إعـــــــلان

Collapse
No announcement yet.

هل أن السيستاني أعلم أهل الأرض بعلم الفلك؟.. شواهد لأخطاء فلكية وقع فيها السيستاني

Collapse
X
 
  • Filter
  • الوقت
  • Show
Clear All
new posts
  • kehf_alfetya
    مشرف
    • 23-06-2012
    • 380

    هل أن السيستاني أعلم أهل الأرض بعلم الفلك؟.. شواهد لأخطاء فلكية وقع فيها السيستاني

    بسم الله الرحمن الرحيم

    اللهم صلي على محمد وال محمد الائمة والمهديين وسلم تسليما كثيرا

    ليس في هذا التساؤل انتقاص من السيستاني، بل نريد أن ننتقد العقلية التي قبلت هذه الفكرة والنفوس التي سولت بها، ومن المؤكد أن سماحته لم يقلها أبداً.
    والفقهاء مختصون بالفقه ولكنهم قد يحتاجون علم الفلك في تصور مواضيع بعض المسائل الشرعية، وقد يحتاجون الطب أو الرياضيات في موارد قليلة، لذا فهم يدرسون منها ما يحتاجونه، والسيستاني كغيره من الفقهاء المعاصرين له لم يدخلوا مدرسة أكاديمية بل درسوا العلوم الحوزوية مباشرة بعد أن تعلموا القراءة والكتابة من الكتاتيب.
    وقد وجدنا بعض الفقهاء الأحياء (في حوزة النجف) يستعمل ما في المجسطي لبطليموس (ت 148م) لتصوير مسألة الكسوف والخسوف لطلبة بحثه الخارج، رغم أن كتاب العلوم في الابتدائيات أدق من المجسطي وصفاً للموضوع.
    ووجدنا منهم (في حوزة قم المقدسة) من يعتمد على قول جمشيد الكاشي (ت 1429م) في أن جرم الشمس أكبر بـ(360) مرة من جرم القمر، مع أن علم الفلك الحديث يثبت أن النسبة أكبر من هذا بكثير، وعلماء الفيزياء الفلكية يقومون بحساب ما تفقده الشمس من كتلة كل ساعة.
    ولم تتوفر حوزاتنا العلمية على دروس دقيقة حديثة في هذه العلوم، بل إن علماءنا جزاهم الله خيرا يفعلون ما بوسعهم لتنقيح مواضيع القضايا الفقهية التي تحتاج إلى مثل هذه العلوم. ويستعينون بمختصين في هذا المجال الفلكي كما يستعينون بالطبيب وغيره عند الحاجة.
    فليس من العيب على الفقيه أن لا يكون أعلم الناس بالفلك، بل لا يمكنه ذلك فإن هذا العلم يحتاج إلى رياضيات متقدم ومراصد فلكية وجداول وبرمجيات لا حصر لها، وعلم الفلك يدخل ضمن اختصاصنا الأكاديمي، ونعرف أن بعض المسائل والحسابات الفلكية تحتاج إلى معادلة ذات (300) متغير لحساب نتائجها كاحتمالية رؤية الهلال بما فيها من حسابات الجيب والجيب تمام والظل ومقلوب الظل.
    وقد سرت شائعة من لسان بعض وكلاء السيستاني والمروجين له مفادها أن الكوريين أطلقوا مركبة فضاء إلى المريخ وضلت طريقها وضاعت عليهم، فجاؤوا إلى السيستاني وراجعوه لثلاثة أيام حتى أعطاهم الحل في اليوم الثالث بأن يطلقوا مركبة أخرى بزاوية معينة ثم مركبة أخرى بزاوية أخرى حتى تجذباها، فقاموا بذلك الحل ورجعت إليهم مركبتهم سالمة وتعجبوا من علم السيستاني..
    وكم خجلت واستحييت حين قرأت هذه القصة في مجلة أجنبية تستهزئ بالعقلية الخرافية لشيعة العراق.. ولكن الخجل ليس بسبب جهل الناس فإن الكثير منهم ضحية الظلمة والطواغيت والمستعمرين الذين ضيقوا عليهم سبل العيش والمعرفة..
    وإنما الخجل من الذين يتاجرون بأوهام الناس ويستغلون جهلهم لتعطيل عقولهم وتقديم المراجع لهم كشخصية خرافية تفعل كل شيء.. فيجعلونهم مسخرة لشعوب العالم لمجرد الترويج لمرجعهم على حساب المراجع الآخرين، فحين أعجزتهم الحيلة اخترعوا نقاط تفوق، ثم حين احتاجوا أكثر اخترعوا أشياء جديدة، ثم اخترعوا حتى أخرجوها عن نطاقها..
    والحقيقة أن كثيراً من مقلدي السيستاني يقبلون مثل هذه الخرافية لا سيما بعيد عام 2003، وقد تحسن الوضع قليلاً حتى صار البعض يستحي من نسبها للسيستاني ويعتبرونها جرحاً وغمزاً..
    وسنبين لكم في المقالة التالية نقاط ضعف كبيرة لدى السيستاني في علم الفلك أدت إلى أن يصوم الناس يوم العيد أو أن يصوم مقلدوه في أوربا رمضان بـ(31) يوماً، وغيرها من الأمور، ليس للانتقاص منه طال عمره، ولكن ليخرج بعض المقلدين من مملكة الخيال التي بنوها لسماحته أو بناها له المتملقون في أذهان المقلدين، ويبحثون عن مادة واقعية للبناء تكون أدوم بقاءً.
    وقد كانت نتيجة تساؤلي الأول أن السيستاني لم يخرّج مجتهداً.
    وفي المقالة الثانية بيّنت ما يمكن للإعلام أن يقوم به لخداع الناس.
    وفي الثالثة بيّنت أنه لا وجود للشياع بشأن أعلمية السيستاني التي أرسلوها إرسال المسلمات في الوقت الذي لا درس لسماحته ولا كتاب يقارنه العلماء ومعظم كتبه عناوين لا وجود له بين يدي الناس..
    كما تبين لنا أنه حتى من يكتب سيرته لا يعرف ما هي الحجة الكافية للمرجعية ولا يستطيع الخلاص من الوقوع في التناقض في أسطر قليلة من كتابته..
    ومع كل ما تقدم لم يقتنع بعض القراء وصعب عليه القبول، فعلمت أن المشكلة ليس في الشبهة فنرفعها بالدليل العقلي الواضح، بل في الذهنيات التي ملأوها بالأوهام وقيدوا قوة العقل المستنير بالدليل المجرد.. فأردنا أن نعالج اليوم هذه الذهنية الخرافية لدى الناس التي تقبل بمثل خرافة أن السيستاني أعلم أهل الأرض بالفلك..



    شواهد لأخطاء فلكية وقع فيها السيستاني

    أول ما يثير الاستغراب بين رأي السيستاني وتصرف مكتبه في قضية ثبوت الهلال أن السيستاني يمنع من ثبوت الهلال بحكم الحاكم الشرعي، قال (وفي ثبوته بحكم الحاكم -الذي لا يُعلم خطؤه ولا خطأ مستنده- إشكال بل منع، نعم إذا أفاد حكمه أو الثبوت عنده الاطمئنان بالرؤية في البلد أو فيما بحكمه اعتمد عليه)[1].
    بينما نرى أن تطبيق المكتب خلاف ذلك فإن الناس تنتظر إعلاناً من مكتبه في كل فطر، وتتواصل الاتصالات بين الوكلاء والمكتب وتُعرض الشهادات على المكتب كل مرة فترفض أو تقبل، ففي عام 1429 صدر من مكتب سماحته إعلان: (يعلن مكتب السيستاني دام ظله للمؤمنين الكرام أنه قد تم التحري عن هلال شهر شوال المكرم بعد غروب الشمس يوم الثلاثاء 29/رمضان وبعد تمحيص الشهادات المتوفرة والتدقيق فيها لم يثبت لدى سماحة السيد رؤية الهلال بالعين المجردة في العراق والأماكن القريبة منه؛ وإنما ثبتت رؤيته في ...) إلخ.

    وحدة الأفق:
    استفاد بعض الفقهاء من فكرة وحدة الآفاق لإثبات رؤية الهلال في البلدان التي لها أفق واحد، فتصور بعض الفقهاء أن القمر مثل الشمس إذا طلعت على بلد ستطلع على جميع البلدان التي تشترك معها في المستوى العمودي في الكوكب، وهذه الفكرة (وحدة الآفاق) لم تطرح في أحاديث الأئمة (عليهم السلام) وإنما تكلفها بعض الفقهاء اعتماداً على تصورهم لكروية الأرض ودوران القمر حول الأرض بغية التوسع في إمكانية إثبات رؤية الهلال.
    وما نعرفه كمختصين في هذا المجال وباحثين فيه، أنه ليس هناك أفق للقمر كما هو أفق الشمس، فإن القمر قد يطلع ويُرى على بلد مثل جنوب أفريقيا في الصيف ولا يُرى في شمال أفريقيا أو أوربا، وقد يطلع ويُرى في الشتاء في أوربا ولا يرى في جنوبها، لأن القمر لا يدور موازٍ لخط استواء الأرض بل يكون قريباً من الجنوب في الصيف وقريباً من الشمال في الشتاء، وهو صغير نسبة للأرض وقريب منها؛ فينحجب عن بعض المناطق الشمالية صيفاً وينحجب عن المناطق الجنوبية شتاءً.
    ولذا لا أفق مشترك له يُرى فيه بنفس الوقت، وقياسه على أفق الشمس قياس مع الفارق، وعلم الفلك والجغرافية الفلكية يثبت خلاف ذلك بسهولة كما قربنا في الشكل المرفق.
    كما أن الشمس بدورها لا أفق ثابت لها، لأن الأرض تتأرجح بمدارها حول قطبها الجنوبي فيكون أفق الشمس للعراق في الصيف مع السودان وفي الشتاء مع عُمان، فتأمل في الفرق.
    وقد نمت ثقافة الناس وسرت الثقافة الفلكية للفقهاء فتنازل بعضهم عن فكرى اتحاد الأفق للقمر، ولكن السيستاني لم يتنازل عنه وحاول تغيير تعريف اتحاد الأفق بشكل أفقده فائدته التطبيقية ومعناه؛ فقال: (المراد في مسألة ثبوت الهلال أن يكون إمكان رؤية الهلال في أفق ملازماً لإمكانها في البلد الآخر..) [2].
    فتأملوا في هذا الجواب هل له محصلة وهل هو إلا من تحصل الحاصل. فالفقهاء جاؤوا بمصطلح اتحاد أفق القمر للاستفادة منه في إثبات رؤية الهلال في الفقه وليس لطرح ثقافة فلكية.
    ولا معنى لقوله: (إمكان رؤية الهلال في أفق ملازماً لإمكانها في البلد الآخر) فمن كان يفهم فائدة تطبيقية لهذه العبارة فليتفضل لبيانها، وكيف يمكن إثبات شيء وفق هذا المعنى لاتحاد الأفق.
    وهو من الدور لأنه يعرّف الاتحاد بالأفق بلوازمها (الرؤية في البلدان متحدة الأفق) التي هي نتائج متفرعة عنه.
    فضلاً عن أنه ليس موجوداً في كلمات الأئمة (عليهم السلام) والثقافة الفلكية التي اعتمدت لانتزاعه ظنية لا تكفي للبت في الأمر، وقد أثبت العلم الحديث خلاف ذلك، فإن من الممكن فلكياً أن يُرى الهلال في الحلة ولا يرى في بغداد صيفاً وفي بغداد لا في الحلة شتاءً.
    نعم من الممكن تعميم الرؤية فقهياً لا فلكياً وبدون الحاجة إلى مفهوم اتحاد الأفق المبهم هذا، وليس هو من المفاهيم العرفية التي يُرجع في مداليلها إلى العرف بل هو مسألة فلكية دقيقة ينبغي الرجوع فيها إلى المختصين، ولا عيب على الفقيه أن يرجع إليهم كما يرجع إليهم في المسائل الطبية وغيرها، وإنما العيب أن يصرّ أتباعه على ادعاء شيء لم يدّعه لنفسه، فنحن نوجه الانتقاد بالدرجة الأساس إلى هذه العقلية الخيالية التي تقبل كل شيء دون ضابطة ونحاول أن نصنع حصانة ضد تخاريف المروجين الذين جعلوا سماحته أعلم أهل الأرض في علم الفلك. وليست الإشارة في هذا النقد موجهة للسيستاني فقط بل لعدد من الفقهاء الذين اعتمدوا على مفهوم اتحاد الأفق لإثبات الهلال أو نفيه.

    وقد التفت الشيخ النراقي (ت 1245 هجـ) إلى هذه المسألة فنفى أن يكون للقمر أفق كأفق الشمس، ولكن كثيراً من الفقهاء المتأخرين عنه لم يلتفتوا إلى هذه الحقيقة التي عرفها منذ ذلك الزمان وقبل أن تكون هناك ثقافة فلكية وأكاديميات قريبة ومصادر علمية عن المسألة كما هو قريب اليوم من تناول الفقهاء..

    للموضوع تتمة..

    ---المصادر---
    [1] منهاج الصالحين، ج1، ص335، الطبعة الثانية.
    [2] قال سماحته: (إذا رؤي الهلال في بلد كفى في الثبوت في غيره مع اشتراكهما في الأفق بمعنى كون الرؤية الفعلية في البلد الأول ملازماً للرؤية في البلد الثاني لولا المانع من سحاب أو غيم أو جبل أو نحو ذلك) (منهاج الصالحين: فصل ثبوت الهلال: ج 1، ص 335، المسألة 1044.


Working...
X
😀
🥰
🤢
😎
😡
👍
👎