إعـــــــلان

Collapse
No announcement yet.

جانب من صلاة الجمعة في حسينية الكاظمية المقدسة بتاريخ 26 ذي الحجة 1434ه ق

Collapse
X
 
  • Filter
  • الوقت
  • Show
Clear All
new posts
  • فداء زينب
    عضو نشيط
    • 29-12-2009
    • 348

    جانب من صلاة الجمعة في حسينية الكاظمية المقدسة بتاريخ 26 ذي الحجة 1434ه ق

    بسم الله الرحمن الرحيم
    والحمد لله رب العالمين وصلى اللهم على محمد وال محمد الائمة والمهديين وسلم تسليما نعزي مولانا صاحب العصر والزمان وولده ووصيه ورسوله الى الناس كافة الامام احمد الحسن ع بذكرى شهادة جدهم الامام الحسين بن علي ع سائلين الله العلي القدير ان يمكن لقائم ال محمد ع ويجعلنا واياكم من العارفين بحق الحسين ع وسبب ثورته والهدف من تضحيته ويكتبنا مع الطالبين بثاره انه حميد مجيد
    ان الامة التي فشلت في مسيارة الامام الحسن ع بل اتهموا الامام ع بشتى التهم بسب جهلهم بقيادة الامام ع وعدم معرفتهم ان الامام الحسن ع امام منصب من الله وهو اعلم بمصلحت عباد الله ولان الامام ع راى هوى الامة مائل الى حب الدنيا والخوف من الموت صالح معاوية لسببين الاول لعدم وجود الناصر والثاني ليبين للجهلة الذين خدعهم معاوية بسياسته واغراهم بماله انه مخادع ومكار ولا يفي بعهد عاهده قال أبو الفرج : وبعث معاوية إلى الحسن للصلح وشرط إلاّ يتبع أحد بما مضى ولا ينال من شيعة علي بمكروه ولا يذكر علياً إلاّ بخير وأشياء إشترطها الحسن ثم دخل معاوية الكوفة وخطبهم فقال : إني والله ما قاتلتكم لتصلوا ولا لتصوموا ولا لتحجوا ولا لتزكوا إنكم لتفعلون ذلك إنما قاتلتكم لأتأمر عليكم وقد أعطاني الله ذلك وأنتم كارهون وقال : ألا إن كل شئ أعطيته الحسن فتحت قدمي هاتين ) المصدر : مقاتل الطالبيين - رقم الصفحة : ( 69 ) وإبن أبي الحديد - الجزء : ( 4 ) - رقم الصفحة ( 16 ).
    وبعدها عهد معاوية الى الجلادين امثال المغيرة بن شعبة وزياد بن أبيه فصبوا على الشيعة وابلا من العذاب الاليم واخذ الكوفيون يندبون حظهم التعيس على ما اقترفوه من عظيم الاثم في خذلانهم للامام امير المؤمنين وولده الحسن وجعلوا يلحون على الامام الحسين بوفودهم ورسائلهم لينقذهم من ظلم الامويين وجورهم
    فاستعمل معاوية زياد ابن أبيه وضم إليه العراقين: الكوفة والبصرة فجعل يتتبع الشيعة وهو بهم عارف، يقتلهم تحت كل حجر ومدر وأخافهم، وقطع الايدي والارجل، وصلبهم في جذوع النخل وسمل أعينهم وطردهم وشردهم، حتى نفوا عن العراق فلم يبق بها أحد معروف مشهور فهم بين مقتول أو مصلوب أو محبوس أو طريد، أو شريد. وكتب معاوية إلى جميع عماله في جميع الامصار: ان لا تجيزوا لاحد من شيعة علي وأهل بيته شهادة،
    وكتب زياد بن أبيه إليه في حق الحضرميين: انهم على دين علي، وعلى رأيه فكتب إليه معاوية: اقتل كل من كان على دين علي ورأيه فقتلهم ومثل بهم.
    وكتب كتابا آخر انظروا من قبلكم من شيعة علي واتهموه بحبه فاقتلوه وان لم تقم عليه البينة فاقتلوه على التهمة والظنة والشبهة تحت كل حجر
    عن صالح بن كيسان قال: لما قتل معاوية حجر بن عدي وأصحابه حج ذلك العام فلقي الحسين بن علي عليه السلام فقال: يا ابا عبد الله هل بلغك ما صنعنا بحجر، واصحابه، واشياعه، وشيعة ابيك ؟ فقال عليه السلام: وما صنعت بهم ؟ قال: قتلناهم، وكفناهم، وصلينا عليهم. ومن افعال معاوية بشيعة امير المؤمنين
    1 - اعدام اعلامهم كحجر بن عدي، وعمرو بن الحمق الخزاعي وصيفي بن فسيل وغيرهم. 2 - صلبهم على جذوع النخل 3 - دفنهم أحياءا 4 - هدم دورهم 5 - عدم قبول شهادتهم 6 - حرمانهم من العطاء 7 - ترويع السيدات من نسائهم 8 - اذاعة الذعر والخوف في جميع أوساطهم إلى غير ذلك من صنوف الارهاق الذي عالوه، وقد ذعر الامام الحسين (ع) مما حل بهم، فبعث بمذكرته الخطيرة لمعاوية التي سجل فيها جرائم ما ارتكبه في حق الشيعة
    وفي‌ كتاب‌ سليم‌ بن‌ قيس‌ :لمّا (استشهد الإمام‌ الحسن‌ المجتبي‌ عليه‌ السلام‌ بالسمّ في‌ سنة‌ 49 هجريّة‌ علي‌ يد زوجته‌ جعدة‌ بنت‌ الاشعث‌ بن‌ قيس‌ بإيعاز من‌ معاوية‌ لم‌ تزل‌ الفتنة‌ والبلاء يعظمان‌ ويشتدّان‌ (علي‌ الشيعة‌) فلم‌ يبقَ ولي‌ّ للّه‌ إلاّ خائفاً على‌ دمه‌ وطريداً او شريداً ولم‌ يبق‌ عدوّ للّه‌ إلاّ مظهراً حجّته‌ غير مستتر ببدعته‌ وضلالته‌ فلمّا كان‌ قبل‌ موت‌ معاوية‌ بسنة‌ حجّ الحسينُ بنُ علي‌ّ صلوات‌ الله‌ عليه‌ وعبد الله‌ بن‌ عبّاس‌ وعبد الله‌ بن‌ جعفر معه‌ ، فجمع‌ الحسينُ عليه‌ السلام‌ بني‌ هاشم‌ رجالهم‌ ونساءهم‌ ومواليهم‌ ومن‌ الانصار ممّن‌ يعرفه‌ الحسين‌ عليه‌ السلام‌ وأهل‌ بيته‌ ثمّ أرسل‌ رسلاً لاتَدَعوا أحداً ممّن‌ حجّ العام‌ من‌ أصحاب‌ رسول‌ الله‌ صلّي‌ الله‌ عليه‌ وآله‌ المعروفين‌ بالصلاح‌ والنسك‌ إلاّاجمعهم‌ ] لي‌ فاجتمع‌ إليه‌ بمني‌ أكثر من‌ سبعمائة‌ رجل‌ وهم‌ في‌ سرادقه‌ عامّتهم‌ من‌ التابعين‌ ونحو من‌مائتي‌ رجل‌ من‌ أصحاب‌ النبي‌ّ صلّي‌ الله‌ عليه‌ وآله‌ . فقام فيهم خطيبا فحمد الله واثنى عليه، ثم قال: أما بعد: فان هذا الطاغية - يعني معاوية - قد فعل بنا وبشيعتنا ما قد رأيتم وعلمتم وشهدتم واني أريد أن أسالكم عن شئ فان صدقت فصدقوني وإن كذبت فكذبوني اسمعوا مقالتي واكتبوا قولي ثم ارجعوا إلى امصاركم وقبائلكم فمن أمنتم من الناس ووثقتم به فادعوهم الى ما تعلمون من حقنا، فاني أتخوف أن يدرس هذا الامر ويغلب والله متم نوره ولو كره الكافرون. وما ترك شيئا مما أنزله الله فيهم من القران الا تلاه وفسره ولا شيئا مما قاله رسول الله (ص) في أبيه وأخيه وفي نفسه وأهل بيته إلا رواه. وكل ذلك يقول أصحابه: اللهم نعم. قد سمعنا
    وشهدنا ويقول التابعي: اللهم قد حدثني به من أصدقه وأئتمنه من الصحابة فقال (ع). أنشدكم الله الا حدثتم به من تثقون به وبدينه.. كتاب‌ «سليم‌ بن‌ قيس‌ الهلاليّ الكوفيّ» ص‌ 206
    اراد معاوية ان يستخلف على الامة من بعده ولده يزيد فكتب إلى مروان بن الحكم: إني قد كبر سني ودق عظمي، وخشيت الاختلاف على الأمة بعدي وقد رأيت أن أتخير لهم من يقوم بعدي وكرهت أن أقطع أمرا دون مشورة من عندك، فأعرض ذلك عليهم وأعلمني بالذي يردون عليك. فقام مروان في الناس فأخبرهم به فقال الناس: أصاب ووفق وقد أجبنا أن يتخير لنا فلا يألو. فكتب مروان إلى معاوية بذلك فأعاد إليه الجواب يذكر " يزيد فقام مروان فيهم وقال: إن أمير المؤمنين قد اختار لكم فلم يأل وقد استخلف ابنه يزيد بعده فقام عبد الرحمن بن أبي بكر فقال: كذبت والله يا مروان وكذب معاوية، ما الخيار أردتما لأمة محمد ولكنكم تريدون أن تجعلوها هرقلية كلما مات هرقل قام هرقل.
    وقام الحسين بن علي فأنكر ذلك، وفعل مثله ابن عمر وابن الزبير، فكتب مروان بذلك إلى معاوية وكان معاوية قد كتب إلى عماله بتقريظ يزيد ووصفه وأن يوفدوا إليه الوفود من الأمصار فكان فيمن أتاه محمد بن عمرو بن حزم من المدينة و الأحنف بن قيس في وفد أهل البصرة
    قال ابن قتيبة: قالوا: استخار الله معاوية وأعرض عن ذكر البيعة حتى قدم المدينة سنة خمسين فتلقاه الناس فلما استقر في منزله أرسل إلى عبد الله بن عباس وعبد الله ابن جعفر بن أبي طالب وإلى عبد الله بن عمر وإلى عبد الله بن الزبير وأمر حاجبه أن لا يأذن لأحد من الناس حتى يخرج هؤلاء النفر فلما جلسوا تكلم معاوية فقال أما بعد: فقد كبر سني، ووهن عظمي وقرب أجلي وأوشكت أن ادعى فاجيب ؟ وقد رايت أن استخلف بعدي يزيد ورايته لكم رضا وأنتم عبادلة قريش وخيارهم وابناء خيارهم فلم يقبلوا منه هذا الكلام وعارضوه فغضب منهم معاويه وعزم على ان يتم الامر الذي جاء من اجله فاغرا بالمال من بايع يزيد وعزل من خالف امره ونصب مكانه من اطاعه ولما عاد الى الشام
    عهد بوصيته إلى يزيد، وقد جاء فيها " يا بني اني قد كفيتك الشر والترحال، ووطات لك الامور، وذلت لك الاعداء واخضعت لك رقاب العرب وجمعت لك ما لم يجمعه أحد فانظر
    أهل الشام فليكونوا بطانتك وعيبتك، فان رابك من عدوك شئ فانتصر بهم فإذا أصبتهم فاردد أهل الشام الى بلادهم فان أقاموا بغير بلادهم تغيرت اخلاقهم.. وانى لست اخاف عليك أن ينازعك في هذا الامر الا أربعة نفر من قريش الحسين بن علي وعبد الله بن عمر وعبد الله بن الزبير وعبد الرحمن ابن أبي بكر
    وتسلم يزيد بعد هلاك أبيه قيادة الدولة الاسلامية وهو في غضارة العمر لم تهذبه الايام ولم تصقله التجارب وانما كان - فيما اجمع عليه المؤرخون - موفور الرغبة في اللهو والقنص والخمر والنساء وكلاب الصيد واقتراف المنكر والفحشاء
    وأصدر يزيد أوامره المشددة الى عامله على يثرب الوليد بن عتبة بارغام المعارضين له على البيعة، وقد كتب إليه رسالتين :
    الاولى أما بعد، فخذ حسينا، وعبد الله بن عمر وعبد الله بن الزبير أخذا شديدا ليست فيه رخصة حتى يبايعوا والسلام ) تاريخ الطبري 6 / 84
    الثانية :اذا أتاك كتابي فاحضر الحسين بن علي وعبد الله بن الزبير، فخذهما بالبيعة فان امتنعا فاضرب أعناقهما، وابعث إلي برؤوسهما وخذ الناس بالبيعة فمن امتنع فانفذ فيه الحكم، وفي الحسين بن علي وعبد الله بن الزبير والسلام تاريخ اليعقوبي 2 / 215
    واشار مروان على الوليد فقال له :
    ابعث إليهم في هذه الساعة فتدعوهم الى البيعة والدخول في طاعة يزيد، فان فعلوا قبلت ذلك منهم وان ابوا قدمهم، واضرب أعناقهم قبل أن يدروا بموت معاوية، فانهم إن علموا ذلك وثب كل رجل منهم فاظهر الخلاف ودعا إلى نفسه فعند ذلك اخاف أن ياتيك من قبلهم مالا قبل لك به، الا عبد الله بن عمر فانه لا ينازع في هذا الامر أحدا...مع اني اعلم ان الحسين بن علي لا يجيبك إلى بيعة يزيد، ولا يرى له عليه طاعة، ووالله لو كنت في وضعك لم اراجع الحسين بكلمة واحدة حتى أضرب رقبته كاننا في ذلك ما كان .
    فبعث الية الوليد وعندما جاء الحسينع قال الإمام الحسين عليه السلام في مجلس الوليد الذي دعاه لبيعة يزيد :إنّا أهل بيت النبوة ومعدن الرسالة ومختلف الملائكة ومحل الرحمة بنا فتح الله وبنا يختم، ويزيد رجل فاسق شارب خمر قاتل النفس المحرمة معلن بالفسق ومثلي لا يبايع لمثله، ولكن نصبح وتصبحون ننتظر وتنتظرون أينا أحق بالخلافة والبيعة .
    الاوامر المشددة من دمشق :وأصدر يزيد أوامره المشددة الى الوليد باخذ البيعة من أهل المدينة ثانيا، وقتل الحسين (ع) وارسال راسه إليه وهذا نص كتابه .
    من عبد الله يزيد أمير المؤمنين الى الوليد بن عتبة، أما بعد :
    فاذا ورد عليك كنابي هذا فخذ البيعة ثانيا على أهل المدينة بتوكيد منك عليهم وذر عبد الله بن الزبير فانه لن يفوت أبدا مادام حيا، وليكن مع جوابك إلي براس الحسين بن علي، فان فعلت ذلك، فقد جعلت لك أعنة الخيل ولك عندي الجائزة، والحظ الاوفر والنعمة والسلام.."
    أرسل يزيد بن معاوية (لع) عمرو بن سعيد بن العاص من المدينة إلى مكّة في عسكر عظيم، وولاّه أمر الموسم، وأمّره على الحاجّ كلّهم، وأوصاه بإلقاء القبض

    على الحسين(عليه السلام) سرّاً وإن لم يتمكّن منه يقتله غيلة، فلمّا علم الحسين(عليه السلام) بذلك حلّ من إحرام الحجّ وجعلها عمرة مفردة وعزم على التوجّه إلى العراق مخافة أن يقبض عليه أو يُقتل غيلة.ولما عزم الامام الحسين ع عليه السلام على مغادرة مدينة جده المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم والتوجه الى العراق تلبية لنداءات ورسائل ورسل أهل الكوفة ومنها رسالة جعدة للامام: وكان جعدة بن هبيرة بن أبي وهب من اخلص الناس للامام الحسين عليه السلام واكثرهم مودة له وقد اجتمعت عنده الشيعة وأخذوا يلحون عليه في مراسلة الامام للقدوم الى مصرهم ليعلن الثورة على حكومة معاوية ورفع جعدة رسالة للامام وهذا نصها: أما بعد: فان من قبلنا من شيعتك متطلعة انفسهم اليك، لا يعدلون بك أحد، وقد كانوا عرفوا راي الحسن اخيك في الحرب. وعرفوك باللين لاوليائك والغلظة على أعدائك، والشدة في أمر الله فان كنت تحب أن تطلب هذا الامر فاقدم علينا فقد وطنا أنفسنا على الموت معك. قال المدائني عن هارون بن عيسى عن يونس بن ابي إسحاق قال: لما بلغ اهل الكوفة نزول الحسين ع مكة وانه لم يبايع ليزيد وفد اليه وفد منهم عليهم ابوعبدالله الجدلي وكتب اليه شبث بن ربعي وسليمان. ابن صرد والمسيب بن نجية ووجوه اهل الكوفة يدعونه إلى بيعته وخلع يزيد
    وعندماعزم على الرحيل ارسل بكتاب الى محمد بن الحنفية قال فيه عليه السلام بسم الله الرحمن الرحيم هذا ما أوصى به الحسين بن علي بن أبي طالب إلى اخيه محمد المعروف بأبن الحنفية : انّ الحسين يشهد أن لا اله الا الله وحده لا شريك له وأن محمداً عبده ورسوله جاء بالحق من عند الحق وأن الجنة والنار حق وأن الساعة آتية لا ريب فيها وأن الله يبعث من في القبور واني لم اخرج أشراً ولا بطراً ولا مفسداً ولا ظالماً وإنما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدّي أريد أن آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر واسير بسيرة جدي صلى الله عليه واله وسلم وأبي علي بن أبي طالب عليه السلام فمن قبلني بقبول الحق فالله أولى بالحق ومن رد علي هذا اصبر حتى يقضي الله بيني وبين القوم بالحق وهو خير الحاكمين .) ملحقات‌ إحقاق‌ الحقّ» ج‌ 11 ، ص‌ 602 ، عن‌ الخوارزميّ في‌ كتاب‌ «مقتل‌ الحسين‌» ج‌ 1 ، ص‌ 188 طبع‌ النجف‌ . وجاء في‌ «مناقب‌ ابن‌
    بعدما وصل خبر خروج الامام الحسين ع الى بعض اصحابه جاءت الشخصيات المعروفة في مكّة إلى الإمام الحسين(عليه السلام) تنهيه عن الخروج إلى العراق ولكنّ الإمام(عليه السلام) رفض ذلك.فمن الذين جاؤوا: أبو بكر عمر بن عبد الرحمن المخزومي، فقال له الحسين(عليه السلام): جزاك الله خيراً يابن عمِّ، قد اجتهدت رأيك، ومهما يقض الله يكن
    وجاءه عبد الله بن عباس، فقال له الحسين(عليه السلام): «استخير الله وأنظر ما يكون».وجاءه أخوه محمّد بن الحنفية قائلاً له: يا أخي إنّ أهل الكوفة قد عرفت غدرهم بأبيك وأخيك وقد خفت أن يكون حالك كحال من مضى فإن رأيت أن تقيم فإنّك أعزّ من بالحرم وأمنعه، فقال(عليه السلام): يا أخي قد خفت أن يغتالني يزيد بن معاوية بالحرم، فأكون الذي يستباح به حرمة هذا البيت.وجاءه عبد الله بن الزبير وعبد الله بن عمر وغيرهما والحسين(عليه السلام) يقول لهم: وأيم الله لو كنت في جحر هامّة من هذه الهوام لاستخرجوني حتّى يقتلوني والله ليعتدن عليَّ كما اعتدت اليهود في السبت والله لا يدعونّي حتّى يستخرجوا هذه العلقة من جوفي، فإذا فعلوا ذلك سلّط الله عليهم من يذلّهم حتّى يكونوا أذلّ من فَرام المرأة). اُنظر: لواعج الأشجان: 70.
    وقال له الخدري يا أبا عبد الله اني انا ناصح واني عليكم مشفق وقد بلغني أنه قد كاتبك قوم من شيعتكم بالكوفة يدعونكم الى الخروج إليهم، فلا تخرج إليهم فاني سمعت أباك يقول بالكوفة والله لقد مللتهم وابغضتهم وملوني وأبغضوني وما يكون منهم وفاء قط، ومن فاز به فاز بالسهم الاخيب والله ما لهم ثبات ولا عزم على أمر ولا صبر على السيف
    تدبر ايها الموالي رد من كانوا يزعمون انهم شيعة الحسين ع هل قالوا لبيك يابن رسول الله نحن فداك ام انهم راحوا يقترحون على الحسين ع فلا اعلم هل الامام الحسين ع في نظرهم امام منصب من الله ام هم الائمة ؟؟؟؟
    قال الإمام الحسين عليه السلام في لقائه مع الفرزدق الذي سلم عليه ثم قال:يابن رسول الله كيف تركن إلى أهل الكوفة وهم الذين قتلوا ابن عمك مسلم بن عقيل وشيعته ؟ فاستعبر الحسين عليه السلام باكيا ثم قال: رحم الله مسلما فلقد صار إلى روح الله وريحانه وجنّته ورضوانه ألا إنّه قد قضى ما عليه وبقي ما علينا، ثمّ أنشأ يقول:
    فإن تكـن الدنيا تعدّ نفيسة فدار ثواب الله أعلى وأنبل
    وإن تكن الأبدان للموت أنشأت فقتل امرءٍ بالسيف في الله أفضـل
    وإن تكن الأرزاق قسماً مقدّراً فقلّة حرص المرءفي الرّزق أجمل
    وإن تكن الأموال للتّرك جمعهـا فما بال متروكٍ به الحرّ يبخل
    ماذا اراد الامام الحسين ع بهذه الابيات اراد ان يقول للفرزدق وغيره الذين خذلوه ولم يناصروه يقول لهم انكم خفتم على انفسكم من الموت رغم ان الموت يدرككم وان كنتم في بروج مشيدة ولو كنتم اولياء لله لتمنيتم الموت لكنكم لستم اولياء لله وان خفتم على عيالكم واهلكم الهلاك من بعدكم فاعلموا ان الله رازقكم واياهم فثقوا به سبحانه لانه عادل في قسمته وان خفتم ضياع اموالكم وتجارتكم من بعدكم فاعلموا ان المرء لا ياخذ معه الا كفنه هذا ان كفن
    ثم سأل الفرزدق عن نبأ الناس خلفه فقال له الفرزدق : قلوب الناس معك
    وسيوفهم مع بني أمية والقضاء ينزل من السماء . فقال له الحسين : صدقت لله الأمر والله يفعل ما يشاء وكل يوم ربنا في شأن ان نزل القضاء بما نحب فنحمد الله على نعمائه ، وهو المستعان على أداء الشكر وان حال القضاء دون الرجاء فلم يعتد من كان الحق نيته والتقوى سريرته ثم حرك الحسين راحلته فقال : السلام عليك) كشف‌ الغمّة‌ ص‌ 185 .الطبري 6 / 218 وابن الأثير 4 / 16 وإرشاد المفيد ص 201 وابن كثير 8 / 168
    فالامام الحسين ع اراد في سؤاله للفرزدق ان يبين جهل الناس بحجيته وانه اولى بهم من انفسهم والا الم يجمعهم الحسين ع في مدينة جده رسول الله وقام بهم خطيبا يحثهم على الجهاد فاين اصحاب رسول الله واين التابعين واين شيعة امير المؤمنين ع هذه هي حقيقة الناس كما قال روحي فداه الناس عبيد الدنيا والدين لعق على السنتهم
    قال الفرزدق بعد ذكره لقاءه للإمام الحسين : ثم مضيت فإذا بفسطاط مضروب في الحرم وهيئته حسنة فاتيته فإذا هو لعبد الله بن عمرو بن العاص فسألني فاخبرته بلقاء الحسين بن علي ، فقال لي : ويلك فهلا اتبعته : فوالله سيملكن ولا تجوز السلاح فيه ولا في أصحابه . قال : فهممت والله ان الحق به ووقع في قلبي مقالته ثم ذكرت الأنبياء وقتلهم فصدني ذلك عن اللحاق بهم . . . الحديث (. الطبري 6 / 218 - 219
    انظر الى جواب ابن العاص للفرزدق (سيملكن ولا تجوز السلاح فيه ولا في أصحابه) عقيدته كعقيدة المتشيعة اليوم بان الامام قاهر للعادة
    قال الإمام الحسين عليه السلام في خطبة له عندما عزم الخروج إلى العراق :الحمد لله ما شاء الله ولا قوة الا بالله وصلّى الله على رسوله خُطّ الموت على وُلد آدم مخط القلادة على جيد الفتاة وما أولهني إلى اسلافي اشتياق يعقوب إلى يوسف وخيّر لي مصرع أنا لاقيه كاني بأوصالي تقطعها عسلان الفلوات بين النواويس وكربلاء فيملأنّ مني أكراشا جوفا وأجربة سغبا لا محيص عن يوم خط بالقلم رضى الله رضانا أهل البيت نصبر على بلائه ويوفينا أجر الصابرين لن تشذ عن رسول الله صلى الله عليه واله وسلم لحمته وهي مجموعة له في حظيرة القدس تقر بهم عينه وينجز بهم وعده من كان باذلاً فينا مهجته وموطناً على لقاء الله نفسه فليرحل معنا فانني راحل مصبحاً إن شاء الله تعالى .) كشف‌ الغمّة‌ ص‌ 184 طبقاً لعبارة‌ اللهوف‌ ورواها في‌ ملحقات‌ إحقاق‌ الحقّ ج‌ 11 ، ص‌ 598 ،
    لما خرج الامام الحسين ع من مكة بعث كتاباً إلى من بقي بالمدينة من بني هاشم: "أما بعد فإن من لحق بي استشهد ومن لم يلحق بي لم يبلغ الفتح"11.
    سؤال/ 14: ما معنى قول الحسـين ع: (من لحقني استشهد ومن لم يلحقني لم يدرك الفتح) (- مختصر بصائر الدرجات : ص6.
    الجواب: لدينا أولاً ثلاث كلمات، نتحرى معناها هي: اللحوق والشهادة، والفتح، فإذا عرفناها عرفنا ما أراد الحسين من قوله الكريم.
    اللحوق: وهو الالتصاق بالشيء، أو الوصول إليه ومسايرته، إذا كان الملحوق أو المتبوع إنساناً. وفي هذه الحالة يكون هذا الإنسان المتبوع إمام هدى أو ضلالة، والذي يسبق أو يتأخر عن الإمام لا يعتبر لاحقاً بالإمام u، والذي يساير الإمام
    لاحق ولكن بحسب دقة مسايرته، فالذي يتحرى أن يوافق الإمام في كل التفاصيل
    1- وقد ورد في الدعاء: (.. اللهم صل على محمد وآل محمد الفلك الجارية في اللجج الغامرة يأمن من ركبها ويغرق من تركها، المتقدم لهم مارق والمتأخر عنهم زاهق واللازم لهم لاحق ..) مصباح المتهجد للشيخ الطوسي : ص45. إذن، فلا يتحقق اللحوق بهم إلا بملازمتهم وعدم الخروج عن نهجهم وسيرتهم، فالتقدم عليهم يستلزم المروق، والتأخر عنهم يستلزم الزهوق والهلاك.ليس كمن يساير الإمام إجمالاً.
    الشهادة: المتعارف عنها بين الناس هي القتل في سبيل الله، والأصل في معناها هو الإخبار عن الحقيقة بالقول أو الفعل،
    ومنه الإخبار عن أنه لا إله إلا الله، وهذا الإخبار هو ما يفعله الشهيد الذي يقتل في ساحة المعركة في سبيل إعلاء كلمة
    الله، فهو ممن شهدوا أنه لا إله إلا الله، ولكن تَميَّز أنه شهد بدمه: أن لا إله إلا الله، وهي أعظم شهادة بأكرم طريق، ولذا انصرف هذا اللفظ - أي الشهيد - لهذا المصداق - أي الذي يقتل في ساحة المعركة لإعلاء كلمة الله - بشكل كلّي تقريباً.
    مع أنّ كل من له موقف يوم القيامة يشهد فيه على أمة أو جماعة فهو من الشهداء، كالأئمة ع والأنبياء والمرسلين ع والزهراء ع وزينب ع ومريم ع ونرجس ع ووهب النصراني وخالد بن سعيد بن العاص الأموي وكلٌ بحسبه.
    في المحاسن عن أبان بن تغلب، قال: كان أبو عبد الله ع إذا ذكر هؤلاء الذين يقتلون في الثغور يقول:
    (ويلهم ما يصنعون بهذا فيعجلون قتلة الدنيا وقتلة الآخرة، والله ما الشهداء إلا شيعتنا وإن ماتوا على فراشهم) المحاسن للبرقي : ج1 ص164.
    وفي العياشي: عن منهال القصاب، قال: قلت لأبي عبد الله ع: ادع الله أن يرزقني الشهادة، فقال: (المؤمن شهيد، ثم تلا قوله تعالى: ﴿أُولَئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ وَالشُّهَدَاءُ﴾(الحديد : 19. بحار الأنوار : ج24 ص38 ، رواه عن الطبرسي نقلاً عن العياشي .
    وعن الباقر ع، قال: (العارف منكم هذا الأمر المنتظر الخير كمن جاهد والله مع قائم آل محمد u بسيفه، ثم قال: بل والله كمن جاهد مع رسول الله بسيفه، ثم قال: بل والله كمن استشهد مع رسول الله وفي فسطاطه، وفيكم قوله
    تعالى: ﴿وَالَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ أُولَئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ وَالشُّهَدَاءُ عِنْدَ رَبِّهِمْ لَهُمْ أَجْرُهُمْ وَنُورُهُمْ وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآياتِنَا أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ﴾ (- الحديد : 19.ثم قال: صرتم والله صادقين شهداء عند ربكم) بحار الأنوار : ج24 ص39.
    الفتح: هو إزالة المانع عند الولوج في الشيء، أو النظر إليه أو فيه، سواء بالبصر ورؤيته بالعين أو بالبصيرة وانكشافه للقلب. وفي القمي عن الصادق u في قوله تعالى: ﴿نَصْرٌ مِنَ اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ﴾ ( الصف : 13 .قال: (يعني في الدنيا بفتح القائم ع ...) (تفسير القمي : ج2 ص366.
    ولا شك أن فتح القائم ع يكون بفتح البلاد كلها وإقامة الدين الخالص فيها وإعلاء كلمة: (لا إله إلا الله، محمد رسول الله علي ولي الله). وكذلك بفتح عوالم الملكوت وانكشافها لكثير من المؤمنين مع القائم ع. إذن فالحسين ع أراد بـ (من لحقه): أي سار على نهج الحسين وبمبدأ الحسين. كما أن لكل زمان حسين فمن لحق
    حسين زمانه لحق الحسين ع ومن تخلف عن إمام زمانه تخلف عن الحسين ع. وكذلك فإن اللحوق بالحسين على درجات أعلاها هو لزوم مبدأ الحسين ونهج الحسين والالتصاق بحسين الزمان الذي يعيش فيه المؤمن وفي الصلاة الشعبانية: (المتقدم لهم مارق، والمتأخر عنهم زاهق، واللازم لهم لاحق) (مصباح المتهجد : ص 45.
    وأراد بالشهادة: القتل في سبيل الله سواء كان قتل البدن أو قتل الشخصية وهو أعظم من قتل البدن فدائماً الذين يقفون مع الحق يتعرضون لتسقيط شخصياتهم في المجتمع بقول الزور والافتراء والكذب والبهتان من قبل أعداء الأنبـياء والمرسلين كالعلماء غير العاملين وأتباعهم الذين ينعقون بما لا يفقهون بل وكل متضرر من الدعوة إلى الحق والعدل والصدق وإقامة حدود الله وكلماته.والذي يُقتل في سبيل الله يكون شاهداً على الأمة التي قامت بقتله أو رضيت بقتله وتصفية شخصه أو بدنه المقدس.
    وأراد بالفتح: أي الفتح في العوالم العلوية وبالتالي معرفة الحقائق وفي النهاية الفتح المبين، ومعرفة الله سبحانه وتعالى، كلٌ
    بحسبه. فمن لم يلحق بالحسين وينهج نهج الحسين، ويتبع حسين زمانه لا يستشهد، أي: لا يُقتل في سبيل الله، ولا يكون شاهداً بالحق، ثم إنّه لا يدرك الفتح، أي: لا يعرف الفتح، ولا يفقه الفتح ولا يُحصِّل شيئاً من الفتح. ومن أين له معرفة النور،وهو جرذ لا يعرف إلا الظلمة والجحور التي يعيش فيها.
    ومن لحق الحسين ع استشهد قطعاً وأدرك شيئاً من الفتح بحسب مقامه ولزومه للحسين ع، أي: أدرك الفتح مع القائم u.وأخيراً: الحسين حق، وكلمة، وسيف، ومبدأ باقٍ ما بقيت السماوات والأرض، وكل من خالف الحق الذي دعا له
    الحسين ع وأعرض عن كلمة الحسين ع(هل من ناصر ينصرنا)، ولم يحمل السيف مع الحسين ع، ولم يبنِ
    أفكاره على مبدأ الحسين ع فقد خذل الحسين وإن أظهر البكاء على الحسين، فقد قاتل الحسـين قوماً يدَّعون أنهم يحبون رسول الله محمداً ويسيرون على نهجه ، وسيقاتل القائم ع قوماً يدّعون أنهم يحبون الحسين ويبكون على
    مصابه، فلعنة الله على القوم الظالمين، وهؤلاء لم يدركوا شيئاً من الفتح؛ لأنهم لم يلحقوا الحسين ع في يوم من الأيام.
    نسال الله ان يجعلنا واياكم من الاحقين بحسين زماننا ومن المستشهدين بين يديه وممن ادرك الفتح معه بحقه عند الله
    والحمد لله وحده
    الشيخ نعيم الشمري



Working...
X
😀
🥰
🤢
😎
😡
👍
👎