إعـــــــلان

Collapse
No announcement yet.

جانب من صلاة الجمعة في حسينية الكاظمية المقدسة بتاريخ 22 ربيع الاول 1435 هجري قمري

Collapse
X
 
  • Filter
  • الوقت
  • Show
Clear All
new posts
  • شيخ نعيم الشمري
    عضو جديد
    • 05-03-2013
    • 94

    جانب من صلاة الجمعة في حسينية الكاظمية المقدسة بتاريخ 22 ربيع الاول 1435 هجري قمري

    بسم الله الرحمن الرحيم
    والحمد لله رب العالمين اللهم صلي على محمد وال محمد الائمة والمهديين وسلم تسليما
    نعزي مولانا بقية الله في ارضه الامام المهدي محمد بن الحسن ع ووصيه ورسوله الامام احمد الحسن ع ونعزي انصار الله في مشارق الارض ومغاربها بذكرى شهادة الاخوين السعيدين علي وحسين سالين الله العلي القدير ان يرحمهم برحمته ويسكنهم فسيح جناته مع الطاهرين محمد وال ع وان يلهم ذويهم الصبر والسلوان .
    واذكركم ونفسي اننا عاهدنا الله على نصرة ال محمد ع بالمال والولد والنفس فهنيئا لمن سجل له موقفا مع ال محمد ع وهنيئا لمن وفى بعهد الله
    قال تعالى (مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجالٌ صَدَقُوا ماعاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضى‏ نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَما بَدَّلُوا تَبْدِيلًا 23 لِيَجْزِيَ اللَّهُ الصَّادِقِينَ بِصِدْقِهِمْ وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ إِن شَاء أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ كانَ غَفُوراً رَحِيماً ) الاحزاب 23
    سؤال :ما هو العهد الذي عاهدنا الله عليه ؟؟ وكيف نوفي بعهد الله ؟؟
    اما عهد الله فهو ما اخذ علينا في عالم الذر بولاية محمد وال محمد ع ونصرتم والصبر على طاعتهم والتسليم لهم «(وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَىٰ أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ ۖ قَالُوا بَلَىٰ ۛ شَهِدْنَا ۛ أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَٰذَا غَافِلِينَ....) الاعراف 172
    عن أبي جعفر عن أبيه عن جده ع (إن رسول الله ص قال لعلي ع: أنت الذي احتج الله بك في ابتدائه الخلق حيث أقامهم أشباحاً فقال لهم: ألست بربكم؟ قالوا: بلى، قال: محمد رسول الله؟ قالوا: بلى. قال: وعلي أمير المؤمنين؟ فأبى الخلق كلهم جميعاً إلا استكباراً وعتواً عن ولايتك إلا نفر قليل وهم أقل القليل وهم أصحاب اليمين) بحارالأنوارج24 ص2.
    عن داود الرقـي، عن أبي عبد الله قال: (لما أراد الله أن يخلق الخلـق خلقهـم ونشرهم بين يديه ثم قال لهم: من ربكم؟ فأول من نطق رسول الله ص وأمير المؤمنين والأئمة صلوات الله عليهم أجمعين فقالوا: أنت ربنا، فحمّلهم العلم والدين ثم قال للملائكة:هؤلاء حملة ديني وعلمي وأمنائي في خلقي وهم المسؤولون ثم قـال لبني آدم: أقرّوا لله بالربوبية ولهؤلاء النفر بالطاعة والولاية
    فقالوا: نعم ربنا أقررنا فقال الله للملائكة: اشهدوا فقالت الملائكة شهدنا على أن لا يقولوا غداً إِنَّا كُنَّا عَنْ هَٰذَا غَافِلِينَ أَوْ تَقُولُوا إِنَّمَا أَشْرَكَ آبَاؤُنَا مِنْ قَبْلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِنْ بَعْدِهِمْ ۖ أَفَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ........) بحار الأنوار : ج5 ص244
    فاخذ الله على العباد عهدا معهودا على الاقرار له سبحانه بالربوبية ولمحمد ص بالنبوة ولامير المؤمنين ع بالولاية ولال محمد ص بالطاعة والتسليم والصبر فمن اقر بولايتهم وصبر على طاعتهم وسلم لهم وناصرهم فقد اوفى بعهد الله وميثاقه ومن جحد حقهم واستخف بحرمتهم ولم ينصرهم كان ممن نقض عهد الله وميثاقه لانهم ع عهد الله كما جاء عنهم ع عن شهاب بن عبد ربه قال: سمعت الصادق أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: (..............نحن عهدالله وذمته ونحن ودائع الله وحجته كنا أنوارا صفوفا حول العرش نسبح الله فتسبح الملائكة بتسبيحنا إلى أن هبطنا إلى الأرض فسبحنا فسبح أهل الأرض بتسبيحنا ( وَإِنَّا لَنَحْنُ الصَّافُّون وَإِنَّا لَنَحْنُ الْمُسَبِّحُونَ )الصافات/165.. فمن وفى بذمتنا فقد وفى بعهد الله عز وجل وذمته ومن خفر ذمتنا فقد خفر ذمة الله عز وجل وعهده....).) تفسير القمى 560 و 561 .
    وإن أعظم عهد هو الذي بين العبد وربه والذي أساسه قول الله تعالى: «(وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَىٰ أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ ۖ قَالُوا بَلَىٰ ۛ شَهِدْنَا ۛ أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَٰذَا غَافِلِينَ أَوْ تَقُولُوا إِنَّمَا أَشْرَكَ آبَاؤُنَا مِنْ قَبْلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِنْ بَعْدِهِمْ ۖ أَفَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ) الاعراف 172 173
    وقد جعل الله الذين يوفون بالعهد من أولي الالباب في قوله تعالى: (إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُواْ الأَلْبَاب, الَّذِينَ يُوفُونَ بِعَهْدِ اللّهِ وَلاَ يِنقُضُونَ الْمِيثَاقَ) الرعد 19 -20
    واعتبر جل وعلا إن الوفاء بالعهد أمانة عظيمة (وَأَوْفُواْ بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْؤُولاً) الإسراء: 34
    ووعد الله الذين يوفون بالعهد بالأجر العظيم (وَمَنْ أَوْفَى بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ اللَّهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً) الفتح: 10
    واعتبر جلَّ وعلا الذين يوفون بعهودهم من المتقين حيث قال سبحانه: (والْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُواْ وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاء والضَّرَّاء وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ)البقرة: 177
    وقال تعالى(بَلَى مَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ وَاتَّقَى فَإِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ) آل عمران: 76
    اذا عهد الله هو ولاية ولي الله وولاية حجة الله فالسؤال كيف نوفي بعهد الله ؟؟؟
    ثانيا :اما كيف نوفي بعهد الله ؟؟
    الوفاء بعهد الله لا يكون حسب نظري ونظرك واقتراحي واقتراحك بل الوفاء يكون بالشرط الذي اخذه الله علينا بولاية محمد واله وهو ان ننصر ال محمد ع بالمال والولد والنفس وان لا نبخل بشئ مهما كان ثميننا وان نسلم لهم ونصبر على طاعتهم لان الصبر من الايمان بمنزلة الراس من الجسد كما ورد عنهم ع
    قال الإمام زين العابدين عليه السلام : الصبرُ من الإيمان بمنزلة الرأس من الجسد ولا إيمان لمن لا صبرَ له (ا صول الكافي للكليني : ج 2 ص 89 بحار الأنوار ج 68 ص 81
    عن الإمام الصادق ع قال: الصبرمن الإيمان بمنزلة الرأس من الجسد فإذا ذهب الرأس ذهب الجسد كذلك إذا ذهب الصبر ذهب الإيمان) الكافي: ج2 ص87.
    فالمؤمن الصادق الصابر هو من عاهد الله (مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجالٌ صَدَقُوا ماعاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضى‏ نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَما بَدَّلُوا تَبْدِيلًا 23 لِيَجْزِيَ اللَّهُ الصَّادِقِينَ بِصِدْقِهِمْ وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ إِن شَاء أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ كانَ غَفُوراً رَحِيماً ) الاحزاب 23
    والذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه ووفوا بما عاهدوا وصبروا في ذات الله هم شيعة ال محمد الخلص كسلمان وابا ذر والمقداد وغيرهم
    عن عدة من أصحابنا ، عن سهل بن زياد ، عن محمد بن سليمان ، عن أبيه ، قال: كنت عند أبي عبد الله (عليه السلام) ، إذ دخل عليه أبو بصير- وذكر الحديث إلى أن قال -: «يا أبا محمد ، لقد ذكركم الله في كتابه ، فقال: (مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجالٌ صَدَقُوا ماعاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضى‏ نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَما بَدَّلُوا تَبْدِيلًا). إنكم وفيتم بما أخذ الله عليه ميثاقكم من ولايتنا ، وإنكم لم تبدلوا بنا غيرنا ولو لم تفعلوا لعيركم الله كما عيرهم ، حيث يقول جل ذكره: (وَما وَجَدْنا لِأَكْثَرِهِمْ مِنْ عَهْدٍ وَإِنْ وَجَدْنا أَكْثَرَهُمْ لَفاسِقِينَ) تفسير البرهان لهاشم البحراني 143 - 144
    قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : يا علي من أحبك ثم مات فقد قضى نحبه ومن أحبك ولم يمت فهو ينتظر وما طلعت شمس ولا غربت إلا طلعت عليه برزق وإيمان) الكافي - الشيخ الكليني ج 8 ص 306 :
    وان لا يكون اخر صبرنا الجزع حتى لا تصيبنا اهوال الدنيا واهوال الاخرة
    وعنه: عن محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد ، عن محمد بن سنان عن نصير أبي الحكم الخثعمي عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: «المؤمن مؤمنان: فمؤمن صدق بعهد الله ووفى بشرطه وذلك قول الله عز وجل: (رِجالٌ صَدَقُوا ماعاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ) فذلك الذي لا تصيبه أهوال الدنيا ولا أهوال الآخرة وذلك ممن يشفع ولا يشفع له ومؤمن كخامة الزرع تعوج أحيانا وتقوم أحيانا وذلك ممن تصيبه أهوال الدنيا وأهوال الآخرة وذلك ممن يشفع له ولا يشفع( تفسير البرهان لهاشم البحراني147
    وعلينا ان نكون مع من عاهدنا قلبا وقالبا أي ان يكون المعاهد كظل لمن عاهده والظل لا يفارق صاحبه لا يتقدم عليه ولا يتاخر عنه بل يكون ملازما له
    وقد ورد في الدعاء: (.. اللهم صل على محمد وآل محمد الفلك الجارية في اللجج الغامرة يأمن من ركبها ويغرق من تركها المتقدم لهم مارق والمتأخر عنهم زاهق واللازم لهم لاحق ..) مصباح المتهجد للشيخ الطوسي : ص45.
    إذن، فلا يتحقق اللحوق بهم ع إلا بملازمتهم وعدم الخروج عن نهجهم وسيرتهم، فالتقدم عليهم يستلزم المروق، والتأخر عنهم يستلزم الزهوق والهلاك
    والتقدم يكون بسبب العجلة والتاخر يكون بسبب الجهل والخوف فعلينا بالصبر حتى يحكم الله وهو خير الحاكمين وكما
    قال امير المؤمنين علي ع: الزموا الارض ، واصبروا على البلاء . ولا تحركوا بأيديكم وسيوفكم في هوى ألسنتكم ، ولا تستعجلوا بما لم يعجله الله لكم . فإنه من مات منكم على فراشه وهو على معرفة حق ربه وحق رسوله وأهل بيته مات شهيدا ووقع أجره على الله ، واستوجب ثواب ما نوى من صالح عمله . وقامت النية مقام إصلاته لسيفه . وإن لكل شئ مدة وأجلا ) نهج البلاغة - خطب الامام علي عليه السلام ج 2 ص 132 :
    فان جاء وعد الله وانتم يا شيعة ال محمد ع احياء فله المنة على ما انعم عليكم وان توفاكم الله باي سبب من الاسباب فانتم الشهداء وان متم على فرشكم وهذا ما بينه ال محمد ع
    زيد بن أرقم ، عن الحسين بن علي عليهما - السلام قال : ما من شيعتنا إلا صديق شهيد قال : قلت : جعلت فداك أنى يكون ذلك و عامتهم يموتون على فراشهم ؟ فقال : أما تتلو كتاب الله في الحديد والذين آمنوا بالله ورسله أولئك هم الصديقون والشهداء عند ربهم . قال : فقلت : كأني لم أقرأ هذه الآية من كتاب الله عزوجل قط ، قال : لو كان الشهداء ليس إلا كما تقول لكان الشهداء قليلا ) - المحاسن - أحمد بن محمد بن خالد البرقى ج 1 ص 163 :
    عن مالك الجهنى ، قال : قال لي أبو عبد الله عليه السلام : يا مالك إن الميت منكم على هذا الامر شهيد بمنزلة الضارب في سبيل الله وقال أبو عبد الله عليه السلام ما يضر رجلا من شيعتنا أية ميتة مات ، أكله السبع أو أحرق بالنار ، أو غرق أو قتل ، هو والله شهيد
    قال أبو عبد الله عليه السلام : من مات منكم على أمرنا هذا فهو بمنزلة من ضرب فسطاطه إلى رواق القائم ( عليه السلام ) بل بمنزلة من يضرب معه بسيفه بل بمنزلة من استشهد معه بل بمنزلة من استشهد مع رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) - المحاسن - أحمد بن محمد بن خالد البرقى ج 1 ص 173
    وان ابقانا الله بفضله ومنه فليعلم الجميع ان الله سبحانه امتحننا بطاعة حججه والتسليم لهم كما امتحنهم بطاعته والصبر على ما ابتلاهم به
    عن جابر ، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: «أتى رأس اليهود إلى علي بن أبي طالب (عليه السلام) عند منصرفه من وقعة النهروان وهو جالس في مسجد الكوفة ،فقال: يا أمير المؤمنين إني أريد أن أسألك عن أشياء لا يعلمها إلا نبي أو وصي نبي فإن شئت سألتك وإن شئت أعفيك. قال: سل عما بدا لك يا أخا اليهود.................الى ان قال:نعم. قال علي (عليه السلام): إن الله عز وجل يمتحن الأوصياء في حياة الأنبياء في سبعة مواطن ليبتلي طاعتهم فإذا رضي طاعتهم ومحنتهم أمر الأنبياء أن يتخذوهم أولياء في حياتهم وأوصياء بعد وفاتهم وتصير طاعة الأوصياء في أعناق الأمم ممن يقول بطاعة الأنبياء ثم يمتحن الأوصياء بعد وفاة الأنبياء (عليهم السلام) في سبعة مواطن ليبلوا صبرهم ، فإذا رضي محنتهم ختم لهم بالشهادة ليلحقهم بالأنبياء ............ولقد كنت عاهدت الله عز وجل ورسوله (صلى الله عليه وآله): أنا ، وعمي حمزة وأخي جعفر وابن عمي عبيدة على أمر وفينا به لله عز وجل ولرسوله فتقدمني أصحابي وتخلفت بعدهم لما أراد الله عز وجل فأنزل الله فينا: (مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجالٌ صَدَقُوا ماعاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضى‏ نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَما بَدَّلُوا تَبْدِيلًا) حمزة وجعفر ، وعبيدة ، وأنا - والله- المنتظر) تفسير البرهان لهاشم البحراني 139
    وكما اوصانا يماني ال محمد ع حيث قال الامام احمد الحسن ع (أيها المؤمنون اصبروا وصابروا ورابطوا وارجوا الله سبحانه وتعالى، وليكن رضاكم في الله وغضبكم في الله، وحبكم في الله وبغضكم في الله، كونوا أشداءً على الكفار رحماءً بينكم، ولا تأخذكم في الله لومة لائم.
    وتحصنوا بكلمة الله فيكن أحدكم بألف، تزول الجبال ولا يزول عن أمر الله سبحانه وتعالى والجهاد في سبيله فإنّ وليكم الله، وأعداءكم وليهم الشيطان (لعنه الله) وسينكص على عقبيه لما يتراءى الجمعان، وسيهزم الجمع ويولون الدبر عما قريب إن شاء الله وبقوة الله الواحد القهار. فلا يكن آخر صبركم الجزع، ونهاية رجائكم اليأس، فتخسروا الدنيا والآخرة وذلك هو الخسران المبين. رحم الله امرئً نصر آل محمد بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان.
    قال الامام احمد الحسن ع (وعن أبي عبد الله ع قال رسول الله ص (لا حاجة لله فيمن ليس في ماله وبدنه نصيب) الكافي: ج2 ص256، بحار الأنوار: ج64 ص215.
    وعن رسول الله ص عندما سئل من أشد الناس بلاءً في الدنيا؟ فقال: (النبيون ثم الأمثل فالأمثل، ويبتلى المؤمن بعد على قدر أيمانه وحسن أعماله، فمن صح أيمانه وحسن عمله اشتد بلاؤه، ومن سخف إيمانه وضعف عمله قل بلاؤه) الكافي: ج2 ص252، وسائل الشيعة (آل البيت): ج3 ص261.
    وقال أمير المؤمنين ع (لو أحبني جبل لتهافت) نهج البلاغة بشرح محمد عبده: ج4 ص26، بحار الأنوار: ج34 ص284.
    وقال ع (من أحبنا أهل البيت فليستعد للبلاء جلبابا )(نهج البلاغة بشرح محمد عبده: ج4 ص26.
    فالمؤمن مبتلى ولا بد له من الصبر سلاحاً قوياً يواجه به المصائب والابتلاءات.
    والصبر في سبيل الله من أعظم العبادات وله مظاهر كثيرة: منها الصبر على العبادة والصبر عن المعصية والصبر عند المصيبة ولعل من أعظم مصاديق الصبر تحمل المشقّة والمصائب التي تعترض الإنسان المؤمن الذي يخلص في طاعة الله؛ حيث إنّه يواجه الباطل بما فيه من طواغيت ومترفين وجهّال، فاصبروا أيّها المؤمنون والمؤمنات على الأذى الذي تتعرّضون له من الطواغيت وعبيدهم من مترفين وسفهاء، وعضوا على دينكم بالنواجذ واصبروا على ضيق المعيشة ولا توردوا أنفسكم موارد الهلكة، فهذه الحياة ساعة الموت لا يراها الإنسان إلاّ كساعة ما لبث أن يعرف الناس فيها.
    واعلموا أنّ دنيا زويت عن محمد بن عبد الله <ص> لا خير فيها فاعملوا على إصلاح دينكم لتصلح دنياكم وأخراكم، عن رسول الله <ص>: (ليأتين على الناس زمان لا يسلم لذي دين دينه إلاّ من يفر من شاهق إلى شاهق، ومن حجر إلى حجر كالثعلب بأشباله. قالوا: ومتى ذلك الزمان يا رسول الله؟ قال: إذا لم ينل المعيشة إلا بمعاصي ...........) مستدرك الوسائل: ج11 ص388، شرح ابن أبي الحديد: ج 10ص37.
    والحمد لله وحده الشيخ نعيم الشمري


  • مجهول
    مشرف
    • 03-09-2010
    • 419

    #2
    رد: جانب من صلاة الجمعة في حسينية الكاظمية المقدسة بتاريخ 22 ربيع الاول 1435 هجري قمري

    اللهم صل على محمد وال محمد
    الائمة والمهديين وسلم تسليما

    Comment

    Working...
    X
    😀
    🥰
    🤢
    😎
    😡
    👍
    👎