إعـــــــلان

Collapse
No announcement yet.

خطبة جمعة بتأريخ 1 صفر 1435 هجري - العلماء ورثة الانبياء

Collapse
X
 
  • Filter
  • الوقت
  • Show
Clear All
new posts
  • أنصاري ٣١٣
    عضو جديد
    • 06-12-2012
    • 4

    خطبة جمعة بتأريخ 1 صفر 1435 هجري - العلماء ورثة الانبياء

    ادعاء العلماء بأنهم ورثة الأنبياء
    بسم الله الرحمن الرحيم
    اللهم صل على محمد و آل محمد الائمة و المهديين و سلم تسليما كثيرا
    . الحمد لله مالك الملك، مجري الفلك مسخر الرياح، فالق الإصباح، ديان الدين، رب العالمين، الحمد لله الذي من خشيته ترعد السماء وسكانها وترجف الأرض وعمارها، وتموج البحار ومن يسبح في غمراتها. اللهم صل على محمد وآل محمد، الفلك الجارية في اللجج الغامرة، يأمن من ركبها، ويغرق من تركها، المتقدم لهم مارق، والمتأخر عنهم زاهق، واللازم لهم لاحق. الحمد لله الذي لا يبلغ مدحته القائلون. ولا يحصي نعماءه العادون. ولا يؤدي حقه المجتهدون، الذي لا يدركه بعد الهمم ولا يناله غوص الفطن. الذي ليس لصفته حد محدود ولا نعت موجود. ولا وقت معدود ولا أجل ممدود.
    قال تعالى في كتابه الكريم: (وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ آتَيْنَاهُ حُكْماً وَعِلْماً وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ) (يوسف:22) (فَوَجَدَا عَبْداً مِنْ عِبَادِنَا آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْماً) (الكهف:65) (وَلُوطاً آتَيْنَاهُ حُكْماً وَعِلْماً وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَتْ تَعْمَلُ الْخَبَائِثَ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمَ سَوْءٍ فَاسِقِينَ) (الانبياء:74
    {وَمِنَ النَّاسِ وَالدَّوَابِّ وَالْأَنْعَامِ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ كَذَلِكَ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ } فاطر28
    (لَكِنِ الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ مِنْهُمْ وَالْمُؤْمِنُونَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَالْمُقِيمِينَ الصَّلاةَ وَالْمُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالْمُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ أُولَئِكَ سَنُؤْتِيهِمْ أَجْراً عَظِيماً) (النساء:162)
    وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم " العلماء مصابيح الارض وخلفاء الانبياء وورثتي وورثة الانبياء " ( ميزان الحكمة ج3 ص2067 )
    كثر في الاونة الاخيرة بين صفوف الناس الحديث من هم اهل الذكر وعن حديث العلماء ورثة الانبياء وعن الراسخون في العلم فقسم قال هم الفقهاء والمراجع وقسم قليل لا تكاد ان تسمع لهم صوت يقولون ان المقصود هم ال البيت عليهم السلام.
    و لكي نميز الطريق الصحيح لله يجب ان نعرف من هم العلماء الذين اوجب الله علينا طاعتهم واتباعهم ... بعد ان اصبح الكثير يدعون الاعلمية ويقولون انهم هم المقصودين بحديث الرسول ص ... فلنتصفح بم امرنا الرسول ص التمسك به وهما اثنان لا ثالث لهما القرآن والعترة لذلك ان شاء الله لن يخرج البحث عن هذين المسارين الشريفين
    يجب معرفة من هم العلماء هل هم الفقهاء أم الأئمة (ع) من خلال قول رسول الله ( علماء أمتي كأنبياء بني إسرائيل )وذلك لاختلاط المفاهيم على عامة الناس نتيجة نسب هذا الحديث من قبل العلماء إلى أنفسهم، وللوصول إلى نتيجة لابد من الرجوع إلى ما أوصانا به رسول الله (ص)
    حيث قال (إني تارك فيكم الثقلين ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي: كتاب الله، وعترتي أهل بيتي، وإنهما لن يفترقا حتى يردا على الحوض، فانظروا كيف تخلفوني فيهما؟ ألا هذا عذب فرات فاشربوا، وهذا ملح أجاج فاجتنبوا) بحار الانوار . ج2باب 14- ص99
    وعن الإمام الصادق عليه السلام قال :. ( يغدو الناس على ثلاث أصناف عالم متعلم وغثاء فنحن العلماء وشيعتنا المتعلمون وسائر الناس غثاء ) أصول الكافي ج1 ص51
    ومن خلال هذا الحديث عرفنا أن العلماء هم الأئمة (ع) فالذي ينسب هذا الحديث لنفسه لابد له من مآرب أخرى وهي أن يوهم الناس بأنهم هم من أوصى بهم رسول الله (ص) لغرض طاعتهم والتسلم لهم بكل ما يقولون وقد ذكر الإمام الصادق (ع): (إن العلماء ورثة الأنبياء، وذاك أن الأنبياء لم يورّثوا درهماً ولا ديناراً، وإنما أورثوا أحاديث من أحاديثهم، فمن أخذ بشيء منها فقد أخذ حظاً وافراً، فانظروا علمكم هذا عمّن تأخذونه؟ فإن فينا أهل البيت في كل خلف عدولاً ينفون عنه تحريف الغالين، وانتحال المبطلين، وتأويل الجاهلين) أصول الكافي ج1 ص69 .
    وعن العالم (ع) قال ( من أخذ دينه من كتاب الله وسنّة نبيه (ص) زالت الجبال قبل أن يزول ومن أخذ دينه من أفواه الرجال ردته الرجال ) أصول الكافي ج1 ص22
    فالذي يأخذ عن أهل البيت عليهم السلام فقد أخذ حظاً أوفراً فهم النبع الصافي ومن تخلف عنهم فقد هلك وأهلك. فلو كان الفقهاء ورثه الأنبياء حسب ما يدعون فالأنبياء عليهم السلام حاربوا الطواغيت وتصدوا لهم لانهم يسيرون عكس ما أراد الله ولم يركنوا إليهم وقال تعالى :.( وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ ) هود {113}
    فلاقوا ما لاقوا من القتل والتشريد والسخرية وإسقاط شخصياتهم في سبيل أعلاء كلمة لاأله الاالله ولم يفعلوا كفعل فقهاء أخر الزمان، فقد رضخوا لعدوا الله الدجال الأكبر أمريكا وأن سألتهم يقولون هذه تقية وعن الإمام الصادق (ع) قال : ( إذا دعيتم إلى نصرتنا تكون التقية أحب إليكم من أبنائكم)
    والأنبياء عليهم السلام أورثوا نهجا وسيرة لابد لكل من يقصد رضا الله أن ينهج نهجهم ويسير سيرتهم ،لا بخلاف ما جاءوا به وهم يشرعون ويحلون ما حرم الله حسب أهوائهم ونبذوا القرآن وراء ظهورهم . وصدق أمير المؤمنين(ع) عندما قال : (فيا عجبا ومالي لا أعجب من خطاء هذه الفرق على اختلاف حججها في دينها لا يقتفون أثر نبي ولا يعتدون بعمل وصي ولا يؤمنون بغيب ولا يعفون عن عيب المعروف فيهم ما عرفوا ، والمنكر عندهم ما أنكروا ، وكل امرء منهم إمام نفسه آخذ منها فيما يرى بعرى وثيقات وأسباب محكمات فلا يزالون بجور ولن يزدادوا إلا خطأ لا ينالون تقربا ولن يزدادوا إلا بعدا من الله عز وجل انس بعضهم ببعض وتصديق بعضهم لبعض كل ذلك وحشة مما ورث النبي ونفورا مما أدى إليهم من أخبار فاطر السماوات والأرض . أهل حسرات ، وكهوف شبهات ، وأهل عشوات ، وضلالة وريبة ، من وكله الله إلى نفسه ورأيه فهو مأمون عند من يجهله غير المتهم عند من لا يعرفه فما أشبه هؤلاء بأنعام قد غاب عنها رعاؤها. ووا أسفا من فعلات شيعتنا من بعد قرب مودتها اليوم كيف يستذل بعدي بعضها بعضا وكيف يقتل بعضها بعضا ؟ المتشتة غدا عن الأصل النازلة بالفرع ، المؤملة الفتح من غير جهته كل حزب منهم آخذ منه بغصن أينما مال الغصن مال معه) روضة الكافي ج22
    فقد وافقوا ورضخوا إلى حكم الطاغوت وتركوا حكم الله وأتبعوا السلاطين وعن أبي عبد الله(ع) قال :قال رسول الله (ص) "الْفُقَهَاءُ أُمَنَاءُ الرُّسُلِ مَا لَمْ يَدْخُلُوا فِي الدُّنْيَا". قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَ مَا دُخُولُهُمْ فِي الدُّنْيَا؟ قَالَ: "اتِّبَاعُ السُّلْطَانِ، فَإِذَا فَعَلُوا ذَلِكَ فَاحْذَرُوهُمْ عَلَى دِينِكُم‏") أصول الكافي ج2 ص96
    واليوم وقد أيدوا وأعانوا على نشر هذا المعتقد الفاسد الذي أتى به أعداء الله وحلفائهم وهو حاكمية الناس فهلكوا وأهلكوا من أتبعهم وقال رسول الله (ص) (أخوف ما أخاف على أمتي ثلاث خلال أن يتبعوا زلة العالم ,زلة العالم كأنكسار السفينه تغرق وتغرق اهلها ,زلة العالم تفسد عوالم )أصول الكافي ج1 ص66
    وعن أبي عبد الله (ع) قال ( اياك والرياسة فما طلبها احد الا هلك فقلت قد هلكنا اذ ليس احدا منا الا وهو يحب ان يذكر ويقصد وياخذ عنه فقال : ليس حيث تذهب انما ذلك ان تنصب رجلا دون الحجة فتصدقة في كل قول وتدعوا الناس الا قولــــه ) وسائل الشيعة ج18 ص93
    وهذه هي مصيبة المجتمع اليوم فقد نصبت كل مجموعة لها رجلاً دون المنصب من الله وأخذوا يصدقونه في كل ما يقول ويدعون الناس إلى قوله ويعتبرون قوله حجة عليهم ولا يقبل فيه النقاش لانهم رسخوا في أذهانهم أنهم ورثة الأنبياء فأمسى المجتمع الاسلامي كتلا" وأحزابا" يلعن بعضها بعض وكل مجموعه ترى الحق عندها وقال تعالى ( ان الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعاً كل حزب بما لديهم فرحون ) الروم { 32}
    ففرحوا بأقبال الدنيا عليهم وتكالبوا على حطامها ونبذوا كتاب الله وراء ظهورهم وخفي الحق وظهر الباطل وأصبحوا هم أئمة الكتاب لاالكتاب إمامهم وقال أمير المؤمنين (ع) في خطبة له ( انه سيأتي عليكم من بعد زمان ليس فيه شيْ اخفى من الحق ولا اظهر من الباطل ولا اكثر من الكذب على الله ورسوله وليس عند اهل ذلك الزمان سلعة ابور من الكتاب اذا تلى حق تلاوته ولا انفق عنه اذا حرف عن مواضعه ولا في البلاد انكر شيْ انكر من المعروف ولا اعرف من المنكر فقد نبذ الكتاب حملته وتناساه حفظته فالكتاب يومئذ واهله طريدان متعاقبان وصاحبان مصطحبان في طريق واحد لا يؤويهم مأوى فالكتاب وأهله في ذلك الزمان في الناس وليس فيهم ومعهم وليس معهم لان الضلالة لا توافق الهدى وان اجتمعا فأجتمع القوم على الفرقة وافترقوا على الجماعة كأنهم ائمة الكتاب وليس الكتاب أمامهم فلم يبق عندهم الا اسمه ولا يعرفون الا خطه وزبره ومن قبل مثلوا بالصالحين كل مثلة وسموا صدقهم على الله فرية وجعلوا في الحسنة عقوبة السيئة )
    فهاهم قتلة الأنبياء الذين يقولون مالا يفعلون وقال تعالى (كبر مقتاً عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون ) فالذين يرثون الأنبياء لايخرجون الناس من حق ولا يدخلونهم في باطل وأنتم اليوم قد أفتريتم على الله ورسوله (ص) بسبب ما وصف الله سبحانه وتعالى به حججه ونسبتموه إلى أنفسكم وتسترتم بزي رسول الله (ص) ليسهل عليكم خداع من أتبعكم بأدعائكم أنكم منصبون من الله سبحانه وتعالى وقد ذمكم الله سبحانه وقال : ( فاذا فعلوا فاحشةً قالوا وجدنا عليها ابائنا والله أمرنا بها قل ان الله لا يأمر بالفحشاء أتقولون على الله ما لا تعلمون ){ الأعراف /28}
    وعن محمد أبن منصور قال سأل أبا عبد الله عن هذه الآيه فقال : ( هل رأيت أحدا زعم أن الله أمره بالزنا وشرب الخمر أو شيء من هذه المحارم فقلت لا,فما هذه الفاحشة التي يدعون أن الله أمرهم بها قلت الله أعلم ووليه قال :فأن هذا في أولياء أئمه الجور أدّعوا أن الله أمرهم بالائتمام بقوم لم يأمرهم الله بالائتمام بهم فرد الله ذلك عليهم وأخبر أنهم قالوا عليه الكذب وسمى ذلك منها فاحشة )بحار الانوار 24\189
    الخطبة الثانية
    الحمد الله رب العالمين والحمد حقه كما يستحقه حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه ,الحمد لله الذى يخلق ولم يخلق ويرزق ولا يرزق ويطعم ولا يطعم ويميت الاحياء ويحيى الموتى وهو حى لا يموت بيده الخير وهو على كل شئ قدير ,الحمد لله الذى لم يشهد احدا حين فطر السماوات والارض ولا اتخذ معينا حين برأ النسمات ,الحمد لله الذى جعل الليل لباسا والنوم سباتا وجعل النهار نشورا, الحمد لله الذى اذهب الليل مظلما بقدرته وجاء بالنهار مبصرا برحمته , وكسانى ضياءه وانا فى نعمته , الحمد لله الاول قبل الانشاء والاحياء ,والآخر بعد فناء الاشياء, اللهم صل على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين الائمة والمهديين , اللهم صل على محمد المصطفى وعلى علي المرتضى وعلى البتول فاطمة الزهراء وعلى السبطين الامامين الهاديين الزكيين الحسن والحسين وعلى السجاد علي بن الحسين وعلى الباقر محمد بن علي وعلى الصادق جعفر بن محمد وعلى الكاظم موسى بن جعفر وعلى الرضا علي بن موسى وعلى الجواد محمد بن علي وعلى الهادى علي بن محمد وعلى العسكرى الحسن بن علي وعلى الخلف الهادى المهدى الحجة ابن الحسن صاحب الزمان وشريك القرآن وامام الانس والجان وعلى وصيه ووليه وابنه وحبيبه ويمانيه احمد الحسن وعلى اولاده المهدين الاحد عشر مهدى مهدى الى قيام الساعة.
    ربما أحد يقول بأن هناك روايتين في الكافي ذكرت بأن العلماء ورثة الأنبياء:
    الاول في باب "صفة العلم وفضله وفضل العلماء"
    - محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن خالد، عن أبي البختري، عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: إن العلماء ورثة الانبياء وذاك أن الانبياء لم يورثوا درهما ولا دينارا، وانما اورثوا أحاديث من أحاديثهم، فمن أخذ بشئ منها فقد أخذ حظا وافرا، فانظروا علمكم هذا عمن تأخذونه؟ فإن فينا أهل البيت في كل خلف عدولا ينفون عنه تحريف الغالين، وانتحال المبطلين، وتأويل الجاهلين.
    والثاني في باب " ثواب العالم والمتعلم"
    - محمد بن الحسن وعلي بن محمد، عن سهل بن زياد، ومحمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد جميعا، عن جعفر بن محمد الاشعري، عن عبدالله بن ميمون القداح، وعلي بن إبراهيم، عن أبيه، عن حماد بن عيسى، عن القداح، عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): من سلك طريقا يطلب فيه علما سلك الله به طريقا إلى الجنة وإن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضا به وإنه يستغفر لطالب العلم من في السماء ومن في الارض حتى الحوت في البحر، وفضل العالم على العابد كفضل القمر على سائر النجوم ليلة البدر، وإن العلماء ورثة الانبياء إن الانبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما ولكن ورثوا العلم فمن أخذ منه أخذ بحظ وافر.
    مناقشة صدور الروايات :
    اما الرواية الاولى فهي ضعيفة السند (بحسب مباني "علماء الشيعة القائلين بوجوب التقليد" وينكرونها حين يناقشون استدلال الوهابية بها على قضية منع ابي بكر لفاطمة ع من ارثها ...انظر مثلا السؤال: قوله (صلى الله عليه وآله): (العلماء ورثة الأنبياء) ـ مركز الدراسات العقائدية التابع للسيستاني
    ولو صح سندها فمع الرواية الثانية لا يقطع بصدورها عن المعصوم (ع) ونحن كلامنا في عقيدة وجوب تقليد المجتهد وفي العقائد لا بد من دليل قطعي يقيني. بالنتيجة : الرواية الاولى ضعيفة السند عندهم والثانية ظنية السند بحسب مصطلحات القوم
    مناقشة الدلالة :
    1. لو قلنا بان المراد من الروايتين هو "مطلق العلماء" فيكون الاشكال في اختلافهم في موضوع البحث فهل علماء الشيعة الاوائل الذين حفظوا الدين كالشيخ الصدوق والكليني والشيخ المفيد هل هم علماء ؟؟ فاذا كان كبار علماء الشيعة علماء ـ بهذا المعنى ـ فهم يقولون ببطلان تقليد غير المعصوم في الاحكام ويفتون بالنهي عنه. وهل الميرزا النوري والفيض الكاشاني والحر العاملي ونعمة الله الجزائري الذين هم غنيين عن التعريف وغيرهم علماء بالمعنى المراد هنا ام لا ؟ فهم يفتون ببطلان تقليد المجتهد !! ام ان العلماء المراد (انهم ورثة الانبياء هنا) هم فقط الاصوليين دون غيرهم من الشيعة ؟!
    2. لو تنزلنا وقلنا ان كل علماء الشيعة ورثة الانبياء فيكون المعنى الظاهر انهم ورثوا من احاديثهم وما يروونه عنهم (ع) وبالتالي فظاهر الحديث اجنبي عن عقيدة وجوب التقليد الذي هو الالتزام او الاخذ او....او العمل (المستند) براي المجتهد وفتواه واقصى ما يمكن الاستفادة منها هو نقل الروايات... فالحديثين لا يمكن الاستدلال بهما حتى على الافتاء خارج النصوص الشرعية ـ بل ولا حتى على الافتاء ضمن النصوص الشرعية ـ فضلا عن وجوب التقليد.
    3. ان صفة "العلماء" مقرونة بـصفة "وراثة المعصوم (الانبياء) ع " تقييد للاطلاق الظاهري وهو عامة العلماء والفقهاء ـ بل من المحتمل ان يكون "ورثة الانبياء" تعريف للعلماء المشار اليهم هنا ـ اي انهم سموا علماء لانهم ورثوا الانبياء ع ...ومع القول بان دلالتها في وجوب الرجوع اليهم مطلقا في علمهم والقبول منهم وان علمهم هو علم الانبياء ع تنصرف مباشرة الى المعصوم لان العلم الذي يورثه الانبياء ع هو علم يقيني 100% لا مجال فيه للشك اي ان الوارثان (اي العلماء) علمهم يقيني فلا يخطئون فيكونون معصومين عليهم السلام ومعلوم قطعا ان المجتهد يخطىء وكذا معلوم ان علم الفقهاء الاصوليين القائلين بالتقليد هو مظنة وليس يقينا والظن لا يكون ارث الانبياء ع وكذلك الخطأ...وعليه فالحديثين اجنبيين حتى عن الكلام في الفقهاء والمجتهدين ويؤيده ماجاء في ذيل الرواية الاولى ( فان فينا أهل البيت في كل خلف عدولا ينفون عنه تحريف الغالين، وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين).
    4. هناك روايات تبين أن ورثة الأنبياء هم آل محمد ع
    عن الصادق (ع) انه قال : (يَغْدُو النَّاسُ عَلَى ثَلَاثَةِ أَصْنَافٍ عَالِمٍ وَمُتَعَلِّمٍ وَغُثَاءٍ فَنَحْنُ الْعُلَمَاءُ وَشِيعَتُنَا الْمُتَعَلِّمُونَ وَسَائِرُ النَّاسِ غُثَاءٌ ) الكافي ج : 1 ص 51.
    وعن أمير المؤمنين (ع) : (( إِنَّ النَّاسَ آلُوا بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ (ص) إلى ثَلَاثَةٍ آلُوا إلى عَالِمٍ عَلَى هُدًى مِنَ اللَّهِ قَدْ أَغْنَاهُ اللَّه ُبِمَا عَلِمَ عَنْ عِلْمِ غَيْرِهِ وَ جَاهل مُدَّعٍ لِلْعِلْمِ لَا عِلْمَ لَهُمُ عْجَبٍ بِمَا عِنْدَهُ قَدْ فَتَنَتْهُ الدُّنْيَا وَفَتَنَ غَيْرَهُوَمُتَعَلِّمٍ مِنْ عَالِمٍ عَلَى سَبِيلِ هُدًى مِنَ اللَّهِ وَنَجَاةٍ ثُمَّهَلَكَ مَنِ ادَّعَى وَخَابَ مَنِ افْتَرَى )) الكافي ج : 1 ص51
    وعن الصادق (ع) ( إن علياً كان عالماً وإن العلم يتوارث و لن يهلك عالم إلا بقي من بعده من يعلم مثل علمه أوما شاء الله )) الكافي ج : 1 ص248.
    ومن كلام للإمام الرضا ع مع أحد أصحابه نأخذ منه مقدار الحاجة (( ... أفتدري من السفهاء؟ فقلت : لا يا ابن رسول الله . فقال: هم قصاص من مخالفينا و تدري من العلماء؟ فقلت :لا يا ابن رسول الله. قال: فقال: هم علماء آل محمد (ع) الذين فرض الله عز و جل طاعتهم و أوجب مودتهم))) ... )) معاني الأخبار ص 180))
    جاء في دعاء الإمام السجاد(ع ) : (( اللهم يا من خص محمداً وآله بالكرامة ، وحباهم بالرسالة ، وخصصهم بالوسيلة وجعلهم ورثة الأنبياء ، وختم بهم الأوصياء والأئمة .....)) الصحيفة السجادية ص43
    وعن أبي عبد الله (ع) انه قال: (( نحن ورثة الأنبياء وورثة كتاب الله ونحن صفوته )) مختصر بصائر الدرجات ص63
    وقول الصادق (ص) للإعرابي الذي اتهمه بالسحر : (( نحن ورثة الأنبياء ليس فينا ساحر و لا كاهن بل ندعوا الله فيجيب و إن أحببت أن أدعو الله فيمسخك كلباً فتهتدي إلى منزلك .... )) الثاقب في المناقب لأبي حمزة الطوسي ص199 / مدينة المعاجز للسيد هاشم البحراني ج5 ص360
    وعن الرضا ((صلوات الله وسلامه عليه )) عن السجاد (ع) انه قال: (( إِنَّ مُحَمَّداً (ص) كَانَ أَمِينَ اللَّهِ فِي خَلْقِهِ فَلَمَّا قُبِضَ (ص) كُنَّا أهل الْبَيْتِ وَرَثَتَهُ فَنَحْنُ أُمَنَاءُ اللَّهِ فِي أَرْضِهِ.... إلى أن قال و نحن ورثةالأنبياء و نحن ورثة أولي العلم من الرسل.....)) البحار ج32 ص366/ ينابيع المعاجز للسيد هاشم البحراني ص116
    وقال أمير المؤمنين(عليه السلام): ((أين الذين زعموا أنهم الراسخون في العلم دوننا، كذباً وبغياً علينا، أن رفعنا الله ووضعهم، وأعطانا وحرمهم، وأدخلنا وأخرجهم، بنا يستعطى الهدى، ويستجلى العمى)) / نهج البلاغة ج:2 ص:27
    عن الصادق (ع) : ( إذا خرج القائم ينتقم من أهل الفتوى بما لا يعلموا فتعساً لهم ولأتباعهم أوَ كان الدين ناقصاً فتمموه أم كان به عوجاً فقوموه ، أم هَمَّ الناس بالخلاف فأطاعوه أم أمرهم بالصواب فعصوه أم هَمَّ المختار فيما أوحي إليه فذكروه أم الدين لم يكتمل على عهده فكملوه أم جاء نبياً بعده فاتبعوه ) إلزام الناصب ج1 ص108 - ج2 ص200.
    فأين هؤلاء الذين يدعون أنهم ورثة الأنبياء أين هم من هذه الروايات التي تؤكد أن الأوصياء هم ورثة الأنبياء لأنهم لا يدخلون الناس في باطل ولا يخرجونهم من حق. ولكن عميت قلوبهم ليزيدهم الله ضلالا فوق ضلالهم أو أنهم تعاموا عن هذه الروايات ليضلوا بها من أراد اضلال نفسه. وإلا فإن من تمسك بالثقلين فإنه سيرى الحق واضح وضوح الشمس.
    اَللّـهُمَّ اِنّى تَعَمَّدْتُ اِلَيْكَ بِحاجَتى وَاَنْزَلْتُ اِلَيْكَ الْيَوْمَ فَقْرى وَفاقَتى وَمَسْكَنَتى فَاَنَا لِمَغْفِرَتِكَ اَرْجى مِنّى لِعَمَلى وَلَمَغْفِرَتُكَ وَرَحْمَتُكَ اَوْسَعُ مِنْ ذُنُوبي فَتَولَّ قَضاءَ كُلِّ حاجَة لي بِقُدْرَتِكَ عَلَيْها وَتَيسيرِ (وَتَيَسَر) ذلِكَ عَلَيْكَ وَلِفَقْري اِلَيْكَ فَاِنّي لَمْ اُصِبْ خَيْراً قَطُّ إلاّ مِنَك وَلَمْ يَصْرِفْ عَنّي سُوءاً قَطُّ اَحَدٌ سِواكَ وَلَسْتُ (وَلَيْسَ) اَرْجُو لاخِرَتي وَدُنْيايَ وَلا لِيَوْمِ فَقْرى يَوْمَ يُفْرِدُني النّاسُ في حُفْرَتي وَاُفْضي اِلَيْكَ بِذَنْبي سِواكَ .
Working...
X
😀
🥰
🤢
😎
😡
👍
👎