إعـــــــلان

Collapse
No announcement yet.

جانب من خطبة الجمعة في إحدى دول الخليج بتاريخ 8 شوال 1434 هجري

Collapse
X
 
  • Filter
  • الوقت
  • Show
Clear All
new posts
  • أنصاري 313
    مشرف
    • 04-01-2013
    • 99

    جانب من خطبة الجمعة في إحدى دول الخليج بتاريخ 8 شوال 1434 هجري

    بسم الله الرحمن الرحيم
    اللهم صل على محمد و آل محمد الائمة و المهديين و سلم تسليما كثيرا
    الحمد لله مالك الملك، مجري الفلك مسخر الرياح، فالق الإصباح، ديان الدين، رب العالمين، الحمد لله الذي من خشيته ترعد السماء وسكانها وترجف الأرض وعمارها، وتموج البحار ومن يسبح في غمراتها. اللهم صل على محمد وآل محمد، الفلك الجارية في اللجج الغامرة، يأمن من ركبها، ويغرق من تركها، المتقدم لهم مارق، والمتأخر عنهم زاهق، واللازم لهم لاحق.
    بحول الله وقوته نتناول في هذه الخطبة بعض الشبهات التي طرحها السنة حول مذهب أهل البيت ع عموما والدعوة خصوصا. وسنعرض إجابة السيد أحمد الحسن عليه السلام على كل سؤال.
    س1 هل أنت أيها الإمام ممن تلعن وتسب الصحابة ؟
    إن شاء الله سؤالك تقصد به من آمنوا بالرسول محمد (ص) ونصروه ونصروا دين الله بكل ما خولهم ربهم حتى ختم لهم بخير وماتوا على ولاية ولي الله وحجة الله وخليفة الله في زمانهم، وهؤلاء لا شك أنهم خيرة أهل زمانهم، أما إن كنت تقصد كل من آمن بالرسول محمد (ص) فترة من الزمن فاعلم أن من الذين آمنوا بالرسول محمد (ص) من ارتدوا في حياته ومنهم من ارتد بعد وفاته ومنهم من أظهر ارتداده ومنهم من أضمر عدم إيمانه، وفي القرآن بيان لحال المنافقين وفي كتب السير عند السنة والشيعة ذكر للمرتدين. واعلم وفقك الله أن الدنيا كلها جهل إلا مواطن العلم، والعلم كله حجة إلا ما عمل به، والعمل كله رياء إلا ما كان مخلصاً، والإخلاص على خطر عظيم حتى ينظر المرء ما يختم له. فعليك إن كنت تريد معرفة الحق أن تلتزم بقانون الله الذي أسسه منذ اليوم الأول الذي خلق فيه آدم (ع) وهو خلافة الله في أرضه: ﴿وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً﴾، فتؤمن بخلفاء الله وتنصرهم بكل ما خولك ربك، أما سواهم من الناس فلست مكلفاً بالإيمان بهم سواء كانوا صحابة رسول الله محمد (ص) أم غيرهم فلن يسألك الله إلا عن الإيمان بخلفائه في أرضه، فإن ختم لك بخير وآمنت بخلفاء الله في أرضه حتى آخرهم في زمانك فقد نجوت وإلا فالنار أعاذك الله منها، وهذا قانون الإيمان كما أنزله تعالى فهل تجد فيه الإيمان بأصحاب الرسل - خلفاء الله في أرضه - قال تعالى:﴿آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللّهِ وَمَلآئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ وَقَالُواْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ﴾، فعليك الإيمان بخاتم الرسل من الله محمد (ص) والأئمة خلفاء الله في أرضه الذين هم رسل محمد (ص) للناس، وهم (12) إماماً و(12) مهدياً كما في وصية نبيكم محمد (ص) التي نقلها الشيخ الطوسي (رحمه الله) ولم ينقل أحد غيره وصية لرسول الله (ص) ليلة وفاة غيرها، والقرآن أوجب الوصية عند حضور الموت في قوله تعالى: ﴿كُتِبَ عَلَيْكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ إِن تَرَكَ خَيْراً الْوَصِيَّةُ لِلْوَالِدَيْنِ وَالأقْرَبِينَ بِالْمَعْرُوفِ حَقّاً عَلَى الْمُتَّقِينَ﴾، فلا مناص من قبول هذه الوصية اليتيمة ومن يردها سواء من السنة أم الشيعة يتهم رسول الله محمداً (ص) بمخالفة القرآن وحاشاه (ص) من أن يخالف قول الله سبحانه.
    والكلام في الوصية طويل ولكن فقط اسأل نفسك وليسأل كل منصف نفسه السؤال الحتمي ، بعد معرفة ما روي في كتب المسلمين أن رسول الله محمداً (ص) عندما مرض بمرض الموت طلب ورقة وقلم ليكتب كتاباً وصفه رسول الله محمد (ص) بأنه كتاب يعصم الأمة التي تتمسك به من الضلال إلى يوم القيامة، فمنعه عمر وجماعة معه من كتابة هذا الكتاب في حادثة رزية الخميس المعروفة (راجع رزية الخميس في البخاري مثلاً)،
    فالسؤال هو: هل يقبل أحد أن يتهم رسول الله محمداً (ص) أنه قصَّر في كتابة هذا الكتاب المهم والذي يعصم الأمة من الضلال بعد أن كانت عنده فرصة لأيام قبل وفاته يوم الاثنين ليكتبه ؟ ثم إذا علمنا أن هذا الكتاب يجب كتابته وإهماله غير جائز؛ لأنه الوصية التي أمر الله رسوله بكتابها، بقوله تعالى: ﴿كُتِبَ عَلَيْكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ إِن تَرَكَ خَيْراً الْوَصِيَّةُ﴾. فهل يمكن أن نقول إن الرسول ترك كتابة هذا الكتاب أو الوصية التي أمره الله بكتابتها لاعتراض عمر وجماعة معه ؟ مع أن الرسول تألم لاعتراضهم وطردهم من المجلس كما هو مذكور في حادثة الرزية (رزية الخميس)،
    أرجو أن تنصفوا أنفسكم وترحموها وتجيبوا على هذا السؤال لتنجوا جميعاً بقبول وصية رسول الله محمد (ص).
    أما بالنسبة للسب والشتم فليست من أخلاقنا وأسأل الله أن يمن عليّ ويجعلني ممن يغفرون لمن يسيء لهم، وأعوذ بالله أن يجعلني جباراً شقياً، وقد نهيت المؤمنين والمؤمنات عن الخلق السيئ الذي يسيء لهم أولاً وللإسلام الذي جاء به محمد (ص) ثانياً باعتبارهم محسوبين عليه (ص)، وطلبت منهم أن يتحلوا بأخلاق القرآن، ويعلم كثير منهم كم مرة طلبت منهم قراءة بعض السور التي تبين الأخلاق الإلهية والعمل بها، فالاستهزاء والسب والشتم والتنابز بالألقاب والتعرض لأعراض الناس وكل خلق لا يرضاه الله فهو منبوذ مرفوض رفضاً قاطعاً عندنا لا نقبله ولا نقبل أن يتخلق به أحد من المؤمنين والمؤمنات.

    س2 هل يجوز التبرك بالقبور ؟
    أما قضية التبرك بالقبور باعتبارها أماكن ضمت أجساد أولياء الله وبالتالي فهي نافذة لأرواحهم المقدسة إلى هذا العالم فقد أقرها القرآن وحث عليها، قال تعالى:﴿وَكَذَلِكَ أَعْثَرْنَا عَلَيْهِمْ لِيَعْلَمُوا أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَأَنَّ السَّاعَةَ لَا رَيْبَ فِيهَا إِذْ يَتَنَازَعُونَ بَيْنَهُمْ أَمْرَهُمْ فَقَالُوا ابْنُوا عَلَيْهِم بُنْيَاناً رَّبُّهُمْ أَعْلَمُ بِهِمْ قَالَ الَّذِينَ غَلَبُوا عَلَى أَمْرِهِمْ لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِم مَّسْجِداً﴾، فلو كان باطلاً قول من أرادوا وبنوا مسجداً على قبور أصحاب الكهف لأنكره الله وبين بطلانه، فإهماله والحال هذا يكون إغراء بالباطل وحاشاه سبحانه أن يغري ويخدع عباده بالباطل، فتبين أن قول: ﴿الَّذِينَ غَلَبُوا عَلَى أَمْرِهِمْ لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِم مَّسْجِداً﴾ هو الحق من الله، وإن التبرك بالقبور من دين الله ولا قيمة ولا اعتبار لأي حديث أو رواية إن خالفت نصاً قرآنياً محكماً بيناً لكل ذي لب سليم وفهم مستقيم.

    س3 إذا كان القائم (ع) محدّد أنّه التاسع من ولد الحسين لماذا ظن بعض الشيعة المقرّبين أنّه الإمام الكاظم (ع)، وإذا كانت هناك قائمة محددة من رسول الله والزهراء بأسماء الأئمة، لماذا يتحيّر الشيعة بعد وفاة كل إمام حتى إنّ زرارة بن أعين مات ولم يومن بإمامة الإمام الكاظم (ع)؟
    قبل الإجابة يجب أن تعلمي أنّ زرارة بن أعين كان مريضاً بمرض الموت قبل شهادة الإمام الصادق (ع)، ولبث بعد الصادق (ع) أياماً لم تجز الشهرين ثم مات بمرضه، ومات مؤمناً موالياً لأهل البيت (ع) ولم يكفر بإمامة الكاظم (ع) ، أمّا كفر الناس بالأنبياء والأوصياء رغم ذكر من سبقهم لهم، فهو ليس من مختصات من ادعى مشايعة الأئمة (ع)، بل هذا سبيل كثير من بني آدم في متابعة إبليس (لعنه الله) في التكبر على حجة الله وخليفته سبحانه وتعالى: ﴿وَلَقَدْ خَلَقْنَاكُمْ ثُمَّ صَوَّرْنَاكُمْ ثُمَّ قُلْنَا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ لَمْ يَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ﴾ ، ألم يُذكر محمد (ص) في التوراة والإنجيل وباسمه وصفته، بل إنّ اليهود أسسوا المدينة المباركة لانتظاره، وكانوا يعلمون أنّها موضع هجرته، ومع هذا كفر به معظم اليهود والنصارى إلاّ القليل ممن وفوا بعهد الله. ألم يُذكر عيسى (ع) في التوراة باسمه وصفته، ومع هذا كفر به معظم اليهود.
    إنّ مسألة الكفر بالأنبياء والأوصياء (ع) حمل شعارها العلماء غير العاملين في كل زمان، وتابعهم عبيدهم الذين يرفضون أن يكونوا أحراراً. وأنا أنصحك بقراءة وصية رسول الله (ص) وعشرات الروايات الدالة على المهديين الإثني عشر وعلى أولهم وهو مذكور باسمه وصفته، فلماذا كفر به علماء آخر الزمان ؟ فحجج العلماء غير العاملين اليوم هل تعتقدين أنّها كانت مستعصية على علي بن حمزة البطائني عندما أنكر إمامة الإمام الرضا (ع) وادعى الوقوف عند الإمام موسى بن جعفر(ع)، وإنّه القائم، ولم يكن هذا الإدعاء إلا لحب الدنيا وحب الرئاسة الباطلة من علي بن حمزة البطائني وأشباهه.
    ثم هناك كثير من الروايات عن الرسول (ص) التي وردت في مصادر السنّة، منها حديث الغدير الذي أمر به رسول الله المسلمين بمبايعة علي (ع)، وبايعه أبو بكر وعمر، ومنها حديث الوصية وأحاديث مدحه (ص) شيعة علي (ع)، ومع هذا لم يؤمن السنّة أنّ علياً (ع) هو وصي رسول الله (ص) وخليفة الله سبحانه بعد رسول الله (ص)، وتأولوا المولى بأنّه الناصر لا غير، وإنّهم هم شيعة علي الممدوحون، وإنّ الوصية تخص الميراث ودَينه (ص) لا غير ....، وتأولوا حديث: إنّ علياً (ع) من رسول الله (ص) كهارون (ع) من موسى (ع) ...، وتأولوا ...، وتأولوا.
    ثم هم يصححون ما ورد عن رسول الله (ص): (إنّ فاطمة (ع) سيدة نساء العالمين) ثم لا يجدون حرجاً في تصحيح عمل عمر وجماعة من المنافقين في الهجوم على بيت فاطمة (ع)، حتى إنّهم يفتخرون بأشعارهم بما فعله عمر من الهجوم على دار فاطمة (ع) فلذة كبد محمد (ص)، وهذه أبيات لحافظ إبراهيم المعروف بشاعر النيل:
    وقولـه لعلي قـالها عمر أكرم بسامعها أعظم بملقيها * حرقتُ دارك لا أبقي عليك بها إن لم تبايع و بنت المصطفى فيها * ما كان غير أبي حفص يفوه بها أمام فارس عدنان وحاميها
    وأنا أقول لحافظ إبراهيم صدقت في هذا، ما كان أحد يجرؤ على حرق بيت فاطمة (عليها السلام)؛ لأنّه بيت محمد (ص)، إلاّ عمر أبو حفصة، وصدقت ياحافظ إبراهيم عندما وصفت عمر في صدر بيتك: قد كنت أعدى أعاديها فصرت لها بنعمة الله حصناً من أعاديها، فأنت صادق في هذا، فقد كان عمر أعدى أعداء رسول الله (ص)، ولكن متى كان عمر حصناً من أعاديها ؟ هل عندما فر في أحد وهو يصرخ بالمسلمين ويخذّلهم عن نصرة رسول الله، وترك رسول الله (ص) وعلياً (ع) في أرض المعركة ؟ أم لما رجع عن فتح خيبر خوفاً من اليهود وهو يجبن أصحابه ؟ أم أنّك تراه حصناً من أعاديها لما هجم على بيت فاطمة بنت محمد (ص) وعصرها خلف الباب وأسقط جنينها وضربها، وأراد حرق دارها ؟؟ نحن لم نسمع أنّ عمر بارز الفرسان أو قتل الشجعان من كفار قريش وغيرهم، ولكننا سمعنا وأيقنا أنّ عمر قتل فاطمة بنت محمد (ص) وجنينها المحسن (ع)، والله تعالى يقول: ﴿قُلْ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى﴾، فهل من عاقل فينقذ نفسه من النار. ولا أقول إلا كما قال رسول الله (ص): (إنّ المفتتن ملقى حجته حتى تلقيه فتنته في النار).
    وإن كانت صاحبة الإشكالات تطلب الحق، فهذا قانون معرفة الحجة من القرآن الكريم، وهذا نص شرح له كتبته في كتاب إضاءات من دعوات المرسلين ج3 القسم الثاني، والكتاب منشور ويمكنها قراءته.....
    س4 في قوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً﴾، لماذا لم يأمر بالردّ إلى أولي الأمر إن كانوا هنا معصومين ؟
    1- بعد هذه الآية بآيات في نفس السورة قال تعالى: ﴿وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلاً﴾( 1)، وفي هذه الآية أمر الله بالرد إلى أُولي الأمر (ع) وفي هذا كفاية لمن ألقى السمع وهو شهيد.
    2- الرد إلى الرسول (ص) من بعده يعني الردّ إليهم (ع)؛ لأنّهم الامتداد لدعوته الإلهية وإلاّ لماتت هذه الآية: ﴿فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً﴾( 2) بموت رسول الله (ص) ولم يكن هناك حاكم يحكم بأمر الله يرد إليه عند التنازع، فينتفي عندها الردّ إلى الرسول والى الله سبحانه.
    3- حاشاه سبحانه وتعالى من أن يُضيع عباده، فلماذا يضع لهم من يرجعون إليه عند تنازعهم في زمن ثم يهملهم في آخر، وهل هذا هو العدل الإلهي في نظرهم ؟!! وإن قالوا نرجع إلى القرآن وسنّة الرسول (ص) من بعده، فقد لجّوا في العناد والمكابرة، أولم يكن قبل نزول هذه الآية قرآن منزل وسنّة للرسول (ص)، فلماذا لم يأمر سبحانه بالاكتفاء بها، بل إنّ لكل حادث حديثاً، ولكل مستجد حكماً من الله يعلمه رسول الله وأُولو الأمر آل محمد (ع) الأئمة والمهديون الذين أمر الله بطاعتهم ؟ وإن قالوا إنّ بعد محمد (ص) تم الدين بالقرآن والسنّة النبوية التي عندهم ولا تنازع بعده (ص). فأنّا لا أنقلهم إلى تنازعهم في الأحكام منذ مئات السنين، فهذا يحلل وذاك يحرّم نفس الشيء، بل كفّر أئمتهم بعضهم بعضاً في مسألة خلق القرآن المعروفة. لكن أريد طرح مصيبة اليوم التي هم فيها مختلفون، وهي مصيبة تحليل إرضاع الكبير الذي افترت عائشة على رسول الله (ص) أنّه جوزه، وحاشاه صلوات الله عليه وعلى آله من هذا الفساد الذي افترته عائشة بنت أبي بكر ولم تعمل به معها إلاّ حفصة بنت عمر، ولم يرتدعا عندما ضرب الله لهما مثلاً امرأتي نوح(ع) ولوط (ع)، ولم يزدهما هذا المثل إلاّ طغياناً ﴿ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً لِلَّذِينَ كَفَرُوا امْرَأَتَ نُوحٍ وَامْرَأَتَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللَّهِ شَيْئاً وَقِيلَ ادْخُلا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ﴾(3 ). والطامة الكبرى أنّهم يعتبرون هذا الحديث صحيحاً ورواه البخاري ومسلم.
    وانظري إلى ما يقول الشيخ السيد عسكر الوكيل الأسبق لمجمع البحوث الإسلامية: (... ومطالباً بالتصدي لذلك؛ لأنّه يسهم في نشر الرذيلة بين المسلمين)، وكأنّه لم يلتفت إلى أنّ هذا الذي يسهم في نشر الرذيلة بين المسلمين، ورد في البخاري ومسلم ومن افترته على الرسول (ص) هي عائشة، ولكنّه هل يستطيع أن يقول إنّ ما قامت به عائشة بنت أبي بكر وحفصة بنت عمر كما هو مروي في البخاري ومسلم (يسهم في نشر الرذيلة بين المسلمين).
    على كل حال هذه المصيبة وأنا اعتبرها مصيبة، ولكنّهم يعتبرونها مسألة خلافية وهم متنازعون فيها، إلى من يردّونها ؟! فلتفتهم الأخت السنيّة لعلها تفض نزاع القوم. فإن قالت إلى الله وتعني بذلك القرآن؛ لأنّه لا يوجد بين القوم نبي ولا وصي وإلى الرسول، وتعني بذلك السنة أو الحديث الذي رواه كل من البخاري ومسلم، فإنّها بذلك تؤيد د. عزّت عطية رئيس قسم الحديث بكلية أصول الدين بجامعة الأزهر في فتواه؛ لأنّ القوم لم يجدوا في القرآن ما يحرّم إرضاع الكبير ووجدوا في البخاري ومسلم ما يجوز إرضاع الكبير ووجدوا أنّ عائشة بنت أبي بكر وحفصة بنت عمر عملتا بحديث إرضاع الكبير المفترى ، كما أنّ القوم يتشاورون في الرجوع إلى البرلمان المصري ليحل نزاعهم أو الضغط على عطية ليتراجع عن فتواه بالقوّة فأرجو أن تستعجل في إفتائهم إلى من يرجعون !!! وأنا انتظر جواب الأخت السنيّة صاحبة الإشكالات المذكورة، وأرجو أن تكون منصفة في الجواب إن كانت تطلب الحق، واذكرها بقول رسول الله (ص) لأبي ذر. قال أبو ذر الغفاري: قال لي حبيبي رسول الله (ص): (قل الحق يا أبا ذر وقد قلت الحق وما أبقى لي الحق من خليل).
    والحمد لله رب العالمين سورة الكوثر
    الخطبة الثانية
    الحمد لله الذي لا يبلغ مدحته القائلون. ولا يحصي نعماءه العادون. ولا يؤدي حقه المجتهدون، الذي لا يدركه بعد الهمم ولا يناله غوص الفطن. الذي ليس لصفته حد محدود ولا نعت موجود. ولا وقت معدود ولا أجل ممدود.
    س5 هناك آيات تمدح الصحابة وتحثنا على اتباعهم وانتهاج نهجهم ، فما تقولون في هكذا آيات؟
    ـ ﴿لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحاً قَرِيباً)
    ـ ﴿وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ﴾.
    الآيتان أعلاه كلاهما في حاكمية الله وبيان رضى الله عمن يبايعون خليفة الله في أرضه في زمانهم، ومدحهم بسبب هذا الفعل المبارك وليس كما يفهمها بعض السنة بصورة مقلوبة فيعتقدون أن فيهما تزكية لكل من حضر البيعة وإن فعل ما فعل بعدها. فقوله تعالى: ﴿لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحاً قَرِيباً﴾ هو مدح المبايعين حال مبايعتهم وإن الله رضي عنهم لمبايعتهم لخليفته في أرضه في زمانهم، فالرضا مشروط بالبيعة لخليفة الله في أرضه محمد (ص) ﴿إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ﴾ فرضى الله عنهم؛ لأنهم بايعوا خليفة الله في أرضه في زمانهم، فلو أنهم ارتدوا عن هذا القانون الإلهي وهو مبايعة خليفة الله في زمانهم فلا رضى عنهم بل سينقلب الأمر إلى سخط الله عليهم، ولهذا فالمفروض على من بقوا أحياء بعد محمد (ص) أن يبحثوا عن خليفة الله ويبايعوه ليدوم إيمانهم ووفائهم بالعهد والميثاق ولا يكونوا قد انقلبوا على قانون التنصيب الإلهي المذكور في القرآن بكل وضوح: ﴿وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً﴾، ولتنطبق عليهم الآية القرآنية بعد وفاة محمد (ص) أيضاً ﴿لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ﴾. قال تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ فَمَن نَّكَثَ فَإِنَّمَا يَنكُثُ عَلَى نَفْسِهِ وَمَنْ أَوْفَى بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ اللَّهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً﴾. وأقل ما يفهم بجلاء من هذه الآية أن الرضى في الآية المتقدمة إنما هو رضى مشروط بالبيعة ودوامها والوفاء بعهد الله لا بالبيعة فقط ﴿فَمَن نَّكَثَ فَإِنَّمَا يَنكُثُ عَلَى نَفْسِهِ وَمَنْ أَوْفَى بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ اللَّهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً﴾، وبالتالي فلا رضى مطلق ولا رضى أبدي ولا رضى دائم، بل هو رضى متعلق بحدث معين ومشروط، فلابد أن يوصل الوفاء بالعهد، ولابد أن يوصل عدم نقض الميثاق وهذا لا يتحقق بعد وفاة خليفة الله السابق إلا ببيعة الخليفة اللاحق ليكون المبايع أوفى بالعهد ولم ينقض الميثاق حقاً. قال تعالى: ﴿أَفَمَن يَعْلَمُ أَنَّمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَبِّكَ الْحَقُّ كَمَنْ هُوَ أَعْمَى إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُواْ الأَلْبَابِ * الَّذِينَ يُوفُونَ بِعَهْدِ اللّهِ وَلاَ يِنقُضُونَ الْمِيثَاقَ * وَالَّذِينَ يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَيَخَافُونَ سُوءَ الحِسَابِ * ....... وَالَّذِينَ يَنقُضُونَ عَهْدَ اللّهِ مِن بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ أُوْلَئِكَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ﴾. قوله تعالى: ﴿وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ﴾. هذه الآية دليل على استمرار خلافة الله في أرضه بعد رسول الله (ص)، فالمراد باتباع المهاجرين والأنصار ليس بأشخاصهم؛ لأنهم غير معصومين، ولا بأفعالهم جميعهاً، فأكيد أن من أفعالهم ما هو مذموم أشد الذم ويجب اجتنابه، كعبادة بعضهم للأصنام قبل الإيمان، وشرب بعضهم للخمر بعد الإيمان، وبالتالي المراد هنا اتباعهم في أهم أمر أسبغ عليهم هذه الأسماء - السابقون الأولون المهاجرين والأنصار - وهو إيمانهم بمحمد (ص) باعتباره حجة الله في زمانهم وخليفة الله في أرضه، فهم ممدوحون بلحاظ فعلهم وهو الإيمان بحجة الله في زمانهم وسبقهم للإيمان به وليس لهم فضل على من يُخلق بعدهم؛ لأن سبقهم إنما يكون على أهل زمانهم، فمدحهم - باعتبارهم سابقين - هو مقارنة بأهل زمانهم؛ لأن تفضيلهم على من يُخلق بعدهم من القرون مطلقاً هو ظلم لمن تأخروا عنهم، بل قول يخالف العدل الإلهي وفطرة الإنسان التي فطر عليها وتؤهله دائماً وأبداً أن يكون من خيرة الخلق ويتقدم على من سبقوه، ومن الطبيعي أنك تقول عن شخصين موجودين في زمن النبي محمد (ص) وآمنا به واحد تلو الآخر أنّ فلان سبق فلان للإيمان بمحمد (ص)، ولكن غير صحيح أن تقول عن شخصين خُلقا في زمانين مختلفين أن فلان سبق فلان للإيمان بمحمد (ص)؛ لأن أحدهما تقدم على الآخر في الوجود في هذا العالم، سواء كان أحدهما في زمن الرسول أو أن كلاهما متأخران عن زمنه(ص)، وذلك لأن السبق الممدوح إنما يكون عن منافسة وتقدم بالعمل والإخلاص على الآخرين وليس مجرد تقدم زمني. وبالتالي فالمراد من قوله تعالى: ﴿وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ﴾ هو اتباعهم في الإيمان بخليفة الله في كل زمان، فالذين اتبعوهم بإحسان هم كل أناس يؤمنون بخليفة الله في زمانهم وينصرونه إلى يوم القيامة، وأيضاً هم لهم فضلهم بحسب سبقهم وعملهم وإخلاصهم فهذه الصفة (السابقين) لا تنتهي، بل ولا تنتهي أيضاً صفة الهجرة والنصرة إلى يوم القيامة، فالتابعين ليسوا نفر في القرن الأول أو الثاني أو الثالث، بل التابعين هم الفرقة الناجية إلى يوم القيامة. وأما القول بأنهم نفر معين محصور بقرن أو قرنين أو ثلاثة فهو ظلم وإجحاف لحق المؤمنين في الأزمنة المتأخرة، الذين ربما يكونون أفضل من الأوائل بإخلاصهم، فالسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار صفة للمخلصين المؤمنين بخليفة الله في كل زمان، فهم مع محمد (ص) من آمنوا به وكل له فضله بحسب سبقه وعمله وإخلاصه، وهم مع علي (ع) أيضاً، وهكذا فالأمر مستمر ولكل زمان سابقون أولون مهاجرون وأنصار.
    بعض أحكام الأذان والإقامة من كتاب الشرائع

    الأول: فيما يؤذن له ويقام وهما واجبان في الصلوات الخمس المفروضة ، أداء وقضاء ، للمنفرد والجامع ، للرجل والمرأة . لكن يشترط أن تسر به المرأة. ويتأكدان فيما يجهر فيه ، وأشدهما في الغداة والمغرب . ولا يؤذن لشيء من النوافل ولا لشيء من الفرائض عدا الخمس ، بل يقول المؤذن : الصلاة ثلاثا . وقاضي الصلوات الخمس ، يؤذن لكل واحدة ويقيم . ولو أذن للأولى من ورده ، ثم أقام للبواقي كفى ، وكان دونه في الفضل . ويصلي يوم الجمعة ، الظهر بأذان وإقامة والعصر بإقامة . وكذا في الظهر والعصر بعرفة . ولو صلى الإمام جماعة وجاء آخرون ، لم يؤذنوا ولم يقيموا على كراهية ، وما دام الأولى لم تتفرق . فإن تفرقت صفوفهم ، أذن الآخرون وأقاموا . وإذا أذن المنفرد ، ثم أراد الجماعة يستحب له أعادة الآذان والإقامة .
    الثاني: في المؤذن ويعتبر فيه : العقل ، والإسلام ، والإيمان ، والذكورة ، ولا يشترط البلوغ بل يكفي كونه مميزا . ويستحب : أن يكون عدلا . صَيِّتاً . مبصرا. بصيرا بالأوقات . متطهرا . قائما على مرتفع . ولو أذنت المرأة للنساء جاز . ولو صلى منفردا ، ولم يؤذن - ساهيا – مضى في صلاته ، ويعطى المؤذن الأجرة من بيت المال ، إذا لم يوجد من يتطوع به.
    ويستحب فيهما سبعة أشياء : أن يكون مستقبل القبلة ، وأن يقف على أواخر الفصول ، ويتأنى في الآذان ، ويحدر في الإقامة ، وأن لا يتكلم في خلالهما ، وأن يفصل بينهما بركعتين أو جلسة أو سجدة إلا في المغرب ، فإن الأولى أن يفصل بينهما بخطوة أو سكتة ، وأن يرفع الصوت به إذا كان ذكرا ، وكل ذلك يتأكد في الإقامة . ويكره الترجيع في الآذان إلا أن يريد الإشعار . وكذا يحـرم قول : الصلاة خير من النوم .
    والحمد لله رب العالمين
    اللهم احينا حياة محمد وآل محمد وأمتنا ممات محمد وآل محمد بجاه محمد وآل محمد صلواتك عليهم أجمعين
    سورة الإخلاص
  • محمد الانصاري
    MyHumanity First
    • 22-11-2008
    • 5048

    #2
    رد: جانب من خطبة الجمعة في إحدى دول الخليج بتاريخ 8 شوال 1434 هجري

    بآرَكـ اللهْـ فيكمْ
    وتقبل الله اعمآلكمْ بقبول حسن
    سددكم الله

    ---


    ---


    ---

    Comment

    • المعدن
      عضو نشيط
      • 22-04-2011
      • 125

      #3
      رد: جانب من خطبة الجمعة في إحدى دول الخليج بتاريخ 8 شوال 1434 هجري

      بارك الله بكم انصار الله
      سددكم ووفقكم لكل خير
      خادمكم المعدن
      اللهم صل على محمد وال محمد الأئمة والمهديين وسلم تسليما

      Comment

      Working...
      X
      😀
      🥰
      🤢
      😎
      😡
      👍
      👎