إعـــــــلان

Collapse
No announcement yet.

جانب من خطبة الجمعة في سيدني استراليا بتاريخ 4 محرم 1435

Collapse
X
 
  • Filter
  • الوقت
  • Show
Clear All
new posts
  • from_au
    عضو نشيط
    • 29-08-2011
    • 131

    جانب من خطبة الجمعة في سيدني استراليا بتاريخ 4 محرم 1435


    الحمد لله رب العالمين مالك الملك مجري الفلك مسخر الرياح فالق الاصباح ديان الدين رب العالمين الحمد لله الذي من خشيته ترعد السماء وسكانها وترجف الارض وعمارها وتموج البحار ومن يسبح في غمراتها .
    اللهم صل على محمد وال محمد الائمة والمهديين الفلك الجارية في اللجج الغامرة يأمن من ركبها ويغرق من من تركها المتقدم لهم مارق والمتأخر عنهم زاهق واللازم لهم لاحق .
    قال الامام الحسين ع : اني لم اخرج اشرا ولا بطرا ولامفسدا ولا ظالما انما خرجت لطلب الاصلاح في امة جدي اريد ان أمر بالمعروف وانهى عن المنكر واسير بسيرة جدي وابي , فمن قبلني بقبول الحق فالله اولى بالحق ومن رد علي اصبر .
    في عاشوراء الحسين ع نستلهم العبر للسير في طريق الانبياء ع طريق ذات الشوكة , ونستمد العون والمدد من خلال الملازمة لرايته ع التي هي اليوم بيد ولده القائم ع . وفي عاشوراء بيان ذلك كله وكيفيته ليكون السائر الحقيقي الماضي ثابت الخطى وبيقين لايتزحزح وببصيرة انيرت بطاعة ولي الله وشاهدا لله بالتوحيد الاكمل والمنهج الاقوم القائل بحاكمية الله الرافض لحاكمية الطاغوت وان كثر جمعه .
    فترى في بعض تفاصيل عاشوراء قد اختزل التاريخ وصار صالحا ماهو يصح له ان ينتسب لبعض معطياتها ونتاج ايحاءاتها وبذلك يكون هو المراد في ان يصار اليه واقعا معاش او هدف يسعى له ,ورسمت طريقا للمستقبل وفهرست له ادواره الموصلة للفتح الظاهري في عالم الملك في زمن القائم من ال محمد ع .
    وقد بين امام الهدى في زماننا احمد ع معاني سامية في اقوال جده الحسين ع توجب على كل من يقول بالحب والولاء ان يتدبرها ولكل عين ناظرة على الدرب ان تتمعنها لتستوضح السير وتتدبر الامر . حيث قال ع في معنى قول الحسين ع : من لحقني استشهد ومن لم يلحقني لم يدرك الفتح .
    لدينا اولا ثلاث كلمات نتحرى معناها هي : اللحوق , والشهادة , والفتح , فأذا عرفناها عرفنا ما اراد الحسين ع من قوله الكريم .
    اللحوق : وهو الالتصاق بالشئ او الوصول اليه ومسايرته اذا كان الملحوق او المتبوع انسانا . وفي هذه الحالة يكون هذا الانسان او المتبوع امام هدى او ضلالة , والذي يسبق او يتأخر عن الامام لايعتبر لاحقا بالامام ع , والذي يساير الامام لاحق ولكن بحسب دقة مسايرته فالذي يتحرى ان يوافق الامام في كل التفاصيل , ليس كمن يساير الامام اجمالا .
    الشهادة : المتعارف عنها بين الناس هي القتل في سبيل الله والاصل في معناها هو الاخبار عن الحقيقة بالقول او الفعل ومنه الاخبار عن انه لا اله الا الله , وهذا الاخبار هو مايفعله الشهيد الذي يقتل في ساحة المعركة في سبيل اعلاء كلمة الله , فهو ممن شهدوا انه لا اله الا الله , ولكن تميز انه شهد بدمه : أن لا اله الا الله , وهي اعظم شهادة باكرم طريق ولذا انصرف هذا اللفظ – اي الشهيد- لهذا المصداق- اي الذي يقتل في ساحة المعركة لاعلاء كلمة الله – بشكل كلي تقريبا .
    مع ان كل من له موقف يوم القيامة يشهد فيه على امة او جماعة فهو من الشهداء , كالائمة ع والانبياء والمرسلين ع , والزهراء ع , وزينب ع ,ومريم ع , ونرجس ع , ووهب النصراني وخالد بن سعيد بن العاص الاموي وكل بحسبه .
    في المحاسن عن ابان بن تغلب قال : كان ابو عبد الله ع اذا ذكر هؤلاء الذين يقتلون في الثغور يقول : ويلهم مايصنعون بهذا فيعجلون قتلة الدنيا وقتلة الاخرة , والله مالشهداء الا شيعتنا وان ماتوا على فراشهم .
    وفي العياشي : عن منهال القصاب قال : قلت لابي عبد الله ع : ادع الله ان يرزقني الشهادة فقال : المؤمن شهيد ثم تلا قوله تعالى : اؤلئك هم الصديقون والشهداء .
    وعن الباقر ع قال : العارف منكم هذا الامر المنتظر الخير كمن جاهد والله مع قائم ال محمد ع بسيفه , ثم قال : بل والله كمن جاهد مع رسول الله بسيفه , ثم قال : بل والله كمن استشهد مع رسول الله ص وفي فسطاطه , وفيكم قوله تعالى : والذين امنوا بالله ورسله اؤلئك هم الصديقون والشهداء عند ربهم لهم اجرهم ونورهم والذين كفروا وكذبوا باياتنا اؤلئك اصحاب الجحيم ). ثم قال : صرتم والله صادقين شهداء عند ربكم .
    الفتح : هو ازالة المانع عند الولوج في الشئ او النظر اليه او فيه سواء بابصر ورؤيته بالعين او بالبصيرة وانكشافه للقلب .
    وفي القمي عن الصادق ع في قوله تعالى : نصر من الله وفتح قريب ). قال: يعني في الدنيا بفتح القائم ع .....
    ولاشك ان فتح القائم ع يكون بفتح البلاد كلها واقامة الدين الخالص فيها واعلاء كلمة لااله الا الله , محمد رسول الله , علي ولي الله , وكذلك بفتح عوالم الملكوت وانكشافها لكثير من المؤمنين مع القائم ع .
    اذن فالحسين ع اراد ب ( من لحقه ) : اي سار على نهج الحسين, وبمبدأ الحسين .كما ان لكل زمان حسين فمن لحق حسين زمانه لحق الحسين ع , ومن تخلف عن امام زمانه تخلف عن الحسين ع , وكذلك فان اللحوق بالحسين ع على درجات اعلاها هو لزوم مبدأ الحسين ونهج الحسين والالتصاق بحسين الزمان الذي يعيش فيه المؤمن , وفي الصلاة الشعبانية : ( المتقدم لهم مارق , والمتأخر عنهم زاهق واللازم لهم لاحق ).
    وأراد بالشهادة : القتل في سبيل الله سواء كان قتل البدن او قتل الشحصية وهو اعظم من قتل البدن فدائما الذين يقفون مع الحق يتعرضون لتسقيط شخصياتهم في المجتمع بقول الزور والافتراء والكذب والبهتان من قبل اعداء الانبياء والمرسلين ع , كالعلماء غير العاملين واتباعهم الذين ينعقون بما لايفقهون , بل وكل متضرر من الدعوة الى الحق والعدل والصدق واقامة حدود الله وكلماته .
    والذي يقتل في سبيل الله يكون شاهدا على الامة التي قامت بقتله , او رضيت بقتله وتصفية شخصه او بدنه المقدس .
    وأراد بالفتح : اي الفتح في العوالم العلوية وبالتالي معرفة الحقائق وفي النهاية الفتح المبين ومعرفة الله سبحانه وتعالى , كل بحسبه .
    فمن لم يلحق الحسين وينهج نهج الحسين ويتبع حسين زمانه لايستشهد , أي : لايقتل في سبيل الله ولايكون شاهدا بالحق ثم انه لايدرك الفتح , أي : لايعرف الفتح ولا يفقه الفتح ولايحصل شيئا من الفتح . ومن اين له معرفة النور وهو جرذ لايعرف الا الظلمة والجحور التي يعيش فيها .
    ومن لحق ع استشهد قطعا وادرك شيئا من الفتح بحسب مقامه ولزومه للحسين ع , أي : ادرك الفتح مع القائم ع .
    واخيرا : الحسين حق وكلمة , وسيف , ومبدأ باق مابقيت السماوات والارض , وكل من خالف الحق الذي دعا له الحسين ع واعرض عن كلمة الحسين ع : ( هل من ناصر ينصرنا ), ولم يحمل السيف مع الحسين ع , ولم يبن افكاره على مبدأ الحسين ع , فقد خذل الحسين وان اظهر البكاء على الحسين , فقد قاتل الحسين قوما يدعون انهم يحبون رسول الله محمدا ص ويسيرون على نهجه ص , وسيقاتل القائم ع قوما يدعون انهم يحبون الحسين ويبكون على مصابه , فلعنة الله على القوم الظالمين , وهؤلاء لم يدركوا شيئا من الفتح , لانهم لم يلحقوا الحسين ع في يوم من الايام .
    فبعد هذا البيان الالهي لكلمات النور الرباني لايبقى عذر لسائر بأن يخطأ الهدف في الوصول الى النجاة الا من اعرض عن زاده ونأى بنفسه عن واضحة الطريق وهذا لعمري خطب عظيم , فالذي انطلق في قلب الحر هو قبسات من اشراقة النور الفياض فهز وجدانه وارتعدت له فرائصه وحينها بدأ يتحرك لاخذ القرار الاصعب وعلى اي جادة سيكون سيره قتل البدن ومن قبله الشخصية والتنازل عن طموحاته وامتدادها ام الالتفات للرصد الرباني واستعادة الوقوف بعد ركون لدور متقاطع مع الهدى وهذا الوقوف يتطلب الترفع عن الدنيا وقيودها والتحرر من اسرها وبذا اصبح حرا في الدنيا وسعيد في الاخرة كما قلده شرف تلك الكلمات سيد الطف وشهيدها .
    فنسأله سبحانه وندعوه بكلمات قالها ذبيح كربلاء ع مثبت حاكمية الله بدمه الطاهر حيث قال قبل ان يستوي على راحلته في سيره المبارك : اللهم انت ثقتي في كل كرب ورجائي في كل شدة وانت لي في كل امر نزل بي ثقة وعدة كم من هم يضعف فيه الفؤاد وتقل فيه الحيلة ويخذل فيه الصديق ويشمت فيه العدو انزلته بك وشكوته اليك رغبة مني اليك عمن سواك فكشفته وفرجته فانت ولي كل نعمة ومنتهى كل رغبة .
    ان لايستبدل بنا غيرنا وان يثبت قلوبنا على ماهدانا اليه من الحق والهدى انه هو اهل التقوى والمغفرة , وصل اللهم على محمد واله الطاهرين الائمة والمهديين وسلم تسليما .
    بسم الله الرحمن الرحيم اذا جاء نصر الله والفتح ورأيت الناس يدخلون في دين الله افواجا فسبح بحمد ربك واستغفره انه كان توابا .

    والحمد لله وحده .
    4 محرم الحرام
    علاء صالح الكاظمي
    Last edited by from_au; 15-11-2013, 08:53.
Working...
X
😀
🥰
🤢
😎
😡
👍
👎