إعـــــــلان

Collapse
No announcement yet.

جانب من خطبة الجمعة في سيدني بتاريخ 29 ربيع الاول 1435

Collapse
X
 
  • Filter
  • الوقت
  • Show
Clear All
new posts
  • from_au
    عضو نشيط
    • 29-08-2011
    • 131

    جانب من خطبة الجمعة في سيدني بتاريخ 29 ربيع الاول 1435

    بسم الله الرحمن الرحيم
    الحمدلله ربّ العالمين و صلّى الله على محمدٍ و آله الطيبين الطاهرين الائمة و المهديين و سلم تسليماً كثيرا.
    الحمد لله مالك الملك، مجري الفلك مسخر الرياح، فالق الإصباح، ديان الدين، رب العالمين، الحمد لله الذي من خشيته ترعد السماء وسكانها وترجف الأرض وعمارها، وتموج البحار ومن يسبح في غمراتها.
    الجهاد
    قال تعالى: ((أُذِنَ لِلَّذينَ يُقاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَ إِنَّ اللَّهَ عَلى‏ نَصْرِهِمْ لَقَدير * الَّذينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلاَّ أَنْ يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ وَ لَوْ لا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوامِعُ وَ بِيَعٌ وَ صَلَواتٌ وَ مَساجِدُ يُذْكَرُ فيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثيراً وَ لَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزيز))
    أيّها المؤمنون والمؤمنات إنّ هؤلاء الحكّام تسلطوا على المسلمين بالقوّة، واستبيحت الدماء التي حرم الله وبالمكر والخداع وشراء المرتزقة من الأراذل، وأخذوا يحاربون كل إنسان حرّ يرفض التعبّد بقوانينهم لأنّهم يرون أنفسهم آلهة يجب أن تطاع من دون الله، إنّهم يعتبرون أنفسهم فوق البشر فعليهم أن يقولوا ويفعلوا وعلى الناس أن يثنوا على الأقوال ويحمدوا الأفعال، إنهم مستكبرون لا يعون الكلمة الطيبة، إنّما يفهمونه القوّة، والقوّة فقط هي التي تحل مشكلتنا مع هؤلاء الظلمة المستكبرين، وهذا قدرنا، إنّ الله سبحانه وتعالى شاء أن يمتحن المؤمنين بالجهاد ليعلم الصادق في إيمانه من الكاذب الذي يدعي الإيمان.
    قال تعالى: ((الم* أَ حَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَ هُمْ لا يُفْتَنُون* وَ لَقَدْ فَتَنَّا الَّذينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذينَ صَدَقُوا وَ لَيَعْلَمَنَّ الْكاذِبين* أَمْ حَسِبَ الَّذينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئاتِ أَنْ يَسْبِقُونا ساءَ ما يَحْكُمُون* مَنْ كانَ يَرْجُوا لِقاءَ اللَّهِ فَإِنَّ أَجَلَ اللَّهِ لَآتٍ وَ هُوَ السَّميعُ الْعَليمُ* وَ مَنْ جاهَدَ فَإِنَّما يُجاهِدُ لِنَفْسِهِ إِنَّ اللَّهَ لَغَنِيٌّ عَنِ الْعالَمين))
    إنّ هؤلاء الطواغيت ركزوا بين اثنين السّلة أو الذلة كما قال مولانا الحسين (ع) ويأبى الله لنا الذلة ورسوله والمؤمنون، فلا بد من جهاد هؤلاء الطواغيت ومرتزقتهم الذين يمتصون دماء المسلمين قبل أن يأتي يوم نصبح فيه أجساد بلا دماء وأموات نسير على الأرض،وليس لمسلم أن يقول لا أريد أن أتدخل في السياسة؛ لأنّ كل مسلم ملتزم بإسلامه متفّقه في دينه هو سياسي.
    انظروا إلى كتب الفقه الإسلامي إنّ ما فيها من أحكام المعاملات الاقتصادية والاجتماعية والقضائية والسياسية أكثر بكثير مما فيها من أحكام العبادات، ثم أليس القرآن هو دستور حياتنا والطريق الذي يرسمه لنا هو الصراط المستقيم الذي يجب أن نسير عليه؟ فإذا تدبّرنا القرآن وجدناه ثورة الأنبياء (ع) والمؤمنين المستضعفين بوجه الطواغيت المستكبرين، وإذا تدبّرنا حديث النبي (ص) وجدناه يقول: (أفضل الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر)
    إنّ في هذا الحديث تفضيل لجهاد الحاكم الجائر؛ وذلك لأنه يحكم بحكم الجاهلية ويتّبع هواه ويستبيح الدماء والأموال والفروج ولا يبقى من الإسلام إلّا ما يوافق هواه، ويشتري من علماء السوء من يفسّر له القرآن وفق هواه فيجعل أولي الأمر في الآية: ((يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا أَطيعُوا اللَّهَ وَ أَطيعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ)) هم الحكام الظلمة لا الأئمة الاثنا عشر المعصومون (ع) ويصبح موسى وعلي والحسين (ع) بغاة على أئمة زمانهم فرعون ومعاوية ويزيد لعنهم الله، وهكذا يرجع الناس إلى الجاهلية ولا يبقى من القرآن إلّا رسمه ومن الإسلام إلّا اسمه.
    ومن هنا نعرف أنّ جهاد الحاكم الجائر جهاد دفاعي عن الإسلام فلابد للمسلمين من مجاهدة الطواغيت المتسلطين على البلاد الإسلامية والقضاء على مرتزقتهم، وإقامة الحكومة الإلهية الربانية الإسلامية، وبالتالي تنفيذ ما شرّعه الله في القرآن الكريم وعلى لسان نبيه العظيم (ص) وما جاء به الأئمة الاثنا عشر المعصومون عن رسول الله (ص) في البلاد والعباد، ونشر العدل والقضاء على الفساد.
    قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ )ع):‏ ((إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ فَرَضَ الْجِهَادَ وَ عَظَّمَهُ وَ جَعَلَهُ نَصْرَهُ وَ نَاصِرَهُ وَ اللَّهِ مَا صَلَحَتْ دُنْيَا وَ لَا دِينٌ إِلَّا بِهِ)).
    قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ (ع):‏ ((كَتَبَ اللَّهُ الْجِهَادَ عَلَى الرِّجَالِ وَ النِّسَاءِ فَجِهَادُ الرَّجُلِ بَذْلُ مَالِهِ وَ نَفْسِهِ حَتَّى يُقْتَلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَ جِهَادُ الْمَرْأَةِ أَنْ تَصْبِرَ عَلَى مَا تَرَى مِنْ أَذَى زَوْجِهَا وَ غَيْرَتِهِ)).
    والجهاد ليس فقط برفع السيف بل الجهاد يكون في المال و النفس و اللسان؛ كما جاء في الحديث ما قام الاسلام الا بسيف علي و أموال خديجة؛ و هل كان رسول الله (ص) بحاجة الى اموال خديجة؟ و هل ان الله سبحانه الذي رزق خديجة (ع) بتلك الاموال غير قادر و حاشاه على ان يرزق نبيه محمد (ص) نعم و لكنه إمتحان للناس و رفع درجات على قدر العطى, و كذلك الامام احمد الحسن (ع) ليس بحاجة الى الاموال التي هي بيد الناس مع العلم ان كل ما بيد الناس هو من فضل آل محمد (ع) لان الفيض الالهي ينزل الى الناس من خلالهم و الناس يرزقون بهم (ع).
    ولعل أهم ما يجب أن تعرفه أن من لا يدفع ماله في سبيل الله لا يدفع نفسه في سبيل الله، فالذي لا يدفع الخمس والزكاة لن يقاتل مع صف الإمام الحجة (ع) بل لا يبعد أنه سيحارب ضد الإمام (ع) إذا تعارضت عدالة الإمام (ع) مع مصالحه الشخصية، وانظر بعين الإنصاف أن المال كّله لله فهو مالك كل شيء، ومع ذلك فقد جعل لك أربعة أخماس، ما جعلك مستخلفًا فيه، وفرض عليك أن تدفع الخمس والزكاة لتعبّر عن طاعتك له وحبّك له ولرسوله وذريته، لا لحاجة الله لهذا المال، فأنت اليوم تنفقه على الفقراء والمساكين إن أخرجته.
    وأضرب مثالاً: صاحب مزرعة أعطاها لعمّال فقال لهم اعملوا فيها وخذوا أربعة أخماس الإنتاج، والخمس الباقي أعطوه لجيرانكم من الفقراء؛ لأني لا أريدهم أن يجوعوا أو يعروا، فطمع العمّال حتى بالخمس وأكلوه، هل ترى أكرم من صاحب المزرعة، وهل ترى أبخل من هؤلاء العمّال.
    قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ (ع):‏ ((مَنْ زَعَمَ أَنَّ الْإِمَامَ يَحْتَاجُ إِلَى مَا فِي أَيْدِي النَّاسِ فَهُوَ كَافِرٌ إِنَّمَا النَّاسُ يَحْتَاجُونَ أَنْ يَقْبَلَ مِنْهُمُ الْإِمَامُ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ- خُذْ مِنْ أَمْوالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ‏ وَ تُزَكِّيهِمْ‏ بِها)) الكافي: ج1 ص537
    عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَمَّارٍ عَنْ أَبِي إِبْرَاهِيمَ (ع) قَالَ: ((سَأَلْتُهُ عَنْ قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ- (مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضاعِفَهُ لَهُ وَ لَهُ أَجْرٌ كَرِيمٌ)‏ قَالَ نَزَلَتْ فِي صِلَةِ الْإِمَامِ)) الكافي: ج1 ص537
    ولابد من الجهاد المسلح، ولكي نهيئ هذه الأمة لهذه المرحلة لابد من أمور، منها:
    نشر الفقه الديني بين المؤمنين:
    وهذه مهمّة كل مؤمن، وهو واجب شرعي؛ لأنه مقدمة كل العبادات ولصحة المعاملات، ولكن كل بحسبه ووسعه، فواجب خريجي الجامعات ليس كواجب الأمي؛ فمثلاً على خريج الجامعة أن يدرس الفقه أو بعض المسائل الفقهية ويستعين بطلبة العلوم الدينية، وهذا واجبهم كمرشدين، ثم يقوم هو بنشر الفقه بين المؤمنين.
    أمّا الذي لا يقرأ فيستطيع أن يتعّلم بعض المسائل الفقهية في الجامع أو من بعض المؤمنين ثم يقوم بنشرها بين المؤمنين، ولا يستقل أحد علمه فلو كنت تعرف مسألة فقهية واحدة فاعمل على نشرها بين المؤمنين. واعلموا أنّ بنشر الفقه وتباحث المؤمنين حول التشريع الإسلامي وأحوال المسلمين اليوم يتعرّى الطواغيت وأعوانهم الذين يتظاهرون بالإسلام، ويعرف المسلمون مدى خروج هؤلاء الحكّام الظلمة عن الشريعة المقدسة واستهزائهم بها ومحاربتهم لأولياء الله الربانيين والمؤمنين المتدينين.
    نسأل الله سبحانه و تعالى أن يجعلنا من الذين ينشرون الحق و الشريعة الاسلامية بين المؤمنين انه سميع مجيب.
    بسم الله الرحمن الرحيم*قل هو الله أحد*الله الصمد*لم يلد و لم يولد* و لم يكن له كفوا أحد.


    بسم الله الرحمن الرحيم
    الحمدلله رب العالمين وصلى الله على محمد و آل محمد الأئمة و المهديين و سلم تسليما كثيرا
    الحمدلله مالك ملك مجري الفلك مسخر الرياح فالق الإصباح ديان الدين رب العالمين.
    اللهم صل على محمد عبدك و رسولك و أمينك و صفيك و حبيبك و خيرتك من خلقك, اللهم و صل على علي أميرالمؤمنين و وصي رسول رب العالمين, و صل على الصديقة الطاهرة فاطمة الزهراء سيدة نساء العالمين و صل على سبطي الرحمة و امامي الهدى الحسن و الحسين سيدي شباب أهل الجنة ,اللهم و صل على أئمة المسلمين علي بن الحسين و محمد بن علي و جعفر بن محمد و موسى بن جعفر و علي بن موسى و محمد بن علي و علي بن محمد و الحسن بن علي و الخلف الهادي المهدي حججك على عبادك و أمناءك في بلادك صلاة كثيرة دائمة اللهم و صلي على ولي أمرك القائم المؤمل و العدل المنتظر احمد الحسن و حفه بملائكتك المقربين و أيده بروح القدس يا رب العالمين.
    أخوتي المؤمنين أوصيكم و نفسي بتقوى الله سبحانه و تعالى.
    قال تعالى: ((وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ))
    لقد مرت علينا ذكرى أليمة على قلب قائم آل محمد (ع) و على قلوبنا جميعا و هي اعدام اثنين من أبناء القائم (ع) على يد بني العباس أي الحكام باسم الدين في هذا الزمان, و في هذا عبرة لمن يعتبر.
    عندما نرجع الى التاريخ نجد الذين حاربوا الانبياء و الاوصياء (ع) كانوا يتظاهرون بالايمان و التدين على سبيل المثال نجد علماء بني اسرائيل أرادوا قتل عيسى (ع) باسم شريعة موسى (ع) و هذا هو الدور الخطر ان هؤلاء لم يحاربوا الانبياء و الاوصياء من مبدأ خارجي بل يدخلون الى الدين أولاً و من ثم يحاولون ايجاد أرضية في المجتمع لتحميهم و من ثم يتصدروا الناس في محاربة خلفاء الله.
    و هذا ما يحصل اليوم نجد المرجعية تتدخل في السياسة بالباطل بعد الصمت الطويل من أجل الحفاظ على منصبها و قدرتها و أموالها التي لا تعد و لا تحصى, و تحرك الناس و الحكومة باسم الدين و باسم التشيع لقتل أبناء القائم (ع) و قتل القائم نفسه, لانهم يحسون بالخطر على مصالحهم الدنيوية.
    و تجرؤوا على أكثر من ذلك غيروا سنة الله سبحانه و تعالى و سنة نبيه (ص) باسم الدين و نجد الناس مع شديد الأسف نيام ينعقون مع كل ناعق من دون تدبر أو تفكر.
    و هؤلاء الناس لم ينظروا الى أسباب التفرقة التي حصلت بين أبناء المذهب الواحد و لو رجعنا و نظرنا الى الاسباب لوجدنا السبب الاول في التفرقة هم الفقهاء بسبب اجتهاداتهم في الامور و عندما يختلفون في الآراء نجد كل واحد يسقط الآخر من أجل الحفاظ على من يتبعه من الناس و على الاموال التي يحصل عليها من هؤلاء الناس الذين أصبحوا كالأنعام بل هم أضلوا سبيلا.
    و لهذا قال النبي (ص) عن هؤلاء الفقهاء في وصيته لإبن مسعود: يابن مسعود علماؤهم وفقهاؤهم خونة فجرة الا إﻧﻬم أشرار خلق الله، وكذلك أتباعهم ومن يأتيهم ويأخذ منهم ويحبهم ويجالسهم ويشاورهم أشرار خلق الله)
    و رسول الله (ص) يسمي هؤلاء و اتباعهم بانهم أشرار خلق الله و هم يدعون أنهم على الاسلام و سنة رسول الله (ص).
    أيها المؤمنون لقد أنجانا الله سبحانه و تعالى من فتنة هؤلاء الفقهاء الضالين المضلين و نسأله سبحانه كما منّ علينا بالهداية أن يمنّ علينا بالثبات و لكن الثبات يحتاج الى العمل و الدعاء و التضرع بين يديه سبحانه و تعالى.
    أيها الأحبة الشهادة هي الطريق للوصول الى أعلى درجات الجنان و هذا ما ذكره رسول الله (ص) للامام الحسين (ع) كما جاء في الرواية ما معناه: ( يا حسين ان لك عند الله درجة لن تنالها الا بالشهادة).
    فهؤلاء الانصار شهداء دولة العدل الالهي صبروا و جاهدوا في سبيل الله سبحانه و تعالى و انشاءالله نالوا أعلى الدرجات في الجنان.
    و هذه بعض الاحاديث في الجهاد و فضل الشهيد:
    قال رسول الله (ص): (كل حسنات بني آدم تحصيها الملائكة إلا حسنات اﻟﻤﺠاهدين، فإﻧﻬم يعجزون عن علم ثوابها)
    و قال (ص): ( السيوف مفاتيح الجنة)
    الجنة التي لا عين رأت و لا أذن سمعت و لا خطر على قلب أحد و الكل يتمنى الدخول لها و أن لا يخرج منها ولكن الشهيد الذي يقتل في سبيل الله يتمنى أن يخرج منها و يرجع الى الدنيا ليقتل و يقتل مرات في سبيل الله لينال أعلى درجات الجنان.
    و قال (ص): ( ما من أحد يدخل الجنة فيتمنى أن يخرج منها إلا الشهيد, فأنه يتمنى أن يرجع فيقتل عشر مرّات مما يرى من كرامة الله)
    و لمن يريد الوصول الى هذه الدرجة و أن يحصل على هذه الكرامة لابد أن يبدأ بأمور:
    أولا: محاربة النفس و الأنا و الشهوات: لانها كالسلاح بيد الشيطان يحاول أن يطعن بها الانسان ليبعده عن الصراط المستقيم, و عندما سئل الامام أحمد الحسن (ع) عن كيفية محاربة الأنا أجاب (ع): محاربة الأنا من جهتين الأولى هي في هذا العالم الجسماني والثانية في الملكوت والعالم الروحاني فالإنسان مركب من الجسم والروح (أو النفس وهي الناطقة المغروسة في الجنان في أدنى مراتب الروح )
    أما محاربة الأنا في هذا العالم الجسماني فتتم بالتحلي بمكارم الأخلاق وأهمها الكرم قال تعالى: (وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ) (الحشر: 9) ، فعلى المؤمن أن ينفق في سبيل الله على الفقراء والمساكين وعلى المجاهدين ويوفر لهم العدة اللازمة لقتال عدو الله وخير الكرم ما كان عن حاجة أو قلة ذات يد (وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ) ، كما على المؤمن أن لا يحب التقدم على المؤمنين أو المراكز القيادية ، ورد في الحديث عن الرسول (ص) ما معناه ( من تقدم على قوم مؤمنين وهو يعلم أن فيهم من هو خير منه أكبه الله على منخريه في النار ) ، وأكتفي بهذا القدر وأترك التفريع والتفصيل للمؤمنين
    أما محاربة الأنا في العالم الروحاني فتتم بالتدبر والتفكر قال رسول الله (ص) لعلي (ع) ما معناه ( ياعلي ساعة تفكر خير من عبادة ألف عام ) ، وتعال معي يا أخي المؤمن لنتفكر في حالنا المخزي بين يدي الله سبحانه وتعالى ، وليكن أحدنا من يكون ، هب أنك أحد الثلاث مائة وثلاثة عشر وهب أنك أحد النقباء الإثني عشر منهم ، وهؤلاء هم خيرة من في الأرض يقول فيهم أمير المؤمنين (ع) ما معناه (بأبي وأمي هم من عدة أسمائهم في السماء معروفة وفي الأرض مجهولة … ) وقالوا (ع) فيهم (أن الأرض تفتخر بسيرهم عليها) وبكى لأجلهم الصادق (ع) قبل أكثر من ألف عام ودعا لهم وقال ما معناه ( يارب أن كنت تريد أن تعبد في أرضك فلا تسلط عليهم عدواً لك) ، وقال الصادق (ع) ما معناه (ما كانوا كذلك لولا أنهم خلقوا من نور خلق منه محمد (ص) ومن طينة خلق منها محمد (ص) ) ، فتدبر فضلهم على عامة الناس وعلى عامة شيعة أهل البيت (ع) فالشيعة خلقوا من نورهم ومن فاضل طينتهم (ع) وهؤلاء الشيعة المخلصين أصحاب القائم (ع) خلقوا من نور خلق منه محمد (ص) ومن طينة خلق منها محمد (ص) ، ومع هذا الفضل العظيم والمقام الرفيع ومع أنهم من المقربين ومن أولياء الله الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون ، ولكن تعال معي إلى عرصات يوم القيامة لنرى حالهم بل حال جميع الخلق سوى محمد (ص) ، فإذا قامت القيامة لن يجروء أحد على الكلام بين يدي الله حتى يسجد محمد وحتى يحمد الله محمد وحتى يتكلم محمد (ص) ويشفع لخلق الله وعبيده ، فلماذا لن يسجد ويحمد ويتكلم في ذلك الموقف أحد إلا بعد سجود وحمد وكلام محمد (ص) ؟
    أمن تقصير بالخلق سوى محمد (ص) ؟؟؟
    أم من ظلم موجود في ساحة الله سبحانه وتعالى عن ذلك علواً عظيماً وكبيرا ؟؟
    أخي العزيز :
    أمير المؤمنين علي (ع) خير الخلق بعد محمد (ص) يقول (ألهي قد جرت على نفسي في النظر لها فلها الويل إن لم تغفر لها) ولو تدبرت كلامي السابق لعلمت أن أمير المؤمنين (ع) يقصد كل ما قال بكل معنى الكلمة ، فما حالنا نحن ؟؟
    والحق أقول لك :- أن الإنسان مهما كان ذو مقام رفيع وجاه وجيه بين يدي الله سبحانه وتعالى فعليه أن يعض على إصبعه حسرة وندما على قلة حياءه من الله سبحانه وتعالى الرحمن الرحيم الحليم الكريم ويردد هذه الكلمات يا حسرتي على ما فرطت في جنب الله حتى تقوم القيامة.
    ثانيا: الإخلاص في العمل, أي أن يعمل لا لكي يراه أحد و يمدحه أحد بل يعمل لينصر الله و خليفة الله لا لينصر نفسه.
    ثالثا: مخافة الله و الدعاء و التضرع الى الله بالتوفيق و التسديد
    نسأل الله سبحانه و تعالى أن يرزقنا الاخلاص و أن يوفقنا لما يحب و يرضى أنه سميع مجيب.
    بسم الله الرحمن الرحيم*والعصر* ان الانسان لفي خسر*الا الذين آمنوا و عملوا الصالحات و تواصوا بالحق و تواصوا بالصبر.

    ابومحمد العوادي

Working...
X
😀
🥰
🤢
😎
😡
👍
👎