إعـــــــلان

Collapse
No announcement yet.

قصة الصحابي (بلال الحبشي)

Collapse
X
 
  • Filter
  • الوقت
  • Show
Clear All
new posts
  • حزن احمد
    عضو نشيط
    • 18-06-2013
    • 244

    قصة الصحابي (بلال الحبشي)

    حديث مـحمد (ص)

    وعندما ظهر مـحمد (صلى الله عليه وآله) بالرسالة الإسلامية خاتمة الأديان سمع بلال اسم مـحمد (صلى الله عليه وآله) ودينه في مجالس أسياده حيث يجلسون ويحكون الأخبار ويسخرون من هذا الدين الجديد إلا أن بلالاً كان يرى بأن هذا هو الدين المنقذ.. وهي النبوءة التي حدثه بها الراهب الصالح عندما كان في سفر التجارة.
    إن أول مرة يسمع فيها بلال اسم مـحمد (صلى الله عليه وآله) ودعوته إلى الإسلام إنما كانت في مـجالس أمية وليس كما قيل بأن أبا بكر هو الذي بشره وهذا ما أكده حتى كتّاب السنة مثل خالد مـحمد خالد في (ص 150) من كتابه رجال حول الرسول (صلى الله عليه وآله)، والسحيباني في (ص 297) من كتابه صور من سير الصحابة، والسيد الجميلي في كتابه صحابة النبي (صلى الله عليه وآله) (ص 57) وآخرين.

    بلال في مواجهة أسياده

    قام البعض بالوشياة إلى أمية عن أمر بلال وقالوا له: إن بلالاً يتردد إلى بيت مـحمد ويبصق الآلهة.. لم يتحمل أمية هذا الكلام وبسرعة دخل على غرفة بلال التي اختصها به من دون سائر العبيد، فوجد أمية بلالاً يقرأ القرآن فزاد غضبه.
    واجه أمية بلالاً بما سمعه وبلغة الإهانة قال له: أيها العبد الوضيع.. يا ابن السوداء.. أحقاً ما بلغني عنك انك اتبعت ديناً جديداً..
    ثم دار نقاش طويل بينهما أسفر عن أن يلطم أمية بلالاً على وجهه ويطلب منه أن يتخلى عن دين مـحمد ويعود إلى دين الآلهة..
    رفض بلال باستحقار هذا الطلب.

    مرحلة الترغيب

    ولأن بلالاً كان معتمد أمية وثقته وصاحب صفات حميدة قلما تتوافر في غيره، فقد أرادوا في البداية ان يجعلوه يترك دين مـحمد (صلى الله عليه وآله) بالكلام اللين.
    في البداية قال له أمية: قل كما نقول.
    أجابه بلال: إنّ لساني لا يحسنه.
    قال أمية: قل كلمات خير في آلهتنا، قل ربي اللات والعزة، لنذرك وشأنك..
    فقال بلال: أحدٌ أحد..
    أما أبو جهل، فقال أمام بلال لأمية: خلّ عنك يا أمية، واللات لن يعذب بلالاً بعد اليوم، إنه منا وأمه جاريتنا، وانه لن يرضى أن يجعلنا بإسلامه حديث قريش وسخريتها..
    وبلال أمام هذا المكر لم يقل إلا: أحدٌ أحدٌ.
    ما لقاه بلال من العذاب

    عندما تصلب بلال في موقفه ورفض طلب سيده الذي ما اعتاد على سماع كلمة الرفض.. بدأ بالنيل من بلال..
    - التعذيب الأول
    ربط في عنق بلال حبلاً، وأمر الصبيان أن يجروه في أحياء مكة ويرموه بالحجارة، ثم يلقوه على الرمال المحرقة في بطحاء مكة وفي حر الظهيرة.. وفعل الصبيان ذلك وكان أمية يرافقهم لكي يراهم كيف يسخرون منه، وهو يقول لبلال: ألا ترجع عن دين مـحمد أيها العبد الذليل.. أنت ذليل، ومـحمد مرتاح فيه بيته.
    فما كان جواب بلال بعد كل هذا العذاب والنكال إلا كلمة واحدة كررها عدة مرات، وهي: أحدٌ.. أحدٌ.. أحد.. وهو بها يُعلن عن ثباته على دين مـحمد.
    احتار أمية من صبر بلال، بعد ان كرر معه تلك الطريقة من التعذيب وكان الجواب هو الجواب..
    - التعذيب الآخر
    ولما احتار أمية من صمود بلال، تشاور مع رجالات قريش منهم أبو جهل وأبو لهب وبقية الأشراف، فقال له أبو جهل: أترك لي بلالاً وسأرده عن هذا الدين.. واستجاب أمية فترك الأمر لأبي جهل، الذي قال: سترى غداً يا أمية ما أفعل به..
    وفي اليوم التالي أمر أبو جهل عبيد أمية بأن يخرجوا له بلالاً مقيداً بسلاسل الحديد، شبه عارٍ، ويطرحوه أمامه على الرمال المحرقة، وكان حينها جائعاً ظمآناً. ثم أمر أربعة من العبيد أن يحملوا صخرة كبيرة ويضعوها على صدره ظناً منه ان هذا يغير دين بلال..
    إلاّ أن بلال لم يقل غير الذي قاله في جواب وسيلة التعذيب السابقة: أحدٌ.. أحدٌ.. أحد..
    وعندما سخر أمية من أبي جهل..
    هذا الصمود يحتاج منا إلى وقفة إكبار.

    خيار قتل بلال والإنقاذ الإلهي

    قرر أبو جهل أن يقتل بلالاً حتى يكون عبرة لبقية العبيد ولا يتمردوا على دين قريش.. إلا أن أشراف مكة اعتبروا هذا الفعل عاراً عليهم إذ لم يستطيعوا ثني عبدٍ عن الدين الجديد الذي اتبعه.. فقرروا مواصلة تعذيبه بالوسائل المختلفة فإما أن يرجع إلى دين الآلهة أو أن يموت من العذاب..
    عندها بعث النبي (صلى الله عليه وآله) أبا بكر الذي تربطه العلاقة الوثيقة مع معذبي بلال، كي يشتريه من عندهم، ويعتقه لوجه الله..
    ومر أبو بكر على القوم وهم يمتعون نظرهم بأوجاع بلال، فيعرض عليهم عرض رسول الله (صلى الله عليه وآله) دون أن يذكر اسمه، فيتشاور القوم فيما بينهم حول الطلب فيجيبوهم بعد المشاورة، ويقول أمية للوسيط: لو أبيت أن تشتريه إلا بأوقيه واحدة لبعتكه بها.
    فيرد الوسيط: والله لو أبيتم أنتم إلا مئة أوقية لدفعتها.

    حلم الحرية

    ساءت صورة (العبودية) و (الرقية) لهذا البرعم الناشئ (بلال) وتاق إلى نقيضها (الحرية) فأصبحت هاجس مستقبله.. في سن السابعة حيث كانت رحلة والده إلى الدار الآخرة، كان هناك بصيص أمل بأن ينال ما كان يحلم به إلا أنه وللأسف اقتضى العرف الجاهلي أن يبقى في دنيا (العبودية) للبشر الذين هم مثله وربما يكون أفضل من الكثير منهم..
    لم ييأس.. فالحلم (الحقيقة) وليس (الوهم) لا يمكن ان يتبدد بهذه السرعة.. وتأمل في اللحظة الأخرى التي قد يفرضها القدر..
    وها هو الآن يتحقق حلم الحرية ومنذ تلك اللحظة قرر بلال ان يهب نفسه لخدمة النبي (صلى الله عليه وآله) وأن لا يفارقه حيث حل أو ارتحل..

    بلال مع الرسول (صلى الله عليه وآله)

    اتفقت كلمة الجميع على أن بلالاً لازم الرسول (صلى الله عليه وآله) منذ أن أسلم حتى رحل إلى الرفيق الأعلى. أخذ يتعلم من الرسول ويعلم الناس، وتحمل مع الرسول كل آلام القوم، حتى كان معه في شِعب أبي طالب عندما حاصرهم المشركون لكي يثنوهم عن الرسالة.
    وعندما قرر الرسول (صلى الله عليه وآله) الهجرة إلى المدينة أمره (صلى الله عليه وآله) أن يسبقه إلى المدينة.
    وعندما تقرر بناء أول مسجد في الإسلام شارك بلال الرسول (صلى الله عليه وآله) في عملية البناء.
    وصحب الرسول (صلى الله عليه وآله) في كل الغزوات وبلا استثناء.
    ومن شدّة حبه للرسول (صلى الله عليه وآله) فإنه لم يستطع أن ينام ليلة رحيله (صلى الله عليه وآله) وفي فجر ليلة الرحيل خرج كعادته لكي يؤذن.. حتى وصل إلى (أشهد أن مـحمداً رسول الله...) عندها احتبست الكلمات في فيه، ولم يعد يتمالك نفسه، فأخذت الدموع تنهمر من عينيه انهماراً.. وتبلل خداه، وسمع الناس انقطاع الأذان وبكاء بلال فبكوا في المسجد
    ولما دفن (صلى الله عليه وآله) خرج بلال إلى المسجد وجلس في ناحية معتزلاً الناس حزيناً باكياً شارد الفكر، وحان وقت الأذان فلم يؤذن، وقيل له: الأذان يا بلال.. فقال والدموع في عينيه: لن أؤذن بعد اليوم فليؤذن غيري.

    حب الرسول (صلى الله عليه وآله) لبلال

    أما الرسول (صلى الله عليه وآله) فكان دائم السؤال عن بلال حينما يغيب عنه، ودائماً يذكره بالخير، حتى أنه جاء مرة بعض المسلمين إلى النبي (صلى الله عليه وآله) يستأذنه في أن يزوج إحدى بناتهم إلى رجل عربي سموه فقال (صلى الله عليه وآله): (أين أنتم من رجل من أهل الجنة.. أين أنتم من بلال)..
    وكان (صلى الله عليه وآله) يحصّ بلالاً بالجلوس وقتاً طويلاً.. وقد جعل (صلى الله عليه وآله) هذا العبد الحبشي أستاذاً للبشرية كلها في فن احترام الضمير
  • حمزة السراي
    مشرف
    • 17-09-2011
    • 497

    #2
    رد: قصة الصحابي (بلال الحبشي)

    ماعرفنا اين وكيف اصبح بلال الحبشي بعد السقيفة او ماهو رئيه من ولاية امير المؤمنين عليه الصلاة والسلام ؟ياريت اذا عندكم الاجابة

    Comment

    • ya howa
      مشرف
      • 08-05-2011
      • 1106

      #3
      رد: قصة الصحابي (بلال الحبشي)

      بسم الله الرحمن الرحيم

      * -"عن عبدالله بن الحسن قال: إنّ بلالاً أبى أن يبايع أبابكر، وإنّ عمر أخذ بتلابيبه فقال له: يا بلال، إنّ هذا جزاء أبي بكرٍ منك ؟! إنّه أعتقك، فلا تجيء تُبايعه! فقال بلال: إن كان أبو بكرٍ أعتقني لله فَلْيَدَعْني له، وإن كان أعتَقَني لغيرِ ذلك فها أنا ذا، وأمّا بيعته فما كنتُ أُبايع أحداً لم يَستَخلِفْه رسول الله صلّى الله عليه وآله، وإنّ بيعة ابن عمّه يوم الغدير في أعناقنا إلى يوم القيامة، فأيُّنا يستطيع أن يبايع على مولاه ؟! فقال له عمر: لا أُمًّ لك! لا تُقيم معنا."
      فارتحل بلال إلى الشام، وتُوفّي بدمشق بالطاعون، ودُفن بباب الصغير، وله شعر في هذا المعنى:
      بالله، لا بأبي بكرٍ نجوتُ.. ولولا اللهُ قامت على أوصاليَ الضَّبُعُ
      اللهُ بوّأنـي خيـراً وأكرمنـي وإنّمـا الخيـرُ عنـدَ اللهِ مُتَّبَعُ
      لا تَلْقَيَنّي تَبُوعـاً كـلَّ مُتَّبَـعٍ فلستُ مُبتدِعاً مِثلَ الذي ابتدعوا
      ( الدرجات الرفيعة:367)

      *- ((بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم توقف بلال عن الأذان ما عدا مرة واحدة لما طلبت منه فاطمة بنت رسول الله (ص) و بضعته ذلك قبل شهادتها.
      البعض يبرر انقطاعه عن الأذان أنه فعل ذلك لبالغ حزنه بعد وفاة النبي محمد صلى الله عليه و آله وسلم. بخلاف ذلك يعتقد المسلمون الشيعة أن ذلك ما كان إلا اعتراضاً صامتاً على الظلم الذي تعرض له أهل البيت (ع) من الآخرين لاسيما مخالفة النبي محمد (ص) بشأن تولية الإمام علي (ع) و غصب حق فاطمة (ع) و استشهادها.

      لم يوافق بلال على طلب أبي بكر أن ينضم إليه و يعمل له بل بالعكس من ذلك فقد هاجر إلى سوريا و حاول هناك الدعوة إلى أهل البيت (ع) و نشر فكرهم.))

      * - ((وقد قرأت في أحد المصادر ان بلالا كان من الاثني عشر رجلاً الذين قاموا في المسجد النبوي بعد وفاة النبي‏(صلى الله عليه وآله)، حينما رقى أبو بكر المنبر في أوّل جمعة له، فوعظوه وخوّفوه من الله سبحانه وتعالى، ودافعوا عن أحقّية الإمام علي(عليه السلام) بالخلافة.
      ولكنني حينما راجعت المصدر وهو كتاب الخصال للصدوق لم أجد اسم بلال مدرج من ضمن المعترضين وهم :
      وكان من المهاجرين:
      خالد بن سعيد ابن العاص
      والمقداد بن الأسود
      وأبي بن كعب
      وعمار بن ياسر
      وأبو ذر الغفاري
      وسلمان الفارسي
      وعبد الله بن مسعود
      وبريدة الأسلمي

      وكان من الأنصار:
      خزيمة بن - ثابت ذو الشهادتين
      وسهل بن حنيف
      وأبو أيوب الأنصاري
      وأبو الهيثم بن التيهان
      و غيرهم ))
      ___
      وهذا هو الحديث كاملا :
      الذين أنكروا على أبى بكر جلوسه في الخلافة وتقدمه على علي ابن أبى طالب عليه السلام اثنا عشر - حدثنا علي بن أحمد بن عبد الله بن أحمد بن أبي عبد الله البرقي قال: حدثني أبي، عن جده أحمد بن أبي عبد الله البرقي قال: حدثني النهيكي قال، حدثنا أبو محمد خلف بن سالم قال: حدثنا محمد بن جعفر قال: حدثنا شعبة، عن عثمان بن المغيرة، عن زيد بن وهب قال: كان الذين أنكروا على أبي بكر جلوسه في الخلافة وتقدمه على علي بن أبي طالب عليه السلام اثنى عشر رجلا من المهاجرين والانصار وكان من المهاجرين خالد بن سعيد ابن العاص والمقداد بن الاسود وابي بن كعب وعمار بن ياسر وأبو ذر الغفاري وسلمان الفارسي وعبد الله بن مسعود وبريدة الاسلمي وكان من الانصار خزيمة بن - ثابت ذو الشهادتين وسهل بن حنيف وأبو أيوب الانصاري وأبو الهيثم بن التيهان و غيرهم فلما صعد المنبر تشاوروا بينهم في أمره، فقال بعضهم: هلا نأتيه فننزله عن منبر رسول الله صلى الله عليه واله وقال آخرون: إن فعلتم ذلك أعنتم على أنفسكم وقال الله عزوجل " ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة " ولكن امضوا بنا إلى علي بن أبي طالب عليه السلام نستشيره ونستطلع أمره فأتوا عليا عليه السلام فقالوا: يا أمير المؤمنين ضيعت نفسك وتركت حقا أنت أولى به وقد أردنا أن نأتي الرجل فننزله عن منبر رسول الله صلى الله عليه واله فإن الحق حقك، وأنت أولى بالامر منه فكرهنا أن ننزله من دون مشاورتك، فقال لهم علي عليه السلام: لو فعلتم ذلك ما كنتم إلا حربا لهم ولا كنتم إلا كالكحل في العين أو كالملح في الزاد، وقد اتفقت عليه الامة التاركة لقول نبيها والكاذبة على ربها ولقد شاورت في ذلك أهل بيتي فأبوا إلا السكوت لما تعلمون من وغر صدور القوم وبغضهم لله عزوجل ولاهل بيت نبيه عليهم السلام وإنهم يطالبون بثارات الجاهلية والله لو فعلتم ذلك لشهروا سيوفهم مستعدين للحرب والقتال كما فعلوا ذلك حتى قهروني وغلبوني على نفسي ولببوني وقالوا لي: بايع وإلا قتلناك فلم أجد حيلة إلا أن أدفع القوم عن نفسي وذاك أني ذكرت قول رسول الله صلى الله عليه واله " يا علي إن القوم نقضوا أمرك واستبدوا بها دونك، وعصوني فيك. فعليك بالصبر حتى ينزل الامر، ألا وإنهم سيغدرون بك لا محالة فلا تجعل لهم سبيلا إلى إذلالك وسفك دمك، فإن الامة ستغدر بك بعدي كذلك أخبرني جبرئيل عليه السلام عن ربى تبارك وتعالى " ولكن ائتوا الرجل فأخبروه بما سمعتم من نبيكم ولا تجعلوه في الشبهة من أمره ليكون ذلك أعظم للحجة عليه [ وأزيد ] وأبلغ في عقوبته إذا أتى ربه وقد عصى نبيه وخالف أمره قال: فانطلقوا حتى حفوا بمنبر رسول الله صلى الله عليه واله يوم جمعة فقالوا للمهاجرين: إن الله عزوجل بدابكم في القرآن فقال: " لقد تاب الله على النبي والمهاجرين والانصار " فبكم بدا. وكان أول من بدا وقام خالد بن سعيد بن العاص بادلاله ببني أمية. فقال: يا أبا بكر اتق الله فقد علمت ما تقدم لعلي عليه السلام من رسول الله صلى الله عليه واله ألا تعلم أن رسول الله صلى الله عليه واله قال لنا ونحن محتوشوه في يوم بني قريظة، وقد أقبل على رجال منا ذوي قدر فقال: " يا معشر المهاجرين والانصار أوصيكم بوصية فاحفظوها وإني مؤد إليكم أمرا فاقبلوه، ألا إن عليا أميركم من بعدي وخليفتي فيكم، أوصاني بذلك ربي وإنكم إن لم تحفظوا وصيتي فيه وتأووه وتنصروه اختلفتم في أحكامكم، واضطرب عليكم أمر دينكم، وولي عليكم الامر شراركم ألا وإن أهل بيتي هم الوارثون أمري، القائلون بأمر امتي، اللهم فمن حفظ فيهم وصيتي فاحشره في زمرتي، واجعل
      له من مرافقتي نصيبا يدرك به فوز الآخرة، اللهم ومن أساء خلافتي في أهل بيتي فأحرمه الجنة التي عرضها السماوات والارض ". فقال له عمر بن الخطاب: اسكت يا خالد فلست من أهل المشورة ولا ممن يرضى بقوله، فقال خالد: بل اسكت أنت يا ابن الخطاب فوالله إنك لتعلم أنك تنطق بغير لسانك، وتعتصم بغير أركانك، والله إن قريشا لتعلم [ أني أعلاها حسبا وأقواها أدبا و أجملها ذكرا وأقلها غنى من الله ورسوله و ] إنك ألامها حسبا، وأقلها عددا وأخملها ذكرا، وأقلها من الله عزوجل ومن رسوله . وإنك لجبان عند الحرب، بخيل في الجدب، ليئم العنصر ما لك في قريش مفخر، قال: فأسكته خالد فجلس. ثم قام أبو ذر - رحمة الله عليه - فقال بعد أن حمد الله وأثنى عليه: أما بعد يا معشر المهاجرين والانصار لقد علمتم وعلم خياركم أن رسول الله صلى الله عليه واله قال: " الامر لعلي عليه السلام بعدي، ثم للحسن والحسين عليهما السلام، ثم في أهل بيتي من ولد الحسين " فأطرحتم قول نبيكم. وتناسيتم ما أوعز إليكم، واتبعتم الدنيا، وتركتم نعيم الاخرة الباقية التي لا تهدم بنيانها ولا يزول نعيمها، ولا يحزن أهلها ولا يموت سكانها وكذلك الامم التي كفرت بعد أنبيائها بدلت وغيرت فحاذيتموها حذو القذة بالقذة، والنعل بالنعل، فعما قليل تذوقون وبال أمركم وما الله بظلام للعبيد [ ثم قال: ]. ثم قام سلمان الفارسى - رحمه الله - فقال: يا أبا بكر إلى من تستند أمرك إذا نزل بك القضاء، وإلى من تفزع إذا سئلت عما لا تعلم، وفي القوم من هو أعلم منك وأكثر في الخير أعلاما ومناقب منك، وأقرب من رسول الله صلى الله عليه واله قرابة وقدمة في حياته قد أوعز إليكم فتركتم قوله وتناسيتم وصيته فعما قليل يصفوا لكم الامر حين تزوروا القبور، وقد أثقلت ظهرك من الاوزار لو حملت إلى قبرك لقدمت على ما قدمت، فلو راجعت إلى الحق وأنصفت أهله لكان ذلك نجاة لك يوم تحتاج إلى عملك وتفرد في حفرتك بذنوبك عما أنت له فاعل، وقد سمعت كما سمعنا ورأيت كما رأينا، فلم يروعك ذلك عما أنت له فاعل، فالله الله في نفسك فقد أعذر من أنذر. ثم قام المقداد بن الاسود - رحمة الله عليه - فقال: يا أبا بكر إربع على نفسك،
      وقس شبرك بفترك وألزم بيتك، وابك على خطيئتك فإن ذلك أسلم لك في حياتك ومماتك، ورد هذا الامر إلى حيث جعله الله عزوجل ورسوله ولا تركن إلى الدنيا ولا يغرنك من قد ترى من أوغادها فعما قليل تضمحل عنك دنياك، ثم تصير إلى ربك فيجزيك بعملك وقد علمت أن هذا الامر لعلي عليه السلام وهو صاحبه بعد رسول الله صلى الله عليه واله وقد نصحتك إن قبلت نصحي. ثم قام بريدة الاسلمي فقال: يا أبا بكر نسيت أم تناسيت أم خادعتك نفسك أما تذكر إذا أمرنا رسول الله صلى الله عليه واله فسلمنا على علي بإمرة المؤمنين، ونبينا عليه السلام بين أظهرنا فاتق الله ربك وأدرك نفسك قبل أن لا تدركها وأنقذها من هلكتها، ودع هذا الامر ووكله إلى من هو أحق به منك، ولا تماد في غيك، وارجع وأنت تستطيع الرجوع فقد نصحتك نصحي وبذلت لك ما عندي، فإن قبلت وفقت ورشدت. ثم قام عبد الله بن مسعود فقال: يا معشر قريش قد علمتم وعلم خياركم أن أهل بيت نبيكم صلى الله عليه واله أقرب إلى رسول الله صلى الله عليه واله منكم وإن كنتم إنما تدعون هذا الامر بقرابة رسول الله صلى الله عليه واله وتقولون: إن السابقة لنا فأهل نبيكم أقرب إلى رسول الله منكم وأقدم سابقة منكم. وعلي بن أبي طالب عليه السلام صاحب هذا الامر بعد نبيكم فأعطوه ما جعله الله له ولا ترتدوا على أعقابكم فتنقلبوا خاسرين. ثم قام عمار بن ياسر فقال: يا أبا بكر لا تجعل لنفسك حقا جعله الله عزوجل لغيرك، ولا تكن أول من عصى رسول الله صلى الله عليه واله وخالفه في أهل بيته واردد الحق إلى أهله تخف ظهرك وتقل وزرك وتلقى رسول الله صلى الله عليه واله وهو عنك راض، ثم يصير إلى الرحمن فيحاسبك بعملك ويسألك عما فعلت. ثم قام خزيمة بن ثابت ذو الشهادتين فقال: يا أبا بكر ألست تعلم أن رسول الله صلى الله عليه واله قبل شهادتي وحدي ولم يرد معي غيري؟ قال: نعم، قال: فاشهد بالله أني سمعت رسول الله صلى الله عليه واله يقول: " أهل بيتي يفرقون بين الحق والباطل، وهم الائمة الذين يقتدى بهم ".
      ثم قام أبو الهيثم بن التيهان فقال: يا أبا بكر أنا أشهد على النبي صلى الله عليه واله أنه أقام عليا فقالت الانصار: ما أقامه إلا للخلافة، وقال بعضهم: ما أقامه إلا ليعلم الناس أنه ولي من كان رسول الله صلى الله عليه واله مولاه، فقال عليه السلام: " إن أهل بيتي نجوم أهل الارض فقدموهم ولا تقدموهم ". ثم قام سهل بن حنيف فقال: اشهد أني سمعت رسول الله صلى الله عليه واله قال على المنبر: " إمامكم من بعدي علي بن أبي طالب عليه السلام، وهو أنصح الناس لامتي " ثم قام أبو أيوب الانصاري فقال: اتقوا الله في أهل بيت نبيكم وردوا هذا الامر إليهم فقد سمعتم كما سمعنا في مقام بعد مقام من نبي الله صلى الله عليه واله " أنهم أولى به منكم " ثم جلس. ثم قام زيد بن وهب فتكلم وقام جماعة من بعده فتكلموا بنحو هذا، فأخبر الثقة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه واله أن أبا بكر جلس في بيته ثلاثة أيام فلما كان اليوم الثالث أتاه عمر بن الخطاب وطلحة والزبير، وعثمان بن عفان، وعبد الرحمن بن عوف، وسعد بن أبي وقاص، وأبو عبيدة بن الجراح مع كل واحد منهم عشرة رجال من عشائرهم. شاهرين السيوف فأخرجوه من منزله وعلا المنبر، وقال قائل منهم: والله لئن عاد منكم أحد فتكلم بمثل الذي تكلم به لنملان أسيافنا منه، فجلسوا في منازلهم ولم يتكلم أحد بعد ذلك.(الخصال للصدوق ص 461)
      نزل صامتاً، وصلب صامتاً، وقـُتل صامتاً، وصعد الى ربه صامتاً، هكذا إن أردتم أن تكونوا فكونوا...

      Comment

      Working...
      X
      😀
      🥰
      🤢
      😎
      😡
      👍
      👎