إعـــــــلان

Collapse
No announcement yet.

يا محاسن الصدف

Collapse
X
 
  • Filter
  • الوقت
  • Show
Clear All
new posts
  • 3aLa SaBiL Al NaJaT
    عضو نشيط
    • 14-05-2011
    • 510

    يا محاسن الصدف

    يا محاسن الصدف



    كنّا مجموعة نلتقي في احدى الغرف الوهمية في البالتوك القسم العراقي.
    الكل كانوا يدلون بدلوهم و عمّا عانوا من ظلم طاغية بغداد صدام اللعين.
    احدهم كان اكثرهم حرقة عندما كان يأخذ المايك ويتحدث وما عانى من ظلم ايام قيام نظام طاغية بغداد بتهجير عائلته الى ايران لأسباب عرقية ومذهبية دون مراعاة ابسط القيم الأنسانية.
    كل ليلة كانت له صولة في مداخلاته سياسية. كنت وقتها لم اسمع بالدعوة اليمانية المباركة ولم يكن لي علم بظهور وصي ورسول من الأمام المهدي عليه السلام.
    والغرفة لم تكن غرفة دينية ولكن كانت يجتمع فيها الكثير ممن ينتمون لعقيدة الأسلام وخاصة المنضوين لفكر آل البيت عليهم السلام اضافة الى آخرين ممن لم يكن لهم اي التزام ديني وكانوا من شتى الأحزاب العلمانية ومن قوميات مختلفة.
    كان لذلك الرجل حصة الأسد في مداخلاته. وكانت مداخلاته تحمل في طياتها الحسرة لما فات من عمره في ظل نظام مستبد ظالم والأسى كانت تغلب على كلماته. كم فقدوا من الأحبة في غياهب السجون حيث طحنتهم ماكنة البعث الكافر اثناء حكمهم كل تلك السنين المظلمة من تأريخ شعبنا.
    في احد الأيام دخلت الغرفة فرأيت هناك اجواء غير طبيعية
    والحزن يخيّم على الغرفة وكنت اسمع قراءة من سور القرءان الكريم.
    فبعد القاء السلام على المتواجدين كتبوا لي : البقية في حياتك فلقد وافى الأجل صاحبنا. وحزنت لموته وحزن كل روّاد الغرفة. وسمعت ان المتوفي فتح الكومبيوتر في ليلته الأخيرة تلك ودخل غرفة البالتوك ووقع على الكيبورد مكتوم الأنفاس مودّعا دنياه الى دار الحق وزوجته تصرخ وتقول في المايك لقد مات زوجي.

    بعد هذا الحدث انقطعت عن غرف البالتوك لمدة طويلة نسبيا بعد فترة من سقوط طاغية بغداد في حوالي عام 2006، وانصرفت لحياتي العادية.
    في اواخر 2010 وبالذات في شهر اكتوبر/ ايلول دفعني الفضول ان ادخل غرف البالتوك ثانية ، فوجدت في القسم العراقي غرفة اسمها انصار الأمام المهدي (ع) فدخلتها ظنّا مني انها كأية غرفة من غرف الشيعة المعروفة في البالتوك. ولكن بعد حين علمت انها تدعو لأمر مختلف لم نعهده من قبل. ولا ارغب الدخول في التفاصيل لأني ذكرتها مسبقا في مناسبات اخرى فبعد ايام اعلنت ايماني بالدعوة مع زوجتي.
    في احدى زياراتي لحسينية الأنصار في جنوب السويد وكنت قادما من العاصمة ستوكهولم التقيت بشابين اخوين ، الأصغر منهما وجدته وهو مصاب بمتلازمة (الداون سيندروم) والأكبر فهو في عمر حوالي الثامنة عشر او العشرين لا اذكر بالضبط وهو من الأنصار المؤمنين بالدعوة المباركة.
    شدّني الحديث معه حيث وجدته يفهم العربية ولا يجيدها وكان افضل في التحدث بالفارسية ولكنه يميل الى استخدام السويدية كلغة التواصل. ولكون ابني الأكبر المصاب بنفس المتلازمة (Downs Syndrome) ولهذا بدأت السؤال عن اخيه وحاله وعن حاله هو كذلك. ومن خلال حديثي معه وجدت انهما يفترشان في الحسينية وينامان هناك. فقلت: واين والديكم وبقية اهلكم ؟ لأن فكرت ان ذلك الشاب المصاب بتلك المتلازمة يحتاج الى رعاية شديدة فاستغربت انه يفترش في الحسينية وينام هناك. فقال الشاب الأكبر: ليس لدينا منزلا فلقد توفى والدي ومن ثم لحقته امي بعد سنين قليلة وتركوني مع اخي المصاب وحدنا في هذه الدنيا.
    فقلت: ولكنك شاب صغير فيظهر والديك لم يكونا كبيرين فكيف توفيا بهذه السرعة؟ ( كان مجرد سؤالا فضوليا مني)
    فقال:
    مات ابي عندما فتح جهاز الكومبيوتر ودخل غرفة البالتوك ووقع على الكيبورد (مفتاح الكتابة) ومات. ثم لحقته امي بعد سنين قليلة.
    تذكرت حكاية الوفاة السابقة لذلك الرجل ولا اعرف سبب سكوتي مع العلم اني كنت اعرف والده وكنت استمع لمداخلاته ولكن لم اكن اعرفه معرفة شخصية ولم القاه في حياتي الا في تلك الغرفة الوهمية في النيت.
    في اخر لقاء لي معه مؤخرا اي قبل حوالي اسبوعين وهو كان زائرا لستوكهولم والتقينا في حسينية انصار الطالقان في مدينة ابسالا شمال العاصمة بحوالي 70 كم. فقلت له :
    هل تعرف اني اعرف والدك المرحوم؟
    فتغيّر وجهه حيث ذكّرته بعزيز عليه وكاد ان يخنقه العبرة. وكم شعرت بالخجل لأني ذكّرته بأبيه الراحل.
    فقلت اعرف ان الشخص الوحيد الذي توفى وهو فاتح جهاز الكومبيوتر وداخل غرفة (.....)في البالتوك هو والدك وكنت قد شاركت في مراسم العزاء في الغرفة.
    فقال: نعم انه كان في الغرفة (.....) عندما سقط على الكيبورد وتوفى وكنت صغير العمر حينه.
    فقلت له:
    ولكن اطلب منك اذنا ان تقبل مني ان اكتب هذه الذكرى في كلمة وانشرها اما في موقع الأنصار او في اي مكان اخر لأنه الأمر يخصك؟
    فردّ بالأيجاب.
    فقلت يا سبحان الله عرفت أباه وسمعت صوته لأشهر عديدة في مداخلاته وابنه هذا كان طفلا صغيرا ، لم اعرفهم ولم ألتق بهم يوما والآن التق بولده الذي ترعرع وكبر وهو احد انصار الأمام عليه السلام. وأتساءل مع نفسي وأقول : ما هذا السر الذي جعلني ان التقي بولده الشاب الذي نما وقوي عوده وهو انصاري متحمس ونحمل نفس فكر مولانا احمد الحسن عليه السلام ؟ وكيف نلتقي مع بعضنا ونحن بين هذه الأمواج البشرية المتلاطمة ؟ فيا محاسن الصدف هذه !.


    15-12-2013
    ستوكهولم / السويد
  • altarid
    عضو نشيط
    • 10-09-2010
    • 122

    #2
    رد: يا محاسن الصدف

    اللهم صلي على محمد وال محمد الائمه والمهدين وسلم تسليما

    هي صدفه جميله وفي نفس الوقت حزينه قرائتها والدموع في عيني

    ندعوا الله ان يبارك فيكم وفي اولاد الوالد المتوفي وثبتنا الله واياكم لنصرة داعي الله احمد عليه السلام
    أبتاه أغثني وفرج الكرب يا غياث المستغيثينِ
    أبتاه نصرك الموعود فقد طالت مع العداة سنينِ
    أبتاه قد مررت بكل طغاة الأرض مع نوح وإبراهيم وموسى الكليم
    وعيسى ومحمد وعلي ومع الحسينِ
    أبتاه لكني لم أرَ طغاة كطغاة اليوم مستكبرين مجونِ
    أبتاه إن تنصر فنصرك منقذي
    وان قلت اصبر فصبر جميل والله معينِ

    ابنكم
    احمد الحسن

    Comment

    • اختياره هو
      مشرف
      • 23-06-2009
      • 5310

      #3
      رد: يا محاسن الصدف

      سبحان الله العظيم
      قصة رائعة وفقكم الله لكل خير وسددكم بحق آل محمد ع .. وجعلكم جميعا من الثابتين على حق محمد وآل محمد ع
      السلام عليكم يا أهل بيت الرحمة والنبوة ومعدن العلم وموضع الرسالة

      Comment

      • ابو كرار الحلو
        عضو جديد
        • 19-04-2012
        • 34

        #4
        رد: يا محاسن الصدف

        سبحان الله ولكن هذه لم تكن صدفه وانما كل شئ بقدر وهذا مقدر من الله سبحانه وتعالى

        Comment

        Working...
        X
        😀
        🥰
        🤢
        😎
        😡
        👍
        👎