إعـــــــلان

Collapse
No announcement yet.

جانب من خطبة الجمعة في حسينية الكاظمية المقدسة بتاريخ 14 ذي القعدة سنة 1434 هجري قمري

Collapse
X
 
  • Filter
  • الوقت
  • Show
Clear All
new posts
  • شيخ نعيم الشمري
    عضو جديد
    • 05-03-2013
    • 94

    جانب من خطبة الجمعة في حسينية الكاظمية المقدسة بتاريخ 14 ذي القعدة سنة 1434 هجري قمري

    بسم الله الرحمن الرحيم
    والحمد لله رب العالمين وصلي اللهم على محمدا وال محمد الائمة والمهديين وسلم تسليما
    قال تعالى ﴿.... وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِفَتَاهُ لَا أَبْرَحُ حَتَّى أَبْلُغَ مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ أَوْ أَمْضِيَ حُقُباً * فَلَمَّا بَلَغَا مَجْمَعَ بَيْنِهِمَا نَسِيَا حُوتَهُمَا فَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ سَرَباً * فَلَمَّا جَاوَزَا قَالَ لِفَتَاهُ آتِنَا غَدَاءنَا لَقَدْ لَقِينَا مِن سَفَرِنَا هَذَا نَصَباً * قَالَ أَرَأَيْتَ إِذْ
    أَوَيْنَا إِلَى الصَّخْرَةِ فَإِنِّي نَسِيتُ الْحُوتَ وَمَا أَنسَانِيهُ إِلَّا الشَّيْطَانُ أَنْ أَذْكُرَهُ وَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ عَجَباً * قَالَ ذَلِكَ مَا كُنَّا نَبْغِ فَارْتَدَّا عَلَى آثَارِهِمَا قَصَصاً * فَوَجَدَا عَبْداً مِّنْ عِبَادِنَا آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِندِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِن لَّدُنَّا
    عِلْماً * قَالَ لَهُ مُوسَى هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَن تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْداً * قَالَ إِنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْراً * وَكَيْفَ تَصْبِرُ عَلَى مَا لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْراً * قَالَ سَتَجِدُنِي إِن شَاء اللَّهُ صَابِراً وَلَا أَعْصِي لَكَ أَمْراً * قَالَ فَإِنِ اتَّبَعْتَنِي فَلَا
    تَسْأَلْنِي عَن شَيْءٍ حَتَّى أُحْدِثَ لَكَ مِنْهُ ذِكْراً * فَانطَلَقَا حَتَّى إِذَا رَكِبَا فِي السَّفِينَةِ خَرَقَهَا قَالَ أَخَرَقْتَهَا لِتُغْرِقَ أَهْلَهَا لَقَدْ جِئْتَ شَيْئاً إِمْراً * قَالَ أَلَمْ أَقُلْ إِنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْراً * قَالَ لَا تُؤَاخِذْنِي بِمَا نَسِيتُ وَلَا
    تُرْهِقْنِي مِنْ أَمْرِي عُسْراً * فَانطَلَقَا حَتَّى إِذَا لَقِيَا غُلَاماً فَقَتَلَهُ قَالَ أَقَتَلْتَ نَفْساً زَكِيَّةً بِغَيْرِ نَفْسٍ لَّقَدْ جِئْتَ شَيْئاً نُّكْراً * قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكَ إِنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِي صَبْراً * قَالَ إِن سَأَلْتُكَ عَن شَيْءٍ بَعْدَهَا فَلَا تُصَاحِبْنِي قَدْ بَلَغْتَ
    مِن لَّدُنِّي عُذْراً * فَانطَلَقَا حَتَّى إِذَا أَتَيَا أَهْلَ قَرْيَةٍ اسْتَطْعَمَا أَهْلَهَا فَأَبَوْا أَن يُضَيِّفُوهُمَا فَوَجَدَا فِيهَا جِدَاراً يُرِيدُ أَنْ يَنقَضَّ فَأَقَامَهُ قَالَ لَوْ شِئْتَ لَاتَّخَذْتَ عَلَيْهِ أَجْراً * قَالَ هَذَا فِرَاقُ بَيْنِي وَبَيْنِكَ سَأُنَبِّئُكَ بِتَأْوِيلِ مَا لَمْ تَسْتَطِع عَّلَيْهِ
    صَبْراً * أَمَّا السَّفِينَةُ فَكَانَتْ لِمَسَاكِينَ يَعْمَلُونَ فِي الْبَحْرِ فَأَرَدتُّ أَنْ أَعِيبَهَا وَكَانَ وَرَاءهُم مَّلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْباً * وَأَمَّا الْغُلَامُ فَكَانَ أَبَوَاهُ مُؤْمِنَيْنِ فَخَشِينَا أَن يُرْهِقَهُمَا طُغْيَاناً وَكُفْراً * فَأَرَدْنَا أَن
    يُبْدِلَهُمَا رَبُّهُمَا خَيْراً مِّنْهُ زَكَاةً وَأَقْرَبَ رُحْماً * وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلَامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنزٌ لَّهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحاً فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنزَهُمَا رَحْمَةً مِّن رَّبِّكَ وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي ذَلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِع عَّلَيْهِ صَبْراً * .....﴾( الكهف: 60 - 82.
    الايات من سورة الكهف واضحة وجلية على ان موسى ع وهو كليم الله صاحب رسالة الهية من اولي العزم خليفة الله في زمانه قد امره الله ان يلتحق بالعبد الصالح ليتعلم منه فما هو السبب ولماذا امره الله ان يتعلم من العبد الصالح اوليس هو خليفة زمانه
    قال الامام احمد الحسن ع (أما قصة ( العالِم ع ) مع موسى ع فهي أنّ موسى ع وقع في نفسه ما أتاه الله من العلم بعد أن كلّمه الله سبحانه وتعالى على طور سيناء، فأمر الله سبحانه وتعالى جبرائيل ع أن يدركه ويأمره بإتباع العالم ع فارتحل موسى ع ويوشع ع في طلب العالم ع
    في تفسير القمي: (ج2 ص38): (...... لما أخبر رسول الله ص قريشاً بخبر أصحاب الكهف قالوا: أخبرنا عن العالم الذي أمر الله موسى ع أن يتبعه وما قصته، فأنزل الله عز وجل ﴿وَإِذْ قالَ مُوسى لِفَتاهُ لا أَبْرَحُ حَتَّى أَبْلُغَ مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ أَوْ أَمْضِيَ حُقُباً﴾.
    قال: وكان سبب ذلك أنه لما كلم الله موسى تكليما وأنزل عليه الألواح وفيها كما قال الله تعالى: ﴿وَكَتَبْنا لَهُ فِي الْأَلْواحِ مِنْ كُلِّ شَيْ‏ءٍ مَوْعِظَةً وَتَفْصِيلًا لِكُلِّ شَيْ‏ءٍ﴾ رجع موسى إلى بني إسرائيل فصعد المنبر فأخبرهم أن الله قد أنزل عليه التوراة وكلمه قال في نفسه: ما خلق الله خلقاً أعلم مني فأوحى الله إلى جبرئيل أن أدرك موسى فقد هلك وأعلمه أن عند ملتقى البحرين عند الصخرة
    رجلاً أعلم منك فصر إليه وتعلم من علمه فنزل جبرئيل على موسى ع وأخبره فذل موسى في نفسه وعلم أنه أخطأ ودخله الرعب وقال لوصيه يوشع بن نون: إن الله قد أمرني أن أتبع رجلاً عند ملتقى البحرين وأتعلم منه، فتزود يوشع حوتاً مملوحاً وخرجا فلما خرجا وبلغا ذلك المكان وجدا رجلاً مستلقياً على قفاه فلم يعرفاه ......... ونسيا الحوت وكان ذلك الماء ماء الحيوان فحي
    الحوت ودخل في الماء فمضى موسى ويوشع معه حتى عشيا فقال موسى لوصيه: ﴿آتِنا غَداءَنا لَقَدْ لَقِينا مِنْ سَفَرِنا هذا نَصَباً﴾ أي عناء فذكر وصيه السمك فقال لموسى: إني نسيت الحوت على الصخرة، فقال موسى: ذلك الرجل الذي رأيناه عند الصخرة هوالذي نريده، فرجعا ﴿عَلى آثارِهِما قَصَصاً﴾ أي عند الرجل وهو في صلاته، فقعد موسى حتى فرغ من صلاته فسلم عليهما).
    ﴿وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِفَتَاهُ لَا أَبْرَحُ حَتَّى أَبْلُغَ مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ أَوْ أَمْضِيَ حُقُباً﴾:
    موسى ع مهتم جداً بهذه الرحلة.أهمية هذا اللقاء بالنسبة لموسى ع كبيرة حيث قرر أنه إما أن يجد العبد الصالح أو يبقى هائماً على وجهه حتى يهلك.اهتمام موسى ع الكبير بهذه الرحلة يكشف لنا أهمية لقاء العبد الصالح وأهمية العلم والمعرفة التي سيتلقاها موسى ع في هذا اللقاء بالنسبة لموسى ع
    أمر مهم جداً في هذه الكلمات لكل إنسان سائر إلى الله سبحانه وتعالى وهو أنّ موسـى ع ردّد بين أمرين هما:
    الأول: أن يبلغ مجمع البحرين.
    والثاني: هو أن يمضي حقباً.
    تعليق : انظر ايها اللبيب انظر ايها الموالي الى كلام موسى ع مجرد ان اتاه جبرئيل واخبره بما وقع في نفسه قر راما ان يجد قائم ال محمد ع واما ان يبقى هائما طول الدهر ومن هو موسى اليس هو كليم الله وحجة زمانه وخليفة الله وصاحب رسالة الهية اذا لماذا قرر هذا القرار اما ان اجد من امرت بطاعته او ابقى هائما لماذا لم يقل ان خليفة الله وصاحب رسالة فلا حاجة لي بالعبد الصالح وعلمه اوليس انا امام زماني بل قال ﴿وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِفَتَاهُ لَا أَبْرَحُ حَتَّى أَبْلُغَ مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ أَوْ أَمْضِيَ حُقُباً﴾:
    طيب اولسنا الان مع مجمع البحرين فعندما ننظر الى انفسنا وياتينا جبرئيل او احد الملائكة برؤيا نراها او ترى لنا لماذا لا نقبل ان نتوب الى الله لماذا نحقد على من نقل لنا الرؤيا ونكابر هل نحن افضل من موسى كليم الله لماذا لا نتواضع حتى يرفعنا الله لماذا لا نقبل ان يعلمنا احد او يكون لنا قائدا هل اصبنا بداء ابليس ان خير منه اوليس الرؤيا المنذرة كالمبشرة فمن انذرك كمن بشرك فلو لا انه يحبك ما انذرك لتركك على عماك واستدرجك اذا علينا ان نقول كما قال موسى ع والا فالضياع
    نكمل كلام الامام احمد الحسن ع (ولو لم يكن الاحتمال الثاني ممكن الوقوع لما كان من الحكمة أن يورده موسى ع كاحتمالٍ ممكن الوقوع ومساوق للاحتمال الأول أي إن موسى ع خرج ليبلغ مجمع البحرين ولكن هناك احتمالاً أن لا يبلغ مجمع البحرين فلا يوجد أمر مقطوع لموسى ع أنه سيبلغ مجمع البحرين وكان بلوغ موسى ع إلى مجمع البحرين يعتمد على إخلاص
    موسى ع أي إنّ امتحان موسى ع لم يبدأ عندما التقى العبد الصالح بل هو بدأ منذ أن وجّهه الله إلى أن يجد العبد الصالح ويتبعه ليتعلم منه
    وهذا يفسر لنا بوضوح الحدث الأول في الرحلة وهو:إن موسى ع مر بالعبد الصالح أو بمجمع البحرين وتجاوزه ثم عاد إليه ومع أنّ العبد الصالح كان يعرف موسى ع وينتظره في هذا المكان ولكنه لم يصرح له بأنه هو عندما مرّ بقربه بل تركه يتجاوزه دون أن يتكلم معه لأن موسى ع ممتحن بمسألة الوصول
    إلى العبد الصالح ع ومعرفته ولهذا كان قول موسى ع عندما حصلت الآية: ﴿نَسِيَا حُوتَهُمَا﴾ التي دلته على العبد الصالح ع ﴿ذَلِكَ مَا كُنَّا نَبْغِ فكان الذي دل موسى ع على العبد الصالح ع هو إخلاصه الذي أهّله لسماع كلمات الله حتى في فقد سمكة إخلاصه الذي ظهر جلياً قبل ذلك بقوله ع ﴿أَوْ أَمْضِيَ حُقُباً .
    موسى ضيع مجمع البحرين (العبد الصالح) مع أنه كان مستعداً أن ينفق عمراً طويلاً في البحث عنه.موسى ضيع هدفه ولم يعرفه مع أنه جلس بقربه.
    موسى ع تجاوز هدفه مع أنه مر به وفي هذا عبرة وعظة بالغة لموسى ع ولكل سائر في طريق الله سبحانه.
    أما موسى فقد أخذ عظته في حينها وعلم أن تضييع الهدف ممكن حتى مع المبالغة في طلبه وشدة الاهتمام به ولهذا كان منكسراً عندما عاد للعبد الصالح الذي ضيعه وربما يمكن أن نقول:
    إنه لما مر بقرب هذا الإنسان لم يتصور أنه هو الهدف الذي يطلبه وكان هذا هو الدرس الأول لموسى ع حيث بقدر التفاته إلى نفسه وانشغاله بها ضيعه ولهذا عندما عاد خاطب العبد الصالح بلغة المذنب (هل تقبل بعد أن ضيعتك مع اقترابي منك أن أرافقك وأتعلم منك) .. ﴿هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَن تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْداً.
    أما نحن فلابد أن نعتبر ونتعظ بما حدث لموسى ع مع العبد الصالح فإذا كان موسى ع مع شدة طلبه للعبد الصالح حتى إنه جعل إمضاءه الحقب في البحث عنه أمراً طبيعياً بالنسبة له أي إنه قرر أن لقاءه بالعبد الصالح أمر عظيم يهون معه إمضاء الدهور بحثاً عنه، مع هذا مر بقربه ولم يعرفه، فهل يمكن أن يضيعوا هدفهم من يطلبون العبد الصالح اليوم؟
    مع أنهم ليسوا كموسى ع لا من جهة الإخلاص ولا من جهة الاهتمام الذي جعل موسى ع يرى أن إمضاء الدهور سائحاً هائماً على وجهه أمراً قليلاً إن كانت نتيجته لقاءه بالعبد
    الصالح هل يمكن أن يسأل كل إنسان عاقل يخاف سوء العاقبة نفسه هذا السؤال؟
    ماذا أراد العبد الصالح أن يعلم موسى ع ؟وماذا تعلّم موسى من العبد الصالح؟
    أظهر العبد الصالح لموسى ع بعد أن التقاه الأنا التي في داخله لأن العبد الصالح كان رسول الله إلى موسى ع فكان على موسى أن
    لا يعترض فالاعتراض - والحال هذه - يكون على الله سبحانه ولهذا بيَّن العبد الصالح في النهاية لموسى ع انك اعترضت على الله وواجهت الله بهذه الإعتراضات ﴿وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي فهل ظهر لك الآن ما في نفسك من الأنا ؟
    أي إن العبد الصالح يقول له هذا ليس أنا فأنا حجر امتحنك به الله فاعتراضك كان على الذي امتحنك) انتهى كلام الامام احمد الحسن ع
    تعليق : وكما ان موسى ع وهو كليم الله امتحنه الله في بداية رسالته بمن هو دونه وامتحنه الله بعد اتمام رسالته بمن هو فوقه فكذلك نحن يمتحننا الله بمن هو دوننا ليرى تواضعنا ويمتحننا بمن هو فوقنا ليرى صبرنا لهذا قال الامام احمد الحسن ع مستدلا بقوله تعالى (وَجَعَلْنَا بَعْضَكُمْ لِبَعْضٍ فِتْنَةً أَتَصْبِرُونَ وَكَانَ رَبُّكَ بَصِيراً( اذا الامتحان فيما بيننا وجعلنا بعضكم لبعض فتنة انصبر على الطاعة والتسليم واالانقياد لامره سبحانه ام نعترض ونقول لم وكيف ولا يصح ولا يجوز
    رغم بيان ال محمد ع لحقيقة الصبر وهو الصبر على الطاعة والصبر لا يكون الا بمعرفة والمعرفة لابد ان تكون نورانية لا ان تكون ظاهرية لا تجلب لصاحبها نفعا ولا تدفع عنه ظرا وان لم تكن كذلك نعترض ولا نقبل ممن امتحنا فيه لاننا نرى انفسنا افضل منه
    قال الامام احمد الحسن ع
    ولهذا ترى انكسار موسى ع في كل مرة يفشل في الامتحان لأنه أصلاً يعلم بسبب مجيئه وتعهد بالصبر والنجاح ومع هذا وجد نفسه يفشل مرة بعد أخرى، ﴿قَالَ لَا تُؤَاخِذْنِي بِمَا نَسِيتُ وَلَا تُرْهِقْنِي مِنْ أَمْرِي عُسْراً هذا في المرة الأولى أما في الثانية فكان انكسار موسى أعظم واعترافه بالتقصير أوضح
    ﴿قَالَ إِن سَأَلْتُكَ عَن شَيْءٍ بَعْدَهَا فَلَا تُصَاحِبْنِي قَدْ بَلَغْتَ مِن لَّدُنِّي عُذْراً والثالثة أخرست موسى فلم ينطق بل ظل يستمع فقط.
    انتفع إذن موسى وتعلم وتحقق المراد من التقائه بالعبد الصالح ﴿قَالَ مُوسَى لِفَتَاهُ لَا أَبْرَحُ حَتَّى أَبْلُغَ مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ أَوْ أَمْضِيَ حُقُباً.
    وكان العبد الصالح يريد أن يقول لموسى إن محاربة الأنا مراتب لا تنتهي، كما أن نعمة الله لا تحصى وكما أن المقامات التي يمكن للإنسان تحصيلها لا تحصى. وأيضاً في النهاية وعظ العبد الصالح موسى فابلغ فتدرج له في مراتب التوحيد فالأولى كانت أنا والثانية نحن والثالثة
    هو ومع أنها كانت بأمر الله ولكنها على التوالي تشير إلى الكفر بمرتبة ما (أنا وليس هو) والشرك بمرتبة ما (أنا وهو) والتوحيد (هو فقط).من كتاب رحل موسى الى مجمع البحرين
    سؤال/ 107: كيف نحارب الأنا؟
    قال الامام احمد الحسن ع في كتاب المتشابهات عندما سئل كيف نحار الانا
    الجواب: محاربة الأنا من جهتين الأولى: هي في هذا العالم الجسماني والثانية: في الملكوت والعالم الروحاني فالإنسان مركب من الجسم والروح (أو النفس وهي الناطقة المغروسة في الجنان في أدنى مراتب الروح).
    أما محاربة الأنا في هذا العالم الجسماني فتتم بالتحلي بمكارم الأخلاق، وأهمها الكرم قال تعالى: ﴿وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ الحشر : 9.
    فعلى المؤمن أن ينفق في سبيل الله على الفقراء والمساكين وعلى المجاهدين ويوفر لهم العدة اللازمة لقتال عدو الله وخير الكرم ما كان عن حاجة أو قلة ذات يد ﴿وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ﴾.
    كما على المؤمن أن لا يحب التقدم على المؤمنين أو المراكز القيادية ورد في الحديث عن الرسول <ص> ما معناه:
    (من تقدم على قوم مؤمنين وهو يعلم أن فيهم من هو خير منه أكبه الله على منخريه في النار) (الغدير للشيخ الاميني : ج7 ص291. انتهى كلام الامام احمد الحسن ع
    تعليق : اما نحن اليوم فكل منا يرى نفسه هو افضل من الكل لانه تعلم بعض العلوم او الف بعض الكتب او قدم شئ من ماله لدعوة الله او رابط في بيوت الله او اواو او فهلا نظرنا الى ما خطته يد الامام ع في رحلة موسى وهو كليم الله خليفة الله امام زمانه لكنه مجرد ان وقع في نفسه شئ بعث الله له جبرئيل ليدركه قبل ان يهلك ولو لا اخلاص موسى ع لاستدرجه الله وكان من الهالكين افلا نتعض من هذه القصة ونعرف انفسنا حتى نعرف ربنا فرحم الله امرا عرف حده فوقف عنده
    قال الامام احمد الحسن ع ( أما محاربة الأنا في العالم الروحاني فتتم بالتدبر والتفكر، قال رسول الله ص لعلي ع ما معناه: (يا علي ساعة تفكر خير من عبادة ألف عام).
    وتعال معي يا أخي المؤمن لنتفكر في حالنا المخزي بين يدي الله سبحانه وتعالى وليكن أحدنا من يكون هب أنك أحد
    الثلاث مائة وثلاثة عشر وهب أنك أحد النقباء الإثني عشر منهم وهؤلاء هم خيرة من في الأرض يقول فيهم أمير
    المؤمنين ع ما معناه: (بأبي وأمي هم من عدة أسماؤهم في السماء معروفة وفي الأرض مجهولة ) نهج البلاغة : ص126 / الخطبة 187
    وقالوا ع فيهم: (إنّ الأرض تفتخر بسيرهم عليها) كمال الدين وتمام النعمة : ص673
    وبكى لأجلهم الصادق ع قبل أكثر من ألف عام ودعا لهم وقال
    ما معناه: (يا رب إن كنت تريد أن تعبد في أرضك فلا تسلط عليهم عدواً لك) وقال الصادق ع ما معناه: (ما كانوا كذلك لولا أنهم خلقوا من نور خلق منه محمد ص ومن طينة خلق منها محمد ص) الكافي : ج1 ص402 ح5
    فتدبّر فضلهم على عامة الناس وعلى عامة شيعة أهل البيت <ع>، فالشيعة خلقوا من نورهم ومن فاضل طينتهم ع وهؤلاء الشيعة المخلصون أصحاب القائم ع خلقوا من نور خلق منه محمد ص ومن طينة خلق
    منها محمد <ص>، ومع هذا الفضل العظيم والمقام الرفيع ومع أنهم من المقربين ومن أولياء الله الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون ولكن تعال معي إلى عرصات يوم القيامة لنرى حالهم بل حال جميع الخلق
    سوى محمد ص فإذا قامت القيامة لن يجرؤ أحد على الكلام بين يدي الله حتى يسجد محمد وحتى يحمد الله محمد وحتى يتكلم محمد <ص> ويشفع لخلق الله وعبيده، فلماذا لن يسجد ويحمد ويتكلم في ذلك الموقف أحد إلا بعد سجود وحمد وكلام محمد ص؟
    أمن تقصير بالخلق سوى محمد <ص>؟؟ أم من ظلم موجود في ساحة الله سبحانه وتعالى عن ذلك علواً عظيماً وكبيراً ؟؟
    أخي العزيز:
    أمير المؤمنين علي ع خير الخلق بعد محمد ص يقول: (إلهي قد جرت على نفسي في النظر لها ، فلها الويل إن لم تغفر لها) (مقطع من المناجاة الشعبانية لأمير المؤمنين ع بحار الأنوار : ج91 ص97.
    ولو تدبرت كلامي السابق لعلمت أن أمير المؤمنين ع يقصد كل ما قال بكل معنى الكلمة فما حالنا نحن؟؟
    والحق أقول لك:إنّ الإنسان مهما كان ذو مقام رفيع وجاه وجيه بين يدي الله سبحانه وتعالى، فعليه أن يعضّ على إصبعه حسرة وندماً على قلة حيائه من الله سبحانه وتعالى الرحمن الرحيم الحليم الكريم، ويردد هذه الكلمات: يا حسرتي على ما فرطت في جنب الله حتى تقوم القيامة، والحمد لله وحده. انتهى كلام الامام احمد الحسن ع
    الشيخ نعيم الشمري
Working...
X
😀
🥰
🤢
😎
😡
👍
👎