إعـــــــلان

Collapse
No announcement yet.

جانب من خطبة الجمعة في سيدني بتاريخ 15 شوال 1425

Collapse
X
 
  • Filter
  • الوقت
  • Show
Clear All
new posts
  • from_au
    عضو نشيط
    • 29-08-2011
    • 131

    جانب من خطبة الجمعة في سيدني بتاريخ 15 شوال 1425

    بسم الله الرحمن الرحيم
    اللهم صل على محمد و آل محمد الائمة و المهديين و سلم تسليما كثيرا كثيرا كثيرا

    السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
    في الخطبة الأولى تناولنا موضوع الحسد في روايات الطاهرين (ع) و في الخطبة الثانية حق المؤمن على أخيه المؤمن
    التسجيل الصوتي للخطبة الأولى gulfup.com/?7Nhn8U
    التسجيل الصوتي للخطبة الثانية gulfup.com/?Cp3bSq
    أعتذر أخوتي على وضع الروابط بهذه الصورة لأن المنتدى لن يسمح لي بوضع الروابط و أتمنى من المشرفين تعديل الروابط

    الخطبة الأولى

    قال تعالي: أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلى‏ ما آتاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ فَقَدْ آتَيْنا آلَ إِبْراهيمَ الْكِتابَ وَ الْحِكْمَةَ وَ آتَيْناهُمْ مُلْكاً عَظيماً.
    عن أبي الحسن (عليه السلام)، في قول الله تبارك و تعالى: أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلى‏ ما آتاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ. قال: «نحن المحسودون»
    الحسد آفة الدين و هو أساس معظم الخطايا و هو من الكبائر أيضا, و في معظم الأحيان يأخذ صاحبه إلى التهلكة و الكفر وحتى الخروج من رحمة الله سبحانه و تعالى. و الانسان محاسب عليه و نرى دائما الانسان الحسود تكون نهايته مؤلمة و مضرة بالنسبة له إن لم يتوب.
    قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ع‏ آفَةُ الدِّينِ الْحَسَدُ وَ الْعُجْبُ وَ الْفَخْر
    فمثلا نرى إبليس (لع) و قد وصل إلى مقام طاووس الملائكة بعبادته و إخلاصه و لكن كان حسوداً لآدم (ع) و هذا الحسد أدى به الى الخروج من رحمة الله و الى جهنم و بئس المصير.
    و نشوف اللي ظلموا و قتلوا آل محمد (ع) كان السبب الأول هو الحسد لهم و لذلك قادهم الحسد الى الكفر و الخروج من رحمة الله و سيكون مصيرهم جهنم و بئس المصير.
    قَالَ الصَّادِقُ (ع)‏ الْحَاسِدُ يُضِرُّ بِنَفْسِهِ قَبْلَ أَنْ يُضِرَّ بِالْمَحْسُودِ كَإِبْلِيسَ أَوْرَثَ بِحَسَدِهِ لِنَفْسِهِ اللَّعْنَةَ وَ لِآدَمَ ع الِاجْتِبَاءَ وَ الْهُدَى وَ الرَّفْعَ إِلَى مَحَلِّ حَقَائِقِ الْعَهْدِ وَ الِاصْطِفَاءَ فَكُنْ مَحْسُوداً وَ لَا تَكُنْ حَاسِداً فَإِنَّ مِيزَانَ الْحَاسِدِ أَبَداً خَفِيفٌ بِثِقْلِ مِيزَانِ الْمَحْسُودِ وَ الرِّزْقُ مَقْسُومٌ فَمَا ذَا يَنْفَعُ الْحَسَدُ الْحَاسِدَ وَ مَا ذَا يَضُرُّ الْمَحْسُودَ الْحَسَدُ وَ الْحَسَدُ أَصْلُهُ مِنْ عَمَى الْقَلْبِ وَ الْجُحُودِ بِفَضْلِ اللَّهِ تَعَالَى وَ هُمَا جَنَاحَانِ لِلْكُفْرِ؛ وَ بِالْحَسَدِ وَقَعَ ابْنُ آدَمَ فِي حَسْرَةِ الْأَبَدِ وَ هَلَكَ مَهْلَكاً لَا يَنْجُو مِنْهُ أَبَداً وَ لَا تَوْبَةَ لِلْحَاسِدِ لِأَنَّهُ مُسْتَمِرٌّ عَلَيْهِ مُعْتَقِدٌ بِهِ مَطْبُوعٌ فِيهِ يَبْدُو بِلَا مُعَارِضٍ مُضِرٍّ لَهُ وَ لَا سَبَبٍ وَ الطَّبْعُ لَا يَتَغَيَّرُ مِنَ الْأَصْلِ وَ إِنْ عُولِج‏.
    و الحسد في بعض الأحيان يكون الوقوف أمام إرادة الله و الاعتراض على الله...
    ثم نرى نموذج آخر في التاريخ و هما أبناء آدم (ع) هابيل و قابيل و قد حسد قابيل هابيل لأن اختاره الله خليفة له بعد آدم (ع).... و لذلك جاء في بعض الروايات أن الحسد من أصول الكفر
    قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ (ع)‏ أُصُولُ الْكُفْرِ ثَلَاثَةٌ الْحِرْصُ وَ الِاسْتِكْبَارُ وَ الْحَسَدُ فَأَمَّا الْحِرْصُ فَإِنَّ آدَمَ ع حِينَ نُهِيَ عَنِ الشَّجَرَةِ حَمَلَهُ الْحِرْصُ عَلَى أَنْ أَكَلَ مِنْهَا وَ أَمَّا الِاسْتِكْبَارُ فَإِبْلِيسُ حَيْثُ أُمِرَ بِالسُّجُودِ لآِدَمَ فَأَبَى وَ أَمَّا الْحَسَدُ فَابْنَا آدَمَ حَيْثُ قَتَلَ أَحَدُهُمَا صَاحِبَهُ.
    و أيضا بلعم بن باعورا الذي كان عنده الاسم الاعظم و كان يرى ما تحت العرش و تحت يده عشرة آلاف محبرة.... حتى قال تعالى: وَ اتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذي آتَيْناهُ آياتِنا فَانْسَلَخَ مِنْها فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطانُ فَكانَ مِنَ الْغاوينَ * وَ لَوْ شِئْنا لَرَفَعْناهُ بِها وَ لكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَ اتَّبَعَ هَواهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ ذلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذينَ كَذَّبُوا بِآياتِنا فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُون.
    و أيضا نرى في قصة يوسف (ع) بأن ما حصل له من ابتعاده عن أبيه يعقوب (ع) كان سببه حسد أخوته له....
    و حتى نرى أن الامام الصادق (ع) عندما يذكر بعض أوصاف المنافق يذكر منها الحسد ففي رواية عنه
    قَالَ الصَّادِقُ ع‏ الْمُنَافِقُ قَدْ رَضِيَ بِبُعْدِهِ عَنْ رَحْمَةِ اللَّهِ تَعَالَى لِأَنَّهُ يَأْتِي بِأَعْمَالِهِ الظَّاهِرَةِ شَبِيهاً بِالشَّرِيعَةِ وَ هُوَ لَاهٍ وَ لَاغٍ وَ بَاغٍ بِالْقَلْبِ عَنْ حَقِّهَا مُسْتَهْزِئٌ فِيهَا وَ عَلَامَةُ النِّفَاقِ قِلَّةُ الْمُبَالاةِ بِالْكَذِبِ وَ الْخِيَانَةُ وَ الْوَقَاحَةُ وَ الدَّعْوَى بِلَا مَعْنًى وَ اسْتِخَانَةُ الْعَيْنِ وَ السَّفَهُ وَ الْغَلَطُ وَ قِلَّةُ الْحَيَاءِ وَ اسْتِصْغَارُ الْمَعَاصِي وَ اسْتِيضَاعُ أَرْبَابِ الدِّينِ وَ اسْتِخْفَافُ الْمَصَائِبِ فِي الدِّينِ وَ الْكِبْرُ وَ حُبُّ الْمَدْحِ وَ الْحَسَدُ وَ إِيثَارُ الدُّنْيَا عَلَى الْآخِرَةِ وَ الشَّرِّ عَلَى الْخَيْرِ وَ الْحَثُّ عَلَى النَّمِيمَةِ وَ حُبُّ اللَّهْوِ وَ مَعُونَةُ أَهْلِ الْفِسْقِ وَ الْبَغْيِ وَ التَّخَلُّفُ عَنِ الْخَيْرَاتِ وَ تَنَقُّصُ أَهْلِهَا وَ اسْتِحْسَانُ مَا يَفْعَلُهُ مِنْ سُوءٍ وَ اسْتِقْبَاحُ مَا يَفْعَلُهُ غَيْرُهُ مِنْ حَسَنٍ وَ أَمْثَالُ ذَلِكَ كَثِيرَةٌ وَ قَدْ وَصَفَ اللَّهُ الْمُنَافِقِينَ فِي غَيْرِ مَوْضِعٍ قَالَ تَعَالَى‏ وَ مِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ عَلى‏ حَرْفٍ‏ فِي التَّفْسِيرِ أَيْ‏ فَإِنْ أَصابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَ إِنْ أَصابَتْهُ فِتْنَةٌ انْقَلَبَ عَلى‏ وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيا وَ الْآخِرَةَ ذلِكَ هُوَ الْخُسْرانُ الْمُبِينُ‏ قَالَ تَعَالَى فِي وَصْفِهِمْ- وَ مِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَ بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَ ما هُمْ بِمُؤْمِنِينَ. يُخادِعُونَ اللَّهَ وَ الَّذِينَ آمَنُوا وَ ما يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَ ما يَشْعُرُونَ. فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزادَهُمُ اللَّهُ مَرَضاً قَالَ النَّبِيُّ ص الْمُنَافِقُ مَنْ إِذَا وَعَدَ أَخْلَفَ وَ إِذَا فَعَلَ أَسَاءَ وَ إِذَا قَالَ كَذَبَ وَ إِذَا ائْتُمِنَ خَانَ وَ إِذَا رُزِقَ طَاشَ وَ إِذَا مُنِعَ عَاشَ وَ قَالَ أَيْضاً مَنْ خَالَفَتْ سَرِيرَتُهُ عَلَانِيَتَهُ فَهُوَ مُنَافِقٌ كَائِناً مَنْ كَانَ وَ حَيْثُ كَانَ وَ فِي أَيِّ زَمَنٍ كَانَ وَ عَلَى أَيِّ رُتْبَةٍ كَان‏.
    و لذلك أهل البيت (ع) يحذرون الانسان المؤمن عن خصلتين الظن و الحسد لأن الحسد يأكل الإيمان كما تأكل النار الحطب اليابس....
    عن النبي (ص) أنه قال: «إِيَّاكُمْ وَ الظَّنَّ، فَإِنَّ الظَّنَّ أَكْذَبُ الْكَذِبِ، وَ كُونُوا إِخْوَاناً فِي اللَّهِ كَمَا أَمَرَكُمُ اللَّهُ، لَا تَتَنَافَرُوا، وَ لَا تَجَسَّسُوا وَ لَا تَتَفَاحَشُوا، وَ لَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضاً، وَ لَا تَتَنَازَعُوا، وَ لَا تَتَبَاغَضُوا، وَ لَا تَتَدَابَرُوا، وَ لَا تَتَحَاسَدُوا، فَإِنَّ الْحَسَدَ يَأْكُلُ الْإِيمَانَ كَمَا تَأْكُلُ النَّارُ الْحَطَبَ الْيَابِسَ»
    و الانسان الحسود يكون ذا وجهين يعني عنده أخيه المؤمن يقول له هنيئا لك و.. و لكن بداخله هو يحسده على ما اعطاه الله
    عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ (ع) قَالَ: بِئْسَ الْعَبْدُ عَبْدٌ يَكُونُ ذَا وَجْهَيْنِ وَ ذَا لِسَانَيْنِ يُطْرِي أَخَاهُ شَاهِداً وَ يَأْكُلُهُ غَائِباً إِنْ أُعْطِيَ حَسَدَهُ‏ وَ إِنِ ابْتُلِيَ خَذَلَهُ.
    أما لماذا الحسد من الكبائر و يكون الانسان محاسب عليه و إن لم يكن فعله بنفسه و بيده ؟ يوضح الامام احمد الحسن (ع) سبب هذا في كتاب مع العبد الصالح عندما سئل عن معنى الرفع و التجلي أجاب (ع):
    أولا: فلننظر في الإنسان وفي وجوده في العالم الجسماني أولاً ، فالعالم الجسماني في حقيقته هو تكثف قوة أو قدرة الآن ، الإنسان - أي إنسان - يمتد وجوده من السماء الأولى أو نهايتها السفلى وهذه هي نفسه حتى أكثف ما في هذا العالم الجسماني ، ولذا تجد في تركيب جسم الإنسان المعادن، فهناك في الحقيقة نفس وجسم مادي مرئي وجسم مادي غير مرئي أي أن هناك أجسام لكل إنسان على عدد تجلياته من السماء الأولى الى هذا العالم الجسماني.
    الآن جسم واحد من هذه الأجسام أوالتجليات يكفي ليكون وجودًا ثالثًا ويؤثر كما يؤثر هذا الجسم في هذا العالم الجسماني . الآن نعود للحسد : شخص يتمنى مثلاً سيارة شخص آخر ، ويتمنى أن تزول منه وتصير عنده ، فهذه السيارة وهي تسير في الطريق تنقلب وتتحطم ، أليس هذا هو نوع من الحسد ؟ لماذا هو حرام ولماذا يعاقب عليه الشخص الحاسد إذا لم يكن هو فعلا قد قلب السيارة بيديه ؟
    نعم قلبها بجسمه الثالث أو وجوده الجسماني غير المرئي ، ولكنه مؤثر بهذا العالم الجسماني . فهناك مراتب من هذه التجليات التي ذكرتها سابقًا هي غير مرئية ، ولكنها تمتلك من الكثافة ما يكفيها لتكون مؤثرة بهذا العالم الجسماني وما فيه ، فالله سبحانه امتحن الإنسان بأن جعل له القدرة على التأثير على الغير بهذا التجلي أو الجسم الغير مرئي ، وأمره أن لا يفعل الشر بهذه القدرة ، فإن فعل الشر يحاسب ؛ لأنه فعله بيده وليس الحسد فقط أمرًا نفسيًا كما يتوهم الناس .
    قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص‏ كَادَ الْفَقْرُ أَنْ يَكُونَ كُفْراً وَ كَادَ الْحَسَدُ أَنْ يَغْلِبَ الْقَدَرَ.


    الخطية الثانية
    قال الامام أميرالمؤمنين (ع): (مالكم لا تحابون و لا تناصحون, و لو تحاببتم لتعاونتكم على البرّ و التقوى, إنما أنتم إخوان في دين الله, والله ما فرق بين أهوائكم إلا خبث سرائركم, مالكم تفرحون بالقليل من الدنيا حين يأتيكم و تحزنون بالقليل حين يفوتكم و يفوتكم الكثير من دينكم فلا يحزنكم.
    و قال تعالى: ( إنما المؤمنون أخوة)
    نحن كمؤمنين في دائرة المعصوم علينا أن نحمل صفات المؤمنين و سأذكر بعضها في هذه الخطبة عسى أن تكون فيها الفائدة لنا و لكم انشاءالله.
    أولاً علينا أن نتحابب أي الحب في الله الكثير منا لم يعرف أحد أخوانه المؤمنين قبل الايمان بهذه الدعوة المباركة و قد جمعنا حب آل محمد (ع) و حب الامام المهدي (ع).
    ثم إن علينا أن ينصح بعضنا البعض الآخر, لان المؤمن مرءاة المؤمن...
    ثم يقول الامام (ع) لو تحاببتم لتعاونتم على البر و التقوى, صدق سلام الله عليه أي فعلاً لو تحاببنا من صميم القلب في الله و على حب الامام المهدي (ع) لأعان بعضنا البعض الآخر على نشر دعوة الحق, و على تعلم و تعليم علوم الامام المهدي (ع).
    و سأذكر باختصار حق المؤمن على أخيه المؤمن:
    قال تعالى: ((يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَ لا تَجَسَّسُوا وَ لا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضاً أَ يُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً فَكَرِهْتُمُوهُ وَ اتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيم))
    على الانسان المؤمن أن لا يسيء الظن بأخيه, بل إحمل أخاك على سبعين محمل, و أن لا يتهم أخاه من غير علم
    عن أبي عبد الله (ع)، قال: ))إذا اتهم المؤمن أخاه، انماث الإيمان في قلبه كما ينماث الملح في الماء((.
    عن أبي عبد الله (ع)، قال: ((قال أمير المؤمنين (ع) في كلام له: ضع أمر أخيك على أحسنه حتى يأتيك ما يَقلبك، و لا تظنن بكلمة خرجت من أخيك سوءا و أنت تجد لها في الخير محملا))
    الصفة الأخرى هي تتبع عثرات المؤمن, يعني شخص يحاول أن يجمع عثرات و أخطاء أخيه المؤمن ليعيره في يوم ما أو يفضحه
    عن زرارة، عن أبي جعفر، و أبي عبد الله (ع)، قالا: ((أقرب ما يكون العبد إلى الكفر أن يؤاخي الرجل على الدين، فيحصي عليه عثراته و زلاته ليعنفه بها يوما ما))
    عن أبي عبد الله (ع)، قال: ((قال رسول الله (ص): ((لا تطلبوا عثرات المؤمنين، فإنه من تتبع عثرات أخيه، تتبع الله عثراته، و من تتبع الله عثراته يفضحه و لو في جوف بيته))
    الأمر الآخر هو أن تخفظ سر أخيك المؤمن, و أن تستر على أخيك ان رأيت منه شيئا أو سمعت عنه شيئا
    عن أبي حمزة، عن أبي جعفر (ع)، قال: ((يجب للمؤمن على المؤمن أن يستر عليه سبعين كبيرة))
    عن أبي عبد الله (ع)، قال: ((من قال في مؤمن ما رأته عيناه و سمعته أذناه، فهو من الذين قال الله عز و جل: (إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذابٌ أَلِيم) ))
    عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ )ع) قَالَ: ((مَنْ رَوَى عَلَى مُؤْمِنٍ رِوَايَةً يُرِيدُ بِهَا شَيْنَهُ وَ هَدْمَ مُرُوءَتِهِ لِيَسْقُطَ مِنْ أَعْيُنِ النَّاسِ أَخْرَجَهُ اللَّهُ مِنْ وَلَايَتِهِ إِلَى وَلَايَةِ الشَّيْطَان))‏
    و الصفة الأخرى هي الغيبة, أن لاتغتاب أخاك, و الغيبة هي أن تقول في أخاك ما يكره أن يقال فيه:
    قال: ((و قال رسول الله (ص): الجلوس في المسجد انتظارا للصلاة عبادة ما لم يحدث، قيل: يا رسول الله، و ما يحدث؟ قال: الاغتياب))
    عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ (ع) قَالَ: ((مَنِ اغْتِيبَ عِنْدَهُ أَخُوهُ الْمُؤْمِنُ فَنَصَرَهُ وَ أَعَانَهُ نَصَرَهُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَ الْآخِرَةِ وَ مَنْ لَمْ يَنْصُرْهُ وَ لَمْ يَدْفَعْ عَنْهُ وَ هُوَ يَقْدِرُ عَلَى نُصْرَتِهِ وَ عَوْنِهِ خَفَضَهُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَ الْآخِرَة))
    و أما ما هي كفارة الغيبة:
    عن أبي عبد الله (ع)، قال: ((سئل النبي (ص): ما كفارة الاغتياب؟ قال: أن تستغفر لمن اغتبته كلما ذكرته))
    ثم أن تعامل أخاك المؤمن كما تحب أن تُعامل, و لا تكون كشخص يعامله الناس و يكرموه خوفاً من شره
    عن اميرالمؤمنين: شَرُّ النَّاسِ مَنْ يَتَّقِيهِ النَّاسُ مَخَافَةَ شَرِّه
    قَالَ النَّبِيُّ ص‏ وَ الَّذِي بَعَثَنِي بِالْحَقِّ نَبِيّاً إِنَّ شَارِبَ الْخَمْرِ يَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ مُسْوَدّاً وَجْهُهُ يَضْرِبُ بِرَأْسِهِ الْأَرْضَ وَ يُنَادِي وَا عَطَشَاهْ وَ الَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ مَا مِنْ عَدُوٍّ أَعْدَى عَلَى الْإِنْسَانِ مِنَ الْغَضَبِ وَ الشَّهْوَةِ فَاقْمَعُوهُمَا وَ اغْلِبُوهُمَا وَ اكْظِمُوهُمَا وَيْلٌ لِمَنْ تُزَكِّيهِ النَّاسُ مَخَافَةَ شَرِّهِ‏ وَيْلٌ لِمَنْ أُطِيعَ مَخَافَةَ جَوْرِهِ وَيْلٌ لِمَنْ أُكْرِمَ مَخَافَةَ شَرِّهِ‏ وَقِّرُوا مَنْ تَتَعَلَّمُونَ مِنْهُ الْعِلْمَ وَ تُعَلِّمُونَهُ لَا يَرَاكُمُ اللَّهُ حَيْثُ نَهَاكُمْ وَ لَا يَفْقِدُكُمْ حَيْثُ أَمَرَكُمْ وَ لَا يُعْجِبَنَّكُمْ رَجُلٌ اكْتَسَبَ مَالًا مِنْ غَيْرِ حِلِّهِ فَإِنْ أَنْفَقَهُ لَمْ يُقْبَلْ مِنْهُ وَ إِنْ أَمْسَكَهُ كَانَ زَادَهُ‏
    الصفة الأخرى هي الثقة بين المؤمنين
    قال أميرالمؤمنين : شرّ النّاس من لا يثق بأحد لسوء فعله
    الأمر الآخر هو أن تسعى في قضاء حاجة أخيك و أن تكون ناصحا له ان استشارك في أمره
    عَنْ سَمَاعَةَ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ (ع): ((يَقُولُ‏ أَيُّمَا مُؤْمِنٍ مَشَى فِي حَاجَةِ أَخِيهِ فَلَمْ يُنَاصِحْهُ فَقَدْ خَانَ اللَّهَ وَ رَسُولَهُ))
    عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ (ع) قَالَ: ((مَنِ اسْتَشَارَ أَخَاهُ فَلَمْ يَمْحَضْهُ مَحْضَ الرَّأْيِ سَلَبَهُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ رَأْيَه‏))
    و هناك روايات أخرى كثيرة
    عَنْ أَبِي الْمَأْمُونِ الْحَارِثِيِّ، قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ (ع): مَا حَقُّ الْمُؤْمِنِ عَلَى الْمُؤْمِنِ؟ قَالَ: ((إِنَّ مِنْ حَقِّ الْمُؤْمِنِ عَلَى الْمُؤْمِنِ الْمَوَدَّةَ لَهُ فِي صَدْرِهِ، وَ الْمُؤَاسَاةَ لَهُ فِي مَالِهِ، وَ الْخَلَفَ لَهُ فِي أَهْلِهِ، وَ النُّصْرَةَ لَهُ عَلى‏ مَنْ ظَلَمَهُ، وَ إِنْ‏ كَانَ نَافِلَةٌ فِي الْمُسْلِمِينَ وَ كَانَ غَائِباً، أَخَذَ لَهُ بِنَصِيبِهِ، وَ إِذَا مَاتَ الزِّيَارَةَ إِلى‏ قَبْرِهِ، وَ أَنْ لَايَظْلِمَهُ، وَ أَنْ لَايَغُشَّهُ، وَ أَنْ لَايَخُونَهُ، وَ أَنْ لَايَخْذُلَهُ، وَ أَنْ لَايُكَذِّبَهُ‏، وَ أَنْ لَايَقُولَ لَهُ: أُفٍّ، وَ إِذَا قَالَ لَهُ: أُفٍّ، فَلَيْسَ‏ بَيْنَهُمَا وَلَايَةٌ، وَ إِذَا قَالَ لَهُ‏: أَنْتَ عَدُوِّي، فَقَدْ كَفَرَ أَحَدُهُمَا وَ إِذَا اتَّهَمَهُ انْمَاثَ الْإِيمَانُ فِي قَلْبِهِ كَمَا يَنْمَاثُ‏ الْمِلْحُ فِي الْمَاءِ))
    عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ (ع)، قَالَ: ((قَالَ النَّبِيُ‏ (ص): حَقٌّ عَلَى الْمُسْلِمِ إِذَا أَرَادَ سَفَراً أَنْ يُعْلِمَ إِخْوَانَهُ، وَ حَقٌّ عَلى‏ إِخْوَانِهِ‏ إِذَا قَدِمَ أَنْ يَأْتُوه‏))
    عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْحَسَنِ، قَالَ: قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ (ع): ((أَ يَجِي‏ءُ أَحَدُكُمْ إِلى‏ أَخِيهِ، فَيُدْخِلَ يَدَهُ فِي كِيسِهِ، فَيَأْخُذَ حَاجَتَهُ، فَلَا يَدْفَعَهُ؟ فَقُلْتُ: مَا أَعْرِفُ ذلِكَ فِينَا، فَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ (ع): فَلَا شَيْ‏ءَ إِذاً؛ قُلْتُ: فَالْهَلَاكُ‏ إِذاً، فَقَالَ: إِنَّ الْقَوْمَ لَمْ يُعْطَوْا أَحْلَامَهُمْ‏ بَعْدُ))
    عَنْ أَبِي غُرَّةَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ (ع) يَقُولُ: ((مَنْ زَارَ أَخَاهُ فِي اللَّهِ فِي مَرَضٍ أَوْ صِحَّةٍ لَايَأْتِيهِ خِدَاعاً وَ لَا اسْتِبْدَالًا، وَكَّلَ اللَّهُ بِهِ سَبْعِينَ أَلْفَ مَلَكٍ يُنَادُونَ فِي‏ قَفَاهُ: أَنْ طِبْتَ وَ طَابَتْ لَكَ الْجَنَّةُ، فَأَنْتُمْ زُوَّارُ اللَّهِ، وَ أَنْتُمْ وَفْدُ الرَّحْمنِ حَتّى‏ يَأْتِيَ‏مَنْزِلَهُ؛ فَقَالَ لَهُ‏ بَشِيرٌ: جُعِلْتُ فِدَاكَ، وَ إِنْ‏ كَانَ الْمَكَانُ بَعِيداً؟ قَالَ‏: ((نَعَمْ يَا بَشِيرٌ، وَ إِنْ كَانَ الْمَكَانُ مَسِيرَةَ سَنَةٍ؛ فَإِنَّ اللَّهَ جَوَادٌ، وَ الْمَلَائِكَةُ كَثِيرَةٌ يُشَيِّعُونَهُ حَتّى‏ يَرْجِعَ إِلى‏ مَنْزِلِهِ))



    خادمكم أبوفاطمة
  • محمد الانصاري
    MyHumanity First
    • 22-11-2008
    • 5048

    #2
    رد: جانب من خطبة الجمعة في سيدني بتاريخ 15 شوال 1425

    جزاكم الله خير الجزاء اخي الكريم ابو فاطمة
    وتقبل الله اعمالكم بقبول حسن
    ورزقنا الله واياكم حسن العاقبة

    ---


    ---


    ---

    Comment

    • from_au
      عضو نشيط
      • 29-08-2011
      • 131

      #3
      رد: جانب من خطبة الجمعة في سيدني بتاريخ 15 شوال 1425

      أشكرك خوية محمد و اسأل الله لك و لنا الثبات بحق قائم آل محمد

      Comment

      Working...
      X
      😀
      🥰
      🤢
      😎
      😡
      👍
      👎