إعـــــــلان

Collapse
No announcement yet.

جانب من خطبة الجمعة في سيدني بتاريخ 26 ذي الحجة 1434

Collapse
X
 
  • Filter
  • الوقت
  • Show
Clear All
new posts
  • from_au
    عضو نشيط
    • 29-08-2011
    • 131

    جانب من خطبة الجمعة في سيدني بتاريخ 26 ذي الحجة 1434

    وادخلوا الباب سجدا
    بسم الله الرحمن الرحيم
    اللهم لك الحمد على هنئ عطائك ومحمود بلائك وجليل الائك ولك الحمد على احسانك الكثير وخيرك الغزير وتكليفك اليسير ودفع العسير .
    انت الذي سجد لك سواد الليل ,ونور النهار , وضوء القمر , وشعاع الشمس , ودوي الماء , وحفيف الشجر , اللهم صل على محمد واله الائمة والمهديين كما هديتنا بهم , وصل على محمد واله كما استنقذتنا بهم , وصل على محمد واله صلاة تشفع لنا يوم القيامة ويوم الفاقة اليك انك على كل شئ قدير وهو عليك يسير .
    قال تعالى : واذ قلنا للملائكة اسجدوا لادم فسجدوا .
    وقال تعالى : فأذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين .
    ورد في بصائر الدرجات عن كامل التمار عن ابي جعفر ع قال : قد افلح المسلمون ان المسلمين هم النجباء ياكامل ان الناس كلهم بهائم الا قليلا من المؤمنين والمؤمن غريب .
    وورد عن سعيد بن غزوان قال : سمعت ابا عبد الله ع يقول :
    والله لو امنوا بالله وحده وأقاموا الصلاة واتوا الزكاة لكانوا بذلك مشركين ثم تلا هذه الاية : فلا وربك لايؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لايجدوا في انفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما .
    وعن محمد الحضرمي قال : سمعت ابا عبد الله ع يقول : يهلك أصحاب الكلام وينجو المسلمون أن المسلمين هم النجباء .
    لمعرفة النور والابتعاد عن الظلمة امر الله خلقه بالاقتراب من منبع الفيض والسير الثابت الخطى في خط العدالة والايمان وايثار الحق ونصرته وذلك لايكون الا باقتفاء اثر الخليفة المنصب منه سبحانه وملازمته , وذلك بعد التحرر من رق العجل الظاهر والعجل الخفي , وتبني الموقف الرافض لكل اشكال الظلم والاستبداد وحمل رسالة السماء روحا وعملا في اسس بناء الشخصية الاسلامية , وحينها سيحيى المكلف حياة منهجها الخط الالهي المتمثل بخليفته وعنوانها الاخلاص والنصح للامة والناس .


    ان الرسالة التي جاء بها الرسول ص من الله تبارك وتعالى كان امر بيان معاني الفاظها وعلمها التنزيلي مناط بالائمة ع الى ان يأتي الدور المهدوي المتمثل بالمهديين الاثني عشر ع (من بعد ابيهم ولي الله الاعظم الامام محمد بن الحسن عليه وابائه وابنائه افضل الصلاة واتم السلام ), وبمجئ المهدي الاول ع رسولا من الامام محمد بن الحسن يكون ايذانا ببدأ القيامة الصغرى جولة الجزاء والحساب وعودة الملك لخليفة الله المدفوع عن ذلك نتيجة قبول الناس بالقوى الغاشمة وحكم الطاغوت, وامر تحقيق السوية في الرعية واستعادة الحق المغصوب لاهله وهم الانبياء والرسل ع ومنح رسالاتهم حق الممارسة والتطبيق في هذا العالم الجسماني سيتكفله المهدي ع , وسيقوم ع ببناء الامة بناءا عقائديا صحيحا على اسس الكشف العلمي لحقائق التنزيل وجعلها المرتكز الاساس للحالة العملية في تشييد دولة الهية لبناتها العدل والتوحيد , فالامة التي امنت بالمهدي ع على انه خليفة من خلفاء الله سبحانه منصوصا عليه في وصية الرسول ص ولم يعينوه هم, امة مسلمة لامامها ومعترفة بان مالك الملك هو الله وطاعته تكون بطاعته خليفته والتسليم له الذي به يعرف رب الخلائق وهو المبين للقانون الالهي في المعرفة من خلال التيقن على انه صورة للغيب وتجل لاسمائه الحسنى , وباب لمدينة العلم في زماننا هذا .
    قال الامام احمد الحسن ع : ان اليقين مفتاح باب الله الاعظم
    وقال ع : وتيقنوا فباليقين يأخذ ابن ادم ويغترف من رحمة الله هكذا قال نوح النبي وابراهيم الخليل وموسى الكليم وعيسى المسيح ومحمد عبد الله والائمة الاطهار ع : خذ على قدر يقينك , وان ليس للانسان الا ماسعى , فباليقين اولياء الله يحيون الموتى ويشفون المرضى .
    وذلك ليس بالامر الهين على اناس قبلوا وتعودوا على اقوال علماء الضن والتنظير بملازمات لاتحتمل اكثر من الرد والتخطئة لبعضهم بعض , فالدور المهدوي الكاشف لكل ذلك الزيف سيكون ثقيلا عسيرا ليس بالمستساغ على الناس الذي يراد لهم ان يسقطوا العجل الخفي من مخيلتهم والذي بدوره سيسقط العجل الخارجي الظاهر من بعد ذلك الى حيث اللاعودة , ونتيجة حكم العقل الجمعي العام الذي جعله الناس فيصلا للتعرف على الحق ستمارس اقسى انواع التنكيل والاضطهاد الاجتماعي لكل من سار في طريق الهداية والنصرة لمهدي ال محمد ع , وبقدر هذا العناء والاعتصار الذي في نفوس ثلة مؤمنة قالت بحاكمية الله ورفضت حاكمية الناس سيكون السواد الاعظم قد اثقل بكثافة العالم المادي وشد ارتباطه به ولايريد مغادرته حبائله للبقاء في العالم السفلي ,ولذا سيكون ذلك احد اسباب ورفض التخلي عن الاثقال والاوزار التي طالما اعيتهم واتعبت ظهورهم وماسيترتب على ذلك من خواء نتيجة الاعياء وعدم المقدرة للرجوع للغيب والقول بخليفته فستراهم يسخرون بذلك كله وسيستهزؤن برشحات معاني التنزيل وذكر حقائقه . فحينها سيتحقق ضن ابليس لع عليهم وستكون الخسارة قد افقدتهم كل شئ ولايكون حينها مجالا للندم والحسرة .
    قال المهدي الاول ع : واعلم أن الغرض من هذه الغاية العظيمة (التوحيد) هو معرفة الله سبحانه وتعالى , وهذا الغرض خلق الله الانسان لاجله فمن ضيع هذا الغرض فقد ضيع كل شئ (وماخلقت الدن والانس الا ليعبدون) , أي ليعرفون وهذا الغرض وهذه المعرفة لابد لها من التوحيد لتتحقق , والتوحيد الحقيقي لايتحقق بتحصيل الالفاظ والمعاني , بل يتحقق بالعمل والاخلاص لله سبحانه حتى يصبح العبد وجه الله سبحانه في ارضه او الله في الخلق.
    وقد أمر الله خلقه بالسجود له سبحانه وأمرهم بالسجود لخليفته كون هذا السجود هو باب لنعمة كبرى وهي المعرفة التي اخبر عنها الباري بأنه يعرف بها أي من اراد ان يعرف لاهوته سبحانه فليعرفه بخليفته المنصب .
    قال الامام احمد الحسن ع : في صلاتنا اليوم نسجد لله , هذا مانعرفه جميعا ولانختلف فيه , ولكن ايضا نحن نؤمن أن الملائكة سجدوا لادم , وايضا نؤمن أن يعقوب وهو نبي ومعه زوجته وأبناؤه سجدوا لنبي الله يوسف ع .
    وهذه المسالة لايجب ان يغفلها من يبحث عن النجاة حقيقة , والا كان مضيعا لدينه عن عمد , لأن هذه مسألة في غاية الأهمية والخطورة حيث ان السجود الذي يرتكز في الذهن اليوم انه غير جائز لغير الله , وربما يرمى من يفعله بالشرك والكفر من قبل كثير ممن لا يكادون يعقلون , نجده وبوضوح تام قد حصل من الملائكة ويعقوب ع وجميعهم معصومون ولا يخطئون , بل والسجود كان بأمر الله فلا يحسن المرور على هذا الامر هكذا دون الالتفات اليه او اهماله بسبب العجز عن فهمه وادراكه كما هو حاصل من كثيرين , بل لابد للانسان الذي يبحث عن الحقيقة أن يفهم كل شئ في دين الله , لأنه سبحانه لم يفعل شيئا أو يذكر شيئا , هكذا لنمر عليه مرور الكرام دون ان نفهمه او نفهم الحكمة التي فيه .
    هذا السجود في الحقيقة يضعنا أمام حقيقة جلية وهي : ان الله سبحانه الذي قال لخلقه : اسجدوا لي لاني الهكم وربكم , هو نفسه سبحانه قال لهم : اسجدوا لادم , واسجدوا ليوسف ع , وهذه مسألة في غاية الخطورة ولابد ان تفهم بدقة , لان السجود هو غاية التذلل من الساجد ويبين فقر الساجد وغنى المسجود له , وبالتالي يبين بوضوح تأله الساجد للمسجود له واعترافه بربوبيته.
    ولو جعلنا الامر على صيغة سؤال وقلنا : ان سجودنا لله يمثل اقصى مايمكن أن نفعله من التذلل, لنبين حاجتنا وفقرنا تعني أننا نتأله اليه ليكملنا ونعترف بربوبيته وأنه مكمل لنا , فالسؤال الان : ماذا يعني سجود الملائكة لادم ؟ وماذا يعني سجود يعقوب ليوسف ع ؟ هل أن الامر هو هو , أم انه تغير ؟

    في الحقيقة إن الأمر هو هو ولم يتغير شيء مما يدل عليه سجود الساجد للمسجود له،
    فالسجود نفسه والساجد نفسه، نعم تبدل المسجود له فيعقوب مثلا سجد لله وسجد ليوسف
    فالذي تغير فقط المسجود له ولا فرق بين دلالة السجود الأول ودلالة السجود الثاني، فإذا كان
    السجود الأول يدل على تأله يعقوب واعترافه بربوبية المسجود له فكذا سجوده الثاني، وبالتالي
    فإن هذا السجود إنما يبين وبوضوح تام أن الله سبحانه وتعالى يريد أن يقول إني بهذا أعرف،
    ومن يريد معرفة لاهوتي فليعرف هذا ، من يريد معرفة ربوبيتي فليعرف هذا.
    وفي الحقيقة إن هذه نعمة كبرى قد بينت عظمها سابقًا عندما قلت: إن معرفة الرحمة
    المطلقة غير ممكنة لنا ولكن نعرفها بمعرفة رحمة قريبة للرحمة المطلقة، وكلما كانت هذه الرحمة
    أقرب إلى الرحمة المطلقة كانت معرفتنا أعظم، ولهذا فإن أعظم النعم على الخلق هي خلفاء الله في ارضه لان بهم يعرف الله ويوحد.
    عن الامام الرضا ع في كيفية زيارة الانبياء والاوصياء ع قال ع : السلام على اولياء الله واصفيائه , السلام على امناء الله واحبائه , السلام على انصار الله وخلفائه , السلام على محال معرفة الله , السلام على مساكن ذكر الله , السلام على مظهري امر الله ونهيه , السلام على الدعاة الى الله , السلام على المستقرين في مرضات الله , السلام على المخلصين في طاعة الله , السلام على الادلاء على الله , السلام على الذين من والاهم فقد والى الله , ومن عاداهم فقد عادى الله , ومن عرفهم فقد عرف الله , ومن جهلهم فقد جهل الله , ومن اعتصم بهم فقد اعتصم بالله , ومن تخلى منهم فقد تخلى من الله عز وجل , واشهد الله أني سلم لمن سالمتم , وحرب لمن حاربتم , مؤمن بسركم وعلانيتكم , مفوض في ذلك كله اليكم , لعن الله عدو ال محمد من الجن والانس وابرأ الى الله منهم , وصلى الله على محمد واله .
    ولذا سماهم الله بالنعيم ( لتسألن يومئذ عن النعيم ), والملائكة قد عرفوا هذه النعمة عندما عرفهم ادم بما كانوا يجهلون , ( قال أنبئهم بأسمائهم ) , اي عرفهم بالله وبأسماء الله , فكان ادم هو السبيل ليتعلم وليعرف الملائكة حقائق الاسماء , فالذي عرفهم به ادم هو حقائق وليس الفاظا أو معاني , وهم بعد ان عرفوا من ادم الاسماء علموا ان خلق ادم نعمة انعم الله بها عليهم , فالملك المخلوق من الرحمة مثلا كان يعرف الرحمة المطلقة بقدره هو , اما عند خلق ادم ع , الذي تتجلى فيه الرحمة بصورة اعظم واقرب الى الرحمة المطلقة فقد عرف هذا الملك الان حقيقة الرحمة المطلقة بمعرفته عجزه عن معرفة الرحمة المطلقة .
    بسم الله الرحمن الرحيم قل هو الله احد الله الصمد لم يلد و لم يولد و لم يكن له كفوا احد

    أخوكم علاء صالح الكاظمي
  • kehf_alfetya
    مشرف
    • 23-06-2012
    • 380

    #2
    رد: جانب من خطبة الجمعة في سيدني بتاريخ 26 ذي الحجة 1434

    اللهم صلي على محمد وال محمد الائمة والمهديين وسلم تسليما كثيرا

    Comment

    Working...
    X
    😀
    🥰
    🤢
    😎
    😡
    👍
    👎