إعـــــــلان

Collapse
No announcement yet.

خطبة الجمعة في احدى دول الخليج بتأريخ 11 محرم 1435 هجري - هل نحن من ينتظر الإمام أم الإمام ينتظرنا؟

Collapse
X
 
  • Filter
  • الوقت
  • Show
Clear All
new posts
  • أنصاري 313
    مشرف
    • 04-01-2013
    • 99

    خطبة الجمعة في احدى دول الخليج بتأريخ 11 محرم 1435 هجري - هل نحن من ينتظر الإمام أم الإمام ينتظرنا؟

    الإمام ينتظرنا أم نحن ننتظره؟؟
    بسم الله الرحمن الرحيم
    اللهم صل على محمد و آل محمد الائمة و المهديين و سلم تسليما كثيرا
    الحمد لله مالك الملك، مجري الفلك مسخر الرياح، فالق الإصباح، ديان الدين، رب العالمين، الحمد لله الذي من خشيته ترعد السماء وسكانها وترجف الأرض وعمارها، وتموج البحار ومن يسبح في غمراتها.اللهم صل على محمد وآل محمد، الفلك الجارية في اللجج الغامرة، يأمن من ركبها، ويغرق من تركها، المتقدم لهم مارق، والمتأخر عنهم زاهق، واللازم لهم لاحق. الحمد لله الذي لا يبلغ مدحته القائلون. ولا يحصي نعماءه العادون. ولا يؤدي حقه المجتهدون، الذي لا يدركه بعد الهمم ولا يناله غوص الفطن. الذي ليس لصفته حد محدود ولا نعت موجود. ولا وقت معدود ولا أجل ممدود.
    هل فكرنا ملياً، بل هل فكرنا أصلاً في خطأ العبارات التي أدمنّا على ترديدها من قبيل: (عجل الله فرجه)، (أيها الغائب انتظرناك طويلاً)، (الإمام غائب، ونحن ننتظر ظهوره)، وما شابه من عبارات تدل على أننا نحن من ينتظر الإمام المهدي عليه السلام، وليس هو من ينتظرنا!؟ربما يكون شخص قد فكر، أو حتى شخصان، أو أكثر، غير أن الذي لا شك فيه هو أن شيوع هذه الثقافة التي تنسب الانتظار لنا دون الإمام المهدي عليه السلام، يدل حتماً على أن خطأ ثقافياً، ودينياً كبيراً يستوطن عقولنا!
    أن نكون نحن من ينتظر الإمام عليه السلام، فيما هو غائب، يعني ببساطة أنه – وحاشاه – متقاعس عن أداء دوره، وإلا ما الذي يؤخره عنا؟
    بطبيعة الحال سيجيب البعض قائلاً: ولكن قد ورد في الروايات تعبيرات دلت على أن الإمام سيغيب، أي إنها نسبت الغياب له عليه السلام، فكيف يكون هو من ينتظر، وهو الذي غاب عنا!؟
    الجواب: إن ما ورد في الروايات من تعبيرات تدل على أن الإمام سيغيب، وأن له غيبتين، وما شاكل، لا تعني أن الله عز وجل قد خطط للغيبة دون أن يكون لموقف الناس من الإمام مدخلية في الأمر، بل يعني ببساطة أنه قد سبق في علم الله عز وجل أن الناس ستُعرض عن الإمام، أي إن الناس ستغيب عن الإمام، أي لا تعرف قدره، ولا تعطيه حقه من الطاعة، وبالنتيجة لا يكون لوجوده بينهم فائدة تُذكر، بل سيكونون مستحقين لغضب الله لأنهم أعرضوا عن حجته.
    فغيبته عليه السلام من هذه الجهة رحمة بهم لأنها تمنع وقوع العذاب، كما إنها من جهة أخرى عقوبة إصلاحية لهم لأنهم بدون الإمام سيعانون حتماً من العنت والظلم، حتى يترشح من بينهم العدد الكافي (313) المؤهل لنصرة الإمام عليه السلام. إذن الغيبة التي ننسبها للإمام هي غيبتنا نحن في الحقيقة، فنحن الغائبون وهو الحاضر الذي يترقب أن يترشح عن الملايين التي تنتسب للإسلام والتشيع عدد قليل قوامه 313 شخصاً!
    والحقيقة المُرّة هي أننا لسنا فقط لا ننتظر الإمام عليه السلام، بل لقد بلغ بنا الأمر – وأرجو أن ننتبه لهذا الحقيقة المؤلمة جداً – حدّ أن نقول بلسان الحال: “مات”، “هلك”، أي إننا في الحقيقة، لا نؤمن في أعماقنا أصلاً بالإمام المهدي عليه السلام!
    لنسأل أنفسنا هذا السؤال: ما الذي تعنيه الغيبة، هل تعني أن الإمام عليه السلام موجود، أم غير موجود، أي معدوم؟
    طبعاً من يقول أنه عليه السلام غير موجود، أو معدوم فهو يعترف سلفاً، وبلسان المقال بالنتيجة التي قررناها أعلاه، أما من يقول أن الإمام عليه السلام موجود، فنقول له: إذا كنت تؤمن حقاً أنه عليه السلام موجود، وأنه إمامك وقدوتك، فلماذا تختار غيره حاكماً عليك، سواء في أمور الدين، أو الدنيا؟
    ستقول – كما هو واقع الحال -: نعم هو موجود، وأنا أؤمن بذلك، ولكنه غائب، ولابد بالتالي من إمام، أو حاكم، أو أي شخص نرجع إليه في أمورنا الدينية والدنيوية معاً، وإلا ستعم الفوضى، وتضطرب أمور الدين والدنيا، ثم إننا لا نسمي ولا نعتبر الحاكم الذي اخترناه، أو الذي نرجع له إماماً، ولا خليفة!أقول: هذه الإجابة تحديداً، وهي شائعة جداً في أوساطنا، تفترض المعنى المنحرف الذي سبقت الإشارة إليه، أي أنها تفترض سلفاً أن الإمام عليه السلام هو الغائب، ونحن من ينتظر لا هو!إذ لو كنا نؤمن أن الإمام حاضر، وهو من ينتظر لكنّا بدلاً من البحث عن غيره، بحثنا عنه، بل وجدناه بالأحرى لأننا بمجرد التفاتنا له، وشعوره بأننا نريده حقاً، ولا نطلب غيره، سيكون قد سبقنا بمدّ يده الكريمة.
    وَلَقَدْ أَرْسَلنَا إِلَى أُمَمٍ مِّن قَبْلِكَ فَأَخَذْنَاهُمْ بِالْبَأْسَاء وَالضَّرَّاء لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ [الأنعام : 42]
    هذه الآية موجهة إلىالى الشعوب الثائرة ضد الانظمة الظالمة والدكتاتورية ! الى الذين رفضوا حكم الطواغيت وقالوا لا للظلم لا للفساد لا للذل !
    نريد هذه المرة ان يختار الله لنا الحاكم... بدل ان نختاره نحن، لما لا نقوم بصلاة وتوسل ودعاء وتضرع الى الله مثل صلاة الاستسقاء لما لا يكون ماء ولما يكون جفاف الآن موجود "جفاف" وظلم وجور نريد ان وندعو الله ان يعرفنا الله شخصا اختاره هو .. لاننا نثق ان اختيار الله هو الانسب والاصلح لنا ولجميع الناس واكيد ان الله سيستجيب لنا ويعرفنا اياه.
    إذن في الحقيقة هذه الذريعة التي يتمسك بها البعض من كون الإمام غائباً، وبالتالي يمنح نفسه – أي هذا البعض – صلاحيات، وألقاباً، ليست، أي هذه الذريعة، سوى إمعان في تغييب الإمام عليه السلام، فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
    ثقافة الانتظار الحقيقي
    ليس صحيحاً ما يُروج له من مفاهيم للانتظار يخرجونها بكلمات معسولة منمقة، فيتحدث البعض عن ما يسميه الانتظار السلبي والانتظار الإيجابي وما إلى ذلك من مصطلحات يراد منها الالتفاف على حقيقة الانتظار.فالانتظار ليس فلسفة معقدة لا يُتوصل إلى مدلولها أو ثمرتها إلا عبر مسيرة طويلة من التحليلات الذهنية، كما يحاول البعض أن يظهره، وإنما هو كما يفهمه حتى الإنسان البسيط ترك الانخراط في كل ما يتسبب بغيبة الإمام عليه السلام.
    ولكي تتضح هذه الحقيقة لمن ضيعوها بسيل الأفكار الغريبة التي اختلقتها أذهان غير المعصومين لابد أن نعرف لماذا غاب عنا الامام؟
    لو علمنا وتيقنا ان غيبة الامام سببها موقفنا منه، فالإمام غائب لأننا ببساطة معرضين عنه، والدليل على هذه الحقيقة ينبغي أن يكون واضحاً للغاية، فوجود الإمام لطف الهي اذا كان الناس يستحقونه فلا يمكن أن نتصور أن يظلمهم الله، أو يحرمهم منه.هذه الغيبة المرتبطة بموقف الناس تبقى رهينة لعلتها، أليس يقولون في الفلسفة مثلا ان المعلول يدور مدار علته وجوداً وعدماً؟ فالمعلول يكون موجوداً طالما كانت علته موجودة وينعدم اذا ما انعدمت. إذن هذه الغيبة المرتبطة بموقف الناس يمكن ان تنتهي في أي لحظة فقط تنعدم العلة أي الاعراض عن الامام لينعدم المعلول وهو الغيبة.
    اذن من يعي هذه الحقيقة عليه ان يعمل على ازالة العلة، عليه ان يعمل على اقناع الناس بالإيمان بالإمام وضرورة إطاعته وعدم القبول بغيره لتتحقق النتيجة المرجوة وهي حضور الامام بين الأمة. أي لابد ان تحضر الامة كمستوى ايماني كاف ليحضر الامام.هذا ما كان ينبغي ان يحصل ولكن تم توجيه الناس بعيداً عن الإمام للأسف الشديد، وتم التعامل مع الغيبة وكأنها قدر محتوم منزل من فوق دون أن تكون للناس يد في صنعه، ولا علاقة لموقفهم من الامام به.وهكذا حين يتكلمون عن ما يسمونه انتظاراً إيجابياً مثلاً فهم في الحقيقة يفرغون الانتظار من محتواه الحقيقي، بل يضيعون هويته تماماً.
    فالانتظار الذي ثقفت به أحاديث أهل البيت عليهم السلام يُقصد منه ترقب الإمام وعدم القبول بأي بديل له، وبأي صيغة، أو ذريعة كانت، وبالتالي فهو الانتظار الكفيل بتربية وتثقيف الأمة على إزالة سبب الغيبة. ولكنهم – ومن خلال ما أسموه بالانتظار الايجابي – جعلوه مرادفاً لعدم الانتظار تماماً. فالانتظار الايجابي كما يسمونه يعني بالنسبة لهم الانخراط في المشاريع السياسية والفكرية التي تقع في صلب وظيفة الإمام، وبالتالي شغل منصبه من قبل أناس آخرين، وربط الناس بهؤلاء الناس، لتتحقق أكثر صور الإعراض بشاعة وقسوة.
    إن الإحساس بأن الإمام ينتظرنا هو الذي يحركنا في هذه الحياة.. ولا شك أن الإمام لو أراد أن يخرج خروجا إعجازيا، معتمدا على قوى ما وراء الطبيعة، لآثر أن يخرج منذ أن وُلد .. ولكن سنته هي سنة جده المصطفى ، وسنة آبائه ، فرغم المصاعب التي كانوا يمرون بها، إلا أنهم كانوا يشكون أمرهم لله عز وجل، ويصبرون على الأذى في سبيله.. وهذه المقولة لأحد المعصومين تعكس عظمة المعصوم، وعظمة الخالق: (إن الله أقدرنا على ما نريد ، ولو شئنا أن نسوق الأرض بأزمّتها لسقناها) ونحن نعلم أن المعصوم، لا يريد إلا ما يريده الله سبحانه وتعالى.. فإذن، إن السنّة الطبيعية هي أن تكون دعوة البشر ضمن القواعد الطبيعية، وأما الأمور الإعجازية، فهي لإثبات صحة الدعوة.
    إن ظهور الإمام ع ممنوع عنا، وذلك لسوء أعمالنا، فنحن الذين نؤخّر في فرجه (عج).. ومضمون كلمته المسجلة في التاريخ تدل على ذلك: (ولولا ما يتصل بنا مما نكرهه منكم، لما تأخّر عنكم اليُمن بلقائنا، ولتعجلت لكم السعادة بمشاهدتنا). إذن المتسبب الحقيقي والوحيد في تأخير فرج الإمام ع هو نحن.
    الخطبة الثانية
    الحمد الله رب العالمين والحمد حقه كما يستحقه حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه ,الحمد لله الذى يخلق ولم يخلق ويرزق ولا يرزق ويطعم ولا يطعم ويميت الاحياء ويحيى الموتى وهو حى لا يموت بيده الخير وهو على كل شئ قدير ,الحمد لله الذى لم يشهد احدا حين فطر السماوات والارض ولا اتخذ معينا حين برأ النسمات ,الحمد لله الذى جعل الليل لباسا والنوم سباتا وجعل النهار نشورا, الحمد لله الذى اذهب الليل مظلما بقدرته وجاء بالنهار مبصرا برحمته , وكسانى ضياءه وانا فى نعمته , الحمد لله الاول قبل الانشاء والاحياء ,والآخر بعد فناء الاشياء, اللهم صل على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين الائمة والمهديين , اللهم صل على محمد المصطفى وعلى علي المرتضى وعلى البتول فاطمة الزهراء وعلى السبطين الامامين الهاديين الذكيين الحسن والحسين وعلى السجاد علي بن الحسين وعلى الباقر محمد بن علي وعلى الصادق جعفر بن محمد وعلى الكاظم موسى بن جعفر وعلى الرضا علي بن موسى وعلى الجواد محمد بن علي وعلى الهادى علي بن محمد وعلى العسكرى الحسن بن علي وعلى الخلف الهادى المهدى الحجة ابن الحسن العسكرى محمد بن الحسن ابن العسكرى صاحب الزمان وشريك القرآن وامام الانس والجان وعلى وصيه ووليه وابنه وحبيبه ويمانيه احمد الحسن وعلى اولاده المهدين الاحد عشر مهدى مهدى الى قيام الساعة.
    في ثقافتنا الشيعية لا يبدو مفهوم الغيبة ملتبساً للغاية فحسب، بل يتخذ في الغالب، وربما في الدائم، دلالات بعيدة كل البعد عن حقيقته، بل لنقل بكلمة صريحة إن فهمنا للغيبة منحرف، يستوي في هذا الكبير والصغير! بل لعل المسؤولين عن صناعة الوعي الشيعي وهم الطبقة المثقفة، أو العالمة، يقفون على رأس قائمة من أساءوا فهم الغيبة!فالجميع يتوهم الآن بأن الغيبة تمثل قدراً إلهياً خارج إرادة الناس، وخارج مسؤوليتهم، فلا علاقة لهم في صنعه، ولا باستمراره، وهذا انحراف ما بعده انحراف. لأنه ببساطة يلقي بمسؤولية الغيبة وما يترتب عليها من تأخير الفرج، بالمعنى الأوسع للكلمة، على عاتق الإمام الذي تخلى – وحاشاه – عن وظيفته!وقد ترتب على هذا الفهم المغلوط للغيبة فهمٌ مغلوط للانتظار حيث اتخذ صورة بعيدة تماماً عن كل ما هو معقول.
    فالإنسان الذي يؤمن في قرارة نفسه أن غيبة الإمام وظهوره بالتالي أمرٌ غير خاضع لإرادته على الإطلاق سيكون انتظارُه أشبهَ ما يكون بالمسير في نفق مظلم لا يوجد ما يدل على نهايته المقابلة، فهو بالنتيجة عذاب مستمر بلا أمل.وبطبيعة الحال حين تصطدم أنوفنا بالجدار نغير الاتجاه دائماً، وهكذا يفرز الواقع المنحرف انحرافات أخرى، وتتناسل الانحرافات.
    لا شك في أن المؤسسات البديلة التي شغلت كل مساحات الحاجة التي استشعرها الوعي الشيعي بعد الغيبة، قد وضعت الشيعي أمام حالة غريبة من نوعها، يمكن أن نصطلح عليها بالغياب / الحضور! فالوعي الذي يجد في الواقع الخارجي كل ما يلبي حاجاته الفعلية، أصبح يشعر بالظهور ويتعاطى معه لا على أنه ضرورة واقعية، وشوق يقض المضاجع، وإنما بوصفه حلماً ترفياً، أو أملاً بفردوس لا يجرؤ أحد على التفكير بأنه لن يتحقق يوماً ما، ولكن أيضاً لا أحد يجرؤ على التفكير بأنه سيحدث في أمد منظور. وباختصار أصبحت مسألة انتظار الإمام أشبه شيء بالغيمة الطافية في سقف الوعي، لا تنظر لها عيون الواقع المنشغلة بالضرورات، وإنما عيون الحلم، والخيال. ولهذا يكثر ذكر الإمام المهدي على المستوى النظري، في الفكر، وفي الشعر، ويغيب كلياً على المستوى العملي.إن الله عز وجل لا حاجة له أن يمنّ على الناس، ولكن هناك موضعين في القرآن الكريم يمنّ فيهما على الناس:المنة الأولى: {لَقَدْ مَنَّ اللّهُ عَلَى الْمُؤمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً}. والمنة الثانية: {وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ}.أي منة بالبعثة، ومنة أخرى بقيام المهدي (عج).. ولولا هذا القيام، لما أعطت البعثة ثمارها الكاملة.. فالنبي لم يقطف ثمار دعوته في حياته كما ينبغي، بل ذهب من هذه الدنيا وهو ساخط، كما ذكر ابن عباس: (إن الرزية كل الرزية، رزية يوم الخميس).. فلا بد من ذلك اليوم الذي يمنّ الله به على المؤمنين، كما ذكر في القرآن الكريم: {وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِن بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ}.. فمنذ خلُق آدم والأرض لم تشهد العدل إلا في مرحلتين:المرحلة الأولى: قبل خلقة قابيل.. فآدم وحواء وهابيل، كانوا مؤمنين، ولكن بمجرد أن قتل قابيلُ هابيلَ، انتكست الحركة البشرية.والمرحلة الثانية: عندما أغرق الله عز وجل الأرض ومَن عليها.. فكانت سفينة نوح هي التي تحمل المؤمنين، ولكن ما القيمة الكبرى لهذه الدولة الإسلامية التي في السفينة، المتمثلة بمجموعة من الدواب والحيوانات، ومجموعة من المؤمنين؟.. ليس هذا هو العدل المطلق الذي تنتظره البشرية!.. إن العدالة المطلقة، لا تتحقق إلا بفرجه وظهوره (عج).إن المنتظر لفرج الإمام -عليه السلام- هو الذي يقوم بدور ما في زمان الغيبة، ولو كان دوراً بسيطاً.. أما الإنسان الذي يبدي أشواقهُ من دون عمل؛ هذا الإنسان إنسان لهُ منطق شعري، شاعري، هذا ليس لهُ واقع أبداً.. فالانتظار الحقيقي، هو ذلك الانتظار الذي يستتبع العمل.وما قلته ينطبق على شيعة المراجع وحتى على الأنصار اذا تقاعسوا عن نصرة قائم الحق بعد معرفته.
    فمن لم يؤمن باليماني قبل الفتح او قبل قيامه بالسيف لا ينفعه ايمانه وان كان مؤمنا بالأئمة ع بل حتى المؤمن باليماني ع ولم يكسب في ايمانه خيرا ايضا لا ينفعه ايمانه لانه لم يقدم شئ ولم يعمل بين يدي حجة الله قل تعالى: (يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لاَ يَنفَعُ نَفْساً إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِن قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْراً قُلِ انتَظِرُواْ إِنَّا مُنتَظِرُونَ }الأنعام158
    وفي حديث عن أمير المؤمنين (ع) يذكر فيه بعض علامات قيام القائم (ع) : ( فعند ذلك ترفع التوبة فلا تقبل توبة ولا ينفع نفساً ايمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في ايمانها خيراً ثم قال عليه السلام لا تسألوني عما يكون بعد هذا فانه عهد إلى حبيبي رسول الله صلى الله عليه وآله أن لا أخبر به غير عترتي ) التفسير الصافي للفيض الكاشاني ج 4 ص 75.
    يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آياتِ رَبِّكَ لا يَنْفَعُ نَفْساً إِيمانُها لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمانِها خَيْراً ابن بابويه، قال: حدثني أبي (رضي الله عنه)، قال: حدثنا سعد بن عبد الله، قال: قال (عليه السلام): «الآيات: الأئمة، و الآية المنتظرة: القائم (عليه السلام)، فيومئذ لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل قيامه بالسيف، و إن آمنت بمن تقدم من آبائه (عليهم السلام). ، البرهان ج‏2، ص: 500 )( إكمال الدين ص18.
    سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول في قول الله عزّ وجلّ: (قُل يَومَ الفَتحِ لاَ يَنفَعُ الَّذِينَ كَفَرُوا إيمَانُهُم وَلا هُم يُنْظَرُونَ) قال: ( يَوْمَ اْلفَتْحِ): يوم تفتح الدنيا على القائم، لا ينفع أحداً تقرّب بالايمان ما لم يكن قبل ذلك مؤمناً وبهذا الفتح موقناً، فذلك الذي ينفعه إيمانه، ويعظم عند الله قدره وشأنه، وتزخرف له يوم البعث جنانه، وتحجب عنه فيه نيرانه») تأويل الايات الظاهرة: 438
    فيجب على كل أنصاري أن يسأل نفسه "ماذا فعلت لخدمة الدعوة ونشرها" و "ماذا يجب علي فعله لكي اكسب في أيماني خيرا" حتى لا يبدلني الله سبحانه بقوم آخرين فيفوز القوم وأكن أنا من الخاسرين والعياذ بالله.
    إِلَّا تَنْفِرُوا يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا وَيَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ وَلَا تَضُرُّوهُ شَيْئًا ۗ وَاللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ. التوبة 39
    هَا أَنتُمْ هَٰؤُلَاءِ تُدْعَوْنَ لِتُنفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَمِنكُم مَّن يَبْخَلُ ۖ وَمَن يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَن نَّفْسِهِ ۚ وَاللَّهُ الْغَنِيُّ وَأَنتُمُ الْفُقَرَاءُ ۚ وَإِن تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُم. محمد 38
    القضية هي ليست الإيمان باليماني وانتهت، وإنما الإيمان بالدعوة هو أول الطريق وهو - مع أهميته - ليس كافيا حيث أن هناك مهاما أخرى يجب علينا القيام بها واللبيب تكفيه الإشارة.
    نذكر واجبين من واجبات الصلاة
    الأول : النية: وهي ركن في الصلاة . ولو أخل بها عامدا أو ناسيا لم تنعقد صلاته. وحقيقتها : استحضار صفة الصلاة في الذهن . والقصد بها إلى أمور أربعة : الوجوب أو الندب ، والقربة ، والتعيين ، وكونها أداء وقضاء . ولا عبرة باللفظ. ووقتها : عند أول جزء من التكبير . ويجب استمرار حكمها إلى آخر الصلاة ، وهو أن لا ينقض النية الأولى. ولو نوى الخروج من الصلاة لم تبطل . وكذا لو نوى أن يفعل ما ينافيها ، فإن فعله بطلت . وكذا لو نوى بشئ من أفعال الصلاة الرياء ، أو غير الصلاة. ويجوز نقل النية في موارد : كنقل الظهر يوم الجمعة إلى النافلة ، لمن نسي قراءة الجمعة وقرأ غيرها . وكنقل الفريضة الحاضرة إلى سابقة عليها ، مع سعة الوقت.
    الثاني : تكبيرة الإحرام وهي ركن : ولا تصح الصلاة من دونها ، ولو أخل بها نسيانا. وصورتها أن يقول : الله أكبر ، ولا تنعقد بمعناها ، ولو أخل بحرف منها : لم تنعقد صلاته. فإن لم يتمكن من التلفظ بهما كالأعجم ، لزمه التعلم . ولا يتشاغل بالصلاة مع سعة الوقت ، فإن ضاق أحرم بترجمتها. والأخرس ينطق بها بقدر الإمكان ، فإن عجز عن النطق أصلا ، عقد قلبه بمعناها مع الإشارة والترتيب فيها واجب . ولو عكس. لم تنعقد الصلاة . ويجب إن يكبر ست تكبيرات بعد تكبيرة الإحرام فتكون التكبيرات سبع ، الأولى هي تكبيـرة الافتتاح . ولو كبر ونوى الافتتاح ، ثم كبر ونوى الافتتاح ، بطلت صلاته . وإن كبر ثالثة ونوى الافتتاح ، انعقدت الصلاة أخيرا ويكبر بعدها ست تكبيرات . ويجب أن يكبر قائما فلو كبر قاعدا مع القدرة ، أو هو آخذ في القيام ، لم تنعقد صلاته . والمسنون فيها أربعة : أن يأتي بلفظ الجلالة من غير مد بين حروفها. وبلفظ أكبر على وزن أفعل. وأن يسمع الإمام من خلفه تلفظه بها . وأن يرفع المصلي يديه إلى أذنيه حيث يرفع طرف الوسطى إلى الأذن أما الإبهام فيكون منتصب موجه إلى المنحر .
    اللهم انا نسالك بحق من اصطفيتهم من خلقك ولم تجعل في خلقك مثلهم احد الائمة والمهديين صلواتك عليهم اجمعين ان تمكن لقائم ال محمد ص وان تنجز لمحمد وال محمد الائمة والمهديين صلواتك عليهم اجمعين ما وعدتهم من النصر والتمكين انك نعم المولى ونعم النصير اللهم ونسالك بحق احب الخلق اليك محمد وال محمد الائمة والمهديين صلواتك عليهم اجمعين ان تؤلف بين قلوب الانصار وتوفقهم للعمل بين يدي قائم ال محمد ص وان تختم لهم بالحسنى وان تمن على مرضاهم بالشفاء والصحة وعلى موتاهم بالرحمة والمغفرة وعلى مسافريهم بالوصول الى مقاصدهم سالمين غانمين وان تمن على احياءهم باللطف والكرامة وعلى فقرائهم بالغنى والثروة انك نعم المجيب واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وال محمد الائمة والمهديين وسلم تسليما
Working...
X
😀
🥰
🤢
😎
😡
👍
👎