بالتوحيد). التوحيد – الشيخ الصدوق – (ص) 146، بـ 11 ح14
    وربما يكون هناك فائدة أن نعرف المعنى الصحيح وكيف يستزيد المعصوم (ع) علما. ورد في المتشابهات للإمام احمد الحسن (ع) سأله سائل: ـــ سؤال/ 157:كيف يستزيد المعصوم من العلم كما هو وارد عنهم (ع)؟ وهل هو يجهل ثم يعلم؟ ـــ الجواب: بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين، وصلى الله على محمد وآل محمد الأئمة والمهديين إذا كان المراد أنه يجهل بمعنى لا يعلم ثم يعلم فلا، وهذا خطأ، لكنه يدرك ما أودع في عقله التام بالله سبحانه وتعالى، حيث إنه (ع) محجوب بالجسد عند نزوله إلى عالم الأجسام في هذه الدنيا للامتحان، أي كما أنه محتاج إلى الله سبحانه وتعالى ليوصل قطرة الدم التي أودعها الله في قلبه إلى أطراف جسمه، كذلك هو محتاج لله ومفتقر إلى الله سبحانه وتعالى ليوصل له العلم الذي أودعه في عقله التام إلى نفسه في هذا العالم، أي إنه يعلم ويزداد علماً مما أودع في عقله التام، أي وجوده في بيت الله (المقامات العشرة، عشرة الإيمان)، أي إنه يزداد علماً من علمه المكنون المخزون في قلبه أو عقله التام، (وليس العلم في السماء ولا في الأرض، ولكنه في الصدور فاستفهم الله يفهمك).
    فـ (الجامعة) و (الجفر) و (مصحف فاطمة) كلها علم وليست هي العلم، بل العلم هو ما يحدث في كل ساعة، وهو من المعصوم وإلى المعصوم، (… وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) البقرة: 282.
    فالإمام (ع) حجة الله على جميع الخلق والله سبحانه وتعالى اجل من ان يفترض طاعة من يحجب عليه علم ما يحتاجون ولكن القانون الإلهي الذي وضعه سبحانه للتعرف على صاحب الحق وتمييزه من مدعي الباطل هو: ـ النص أو الوصية ـ العلم بالكتاب ـ والدعوة لحاكمية الله.
    وهذا ما يأتي به الإمام (ع) وهذا ما يعرف به الإمام (ع) ! وأما غير ذلك من العلوم فهو فضل كما وصف ذلك رسول الله (ص) ولخليفة الله (ع) ان يكتسبها حسب الحاجة والحكمة بإحدى الطرق التي سخرها الله له ومنها أن يسأله سبحانه وتعالى أن يعلمه إن شاء أو يسعى في تعلمها بأسبابها الطبيعية ما لم يكن في إجرائها على نهج خارق للعادة حكمة! كتعلم رسول الله ص التجارة وعيسى ع النجارة مثلا.
    فالقول في العلوم الدنيوية كالقول في المعجز: خليفة الله (ع) يعمل ويكد بيده ويتعلم الحرفة آو الصناعة التي يعالج بها معاشه ويتناول الطعام بيده وينام ووو….. ولا يجري كل هذه الأمور على نحو المعجز أي الخارق للعادة بل يتناول فيها بالأسباب التي جعلها الله للبشر ليقوموا بها أو يكتسبوها.
    (وَقَالُوا مَالِ هَذَا الرَّسُولِ يَأْكُلُ الطَّعَامَ وَيَمْشِي فِي الْأَسْوَاقِ لَوْلَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مَلَكٌ فَيَكُونَ مَعَهُ نَذِيراً) (الفرقان: 7)
    ((وَما أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِنَ الْمُرْسَلِينَ إِلَّا إِنَّهُمْ لَيَأْكُلُونَ الطَّعَامَ وَيَمْشُونَ فِي الْأَسْوَاقِ وَجَعَلْنَا بَعْضَكُمْ لِبَعْضٍ فِتْنَةً أَتَصْبِرُونَ وَكَانَ رَبُّكَ بَصِيراً * وَقَالَ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءنَا لَوْلَا أُنزِلَ عَلَيْنَا الْمَلَائِكَةُ أَوْ نَرَى رَبَّنَا لَقَدِ اسْتَكْبَرُوا فِي أَنفُسِهِمْ وَعَتَوْ عُتُوّاً كَبِيراً * يَوْمَ يَرَوْنَ الْمَلَائِكَةَ لَا بُشْرَى يَوْمَئِذٍ لِّلْمُجْرِمِينَ وَيَقُولُونَ حِجْراً مَّحْجُوراً * وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاء مَّنثُوراً)) الفرقان (20 -23)
    عن الرضا (ع): (إن الإمام مؤيد بروح القدس وبينه وبين الله عمود من نور يرى فيه اعمال العباد وكلما احتاج إليه لدلالة اطلع عليه ويبسطه فيعلم ويقبض عنه فلا يعلم والامام يولد ويلد ويصح ويمرض ويأكل ويشب ويبول ويتغوط وينكح وينام وينسى ويسهو ويفرح ويحزن ويضحك ويبكي ويحيى ويموت ويقبر ويزار ويحشر ويوقف ويعرض ويسأل ويثاب ويكرم ويشفع…). عيون أخبار الرضا (ع) – الشيخ الصدوق – ج 2 – (ص) 193 بـ 19 ح2.
    مسائل سبع في القراءة:
    الأولى : لا يجوز قول آمين آخر الحمد .
    الثانية : الموالاة في القراءة شرط في صحتها ، فلو قرأ في خلالها من غيرها ، أستأنف القراءة وكذا لو نوى قطع القراءة وسكت. أما لو سكت في خلال القراءة لا بنية القطع ، أو نوى القطع ولم يقطع ، مضى في صلاته .
    الثالثة : " الضحى " و " ألم نشرح " سورة واحدة . وكذا " الفيل " و " لايلاف " . فلا يجوز إفراد إحديهما من صاحبتها في كل ركعة . ولا يفتقر إلى البسملة بينهما .
    الرابعة : إن خافت في موضع الجهر أو عكس ، جاهلا أو ناسيا لم يعد .
    الخامسة : يجزيه عوضا عن الحمد إذا تعذر عليه قراءتها قراءة بسملتها عشر مرات أو اثنتا عشرة تسبيحة ، صورتها : سبحان الله ، والحمد الله ، ولا إله إلا الله ، والله أكبر - ثلاثا
    السادسة : من قرأ سورة من العزائم في النوافل ، يجب أن يسجد في موضع السجود . وكذا إن قرأ غيره وهو يستمع ، ثم ينهض ويقرأ ما تخلف منها ويركع . وإن كان السجود في آخرها ، يستحب له قراءة الحمد ليركع عن قراءة .
    السابعة : المعوذتان من القرآن ، ويجوز أن يقرأ بهما في الصلاة فرضها ونفلها .
    اللّهُمَّ إن تَشَأْ تعفُ عَنّا فَبِفضْلِكَ ، وَانْ تَشَأْ تُعَذِّبْنا فَبَعدْلِكَ. فَسَهِّلْ لَنَا عَفْوَكَ بِمنِّكَ ، وَأَجِرْنَا مِنْ عَذَابِكَ بِتَجاوُزكَ; فَإنَّهُ لاَ طاقَةَ لَنَا بَعدِلكَ، وَلاَ نجاةَ لأحَد دُوْنَ عَفْوِكَ. يا غَنِيَّ الأغْنياء هَا نَحَنُ عِبادُكَ ، وَأَنَا افقر أَلفْقَراء إليْكَ فَأجْبُرْ فاقَتَنا بِوُسْعِكَ ، ولا تَقْطَعَ رَجَاءنا بِمَنْعِكَ فَتَكُوْنَ قد أَشْقَيْتَ مَنِ اسْتَسْعَدَ بِكَ ، وَجَرَمْتَ مَنِ اسْتَرْفَدَ فَضْلَكَ. فَإلى مَنْ حيْنئذ مُنْقَلَبُنَا عَنْكَ ، وإلى أيْنَ مَذهَبُنَا عن بَابِكَ ، سُبْحَنَكَ نَحْنُ المضْطُّرون الذّينَ أَوْجَبْتَ إجابَتَهُمْ ، وَأهْلُ السُّوْء الذّيْنَ وَعَدْتَ الْكَشْفَ عَنْهُمْ. وَأَشْبَـهُ الأَشْياءِ بِمَشِيَّتِـكَ ، وَأَوْلَى الأمُورِ بِكَ فِيْ عَظَمَتِكَ رَحْمَةُ مَنِ اسْتَرْحَمَكَ، وَغَوْثُ مَنِ اسْتَغَاثَ بِكَ، فَارْحَمْ تَضَرُّعَنَا إلَيْكَ، وَأَغْنِنَا إذْ طَرَحْنَـا أَنْفُسَنَا بَيْنَ يَـدَيْكَ. أللَّهُمَّ إنَّ الشَّيْطَانَ قَدْ شمِتَ بِنَا إذْ شَايَعْنَاهُ عَلَى مَعْصِيَتِكَ، فَصَلِّ عَلَى مُحَمَّد وَآلِهِ وَلا تُشْمِتْهُ بِنَا بَعْدَ تَرْكِنَا إيَّاهُ لَكَ، وَرَغْبَتِنَا عَنْهُ إلَيْكَ.
  • راية اليماني
    مشرف
    • 05-04-2013
    • 3021

    #2
    رد: خطبة جمعة في الخليج بتأريخ 27 ربيع الثاني 1435 هجري - هل المعصوم يعلم جميع العلوم الدنيوية؟

    جزاكم الله خيرا انصار الخليج العربي !

    Comment

    Working...
    X
    😀
    🥰
    🤢
    😎
    😡
    👍
    👎