إعـــــــلان

Collapse
No announcement yet.

جانب من صلاة الجمعة في حسينية الكاظمية المقدسة بتاريخ 29 ربيع الاول 1435 هجري قمري

Collapse
X
 
  • Filter
  • الوقت
  • Show
Clear All
new posts
  • شيخ نعيم الشمري
    عضو جديد
    • 05-03-2013
    • 94

    جانب من صلاة الجمعة في حسينية الكاظمية المقدسة بتاريخ 29 ربيع الاول 1435 هجري قمري

    بسم الله الرحمن الرحيم
    والحمد لله رب العالمين وصلي اللهم على محمد وال محمد الائمة والمهديين وسلم تسليما كثيرا
    في هذه الجمعة المباركة سوف نتناول العدو الحقيقي للانسان الا وهو نفسه التي بين جنبيه مرورا بحقيقة النفس وماهيتها واين محلها والى كم قسم تنقسم وكيفية استعمالها في طاعة الله وذلك لان النفس الانسانية هي العدو الحقيقي لانها موضع البلاء واس الداء وفيها موضع لخرطوم ابليس لعنه الله وهو النكتة السوداء اوالانا وبهذه الحالة لابد من معرفة هذا الداء لنضع له الدواء وانا لنا معرفته ونحن لا نرى الا امامنا فقط بل ربما نغفل عن ما نلاقيه ونشهده
    فلا ملاذ الا بمن احاطوا بتلك الامور علما وهم حجج الله الذين جاءوا ليعرفوا من التحق بركبهم حقيقة الدنيا الدنية وسلاح العدو القديم ابليس لعنه الله ويبينوا لهم سبيل النجاة
    النفس الانسانية : هي الصورة او الناطقة المغروسة في الجنان لان الانسان مركب من الجسم والروح أو النفس وهي الناطقة المغروسة في الجنان في أدنى مراتب الروح وهي الوعاء الذي الهمه الله الفجور والتقوى.
    قال الامام احمد الحسن ع (أن النفس الإنسانية هي وعاء لكلمات الله سبحانه ولذلك خلقها الله جلت قدرته. وهذه النفس الوعاء يكون تلقيها بحسب تطهرها وإخلاصها ﴿قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا﴾(- الشمس: 9.ولعل تلقي كلمات الله سبحانه في الملكوت، العالم الذي لم يعص الله سبحانه فيه طرفة عين، هو دليل كرم المعطي وتفضله الابتداء، وكذلك هو بيان للناس أنهم كلهم مشروع أنبياء ورسل لله سبحانه ولكنهم للأسف حظهم ضيعوا وربهم أغضبوا. الجواب لمنير عبر الاثير ج5 مقدمة الكتاب ص 5
    قال الامام احمد الحسن ع وهكذا فمن بني آدم ع من ارتقى بالعبادة والكمالات الأخلاقية، حتى وصل إلى القاب قوسين أو أدنى، فهو معلم الروحانيين والملائكة المقربين، وهو الإنسان الكامل أي محمد ص كما أن آدم ع علم الملائكة ما لم يكونوا يعلمون قال أمير المؤمنين: خلق الإنسان ذا نفس ناطقة إن زكاها بالعلم والعمل فقد شابهت جواهر أوائل عللها وإذا اعتدل مزاجها وفارقت الأضداد فقد شارك السبع الشداد (مناقب آل أبي طالب: ج1 ص327، عيون الحكم والمواعظ: ص304،
    ومن بني آدم من أردى نفسه في الهاوية فهو يسبح في بحر أجاج ظلمات بعضها فوق بعض إذا اخرج يده لم يكد يراها حتى أمسى ظلمانياً لا نور فيه وجهلاً لا عقل معه واضطراباً لا استقرار له وخوفاً لا طمأنينة فيه ولا سكينة تنـزل عليه. فلا يطمع في رحمة الله ويائس من روح الله مع أنّ إبليس لعنه الله إذا قامت القيامة يطمع في رحمة الله كما ورد في الحديث قال تعالى: ﴿وَإِذْ زَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ وَقَالَ لا غَالِبَ لَكُمُ الْيَوْمَ مِنَ النَّاسِ وَإِنِّي جَارٌ لَكُمْ فَلَمَّا تَرَاءَتِ الْفِئَتَانِ نَكَصَ عَلَى عَقِبَيْهِ وَقَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكُمْ إِنِّي أَرَى مَا لا تَرَوْنَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ وَاللَّهُ شَدِيدُ الْعِقَابِ﴾ الأنفال : 48............. فكل إنسان له نصيب في عالم الملكوت، ونصيبه نفسه وهي صورة مثالية وظل للعقل، وهذا الظل هو قوة الإدراك أو الناطقة المغروسة في الجنان. والحيوان الصامت يشاركنا فيها ولكن مرآة الإنسان أصفى فإشراق العقل على نفسه أبهى وأوضح فحظه من هذا الظل أكبر. ومن تتبع عالم الحيوان سيعلم أنّه لبعض الحيوانات القدرة على اختراع بعض الآلات، كما ورد عن بعض علماء الأحياء. وكمثال القنادس تنصب السدود لترفع منسوب الماء، فليس للإنسان فضل على الحيوان إلا أن ينظر في هذا الظل ليرى الحقيقة والعقل ويسير نحوها للتكامل بالعبادة والشكر والأخلاق الحميدة وإلاّ فان اكتفى بهذا الظل فهو كالأنعام أي كالحيوان الصامت وإن أزرى بنفسه بالأخلاق الذميمة فهو أضل سبيلاً يشير ع إلى قوله تعالى: ﴿أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلا﴾ الفرقان:44. كتاب العجل ج1 ص 25 قال الامام احمد الحسن ع (والنفس هي أُسّ البلاء وبيت الداء فلو لم تكن فيها الثغرات الملائمة لما في الدنيا من شهوات ولو لم تكن فيها علة العلل وهي (الأنا) لما كان للشيطان على الإنسان سبيل فبصحتها يصحّ ابن آدم وبدائها يمرض وبموتها يموت........ الجهاد باب الجنة ص 13اما محلها ففي عالم الملكوت لانها الصورة المدبرة للجسم وعلم الملكوت هو العالم المسيطر على عالم الاجسام
    قال الامام احمد الحسن ع عالم الملكوت وهو عالم مثالي مجرد عن المادة شبيه بما يراه النائم وهو أشرف من هذا العالم الجسماني بل ومسيطر عليه ويتصرف فيه . ولكل جسم في عالم الملك صورة في عالم الملكوت وهي حقيقته .
    وصورة الإنسان في عالم الملكوت هي نفسه أو الناطقة المغروسة في الجنان وهي المدبرة للجسم في هذا العالم المادي وهذه النفس أو الناطقة المغروسة في الجنان هي : (( ظل العقل )) شئ من تفسير الفاتحة ص 35ولعل قائل يقول محل الانفس هو في عالم الملكوت او السماء الاولى وهي المدبرة للجسم فهل السماء الاولى هي التي نراها فوقنا ؟؟؟
    الجواب :قال الامام احمد الحسن ع (السماء الأولى لا ترى بالعين وفقك الله، السماء الدنيا تنقسم إلى سماء أولى وسماء جسمانية في السماء الأولى أنفس الناس وفي السماء الجسمانية يوجد جسم الإنسان المادي الذي يرى بالعين ......... السماء الجسمانية هي هذه المجرات والكواكب والشموس التي ترى وهي أيضاً تسمّى الأرض أي إن السماء الجسمانية بأجمعها تسمى الأرض في بعض الأحيان) كتاب مع العبد الصالح ج1 ص 84
    قال الامام احمد الحسن ...... السماء الدنيا تنقسم إلى سمائين هما: السماء الأولى المثالية و السماء الدنيا الجسمانية فهما سماء واحدة من جهة لارتباط السماء الأولى بالعالم الجسماني ارتباط تدبير مباشر. وسماءان لأن الأولى: ملكوت الأجسام فكلاهما يعبر عنه بالسماء الدنيا؛ لأن السماء الأولى ملكوت الأجسام وهما مشتبكان تماماً.
    فالأنفس في السماء الأولى، وهي تدبر الأجسام في السماء الدنيا فهل ترى انفصالاً بين نفس الإنسان وجسمه وفي نفس الوقت أقول: ألا ترى الاختلاف بين نفس الإنسان وجسمه ............ويجب ملاحظة أنّ السماء الأولى هي نهاية السماء الدنيا أي إنّ السماء الدنيا تبدأ في هذا العالم الجسماني وتنتهي في أول العالم الملكوتي الروحاني أي إنّ نهايتها حلقة وصل ونهايتها أو حلقة الوصل هي السماء الأولى، في الزيارة الجامعة: (… وحجج الله على أهل الدنيا والآخرة والأولى … مفاتيح الجنان : ص620.
    وفي القرآن: ﴿وَهُوَ اللَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَهُ الْحَمْدُ فِي الْأُولَى وَالْآخِرَةِ وَلَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ﴾ القصص : 70.
    وقال تعالى: ﴿ وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ النَّشْأَةَ الْأُولَى فَلَوْلا تَذَكَّرُونَ﴾ الواقعة : 62.
    وفي الأولى عالما: الذر والرجعة، وفيها الأنفس فالله سبحانه وتعالى لم ينظر إلى عالم الأجسام منذ أن خلقه كما قال رسول الله ص - في تفسير الفاتحة للملا صدرا: قال رسول الله ص: (إن الله لم ينظر إلى الأجسام منذ خلقها.إنما محط الاهتمام يبدأ من نهاية عالم الأجسام وهي نهاية السماء الدنيا وهذه النهاية هي السماء الأولى.
    وقال تعالى: ﴿وَلَقَدْ خَلَقْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعَ طَرَائِقَ وَمَا كُنَّا عَنِ الْخَلْقِ غَافِلِينَ﴾ المؤمنون : 17.
    السبع طرائق هي: السماوات السبع من السماء الأولى إلى السماء السابعة وليست السماء الدنيا الجسمانية منها لأنها ليست فوقنا بل نحن فيها فهي محيطة بنا وهي تحتنا وفوقنا وعن كل جهات الأرض ﴿يَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذَابِ وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِيطَةٌ بِالْكَافِرِينَ﴾ العنكبوت : 54.. المتشابهات الاجزاء الاربعة ص 286 سؤال 175
    رب سائل يسال إذا كانت الأنفس في نهاية السماء الدنيا وبداية الأولى وترتبط بالجسد ارتباط تدبير، فما معنى نزع النفس من الجسد عند الموت ؟
    الجواب :قال الامام احمد الحسن ع (نعم المفروض أنه لا يوجد نزع للنفس بل فقط أمرها بالرجوع إلى بارئها وخروج النطفة تبعاً لذلك (والمقصود ليس النطفة المنوية بل النطفة التي نزلت من عالم الذر وخلق منها الانسان
    هذا إذا كان الإنسان على الفطرة الأولى التي فطر الله الناس عليها: ﴿يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً رْضِيَّةً﴾(الفجر: 27 – 28.
    لكن الحاصل أنّ أكثر الناس قد اشتغلت أنفسهم بعشق هذا العالم الجسماني وامتدت من أنفسهم جذور ارتبطت بأوتاد
    هذا العالم الجسماني فكيف يمكن أن تفصل هذه الأنفس عن هذا العالم الجسماني إلاّ بتقطيع هذه الجذور أو الحبال المشدودة بقوة بأوتاد هذا العالم الجسماني ولذا تكون الآم الموت (أي بسبب تقطيع هذه الجذور وهذه الحبال) ولذا أيضاً لا توجد شفاعة للخلاص من الآم الموت؛ لأنّه لا يحصل موت المتعلق بالدنيا إلاّ بها.قال تعالى:
    ﴿وَاتَّقُوا يَوْماً لا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئاً وَلا يُقْبَلُ مِنْهَا شَفَاعَةٌ وَلا يُؤْخَذُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلا هُمْ يُنْصَرُونَ﴾(البقرة: 48.
    ﴿وَاتَّقُوا يَوْماً لا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئاً وَلا يُقْبَلُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلا تَنْفَعُهَا شَفَاعَةٌ وَلا هُمْ يُنْصَرُونَ﴾البقرة: 123.
    ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لا بَيْعٌ فِيهِ وَلا خُلَّةٌ وَلا شَفَاعَةٌ وَالْكَافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ﴾البقرة: 254.
    فهذا اليوم الذي تكون الشفاعة فيه ممتنعة هو يوم الموت فأنت إذا فهمت ما تقدّم تعلم أنّه لا معنى للشفاعة هنا لأنّه لابد من قطع هذه الجذور ليحصل الموت والخلاص من هذا العالم الجسماني وهذا القطع يرافقه الألم حتماً.)الجواب المنير عبر الاثير ج2 ص166سؤال 95
    اما اقسام النفس الانسانية الأنفس التي ذكرها القرآن الكريم هي ثلاثة وهي : النفس الأمارة و النفس اللوامة و النفس المطمئنة
    اما النفس الامارة:قال تعالى : وَمَا أُبَرِّىءُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلاَّ مَا رَحِمَ رَبِّيَ إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَّحِيمٌ سورة يوسف ، الآية : 53
    فالنفس الأمارة بالسوء هي التي تتبع هواها بحيث لا ترى أمامها سوى ما تتمنى الحصول عليه من الشهوات بدون أي التفات للشريعة أو للمفاسد الدنيوية والأخروية، ولذا فإن إتباع النفس الأمارة بالسوء يجلب الظلم والضلال، يقول الله تعالى: ﴿فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاهُمْ وَمَنْ أَضَلّ‏ُ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدىً مِنَ اللَّهِ إِنّ‏َ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ﴾ القصص
    اما النفس اللوامة :قال تعالى : وَلَا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ ( سورة القيامة ، الآية2
    والمراد بالنفس اللوامة نفس الإنسان المؤمن التي تلومه في الدنيا على المعصية والتثافل في أداء الطاعات
    اما النفس المطمئنة :قال تعالى: ﴿يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً﴾(الفجر: 27 ( سورة الفجر الآية27.
    قال الامام احمد الحسن في كتابه الجواب المنير عبر الاثير ج2 ص 120سؤال 67ا.....﴿يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً﴾(الفجر: 27 – 28.
    والنفس المطمئنة هي التي سكن وقر فيها الإيمان فاستقرت به وهذه هي نفوس الأنبياء والأوصياء وأولياء الله الذين آمنوا بهم ونصروهم.
    وفي مقابل النفوس المطمئنة النفوس المضطربة وهي نفوس المؤمنين الذين يتخلل إيمانهم شيء من الشك ولو كان قليلاً وهذه النفوس سكن فيها الإيمان ولكنّه لم يقر فيها لبقاء الشك فيها، فالإيمان مستودع فيها فأمّا أن يبقى فيها الإيمان بفضل الله وأمّا أن يزداد الشك
    والظلمة فيها حتى يخرج منها الإيمان والنور فتمسي مظلمة مضطربة لا قرار لها وهكذا نفوس ﴿كَظُلُمَاتٍ فِي بَحْرٍ لُجِّيٍّ يَغْشَاهُ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ سَحَابٌ ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُوراً فَمَا لَهُ مِنْ نُورٍ﴾النور: 40.
    وبهذا تبيّن أنّ قوله تعالى ﴿وَهُوَ الَّذِي أَنْشَأَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ فَمُسْتَقَرٌّ وَمُسْتَوْدَعٌ قَدْ فَصَّلْنَا الْآياتِ لِقَوْمٍ يَفْقَهُونَ﴾الأنعام: 98.
    أي:الإيمان مستقر ومستودع. أمّا قوله تعالى: ﴿وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ﴾هود: 6.
    فأراد بـ﴿مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا﴾ النفوس، فعلى المؤمن أن يكثر من الدعاء كي يكون إيمانه مستقراً لتكون نفسه مطمئنة.
    في دعاء يوم الغدير الذي ورد عن الصادق ع قال: (... رَبَّنَا إِنَّكَ أَمَرْتَنَا بِطَاعَةِ وُلَاةِ أَمْرِكَ وَأَمَرْتَنَا أَنْ نَكُونَ مَعَ الصَّادِقِينَ فَقُلْتَ أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ وَقُلْتَ اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ فَسَمِعْنَا وَأَطَعْنَا رَبَّنَا فَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَتَوَفَّنَا
    مُسْلِمِينَ مُصَدِّقِينَ لِأَوْلِيَائِكَ وَلَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِالْحَقِّ الَّذِي جَعَلْتَهُ عِنْدَهُمْ وَبِالَّذِي فَضَّلْتَهُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ جَمِيعاً أَنْ تُبَارِكَ لَنَا فِي يَوْمِنَا هَذَا الَّذِي أَكْرَمْتَنَا فِيهِ وَأَنْ تُتِمَّ عَلَيْنَا نِعْمَتَكَ
    وَتَجْعَلَهُ عِنْدَنَا مُسْتَقَرّاً وَلَا تَسْلُبَنَاهُ أَبَداً وَلَا تَجْعَلَهُ مُسْتَوْدَعاً فَإِنَّكَ قُلْتَ فَمُسْتَقَرٌّ وَمُسْتَوْدَعٌ فَاجْعَلْهُ مُسْتَقَرّاً وَلَا تَجْعَلْهُ مُسْتَوْدَعاً،
    وَارْزُقْنَا نَصْرَ دِينِكَ مَعَ وَلِيٍّ هَادٍ مَنْصُورٍ مِنْ أَهْلِ بَيْتِ نَبِيِّكَ وَاجْعَلْنَا مَعَهُ وَتَحْتَ رَايَتِهِ شُهَدَاءَ صِدِّيقِينَ فِي سَبِيلِكَ وَعَلَى نُصْرَةِ دِينِكَ) تهذيب ‏الأحكام: ج7 ص147.
    وعن أبي بصير عن أبي جعفر ع قال: (قلت: ﴿هُوَ الَّذِي أَنْشَأَكُمْ مِنْ نَفْسٍ واحِدَةٍ فَمُسْتَقَرٌّ وَمُسْتَوْدَعٌ﴾. قال: ما يقول أهل بلدك الذي أنت فيه ؟ قال: قلت: يقولون مستقر في الرحم ومستودع في الصلب. فقال: كذبوا، المستقر ما استقر الإيمان في قلبه فلا ينزع منه أبداً والمستودع الذي يستودع الإيمان زماناً ثم يسلبه وقد كان الزبير منهم) تفسيرالعياشي: ص371. الجواب المنير عبر الاثير ج2 ص 120سؤال 67
    سؤال : بعد ان بينت حقيقة النفس واين محلها السؤال بماذا تتميز النفس الانسانية عن غيرها وكيف اعرفها حتى استعملها في طاعة الله
    تتميز النفس التي أكرم الله تعالى بها الإنسان عن غيره من المخلوقات بأنها جمعت العقل مضافاً إلى الغريزة والشهوة خلافاً للحيوانات التي وضع الله فيها الغريزة والشهوة فقط، أو الملائكة التي أكرمها الله بعقل بدون غريزة
    وشهوة ومن هنا فإن الإنسان لا بد ان يعرف نفسه فبمعرفتها يعرف الله وانا لي ولك معرفة النفس وما انطوت عليه الا عن طريق خالقها ومعرفة الخالق تكون بمعرفة حججه على خلقه لانهم الحق من الله فبمعرفتهم تعرف النفس
    حديث الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله حين دخل عليه رجل اسمه مجاشع فقال: يا رسول الله! كيف الطريق إلى معرفة الحق؟ فقال: معرفة النفس
    فقال: يا رسول الله فكيف الطريق إلى موافقة الحق؟ قال صلى الله عليه وآله: مخالفة النفس،
    فقال: يا رسول الله فكيف الطريق إلى رضا الحق؟ قال: سخط النفس
    فقال يا رسول الله فكيف الطريق إلى وصل الحق؟ قال صلى الله عليه وآله: هجر النفس
    فقال: يا رسول الله فكيف الطريق إلى طاعة الحق؟ قال صلى الله عليه وآله: عصيان النفس
    فقال: يا رسول الله فكيف الطريق إلى ذكر الحق؟ قال صلى الله عليه وآله: نسيان النفس
    فقال: يا رسول الله فكيف الطريق إلى قرب الحق؟ قال صلى الله عليه وآله: التباعد من النفس
    فقال: يا رسول الله فكيف الطريق إلى أنس الحق؟ قال صلى الله عليه وآله: الوحشة من النفس
    فقال: يا رسول الله! فكيف الطريق إلى ذلك؟ قال صلى الله عليه وآله: الاستعانة بالحق على النفس)ميزان الحكمة محمد الريشهري ج3 ص 1877
    اذا الطريق لمعرفة الحق هو معرفة النفس لان الله اشترى من المؤمنين انفسهم قل تعالى ( إِنّ‏َ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنّ‏َ لَهُمُ الْجَنَّةَ ﴾الاحزاب 4
    وقد ورد في الحديث الشريف عن أمير المؤمنين: إنه ليس لأنفسكم ثمن إلا الجنة فلا تبيعوها إلا بها )نهج البلاغة ج4 ص 105
    سؤال : ورد عن اهل البيت ع (من عرف نفسه فقد عرف ربّه) وقولهم ع: (أعرفكم بنفسه أعرفكم بربّه وغيرها من المأثورات الواردة عن الآل المحمّدي والتي تحث على معرفة النفس، فإنّ المنهجيّة المسطورة في كتب العرفان الموجودة على الساحة لم تبرّد الغليل ولم توصل إلى ساحل اليقين وهي لا تطرح سوى تلك الروايات التي ذكرتها آنفاً وتدعوا إلى الحث على معرفة النفس من دون أي منهجيّة أو تنظير لبيان آليّة معرفة النفس وبشكل دقيق صعوداً للدخول إلى عالم الملكوت .. فما هي الآليّة الّتي تطرحونها في معرفة النفس بالشكل العملي والتي يترتّب عليها الأثر الواضح في معرفة الرب ؟
    الجواب:قال الامام احمد الحسن ع (الإنسان هو تجلي اللاهوت سبحانه في عالم الخلق، ففطرة الإنسان تؤهله إلى أن يكون الله في الخلق أي صورة الله أو وجه الله أو يد الله. عن أبى الصلت الهروي، عن الإمام الرضا ع قال:
    قال النبي ص: من زارني في حياتي أو بعد موتى فقد زار الله تعالى ودرجه النبي ص في الجنة أرفع الدرجات، فمن زاره في درجته في الجنة من منزله فقد زار الله تبارك وتعالى.قال: فقلت له: يا بن رسول الله ص فما معنى الخبر الذي رووه: إن ثواب لا اله إلا الله النظر إلى وجه الله تعالى ؟ فقال ع: يا أبا الصلت من وصف الله تعالى بوجه كالوجوه فقد كفرولكن وجه الله تعالى أنبياؤه ورسله وحججه صلوات الله عليهم، هم الذين بهم يتوجه إلى الله والى دينه ومعرفته، وقال الله تعالى: ﴿كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ﴾الرحمن: 26 – 27.وقال ع: ﴿كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ )القصص: 88. عيون أخبار الرضا ع: ج2 ص106.
    وسعي الإنسان لمعرفة نفسه يمر في كل حركة بمعرفة الرب بمرتبة ما ومن ثم التخلق بأخلاق الرب سبحانه والتحلي بصفاته حتى يصل الإنسان - إن كان مخلصاً متجرداً عن الأنا - إلى أن يكون الله في الخلق،أي صورة اللاهوت ووجه اللاهوت، وفي هذه المرحلة وهذا المقام سيكون الإنسان عارفاً بنفسه ومعرفته بنفسه هي معرفته بربه؛ لأنه وجه الله، والرب يعرف بوجهه الذي يواجه به، وكل إنسان
    يسير إلى الله بإخلاص يكون وجه الله بمرتبة ما بحسب سعيه وإخلاصه، أي إنه يكون وجه الله بحسب ما تحمل نفسه من صفات الله كماً وكيفاً وبالتالي فوجه الله في الخلق ليس مرتبة واحدة، فمحمدص وجه الله، وعلي ع وجه الله، وفاطمة ع وجه الله والحسن وجه الله، والحسين وجه الله والأئمة ع وجه الله والمهديون وجه الله والأنبياء والرسل ع وجه الله وسلمان الفارسي وجه الله ولكن كلٌ منهم بحسبه. فوجه الله الحقيقي في الخلق هو محمد ص
    وبالتالي ستكون معرفته بربه سبحانه هي الأكمل في الخلق؛ لأنها عبارة عن معرفته بنفسه،
    ولا أحد من الخلق أعرف منه ص بنفسه التي عكست صورة اللاهوت بالصورة الأكمل في الخلق وكانت هي الأكمل في الخلق.
    ولو فرضنا أن النفس الإنسانية مرآة ومودعة فيها القدرة على عكس صورة اللاهوت فإن صورة اللاهوت في هذه المرآة ستكون أكمل وأوضح بقدر توجيه هذه المرآة إلى اللاهوت، فمن يوجهها بشكل كلي سيعكس صورة كاملة للّاهوت ومن يقصر في التوجيه الكلي لمرآته سيكون هناك قصور في صورة اللاهوت المنعكسة في مرآة وجوده بقدر تقصيره.ومعرفته للّاهوت ولربه ستكون بقدر تلك الصورة المنعكسة في مرآة وجوده، وبالتالي فمن يعرف حقيقة نفسه بالفعل وأؤكد بالفعل (فليست المسألة معرفة ألفاظ أو معاني) سيكون قد عرف ربه بقدر معرفته بنفسه.وأضرب لك مثالاً ليقرب لك تصور مراحل هذه المعرفة:
    أفرض أن ناراً مشتعلة أمامك وأنت تراها بعينك وتحس حرارتها التي تلفح وجهك، ولكنك لا تعرف أثرها فيك حتى تمسها بيدك مثلاً فتحترق يدك عندها ستعرف أن النار محرقة ولكن معرفتك هذه بحقيقة النار كانت من خلال نفسك (يدك التي احترقت) فمعرفتك بالاحتراق الذي حصل ليدك مرَّ أولاً بمعرفة النار الأولية وهي أنك تراها بعينك وتحس حرارتها ولكنك لا تعرف أثرها لتعرف شيئاً من حقيقتها
    أما بعد أن مسستها فقد عرفت شيئاً من حقيقتها ولكن هذه المعرفة مرَّت بنفسك أي عرفتها من خلال ما حصل ليدك.الآن نكمل المثال ونقول: إنك بقدر الاحتراق الحاصل لك من النار تعرف أثرها فيك وتعرف حقيقتها من خلال أثرها فيك، حتى إذا احترقتَ كلك في النار أصبحت أنت ناراً ومعرفتك بالنار ستكون هي معرفتك
    بنفسك والآن لو فرضنا أن هذه النار هي أكمل صورة للنار كأن تكون ناراً بيضاء مثلاً وأنت احترقت وأصبحت ناراً ولكن بصورة أدنى من النار البيضاء ولنقل ناراً حمراء فستكون معرفتك لهذه النار البيضاء -
    التي هي معرفتك بنفسك - دون من احترق وأصبح ناراً بدرجة أعلى منك (أي في درجة بين الحمراء والبيضاء). أما إن كنت تسأل عن منهج عملي فالله وضع منهجاً عملياً وأنزله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم،وكمثال اذهب واقرأ سورة الإسراء وتدبرها لتجد أن هذا المنهج قد أوضحه الله سبحانه.ورسول الله محمد ص حصر علة بعثه بقوله: (إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق).وإن كنت تريد مني أن اختصر لك هذا المنهج بكلمة واحدة، فأقول لك: (اقتل نفسك تعرف ربك)،
    فالنفس الإنسانية نور وظلمة وبقدر سيطرة النور واندحار الظلمة في نفس الإنسان تكون معرفته بربه، ولو سميت لك الأسماء بمسمياتها فالنور: هو والظلمة: الأنا، فكلما قلت (أنا) مقابل (هو) ستجد أن الظلمة قد اتسعت في نفسك وابتعدت عن المعرفة واقتربت أكثر من الجهل والعمى، وكلما قلت (هو) مقابل (أنا) ستجد أن النور قد هيمن على صفحة وجودك حتى يعرف الإنسان أن وجوده ذنب؛ لأن ما يجعله موجوداً
    متميزاً هو تشوبه بالظلمة والتي مصدرها أنا وطلبه للوجود والبقاء مقابل هو سبحانه، ولهذا قال علي ع: (اِلهي قَدْ جُرْتُ عَلى نَفْسي في النَّظَرِ لَها، فَلَها الْوَيْلُ اِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَها) المناجاة الشعبانية.وقد هلك إبليس بقول (أنا): ﴿قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلاَّ تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ قَالَ أَنَاْ خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ﴾الاعراف: 12.فاحذرها. الجواب المنير عبر الاثير ج4 ص 48 سؤال 323 والحمد لله وحده الشيخ نعيم الشمري
Working...
X
😀
🥰
🤢
😎
😡
👍
👎