إعـــــــلان

Collapse
No announcement yet.

رداً على تخبط الشيخ محمد السند ومغالطاته في أمر المهديين والرجعة

Collapse
X
 
  • Filter
  • الوقت
  • Show
Clear All
new posts
  • محمد الانصاري
    MyHumanity First
    • 22-11-2008
    • 5048

    رداً على تخبط الشيخ محمد السند ومغالطاته في أمر المهديين والرجعة

    بسم الله الرحمن الرحيم
    والحمد لله رب العالمين
    وصلى الله على محمد وال محمد الائمة والمهديين وسلم تسليما كثيرا

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    =================

    المهديون الاثنا عشر
    خلفاء دولة العدل الإلهي قبل الرجعة


    رداً على تخبط الشيخ محمد السند ومغالطاته في أمر المهديين والرجعة مدعياً أنّ المهديين منصباً لنفس الأئمة في الرجعة



    (الحلقة الأولى)

    الحمد لله رافع الحق ومظهره، وقاهر الباطل وكاسره، وصلى الله على الرسول المنتجب المصطفى محمد، وعلى عترته الطاهرين وذريته الأكرمين الأئمة والمهديين وسلم تسليماً كثيراً صلاة تقصم ظهور الملحدين وتُرغم أنوف الجاحدين.

    قال سبحانه: ﴿مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَاراً بِئْسَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ﴾().

    إنها أصوات العلماء غير العاملين، وهي أنكر الأصوات كما قال عنها لقمان ناصحاً ابنه: ﴿وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِن صَوْتِكَ إِنَّ أَنكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ﴾().

    ولقد تعالت الأصوات واجتمعت الكلمة اليوم لصد الناس عن آل محمد عليهم السلام وعن حكمتهم اليمانية وقائمهم الموعود ، بشتى السُبل والطرق المتاحة لهم فوظفوا كل طاقتهم للتأويل عليه كما قال صادق أهل البيت عليهم السلام عبر نافذة الغيب:

    عن الفضيل بن يسّار، قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول:
    (إنّ قائمنا إذا قام استقبل من جهل الناس أشد مما استقبله رسول الله من جهال الجاهلية. قلت: وكيف ذاك ؟ قال: إنّ رسول الله أتى الناس وهم يعبدون الحجارة والصخور والعيدان والخشب المنحوتة، وإنّ قائمنا إذا قام أتى الناس وكلهم يتأول عليه كتاب الله يحتج عليه به، ثم قال: أما والله ليدخلن عليهم عدله جوف بيوتهم كما يدخل الحر والقر (البرد)) ().

    فالحمد لله الذي أرانا الحق واضحاً جلياً في زمن افتتنت الناس في دينها فشبه لهم الباطل بالحق، فهم قد سقطوا فيها من حيث يشعرون أو لا يشعرون.

    يقول أمير المؤمنين عليه السلام
    : (إنما بدءُ وقوع الفتن أهواءٌ تتبع وأحكام تبتدع، يخالف فيها حكم الله، يتولى فيها رجالٌ رجالاً، ألا أنّ الحق لو خَلُصَ لم يكن اختلاف، ولو أنّ الباطل خلص لم يَخْفَ على ذي حجى، لكنه يؤخذ من هذا ضِغْثٌ ومن هذا ضغثٌ فيمزجان فيجللان معاً، فهنالك يستولي الشيطان على أوليائه، ونجا الذين سبقت لهم من الله الحسنى. إني سمعت رسول الله يقول: كيف أنتم إذا لبستم فتنة يربو فيها الصغير ويهرم فيها الكبير، يجري الناس عليها ويتخذونها سنة، فإذا غير منها شيء قيل: قد غيرت السنة وقد أتى الناس منكراً، ثم تشتد البلية، وتسبى الذرية، وتدقهم الفتنة كما تدق النار الحطب وكما تدق الرحا بثفالها، ويتفقهون لغير الله ويتعلمون لغير العمل، ويطلبون الدنيا بأعمال الآخرة) ().

    ومن الطبيعي في هكذا ظروف لابد أن يوجد عاصمٌ للناس من الفتن المظلمة، فلذا بعد أن قال
    أمير المؤمنين عليه السلام
    : (إنّ الفتنة إذا أقبلت شبهت، وإذا أدبرت نبهت. ينكرن مقبلات ويعرفن مدبرات. قام إليه رجل فقال: يا أمير المؤمنين، ما نصنع في ذلك الزمان ؟ قال: انظروا أهل بيت نبيكم فإن لبدوا فالبدوا، وإن استصرخوكم فانصروهم تؤجروا، ولا تستبقوهم فتصرعكم البلية،...) ().

    فالعاصم من الفتن هما الكتاب والعترة اللذين لن يفترقا حتى يردا على نبي هذه الأمة الحوض ؟
    وإذا كان الأمر كذلك فكيف بمن يهجر القرآن والعترة الطاهرة، ويعتمد على فهمه السقيم وتأويلاته الاجتهادية ؟ مع أنّ العترة قد ضمنت لمن تمسك بها عدم الضلال، وأكدوا آل محمد على ذلك في رواياتهم، إلا أنّنا نجد الكثير استغنى بعقله عن كلام العترة الهادية مدعياً أنه الأعرف بسلوكه!!
    فكانت النتيجة اختلاف الآراء في الكثير من المسائل العقائدية فضلاً عن الفقهية، فانقلبت كثير من المسائل تبعاً لتطور عقول المستنبطين.
    وإذا كان الإمام المهدي في توقيعه للشيخ المفيد رحمه الله يبين الانحراف منذ الزمن السابق فماذا سيقول الإمام المهدي اليوم الذي بدأ فيه الانحراف المنهجي واضحاً جلياً ؟!
    فمعالم أهل البيت مهجورة منفية يُراد إبعاد الناس عنها وحصرها بما يسمّون بالمتخصصين الذي عبثوا بها باجتهاداتهم، وراحوا - مع الأسف - يرددون المقولة السنية القائلة: إنّ العالم إذا أصاب فله أجران وإن أخطأ فله أجر واحد !!
    وهكذا راحوا يُحاكمون حِكمة محمد وآله وأحاديثهم الربانية بعلوم قد جعلوها الميزان في القبول والرد، فأصبحت حكمة محمد وعترته ليست هي الميزان بل هي الموزون، فأما الميزان فهي العلوم والقواعد الارسطية والفلسفية وما نتج عنها من نتائج.
    مع أنّ صادق أهل البيت يقول: (من سرّه أن يستكمل الإيمان كله فليقل: القول مني في جميع الأشياء قول آل محمد، فيما أسروا وما أعلنوا وفيما بلغني عنهم وفيما لم يبلغني)().

    السبب والغاية من البحث:

    لقد تعرّض الشيخ محمد السند في إحدى محاضراته المنشورة في الانترنت والتي طبعت في النجف الأشرف ككتيب صغير أسماه

    (المهديون الاثنا عشر مقام الرجعة للأئمة الاثني عشر) ()

    لدعوة السيد أحمد الحسن عليه السلام محاولاً صرف الأدلة عن دلالتها الحقيقية كما سيأتي بيان ذلك، مستغلاً عدم معرفة الناس المساكين بالتفلسفات الدخيلة على علوم آل محمد . ووجاهتهم التي اكتسبوها بغطاء النيابة عن الإمام المهدي ،
    فجعلوا الإمامة التي هي خلافة الله في الأرض غطاء يتوصلون به لمأربهم، وراحوا يضعون لأنفسهم العناوين البراقة التي تجذب قلوب الناس لهم، كما فعل من سبقهم فوضع لنفسه ألقاباً وأسماءً مع أنه بعيد كل البعد عنها، فمن يقرأ اسم المتوكل على الله أو المعتصم بالله أو غيرهم وينظر إلى أفعالهم سيرى بين الاسم والمسمى البون الشاسع والفرق الكبير، فهكذا هم اليوم، فالألقاب تكال لمن يريدها بالكيل دون أي رادع، كل ذلك لكي يجعلوا الناس مستحمرين لا يحق لهم التفكير في أي أمر إلا بالرجوع لهم، فزمام الدين بأيديهم وعلى الناس أن تأخذ منهم بلا سؤال أو استفسار، فاحتكروا علم الدين لأنفسهم لكي يبعدوا الناس عن المعرفة خوفاً من الوقوف ضدهم، فاختطفوا الناس وتركوهم يعيشون في جهل عميق وسبات حتى أصبحوا كالجثث الهامدة.

    ويتلخص ما قاله الشيخ محمد السند بكون المهديين عنواناً ومنصباً ومقاماً للأئمة الاثني عشر في عالم الرجعة، ولقد ناقشه العديد من طلبته حول ما قاله في الكتيب المتقدم وقدم النقوض عليه، إلا أنه يجيبهم بكونه قد احتفظ بالدليل على قوله ولم يبح به !!!
    ومن هنا تعرضتُ في هذا البحث للرجعة وبيان شيء منها كما فهمته من كلمات القائم أحمد عليه السلام ، وبيان الفرق بينها وبين المهديين ، وبيان مواضع الخلل في كلامه بشيء من التفصيل خشية الإطالة المملة.
    فجاء هذا الرد لكشف الحقيقة التي أراد إخفاءها الشيخ محمد السند، وأسال الله سبحانه أن يكون خالصاً لوجهه الكريم، مفيداً للقارئ يرفع اللبس ويبين الحقيقة بوضوح.

    Abdulali Almansouri عبد العالي المنصوري

    =========================================================
    نسال الله تعالى ان يجعلنا من الثابتين على ولاية سيدي ومولاي الامام احمد الحسن عليه الصلاة والسلام
    اللهم مكن لقائم آل محمد
    اللهم مكن لقائم آل محمد
    اللهم مكن لقائم آل محمد
    نسالكم الدعاء

    ---


    ---


    ---

  • محمد الانصاري
    MyHumanity First
    • 22-11-2008
    • 5048

    #2
    رد: رداً على تخبط الشيخ محمد السند ومغالطاته في أمر المهديين والرجعة

    خلفاء دولة العدل الإلهي قبل الرجعة

    رداً على تخبط الشيخ محمد السند ومغالطاته في أمر المهديين والرجعة مدعياً أنّ المهديين منصباً لنفس الأئمة في الرجعة

    (الحلقة الثانية)

    1. حكمة بالغة فما تغني النذر:

    جاء في توقيع الإمام المهدي عليه السلام إلى سفيره العمري، في جوابه عن علة الغيبة:
    (... وأمّا علة ما وقع من الغيبة، فإنّ الله عزّ وجل قال: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَسْأَلوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ﴾()) ().
    وقال في جوابه على مسائل الحميري التي سأل عنها الإمام ، فقال : (بسم الله الرحمن الرحيم، لا لأمره تعقلون ولا من أوليائه تقبلون، ﴿حِكْمَةٌ بَالِغَةٌ فَمَا تُغْنِ النُّذُرُ﴾()، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين) ().

    ولا غرابة في انحراف أكثر الأمة عن الخط الصحيح والمنهج الإلهي الرصين بعد أن قرأنا ما كتبه الإمام المهدي عليه السلام في توقيعه للشيخ المفيد رحمه الله قائلاً: (فإنّا يحيط علمنا بأنبائكم ولا يعزب عنا شيء من أخباركم ومعرفتنا بالزلل الذي أصابكم، مذ جنح كثير منكم، إلى ما كان السلف الصالح عنه شاسعاً ونبذوا العهد المأخوذ منهم وراء ظهورهم كأنهم لا يعلمون،...)().

    ففي ذلك الزمن كما ينص التوقيع المبارك قد زاغ متبعو أهل البيت عن منهج السلف الصالح ونبذوا العهد المأخوذ وراء ظهورهم، فأي خسارة أوضح من هذه ؟ وأي انحراف أكبر منه ؟!

    وبعد غياب الحق - بطبيعة الحال - سيحل الباطل محلّه، فبعد غيابهما والاستخفاف بهما فقد حل محلهما أبغض الخلق إلى الله عز وجل كما يقول أمير المؤمنين عليه السلام ، حيث بين ذلك
    قائلاً:

    (إنّ من أبغض الخلق إلى الله عز وجل لرجلين: رجل وكله الله إلى نفسه فهو جائر عن قصد السبيل، مشعوف بكلام بدعة، قد لهج بالصوم والصلاة فهو فتنة لمن افتتن به، ضال عن هدي من كان قبله، مضل لمن اقتدى به في حياته وبعد موته، حمال خطايا غيره، رهن بخطيئته. ورجل قمش جهلاً في جهال الناس، عان بأغباش الفتنة، قد سماه أشباه الناس عالماً ولم يغن فيه يوماً سالماً، بَكَر فاستكثر، ما قل منه خير مما كثر، حتى إذا ارتوى من آجن واكتنز من غير طائل، جلس بين الناس قاضياً ضامناً لتخليص ما التبس على غيره، وإنّ خالف قاضياً سبقه، لم يأمن أن ينقض حكمه من يأتي بعده، كفعله بمن كان قبله، وإن نزلت به إحدى المبهمات المعضلات هيأ لها حشواً من رأيه، ثم قطع به، فهو من لبس الشبهات في مثل غزل العنكبوت لا يدري أصاب أم أخطأ، لا يحسب العلم في شيء مما أنكر، ولا يرى أنّ وراء ما بلغ فيه مذهباً، إن قاس شيئاً بشيء لم يكذب نظره وإن أظلم عليه أمر أكتتم به، لما يعلم من جهل نفسه، لكيلا يقال له: لا يعلم، ثم جسر فقضى، فهو مفتاح عشوات، ركّاب، خبّاط جهالات، لا يعتذر مما لا يعلم فيسلم ولا يعضُ في العلم بضرس قاطع فيغنم، يذري الروايات ذرو الريح الهشيم تبكي منه المواريث، وتصرخ منه الدماء، يُستحل بقضائه الفرج الحرام، ويُحرم بقضائه الفرج الحلال، لا مليء بإصدار ما عليه ورد، ولا هو أهل لما منه فرط، من ادعائه علم الحق) ().

    فهذا وصف الكثير بحسب الحقيقة وإن كان بحسب الظاهر ربما يعدّه الجاهلون هو العالم العامل الناسك، فهو جاهل متنسك وهذا هو الذي قصم ظهر علي أمير المؤمنين عليه السلام حيث يقول
    : (قصم ظهري عالم متهتك وجاهل متنسك، فالجاهل يغش الناس بتنسكه، والعالم ينفرهم بتهتكه)().

    وأعداء آل محمد عليهم السلام وإن تظاهروا بالتنسك إلا أنّ الله سيفضحهم على رؤوس الأشهاد وستعرف الناس الطينة الخبيثة التي خلقوا منها، وتعرف رفضهم لولاية الطاهرين في الذر الأول.
    يقول الإمام الصادق عليه السلام في حديث طويل إلى ان
    يقول:
    (.... إنّ الله خلق أقواماً لجهنم والنار، فأمرنا أن نبلغهم كما بلغناهم واشمأزوا من ذلك ونفرت قلوبهم وردوه علينا ولم يحتملوه وكذبوا به وقالوا ساحر كذّاب، فطبع الله على قلوبهم وأنساهم ذلك، ثم أطلق الله لسانهم ببعض الحق، فهم ينطقون به وقلوبهم منكرة، ليكون ذلك دفعاً عن أوليائه وأهل طاعته ولولا ذلك ما عبد الله في أرضه، فأمرنا بالكف عنهم والستر والكتمان فاكتموا عمن أمر الله بالكف عنه واستروا عمن أمر الله بالستر والكتمان عنه. يقول الراوي: ثم رفع يده وبكى وقال: اللهم إنّ هؤلاء لشرذمة قليلون فاجعل محيانا محياهم ومماتنا مماتهم ولا تسلط عليهم عدواً لك فتفجعنا بهم، فإنك إن أفجعتنا بهم لم تعبد أبداً في أرضك ...) ().

    وبعد هذا لننظر بكل علمية وإنصاف وتجرّد لما أثاره بعض من يدعي العلم اليوم حول دعوة الحق المباركة، دعوة السيد أحمد الحسن اليماني عليه السلام ، كي نخرج بنتائج مرضية لله سبحانه وتعالى، سائلين المولى التوفيق لبيان الحق لمن طلبه.

    2. لمَ لا نعتبر ؟!

    قبل أن أخوض فيما قال وفيما يرد عليه من المناقشات أنقل حادثة عسى أن يكون فيها هدى لمن له قلب فيه شيء من بصيص الإنصاف والإيمان.
    روى ابن شهر آشوب في المناقب عن أبي القاسم الكوفي في كتاب التبديل:
    (إنّ إسحاق الكندي كان فيلسوف العراق في زمانه أخذ في تأليف تناقض القرآن وشغل نفسه بذلك وتفرد به في منزله، وإنّ بعض تلامذته دخل يوماً على الإمام الحسن العسكري عليه السلام فقال له أبو محمد : أما فيكم رجل رشيد يردع أستاذكم الكندي عما أخذ فيه من تشاغله القرآن. فقال التلميذ: نحن من تلامذته كيف يجوز منا الاعتراض عليه في هذا أو في غيره، فقال له أبو محمد: أتؤدي إليه ما ألقيه إليك ؟ قال: نعم، قال: فصر إليه وتلطف في مؤانسته ومعونته على ما هو بسبيله فإذا وقعت الانسة في ذلك فقل قد حضرتني مسألة أسألك عنها فإنه يستدعي ذلك منك. فقل له إن أتاك هذا المتكلم بهذا القرآن هل يجوز أن يكون مراده بما تكلم منه غير المعاني التي قد ظننتها أنك ذهبت إليها ؟ فإنه سيقول لك أنه من الجائز؛ لأنه رجل يفهم إذا سمع، فإذا أوجب ذلك فقل له: فما يدريك لعله قد أراد غير الذي ذهبت أنت إليه فيكون واضعاً لغير معانيه. فصار الرجل إلى الكندي وتلطف إلى أن ألقى عليه هذه المسألة فقال له: أعد عليّ، فأعاد عليه فتفكر في نفسه ورأى ذلك محتملاً في اللغة وسائغاً في النظر، فقال: أقسمت عليك إلا أخبرتني من أين لك ؟ فقال: إنه شيء عرض بقلبي فأوردته عليك، فقال: كلا ما مثلك من اهتدى إلى هذا ولا من بلغ هذه المنزلة فعرفني من أين لك هذا ؟ فقال: أمرني به أبو محمد. فقال: الآن جئت به وما كان ليخرج مثل هذا إلا من ذلك البيت، ثم إنه دعا بالنار وأحرق جميع ما كان ألفه) ().

    فالفيلسوف الكندي المنكر لعظمة القرآن وكونه رسالة خاتم الأنبياء محمد حتى ادعى فيه التناقض قد ارتدع وأحرق ما كتبه بسبب حكمة يمانية من الإمام العسكري عليه السلام ، قال له فيها:

    (إن أتاك هذا المتكلم بهذا القرآن هل يجوز أن يكون مراده بما تكلم منه غير المعاني التي قد ظننتها أنك ذهبت إليها ؟ فإنه سيقول لك إنه من الجائز؛ لأنه رجل يفهم إذا سمع، فإذا أوجب ذلك فقل له: فما يدريك لعله قد أراد غير الذي ذهبت أنت إليه فيكون واضعاً لغير معانيه).

    فهلا كان في هذا موعظة لمن تفلسف اليوم على الرغم من أنه يقرّ بكون مجرّد الاحتمال منجز في باب العقائد ويجب على الإنسان البحث والتقصي لكشف الحق لكي يهلك من هلك عن بينة وينجو من نجا على بينه، وبين يديه قضية عقائدية مرتبطة بالإمامة التي هي الأصل الرابع من أصول الدين الخمسة كما يعتقدون بذلك !!
    فأين ذهب الإنصاف اليوم بعد أن كان موجوداً عند كل من كان لديه شرف الخصومة والتأدّب في النقاش العلمي !
    نقرأ أنّ عمران الصابئي يقول

    للإمام الرضا عليه السلام
    : (يا عالم الناس) ()،
    على الرغم من إنكاره لإمامته، ونرى الجاثليق
    يقول للإمام الرضا عليه السلام
    : (فلا وحق المسيح أنّي ما ظننت أنّ في علماء المسلمين مثلك) ()
    ،
    على الرغم من كونه رافضاً للإسلام برُمته. كل ذلك من خلال جلسة واحدة أجاب فيها الإمام الرضا عليه السلام عن المسائل التي وُجهّت إليه من قبل المخالفين، ونرى اليوم من الذين يدّعون أتباع آل محمد عليهم السلام كيف يقابلون كلامهم وبكل صلافة مدعين أنهم الفيصل في تفسيرها، فكل ما لا يتعقلوه رفضوه واشمأزوا منه وضربوا به عرض الجدار.

    فإذا كان الجاثليق وعمران الصابئي أقرّا بعلم الإمام الرضا عليه السلام على الرغم من مخالفتهما له في المنهج وطبيعة التفكير والمصدر الذي يستقيان منه المعرفة، فكيف استطاعا أن يعرفا أنه عالم رباني مع أنه يخالفهما بل وبيّن زيف اعتقادهما، وعلى الرغم من ذلك أنصفوه وأقرّوا له بالفضل والعلم، فإذا كانت هذه الشهادة منهما بحق الإمام الرضا عليه السلام من خلال مجلس واحد ولم يطلعا على كل علومه، فلماذا اليوم بعد أن كتب وصنّف يماني آل محمد السيد أحمد الحسن عليه السلام بشتى العلوم كالتوحيد والتفسير والفقه وغيرها، وفك كثيراً من الختوم بحكمته اليمانية التي عجز عنها جميع العلماء في السابق والحاضر، وامتد ذلك السيل من علمه إلى التوراة والإنجيل ففسر فيها ما أعجز واعيا الكثير من مدعي التخصص من القساوسة وغيرهم.
    فلمَ غاب الإنصاف اليوم ؟!! على الرغم من أنّه قد فتح بابه لسنين طويلة - ولا زال - ينادي بمن نصبوا أنفسهم علماءً للأمة للحوار والنقاش الجاد لكشف الحقيقة، والمناظرة في كل كتاب سماوي وفي كل معضلة قد عجزوا عن حلها، كل ذلك خشية ذهاب الأمة إلى جهنم بسبب إعراضها الناشئ من التفافها حول سادتها والملأ الذي حارب الحجج في طيلة تاريخ الرسالات السماوية:

    ﴿وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَا﴾().

    ﴿يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ مَا يَأْتِيهِم مِّن رَّسُولٍ إِلاَّ كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُون﴾().

    يتبع الحلقة الثالثة

    ---


    ---


    ---

    Comment

    • محمد الانصاري
      MyHumanity First
      • 22-11-2008
      • 5048

      #3
      رد: رداً على تخبط الشيخ محمد السند ومغالطاته في أمر المهديين والرجعة

      المهديون الاثنا عشر
      خلفاء دولة العدل الإلهي قبل الرجعة

      رداً على تخبط الشيخ محمد السند ومغالطاته في أمر المهديين والرجعة مدعياً أنّ المهديين منصباً لنفس الأئمة في الرجعة

      (الحلقة الثالثة)

      (1)
      بحوث لتأصيل الردود

      1. تقسيم الروايات:

      لو نظر القارئ لروايات أهل البيت عليهم السلام التي تبين عدد المعصومين يراها تنقسم إلى خمسة أقسام، وهي كالتالي:

      القسم الأول:
      الروايات التي بينت أنّ الأئمة إثنا عشر، وهم كالتالي: (الإمام علي بن أبي طالب، الإمام الحسن المجتبى، الإمام الحسين الشهيد، الإمام علي بن الحسين، الإمام محمد الباقر، الإمام جعفر الصادق، الإمام موسى الكاظم، الإمام علي الرضا، الإمام محمد الجواد، الإمام علي الهادي، الإمام الحسن العسكري، الإمام محمد بن الحسن المهدي ). عليهم صلوات ربي جميعا

      والروايات التي جاءت تبيّن عدد الأئمة المعصومين عليهم أفضل الصلاة والسلام، جاءت بألفاظ مختلفة، وهي:

      1. (اثنا عشر خليفة)،
      فعن عبد الملك بن عمير، عن جابر بن سمرة (رضي الله عنه)، قال: (كنت مع أبي عند رسول الله صل الله عليه واله وسلم فسمعته يقول: بعدي اثنا عشر خليفة. ثم أخفى صوته، فقلت لأبي: ما الذي [قال في] أخفى صوته ؟ قال: قال: كلهم من بني هاشم) ().

      2. (اثنا عشر أميراً)،
      أخرج أحمد في مسنده قال: حدثنا عبد الله، حدثني أبي، ثنا سفيان بن عيينة، عن عبد الملك بن عمير، قال: (سمعت جابر بن سمرة السوائي يقول: سمعت رسول الله صل الله عليه واله وسلم يقول: لا يزال هذا الأمر ماضياً حتى يقوم اثنا عشر أميراً. ثم تكلم بكلمة خفيت عليّ، فسألت أبي ما قال ؟ قال: كلهم من قريش) ().

      3. (اثنا عشر رجلاً)،
      قال: حدثنا ابن أبي عمير، حدثنا سفيان، عن عبد الملك بن عمير، عن جابر بن سمرة، قال: (سمعت النبي صل الله عليه واله وسلم يقول: لا يزال أمر الناس ماضياً ما وليهم اثنا عشر رجلاً. ثم تكلم النبي بكلمة خفيت عليّ، فسألت أبي ماذا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقال: كلهم من قريش) ().

      4. (اثنا عشر محدثاً)،
      قال الإمام الباقر عليه السلام : (منا اثنا عشر محدَّثاً) ().

      5. (اثنا عشر مهدياً)،
      فعن الإمام الحسين عليه السلام : (منا اثنا عشر مهدياً، أولهم أمير المؤمنين علي بن أبي طالب وآخرهم التاسع من ولدي، وهو القائم بالحق) ().

      6. (اثنا عشر إماماً)،
      قال النبي صل الله عليه واله وسلم
      : (يا علي، إنه سيكون بعدي اثنا عشر إماماً، ومن بعدهم اثنا عشر مهدياً ..) ().

      7. (إثنا عشر نقيباً)،
      روى الشيخ الكليني بسنده عن أبي جعفر عليه السلام
      ، قال: (قال رسول الله صل الله عليه واله وسلم : من ولدي اثنا عشر نقيباً، نجباء، محدثون، مفهمون، آخرهم القائم بالحق يملاها عدلاً كما ملئت جوراً) ().

      فهذه التعابير وإن اختلفت لفظاً إلا أنّ المقصود بها شيء واحد، وهم الأئمة الإثني عشر أولهم علي بن أبي طالب عليه السلام وآخرهم محمد بن الحسن العسكري عليه السلام .

      وهذا ما صرح به الشيخ محمد السند في نهاية كلامه فقال:
      (ولا يخفى على اللبيب الفطن أنَّ الأئمّة الاثنا عشر كما ورد تسميتهم بالأئمّة الاثني عشر وبالمهديّين الاثني عشر في روايات الفريقين، أي في روايات أهل السُنَّة أيضاً وردت أنَّ علياً وولده هم المهديّون الاثنا عشر بعد رسول الله ، كذلك أيضاً ورد في روايات الفريقين أسماء أخرى للاثني عشر، نظير اثنا عشر خليفة، واثنا عشر أمير بعد رسول الله ، واثنا عشر وصيّ، واثنا عشر هادي، واثنا عشر وارث، وغيرها غير هذه السبعة عناوين وأوصاف لكنَّها كلّها تشير إلى المعصومين الاثني عشر علي والحسن والحسين والتسعة من ولد الحسين ، فانتبه والتفت إلى بيانات القرآن الكريم والنبيّ في وصفهم ).

      القسم الثاني:
      الروايات التي دلت على أنّ الأئمة ثلاثة عشر، ومنها ما يلي:

      1. روى الشيخ الكليني بسنده، عن زرارة، قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام
      يقول: (الإثنا عشر الإمام من آل محمد كلهم محدّث من رسول الله ومن ولد علي، ورسول الله وعلي (عليهما السلام) هما الوالدان ....) ().

      2. روى الشيخ الكليني بسنده عن أبي جعفر عليه السلام ، عن جابر بن عبد الله الأنصاري، قال: (دخلت على فاطمة (عليها السلام) وبين يديها لوح فيه أسماء الأوصياء من ولدها، فعددت اثني عشر آخرهم القائم ، ثلاثة منهم محمد وثلاثة منهم علي) ().

      3. روى الشيخ الكليني بسنده عن أبي الجاورد، عن أبي جعفر ، قال: (قال رسول الله : إنّي واثني عشر من ولدي وأنت يا علي زر الأرض، يعني أوتادها وجبالها، بنا أوتد الله الأرض أن تسيخ بأهلها، فإذا ذهب الاثنا عشر من ولدي ساخت الأرض بأهلها ولم ينظروا)().

      4. روى الشيخ الكليني بسنده عن أبي جعفر ، قال: (قال رسول الله صل الله عليه واله وسلم : من ولدي اثنا عشر نقيباً، نجباء، محدثون، مفهمون، آخرهم القائم بالحق يملاها عدلاً كما ملئت جوراً)().

      فالرواية الأولى: تقول الإثنا عشر المحدث من ولد رسول الله صل الله عليه واله وسلم ومن ولد علي بن أبي طالب ، فالمحدثون إذن اثنا عشر غير علي بن أبي طالب لكونه عدته الرواية أباً للإثني عشر، وبعد استثناء الإمام علي فمن هم الاثني عشر إذن.

      وأما الرواية الثانية: فيقول جابر بن عبد الله الأنصاري أنه رأى لوح في يد فاطمة (عليها السلام) فيه أسماء الأوصياء من ولدها، وهؤلاء كانوا اثنا عشر، وعلي ليس من ولدها بالطبع، فبإضافة علي بن أبي طالب يكون عدد الأوصياء ثلاثة عشر.

      وأما الثالثة: فالنبي يخاطب علياً قائلاً: إني واثني عشر من ولدي، يعني الإثني عشر من ولد النبي وليس من ولد علي بن أبي طالب ، ولهذا قال : (وأنت يا علي)، وبإضافة علي إلى عدد الأوصياء الذين هم من ولد النبي يكون العدد ثلاثة عشر.

      وأمّا الرابعة: فالنبي يقول من ولده اثنا عشر نقيباً وهؤلاء محدثون مفهمون، وإن أضفنا للعدد المذكور علي بن أبي طالب عليه السلام لكونه ليس من ولد النبي فيكون العدد ثلاثة عشر.

      القسم الثالث: الروايات التي دلت على أنّ المهديين الذين يحكمون الأرض بعد الإمام المهدي عليه السلام اثنا عشر، ومنها:

      1. قال النبي صل الله عليه واله وسلم : (يا علي، إنه سيكون بعدي اثنا عشر إماماً، ومن بعدهم اثنا عشر مهدياً..) ().

      2. عن الإمام الصادق عليه السلام : (إنّ منا بعد القائم اثنا عشر مهدياً من ولد الحسين ) ().

      3. عن أبي بصير، قال: (قلت للصادق جعفر بن محمد عليه السلام
      : يا ابن رسول الله، إني سمعت من أبيك أنه قال: يكون بعد القائم اثنا عشر إماماً. فقال الصادق : إنما قال: اثنا عشر مهدياً، ولم يقل: اثني عشر إماماً، ولكنهم قوم من شيعتنا يدعون الناس إلى موالاتنا ومعرفة حقنا) ().

      القسم الرابع:
      الرواية التي دلت على أنّ المهديين أحد عشر، وهي:

      عن أبي حمزة، عن أبي عبد الله في حديث طويل أنه قال: (يا أبا حمزة إن منا بعد القائم أحد عشر مهدياً من ولد الحسين ) ().

      القسم الخامس: الروايات التي دلت على أنّ الأئمة اثنا عشر، والمهديين إثنا عشر، وهي رواية الوصية، وهي: عن أبي عبد الله ، عن آبائه، عن أمير المؤمنين ، قال: (قال رسول الله صل الله عليه واله وسلم في الليلة التي كانت فيها وفاته لعلي عليه السلام : يا أبا الحسن، احضر صحيفة ودواة، فأملى رسول الله وصيته حتى انتهى إلى هذا الموضع فقال: يا علي، إنه سيكون بعدي اثنا عشر إماماً ومن بعدهم اثنا عشر مهدياً فأنت يا علي أول الأثني عشر إمام، وساق الحديث إلى أن قال: وليسلمها الحسن إلى ابنه م ح م د المستحفظ من آل محمد فذلك اثنا عشر إماماً، ثم يكون من بعده اثنا عشر مهدياً فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابنه أول المهديين له ثلاثة أسامي اسم كاسمي واسم أبي وهو عبد الله وأحمد والاسم الثالث المهدي وهو أول المؤمنين) ().

      يتبع الحلقة الرابعة

      ---


      ---


      ---

      Comment

      • محمد الانصاري
        MyHumanity First
        • 22-11-2008
        • 5048

        #4
        رد: رداً على تخبط الشيخ محمد السند ومغالطاته في أمر المهديين والرجعة

        المهديون الاثنا عشر
        خلفاء دولة العدل الإلهي قبل الرجعة

        رداً على تخبط الشيخ محمد السند ومغالطاته في أمر المهديين والرجعة مدعياً أنّ المهديين منصباً لنفس الأئمة في الرجعة

        (الحلقة الرابعة)

        2. دفع توهم التعارض بين الروايات:

        ولقد توهم البعض تعارض الروايات، حيث بعضها يقول بكون الأئمة ثلاثة عشر وبعضها يقول إثني عشر، كما أنّ روايات المهديين بعضها يبين أنّ عدد المهديين إثني عشر وبعضها يبين كونه أحد عشر.
        فمن هنا توهم البعض التعارض بين هذه الروايات جهلاً بحقيقة الأمر، والحال أنّ التعارض لا وجود له إلاّ في ذهن البعض، مع إنهم أسسوا قاعدة محصلها: (الجمع أولى من الطرح) ()،
        هذا إن كان التعارض موجوداً، مع أنه لا وجود له أصلاً؛ إذ التعارض إنما تصوره من تصوره في عدة صور:

        الأولى: تعارض روايات الأئمة الإثني عشر مع الروايات التي تدل على كون المهديين اثني عشر، بدعوى أنّ الروايات التي دلت على كون الأئمة اثني عشر تفيد الحصر بالاثني عشر إماماً، فتنفي وجود غيرهم بعدهم مطلقاً. أي: بين القسم الأول والثالث ().

        الثانية: تعارض الروايات التي دلت على كون الأئمة اثني عشر، وبين الروايات التي دلت على كون عدد الأئمة ثلاثة عشر. أي: بين القسم الأول والثاني.

        الثالث: تعارض الروايات التي تنص بأنّ المهديين أحد عشر والروايات التي تنص على كونهم اثني عشر، وهما القسم الثالث والرابع.

        فهذه الصور الثلاثة المتوهمة في التعارض، ولا يوجد غيرها.
        ولنأتي لدراسة الصور المتقدمة للكشف عن التعارض الموهوم.

        أمّا الصورة الأولى:
        وهي توهم تعارض روايات الأئمة الإثني عشر مع الروايات التي تدل على كون المهديين اثني عشر، فهي متوقفة على إثبات الحصر في الروايات التي تنص بكون الأئمة اثني عشر لكي ينتفي غيرهم، والحال أنّ الروايات التي تدل على كون الأئمة اثني عشر لا حصر فيها؛ لكون الحصر له أدوات وهي مفقودة في المقام ()، فروايات الإثني عشر إمام لا توجد فيها أحد هذه الأدوات، فالحصر المدعى لا وجود له أصلاً.
        ولكن ربما قيل: بأنّ الروايات تنص على كون عدد الأئمة إثنا عشر، فنفس كونهم إثني عشر إمام تدل على نفي الزائد وإلا فلمَ بينت العدد ؟ فبيان العدد يفيد الحصر.
        أقول:

        1. إنّ هذا إنما يتم إن قيل بحجية مفهوم العدد، أي: إذا جاء عدد في الدليل فهل إثبات العدد ينفي ما عداه أم لا.

        يقول الشيخ المظفر: (لا شك في أنّ تحديد الموضوع بعدد خاص لا يدل على انتفاء الحكم فيما عداه، فإذا قيل: (صم ثلاثة أيام من كل شهر) فإنه لا يدل على عدم استحباب صوم غير الثلاثة الأيام، فلا يعارض الدليل على استحباب صوم أيام أخر. نعم، لو كان الحكم للوجوب - مثلاً - وكان التحديد بالعدد من جهة الزيادة لبيان الحد الأعلى، فلا شبهة في دلالته على عدم وجوب الزيادة كدليل صوم ثلاثين يوماً من شهر رمضان. ولكن هذه الدلالة من جهة خصوصية المورد، لا من جهة أصل التحديد بالعدد حتى يكون لنفس العدد مفهوم. فالحق أن التحديد بالعدد لا مفهوم له) ().

        ويقول السيد الخوئي: ("مفهوم العدد" إن أريد به أن للقضية مثل "تصدق بخمسة دراهم" دلالة على أنه لا يجزى التصدق بأقل من ذلك فالامر وإن كان كذلك الا انه ليس من جهة دلالة العدد على المفهوم، بل من جهة انه لم يأت بالمأمور به يعني ان المأمور به لا ينطبق على المأتي به في الخارج حتى يكون مجزياً، نظير ما إذا قال المولى "أكرم زيداً مثلاً في يوم الجمعة" فلو أكرمه في يوم الخميس لم يجز، لعدم انطباق المأمور به على المأتي به، وكذا إذا قال "صل إلى القبلة" فصلى إلى جهة أخرى، وهكذا. وبكلمة أخرى ان قضية "تصدق بخمسة دراهم" لا تدل إلا على وجوب التصدق بها، وأما بالإضافة إلى الأقل فهي ساكتة نفياً وإثباتاً يعني لا تدل على نفي وجوب التصدق عنه ولا على إثباته، وأما عدم الأجزاء به فهو من ناحية أن المأمور به في هذه القضية لا ينطبق عليه، وأما بالإضافة إلى الزائد على هذا العدد فان قامت قرينة على أن المولى في مقام التحديد ولحاظ العدد بشرط لا بالإضافة إليه فتدل القضية على نفي الوجوب عن الزائد يعني أن التصدق بالستة غير واجب، بل هو مضر، نظير الزيادة في الصلاة، وان لم تقم قرينة على ذلك فمقتضى إطلاق كلامه أن الزيادة لا تكون مانعة عن حصول المأمور به) ().


        2. إنّ التعارض إنما يكون بين الدليل المثبت والدليل الآخر الذي ينفي ما أثبته الدليل الأول، بحيث يؤدي إلى التنافي، ومن هنا قيل في تعريف التعارض بأنه: (التنافي بين مدلولي الدليلين) (). وقيل أيضاً: (ويتحقق التعارض بين الدليلين حينئذٍ؛ لأنّ كلاًّ منهما ينفي مدلول الدليل الآخر) ().
        ومن هنا قيل بعدم وجود التعارض بين المثبتات، يقول محمد باقر الملكي: (إنّ التعارض إنما يتصور بين النفي والإثبات ولا محصل للتعارض في المثبتات. ضرورة أن إثبات شيء لشيء لا ينافي إثباته لشيء آخر) ().

        وبناء على ما تقدم لا تعارض بين الروايات التي تثبت كون الأئمة اثني عشر وبين الروايات التي تثبت المهديين الاثني عشر.
        وكذا يقال في الصورة الثانية التي تبين كون الأئمة اثني عشر وبين كونهم ثلاثة عشر ()، لعدم تحقق التعارض في المثبتات؛ فروايات الاثني عشر إماماً تثبت أنهم (12)، وكذلك روايات الثلاث عشر تثبت كونهم (13)، فالاثنين يثبتان، وقد تقدم إن التعارض إنما يكون بين النفي والإثبات لا بين الدليلين المثبتين.
        كما أنه تقدم أنّ الروايات التي بينت كونهم اثني عشر لا تدل على الحصر، وبهذا فليس التعارض الاّ توهم ساذج أوهن من بيت العنكبوت.
        وأما الصور الثلاثة من صور التعارض المتقدمة، وهي بين الروايات التي تعد المهديين اثني عشر وبين الروايات التي تعدّهم أحد عشر، فكذلك أيضاً إذ لا تعارض بين المثبتات، وروايات الاثني عشر مهدياً تثبت كونهم (12)، ورواية كون المهديين أحد عشر تثبت كونهم (11)، فكلا القسمين يثبتان، وقد تقدم عدم وجود التعارض بين المثبتات، إلا أن يقال بكون الروايات التي تعدهم اثنا عشر أو التي تعدهم أحد عشر تفيد الحصر بالعدد المذكور، وهذا مبني على القول بمفهوم العدد أو وجود الحصر وهما لا وجود لهما.
        إذن، فالقول بالتعارض لا يعدو أن يكون وهماً كسائر الأوهام التي عشعشت في أذهان الجاهلين.

        يبقى أن نعرف أمرين:

        1. إنّ الروايات التي تعد الأئمة ثلاثة عشر تكون في قبال الروايات التي بينت كون المهديين أحد عشر مهدياً؛ لكون المهدي الأول (أحمد الحسن ) تارة يعد مع الأئمة فيكون عددهم ثلاثة عشر وعندها يكون المهديون أحد عشر، وتارة أخرى يعد مع المهديين فيكون عددهم اثنا عشر كما ويكون عدد الأئمة اثنا عشر.
        والسبب في عدّه مع الأئمة بسبب علو مقامه، فله مقامي الرسالة والولاية كما بيّن السيد أحمد الحسن ذلك في كتاب التوحيد ().

        2. إنّ الروايات المتقدمة تبين بكل وضوح على أنّ القسم الخامس من الأقسام المتقدمة الذي يذكر رواية الوصية التي تثبت كون الأئمة اثني عشر والمهديين اثني عشر هي المرجع في الجمع المتقدم، وهي الأم لجميع هذه الأقسام لكونها حوتهما جميعاً، ومن هنا يعرف قدر هذه الوصية الشريفة.

        يتبع الحلقة الخامسة

        ---


        ---


        ---

        Comment

        • المعدن
          عضو نشيط
          • 22-04-2011
          • 125

          #5
          رد: رداً على تخبط الشيخ محمد السند ومغالطاته في أمر المهديين والرجعة

          اللهم صل على محمد وال محمد الائمة والمهديين وسلم تسليما كثيرا. .. وفقك الله. ونسال الله الثبات والسداد على نصرة الحق. الحق احمد الحسن ع.
          خادمكم المعدن
          اللهم صل على محمد وال محمد الأئمة والمهديين وسلم تسليما

          Comment

          Working...
          X
          😀
          🥰
          🤢
          😎
          😡
          👍
          👎