إعـــــــلان

Collapse
No announcement yet.

الوصية بنصوص ال محمد ص من ادم الى نوح عليهم السلام

Collapse
X
 
  • Filter
  • الوقت
  • Show
Clear All
new posts
  • kehf_alfetya
    مشرف
    • 23-06-2012
    • 380

    الوصية بنصوص ال محمد ص من ادم الى نوح عليهم السلام

    بسم الله الرحمن الرحيم
    اللهم صلي على محمد وال محمد الائمة والمهديين وسلم تسليما

    النصوص


    1- محمد بن يعقوب: عن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن الحسن بن محبوب ، عن محمد بن الفضيل ، عن أبي حمزة ، عن أبي جعفر (عليه السلام) ، قال: «إن الله تبارك وتعالى عهد إلى آدم (عليه السلام) أن لا يقرب هذه الشجرة ، فلما بلغ الوقت الذي كان في علم الله أن يأكل منها ، نسي ، فأكل منها ، وهو قول الله تعالى: (وَلَقَدْ عَهِدْنا إِلى‏ آدَمَ مِنْ قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْماً)[1138] فلما أكل آدم (عليه السلام) من الشجرة أهبط إلى الأرض ، فولد له هابيل وأخته توأم ، وولد له قابيل وأخته توأم.

    ثم إن آدم (عليه السلام) أمر هابيل وقابيل أن يقربا قربانا ، وكان هابيل صاحب غنم ، وكان قابيل صاحب زرع ، فقرب هابيل كبشا من أفاضل غنمه ، وقرب قابيل من زرعه ما لم ينق ، فتقبل قربان هابيل ، ولم يتقبل قربان قابيل ، وهو قول الله عز وجل: (وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبا قُرْباناً فَتُقُبِّلَ مِنْ أَحَدِهِما وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الْآخَرِ إلى آخر الآية). وكان القربان تأكله النار ، فعمد قابيل إلى النار فبنى لها بيتا ، وهو أول من بنى بيوت النار ، فقال: لأعبدن هذه النار حتى تتقبل مني قرباني ، ثم إن إبليس (لعنه الله) أتاه وهو يجري من ابن آدم مجرى الدم في العروق ، فقال له: يا قابيل ، قد تقبل قربان هابيل ، ولم يتقبل قربانك ، وإنك إن تركته يكون له عقب يفتخرون على عقبك ، ويقولون: نحن أبناء الذي تقبل قربانه. فاقتله كي لا يكون له عقب يفتخرون على عقبك. فقتله.

    فلما رجع قابيل إلى آدم (عليه السلام) ، قال له: يا قابيل ، أين هابيل؟ فقال اطلبه حيث قربنا القربان. فانطلق آدم فوجد هابيل قتيلا ، فقال آدم (عليه السلام): لعنت من أرض كما قبلت دم هابيل ، وبكى آدم (عليه السلام) على هابيل أربعين ليلة».[1139]

    2- وعنه: عن عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد بن خالد ، عن أبيه ، عمن ذكره ، عن محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى ، عن أبيه ، عن أبي عبد الله (عليه السلام) ، قال: «إنكم لا تكونون صالحين حتى تعرفوا ، ولا تعرفون حتى تصدقوا ، ولا تصدقون حتى تسلموا ، أبواب أربعة لا يصلح أولها إلا بآخرها ، ضل أصحاب الثلاثة وتاهوا تيها بعيدا.

    إن الله تبارك وتعالى لا يقبل إلا العمل الصالح ، ولا يقبل إلا الوفاء بالشروط والعهود ، فمن وفى الله عز وجل بشرطه ، واستعمل ما وصف في عهده ، نال ما عنده ، واستكمل ما وعده ، إن الله تبارك وتعالى أخبر العباد بطرق[1140] الهدى ، وشرع لهم فيها المنار ، وأخبرهم كيف يسلكون ، فقال: (وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تابَ وآمَنَ وَعَمِلَ صالِحاً ثُمَّ اهْتَدى‏)[1141] وقال: (إِنَّما يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ) فمن اتقى الله فيها أمره لقي الله مؤمنا بما جاء به محمد (صلى الله عليه وآله)».[1142]

    3- أحمد بن محمد بن خالد البرقي ، عن[1143] محمد بن علي ، عن عبيس [1144]بن هشام ، عن عبد الكريم- وهو كرام بن عمرو الخثعمي- عن عمر بن حنظلة ، قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): إن آية في القرآن تشككني؟

    قال: «و ما هي؟» قلت: قول الله: (إِنَّما يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ) قال: «و أي شي‏ء شككت فيها» قلت: من صلى وصام وعبد الله قبل منه؟ قال: «إنما يتقبل الله من المتقين العارفين» ثم قال: «أنت أزهد في الدنيا أم الضحاك بن قيس؟» قلت: لا بل الضحاك بن قيس. قال: «فذلك لا يتقبل الله منه شيئا مما ذكرت».[1145]

    4- علي بن إبراهيم ، قال: حدثني أبي ، عن الحسن بن محبوب ، عن هشام بن سالم ، عن أبي حمزة الثمالي ، عن ثوير بن أبي فاختة ، قال: سمعت علي بن الحسين (عليهما السلام) يحدث رجلا من قريش ، قال: «لما قرب ابنا آدم القربان ، قرب أحدهما أسمن كبش كان في ضأنه ، وقرب الآخر ضغثا من سنبل ، فتقبل من صاحب الكبش ، وهو هابيل ، ولم يتقبل من الآخر ، فغضب قابيل ، فقال لهابيل: والله لأقتلنك. فقال هابيل: (إِنَّما يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ لَئِنْ بَسَطْتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي ما أَنَا بِباسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لِأَقْتُلَكَ إِنِّي أَخافُ اللَّهَ رَبَّ الْعالَمِينَ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ تَبُوءَ بِإِثْمِي وَإِثْمِكَ فَتَكُونَ مِنْ أَصْحابِ النَّارِ وَذلِكَ جَزاءُ الظَّالِمِينَ فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِ) فلم يدر كيف يقتله ، حتى جاء إبليس فعلمه ، فقال: ضع رأسه بين حجرين ، ثم اشدخه. فلما قتله لم يدر ما يصنع به ، فجاء غرابان ، فأقبلا يتضاربان حتى اقتتلا ، فقتل أحدهما صاحبه ، ثم حفر الذي بقي الأرض بمخالبه ، ودفن فيها صاحبه ، قال قابيل: (يا وَيْلَتى‏ أَ عَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هذَا الْغُرابِ فَأُوارِيَ سَوْأَةَ أَخِي فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ) فحفر له حفيرة ، ودفنه فيها ، فصارت سنة يدفنون الموتى.

    فرجع قابيل إلى أبيه ، فلم ير معه هابيل ، فقال له آدم (عليه السلام): أين تركت ابني؟ قال له قابيل: أرسلتني عليه راعيا؟! فقال له آدم (عليه السلام): انطلق معي إلى مكان القربان وأوجس قلب آدم (عليه السلام) بالذي فعل قابيل ، فلما بلغ مكان القربان[1146] استبان قتله ، فلعن آدم (عليه السلام) الأرض التي قبلت دم هابيل ، وأمر آدم (عليه السلام) أن يلعن قابيل ، ونودي قابيل من السماء: تعست[1147] كما قتلت أخاك. ولذلك لا تشرب الأرض الدم. فانصرف آدم (عليه السلام) يبكي على هابيل أربعين يوما وليلة ، فلما جزع عليه شكا ذلك إلى الله ، فأوحى الله إليه: أني واهب لك ذكرا يكون خلفا من هابيل. فولدت حواء غلاما زكيا مباركا ، فلما كان اليوم السابع أوحى الله إليه: يا آدم ، إن هذا الغلام هبة مني لك ، فسمه هبة الله. فسماه آدم هبة الله».[1148]

    5- وعنه ، قال: حدثني أبي ، عن عثمان بن عيسى ، عن أبي أيوب ، عن محمد بن مسلم ، عن أبي جعفر (عليه السلام) ، قال: كنت جالسا معه في المسجد الحرام ، فإذا طاوس في جانب الحرم يحدث أصحابه ، حتى قال: أ تدري أي يوم قتل نصف الناس؟ فأجابه أبو جعفر (عليه السلام) ، فقال: «أو ربع الناس ، يا طاوس». فقال: أو ربع الناس.

    فقال: «أ تدري ما صنع بالقاتل؟ فقلت: إن هذه لمسألة. فلما كان من الغد غدوت إلى أبي جعفر (عليه السلام) فوجدته قد لبس ثيابه ، وهو قاعد على الباب ينتظر الغلام أن يسرج له ، فاستقبلني بالحديث قبل أن أسأله ، فقال: «إن بالهند- أو من وراء الهند- رجلا معقولا[1149] برجله ، يلبس المسح[1150] ، موكل به عشرة نفر ، كلما مات رجل منهم أخرج أهل القرية بدله ، فالناس يموتون والعشرة لا ينقصون ، يستقبلون بوجهه الشمس حين[1151] تطلع ، ويديرونه معها حتى[1152] تغيب ، ثم يصبون عليه في البرد الماء البارد ، وفي الحر الماء الحار».

    قال: «فمر به رجل من الناس ، فقال له: من أنت يا عبد الله؟ فرفع رأسه ونظر إليه ، ثم قال له: إما أن تكون أحمق الناس ، وإما أن تكون أعقل الناس إني لقائم ها هنا منذ قامت الدنيا ، وما سألني أحد: من أنت ، غيرك». ثم قال: «يزعمون أنه ابن آدم». قال الله عز وجل: (مِنْ أَجْلِ ذلِكَ كَتَبْنا عَلى‏ بَنِي إِسْرائِيلَ أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّما قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعاً)[1153] فلفظ الآية خاص في بني إسرائيل ، ومعناه عام جار في الناس كلهم.[1154]



    6- ابن بابويه ، قال: حدثنا أبو الحسن محمد بن عمرو بن علي بن عبد الله البصري ، بإيلاق ، قال: حدثنا أبو عبد الله محمد[1155] بن عبد الله بن أحمد بن جبلة الواعظ ، قال: حدثنا أبو القاسم عبد الله بن أحمد بن عامر الطائي ، قال: حدثنا أبي ، قال: حدثنا علي بن موسى الرضا (عليه السلام) ، قال: حدثنا أبي موسى بن جعفر ، قال: حدثنا أبي جعفر بن محمد ، قال: حدثنا أبي محمد بن علي ، قال: حدثنا أبي علي بن الحسين ، قال: حدثنا أبي الحسين بن علي (عليهم السلام) ، قال: «كان علي بن أبي طالب (عليه السلام) بالكوفة في الجامع ، إذ قام إليه رجل من أهل الشام ، فقال: يا أمير المؤمنين إني أسألك عن أشياء. فقال: سل تفقها ، ولا تسأل تعنتا. فأحدق الناس بأبصارهم- وذكر الحديث إلى أن قال- وسأله: كم كان عمر آدم (عليه السلام)؟ فقال: تسع مائة سنة ، وثلاثين سنة. وسأله عن أول من قال الشعر ، فقال:

    آدم. قال: وما كان شعره؟ قال: لما أنزل إلى الأرض من السماء ، فرأى تربتها وسعتها وهواءها ، وقتل قابيل هابيل ، قال آدم (عليه السلام):

    تغيرت البلاد ومن عليها فوجه الأرض مغبر قبيح‏

    تغير كل ذي لون وطعم وقل بشاشة الوجه المليح[1156]

    فأجابه إبليس لعنه الله:

    تنح عن البلاد وساكنيها فبي في الخلد[1157] ضاق بك الفسيح‏

    و كنت بها وزوجك في قرار وقلبك من أذى الدنيا مريح‏

    فلم تنفك من كيدي ومكري إلى أن فاتك الثمن الربيح‏

    فلولا رحمة الجبار أضحى بكفك من جنان الخلد ريح‏

    ثم قام إليه رجل [آخر] فقال: يا أمير المؤمنين ، أخبرني عن يوم الأربعاء وتطيرنا منه ، وثقله ، وأي أربعاء هو؟

    قال: آخر أربعاء في الشهر ، وهو المحاق ، وفيه قتل قابيل هابيل آخاه».[1158]

    7- العياشي: عن هشام بن سالم ، عن حبيب السجستاني ، عن أبي جعفر (عليه السلام) ، قال: «لما قرب ابنا آدم القربان ، فتقبل من أحدهما ، ولم يتقبل من الآخر- قال: تقبل من هابيل ، ولم يتقبل من قابيل- دخله من ذلك حسد شديد ، وبغى على هابيل ، فلم يزل يرصده ويتبع خلوته ، حتى ظفر به متنحيا عن آدم (عليه السلام) ، فوثب عليه‏ فقتله ، فكان من قصتهما ما قد أنبأ الله تعالى في كتابه مما كان بينهما من المحاورة قبل أن يقتله».

    قال: «فلما علم آدم بقتل هابيل جزع عليه جزعا شديدا ودخله حزن شديد- قال- فشكا إلى الله تعالى ذلك ، فأوحى الله إليه: أني واهب لك ذكرا يكون خلفا لك من هابيل- قال- فولدت حواء غلاما زكيا مباركا ، فلما كان اليوم السابع سماه آدم: شيث ، فأوحى الله إلى آدم: إنما هذا الغلام هبة مني لك ، فسمه: هبة الله».

    قال: «فلما دنا أجل آدم (عليه السلام) ، أوحى الله إليه: أن يا آدم إني متوفيك ورافع روحك إلي يوم كذا وكذا ، فأوص إلى خير ولدك ، وهو هبتي الذي وهبته لك ، فأوص إليه ، وسلم إليه ما علمناك من الأسماء ، والاسم الأعظم ، فاجعل ذلك في تابوت ، فإني أحب أن لا تخلوا أرضي من عالم يعلم علمي ، ويقضي بحكمي ، أجعله حجة لي[1159] على خلقي».

    قال: «فجمع آدم إليه جميع ولده من الرجال والنساء ، فقال لهم: يا ولدي ، إن الله أوحى إلي أنه رافع إليه روحي ، وأمرني أن أوصي إلى خير ولدي ، وإنه هبة الله ، وإن الله اختاره لي ولكم من بعدي ، اسمعوا له وأطيعوا أمره ، فإنه وصيي وخليفتي عليكم. فقالوا جميعا: نسمع له ونطيع أمره ، ولا نخالفه».

    قال: «فأمر بالتابوت ، فعمل ، ثم جعل فيه علمه والأسماء والوصية ، ثم دفعه إلى هبة الله ، وتقدم إليه في ذلك ، وقال له: انظر- يا هبة الله- إذا أنا مت فغسلني وكفني ، وصل علي وأدخلني في حفرتي ، فإذا مضى بعد وفاتي أربعون يوما فأخرج عظامي كلها من حفرتي فاجمعها جميعا ، ثم اجعلها في التابوت واحتفظ به ، ولا تأمنن عليه أحدا غيرك ، فإذا حضرت وفاتك ، وأحسست بذلك من نفسك ، فالتمس خير ولدك[1160] ، وألزمهم لك صحبة ، وأفضلهم عندك قبل ذلك ، فأوص إليه بمثل ما أوصيت به إليك ، ولا تدعن الأرض بغير عالم منا أهل البيت.

    يا بني ، إن الله تبارك وتعالى أهبطني إلى الأرض وجعلني خليفة[1161] فيها ، حجة له على خلقه ، فقد أوصيت إليك بأمر الله وجعلتك حجة لله على خلقه في أرضه بعدي ، فلا تخرج من الدنيا حتى تدع لله حجة ووصيا ، وتسلم إليه التابوت وما فيه ، كما سلمته إليك ، وأعلمه أنه سيكون من ذريتي رجل اسمه نوح ، يكون في نبوته الطوفان والغرق ، فمن ركب في فلكه نجا ، ومن تخلف عن فلكه غرق ، وأوص وصيك أن يحفظ بالتابوت وبما فيه ، فإذا حضرت وفاته أن يوصي إلى خير ولده ، وألزمهم له ، وأفضلهم عنده ، ويسلم إليه التابوت وما فيه ، وليضع كل وصي وصيته في التابوت ، وليوص بذلك بعضهم إلى بعض ، فمن أدرك نبوة نوح فليركب معه ، وليحمل التابوت وجميع ما فيه في فلكه ، ولا يتخلف عنه أحد.

    و يا هبة الله ، وأنتم يا ولدي ، إياكم والملعون قابيل ، وولده ، فقد رأيتم ما فعل بأخيكم هابيل ، فاحذروه وولده ، ولا تناكحوهم ، ولا تخالطوهم ، وكن أنت- يا هبة الله- وإخوتك وأخواتك في أعلى الجبل ، واعزله وولده ، ودع الملعون قابيل وولده في أسفل الجبل».

    قال: «فلما كان اليوم الذي أخبر الله أنه متوفيه فيه ، تهيأ آدم للموت وأذعن به- قال:- وهبط عليه ملك الموت ، فقال آدم: دعني يا ملك الموت حتى أتشهد واثني على ربي بما صنع عندي ، من قبل أن تقبض روحي.

    فقال آدم: أشهد أن لا إله إلا الله ، وحده لا شريك له ، وأشهد أني عبد الله وخليفته في أرضه ، ابتدأني بإحسانه وخلقني بيده ، ولم يخلق خلقا بيده سواي ، ونفخ في من روحه ، ثم أجمل صورتي ، ولم يخلق على خلقي أحدا قبلي ، ثم أسجد لي ملائكته وعلمني الأسماء كلها ، ولم يعلمها ملائكته ، ثم أسكنني جنته ، ولم[1162] يجعلها دار قرار ، ولا منزل استيطان ، وإنما خلقني ليسكنني الأرض للذي أراد من التقدير والتدبير ، وقدر ذلك كله من قبل أن يخلقني ، فمضيت في قدره وقضائه ونافذ أمره. ثم نهاني أن آكل من الشجرة ، فعصيته وأكلت منها ، فأقالني عثرتي ، وصفح لي عن جرمي ، فله الحمد على جميع نعمه عندي ، حمدا يكمل به رضاه عني- قال- فقبض ملك الموت روحه (صلوات الله عليه)».

    فقال أبو جعفر (عليه السلام): «إن جبرئيل نزل بكفن آدم وبحنوطه ، والمسحاة معه- قال- ونزل مع جبرئيل سبعون ألف ملك ليحضروا جنازة آدم (عليه السلام)- قال:- فغسله هبة الله ، وجبرئيل كفنه وحنطه ، ثم قال: يا هبة الله ، تقدم فصل على أبيك ، وكبر عليه خمسا وعشرين تكبيرة. فوضع سرير آدم ، ثم قدم هبة الله ، وقام جبرئيل عن يمينه ، والملائكة خلفهما ، فصلى عليه ، وكبر عليه خمسا وعشرين تكبيرة ، وانصرف[1163] جبرئيل والملائكة فحفروا له بالمسحاة ، ثم أدخلوه في حفرته ، ثم قال جبرئيل: يا هبة الله ، هكذا فافعلوا بموتاكم ، والسلام عليكم ، ورحمة الله وبركاته عليكم أهل البيت».

    فقال أبو جعفر (عليه السلام): «فقام هبة الله في ولد أبيه بطاعة الله ، وبما أوصاه أبوه ، فاعتزل ولد الملعون قابيل ، فلما حضرت وفاة هبة الله ، أوصى إلى ابنه قينان ، وسلم إليه التابوت وما فيه ، وعظام آدم ، ووصية آدم ، وقال له: إن أنت أدركت نبوة نوح فاتبعه ، واحمل التابوت معك في فلكه ، ولا تخلفن عنه ، فإن في نبوته يكون الطوفان والغرق ، فمن ركب في فلكه نجا ، ومن تخلف عنه غرق- قال- فقام قينان بوصية هبة الله في إخوته وولد أبيه ، بطاعة الله- قال- فلما حضرت قينان الوفاة أوصى إلى ابنه مهلائيل ، وسلم إليه التابوت وما فيه ، والوصية ، فقام مهلائيل بوصية قينان ، وسار بسيرته. فلما حضرت مهلائيل الوفاة أوصى إلى ابنه برد[1164] فسلم إليه التابوت ، وجميع ما فيه ، والوصية ، فتقدم إليه في نبوة نوح. فلما حضرت وفاة برد أوصى إلى ابنه أخنوخ ، وهو: إدريس ، فسلم إليه التابوت ، وجميع ما فيه ، والوصية ، فقام أخنوخ بوصية برد ، فلما قرب أجله أوحى الله إليه: أني رافعك إلى السماء وقابض روحك في السماء ، فأوص إلى ابنك حرقائيل فقام حرقائيل [1165]بوصية أخنوخ. فلما حضرته الوفاة أوصى إلى ابنه نوح ، وسلم إليه التابوت ، وجميع ما فيه ، والوصية». قال: «فلم يزل التابوت عند نوح ، حتى حمله معه في فلكه ، فلما حضرت نوح الوفاة أوصى إلى ابنه سام ، وسلم إليه التابوت ، وجميع ما فيه ، والوصية».[1166]

    قال حبيب السجستاني: ثم انقطع حديث أبي جعفر (عليه السلام) عندها.

    8- عن أبي حمزة الثمالي ، عن أبي جعفر (عليه السلام) ، قال: «لما أكل آدم من الشجرة اهبط إلى الأرض ، فولد له هابيل وأخته توأم ، ثم ولد قابيل وأخته توأم ، ثم إن آدم أمر هابيل وقابيل أن يقربا قربانا ، وكان هابيل صاحب غنم ، وكان قابيل صاحب زرع ، فقرب هابيل كبشا من أفضل غنمه ، وقرب قابيل من زرعه ما لم يكن ينق ، كما أدخل بيته ، فتقبل قربان هابيل ولم يتقبل قربان قابيل ، وهو قول الله: (وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبا قُرْباناً فَتُقُبِّلَ مِنْ أَحَدِهِما وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الْآخَرِ ... الآية) ، وكان القربان تأكله النار ، فعمد قابيل إلى النار فبنى لها بيتا ، وهو أول من بنى بيوت النار ، فقال: لأعبدن هذه النار حتى يتقبل[1167] قرباني. ثم إن إبليس عدو الله أتاه- وهو يجري من ابن آدم مجرى الدم في العروق- فقال له: يا قابيل ، قد تقبل قربان هابيل ، ولم يتقبل قربانك ، وإنك إن تركته يكون له عقب يفتخرون على عقبك ، ويقولون: نحن أبناء الذي تقبل قربانه ، وأنتم أبناء الذي ترك قربانه. فاقتله لكي لا يكون له عقب يفتخرون على عقبك ، فقتله.

    فلما رجع قابيل إلى آدم قال له: يا قابيل ، أين هابيل؟ فقال: اطلبه حيث قربنا القربان. فانطلق آدم فوجد هابيل قتيلا ، فقال آدم: لعنت من أرض كما قبلت دم هابيل. فبكى آدم على هابيل أربعين ليلة.

    ثم إن آدم سأل ربه ولدا ، فولد له غلام فسماه هبة الله ، لأن الله وهبه له وأخته توأم ، فلما انقضت نبوة آدم واستكمل أيامه[1168] أوحى الله إليه: أن يا آدم ، قد قضيت نبوتك ، واستكملت أيامك ، فاجعل العلم الذي عندك ، والإيمان ، والاسم الأكبر ، وميراث العلم ، وآثار علم النبوة في العقب من ذريتك ، عند هبة الله ابنك ، فإني لم أقطع العلم والإيمان والاسم الأكبر[1169] وآثار علم النبوة من العقب من ذريتك إلى يوم القيامة ، ولن أدع الأرض إلا وفيها عالم يعرف به ديني ، وتعرف به طاعتي ، ويكون نجاة لمن يولد فيما بينك وبين نوح. وبشر آدم بنوح ، وقال: إن الله باعث نبيا اسمه نوح ، فإنه يدعو إلى الله ، ويكذبه قومه ، فيهلكهم الله بالطوفان ، وكان بين آدم وبين نوح عشرة آباء كلهم أنبياء ، وأوصى آدم إلى هبة الله أن من أدركه منكم فليؤمن به ، وليتبعه وليصدق به ، فإنه ينجو من الغرق.

    ثم إن آدم مرض المرضة التي مات فيها ، فأرسل هبة الله ، فقال له: إن لقيت جبرئيل ، ومن لقيت من الملائكة فأقرئه مني السلام ، وقل له: يا جبرئيل ، إن أبي يستهديك من ثمار الجنة. فقال جبرئيل: يا هبة الله ، إن أباك قد قبض (صلوات الله عليه) وما نزلنا إلا للصلاة عليه ، فارجع. فرجع ، فوجد آدم قد قبض ، فأراه جبرئيل (عليه السلام) كيف يغسله ، فغسله حتى إذا بلغ الصلاة عليه ، قال هبة الله: يا جبرئيل ، تقدم فصل على آدم. فقال له جبرئيل إن الله أمرنا أن نسجد لأبيك آدم وهو في الجنة ، فليس لنا أن نؤم شيئا من ولده. فتقدم هبة الله فصلى على أبيه آدم (عليه السلام) وجبرئيل خلفه ، وجنود الملائكة ، وكبر عليه ثلاثين تكبيرة ، فأمره جبرئيل فرفع من ذلك خمسا وعشرين تكبيرة ، والسنة اليوم فينا خمس تكبيرات ، وقد كان يكبر على أهل بدر سبعا وتسعا.

    ثم إن هبة الله لما دفن آدم (عليه السلام) أتاه قابيل ، فقال: يا هبة الله ، إن قد رأيت أبي آدم قد خصك من العلم بما لم أخص به أنا ، وهو العلم الذي دعا به أخوك هابيل ، فتقبل منه قربانه ، وإنما قتلته لكي لا يكون له عقب فيفتخرون على عقبي ، فيقولون: نحن أبناء الذي تقبل منه قربانه ، وأنتم أبناء الذي ترك قربانه ، وإنك إن أظهرت من العلم الذي اختصك به أبوك شيئا قتلتك كما قتلت أخاك هابيل.

    فلبث هبة الله والعقب من بعده مستخفين بما عندهم من العلم والإيمان والاسم الأكبر وميراث العلم وآثار علم النبوة[1170] ، حتى بعث الله نوحا (عليه السلام) وظهرت وصية هبة الله في ولده حين نظروا في وصية آدم ، فوجدوا نوحا (عليه السلام) نبيا ، قد بشر به أبوهم آدم ، فآمنوا به واتبعوه ، وصدقوه.

    و قد كان آدم أوصى هبة الله أن يتعاهد هذه الوصية عند رأس كل سنة ، فيكون يوم عيدهم ، فيتعاهدون بعث نوح (عليه السلام) وزمانه الذي يخرج فيه. وكذلك في وصية كل نبي حتى بعث الله محمدا (صلى الله عليه وآله)».[1171]

    9- قال هشام بن الحكم: قال أبو عبد الله (عليه السلام): «لما أمر الله آدم أن يوصي إلى هبة الله أمره أن يستر ذلك ، فجرت السنة في ذلك بالكتمان ، فأوصى إليه وستر ذلك».[1172]

    10- عن جابر ، عن أبي جعفر (عليه السلام) ، قال: «إن قابيل بن آدم معلق بقرونه في عين الشمس ، تدور به حيث دارت ، في زمهريرها وحميمها إلى يوم القيامة ، فإذا كان يوم القيامة صيره الله إلى النار».[1173]

    11- عن زرارة ، عن أبي جعفر (عليه السلام) ، قال: ذكر ابن آدم القاتل ، قال: فقلت له: ما حاله: أمن أهل النار هو؟ فقال: «سبحان الله ، الله أعدل من ذلك أن يجمع عليه عقوبة الدنيا وعقوبة الآخرة».[1174]

    12- عن عيسى بن عبد الله العلوي ، عن أبيه ، عن آبائه ، عن علي (عليه السلام) ، قال: «إن ابن آدم الذي قتل أخاه كان قابيل الذي ولد في الجنة».[1175]

    13- عن سليمان بن خالد ، قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): جعلت فداك ، إن الناس يزعمون أن آدم زوج ابنته من ابنه. فقال أبو عبد الله (عليه السلام): «قد قال الناس في ذلك ، ولكن- يا سليمان- أما علمت أن رسول‏ الله (صلى الله عليه وآله) قال: لو علمت أن آدم زوج ابنته من ابنه لزوجت زينب من القاسم ، وما كنت[1176] لأرغب عن دين آدم؟».

    فقلت: جعلت فداك ، إنهم يزعمون أن قابيل إنما قتل هابيل لأنهما تغايرا على أختهما؟

    فقال له: يا سليمان ، تقول هذا؟! أما تستحيي أن تروي هذا على نبي الله آدم؟».

    فقلت: جعلت فداك ، ففيم قتل قابيل هابيل؟

    فقال: «في الوصية» ثم قال لي: «يا سليمان ، إن الله تبارك وتعالى أوحى إلى آدم أن يدفع الوصية واسم الله الأعظم إلى هابيل ، وكان قابيل أكبر منه ، فبلغ ذلك قابيل فغضب ، فقال: أنا أولى بالكرامة والوصية. فأمرهما أن يقربا قربانا بوحي من الله إليه ، ففعلا ، فقبل الله قربان هابيل ، فحسده قابيل ، فقتله».

    فقلت له: جعلت فداك ، فممن تناسل ولد آدم ، هل كانت أنثى غير حواء ، وهل كان ذكر غير آدم؟

    فقال: «يا سليمان ، إن الله تبارك وتعالى رزق آدم من حواء قابيل ، وكان ذكر ولده من بعده هابيل ، فلما أدرك قابيل ما يدرك الرجال ، أظهر الله له جنية ، وأوحى إلى آدم أن يزوجها قابيل ، ففعل ذلك آدم ورضي بها قابيل وقنع ، فلما أدرك هابيل ما يدرك الرجال ، أظهر الله له حوراء ، وأوحى الله إلى آدم أن يزوجها من هابيل ، ففعل ذلك ، فقتل هابيل والحوراء حامل ، فولدت الحوراء غلاما ، فسماه آدم هبة الله ، فأوحى الله إلى آدم: أن ادفع إليه الوصية واسم الله الأعظم ، وولدت حواء غلاما ، فسماه آدم شيث بن آدم ، فلما أدرك ما يدرك الرجال ، أهبط الله له حوراء ، وأوحى الله إلى آدم أن يزوجها من شيث بن آدم ، ففعل ، فولدت الحوراء جارية ، فسماها آدم حورة ، فلما أدركت الجارية زوج آدم حورة بنت شيث من هبة الله بن هابيل ، فنسل آدم منهما ، فمات هبة الله بن هابيل ، فأوحى الله إلى آدم: أن ادفع الوصية ، واسم الله الأعظم ، وما أظهرتك عليه من علم النبوة ، وما علمتك من الأسماء إلى شيث بن آدم. فهذا حديثهم يا سليمان».[1177]



    المصدر تفسير البرهان من ص1138-1177

    الحمد لله وحده
Working...
X
😀
🥰
🤢
😎
😡
👍
👎