Tweet
الخوف من الله تعالى
بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين ولاحول ولاقوة الا بالله العلي العظيم اللهم صل على محمد كما احل حلالك وحرم حرامك وعلم كتابك وصل على محمد كما اقام الصلاة واتى الزكاة ودعا الى دينك "وصل على اله الطاهرين الائمة والمهديين الداعين اليك بالحق ,النور المبين ,معدن كلامك ووحيك وخزان علمك ولسان توحيدك وصفوتك من خلقك ,فصل عليهم افضل ماصليت على احد من اصفيائك وحججك انك حميد مجيد .
قال تعالى : انما المؤمنون الذين اذا ذكر الله وجلت قلوبهم ). وقال جل وعلا : وخافونِ ان كنتم مؤمنين .
وقال عز من قائل : هدى ورحمة للذين هم لربهم يرهبون). صدق الله العلي العظيم
وقال ص : اذا اقشعر قلب المؤمن من خشية الله تحاتت عنه خطاياه كما يتحات من الشجر ورقها .
وقال الامام علي بن الحسين عليهما السلام في بعض ادعيته : سبحانك عجبا لمن عرفك لايخافك .
وقال الامام الباقر ع : صلى امير المؤمنين ع بالناس الصبح بالعراق ,فلما انصرف وعظهم فبكى وابكاهم من خوف الله ,ثم قال :اما والله لقد عهدت اقواما على عهد خليلي رسول الله ص وانهم ليصبحون ويمسون شعثا غبرا خمصا بين اعينهم كركب البعير يبيتون لربهم سجدا وقياما ,يراوحون بين اقدامهم وجباههم , يناجون ربهم في فكاك رقابهم من النار ,والله لقد رايتهم مع هذا وهم خائفون مشفقون ). وفي رواية اخرى( وكأن زفير النار في اذانهم ,اذا ذكر الله عندهم مادوا كما تميد الشجر ,كأنما القوم باتوا غافلين ). ثم قال ع : (فما رئي ع بعد ذلك ضاحكا حتى قبض ).
وقال الامام الصادق ع : المؤمن بين مخافتين :ذنب قد مضى مايدري ماصنع الله فيه ,وعمر قد بقي لايدري مايكتسب فيه من المهالك فهو لايصبح الا خائفا ولا يصلحه الا الخوف ).
الاخبار الواردة تدل على دور الخوف من الله تبارك وتعالى وفضله في اصلاح النفوس وهدم تعلقها بالعالم المادي وقطع حبائل الشيطان التي توقع بالعبد في خفي شركه, وبالخوف تكبح الشهوات وتسكن الجوارح وتطمئن القلوب التي ستنعم بذكره جلت قدرته ,.في بحثها عن الحق وعدم الاستغراق بهذه الحياة المادية ,في طريق انطلاقته الكدح والمجاهدة وشعاره الاخلاص , وخطواته اليقين , وزاده التوكل على الحي الدائم , وتلبيته القبول والرضا بما كان ويكون من تقدير الهي , واعراض عن الباطل واهله , وعدم الالتفات اليه خوفا من سخطه تقدست اسماؤه.
كدح في عالم الملك ومحاربة للنفس والشيطان وحب الدنيا , وتعلق بحبال الاخلاق الحميدة في عالم الملكوت التي يُرتفع بها من مرقاة الى مرقاة ,وفي خضم ذلك كله بلوغا لسماء العقل ترى اصحاب هذا النهج القويم قد انست نفوسهم وتعلقت بجهة الفيض المانحة والمحققة لذلك النعيم الذي لولاه لما وصلوا لمقام الرضا ومشاهدةٌ لجمال الحق ونور اليقين حتى لايبقى الا الرهبة من عظمته والخشية من هيبته اجلالا ووقارا واعترافا بالفضل لصاحبه ولولاه لما عرف الله وماعبد الله ولما ارتفعت حجب الظلمة وجنود الجهل , قال تعالى
ثم لتسئلن يومئذ عن النعيم ). وقال الامام الباقر ع : في وصفه لشخصية خليفة الله اليماني ع بقوله ع : ولايحل لمسلم ان يلتوي عليه , فمن فعل ذلك فهو من اهل النار ,لانه يدعو الى الحق والى طريق مستقيم .فطوبى لمن فتح الله عين عبرته بنور الهداية لوليه ع الذي بين المقصد الاقصى والمطلب الاسنى في المعرفة ليستدرك الخلق ماقد فات للنهوض من عثرات التيه الذي طالما الم بنا وللاقامة من سكرته ,وليرجع البشرية ويذكرها بالعهد والميثاق الذي عاهدت عليه الله من قبل دافعا اياها لفطرته سبحانه التي فطر الناس عليها .والتي بها عرفوا ربهم وتيقنوا الموقف .
وقد نقل عن نصير الدين الحلي - وهو من المتكلمين المعروفين - انه قال : اني تفكرت في العلوم العقلية سبعين سنة وصنفت فيها من الكتب مالا يحصى, ولم يظهر لي منها شئ سوى أن لهذا المصنوع صانعا , ومع ذلك عجائز القوم في ذلك اشد يقينا مني ).
فهل بعد هذا الاعتراف يبقى عذر لمعتذر يظن بنفسه انه خائض في غمار البحث والنظر, القائل بان العقائد تؤخذ من عقول ناقصة متوهمة فيما هو اقل من ذلك بكثير ومتعددة القول بفروع الدين فانى لها معرفة اصوله التي لم يُكلفوا في النظر بشئ منها وابداء ارائهم وتحكيم ضنونهم فيها المستندة لملازمات عقلية منهي عنها, وقد اخص تبارك وتعالى بذلك قوم من صفوته وجعلهم الادلاء على شريعته .
قال الامام علي بن الحسين عليهما السلام : ان دين الله لايصاب بالعقول الناقصة , والاراء الباطلة ,والمقاييس الفاسدة , لايصاب الا بالتسليم.
ورد عن امير المؤمنين ع انه قال : واعلموا انكم ان اتبعتم طالع المشرق سلك بكم مناهج الرسول ص فتداويتم من العمى والصم والبكم وكفيتم مؤونة الطلب والتعسف ونبذتم الثقل الفادح عن الاعناق ).
واود ايها الاطهار الكرام ان انقل لكم قول لصاحب جامع السعادات -الشيخ النراقي- في خطر من يقول بأن العقائد تؤخذ من افواه رجال الضن ويعتمد عليهم في تحديد جهة طلب الحق ,وكما هو عليه اليوم خلق كثير في طريق تعرفهم على خليفة الله اليماني ع
النقل ليس من جهة الاستدلال بل كطريقة للمسايرة في البحث والزام القوم بما الزموا به انفسهم .
قال الشيخ النراقي :
وأما الخائضون في غمرات البحث والنظر , والاخذون عقائدهم من عقولهم المزجاة ,فليس لهم تثَبت على عقائدهم , اذ العقول عن درك صفات الله وسائر العقائد الاصولية على ماهي عليه قاصرة , والادلة التي يستخرجها مضطربة متعارضه , وابواب الشكوك والشبهات بالخوض والبحث تصير مفتوحة , فأذهانهم دائما محل تعارض العقائد والشكوك , فربما تثبت لهم عقيدة بملاحظة بعض دلائله ,فيحصل لهم فيها طمأنينة , ثم يعرض لهم شك يرفعها او يضعفها , فهم دائما في غمرات الحيرة والاضطراب ,فأذا كان حالهم هذا فأخذتهم سكرات الموت , فأي استبعاد في ان يختلج حينئذ شك في بعض عقائدهم ,ومثله مثل من انكسرت سفينته وهو في متلاطم الامواج , يرميه موج الى موج , والغالب في مثله الهلاك , ...الى قوله ..فالصواب تلقي الايمان والعقائد من صاحب الوحي ,مع تطهير الباطن عن خبائث الاخلاق .
فمن الامور التي صححتها الدعوة اليمانية المباركة وكخطوة اولى هو تشخيص التعمية والتسيب في طرحهم للعقائد إما إصالة او سراية ,من خلال فهمم المعوج لاساسيات الدين المبني على مرتكزات عقلية أو بالتقليد ,كون العقيدة لاتؤخذ الا من منبعها الصافي ومائها المعين اهل بيت اذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا , وشريعة لاتستقيم الا بنور كلماتهم التي جعلها رب البرايا عدل قرانه وموضح اياته لابعاد كل شك وجحود عن دائرة السائرين بركبهم ع .
قال تعالى: وليعلم الذين اوتوا العلم انه الحق من ربك فيؤمنوا به فتخبت له قلوبهم وان الله لهاد الذين امنوا الى صراط مستقيم
وقال تعالى : واذا وقع القول عليهم أخرجنا لهم دابة من الارض تكلمهم أن الناس كانوا بأياتنا لايوقنون ) صدق الله العلي العظيم.
الدعوة اليمانية المباركة التي صدع بها خليفة الله ع جاءت لاحياء النفوس من بعد استنقاذها من ظلمات الوهن لكل من طلب النجاة فتصلح بذلك امر اخرته ودنياه ,بنور الحقائق التي نشرتها وصارت عنوان لها, كدعوة المصطفى ص , ,فأمست بلسما لارواح طالما نشدت الخلاص والطمأنينة .
قال امير المؤمنين ع في احدى خطبه وهو يصف الرسول ص : طبيب دوار بطبه قد احكم مراهمه , واحمى مواسمه , يضع ذلك حيث الحاجة اليه من قلوب عُمي واذان صم , وألسنة بكم , متبع بدوائه مواضع الغفلة ومواطن الحيرة ).
فترى الخائف من الحق سبحانه ,كاسرا لقيد الصنم ومنبذا لاايحاءاته المريضة و تصرفاته الشيطانية بيد جنده الصامت منهم والناطق , قال الرسول ص : ( من استمع الى ناطق فقد عبده فإن كان الناطق ينطق عن الله فقد عبد الله وإن كان الناطق ينطق عن الشيطان فقد عبد الشيطان ).
ومتمسكا بقول خليفة الله ع سائرا به وملازما لرايته مرددا ,, يامقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك ,, وجلا من سؤ المنقلب اعاذنا الله واياكم منه . ففي الخوف منه سبحانه تكمن بذرة الحب له سبحانه والشوق والشكر أوالحمد , قال يماني ال محمد ع في عبادة الاحرار وخوفهم من الله سبحانه وتعالى : عبادة الاحرار لاتعني أنهم لايخافون من نار الله وغضب الله , ولايرجون جنة الله وثواب الله , فالذي يعبد الله حبا وشوقا وشكرا أو حمدا , كيف لايخاف الله سبحانه وتعالى , وهو عبد وحقيقة عبوديته تشوَبه بالظلمة والعدم , وهي الانا التي لاتفارقه , وهي ذنبه الملازم له , ماتقدم من ذنبك وما تأخر , فكيف لايخاف الله وهو مذنب مقصر ؟ ( ولولا فضل الله عليكم ورحمته مازكى منكم من احدٍ ابدا ).
هذا اذا لم يكن للعبد ذنب ومعصية وكان العبد معصوما من الزلل فحقه ان ترتعد فرائصه خوفا من الله , فكيف بالعصاة الجناة !
اخوتي الكرام لمثل هذا فليعمل العاملون وفي ذلك فليتنافس المتنافسون ..والحمد لله وحده ..والصلاة على رسول الله واله الميامين الائمة والمهديين وسلم تسليما ,اللهم وليك الحجة فاحفظه من بين يديه ومن خلفه وعن يمينه وعن شماله , ومن فوقه ومن تحته وامدد له في عمره واجعله القائم بامرك المنتصر لدينك وأره مايحب وتقرُ به عينه في نفسه , وفي ذريته واهله وماله وفي شيعته وفي عدوه , وارهم منه مايحذرون واره فيهم مايُحب وتقر به عينه واشف به صدورنا وصدور قوم مؤمنين .
والحمد لله وحدة والصلاة على سيد الخلق وحبيب الحق محمد واله الطاهرين الائمة والمهديين وسلم تسليما .
بسم الله الرحمن الرحيم اذا جاء نصر الله والفتح ورايت الناس يدخلون في دين الله افواجا فسبح بحمد ربك واستغفره انه كان توابا.
الرجاء
بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله الاطهار الميامين الائمة والمهديين وسلم تسليما
اللهم صل على محمد كما صدق بوعدك , واشفق من وعيدك , وصل على محمد كما غفرت به الذنوب , وسترت به العيوب , وفرجت به الكروب ,وعلى اله الميامين الائمة والمهديين مستودع علمه وموضع سره وابواب حكمته والداعين الى شريعته وخلفاؤه في امته والناطقين بحجته وسلم تسليما .
قال تعالى : ياعباديَ الذين اسرفوا على انفسهم لاتقنطوا من رحمة الله
وقال تعالى : ان الذين امنوا والذين هاجروا وجاهدوا في سبيل الله اولئك يرجون رحمة الله والله غفور رحيم ). صدق الله العلي العظيم .
قال الرسول الاعظم ص : ان الله تعالى يقول للعبد يوم القيامة : مامنعك اذ رايت المنكر ان تنكره ؟ فأن لقنه الله حجته , قال : رب رجوتك وخفت الناس , فيقول الله : قد غفرت لك ).
وقوله ص :قال الله تعالى :لايتكل العاملون على اعمالهم التي يعملونها لثوابي , فانهم لو اجتهدوا واتعبوا انفسهم اعمارهم في عبادتي, كانوا مقصرين غير بالغين في عبادتهم كنه عبادتي ,فيما يطلبون عندي من كرامتي ,والنعيم في جناتي ,ورفيع الدرجات العلى في جواري ,ولكن برحمتي فليثقوا ,والى حسن الظن بي فليطمئنوا ,وفضلي فليرجوا,فان رحمتي عند ذلك تدركهم ,وَمْني يبلغهم رضواني ,ومغفرتي تلبسهم عفوي , فأني انا الله الرحمن الرحيم وبذلك تسميت )).
وعن ابي جعفر ع قال :وجدنا في كتاب علي ع ان رسول الله ص قال وهو على منبره : والذي لااله الا هو ما اعطي مؤمن قط خير الدنيا والاخرة الا بحسن ظنه بالله ورجائه له وحسن خلقه والكف عن اغتياب المؤمنين , والذي لااله الا هو لايعذب الله مؤمنا بعد التوبة والاستغفار الا بسؤ ظنه بالله وتقصيره من رجائه وسؤ خلقه واغتيابه للمؤمنين ,والذي لااله الا هو لايحسن ظن عبد مؤمن بالله الا كان الله عند ظن عبده المؤمن , لان الله كريم بيده الخيرات يستحي ان يكون عبده المؤمن قد احسن به الظن ثم يختلف ظنه ورجاءه , فاحسنوا بالله الظن وارغبوا اليه )).
جاء في الذكر الحكيم من الترغيب بالرجاء وكذا في رواياتهم ع كونه سبيل للنجاة ان اقترن بالعمل الخالص لوجهه تعالى طلبا للمغفرة والعفو والرحمة , فيصبح الرجاء باعثا للامل دافعا للعمل , بعد ان ترك اثاره على النفس الانسانية من ندم بما فرطت في جنب الله وقصرت في عملها لتكون في مصاف من احسن صنعا .
فكم من راجٍ لصفح الحنان رافعا يديه بالندم تذللا , سائلا المولى ان يجود عليه بالنعم تفضلا , وكم من راجٍ خائفٌ مذعور من هول المطلع بكى بين يديه في جوف الليالي بعد ان كوى ندم المعصية حشاشته , وقد جاءتهم البشرى , غير مقنوط من رحمتة واجابته ولا مأيوس من مغفرته, وفي ذلك دحر للشيطان واضاليله , ومحاولات تحزينه بغفران الذنوب وستر العيوب (لهم البشرى في الحياة الدنيا ). ,فالعبد الذي يقرن رجاؤه بالعمل الصالح سيصلح الله حاله بما وعد به الصالحين من بريته , فالرجاء حافز قوي يجعل من صاحبه دؤوبا مُلِحا في طلب الصفح والمغفرة من بيده مقاليد السماوات والارض غير مقنوط من رحمته واجابته ولا مأيوس من مغفرته ,وفي ذلك دحر للشيطان واضاليله , ومحاولات تحزينه وتخذيله , لعبد أحسن بمولاه ظنه . وبالرجاء يقوى القلب حتى يصبح كزبر الحديد ,ويحبب اليه مولاه الذي اليه رجاؤه ومنه العطايا .
قال اليماني احمد ع : فمن احب الله أحب عطاءه وأحب كل نعمة تفد عليه من الله , لا لانه يتمتع بها بل لأنها من عطايا حبيبه سبحانه وتعالى .
عن الحسن بن ابي سارة قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: لا يكون المؤمن حتى يكون خائفا راجيا ولا يكون خائفا راجيا حتى يكون عاملا لما يخاف ويرجو
عن الحارث بن المغيرة، أو أبيه، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قلت له: ما كان في وصية لقمان؟ قال: كان فيها الأعاجيب وكان أعجب ما كان فيها أن قال لابنه: خف الله عز وجل خيفة لو جئته ببر الثقلين لعذبك وارج الله رجاء لو جئته بذنوب الثقلين لرحمك ثم قال أبو عبد الله (عليه السلام): كان أبي يقول: أنه ليس من عبد مؤمن إلا وفي قلبه نوران نور خيفة ونور رجاء، لو وزن هذا لم يزد على هذا ولو وزن هذا لم يزد على هذا.
فالاخبار متواترة الواردة الى طريق تحصيل الرجاء وسعة الرحمة والعفو والمغفرة والرأفة على ان يكون الامر مقرونا بالعمل والسعي, ويبقى هناك طريق يسير في تحصيل ذلك لغفران الذنوب جميعا .
قال اليماني احمد الحسن ع : فصلة الامام يعبر عنها الله سبحانه وتعالى بانها قرض له سبحانه وتعالى وهو الذي يسدده (من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا فيضاعفه له أضعافا كثيرة والله يقبض ويبسط وإليه ترجعون ( . وصلة الامام تكون بصور منها : الصلة بالمال , والصلة بالعمل معه والجهاد بين يديه باللسان والسنان لاثبات حقه ع .
واكيد ان العمل مع الامام افضل من اعطاء المال له , لان العمل يرهق جسد الانسان , وربما كان فيه هلاك جسده اذا جاهد بين يدي الامام باللسان والسنان .
فكم هي الرحمة عظيمة اذا كان الحجة بين اظهر الناس , حيث فُتح هذا الباب العظيم , وهو ان يكون الانسان بصلة الامام ع قد اقرض الله , فيقف يوم القيامة بين يدي الله فيوفيه الله هذا القرض , وهذا العبد لو جاء بعدد رمال البر ذنوبا لغفُرت له , لان له قرضا عند الله ديان يوم الدين , وهو يعطي الكثير بالقليل , وعطاؤه بلا حساب , فيسدد الله جميع ديون هذا العبد وذنوبه مع العباد , ويدخله الجنة بغير حساب .
واما من انهمك بالطغيان وغرر به طول الامل وترك العمل واصابه التسويف في التوبة وعمل بالمعاصي ويقول انه من الراجين فما هو منهم ان بقي على حاله هذا حتى يدركه الموت .
عن ابن أبي نجران، عمن ذكره عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قلت له: قوم يعملون بالمعاصي ويقولون نرجو فلا يزالون كذلك حتى يأتيهم الموت فقال: هؤلاء قوم يترجحون في الأماني، كذبوا ليسوا براجين، إن من رجا شيئا طلبه ومن خاف من شيء هرب منه.
الكليني قال ورواه علي بن محمد رفعه قال قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): إن قوما من مواليك يلمون بالمعاصي ويقولون نرجو، فقال: كذبوا ليسوا لنا بموال، اولئك قوم ترجحت بهم الأماني من رجا شيئا عمل له ومن خاف من شيء هرب منه.
الهي البستني الخطايا ثوب مذلتي , وجللني التباعد منك لباس مسكنتي , وأمات قلبي عظيم جنايتي , فأحيه بتوبة منك يا أملي وبغيتي , وياسؤلي ومنيتي , فوعزتك ما أجد لذنوبي سواك غافرا , ولا ارى لكسري غيرك جابرا , وقد خضعت بالانابة اليك وعنوت بالاستكانة لديك , فأن طردتني من بابك فبمن الوذ ؟ وأن رددتني عن جنابك فبمن اعوذ؟
فأسالك اللهم بالنور الذي ارسلته وبالرحمة التي نشرتها وجعلته الدليل عليك في الليل الاليل والمبين لاحكامك ونواهيك احمد عليه وابائه وابنائه افضل الصلاة واتم التحية والسلام الا ماغفرت لنا يا ارحم الراحمين وصل اللهم على محمد واله الطاهرين الائمة والمهديين وسلم تسليما .
بسم الله الرحمن الرحيم اذا جاء نصر الله والفتح ورأيت الناس يدخلون في دين الله افواجا فسبح بحمد ربك واستغفره انه كان توابا.
والحمد لله وحده .
اخوكم علاء صالح الكاظمي
Comment