إعـــــــلان

Collapse
No announcement yet.

جانب من صلاة الجمعة في حسينية الكاظمية المقدسة بتاريخ 26 ذي الحجة 1434ه ق

Collapse
X
 
  • Filter
  • الوقت
  • Show
Clear All
new posts
  • شيخ نعيم الشمري
    عضو جديد
    • 05-03-2013
    • 94

    جانب من صلاة الجمعة في حسينية الكاظمية المقدسة بتاريخ 26 ذي الحجة 1434ه ق

    بسم الله الرحمن الرحيم
    والحمد لله رب العالمين وصلي اللهم على محمد وال محمد الائمة والمهديين وسلم تسليما كثيرا الحمد لله المتفرّد بآلائه المتفضّل بنعمائه العدل في قضائه الذي محّص بالإختبار عن أوليائه وأملا بالإستدراج لأعدائه وجعل امتحانه لمن عرفه أدباً ولمن أنكره غضباً
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته بمناسبة حلول عيد غدير خم الأغر يوم العهد المعهود وإكمال الدين وإتمام النعمة الالهية نرفع أسمى آيات التهاني والتبريكات لمولانا بقية الله في ارضه الامام المهدي ع وولده ووصيه ويمانيه الامام احمد الحسن ع ونبارك لكم انصار الله يوم استخلاف أمير المؤمنين وسيد الوصيين وقائد الغر المحجلين أسد الله الغالب علي بن أبي طالب عليه السلام لمنصب الولاية الحقة من جانب الخالق والنبي الأعظم لهداية الناس أجمعين من بعده، وعَلَماً هاديا لذا نجدد العهد لمولانا بقية الله في ارضه الامام المهدي ع محمد بن الحسن ع وولده ووصيه ويمانيه الامام احمد الحسن ع ونسال الله ان يجعلنا واياكم من الموفين بعهد الله وميثاقة والحمد لله الذي جعلنا من المتمسكين بولاية مولانا أمير المؤمنين وولاية الائمة والمهديين من اله .
    اخواني انصار الله يوم عيد الغدير يوم عظيم عند الله وهو عيد الله الاكبر وعيد آل محمّد (عليهم السلام) وهو أعظم الاعياد ما بعث الله تعالى نبيّاً الّا وهو يعيد هذا اليوم ويحفظ حُرمته واسم هذا اليوم في السّماء يوم العهد المعهود واسمه في الارض يوم الميثاق المأخوذ والجمع المشهود ربما الكثير من امة المصطفى من يحتفل بهذه العيد وهذه المناسبة لكن وللاسف الشديد جل الامة الاسلامية يجهلون حقيقة هذا العيد وهذا اليوم ولم سمي في السماء بيوم العهد المعهود ولم سمي في الارض بيوم الجمع المشهود والميثاق الماخوذ لما نشر الله بني ادم بين يديه سبحانه وخاطبهم ( الست بربكم ) فكان اول من قال بلى هو رسول الله ص وامير المؤمنين والائمة ع فحملهم الله سبحانه وتعالى علمه وامر العباد ان يقرو له سبحانه بالربوبية ولمحمد وال محمد ع بالطاعة والولاية واشهد الملائكة على ذلك
    عن داود الرقـي، عن أبي عبد الله قال: (لما أراد الله أن يخلق الخلـق خلقهـم ونشرهم بين يديه ثم قال لهم: من ربكم؟ فأول من نطق رسول الله ص وأمير المؤمنين والأئمة صلوات الله عليهم أجمعين فقالوا: أنت ربنا، فحمّلهم العلم والدين ثم قال للملائكة:هؤلاء حملة ديني وعلمي وأمنائي في خلقي وهم المسؤولون ثم قـال لبني آدم: أقرّوا لله بالربوبية ولهؤلاء النفر بالطاعة والولاية
    فقالوا: نعم ربنا أقررنا فقال الله للملائكة: اشهدوا فقالت الملائكة شهدنا على أن لا يقولوا غداً إِنَّا كُنَّا عَنْ هَٰذَا غَافِلِينَ أَوْ تَقُولُوا إِنَّمَا أَشْرَكَ آبَاؤُنَا مِنْ قَبْلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِنْ بَعْدِهِمْ ۖ أَفَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ........) بحار الأنوار : ج5 ص244
    .فاخذ الله على العباد عهدا معهودا على الاقرار له سبحانه بالربوبية ولمحمد ص بالنبوة ولامير المؤمنين ع بالولاية ولال محمد ص بالطاعة فمن اقر بولايتهم وسلم لهم وناصرهم فقد اوفى بعهد الله وميثاقه ومن جحد حقهم واستخف بحرمتهم ولم ينصرهم كان ممن نقض عهد الله وميثاقه لانهم ع عهد الله
    عن شهاب بن عبد ربه قال: سمعت الصادق أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: يا شهاب نحن شجرة النبوة ومعدن الرسالة ومختلف الملائكة ونحن عهدالله وذمته ونحن ودائع الله وحجته كنا أنوارا صفوفا حول العرش نسبح الله فتسبح الملائكة بتسبيحنا إلى أن هبطنا إلى الأرض فسبحنا فسبح أهل الأرض بتسبيحنا ( وَإِنَّا لَنَحْنُ الصَّافُّون وَإِنَّا لَنَحْنُ الْمُسَبِّحُونَ )الصافات/165فمن وفى بذمتنا فقد وفى بعهد الله عز وجل وذمته ومن خفر ذمتنا فقد خفر ذمة الله عز وجل وعهده).) تفسير القمى 560 و 561 .
    لكن بني ادم بعد ان انزلهم الله الى هذا العالم الجسماني لخوض الامتحان الثاني انساهم النتيجة التي وصلوا اليها في عالم الذر او النشاة الاولى انساهم النتيجة التي كانت النكران والجحود الا القليل منهم ممن وفى بعهد الله وسبب النسيان هو الانغماس بالمادة وحب الدنيا وحب الشهوات وحب اللذات وحب الظهور وووو فنسوا امتحانهم الاول ونسوا ان الله اخذ عليهم عهدا وميثاقا بموالاة ال محمد ع ونصرتهم
    قال الامام احمد الحسن ع عن هذه الاية ﴿وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ النَّشْأَةَ الْأُولَى فَلَوْلا تَذَكَّرُونَ) الواقعة : 62.
    النشأة الأولى: هي عالم الذر وفيها الامتحان الأول وقد أحاط بها بنو آدم علماً ولكنهم لما جاءوا إلى هذا العالم حجبتهم الكثافة الجسمانية ثم شهواتهم ومعاصيهم وغفلتهم عن ذكر الله والأولياء من الأنبياء والرسل والحجج ع يتذكرون هذه النشأة ويعرفون أولياءهم فيها وكل من كانت فطرته نقية يتذكر هذا العالم السابق ويعلم حاله فيه ولكن عامة الناس ﴿نَسُوا اللَّهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ ( الحشر 19
    فبسبب غفلتهم عن الله واهتمامهم بالعالم الجسماني وانغماسهم في الشهوات لا يتذكرون شيئاً عن أنفسهم والعالم السابق الذي عاشوا فيه وحالهم فيه قال تعالى: ﴿وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ النَّشْأَةَ الْأُولَى فَلَوْلا تَذَكَّرُونَ(الواقعة 62 أي إنكم كنتم في عالم الذر مخلوقين وأمتحنكم الله: ﴿وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ أَوْ تَقُولُوا إِنَّمَا أَشْرَكَ آبَاؤُنَا مِنْ قَبْلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِنْ بَعْدِهِمْ أَفَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ(الاعراف 172
    وهذه الآية فيها رد على من يقول ما ذنب من لم يصل إليه الإسلام ولم يبلغ برسالات السماء كمن عاش في مجاهل أفريقيا أو في أطراف الأرض أو في أرض بعيدة عن أرض المرسلين
    والرد أنّ الآية الأولى تثبت أنّ الناس تم امتحانهم وكل أخذ مقامه وتبين حاله واستحقاقه والآية الثانية تبيّن أنهم غير معذورين باتباع ضلال آبائهم في هذه الأرض أو أنهم عاشوا في أرض لم يطأها نبي ولم يصل لها الحق ولم يبلغهم به
    أحد؛ لأنّ الله يقول لهم إني امتحنتكم في عالم الذر وعلمت حالكم واستحقاقكم فلا تقولوا: ﴿إِنَّمَا أَشْرَكَ آبَاؤُنَا مِنْ قَبْلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِنْ بَعْدِهِمْ أَفَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ أي: إنّ الله يقول لهم أنا أعلم أنه لو جاءكم الأنبياء والأوصياء والمرسلون وبلغكم برسالات السماء المبلغون لما آمنتم ولما صدقتم ﴿وَلَوْ عَلِمَ اللَّهُ فِيهِمْ خَيْراً لَأسْمَعَهُمْ وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ لَتَوَلَّوْا وَهُمْ مُعْرِضُونَ(الانفال 23
    أمّا من يقول فلماذا لم يسووا مع الكفار في أرض الرسالات في إيصال البلاغ ؟ فالرد إنّ تبليغ هؤلاء فضل على من لا يقبل الفضل ولا يستحقه وأنت تعلم علماً مسبقاً أنه لا يقبله يقيناً فعرضه عليه تحصيل حاصل وبالتالي فلا يضر أن تعرضه على بعضهم لبيان أنّ الباقي كهؤلاء الذين عرض عليهم الحق فلم يقبلوه
    فالعرض على بعضهم لإتمام الحجة، وإنه لا عذر لمن يقول: ﴿إِنَّمَا أَشْرَكَ آبَاؤُنَا مِنْ قَبْلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِنْ بَعْدِهِمْ؛ لأنّ نظرائهم عرض عليهم الحق فاختاروا ضلال ابائهم على هدى المرسلين: ﴿وَكَذَلِكَ مَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ فِي قَرْيَةٍ مِنْ نَذِيرٍ إِلَّا قَال مُتْرَفُوهَا إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِمْ مُقْتَدُونَ(الزخرف 23
    بل جعلوا ضلال أبائهم هو الهدى والحق: ﴿بَلْ قَالُوا إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِمْ مُهْتَدُونَ

    بل جعلوا ضلال أبائهم هو الهدى والحق: ﴿بَلْ قَالُوا إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِمْ مُهْتَدُونَ(انتهى كلام الامام احمد
    عن ابن مسكان، عن أبي عبد الله في قوله: (وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا ) قلت: معاينة كان هذا؟ قال: نعم، فثبتت المعرفة ونسوا الموقف وسيذكرونه ولولا ذلك لم يدر أحد من خالقه ورازقه،فمنهم من أقر بلسانه في الذر ولم يؤمن بقلبه، فقال الله: فما كانوا ليؤمنوا بما كذبوا به من قبل) بحار الأنوار: ج5 ص237
    عن الحسين بن نعيم الصحاف قال: سألت الصادق ع عن قوله: (فمنكم كافر ومنكم مؤمن) فقال: (عرف الله ايمانهم بولايتنا وكفرهم بتركها يوم أخذ عليهم الميثاق وهم في عالم الذر وفي صلب آدم) تفسير القمي: ج2 ص371
    وهذا الامر أي النكران والجحود اخبر به رسول الله ص علي ع حيث قال
    عن أبي جعفر عن أبيه عن جده ع: (إن رسول الله ص قال لعلي ع: أنت الذي احتج الله بك في ابتدائه الخلق حيث أقامهم أشباحاً فقال لهم: ألست بربكم؟ قالوا: بلى، قال: محمد رسول الله؟ قالوا: بلى. قال: وعلي أمير المؤمنين؟ فأبى الخلق كلهم جميعاً إلا استكباراً وعتواً عن ولايتك إلا نفر قليل وهم أقل القليل وهم أصحاب اليمين) بحار الأنوار : ج24 ص2.
    ولا يتصور احدكم ان الجحود والنكران لولاية امير المؤمنين واله الاطهار كان في زمن الرسول ص فقط بل حتى في الامم السالفة لان الله اخذ على كل العباد عهدا وميثاقا بنبوة محمد ص وولاية علي واله ع
    قال الإمام العسكري (عليه السلام): «قال الله تعالى: )واذكروا) يا بني إسرائيل (إِذْ قُلْنَا) لأسلافكم: (ادْخُلُوا هذِهِ الْقَرْيَةَ) وهي أريحامن بلاد الشام وذلك حين خرجوا من التيه (فَكُلُوا مِنْها) من القرية (حَيْثُ شِئْتُمْ رَغَداً) واسعا بلا تعب ولا نصب (وَادْخُلُوا الْبابَ) باب القرية (سُجَّداً(. مثل الله عز وجل على الباب مثال محمد (صلى الله عليه وآله) وعلي (عليه السلام) وأمرهم أن يسجدوا تعظيما لذلك المثال ويجددوا على أنفسهم بيعتهما وذكر موالاتهما وليذكروا العهد والميثاق المأخوذين عليهم لهما.وَقُولُوا )حِطَّةٌ( أي قولوا: إن سجودنا لله تعالى تعظيما لمثال محمد وعلي (صلوات الله عليهما) واعتقادنا لولايتهما حطة لذنوبنا ومحو لسيئاتنا. قال الله تعالى: )نَغْفِرْ لَكُمْ) بهذا الفعل )خَطاياكُمْ) السالفة ونزيل عنكم آثامكم الماضية )وَسَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ).......................الى ان قال (صلى الله عليه وآله): يا عباد الله فاحذروا الانهماك في المعاصي والتهاون بها فإن المعاصي يستولي بها الخذلان على صاحبها حتى يوقعه فيما هو أعظم منها فلا يزال يعصي ويتهاون ويخذل ويقع فيما هو أعظم حتى يوقعه في رد ولاية وصي رسول الله ودفع نبوة نبي الله ولا يزال أيضا بذلك حتى يوقعه في دفع توحيد الله والإلحاد في دين الله.ثم قال الله تعالى: )إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا بالله( وبما فرض الإيمان به من الولاية لعلي بن أبي طالب والطيبين من آله )وَالَّذِينَ هادُوا( يعني اليهود والنَّصارى‏ الذين زعموا أنهم في دين الله متناصرون )وَالصَّابِئِينَ( الذين زعموا أنهم صبؤوا إلى دين الله وهم بقولهم كاذبون.مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ( من هؤلاء الكفار ونزع من كفره ، ومن آمن من هؤلاء المؤمنين في مستقبل أعمارهم ووفىى بالعهد والميثاق المأخوذين عليه لمحمد وعلي وخلفائه الطاهرين )وَعَمِلَ صالِحاً من هؤلاء المؤمنين فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ ثوابهم عِنْدَ رَبِّهِمْ في الآخرة وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ( هناك حين يخاف الفاسقون )وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ( ............الى اخر الحديث ) عنه تأويل الايات : 1/ 61 ح 38 ، والبحار : 13/ 182 صدر ح 19 ، والبرهان : 1/ 101 ح 1
    فمن اقر بولاية الامام علي ع فهو ممن اوفى بعهد الله وميثاقه ومن انكر ولاية علي ع او احد من ابنائه من الائمة والمهديين فهو ممن قال فيه تعالى (الَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ ۚ أُولَٰئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ ) البقرة 26_27ووعد جلَّ وعلا الذين يوفون بالعهد بالأجر العظيم «وَمَنْ أَوْفَى بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ اللَّهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً» الفتح: 10 واعتبر جلَّ وعلا الذين يوفون بعهودهم من المتقين حيث قال سبحانه: «والْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُواْ وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاء والضَّرَّاء وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ»البقرة: 177 وقال تعالى: «بَلَى مَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ وَاتَّقَى فَإِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ» آل عمران: 76
    وإن أعظم عهد هو الذي بين العبد وربه والذي أساسه قول الله تعالى: «(وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَىٰ أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ ۖ قَالُوا بَلَىٰ ۛ شَهِدْنَا ۛ أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَٰذَا غَافِلِينَ أَوْ تَقُولُوا إِنَّمَا أَشْرَكَ آبَاؤُنَا مِنْ قَبْلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِنْ بَعْدِهِمْ ۖ أَفَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ) الاعراف 172 173وجعلهم من أولي العقول والنهى في قوله تعالى: «إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُواْ الأَلْبَاب, الَّذِينَ يُوفُونَ بِعَهْدِ اللّهِ وَلاَ يِنقُضُونَ الْمِيثَاقَ» الرعد 19 -20واعتبر جل وعلا إن الوفاء بالعهد أمانة عظيمة «وَأَوْفُواْ بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْؤُولاً» الإسراء: 34
    فاخذ الله العهد على العباد بولاية امير المؤمنين ووثق ذلك العهد بميثاق وكان صاحب الميثاق او من القمه الله الميثاق هو اول من اقر لله بالربوبية ولمحمد ص بالنبوة ولعلي ع بالوصية
    بسنده عن بكير قال : " سألت أبا عبد الله ( عليه السلام(في خبر طويل الى ان قال ع ......................لما أخذ الميثاق له بالربوبية ولمحمد صلى الله عليه وآله بالرسالة والنبوة ولعلي عليه السلام بالوصية اصطكت فرائص الملائكة فأول من أسرع إلى الاقرار ذلك الملك ولم يكن فيهم أشد حبا لمحمد وآل محمد صلى الله عليه وآله منه فلذلك اختاره الله تعالى من بينهم وألقمه الميثاق وهو يجيئ يوم القيامة وله لسان ناطق وعين ناظرة يشهد لكل من وافاه إلى ذلك المكان وحفظ الميثاق (الحدائق الناضرة المحقق البحراني ج 14 ص 13 .لهذا اصبح هو قتاع ال محمد ع وسرهم وهذا السر مقنع بسر وقال أبو جعفر ع (إنّ أمرنا هذا مستور مقنع بالميثاق (من هتكه أذله الله)). بصائر الدرجات : ص 48.
    وقال أبو عبد الله ع: (إنّ أمرنا هذا مستور مقنع بالميثاق ومن هتكه أذله الله) بصائر الدرجات : ص 48. لهذا ولد امير المؤمنين في بيت الله ووضع الحجر الذي القمه الله الميثاق في الركن وهو الشاهد لمن وافى ذلك المكان والشاهد على من أدى إليه الميثاق والعهد الذي أخذ الله ( عز وجل ) على العباد
    عن الحلبي قال: قلت لأبي عبد الله ع: (لم جعل استلام الحجر؟ فقال: إن الله عز وجل حيث أخذ ميثاق بني آدم دعا الحجر من الجنة فأمره فالتقم الميثاق فهو يشهد لمن وافاه بالموافاة) الكافي : ج4 ص184 وغيره.
    عن بكير قال : سألت أبا عبد الله ( عليه السلام ) لأي علة وضع الله الحجر في الركن الذي هو فيه ولم يوضع في غيره ؟ ولأي علة يقبل ؟ ولأي علة أخرج من الجنة ؟ ولأي علة وضع ميثاق العباد والعهد فيه ولم يوضع في غيره وكيف السبب في ذلك ؟ تخبرني جعلني الله فداك فإن تفكري فيه لعجب قال فقال سألت وأعضلت في المسألة واستقصيت فافهم الجواب وفرغ قلبك واصغ بسمعك أخبرك إن شاء الله تعالى ، إن الله تبارك وتعالى وضع الحجر الأسود وهي جوهرة أخرجت من الجنة إلى آدم ( عليه السلام ) فوضعت في ذلك الركن لعلة الميثاق وذلك أنه لما أخذ من بني آدم من ظهورهم ذرياتهم حين أخذ الله تعالى عليهم الميثاق في ذلك المكان وفي ذلك المكان تراءى لهم ومن ذلك المكان يهبط الطير على القائم ( عليه السلام ) فأول من يبايعه ذلك الطير وهو والله جبرئيل ( عليه السلام ) وإلى ذلك المقام يسند القائم ( عليه السلام ) ظهره وهو الحجة والدليل على القائم ( عليه السلام ) وهو الشاهد لمن وافى ذلك المكان والشاهد على من أدى إليه الميثاق والعهد الذي أخذ الله ( عز وجل ) على العباد وأما القبلة والالتماس فلعلة العهد تجديدا لذلك العهد والميثاق وتجديدا للبيعة وليؤدوا إليه العهد الذي أخذ الله تعالى عليهم في الميثاق فيأتوه في كل سنة ويؤدوا إليه ذلك العهد والأمانة اللذين أخذا عليهم ، ألا ترى أنك تقول أمانتي أديتها وميثاقي تعاهدته لتشهد لي بالموافاة ووالله ما يؤدي ذلك أحد غير شيعتنا ولا حفظ ذلك العهد والميثاق أحد غير شيعتنا وأنهم ليأتوه فيعرفهم ويصدقهم ويأتيه غيرهم فينكرهم ويكذبهم ، وذلك أنه لم يحفظ ذلك غيركم فلكم والله يشهد وعليهم والله يشهد بالخفر والجحود والكفر وهو الحجة البالغة من الله عليهم يوم القيامة يجيئ وله لسان ناطق وعينان في صورته الأولى يعرفه الخلق ولا ينكره يشهد لمن وافاه وجدد العهد والميثاق عنده بحفظ العهد والميثاق و أداء الأمانة ويشهد على كل من أنكر وجحد ونسي الميثاق بالكفر والانكار . فأما علة ما أخرجه الله تعالى من الجنة فهل تدري ما كان الحجر ؟ قلت لا . قال كان ملكا عظيما من عظماء الملائكة عند الله تعالى فلما أخذ الله من الملائكة الميثاق كان أول من آمن به وأقر ذلك الملك فاتخذه الله تعالى أمينا على جميع خلقه وألقمه الميثاق وأودعه عنده واستعبد الخلق أن يجددوا عنده في كل سنة الاقرار بالميثاق والعهد الذي أخذ الله تعالى عليهم
    ثم جعله الله مع آدم ( عليه السلام ) في الجنة يذكره الميثاق ويجدد عنده الاقرار في كل سنة ، فلما عصى آدم ( عليه السلام ) وأخرج من الجنة أنساه الله العهد والميثاق الذي أخذ الله عليه وعلى ولده لمحمد صلى الله عليه وآله ولوصيه وجعله تائها حيران فلما تاب على آدم عليه السلام حول ذلك الملك في صورة درة بيضاء فرماه من الجنة إلى آدم عليه السلام وهو بأرض الهند فلما نظر إليه أنس إليه وهو لا يعرفه بأكثر من أنه جوهرة ، فأنطقه الله تعالى فقال له يا آدم أتعرفني ؟ قال لا . قال أجل استحوذ عليك الشيطان فأنساك ذكر ربك . ثم تحول إلى صورته التي كان مع آدم ( عليه السلام ) في الجنة
    فقال لآدم أين العهد والميثاق ................... فإن الله أودعه الميثاق والعهد دون غيره من الملائكة ، لأن الله ( عز وجل ) لما أخذ الميثاق له بالربوبية ولمحمد صلى الله عليه وآله بالرسالة والنبوة ولعلي عليه السلام بالوصية اصطكت فرائص الملائكة فأول من أسرع إلى الاقرار ذلك الملك ، ولم يكن فيهم أشد حبا لمحمد وآل محمد صلى الله عليه وآله منه فلذلك اختاره الله تعالى من بينهم وألقمه الميثاق ، وهو يجيئ يوم القيامة وله لسان ناطق وعين ناظرة يشهد لكل من وافاه إلى ذلك المكان وحفظ الميثاق (الحدائق الناضرة المحقق البحراني ج 14 ص 13 .
    والحمد لله وحده الشيخ نعيم الشمري
Working...
X
😀
🥰
🤢
😎
😡
👍
👎